الله ليس كمثله شيء

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع محمـد نينـش
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
م

محمـد نينـش

Guest
بسم الله الرحمان الرحيم.
الحمد لله رب العالمين و به استعين و عليه اتوكل و هو حسبي و نعم الوكيل سبحانه و تعالى جل جلاله و عز جاره من اله عظيم جليل قدير عزيز رحمان رحيم قهار جبار تقدست اسماؤه و تقدست ذاته و تقدست صفاته و افعاله اهل الثناء و المجد لا احصي ثناءا عليك يالله سبحانك انت كما اثنيت على نفسك.
سبحان الله العظيم الملك الجليل العزيز الاله المعبود العظيم الذي لا يعرف قدر عظمته و لا عزته الا هو سبحانه و تعالى .
اما بعد :ايها الاخوة القراء المرجو ان تقرؤوا هذا الموضوع من اوله الى اخره.
يقول الله عز و جل و هو اصدق القائلين في كتابه العزيزمتحدثا عن نفسه و واصفا نفسه سبحانه: ليس كمثله شيء و هو السميع البصير. كما قال سبحانه : لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفؤا احد . صدق الله العظيم.
اي ان الله سبحانه و تعالى ليس كمثل ذاته ذات و ليس كمثل صفاته صفات و ليس كمثل افعاله افعال . اي ان الله سبحانه و تعالى لا يشبهه شيء و هو سبحانه لا يشبه مخلوقاته و لا يتصف بصفات الحوادث اذ ان الله عز و جل ليس شيئا و المخلوقات تعد اشيائا , و الايمان الحق به ان نؤمن ان ذاته ليست ذاتا مشبهة بالذوات و للذوات ذون التعطيل او النفي عن ذات الله سبحانه الصفات , اي اننا معشر المسلمين و المؤمنين نثبت لله سبحانه ما أثبت لنفسه من الصفات و ننفي عنه سبحانه ما نفى عن نفسه من الصفات . ثم الايمان بالله , بنفسه وذاته و صفات و اسمائه و افعاله و اخلاقه دون تعطيل او تشبيه او تجسيد . فإنه لا يجب التفكير في ذات الله سبحانه و لكن الواجب التفكير في اخلاق الله سبحانه و في مخلوقاته و عظيم ابداعه , إن الله سبحانه لا كفؤ له و لا نظير و لا مثيل. و لذلك فإن كل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك.
لكن الشيء الذي لم يتطرق اليه المفسرون و لا العلماء و لا المفكرون هو ما يلي:
ان الله سبحانه اذ ليس كمثله شيء فإنه سبحانه لا تنطبق في حقه الاحكام و الظوابط التي تنطبق على المخلوقات ولا تحكمه الاحكام التي و و الظوابط و القوانين التي تحكم المخلوقات.
فإذا خطرت ببالكم اوصاف غير لائقة تبدو في حق الله سبحانه و تعالى فهي ليس في حق الله سبحانه ابدا لان الاله عز و جل عزيز لا ينذل ابدا و من عزته عزة ارادته فالله سبحانه و تعالى لا يريد الا العزة لنفسه كما ان الله سبحانه هو قد علم بكل ما كان و ما يكون و علم الافكار و الاوصاف التي ستخلق في الوجود من بداية الخليقة الى الاعدام و الله جل جلاله هو مسير الافكار فلا يمكن ابدا ان يخلق الاله اوصافا غير لائقة به لا في عقول البشر و لا في عقول غيرهم من المخلوقات و انما اذا وردت تلك الاوصاف في عقولكم نتيجة لطبع الدنيا اللعينة او نظرا لطباع البشر او وساوس الهوى و وساوس النفس اوو وساوس الشيطان اللعين او الوسواس القهري المرضي الناتج عن اختلال الدماغ فإن كل تلك الخواطر التي تخطر انما هي مكر من الله سبحانه و هو خير الماكرين و قد تكون استهزاءا من الله سبحانه بالدنيا او بالوسواس القهري او استهزاءا بالشيطان او توضيحا للمقام الديني للشخص الذي تخطر بباله تلك الاوصاف عندما تخطر ببالنا تلك الافكار و الاوصاف انما يجب علينا ان نتوجه الى الله عز و جل و نسبحه اي ننزهه عن كل تلك الاوصاف و عن كل سوء و نقص و عيب و ذل و نقول في اسلوب مناجاة رفيع في نوع من الخلة بيننا و بين الله سبحانه و تعالى بكل ادب مع الله : يالله انما هذه الاوصاف التي خطرت ببالي انما هي مكر منك سبحانك فاللهم امكر لي و لا تمكر علي.
اذا وًًُصف الانسان مثلا : بالحمار , فالاله لا يوصف بمثل هذه الاوصاف لا في سباب و لا في شتائم لان الله ليس كمثله شيء و هذه الاوصاف السيئة كلها ان ما هي في حق المخلوقات الاشياء , و ان ما أوتينا من العلم الا قليلا.
خلاصة القول : ان الله سبحانه و تعالى لا ينطبق في شأنه و حقه ما ينطبق على المخلوقات و تحكمه الاحوال و الاحكام و الظوابط و الاوصاف و القواعد و القوانين التي تحكم المخلوقات اي الاشياء. فأهنؤوا و قروا عينا و لا تتحسروا على تلك الافكار و الاوصاف التي لا تليق بجلال الله سبحانه و التي تبدو انها في في شأن الاله و انما في الحقيقة هي ليست في حقه سبحانه و ان كانت تبدو في شأنه و لكن الحقيقة غير ذلك ابدا فهذا من العلم و الحكمة التي لم يدركها البشر و ليس لهم بها علم , تلك الاوصاف التي هي من طبع الدنيا النتنة الخسيسة التي لعنها الله عز و جل فشتان بين الدنيا اللعينة و بين عالم الاخرة و الحياة الاخرة و المنظومة العقلية في عالم الاخرة التي تختلف اختلافا كبيرا عن طبع الدنيا , تلك الاوصاف التي لطالما تحزن القلوب و الارواح المحبة لله سبحانه المتعلقة به و بعرشه المسبحة له.
و انا اقول الحمد لله لان الله سبحانه و تعالى ليس كمثله شيء و الحمد لله أن الله ليس كمثله شيء.
تم بحمد الله و توفيقه و حسن عونه هذا الموضوع العظيم . فأن احسنت و اصبت فمن الله و بحسن عونه و ان اخطأت فمن نفسي و الشيطان و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
ايها الاخوة القراء كتبت هذا التفسير و هذا الطرح انا العبد الفقير الى الله الغني سبحانه :الاستاذ محمد نينش المكاوي العلوي ادعوا لي بالشفاء و الثبات على الدين و الجنة جازاكم الله خيرا على دعائكم و السلام عليكم.
 
جزاك الله خيرا أخي على جهدك ولكن أحب أن أنبهك الى بعض الأخطاء المتداولة : فقولهم :"ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك " هو قول مغلوط وإنما الصواب كما قال السلف "لا يتوهم ولا يقال كيف ".
والفارق أن معنى خطر في بالك أي وقع في بالك وإنما يقتصر التوهم على الصورة التي يرسمها الإنسان بباله ,فلذلك كان السلف يثبتون الصفة على المعنى المعروف عند العرب دون أن يتوهمون شيئا من يرونه من البشر أو المخلوقات .فلذلك قال مالك الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة , وقال الترمذي في سننه :
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينُ الرَّحْمَنِ مَلْأَى سَحَّاءُ لَا يُغِيضُهَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ قَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَتَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ
{ وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ }
وَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ رَوَتْهُ الْأَئِمَّةُ نُؤْمِنُ بِهِ كَمَا جَاءَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُفَسَّرَ أَوْ يُتَوَهَّمَ هَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ مِنْهِمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ تُرْوَى هَذِهِ الْأَشْيَاءُ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ"سنن الترمذي - (ج 10 / ص 308)
وقال في حديث الرؤية:
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذَا مَا يُذْكَرُ فِيهِ أَمْرُ الرُّؤْيَةِ أَنَّ النَّاسَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ وَذِكْرُ الْقَدَمِ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ وَالْمَذْهَبُ فِي هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ الْأَئِمَّةِ مِثْلِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٍ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ رَوَوْا هَذِهِ الْأَشْيَاءَ ثُمَّ قَالُوا تُرْوَى هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَنُؤْمِنُ بِهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ وَهَذَا الَّذِي اخْتَارَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ أَنْ تُرْوَى هَذِهِ الْأَشْيَاءُ كَمَا جَاءَتْ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا تُفَسَّرُ وَلَا تُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ وَهَذَا أَمْرُ أَهْلِ الْعِلْمِ الَّذِي اخْتَارُوهُ وَذَهَبُوا إِلَيْهِ وَمَعْنَى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ يَعْنِي يَتَجَلَّى لَهُمْ"سنن الترمذي - (ج 9 / ص 116)
وقال في حديث الصدقة :
"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنْ الرِّوَايَاتِ مِنْ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِي هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلَا كَيْفٍ وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتْ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الْآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَاهُنَا الْقُوَّةُ و قَالَ إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلَا يَقُولُ كَيْفَ وَلَا يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلَا كَسَمْعٍ فَهَذَا لَا يَكُونُ تَشْبِيهًا وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابهِ
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }"سنن الترمذي - (ج 3 / ص 71)

أما بالنسبة للحوادث فمدار الخلاف في العقيدة على أساسها , فأهل السنة يثبتون للخالق أفعال ذكرها الله عز وجل , وغيرهم ينفون ذلك لأنهم ظنوا أن ذلك يعني أنه يشبه الجواهر والأعراض بزعمهم .

