المعارضون للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

جزاك الله خيراً أخي...

لتكتمل صورة فهم الجو الذي نُشِرت فيه المقالة، فقد أرسل أحد الإخوة مقالاً ثم أتبعه بمكالمة هاتفية ـ بعد يومين ـ تكلم فيها كلاماً شديداً وقاسياً محذراً من الشر المستطير، وعندما حاولنا تعداد نماذج من الذين أسلموا بسبب الإعجاز العلمي، مبينين أن الخلاف يجب ألا يتحول إلى تفسيق ـ كما كرر عدة مرات في مكالمته ـ أقفل الخط !!

وإليكم نص المقالة التي أرسلها الأخ الكريم:



الابتعاد عن الاعجاز في القران فقد حذر العلماء منها وعليكم بتقوى الله

وهذة من خطبه لجمعه للشيخ العلامه يحيى الحجوري حفظه الله وهو على المنبر ينصح الامه
واترككم مع الخطبه

الإيجاز في ضلال دعاة الإعجاز / للحجوري
الإيجاز في ضلال دعاة الإعجاز
الخطبة الأولى
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
 يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 
 يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً 
 يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم ويَغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً  .
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى أرسلَ رَسوله محمداً صلى الله عليه وسلم مُخرجاً لهذه الأمة من ظُلمات الجهل والتيه ، إلى نور الحق والبرهان والاستقامة .
 هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويُعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلالٍ مبين  .
 لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عندتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم * فإن تَولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم  .
 فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدىً من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين  .
وجعله في غايةٍ من الحرص على أن يُوصلَ الحق إلى الناس ، وعلى أن يُوصلَ الهداية إلى الناس ، بل إن الله عز وجل قد عتب عليه في مواضع كثيرة في كتابه لشدة حرصه على الناس وعلى هدايتهم  فلا تذهب نَفسك عليهم حَسَرات إن الله عليمٍ بما يصنعون  ،  فلعلك باخعٌ نفسك إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً  ، فيخبر ربنا سبحانه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاد أن يايخئ نفسه وأن يقتل نفسه حسرةً على أنها من شدة الحسرة على الناس لِمَ لم يستجيبوا لشرع الله ، ولقد كان يَسعى في أسواق الجاهلية وفي أيان الحج فيقول عليه الصلاة والسلام : ( ألا من يؤويني فأبلغ دين ربي ) وهذا في غاية الحرص على إيصال الخير للناس .
وفي < الصحيحين > أنه ذهب إلى ابن عبد ياليل فعرض نفسه عليه ليؤويه حتى ينصر دين الله ، فرد عليه دعوته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغمومٌ ، حتى بلغ قرن الثعالب ورفع رأسه ، وإذا جبريل يناديه يا محمد إن هذا ملك الجبال يناديك إن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين فعلت قال : ( لا إني أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ) الحديث عن أم المؤمنين عائشة في < الصحيحين > .
كل هذا يَدل على حرصه الشديد على إيصال الخير للناس ، وما توفاه ربه سبحانه حتى أكمل به هذه الملة المعوجة ، ففتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً ، كانت تدعو غير الله كانت تَعتقد الضَر والنفع في غير الله ، ربما كان أحدهم يعبد حجراً وبلا شك ولقد كان في مكة أكثر من ثلاثمائة صنم  وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً  ، وجاء الحق بتحطيم ذلك الباطل على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاء رسول الله باخراج الناس من ظلمات الأهواء إلى نور الحق والسنة إلى نور الحق والهداية  اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً  فما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية ، وقال بعض يهود : لو علينا نزلت لتخذنا ذلك اليوم عيداً ، لأن عندهم الأعياد من تلقاء أنفسهم من غير توقيف عن دليل ، وهي نزلت في يوم عرفة ولم يَلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نحو