المستشرقين و القران، نموذج

زمزم بيان ،
ربما ستفتحين رابطا جديدا لهذا الموضوع بعد التعمق في استقراء الدراسات الاستشراقية المعاصرة على المستويات الأكاديميّة .
 
من المعلوم أن ج أو لوبون أو نولدكه أو من قبلهم أو أصحاب تلك الأساطير القديمة عن النبي أو مونتجمري واط وتابعته كارين آرمسترونج، كل هؤلاء إنما يعكسون الموقف الأوروبي تجاه رسالة الرسول او بمعنى اشمل تجاه الموقف من الوحي الأصلي .
فأيام بيزنطة كانت ترسم الأساطير عن النبي لتلبية الجهالة الشعبية ولحماية المكتسبات الكهنوتية والسلطة وشهوتها.
اما ايام ج أو منتجمري وات او لوبون او نولدكه فوجد هؤلاء الشباب يومذاك في المناهج الغربية ، الإنسانية أو الإجتماعية أو النفسية (لزمنهم) طريقة لتحليل النبوة، وخصوصا رسالة الرسول أو سيرته أو القرآن المنزل عليه.
فحاولوا أن يدرسوا الكلام أو شخص الرسول وماتنزل عليه أو نصوص وقائع الوحي بآليات النظريات والفرضيات المادية الخارجة من ظلمات المادة التي حوصروا فيها!
واركون وغيره اليوم أمثال رودنسون يحاولون فعل نفس الشيء (بنظريات زمنهم!)
فموضوع المرض أو الهوس أو اللاشعور الجمعي القابع في نفس النبي والمحرك والصانع له!، كل تلك الإتهامات ليس مقصود بها النبي مباشرة، وإنما الوحي والغيب، والنبوة.
ولو رجعنا للفظ الهوس عند لوبون والذي طبقه على النبي كما طبقه على القادة الذين يقودون الجماهير لوجدنا أن الرجل-كمثال- يطبق نظريات نفسية وفرضيات (غيبية علمانية مادية!) على شخص النبي.
لكن ماهو الهوس في علم النفس الذي استعمله صاحبهم!
أو ماهو اللاشعور الذي استعمله وات
أو ماهو المرض لج وماقبل ج!
المحلل العلمي إن لم يخض في هذا فسوف لن تصل الفكرة للجمهور.
سيظل لفظ الهوس او المرض يكرر بدون أن يعرف الناس هل هو نفس المعنى المعروف من اللفظ ام أن المعنى في بطن الشاعر المظلم الوجدان في ايام بني علمان!
تجد المستشرق المعين لايريد ان يخوض في هذا إما جهلا به أو حجبا له أو كسلا عنه أو اعراضا أو غير ذلك
كما ربما تجد الإسلامي لايريد أن يبحث كثيرا في مناخ ظهور اللفظ المعين المحمل بمعان خاصة لنظريات خاصة ظهرت في ظروف خاصة.
صحيح أن كل ذلك استعمل كسلاح ضد الإسلام وصارت فرصة للشهرة أو المكانة عند قومه أو في أوساط الخدمات العلمية الرائجة أو الموضات السائدة اولاستعمار او غيره!
 
د. موراني المحترم
سؤال (القصد منه الفهم فقط لاغير):
كتبت التالي:
( زمزم بيان ،
ربما ستفتحين رابطا جديدا لهذا الموضوع بعد التعمق في استقراء الدراسات الاستشراقية المعاصرة على المستويات الأكاديميّة .)
هل تعتقد ان الامر الذي أشرت اليه في مشاركتك السابقة يحتاج نقاش، بغض النظر عن فتح رابط جديد او غير ذلك للموضوع، أسالك حتى افهم، لا غير.
هل في طرح مثل هذه المواضيع اضافة علمية للبحث في الاستشراق؟
اقدر خبرتك،
احترم صبرك،
تسعدني إجابتك.
السؤال موجه للدكتور موراني، و لكل من لديه الرغبة المشاركة.
 
طارق منينة المحترم :
تبين من خلال هذا الحوار الطويل أن ج لم ينطق بكلمة "المرض " أو حتى "الهوس " كصفة من صفات نبي الإسلام ، بل أشاد الأثر التأريخي العظيم له في بيئة عصره . وكذلك وجد ارتياحا بهذا الأثر كما جاء في يومياته التي كتبها أثناء رحلته إلى المشرق خاصة إلى القاهرة .
نظريتكم أعلاه تجد احترامي لكنها لا تجد موافقتي عليها . أثناء دراساتي الجامعية لنيل الدكتوراة درست علوم الأديان المقارنة ٣ سنوات غير أننا لم نتلق في هذه الساحة الواسعة شيئا مما تقدمتم به أنتم .