والأصل في الصفات أنها توقيفية لا يثبت ولا ينفى إلا ما أخبر الخالق عز وجل ,فليست الخاطرة دليل لإثبات أو نفي لصفة ولا مجرد توهم الإنسان أن هذه الصفة حميدة أو ذميمة دون علم باللغة والشرع وكلام العرب شيئا يعتمد عليه . والله تعالى أعلم
 
اذ ان الله عز و جل ليس شيئا و المخلوقات تعد اشيائا (أشياءً)

بل الله شيء ولكنه ليس كالأشياء، وهذا ثابت بالنص، قال الله تعالى:
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ } [الأنعام : 19]
قال البخاري رحمه الله في صحيحه بعد ذكر هذه الآية:
(فَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا، وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ شَيْئًا وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ وَقَالَ { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ })

وانظر معنى التشبيه في صفات الله هنا:

http://as-salaf.com/article.php?aid=82&lang=ar (ما هو التشبيه في صفات الله؟)

.​
 
بل الله شيء ولكنه ليس كالأشياء، وهذا ثابت بالنص،

الحمد لله وحده..

هذا قول معروف..

ويعارضه قول آخر تحملته عن بعض مشايخي يمنع إطلاق الشيء على الله ولا يجوز ذلك فالشيء هو ما شاءه الله عز وجل فكان .
وإيقاع مثل ذلك على الله عز وجل ممتنع في فقه العربية أو فقه أولية الملك الجليل سبحانه..

وقوله تعالى : ((قل أي شيء أكبر شهادة)) هو كلام تام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأل المشركين : أي شيء أكبر شهادة عندهم ,ولم يذكر الله تعالى جوابهم عن ذلك , وقوله تعالى : ((قل الله شهيد بيني وبينكم)) هو ابتداء كلام جديد , وليس هو جواباً على السؤال الذي قبله ,ولم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسألهم ويجيب عنهم , ولكن أمره أن يسألهم , فإن هم أجابوه بشيء أي شيء قال لهم : الله شهيد بيني وبينكم وهو أكبر شهادة من كل شيء ,والأخرى : وقوله تعالى في آخر سورة القصص : ((كل شيء هالك إلا وجهه)) واحتجاجهم بها عجيب , وهي من الاستثناء المنقطع, وهو كثير في كلام العرب..

فلا نص في المسألة..
..
 

ويعارضه قول آخر تحملته عن بعض مشايخي يمنع إطلاق الشيء على الله ولا يجوز ذلك فالشيء هو ما شاءه الله عز وجل فكان .
وإيقاع مثل ذلك على الله عز وجل ممتنع في فقه العربية أو فقه أولية الملك الجليل سبحانه..

وقوله تعالى : ((قل أي شيء أكبر شهادة)) هو كلام تام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأل المشركين : أي شيء أكبر شهادة عندهم ,ولم يذكر الله تعالى جوابهم عن ذلك , وقوله تعالى : ((قل الله شهيد بيني وبينكم)) هو ابتداء كلام جديد , وليس هو جواباً على السؤال الذي قبله ,ولم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسألهم ويجيب عنهم , ولكن أمره أن يسألهم , فإن هم أجابوه بشيء أي شيء قال لهم : الله شهيد بيني وبينكم وهو أكبر شهادة من كل شيء ,والأخرى : وقوله تعالى في آخر سورة القصص : ((كل شيء هالك إلا وجهه)) واحتجاجهم بها عجيب , وهي من الاستثناء المنقطع, وهو كثير في كلام العرب..

فلا نص في المسألة..
..

سؤال: هل اختلف السلف في هذه المسألة ؟ هل هناك أثر ثابت عنهم يعترض على اطلاق "شيء" على الله عز وجل؟
فإذا كان الثابت عنهم أثباته ولم يثبُت عن أي منهم رده أو الاعتراض عليه فلا قيمة لاعتراض من جاء بعدهم.
 
وقوله تعالى : ((قل الله شهيد بيني وبينكم)) هو ابتداء كلام جديد , وليس هو جواباً على السؤال الذي قبله ,ولم يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسألهم ويجيب عنهم , ولكن أمره أن يسألهم , فإن هم أجابوه بشيء أي شيء قال لهم : الله شهيد بيني وبينكم وهو أكبر شهادة من كل شيء .[/COLOR][/CENTER]

لا فرق بين أن يأمره بأن يجيب عنهم أو يجيب بعد جوابهم هم، ففي كلتا الحالتين هو مأمور بالإجابة، وجوابه هو "الله شهيد بني وبينكم" وهو جواب سؤال " أي شيء أكبر شهادة"، فجوابه بـ" الله شهيد بني وبينكم" يعني أن الله أكبر شهادة، أي أن الله شيء ولكنه ليس كالأشياء.


وهذا ما فهمه السلف الصالح وهو قول المفسرين من أئمة السنة، ولا يُلتفت لاعتراض من خالف من المتأخرين.
 
أي سلف صالح أختي الكريمة ؟!!

هذه المسألة لا يحفظ الكلام فيها عن أحد من السلف أصلاً..

وإنما تكلم فيها واحد أو اثنان من علماء أهل السنة في منتصف القرن الثالث الهجري ثم تبعهم عليه قوم آخرون،وما كان كذلك = فليس اتفاقاً وإنما هو قول علمي يرد بالحجة والبرهان..


ولم تفهمي معنى أنه لم يؤمر بسؤلهم وإنما المراد أن هذا جواب النبي صلى الله عليه وسلم وهو جواب مبتدأ لا صلة له بكلمة شيء فالواحد سيجيب منهم بشيء مما عهده في الخلق فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أكبر شهادة من أي شيء سيظنوه أكبر شهادة، ولا يعني هذا أن الله شيء ،فالشيء هو ما شاءه الله فكان والله هو الأول بلا ابتداء..
 
أي سلف صالح أختي الكريمة ؟!!

هذه المسألة لا يحفظ الكلام فيها عن أحد من السلف أصلاً..

وإنما تكلم فيها واحد أو اثنان من علماء أهل السنة في منتصف القرن الثالث الهجري ثم تبعهم عليه قوم آخرون،وما كان كذلك = فليس اتفاقاً وإنما هو قول علمي يرد بالحجة والبرهان..

وهل علماء القرن الثالث ليسوا من أئمة السلف الصالح المتفق على إمامتهم؟
مثل الإمام الشافعي والإمام أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم كثير ممن عاشوا في القرن الثالث وتوفوا فيها؟
يكفي أنهم تلاميذهم (على القول بأن القرن هو الجيل) وإمامتهم وحسن اعتقادهم متفق عليه

وقد كانوا يعتبرون إنكار إطلاق "شيء" على الله من عقيدة الجهمية
قال الحافظ أبو عاصم خُشيْش بن أصرم (توفي 253 هـ) شيخ أبي داود والنسائي، في كتابه الإستقامة عند حديثه عن الفرق :
"ومهم الجهمية وهم ثماني فرق
منهم: صنف من المعطلة يقولون إن الله لا شيء وما من شيء ولا في شيء ولا يقع عليه صفة شيء ولا معرفة شيء ولا توهم شيء ولا يعرفون الله فيما زعموا إلا بالتخمين فوقعوا عليه اسم الألوهية ولا يصفونه بصفة يقع عليه الألوهية
وقال الله عز و جل في كتابه قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيدا بيني وبينكم فأخبر أنه شيء وقال أيضا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون
."