ثمانين يوماً حتى قَبضه الله  ما فرضنا في الكتاب من شيء  مما يحتاج إليه الناس في دينهم ، لم يكن ليترك رب العالمين الناس إلى عقول العقلانيين ، ولا إلى هلوسة المهلوسين ، ولا إلى استحسان المستحسنين ، فأكمل الله سبحانه وتعالى دينه ، وفي < الصحيحين > من حديث سهل بن سعدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه قال لعلي بن أبي طالب : ( ادعهم إلى ما نحن عليه ، والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) ، والذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن يدعو الناس إلى كتاب الله وإلى ما أوحى الله إليه من السنة ،  والنجم إذا هوى * مضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى * 
 وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء  .
 ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون  ، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمام نصحه وغاية محبته للمسلمين ولأهل الإسلام ، حذر من جميع البدع صغيرها وكبيرها ودقيقها وجليلها لما فيها من الأضرار على الناس في دينهم في معتقداتهم في عباداتهم في جميع أحوالهم ، فقال عليه الصلاة والسلام في خُطَبه وكان يكرر ذلك : ( ألا وإن كل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار ) وهو القائل عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، فأبان صلوات الله وسلامه عليه أن من جاء في باختراع في الدين ليس له مثالٌ سابق من الشرع فهو وبال على صاحبه مردودٌ عليه ، وروى الترمذي وغير من أهل السنن والمعاجم والمسانيد من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظةً بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقالوا يا رسول الله : كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبدٌ ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن محدثة بدعة ) سمعاً وطاعةً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ألا وإن من أعظم البدع ، وأقبح البدع ، وأرذل البدع في هذه الأيام ، وفي هذه العصور الجديدة ، لما أحدثه بعض الناس مما يدعونه علماً ، ويسمونه بالأعجاز العلمي ، يضخمونه في أعين الناس ، يعضمونه في صدور الناس ، والواقع أنه جهلٌ محظ ، والواقع أنه تجهيل للمسلمين ، والواقع أنه مزاحمة لكتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم ، يأتون بأفكار الكفار وأفكار أولئك الحيارى من اليهود والنصارى يصححون بها ويصدقون بها كلام رب العالمين سبحانه وتعالى ، فترى أحدهم يقول : وهذا الفعل مصداق قوله تعالى كذا ، يأتي باكتشافاتٍ من اكتشافات الكفار ثم يزعم أنه يُصدق القرآن ، ويدل على صدق القرآن ، وأولئك حيارى وأولئك يَتَلمسون لهم ما يجعلهم في أي جانبٍ من الجوانب ، وهؤلاء على شريعة من الأمر أعرضوا عنها  ثم جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين  نعم والله ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( قبل الساعة ، يظهر الجهل ، وتكثر الفتن ، ويفشو الزنا ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ) والحديث من حديث أنس وأبي موسى وآخرين في < الصحيحين > وغيرهما وشاهدنا من هذا أنه يكثر الجهل باسم الجهل والتعالم ، وما ارتكبت الشركيات إلا بالجهل بالله ، وما ارتكبت الفواحش إلا بالجهل بالله سبحانه وبشرعه ودينه ، يقول الله سبحانه وتعالى في قوم موسى لما كانوا يطلبون منه أن يجعل لهم إلهاً من غير الله :  أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون  وحصلت هذه الحادثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين كانوا ذاهبين إلى حنين ، قالوا يا رسول الله : أجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهم ذات أنواط ؟ شجرة نعلق فيها سيوفنا للبركة ، قال : ( الله أكبر إنها السَنَن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى  أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون  فأبان موسى عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا الشرك بالله وهكذا النبي أبان عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا تلك البركة التي لا دليل عليها بسبب الجهل بالله سبحانه وبدينه وبكتابه وبشرعه ، وهكذا قوم لوط يسألون الفاحشة فيقول عليه الصلاة والسلام :  إني أراكم قوماً تجهلون  وهكذا عاد  وأذكر أخا عادٍ إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيم * قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوماً تجهلون  ، ولو استعرضت القرآن والسنة لرأيت فيهما من هذه الأدلة الكثيرة ما يُبين أن جرائم الدنيا تقترف بسبب الجهل والهوى ونعوذ بالله من ذلك ، حتى إن موسى عليه السلام يَستعيذُ من الجهل فيقول :  أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين  .
ويوسف يقول :  وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين  فيبين أن الزنا يحصل بسبب الجهل بالله وبشرعه وبعظمته سبحانه وتعالى .
وهؤلاء القوم في هذه الأزمنة يكونون مساعدين للشيطان على تجهيل المسلمين ، وإيقاع المسلمين في الجهل حتى يسيطر عليهم الضلال والباطل الذي أفاد عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في < الصحيحين > من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( حتى إذا لم يبقي عالماً ، أتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسألوا ، فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا ) ، فإذا جنح الناس ، وهرع الكثير منهم ، وأنتشر الباطل ، واستولت البدع ، واضمحلت السنن ، وسيطر الهوى ، رأيت ذلك الصنف يُبجح ما هو عليه ، ويذم ما كان عليه الآخرون ، ولو كان كتاباً وسنة .
إن ما يتعلق بهذه البدعة أضرارها كثيرة وشرورها مستطيرة على المجتمعات الإسلامية نعم والله ، فإنها تقليدٌ للكافرين ليس لهم أصلٌ من المرسلين عليه الصلاة والسلام ، ولا من سلفنا الصالح ، فقد نزه الله السلف الصالح أن يكون منهم من يدعو إلى أفكار الكفار يُسميها أعجازاً عليماً ونعوذ بالله .
وهكذا تقرأ في القرآن والسنة ترى التحذيرات الكثيرة ، والزواجر الشديدة من تقليد الكافرين في أقوالهم وأفعالهم ، وهؤلاء لما لم يقبل منهم الناس دعوتهم إلى التوحد ودعوتهم إلى الاتفاق ودعوتهم إلى التقارب مع اليهود والنصارى ، عمدوا وهرعوا وانطلقوا ساعين إلى تبريرات أفكارهم ، وتعظيمات أقوالهم في صدور جهال المسلمين ، فيقولون هذه الآية يصدقها قول فلان الكافر ، وهذا الحديث يدل هذا على أنه إعجازٌ علمي أعني أن قول الكافر يصدق كلام رب العالمين ، نعوذ بالله من أن يعتقد أناس هذا المعتقد الوخيم  ومن أصدق من الله حديثاً   ومن أصدق من الله قيلاً   فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون  ، إن الكفار عليهم لعائن الله قد ذمهم الله في كتابه ، وعلى لسان رسوله عليه الصلاة والسلام  لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون  ،
 لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذابٌ أليم * أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفورٌ رحيم  .
 لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار  ، فهم في غاية من التردد والارتباك والشك ولا ريب والحيرة ، حتى إنهم يعتقدون أن عيسى هو الله ، ويعتقدون أنه ابن الله ، ويعتقدون أنه ثلاث ثلاثة ،  وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله  هكذا يخبر الله سبحانه أنهم في غاية من الضلال  يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً * إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً  .
 يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يَقولون نخشى أن تُصيبنا دائرة  إنهم أناسٌ مخادعون لله يجب بيان سبيلهم كما أمر ربنا سبحانه  وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين  .
يقول الله :  أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون  وقد سلك أتباعهم في تحريم النصوص ولي أعناقها إلى ما يزعمون أنه أعجازاً علمياً مسلك أولئك الكفار ، قولوا حطة قالوا حنطة وحبةٌ في شعرة ، ونهى الله سبحانه وتعالى عن الهرولة بعدهم ، وعن السلوك في سيرهم ، فإنهم ضالون كما يقول ربنا سبحانه :  أهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين  نعم عباد الله هذا
 
