خالد- طالب علم
New member
- إنضم
- 15/05/2004
- المشاركات
- 14
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
الابتعاد عن الاعجاز في القران فقد حذر العلماء منها وعليكم بتقوى الله
وهذة من خطبه لجمعه للشيخ العلامه يحيى الحجوري حفظه الله وهو على المنبر ينصح الامه
واترككم مع الخطبه
الإيجاز في ضلال دعاة الإعجاز / للحجوري
الإيجاز في ضلال دعاة الإعجاز
الخطبة الأولى
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم ويَغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً .
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى أرسلَ رَسوله محمداً صلى الله عليه وسلم مُخرجاً لهذه الأمة من ظُلمات الجهل والتيه ، إلى نور الحق والبرهان والاستقامة .
هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويُعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلالٍ مبين .
لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عندتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم * فإن تَولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .
فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدىً من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين .
وجعله في غايةٍ من الحرص على أن يُوصلَ الحق إلى الناس ، وعلى أن يُوصلَ الهداية إلى الناس ، بل إن الله عز وجل قد عتب عليه في مواضع كثيرة في كتابه لشدة حرصه على الناس وعلى هدايتهم فلا تذهب نَفسك عليهم حَسَرات إن الله عليمٍ بما يصنعون ، فلعلك باخعٌ نفسك إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً ، فيخبر ربنا سبحانه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاد أن يايخئ نفسه وأن يقتل نفسه حسرةً على أنها من شدة الحسرة على الناس لِمَ لم يستجيبوا لشرع الله ، ولقد كان يَسعى في أسواق الجاهلية وفي أيان الحج فيقول عليه الصلاة والسلام : ( ألا من يؤويني فأبلغ دين ربي ) وهذا في غاية الحرص على إيصال الخير للناس .
وفي < الصحيحين > أنه ذهب إلى ابن عبد ياليل فعرض نفسه عليه ليؤويه حتى ينصر دين الله ، فرد عليه دعوته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغمومٌ ، حتى بلغ قرن الثعالب ورفع رأسه ، وإذا جبريل يناديه يا محمد إن هذا ملك الجبال يناديك إن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين فعلت قال : ( لا إني أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ) الحديث عن أم المؤمنين عائشة في < الصحيحين > .
كل هذا يَدل على حرصه الشديد على إيصال الخير للناس ، وما توفاه ربه سبحانه حتى أكمل به هذه الملة المعوجة ، ففتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً ، كانت تدعو غير الله كانت تَعتقد الضَر والنفع في غير الله ، ربما كان أحدهم يعبد حجراً وبلا شك ولقد كان في مكة أكثر من ثلاثمائة صنم وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ، وجاء الحق بتحطيم ذلك الباطل على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جاء رسول الله باخراج الناس من ظلمات الأهواء إلى نور الحق والسنة إلى نور الحق والهداية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية ، وقال بعض يهود : لو علينا نزلت لتخذنا ذلك اليوم عيداً ، لأن عندهم الأعياد من تلقاء أنفسهم من غير توقيف عن دليل ، وهي نزلت في يوم عرفة ولم يَلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نحو ثمانين يوماً حتى قَبضه الله ما فرضنا في الكتاب من شيء مما يحتاج إليه الناس في دينهم ، لم يكن ليترك رب العالمين الناس إلى عقول العقلانيين ، ولا إلى هلوسة المهلوسين ، ولا إلى استحسان المستحسنين ، فأكمل الله سبحانه وتعالى دينه ، وفي < الصحيحين > من حديث سهل بن سعدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه قال لعلي بن أبي طالب : ( ادعهم إلى ما نحن عليه ، والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) ، والذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن يدعو الناس إلى كتاب الله وإلى ما أوحى الله إليه من السنة ، والنجم إذا هوى * مضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى *
وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء .
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون ، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمام نصحه وغاية محبته للمسلمين ولأهل الإسلام ، حذر من جميع البدع صغيرها وكبيرها ودقيقها وجليلها لما فيها من الأضرار على الناس في دينهم في معتقداتهم في عباداتهم في جميع أحوالهم ، فقال عليه الصلاة والسلام في خُطَبه وكان يكرر ذلك : ( ألا وإن كل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالة في النار ) وهو القائل عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، فأبان صلوات الله وسلامه عليه أن من جاء في باختراع في الدين ليس له مثالٌ سابق من الشرع فهو وبال على صاحبه مردودٌ عليه ، وروى الترمذي وغير من أهل السنن والمعاجم والمسانيد من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظهم موعظةً بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقالوا يا رسول الله : كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبدٌ ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن محدثة بدعة ) سمعاً وطاعةً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ألا وإن من أعظم البدع ، وأقبح البدع ، وأرذل البدع في هذه الأيام ، وفي هذه العصور الجديدة ، لما أحدثه بعض الناس مما يدعونه علماً ، ويسمونه بالأعجاز العلمي ، يضخمونه في أعين الناس ، يعضمونه في صدور الناس ، والواقع أنه جهلٌ محظ ، والواقع أنه تجهيل للمسلمين ، والواقع أنه مزاحمة لكتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم ، يأتون بأفكار الكفار وأفكار أولئك الحيارى من اليهود والنصارى يصححون بها ويصدقون بها كلام رب العالمين سبحانه وتعالى ، فترى أحدهم يقول : وهذا الفعل مصداق قوله تعالى كذا ، يأتي باكتشافاتٍ من اكتشافات الكفار ثم يزعم أنه يُصدق القرآن ، ويدل على صدق القرآن ، وأولئك حيارى وأولئك يَتَلمسون لهم ما يجعلهم في أي جانبٍ من الجوانب ، وهؤلاء على شريعة من الأمر أعرضوا عنها ثم جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين نعم والله ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( قبل الساعة ، يظهر الجهل ، وتكثر الفتن ، ويفشو الزنا ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ) والحديث من حديث أنس وأبي موسى وآخرين في < الصحيحين > وغيرهما وشاهدنا من هذا أنه يكثر الجهل باسم الجهل والتعالم ، وما ارتكبت الشركيات إلا بالجهل بالله ، وما ارتكبت الفواحش إلا بالجهل بالله سبحانه وبشرعه ودينه ، يقول الله سبحانه وتعالى في قوم موسى لما كانوا يطلبون منه أن يجعل لهم إلهاً من غير الله : أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون وحصلت هذه الحادثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين كانوا ذاهبين إلى حنين ، قالوا يا رسول الله : أجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهم ذات أنواط ؟ شجرة نعلق فيها سيوفنا للبركة ، قال : ( الله أكبر إنها السَنَن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون فأبان موسى عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا الشرك بالله وهكذا النبي أبان عليه الصلاة والسلام أنهم سألوا تلك البركة التي لا دليل عليها بسبب الجهل بالله سبحانه وبدينه وبكتابه وبشرعه ، وهكذا قوم لوط يسألون الفاحشة فيقول عليه الصلاة والسلام : إني أراكم قوماً تجهلون وهكذا عاد وأذكر أخا عادٍ إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيم * قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوماً تجهلون ، ولو استعرضت القرآن والسنة لرأيت فيهما من هذه الأدلة الكثيرة ما يُبين أن جرائم الدنيا تقترف بسبب الجهل والهوى ونعوذ بالله من ذلك ، حتى إن موسى عليه السلام يَستعيذُ من الجهل فيقول : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين .
ويوسف يقول : وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فيبين أن الزنا يحصل بسبب الجهل بالله وبشرعه وبعظمته سبحانه وتعالى .
وهؤلاء القوم في هذه الأزمنة يكونون مساعدين للشيطان على تجهيل المسلمين ، وإيقاع المسلمين في الجهل حتى يسيطر عليهم الضلال والباطل الذي أفاد عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في < الصحيحين > من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( حتى إذا لم يبقي عالماً ، أتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسألوا ، فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا ) ، فإذا جنح الناس ، وهرع الكثير منهم ، وأنتشر الباطل ، واستولت البدع ، واضمحلت السنن ، وسيطر الهوى ، رأيت ذلك الصنف يُبجح ما هو عليه ، ويذم ما كان عليه الآخرون ، ولو كان كتاباً وسنة .
إن ما يتعلق بهذه البدعة أضرارها كثيرة وشرورها مستطيرة على المجتمعات الإسلامية نعم والله ، فإنها تقليدٌ للكافرين ليس لهم أصلٌ من المرسلين عليه الصلاة والسلام ، ولا من سلفنا الصالح ، فقد نزه الله السلف الصالح أن يكون منهم من يدعو إلى أفكار الكفار يُسميها أعجازاً عليماً ونعوذ بالله .
وهكذا تقرأ في القرآن والسنة ترى التحذيرات الكثيرة ، والزواجر الشديدة من تقليد الكافرين في أقوالهم وأفعالهم ، وهؤلاء لما لم يقبل منهم الناس دعوتهم إلى التوحد ودعوتهم إلى الاتفاق ودعوتهم إلى التقارب مع اليهود والنصارى ، عمدوا وهرعوا وانطلقوا ساعين إلى تبريرات أفكارهم ، وتعظيمات أقوالهم في صدور جهال المسلمين ، فيقولون هذه الآية يصدقها قول فلان الكافر ، وهذا الحديث يدل هذا على أنه إعجازٌ علمي أعني أن قول الكافر يصدق كلام رب العالمين ، نعوذ بالله من أن يعتقد أناس هذا المعتقد الوخيم ومن أصدق من الله حديثاً ومن أصدق من الله قيلاً فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ، إن الكفار عليهم لعائن الله قد ذمهم الله في كتابه ، وعلى لسان رسوله عليه الصلاة والسلام لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ،
لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذابٌ أليم * أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفورٌ رحيم .
لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ، فهم في غاية من التردد والارتباك والشك ولا ريب والحيرة ، حتى إنهم يعتقدون أن عيسى هو الله ، ويعتقدون أنه ابن الله ، ويعتقدون أنه ثلاث ثلاثة ، وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله هكذا يخبر الله سبحانه أنهم في غاية من الضلال يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً * إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً .
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يَقولون نخشى أن تُصيبنا دائرة إنهم أناسٌ مخادعون لله يجب بيان سبيلهم كما أمر ربنا سبحانه وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين .
يقول الله : أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون وقد سلك أتباعهم في تحريم النصوص ولي أعناقها إلى ما يزعمون أنه أعجازاً علمياً مسلك أولئك الكفار ، قولوا حطة قالوا حنطة وحبةٌ في شعرة ، ونهى الله سبحانه وتعالى عن الهرولة بعدهم ، وعن السلوك في سيرهم ، فإنهم ضالون كما يقول ربنا سبحانه : أهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين نعم عباد الله هذا