وما دام أن هناك أئمة متفق على إمامتهم وحسن اعتقادهم قالوا بهذا، ولم يرد عن أي ممن كان قبلهم من الأئمة الثقات خلاف ذلك ولا اعتراض ولا إنكار، فمعناه أنه الحق والصواب ... خاصة وأنهم ذكروا بأن مخالفة هذا الاعتقاد هو من صفات الجهمية، ولم يكن هناك مخالف ولا معارض في زمن الأئمة الذين أثبتوا هذا ولا قبلهم، سوى من بعض الفرق الضالة كالمعتزلة والجهمية.


ولم تفهمي معنى أنه لم يؤمر بسؤلهم وإنما المراد أن هذا جواب النبي صلى الله عليه وسلم وهو جواب مبتدأ لا صلة له بكلمة شيء فالواحد سيجيب منهم بشيء مما عهده في الخلق فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أكبر شهادة من أي شيء سيظنوه أكبر شهادة، ولا يعني هذا أن الله شيء.

كيف لا صلة له بكلمة "شيء" وهو ما ورد في السؤال الذي كان جوابه من النبي صلى الله عليه وسلم -بأمر من الله- (الله شهيد بيني وبينكم)

قال ابن سيده في "المحكم والمحيط الأعظم" :
(قل أى شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم ) وذلك أن أيا اذا كانت استفهاما لا يجوز أن يكون جوابها إلا من جنس ما أضيفت إليه، ألا ترى أنك لو قال لك قائل: "أى الطعام أحب إليك" لم يجز أن تقول له: الركوب، ولا المشي، ولا غيره، مما ليس من جنس الطعام.
 
بارك الله فيك..

المقصود أن السلف (القرون المفضلة ) لم يتكلموا في هذا،ومن بعدهم تكلم واحد واثنان وليست إجماعاً،وعقيدة الجهمية المذمومة هي قولهم أن الله معدوم وليست مجرد منع إطلاق (الشيء) على الله ،والجواب منقطع عن السؤال،فالسؤال من تعرفون من الاشياء أكبر شهادة والجواب الله أكبر شهادة من كل شيء تعرفونه ولا يقتضي هذا أن الله من الأشياء ؛ ولذا لم يفسر الآية واحدة من الصحابة أو التابعين بأن الله شيء،وابن سيده ليس من أهل السنة..
 
بالنسبة لأصل المقال ففيه كلام طيب حسب اجتهاد صاحبه وفقه الله وزاده علما وعليه بعض الملحوظات التي لا تخفى على مرتادي الملتقى المبارك .
أما الخلاف في اطلاق الشيء على الله تعالى فهذا مقال مفيد من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي وفقه الله

قولهم الجهمية الله شيء لا كالأشياء قول الجهمية الله شيء لا كالأشياء .

قال أحمد وقلنا: هو شيء؟ فقالوا: هو شيء لا كالأشياء، فقلنا: إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء، فعند ذلك تبين للناس لأنهم لا يثبتون شيئًا بشيء، ولكنهم يدفعون عن أنفسهم الشُّنعة لما يقرون من العلانية.
الشُّنعة بضم الشين يقال شنُع شناعة: قبح، فهو شنيع، والاسم: الشُّنعة، وقيل: المراد به: الفظاعة، يدفعون عن أنفسهم القبح والشناعة والفظاعة بهذا.​
قال أحمد "وقلنا: أي للجهمية هو أي الله -عز وجل- الرب -عز وجل- هل هو شيء؟ قالوا: هو شيء لا كالأشياء. قال الله تعالى:
B2.gif
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
B1.gif
.
"قلنا: هو شيء؟": استفهام "قالوا: هو شيء لا كالأشياء"، فقال الإمام أحمد -رحمه الله-: الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء يعني أنه معدوم".
ولكنكم أنتم لا تريدون أن تصرحوا وتقولوا: إنه معدوم؛ لأنكم تريدون أن تدفعوا عن أنفسكم الشناعة بما تقرون من العلانية.
أنتم تقرون من العلانية تقولون: إن هناك إلها، هناك ربا ، وتصفونه بهذه السلوب حتى تدفعوا عن أنفسكم الشنعة، وتصرحوا وتقولوا هو معدوم، لكن هذا هو العدم، الشيء الذي لا كالأشياء عدم، كيف ذلك؟
من قال: إن الله لا يشبه شيئًا -بوجه من الوجوه- من الأشياء، فإنه قال بالعدم، ما يقال: إن الله لا يشبه شيئا من الأشياء بوجه من الوجوه، بل هناك شيء لا بد من إثباته، مشابه، كل موجودات لا بد أن تتفق في شيء من الأشياء، وهو الاتفاق في المعنى الذهني عند إطلاق اللفظ والقطع عن الإضافة والتخصيص، كلفظ وجود، لفظ علم لفظ يد.
من المعلوم بالضرورة أنه ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك يتفقان فيه، في الذهن، في مطلق اللفظ، عند القطع عن الإضافة والتخصيص، ولا يجب تماثلهما في الخارج كلفظ وجود، لفظ "وجود" يشمل وجود الله، ووجود المخلوق، ففي الوجود ما هو قديم واجب بنفسه، وهو وجود الله، وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم، وهو وجود المخلوق، ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود تماثلهما عند الإضافة والتخصيص لماذا؟
لا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود تماثلهما عند الإضافة والتخصيص؛ لأن الاتفاق إنما هو في المسمى العام، لفظ وجود، وهو لا يقتضي التماثل في مسمى الاسم عند تخصيصه وإضافته.
لفظ وجود يشمل وجود الله ووجود المخلوقين لماذا هذا الاشتراك في أي شيء؟
اشتراك في مطلق اللفظ وفي الذهن، لفظ وجود، أعرف في الذهن أن الوجود ضد العدم يشمل وجود الله، ووجود المخلوق، لكن متى يزول الاشتباه؟ عند التخصيص والإضافة، إذا قلت وجود الخالق، وجود المخلوق خلاص تبين.
وجود الخالق وجود كامل لا يعتريه نقص، ولا موت ولا نعاس ولا نوم ولا فساد، أما وجود المخلوق فيعتريه ذلك.
لفظ يد تشمل يد المخلوق ويد الخالق لماذا؟
لأنها قطعت عن الإضافة، بينهما اتفاق في الذهن، فيه اشتراك، وكذلك في مطلق اللفظ، لكن إذا أضفت يد الخالق زال الاشتباه، يد المخلوق زال الاشتباه.
يمثل العلماء العرش والبعوضة متفقان في مسمى الشيء والوجود، كل من العرش والبعوضة موجود، هذا الاتفاق متى يكون الاتفاق بين العرش والبعوضة، أو بين البعوضة والفيل؟
عند القطع عن الإضافة والتخصيص.
"وجود": كل من العرش والبعوضة موجود.
حياة: كل منهما حي، وفيل، لفظ الحياة.
لكن لفظ الحياة، اسم الحياة، اسم الوجود، هذا عام فلا يقول عاقل: إن العرش والبعوضة: أو البعوضة والفيل متماثلان لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود، فكذلك أسماء الله وصفاته توافق أسماء المخلوقين وصفاتهم عند الإطلاق والتجريد عن التخصيص.
لفظ يد، علم، قدرة، سمع، بصر، يد تشمل يد الخالق ويد المخلوقين عند الإطلاق يد، قدرة تشمل قدرة الخالق والمخلوق، سمع يشمل سمع الخالق والمخلوق، متى يزول الاشتباه؟ أو متى يزول الاشتراك؟ إذا أضفت أو خصصت، يد الله، يد المخلوق، قدرة الله، قدرة المخلوق، زال الاشتباه، أما عند القطع فيه اشتراك، لا بد من الاشتراك، فالذي لا يثبت هذا الاشتراك معناها أنه نفي وجود الله، نفي أسمائه وصفاته، والجهم نفى هذا الاشتراك فأنكر وجود الله.
إذًا أسماء الله وصفاته توافق أسماء المخلوقين وصفاتهم عند الإطلاق والتجريد عن التخصيص، ولكن ليس للمطلق المسمى الموجود في الخارج، وعند الاختصاص والإضافة يقيد بما يتميز به الخالق عن المخلوق، والمخلوق من الخالق.
وإن كان العقل يفهم قدرًا مشتركًا من المسميين فلا بد من هذا، فيفهم ما دل عليه الاسم بالمواطئة والاتفاق، وما دل عليه بالإضافة والاختصاص المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه -سبحانه وتعالى-.
فإذًا لا بد من إثبات نوع من الاشتباه، نوع من الشبه بين الخالق والمخلوق، لا بد من إثباته، وهو الاشتراك في الذهن، وفي مطلق اللفظ عند القطع عن الإضافة والاختصاص، هذا فيه اشتراك بين الخالق والمخلوق، لفظ وجود، لفظ قدرة، لفظ سمع، فالذي ينفي هذا النوع من الاشتباه معناه أنكر وجود الله، أنكر أسماءه وصفاته.
والجهم أنكر هذا؛ ولهذا قال الإمام أحمد للجهم هو شيء؟ قال: شيء لا كالأشياء، لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه، حتى ولا في الذهن عند القطع بالإضافة والتخصيص، فقال الإمام أحمد إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء أنه معدوم.
فعند ذلك تبين للناس أنهم -يعني الجهمية - أنهم لا يثبتون شيئًا، لا يثبتون وجودا لله، لا يثبتون شيئًا من أسمائه وصفاته، ولا يثبتون وجودا لله، ولكنهم يدفعون عن أنفسهم الشنعة بما يقرون من العلانية، يقولون: نثبت الإله، ويصفونه بالسلوب حتى يدفعوا عن أنفسهم الشناعة، ما تجرءوا على القول بإنكار وجود الله صراحة؛ لأنهم زنادقة ومنافقون.
لكن أهل العلم كالإمام أحمد عرفوا أنهم ينكرون وجود الله، من قولهم: هو شيء لا كالأشياء.
فالذي يقول: إن الله شيء لا كالأشياء، أو لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه هذا إنكار لوجود الله، لا بد أن تثبت وجهًا من المشابهة في الذهن، وفي مطلق اللفظ عند القطع عن الإضافة والتخصيص، مثل لفظ وجود، لفظ علم، لفظ قدرة، لفظ سمع، لفظ يد، هذا فيه نوع اشتباه واشتراك بين الخالق والمخلوق.
لكن هل هو موجود في الخارج؟ لا، إلا بالإضافة والتخصيص، لفظ يد هذا عام في الذهن، في الذهن تتصور أن لفظ يد يشمل يد الخالق ويد المخلوق، لفظ علم يشمل علم الخالق وعلم المخلوق في ذهنك، لفظ قدرة تشمل قدرة الخالق وقدرة المخلوق.
هذا نوع من الشبه بين الخالق والمخلوق، متى يزول هذا الاشتراك؟ إذا أضفت، ويشبه هذا مثل لفظ إنسان، الإنسانية معنى في الذهن لفظ الإنسان يشمل جميع الآدميين، اشتراك واشتباه متى يزول الاشتباه في الخارج؟ إذا سميت عمرو، بكر، خالد وفلان، زال الاشتباه بأفراده في الخارج، لكن لفظ إنسان هذا عام، يشمل، لكن خصص محمد، بكر، علي، زال الاشتباه.
لفظ الحيوانية، حيوان هذا عام معناه في الذهن، متى يزول الاشتراك بأفراده في الخارج، فرس، جمل، خروف، وهكذا في الأفراد، أما لفظ حيوان، لفظ إنسان، لفظ علم، لفظ قدرة، لفظ وجود، هذا عام مشترك، لكنه في الذهن ما فيه اشتراك في الخارج، اشتراك معنى في الذهن عند إطلاق اللفظ وعدم تقييده وتخصيصه.
أظنه اتضح معنى قول الإمام أحمد "وقلنا: هو شيء فقالوا: هو شيء لا كالأشياء، فقلنا: إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء فعند ذلك تبين للناس لأنهم لا يثبتون شيئًا بشيء"، كلمة بشيء -إن صحت- يعني بشيء من الأدلة.​
 