الأخ عبد الرحيم

الأخ عبد الرحيم

إذا كان ما يقوله هذا العلامة الحجوري في خطبته العصماء صحيحاً، فلم يهاجم إذن الملاحدة، واللادينييون من العرب وغيرهم علماء الإعجاز العلمي الذين يدافعون عن القرآن الكريم، وأنه كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟

أليس من المفارقات العجبية أن تلتقي أفكار أولئك الملاحدة واللادينيين مع أفكار هذا العلامة الحجوري، وأمثاله من الذين يهاجمون علماء الإعجاز، ويتهمونهم بالكفر، والعياذ بالله ؟؟؟

ليت الدكتور مساعد الطيار، والدكتور عبد الرحمن الشهري يجيبان على هذين السؤالين، لما عرف عنهما من اعتدال واتزان ورجاحة عقل !!!

وبالمناسبة فإني أشكر الدكتور عبد الرحمن على ما فعله ليلة أمس، وأقول له: خيراً فعلت!
 
أشكرك أخي على حماسك، ولكني لا أسمح لك بأي غمز بفضيلة الشيخ الحجوري في غيبته، خاصة وأنه الآن في جوار أرحم الراحمين وأعدل العادلين.. وهو بحاجة كل دعاء له بالخير والرحمة..

نعم، أنا تضررت شخصياً من كلام فضيلة الشيخ، فقد حمل اتصال أحد (مقلديه) تهديداً ببذل أقصى الجهد لإغلاق موقعنا المخصص للإعجاز القرآني !!! ولكنني في الوقت ذاته، أترحم على فضيلة الشيخ.

ما يهم هنا أين نحن من دعوى أننا ((دعاة))، هل الداعية هو فقط مَن يُفسِّق ويُبدِّع المسلمين.. الخ، أم الداعية في الحقيقة من يوجه خطابه الدعوي إلى غير المسلمين ودعوتهم إلى الإسلام؟

مازال صوت فضيلة الشيخ سلمان العودة حفظه الله ورعاه يتردد في سمعي وهو يقول إن حق الإسلام على كل فرد مسلم أن يُسهِمَ في هداية شخص واحد من غير المسلمين إلى الإسلام على الأقل، وبماذا ستجيب الله يوم القيامة إن سألك كم شخصاً من غير المسلمين دعَوته إلى الإسلام..

تلك المحاضرة لفضيلة الشيخ سلمان جعلتني أتوجه لغير المسلمين بالدعوة، وأترك ما كنت عليه من تقييم الأشخاص والجماعات وأنا في حماس الشباب في المرحلة الثانوية من الدراسة...
وليت الإخوة الدعاة يلتفتون إلى دعوة غير المسلمين،،، وتخيلوا لو أن كل احد من المسلمين دعا شخصاً واحداً من غير المسلمين..

إني أعجب والله لمن يجد وقتا لهجوم المسلمين ولا يجد وقتاً للانتصار للقرآن الكريم، فضلاً عن الدعوة إليه.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى!
 
اظن ان فارق كبيرا بين انكار الاعجاز وبين كلام الشاطبي او غيره من العلماء . ففارق بين من يفسر القران ضمن الضوابط العلمية , وبين من يلصق الى القران كل شيء .
فهل ينكر الشاطبي الاعجاز مطلقا ام انه يضع له حدود وضوابط ؟
اريد ان اعطي مثال على ذلك .
توجد نظرية علمية تقول ان السماء باتساع مستمر . قابل هذه النظرية بعض علمائنا بقولهم ان في قوله تعالى { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) } بان الاية تدل على اتساع مستمر في السماء .
اين المشكلة ؟
* بداية هذه النظرية ليست امرا علميا مسلما به بل هي نظرية قد تصبح مكانتها كنظرية النشوء والترقي ونظرية دارون . فهل عندها سنغير التفسير ؟
** القول باتساع السماء انما اعتمد فيه على حركة النجوم . وحركة النجوم داخل السماء لا تعني ان السماء تتسع . بل تعني ان النجوم تتحرك داخلها وهذا امر معروف في القران " وكل في فلك يسبحون " انما هي افلاك داخل السماء , والحركة داخل الوعاء لا تؤثر في حجم الوعاء .
***الامر الاهم ان العلم لم يثبت نهاية للسماء او بمعنى آخر لم يعرف حد السماء التي فيها هذه النجوم . فكيف يقال باتساعها ونحن لا نعلم اصلا سعتها ؟
****هناك امور منطقية لا يمكن تصورها لانها تخالف المنطق السليم . فاتساع السماء يعني تقلص ضغط الغاز بين النجوم والمجرات وهذا لم يقل به احد من العلماء بل ان الغاز كما هو يعني ثبات حجم الوعاء الذي هو السماء . الامر المنطقي الأخر ان المكان هو شيء موجود فاين تتوسع السماء؟ فلا يمكن ان تتوسع في العدم دون خلق مكان .
بالطبع يمكن الرد على بعض النقاط بأن السعة تحصل بخلق الله للمكان والغاز فيها وهو رد منطقي . ولكن كيف نقول ذلك ونحن لا نعلم نهاية للسماء الدنيا والنظرية لم تثبت ؟
ملخص الأمر ان الشاطبي وغيره من العلماء انما انكروا الغلو في التفسير . وان القول بالاعجاز العلمي يجب ان يكون وفق الضوابط الشرعية .
 
صِدق وعدلٌ أخي مجدي

فكل علم ليس له ضوابط وأصول يضعها أكابر أهل العلم المختصين به سيكثر مدعوه، ومن ثم تكثر أخطاء المنتسبين إليه.