زمزم بيان : كان قولي وتوجيهاتي لطلبة العلم دائما :
القراءة قبل النقاش .
وأخشى أنّ النقاش هنا في الغالب سابق على الاستقراء الدقيق لما جاء في الكتب والدراسات (في المجلات العلمية) الاستشراقية التي نُشرت ما بين ١٩٠٠ (مثلا) إلى اليوم باللغات الأوروبية على المستويات الأكاديمية .

وهذه الظاهرة شائعة في دوائر طلبة العلم عندنا كذلك ، للأسف ، غير أنني لم أتبنَّ قول أبي العلاء المعّري في قصيدة له :
" لمّا رأيْتُ الجهْل في الناس فاشيا
تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّي جاهلٌ "

بل ، ذكرت لطلبة العلم الجملة الأخيرة في " الرسالة في طلب العلم " لابن أبي زيد القيرواني (ت ٣٨٦ هـ ) : " والـمَنْهوم في الكُتُب لا يشبع " .
 
1- تبين من خلال هذا الحوار الطويل أن جولدزيهير قال في كتابه العقيدة و الشريعة في الإسلام في صفحة 13 من الترجمة العربية عن النبي صلى الله عليه وسلم: " وهو منطو في تأملاته أثناء عزلته و لميل شعوره و إدراكه للتأملات المجردة و التي يلمح فيها أثر حالته المرضية

2- فضلا عن إيراده كلمة عن هارناك يشير فيها إلى الأمراض التي تصيب بعض البشر. دون أن يعترض عليها أو ينتقدها بل وصفها بأنها ذات معنى أو مهمة.

من يقول بخلاف ذلك عليه أن يحضر دليله قبل أن يعترض،
فلسنا بحاجة إلى إضاعة الوقت أكثر و أكثر.

attachment.php
 
كيف لم تدرس هذا يادكتور موراني؟
ألم ينطلق مونتجمري وات من التفسير الاقتصادي ومن نظرية يونج في اللاشعور الجمعي
الم يستعمل نولدكه المذهب اللغوي لعصره، ومعلوم أنه مذهب علماني بطريقة ما!(والإشارات واضحة ليس عن الاسلام فقط وانما عن اليهودية والمسيحية في كتابه تاريخ القرآن)
الم يستعمل لوبون نظرية خاصة عن نفسية الجماهير وعلاقة ذلك بالقادة العظماء المهووسين الذين يغيرون العالم؟
الم تتأثر كارين آرمسترونج بوات وغيره ثم بأحدث المذاهب المادية عن الدين والاسطورة.
فأنصفت من جهة النبي وقالت ان الأساطير البيزنطية القديمة عنه تدل على مرض غربي عضال، ثم راحت يملؤها الأمل أن المذاهب المادية الحديثة ستحل لها مشكل النبوة والموقف من النبي محمد فأنصفته من ناحية- لكنها رمت مفهوم الوحي في مفهوم الاساطير والروح العاشقة وغير ذلك مما امتلئت به افكار حديثة علمانية ومادية، انتربولوجية وغير ذلك لاعتبار الاسطورة عقلانية تحمل بذور عقلانية كعقلانية العقل الحديث!(ليفي استراوش)
انهم لاينطلقون من لاشيء
انما من شيء
شيء ، تبلور كتصور!، داخل الرؤية الاحادية الغربية المادية للكون
وانت نفسك علماني تنطلق من رؤية علمانية اليس كذلك؟
 
[FONT=&quot]على الهامش[/FONT]​
[FONT=&quot]كتب د.عبدالرحمن الصالح في المشاركة رقم (84)[/FONT]​
[FONT=&quot](...[/FONT][FONT=&quot]فقد أمتعونا بحوارهم الذي داخلته القسوة والمماحكة قليلا[/FONT].[FONT=&quot])[/FONT]​
[FONT=&quot]اعتقد ان الحوار داخلته القسوة كثيرا،...لكن اعتقد ان تعبير د.عبدالرحمن "قليلا"، كان فيه نوع من "الدبلوماسية"[/FONT]​
[FONT=&quot]رابط له علاقة غير مباشرة بالموضوع:[/FONT]​
[FONT=&quot]"غضبة عالم"[/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
 
قال الله تعالى:
((تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ


أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ.))
سورة السجدة، (١،٢)
The History of the Qurʾān, P: 25
(( After all, who would dare to separate verses that differ little in time and language when their author had combined them?))
تاريخ القران، الترجمة العربية، صفحة: ٢٩:
((و من كان ليتجرأ على الفصل بين آيات لا تختلف في زمن نشوئها و لغتها قليلا من بعد ان قام المؤلف بصهرها.))
نفس الكلام يتكرر في عصور مختلفة ، و بلغات مختلفة.
 
عودة
أعلى