بسم الله وأصلي وأسلم على رسول الله


عندي مداخلة في موضوع إطلاق كلمة "شيء" على الله تعالى، وأستسمح المشاركين في ذلك،

لقد ثبت في الشرع جواز إطلاق "شيء" على الله تعالى، فلا يجوز إنكاره بعد أن ثبت في الشرع.

وقد تقدم نقل كلام الإمام البخاري رحمه الله عند قوله تعالى (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله) واستدل أيضا بقوله (كل شيء هالك إلا وجهه)
وقال البغوي رحمه الله : (كل شيء هالك إلا وجهه) سمى الله نفسه شيئا. [شرح السنة (1/172)له]
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: "لا شيء أغير من الله عز وجل" [ البخاري (5222) مسلم 2762]
وعن ابن مسعود مرفوعا بلفظ:"لاَ أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلاَ شَىْء أَحَبّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ ، لِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ" [البخاري (4634 ومواضع أخرى)]
وحكى ابن بطال رحمه الله أن في هذه الآيات والآثار ردّا على من زعم أنه لا يجوز أن يطلق على الله اسم شيء. [فتح الباري (13/496/7417)
قال الشيخ الغنيمان في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري (1/343): يريد بهذا -يعني الإمام البخاري بتبويبه- أنه يطلق على الله تعالى أنه شيء وكذلك صفاته ، وليس معنى ذلك أن الشيء من أسماء الله الحسنى، ولكن يخبر عنه تعلى بأنه شيء، وكذا يخبر عن صفاته أنها شيء، لأن كل موجود يصحّ أن يقال إنه شيء. اهـ
قال ابن حجر: لفظ شيء يطلق على الله تعالى، وهو الراجح [الفتح الباري].
ولا محذور من إطلاق "شيء" على الله ، فالشيء يساوي الموجود لغة وعرفا، قال ابن حجر رحمه الله : أطبق العقلاء على أن لفظ شيء يقتضي إثبات موجود، وعلى أن لفظ "لا شيء" يقتضي نفي موجود (الفتح 13/496/رقم7417)
والله أعلم
 
المقصود أن السلف (القرون المفضلة ) لم يتكلموا في هذا،ومن بعدهم تكلم واحد واثنان وليست إجماعاً


وهل سكوتهم يعني أنهم لم يكونوا يثبتونه ؟
ومن أولى بالاتباع؟ تلاميذ السلف الصالح ممن اتفق أئمة السنة على إمامتهم كالبخاري وأبو سعيد الدارمي وأبو عاصم ابن أصرم؛ أم أفراد من مشايخ هذا العصر؟
وأضف إليهم من أئمة السنة المتقدمين: ابن جرير الطبري، وابن أبي زمنين رحمهما الله، وربما غيرهم ممن لم أطلع على أقوالهم في هذه المسألة.
ثم مَن مِن أئمة السنة منذ وقت الإمام البخاري رحمه الله إلى عصرنا هذا اعترض على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل؟


وعقيدة الجهمية المذمومة هي قولهم أن الله معدوم وليست مجرد منع إطلاق (الشيء) على الله
الحافظ أبو عاصم ذكر بعدها الآية وأنها دليل على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل، ردًّا على تلك الفرقة من الجهمية، فهذا يدل على أنهم كانوا ينكرون إطلاق "شيء" على الله عز وجل، على الأقل فرقة من فرقهم إن لم يكن كلهم.

فالسؤال من تعرفون من الاشياء أكبر شهادة والجواب الله أكبر شهادة من كل شيء تعرفونه
ليس في الآية شيء يدل على ما قلته.

ولا يقتضي هذا أن الله من الأشياء ؛ ولذا لم يفسر الآية واحدة من الصحابة أو التابعين بأن الله شيء
كما قلت، عدم ورود أثر عنهم في ذلك لا يعني أنهم لم يكونوا يثبتونه.


وابن سيده ليس من أهل السنة..
أعلم أن لديه اعتقادات مخالفة لأهل السنة
ولم أستشهد به في الاعتقاد، ولكن في الجانب اللغوي.
 
عدم ورود شيء عنهم دليل على عدم ورود شيء عنهم،وهذه مسألة في تفسير آية من كلام الله تعرض لها السلف الصحابة والتابعون وأتباعهم فأين في كلام واحد منهم أن الله يطلق عليه أنه شيء ؟!!

بل هذا ظاهر جداً أن ليس في المسألة قول للسلف. ولو وجد = لنقل فصلاً عن أن يوجد إجماع قديم للسلف فيها.

وإنما هو فقه بعض علماء أهل السنة لآيتين في كتاب الله ،وهذا الفقه رأي علمي منهم يكون صواباً ويكون خطأ،والآيتان تحتملان قولهم وتحتملان ما قلناه،وليست الآية نصاً في المسألة لا يحتمل النزاع،بل الذي في الآيتين وحديث الغيرة وحديث عدي (هل تعلم شيئاً أكبر من الله) أسلوب في قطع الكلام شائع جداً في شعر العرب،وهو كقولك (هل تعلم رجلاً أصبر من عائشة) وكقولك (كل رجل يبلغ علمه إلا عائشة ) .فالنصوص تحتمل أن النص مقطوع وأن الله سبحانه ليس داخلاً في المستثنى منه وتحتمل دخوله سبحانه ،فيفتقر الترجيح لحجة ،والحجة معنا أن الشيء هو ما شاءه الله فكان، والله أول بلا ابتداء،أما قول بعضهم الشيء هو ما يشار إليه وأنه هو الموجود فهي دعوى لا دليل عليها من كلام العرب ولا من اشتقاق الكلمة..