وقد كتب الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم حفظه الله حول ضوابط الإعجاز العلمي وكتبَ غيره، لكن أين التطبيق، بل وأين من قرأ تلك الضوابط؟

كما في الفقه، كتبت مئات الكتب في أصول الفقه، لكن كثيراً من المتصدين للفتيا لا يعلمون اسم كتابين في الأصول، فضلاً عن معرفة بعض القواعد الفقهية والالتزام بأصول الفقه.



ولا يوجد في القرآن الكريم أي نص يخالف حقيقة علمية ثابتة واحدة ـ على الأقل ـ، بعكس كتب الديانات المحرفة. قال تعالى: " فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [الزخرف: 43] صدق الله العظيم.
بل سبَقَ العلم الذي نزل به القرآن الكريم، علوم البشر كما سلف بيانه، والنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة، مقدَّم على النظريات العلمية التي تتغير وتتبدل، وهو الحكَمُ عليها لا العكس؛ " فأين العلم المُتلقى من الوحي النازل، إلى الظن المأخوذ عن الرأي الزائل؟ وأين العلم المأخوذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل، إلى الظن المأخوذ عن رأي رجل لم يستنر قلبه بنور الوحي طرفة عين وإنما معه حدسه وتخمينه؟ ونسبةُ ما يدركه العقلاء قاطبة بعقولهم إلى ما جاءت به الرسل كنسبة سراج ضعيف إلى ضوء الشمس، ولا تجد لو عُمِّرتَ عمر نوح عليه السلام مسألةً واحدةً أصلاً اتفق فيها العقلاء كلهم على خلاف ما جاءت به الرسل من الأمور البتة، فالأنبياء لم تأت بما يخالف العقل البتة ".(1)


والوحي ـ القرآن الكريم وصحيح السنة ـ ما نزل إلا لتصحيح ما فسد من عقائد الناس وتوجيه نظرهم إلى الحق والعدل.

عن خالد الجهني رضي الله عنه قَالََ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ ـ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ ـ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي، وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ ". (2)

فيجب على المسلم الاعتزاز بما جاء به الوحي، وينادي إليه الناس، فهو الحق وإن لم تكشف علوم الإنسان ذلك.

----------
(1) تحفة المودود، ابن قيم الجوزية، ص 211
(2) رواه البخاري الآذان باب يستقبل الإمام الناس إذا سلَّم (846) ومسلم في الإيمان باب بيان كُفر من قال: مطرنا بقول كذا (71). والكوكب في الحديث: هو نجم (الدَّبران): وهو نجم أحمر صغير.. ويحسَبون أن أشد النجوم احمراراً، أشدها غزارةً. انظر: فتح الباري، ابن حجر العسقلاني 2/524.
 