ولا توجد فرقة من الجهمية عقيدتها مجرد إطلاق الشيء وإنما مقصودهم أنه لا يشار إليه فهو معدوم،ولم يثبت الجهمية أسماء الله أصلاً حتى ينازعوا في إطلاق الشيء من عدمه..
 
أعيد وأكرر سؤالي:

مَن مِن أئمة السنة منذ وقت الإمام البخاري رحمه الله إلى عصرنا هذا اعترض على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل وقال بخلاف ما قاله أولئك الأئمة الثقات ؟

وأضيف إليه سؤالا آخر:
هل القرآن شيء ؟
 
مَن مِن أئمة السنة منذ وقت الإمام البخاري رحمه الله إلى عصرنا هذا اعترض على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل وقال بخلاف ما قاله أولئك الأئمة الثقات ؟

لا تأثير لهذا السؤال أصلاً؛لأننا إذا اتفقنا أن السلف لم يتكلموا في المسألة ولم يقل واحد منهم أن الله شيء رغم مرورهم على الآية وتفسيرها = صح أن فهم هذا المعنى من الآية هو اجتهاد فقهي لمن قال به من علماء أهل السنة،فلو تتابعوا عليه إلى زماننا لم يكن هذا إجماعاً...

ومما يؤيد هذا : أن شيخ الإسلام خالف علماء السنة هؤلاء ولم يعد الشيء من أسماء الله بل جعله مما يخبر به عن الله فلم يعد تتابعهم على عده اسماً = شيئاً ملزماً..

ومما يؤيد هذا أن بعض الأسماء الحسنى تتابع عليها علماء أهل السنة منذ طبقات معينة ثم أبطلها بعض المعاصرين لضعف إسنادها أو لتقعيد لهم في الأسماء الحسنى،وكل هذا من الاجتهاد السائغ؛إذ مالم يثبت في المسألة نص لا يحتمل التأويل ولا إجماع للسلف قديم كانت المسألة من مسائل النزاع السائغ لا يضر فيها أن يخالف المجتهد تتابع علماء أهل السنة من طبقات معينة مالم يكن هذا التتابع إجماعاً..

نعم القرآن وكل فعل لله عز وجل = شيء؛لأن الله شاءه فكان،وما يشاؤه الله نوعان ،وهما نوعا الحوادث (الأفعال والمخلوقات)..

وقد سلم بهذا الإمام أحمد لما احتجت عليه المعتزلة في خلق القرآن بآية ((الله خالق كل شيء)) لكنه نازع في عموم الآية فقط..
 
ايها الاخوة القراء كتبت هذا التفسير و هذا الطرح انا العبد الفقير الى الله الغني سبحانه :الاستاذ محمد نينش المكاوي العلوي ادعوا لي بالشفاء ...

شفاك الله وعافاك !​

ولم أجد في هذا الموضوع أخي العزيز الذي وصفته بقولك​
تم بحمد الله و توفيقه و حسن عونه هذا الموضوع العظيم​
ما يدل على عظمته من حيث المعالجة العلمية، والإضافة التي ننتظرها ، أمَّا الآية التي ناقشتها فهي آية عظيمة معلوم معناها .


أرجو أن نقرأ لكم موضوعات أعمق وأكثر عناية مستقبلاً بارك الله فيكم .​
 
أخي ابو فهد بارك الله فيك الأخوة نقلوا لك أقولا كافية زأنت تصر على منع دون أن تشير لسبب غير ما رد عليه الأخوة.
وأحب أن أستفسر :ان لم يكن هناك قول مخالف لما نقل عن الأعلام من الأئمة في المسألة وكان ردهم على الجهمية واضح فلم تطلب أكثر من ذلك؟
وكلام الامام أحمد رحمه الله معروف في رده على الجهمية عندما قالوا هو شيء لا كالأشياء .فكلام الامام رحمه الله متعلق في أصل نفيهم لأن نفيهم للمعنى هو نفي الوجود لغة ,فقولهم لا كالأشياء هو نفي للمعنى المعروف للفظ .ولعلك تصل الى ذلك من خلال بحثك عن معنى شيء , وما مدلول قول الناس "لا شيء"فان ذلك يعني ما لا قيمة له أو ما لا وجود له .

والله اعلم
 
أعيد وأكرر سؤالي:

مَن مِن أئمة السنة منذ وقت الإمام البخاري رحمه الله إلى عصرنا هذا اعترض على جواز إطلاق "شيء" على الله عز وجل وقال بخلاف ما قاله أولئك الأئمة الثقات ؟
سؤالي للأخت الفاضلة:
ما الذي تفيده العبارة : " الله شيء" ؟​
 
أخي ابو سعد
ما معنى ليس شيء؟
اليس الشيء هو ما صح العلم به والاخبار عنه؟
فهل من هذا المعنى ينفى أن يكون الله شيء؟
قال ابن جرير رحمه الله تعالى :الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قُلْ أَيّ شَيْء أَكْبَر شَهَادَة قُلْ اللَّه شَهِيد بَيْنِي وَبَيْنكُمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ وَيَجْحَدُونَ نُبُوَّتك مِنْ قَوْمك : أَيّ شَيْء أَعْظَم شَهَادَة وَأَكْبَر , ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّ أَكْبَر الْأَشْيَاء شَهَادَة اللَّه الَّذِي لَا يَجُوز أَنْ يَقَع فِي شَهَادَته مَا يَجُوز أَنْ يَقَع فِي شَهَادَة غَيْره مِنْ خَلْقه مِنْ السَّهْو وَالْخَطَأ وَالْغَلَط وَالْكَذِب , ثُمَّ قُلْ لَهُمْ : إِنَّ الَّذِي هُوَ أَكْبَر الْأَشْيَاء شَهَادَة شَهِيد بَيْنِي وَبَيْنكُمْ , بِالْمُحِقِّ مِنَّا مِنْ الْمُبْطِل وَالرَّشِيد مِنَّا فِي فِعْله وَقَوْله مِنْ السَّفِيه , وَقَدْ رَضِينَا بِهِ حَكَمًا بَيْننَا . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ جَمَاعَة أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 10219 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى : { أَيّ شَيْء أَكْبَر شَهَادَة } قَالَ : أُمِرَ مُحَمَّد أَنْ يَسْأَل قُرَيْشًا , ثُمَّ أُمِرَ أَنْ يُخْبِرَهُمْ فَيَقُول : { اللَّه شَهِيد بَيْنِي وَبَيْنكُمْ } . * - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثَنَا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , نَحْوه .
 
روى ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: {أيّ شيء أكبر شهادة} ، قال: (أمر محمد أن يسأل قريشًا، ثم أمر أن يخبرهم فيقول:{الله شهيد بيني وبينكم}).
ثم روى البيهقي في كتاب الأسماء والصفات تفسيراً له ما رواه مسلم من حديث عبد الملك بن عمير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إن أشعر بيت تكلمت به العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل ))
وفي الصحيحين من حديث عروة بن الزبير عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( لا شيء أغير من الله )) .
وفي رواية عند الإمام أحمد أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك وهو على المنبر.