السلام عليكم
هناك فرق شاسع بين اعجاز القرآن والعلوم قديمة وحديثة,الفرق بين المعجزة والابتكار العلمي :
,فالمعجزة :كل امر خارق للطبيعة وقوانينها.
واما الابتكار العلمي:معرفه القوانين الطبيعية وتسخيرها من اجل الوصول الى نتيجة معينة عن طريق التجربة ،وهو ليس تحدياً للقانون ، وانما تطبيق للقانون الطبيعي ، وقد يتحدى عالم بذلك زملاءه الذين عجزوا عن اكتشاف القانون قبله .
وعلية فلا يمكننا أن نطلق صفة الاعجاز على الاكتشافات والابتكارات العلمية,ولا على ما يسمى بالاعجاز العددي!
مُعْجِزَةٌ - ج: ات. [ع ج ز]. 1.\"كَانَ النَّبِيُّ ( يَأْتِي بِالْمُعْجِزَاتِ\" : أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ غَيْرُ مَأْلُوفٍ حُدُوثُهُ أَوْ رُؤْيَتُهُ.
والعادة:عَادَةٌ - ج: اتٌ، عَوَائِدُ. [ع و د]. 1.\"مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَزُورَ أَهْلَهُ\" : مِنَ الْمَأْلُوفِ، مَا يَعْتَادُهُ الْمَرْءُ وَيُكَرِّرُهُ. 2.\"هَذَا مَا جَرَتْ بِهِ الْعَادَةُ\" : هَذَا مَا جَرَى بِهِ التَّقْلِيدُ.
والمعجزة هي امر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجزوا عن الاتيان بمثله وعند ظهورها يحصل التصديق وبأنها لا تحصل من البشر.
وهناك فرق بين معجزات الرسل ومعجزة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام,وذلك أن معجزاتهم آنيه وصالحة في عصرهم فقط ,وامامعجزة الاسلام فهي باقية آبد الدهر لأنها معجزة بلاغية.
اما العلم وإكتشافاته قد اتت من انسان وهي كما اتت منه يمكن ان تأتي من غيره,إذن هي ليست معجزه.
قال تعالى : \" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ \" (فصلت : 53) .
وقول الله تعالى: \"هُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لكم مِنهُ شَرابٌ وَمِنهُ شَجَرٌ فِيهِ تُِسيمُون* يُنبِتُ لكم بِهِ الزَّرعَ وَالزَّيتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعنَابَ وَمِن كُلِّ الَّثمَراتِ إِنَّ في ذلِكَ لآيةً لِقَوم يَتَفَكَّرُون* وَسَخَّرَ لكم اللَّيلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمسَ وَالقمرَ وَالنُّجومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمرِهِ إِنَّ في ذلِكَ لآيات لِقَوم يَعقِلُون* وَمَا ذَرَأَ لَكُم فيِ الأرضِ مِختَلِفاً أَلوانُهُ إِنَّ في ذلِكَ لآيةً لِقَوم يَذِّكَّرُون\" (الآيات 10 ـ 13).
وقوله تعالى:\"إنَّ في خَلقِ السَّمواتِ وَالأرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ وَالفُلكِ الَّتِي تَجري في البَحرِ بِما يَنفَعُ الناسَ وَمَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِن ماء فَأحيا بِهِ الأرضَ بَعدَ مَوتِها وَبَثَّ فِيها مِن كُلِّ دابَّة وَتَصرِيفِ الرِيّاحِ وَالسَّحابِ المُسَخَّرِ بَينَ السَّماءِ وَالأرضِ لآيات لِقَوم يَعْقِلون\" (الآية 164).
الآية في اللغة: العلامة الدالّة على الشيء بحيث إذا ظهرت العلامة اتضح وجود ذلك الشيء.ما آتى الله الأنبياءَ من سلطة على النظام الكونَّي بحيث إذا اقتضت مشيئة الله أن يغيرِّ النبيُّ شيئاً يسيراً من النظام الذي جعله الله للكون استطاع أن يفعله بإذن الله تعالى، كما حكى الله تعالى ذلك في وصف عيسى (ع) في سورة آل عمران، وقال:
\"وَرَسولا إلى بَني إسرائيلَ أنِّي قَد جِئتُكُم بِآية مِن ربِّكُم أنّي أخلُقُ لَكُم مِنَ الطِّين كَهَيئَةِ الطَّيْر...\" (الآية 49).
ويسمَّى هذا النوع من آيات الله في العرف الإسلامي بالمعجزة، لأنَّ سائر البشر يعجزون عن الإتيان بمثلها، وهي خارقة للنظام الطبيعي للخلق، مثل خلق عيسى(ع) من الطين طيراً بإذن الله لتكون دليلا أوَّلا على أنَّ الله الربَّ هو الذي أعطى الأشياء خواصَّها ونظامَها الطبيعي، ومتى اقتضت حكمته أن يسلب أيَّ شيء خواصه، إستطاع أن يفعل ذلك; مثل أن يسلب النار خاصة الإحراق لإبراهيم (ع) حين اُلقِيَ فيها، ومتى اقتضت حكمته أن يغيّر النظام الطبيعي الذي جعله لبعض خلقه، استطاع أن يفعل ذلك; مثل خلق الطير من الطين بيد عيسى(ع) بدل إنشائه من أُنثى الطير بعد اللِّقاح من الطير الذكر وفقاً للنظام الطبيعي الذي جعله في تسلسل خلق ذوات الأرواح.