وإنكار أن يسمى الله شيئا تجاسر عليه بعض الجهمية، وبعضهم لم يتجاسر عليه لظهور بطلان وصف الله تعالى بنقيض ذلك فلم يجدوا إلا استعمال التمويه، وكلتا طريقتيهم ظاهرتا البطلان.
وذلك أن بعضهم قال مموهاً: (هو شيء لا كالأشياء) وأرادوا بقولهم لا كالأشياء نفي صفاته.
ولذلك قال الإمام أحمد في كتابه الرد على الجهمية: (وقلنا: هو شيء؟
فقالوا: هو شيء لا كالأشياء.
فقلنا: إن الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء، فعند ذلك تبين للناس لأنهم لا يثبتون شيئًا بشيء، ولكنهم يدفعون عن أنفسهم الشُّنعة لما يقرون من العلانية).
فإيراد الإمام أحمد هذا السؤال على الجهمية يدل على تقرر هذا الأمر عند كل من يؤمن بوجود الله، وأنه من المستبشع المعلوم بطلانه بالضرورة الجواب بالنفي، ولذلك لم يجرؤ الجهمية الذين ناظرهم الإمام أحمد على التزام النفي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض مبيناً مراد الإمام أحمد رحمه الله: (ولما قالوا هو شيء لا كالأشياء علم الأئمة مقصودهم فإن الموجودين لا بد أن يتفقا في مسمى الشيء فإذا لم يكن هناك قدر اتفقا فيه أصلا لزم أن لا يكونا جميعا موجودين وهذا مما يعرف بالعقل.
ولهذا قال الإمام أحمد: فقلنا إن الشيء الذي كالأشياء قد عرف أهل العقل إنه لا شيء؛ فبين أن هذا مما يعرف بالعقل وهذا مما يعلم بصريح المعقولات.
ولهذا كان قول جهم المشهور عنه الذي نقله عنه عامة الناس أنه لا يسمى الله شيئا لأن ذلك بزعمه يقتضي التشبيه، لأن اسم الشيء إذا قيل على الخالق والمخلوق لزم اشتراكهما في مسمى الشيء وهذا تشبيه بزعمه.
وقوله باطل؛ فإنه سبحانه وإن كان لا يماثله شيء من الأشياء في شيء من الأشياء فمن المعلوم بالعقل أن كل شيئين فهما متفقان في مسمى الشيء وكل موجودين فيها متفقان في مسمى الوجود وكل ذاتين فهما متفقان في مسمى الذات فإنك تقول الشيء والموجود والذات ينقسم إلى قديم ومحدث وواجب وممكن وخالق ومخلوق ومورد التقسيم بين الأقسام.
وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في غير هذا الموضع وبينا غلط من جعل اللفظ مشتركا اشتراكا لفظيا.
وهذا الذي نبه عليه الإمام أحمد من أن مسمى الشيء والوجود ونحو ذلك معنى عام كلي تشترك فيه الأشياء كلها والموجودات كلها هو المعلوم بصريح العقل الذي عليه عامة العقلاء).
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: (فجعلتموه لا شيء وقد كذبكم الله تعالى بذلك في كتابه فقال: {كل شيء هالك إلا وجهه} وقال تعالى : {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله}؛ فجعل نفسه أعظم الأشياء وأكبر الأشياء وخالق الأشياء). [الرد على الجهمية]
وكان بعض الزيدية ينفون أن يوصف الله بأنه شيء؛ فلما قيل: لهم أفتقولون: إنه ليس بشيء؟!
توقفوا ، ولم يلتزموا لا زم مقالتهم.
قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين: (واختلف المتكلمون هل يسمى البارىء شيئا أم لا؟ على مقالتين؛ فقال جهم وبعض الزيدية: إن البارىء لا يقال إنه شيء؛ لأن الشيء هو المخلوق الذي له مثل.
وقال المسلمون كلهم: إن البارىء شيء لا كالأشياء).

وعبارة (هو شيء لا كالأشياء) يطلقها أهل السنة ويريدون بها معنى صحيحاً، ويطلقها الجهمية والمعتزلة ويريدون بها تعطيل الصفات.
 
تعريف الشيء بأنه الموجود دعوى لا حجة لها في العربية..

ومن رزقه الله علم حجتها من العربية = فليدلنا عليها..

وبيت لبيد يخطئ فهمه من لا يتأنى معه أناة الشعر فإن مراد لبيد : كل شيء خلال ما شاءه الله باطل ،وليس مراده أن كل الموجودات باطلة خلا موجود هو الله فهذا معنى لا تعرفه العرب،وليست الموجودات باطلة بل منها الخير والحق والأنبياء ولا يبطل كل هذا عربي فضلاً عن أن يقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم ..

وإنما مراد لبيد إبطال كل شيء لا يشاؤه الله ؛ فليس يوجد شيء لا يشاؤه الله..
 
بارك الله فيك..

وحجة ذلك هي دلالة الاشتقاق على معنى الكلمة = شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً ،وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه ،وقالوا كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه..


أما قولهم الشيء : كل ما يخبر عنه فزيادة لا حجة عليها..
 
تعريف الشيء بأنه الموجود دعوى لا حجة لها في العربية..



ومن رزقه الله علم حجتها من العربية = فليدلنا عليها..


الكلام في اشتقاق اللفظ وتعريفه تعريفاً جامعاً مانعاً قضية يدخلها الاجتهاد والخطأ ، ومن طرق معرفة الخطأ مخالفة مؤدى القول لدليل صحيح واقتضاؤه معنى باطلاً.
وليس هذا ما نحن بصدده، ولا ما أردت الاعتراض عليه.
غير أن اللفظ الواحد يطلق ويراد به معان متعددة قد يجمعها أصل واحد في الاشتقاق ، وقد لا يكون الأمر كذلك.
وتعريف سيبويه للشيء أقرب من تعريف الراغب الأصفهاني وإن كانا قد اتجها للتعريف بالحد الرسمي.
فسيبويه يقول الشيء يقع على كل ما يخبر عنه، ولذلك يعده أعم العام.
والراغب يقول: الشيء عبارة عن كل موجود إما حساً كالأجسام وإما معنى كالأقوال.

ويمكن أن يحتج للراغب بالاتفاق على أن المعدوم ليس بشيء، فيكون عكسه شيئاً، كما قال تعالى: {وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً}

وبيت لبيد يخطئ فهمه من لا يتأنى معه أناة الشعر فإن مراد لبيد : كل شيء خلال ما شاءه الله باطل ،وليس مراده أن كل الموجودات باطلة خلا موجود هو الله فهذا معنى لا تعرفه العرب،وليست الموجودات باطلة بل منها الخير والحق والأنبياء ولا يبطل كل هذا عربي فضلاً عن أن يقره عليه النبي صلى الله عليه وسلم ..


وإنما مراد لبيد إبطال كل شيء لا يشاؤه الله ؛ فليس يوجد شيء لا يشاؤه الله..


بطلان الشيء وكذلك لفظ (ليس بشيء) يطلق على نفي الوجود الحسي، وعلى نفي الاعتبار، ومن الثاني قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان: (ليسوا بشيء) رواه مسلم، ومنه أيضاً بيت لبيد فإن مراده ظاهر، وقد صدقه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك هو بطلان ما يعبد من دون الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد قال صلى الله عليه وسلم (( أصدق كلمةٍ قالها الشاعر كلمة لبيدٍ : ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل )) وهذا تصديق قوله تعالى: { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير } وقال تعالى : { فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } ).
ومن ذلك على أحد القولين قوله تعالى: {إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء} على اعتبار أن (ما) نافية.

والمشركون كانوا يدعون أن الله أراد عبادتهم ما يعبدون من دونه، وأنه يرضى ذلك، وبيت لبيد على ما ذكرت من التأويل مما يحتج لهم به، وهذا نقيض استدلال النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقه للبيد على قوله بل تفضيله له في الصدق على قول كل شاعر.
 
بارك الله فيك..

الأنبياء والملائكة والحق والخير والجنة والنار لا يبطلون لا حساً ولا اعتباراً ..

وإدخال قول لبيد في مسألة العبادة أجنبي عن سياق شعره ولم يتقدمه في هذا القصيد ماله تعلق بالعبادة..

وأي حجة على عبادة غير الله تنفع المشركين في بيت يقول صاحبه وكل ما لا يشاؤه الله لا يكون؟!

ولبيد كان إذ قال هذا الكلام مشركاً يعبد غير الله ،ولا يكون أن واحداً من العرب المشركين يرى إبطال عبادة غير الله ثم هو يقيم عليها !!

والنبي صلى الله عليه وسلم صدقه في أن كل شيء لا يشاؤه الله لا يكون ،وهذا محل تصديق النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما يناسب سياق الأبيات ولحاقها..

ونعم الاستدلال بالاشتقاق يخطي ويصيب ولكنه أحسن من قول لا حجة له كالذي يذكرونه،خاصة إلى ما معه من القرائن المؤيدة التي منها أنك لا يعوزك على هذا التفسير أن تؤول عدداً كبيراً من نصوص الوحيين،وألا أن تطيل الطريق في إخراج المعدوم من جملة الأشياء..

فهذا التفسير يجمع دلالة الاشتقاق وحفظ نصوص الشرع من كثرة إدخال التخصيص عليها،وهو أقرب في إبطال كلام المبتدعة..

جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد العزيز وحفظكم الله..
 
تحية للأخ محمد نينش وفي الحقيقة ما كان موضوعك يستحق كل هذه التعليقات من علماء أفاضل وطلاب علم وليس فيه من العظمة التي أشرت إليها ( أقصد الموضوع والأسلوب ) شيء يذكر .
ولولا مداخلة الفضلاء لما استحق البقاء في هذا الملتقى المبارك ، ولكن الفائدة في التعليقات لا في أصل المقال .
 
فانتهوا خيرا لكم
ما رأيك أخي الحبيب لو انتهيت أنت خيراً لك ؟

النقاش علمي مميز
والفائدة في النقاشات كما قال حبيبنا د. فاضل .. جزى الله الزملاء المتحاورين خيراً .
وأنا أعتذر للأخت زوجة وأم نيابة عن الأخ محمد نينش أصلحه الله ، فأرجو أن لا يقع في نفسها حرج منه .
 
وإنما مراد لبيد إبطال كل شيء لا يشاؤه الله ؛ فليس يوجد شيء لا يشاؤه الله..

تقدير كلمة لبيد على تفسيرك: (ألا كل شيء ما خلا ما يشاؤه الله باطل) ولو أعلمت مفهوم المخالفة لهذا الكلام لتبين بطلانه.

ولقد أعياني يا أبا فهر أن أجد لك سلفاً في هذا التفسير.
وقد راجعت كلام شراح الحديث وكلام جمع ممن تطرق لشرح كلمة لبيد فلم أجد أحداً ذكر هذا المعنى، وإنما يذكرون في تفسيره معنيين متلازمين:
الأول: أنها بمعنى (لا إله إلا الله) التي هي أصدق كلمة وأشرف كلمة، وفي ذلك ما يناسب تنويه النبي صلى الله عليه وسلم بها، وكلمته استفتاحية تامة لا تقتضي سباقاً لا يفهم الكلام إلا به.
وكون لبيد غير مسلم حين قال تلك القصيدة لا يعني أنه لا يقول صدقاً ولا حقاً في هذا الباب، وقد يكون من بعض العرب قول لبعض الحق والآثار عنهم في ذلك مشهورة، ومن ذلك قول عبيد بن الأبرص في معلقته المعروفة:
[poem=font="Book Antiqua,6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وإن الله ليس له شريك = علام ما أخفت القلوب
من يسأل الناس يحرموه = وسائل الله لا يخيب
بالله يدرك كل خير = والقول في بعضه تلغيب
[/poem]

وعلى هذا المعنى يفسر الشيء في هذا السياق بما يناسبه ، فيكون مراده بكل شيء أي مما يعبد.
وهذا لا يقتضي أن الأنبياء والملائكة والجنة والنار وسائر ما وصف بأنه حق في النصوص أنه باطل ، لأن المقصود ذكر ما يُعبد.
ألا ترى أنه لو تناظر رجلان فقال أحدهما للآخر: كل كلامك باطل.
أنه لم يرد إلا كلامه في تلك المناظرة، وأنه لا يريد كلامه كله من أول ما ولدته أمه إلى ساعته.

المعنى الثاني: أنها بمعنى (كل شيء هالك إلا وجهه) وهذه الآية فسرت على وجهين أحدهما يوافق المعنى الأول وهو أنه كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل، والمعنى الثاني أن كل مخلوق فهو هالك لا وجود له إلا بالله.

ومن أهل العلم من حمل كلمة لبيد على المعنيين كليهما كما فعل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال:
(كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل، وإن كان فيه لذة ما، وأما الكائنات فقد كانت معدومةً منتفيةً؛ فثبت أن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : " ألا كل شيء ما خلا الله باطل " وكما قال صلى الله عليه وسلم (( أصدق كلمة قالها شاعر قول لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل ))، وإنها تجمع الحق الموجود والحق المقصود، وكل موجود بدون الله باطل، وكل مقصود بدون قصد الله فهو باطل، وعلى هذين فقد فسر قوله { كل شيء هالك إلا وجهه } إلا ما أريد به وجهه، وكل شيء معدوم إلا من جهته).

جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد العزيز وحفظكم الله..
وأنت فجزاك الله خيراً ، وبارك فيك، وأخوك ليس دكتوراً.​
 
يعني أنا اللي دكتور يا مولانا ؟!!

ولكنك رجل فاضل مبارك وأنا أحيل الطلبة على معهدك وأستفيد أنا منه أحياناً..

ألا كل شيء ما خلا ما يشاؤه الله باطل

بارك الله فيكم العبارة في بيان البيت هكذا غير محررة ..

وإنما قول لبيد : لا يكون الشيء شيئاً كائناً إلا إن شاءه الله عز وجل فأراد أن يكون شيئاً كائناً فلا يكون إلا يشاؤه الله وما لم يشأ الله أن يكون شيئاً لا يكون إلا أن يُشيئه الله ويجعله شيئاً بمشيئته..

وكلام عبيد عن الشركة في معرفة ما في القلوب وهذا كالشركة في الخلق يقع نفيه في كلام العرب..

أما نفي الشركة في العبادة فلا يقع من مشرك يشرك في العبادة..

وأرى أن قد أبنتُ عن حجتي وما قصرتَ أيها الشيخ الكريم في بيان حجتك والمسألة عندي من مسائل الاجتهاد السائغ لدقتها ولطف مأخذها..

وجزاكم الله خيراً فقد انتفعتُ بنقاشكم ومن قبلكم استفدتُ من مناقشة الفاضلة الكريمة (زوجة وأم)..

بورك فيكم ونفعنا الله جميعاً بما نكتب..
 
بارك الله فيكم
وجزاكم جميعا خيرًا
توقفت عن النقاش لقلة علمي في الجانب اللغوي وأخونا الفاضل أبو فهر شبهته من هذه الناحية فلا أستطيع أن أناقش جانبا بضاعتي فيه قليلة.
 
الأخ الفاضل أبو فهر
هناك سؤال في نفسي أريد جوابك عليه:
أنت تقول بأن المحظور هو في معنى "شيء" .. وقلت بأن معناه: هو ما شاءه الله
سؤالي هو: هل الإمام البخاري وأبو سعيد الدارمي وابن جرير الطبري وكل أئمة السنة قديما وحديثا ممن قالوا بجواز إطلاق "شيء" على الله بناءً على فهمهم لتلك الآية والنصوص الأخرى التي ذكرها المشايخ -جزاهم الله خيرا-، لم يكونوا يعرفون ذلك المعنى لكلمة "شيء" وما يلزمه من محظور ؟
وإذا كانوا يثبتون معنًا آخر صحيح لكلمة "شيء" مما ليس فيه محظور... فلماذا لا تثبت ذلك المعنى الذي أثبتوه لكلمة "شيء" لله عز وجل وتنفي عنه المعنى المحظور ؟

وهذا ما فعله السلف وأئمة السنة مع الكلمات الأخرى التي تحتمل معنى حق ومعنى باطل، فأثبتوا الحق ونزهوا الله عن الباطل.
 
أخي ابو سعد
ما معنى ليس شيء؟
اليس الشيء هو ما صح العلم به والاخبار عنه؟
فهل من هذا المعنى ينفى أن يكون الله شيء؟
.
حياك الله أخي مجدي
تقول : ما معنى ليس شيء؟
أقول:
أقصد أن هذا اللفظ ليس من أسماء الله ولا صفاته.
أما قولك :
أليس الشيء هو ما صح العلم به والاخبار عنه؟
أقول:
هذا محل النزاع
الله يعلم بأسمائه وصفاته ويخبر عنه بها ، ولكن لا يقال عنه شيء ، لأن النص لم يرد بذلك ، وكل النصوص الواردة متاشبهة ترد إلى المحكم.
ومنع هذا الوصف في حق الله تعالى لا يلزم منه وصفه بالعدم أو نفي الصفات كما يتوهم البعض ، كما أن وصفه بالمعاني المشتركة بين الخالق والمخلوق لا يلزم منه المماثلة.
والأشياء هي أثر المشيئة ، فما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن.
 
سؤالي هو: هل الإمام البخاري وأبو سعيد الدارمي وابن جرير الطبري وكل أئمة السنة قديما وحديثا ممن قالوا بجواز إطلاق "شيء" على الله بناءً على فهمهم لتلك الآية والنصوص الأخرى التي ذكرها المشايخ -جزاهم الله خيرا-، لم يكونوا يعرفون ذلك المعنى لكلمة "شيء" وما يلزمه من محظور ؟
وإذا كانوا يثبتون معنًا آخر صحيح لكلمة "شيء" مما ليس فيه محظور... فلماذا لا تثبت ذلك المعنى الذي أثبتوه لكلمة "شيء" لله عز وجل وتنفي عنه المعنى المحظور ؟

لو شاء كل متعصب لقول إمام أن يقول هذا ويدفع به وجه الحجة = لقاله،وما كان يغني عنه شيئاً،ولجبه الحنفي الشافعي: أو أبو حنيفة وأصحابه جهلوا هذا ؟

ولقال الرجل لابن تيمية : أو الأئمة الأربعة جهلوا الحجة فيما خالفتهم فيه ؟

ولقال الرجل لابن تيمية: أو البخاري و...و.. جهلوا أن (الشيء) ليس فيه حسن تام فلا يسمى به كما تزعم..