ومعجزات الأنبياء : خرقٌ للنظامِ الطبيعي وليست طيّاً لمراحل انتقال المادة من حال إلى حال وصورة بعد صورة حتى تستقرَّ في الصورة الأخيرة، أي ان خلق الطير من الطين يتحقق ضمن سلسلة مراحل يكون قريباً من سير النور، يطويها الله لنبيّه بأسرع من زمانه الطبيعي وتدرُّجه في الإنتقال.
واما آيات التحدي لم تظهر الا في معجزة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام,
وإن كُنتُم في رَيب مِمّا نَزَّلْنا على عَبدِنا فَأْتوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ وِادعُوا شُهداءَكُم مِن دونِ اللهِ إنْ كُنتُم صادِقين* فَإنْ لَمْ تَفعَلوا وَلَن تَفعَلوُا فَاتَّقُوُا النّارَ الّتي وَقوُدُها النّاسُ وَالحِجارَةُ أُعِدتَّ لِلكافِرين) (الآيتان 23 ـ 24).
وقد أخبر الله تعالى في سورة الإسراء عن أنواع تعنُّتِهم وقال:
(قُلْ لَّئِنِ اجتَمَعَتِ الإنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعض ظَهيراً* وَلَقَد صَرَّفنا لِلنّاس في هذا القُرآنِ مِن كُلِّ مَثَل فَأَبى أَكثَرُ النّاسِ إلاّ كُفُوراً* وَقالُوا لَن نُّؤمِنَ لَكَ حَتى تَفجُرَ لَنا مِنَ الأرضِ يَنبُوعاً* أَو تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نخِيل وعِنَب فَتُفَجِّرَ الأنهارَ خِلالَها تَفجِيراً* أو تُسقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً أو تَأْتَيِ بِاللهِ وَالمَلائِكَةِ قَبِيلا* أَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُف أَوْ تَرقى في السَّماءِ وَلَن نؤمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَينا كتاباً نَقرَؤهُ قُل سُبحانَ رَبِّي هَل كُنَتُ إلاّ بَشَراً رسُولا* وَما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنُوا إِذ جاءَهُمُ الهُدى إلاّ أَن قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رسُولا * قُل لَو كانَ في الأرضِ مَلائِكَةٌ يَمشُونَ مُطمَئِنِّينَ لَنَزِّلنا عَلَيهم مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسولا* قُل كَفى بِاللهِ شَهيداً بَيني وَبَينَكُم إِنّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (الآيات 88 ـ 96).
فأتمّ اللهُ عليهم الحجّة، وقال: (إن كُنتُم في رَيب ممّا نَزلنا عَلى عَبدِنا فَأتوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ وَادعوا شُهَداءَكُم)، وَأَخْبَرَ أَنَّ الإنس والجنّ لو اجتمعوا لَمَا استطاعوا أن يأتوا بمثله وإنْ كان بعضهم لبعض ظهيراً، وأكَّد ذلك وقال: لَنْ تستطيعوا أن تأتوا بمثله، وحتى عصرنا الحاضر لم يستطع خصوم الإسلام ـ على كثرتهم وما يملكون من قوى ضخمة ومتنوعة ـ أن يأتوا بسورة من مثل القرآن. بعد هذا التحدِّي الصارخ وإتيان الأمر المعجز للإنس والجنّ، وعجز قريش عن الإتيان بمثله، طلبوا من الرسول (ص) أن يغيِّر مناخ مكّة وأن يكون له بيتٌ من ذهب، أو يأتي بالله والملائكة قبيلا، أو يرقى في السماء ولا يؤمنون لِرقيِّه حتى ينزِّل عليهم كتاباً يقرؤونه، وكان في ما طلبوا الأمرُ المحالُ وهو أن يأتيَ باللهِ وَالمَلائِكَةِ قَبيلا تَعالى اللهُ عمّا قالَه الظّالِمونَ عُلُوّاً... وكان فيه ما يخالف سنن الله في إرسال الأنبياء بأن يرقى أمامهم إلى السماء ويأتي لهم بكتاب وهو ما خصَّ اللهُ رسله من الملائكة وليس من شأن البشر، واستنكروا أنْ يبعث الله لهم بشراً رسولا، في حين أنّ الحكمة تقتضي أن يكون الرسل من جنس البشر ليكونوا في عملهم قدوةً وأُسوةً لقومهم، ولم تكن سائر طلباتهم موافقة لمقتضى الحكمة، مثل طلبهم أن ينزِّل عليهم العذاب، ولذلك أمر أن يُجيبهم ويقول: (سُبحانَ رَبِّي هَل كُنتُ إلاّ بَشَراً رَسُولا).
 
عودة
أعلى