ولقال الرجل لابن عبد الوهاب : أو جهل السيوطي والهيثمي أن التوسل كذا وكذا ..

وكل ذلك لا ينفع في مقام الاحتجاج لأقوال أهل العلم التي ليست إجماعاً،والخطأ وارد على هؤلاء وأكثر منهم وليسوا بمعصومين والذهول عن موطن الخلل في (الشيء) إنما دخلهم من متابعتهم من عرف الشي بأنه المعلوم،ومن هنا سهل دخول الخطأ عليهم إذ لو لم يتبعوه وعرفوا الشيء بما ذكرناه مما تؤيده الحجة = لفقهوا موطن الخلل في إطلاق الشيء على الله..

ولا أثبت معناهم الذي ليس فيه محظور-كما تقولين- لعدم قيام الحجة عليه،وهم تبعوا فيه غيرهم أما أنا فلا أرضى اتباع هذا الغير من غير حجة،والمحظور عندي قائم فقد خلف هؤلاء الأئمة من احتاج بسبب هذا التعريف الغلط لتطويل الطريق في الرد على من زعم أن المعدوم شيء (وتعريف الشيء بالمعلوم عندي هو طريق هذه البدعة وربما كان من أنبت هذا التعريف هم أصحابها)،وهذا التعريف لا يخلص به من كون المعدوم شيئاً إلا بشق الأنفس،وهذا عندي محظور؛فلا حجة على تعريفهم وفيه محظور عندي من الجهة التي بينتها..
 
من قلد البخاري رحمه الله وقال إن من أسماء الله وصفاته أنه شيء ... فليقل في دعائه إن استطاع :-
اللهم يا شيء اغفر لي
ومن قلد من قد قال فقال : إن الله ليس بشيء .. فقد قال على الله بغير علم ..
 
من قلد البخاري رحمه الله وقال إن من أسماء الله وصفاته أنه شيء ... فليقل في دعائه إن استطاع :-
اللهم يا شيء اغفر لي
ومن قلد من قد قال فقال : إن الله ليس بشيء .. فقد قال على الله بغير علم ..

أين دليلك على أن البخاري رحمه الله كان يقول بأن "شيء" من أسماء الله؟
بل الذي فهمته من كلامه هو أنه يجوز الإخبار عن الله بذلك وليس أنه من أسمائه .. وكذلك غيره ممن أجاز إطلاق "شيء" على الله

وكل ذلك لا ينفع في مقام الاحتجاج لأقوال أهل العلم التي ليست إجماعاً،والخطأ وارد على هؤلاء وأكثر منهم وليسوا بمعصومين والذهول عن موطن الخلل في (الشيء) إنما دخلهم من متابعتهم من عرف الشي بأنه المعلوم،ومن هنا سهل دخول الخطأ عليهم إذ لو لم يتبعوه وعرفوا الشيء بما ذكرناه مما تؤيده الحجة = لفقهوا موطن الخلل في إطلاق الشيء على الله..

أنت تقول بأنه ليس بإجماع
وأنا أقول لك: كيف تقول بأن الخلاف جائز في مسألة ليس لك فيها إمام ؟

قد يكون القول بالإجماع في المسألة ظنيّا ولكن أيضا قولك بأنه ليس بإجماع ظني لأنك لم تذكر أي إمام سبقك بالاعتراض على هذا الاعتقاد
نحن نتبع السلف في فهم النصوص، وإذا لم نجد أي كلام لهم في المسألة، فننظر لمن بعدهم مباشرة، أي تلاميذهم، فإذا وجدنا منهم اتفاقا دون أي مخالفة في المسألة، فالأخذ بفهمهم للنص مُقدم على فهمنا ، خاصة إذا كان موافقا لظاهر النص
وتفسيرك للنص أقرب للتأويل من ظاهر النص
فبهذا خالفت قول الأئمة المُجمع على إمامتهم وحسن اعتقادهم من تلاميذ السلف الصالح ومن أتى بعدهم من العلماء المتبعين ، وكذلك فسرت النص بما لا يُفهم من ظاهره، بل تفسير فيه تكلف.

أما قولك حفظك الله
لو شاء كل متعصب لقول إمام أن يقول هذا ويدفع به وجه الحجة = لقاله،وما كان يغني عنه شيئاً،ولجبه الحنفي الشافعي: أو أبو حنيفة وأصحابه جهلوا هذا

الفرق بين قولي وقولهم هو أنهم يقولون ذلك في مسألة ثبت وقوع الخلاف فيها في العصور المتقدمة والمتأخرة، أما في المسألة هذه فلم أر منك نقلا واحدًا لأحد أئمة السنة غير المعاصرين يعترض على إطلاق "شيء" على الله، والذين قالوا بجوازه هم مجموعة من الأئمة الثقات المتبعين، ولم يخالفهم فيه أحد حسب علمي إلا بعض الفرق الضالة، ففرق بين هذا وهذا.

وأفضل تقليد أئمة الهدى المتقدمين كالبخاري والدارمي وأبو عاصم والطبري على تقليد شيخ معاصر بنى اعتقاده وفهمه للنص على معنى لغوي يحتمل الخطأ.

فأرجو أن تثبت بأن المسألة فيها خلاف، وتذكر إمامك أو سلفك في قولك بعدم جواز إطلاق "شيء" على الله.
 
من قلد البخاري رحمه الله وقال إن من أسماء الله وصفاته أنه شيء ... فليقل في دعائه إن استطاع :-
اللهم يا شيء اغفر لي
....
اذا قال يا شيء دخل في ذلك أي شيء ,وأنت أخي الكريم شيء فهل تقبل أن يناديك إنسان يا شيء؟
وأنت تعلم أخي أن للدعاء آداب وأنه لا يجوز الإعتداء في ذلك .

وهنا أحب أن أنبهك لأمر أخي الكريم وهو أنه فارق بين احداث المسائل والخوض فيها ,فالبخاري رحمه الله إنما أراد بذلك أن يرد على من قال أنه عز وجل ليس شيئا ,وقد رد الإمام أحمد قبله على من قال هو شيء لا كالأشياء .
وهذه المسائل ومثلها ما كان أحد ليخوض فيها لولا ما أحدثه المبتدعة من أقوال ينفون فيها الصفات ,وشبهتهم أنه لو كان شيئا لكان جسما , ونحن نقول هذا لا يلزم وانما هو من مخيلتهم .
وقد ذكر الله عز وجل الكثير من أمر كالمكر والخداع ولا ينادى بها في الدعاء وهي وان كانت في باب المقابلة إلا أنها الفاظ استخدمها العرب .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك.
 
ومن لم يسعْه ما وسع أصحاب النبي صل1 فلا أتم الله له ....

اتباع الصحابة في هذه المسألة يكون السكوت وليس الاعتراض
فإذا كنت حقا تتبع الصحابة كما تقول فعليك السكوت .. فلا تثبت ولا تعترض

أما بالنسبة لي، فأنا أرى أن سكوتهم لمكان لعدم الحاجة لذكره لأنه ظاهر النصوص، وذلك مثل عدم حديثهم في معاني الصفات كثير من الصفات، فكان سكوتهم لأجل أن المعنى ظاهرٌ من النص ولا حاجة لتفسيره، ولكن الذين أتوا بعدهم اضطروا للتعمق فيه لأجل ظهور البدع وإنكار الصفات.
وهنا في هذا الموضوع أتى شخص فأنكر أن يكون الله شيء، فاضطررت للحديث فيه للرد عليه وإلا لما تكلمت فيه.
فإذا أردت أن تنكر على شخص فانكر على صاحب الموضوع الذي تكلم فيه أولا.
 
الأخت الفاضل الكريمة زوجة وأم ، أسأل الله أن يرفع قدرك في عليين ما قررته هو المطابق لعقيدة السلف الصالح وعليه أئمة الدعوة السلفية ، وياليت الإخوة يدركون أن مسائل الاعتقاد يجب أن يكون الكلام فيها عن علم وبصيرة ودراية ، وأن يسير الراغب في الخير في هذا الباب على ما سار عليه سلفنا الصالح أئمة العلم والهدى :
يصح إطلاق لفظة (شيء) على الله - عَزَّ وجَلَّ - أو على صفة من صفاته ، لكن لا يقال : (الشيء) اسم من أسمائه تعالى .
الدليل على ذلك من كتاب الله :
قوله تعالى : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) [الأنعام : 19 ].
وقوله : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) [القصص : 88].
والوجه صفةٌ ذاتيةٌ لله تعالى .
وقوله تعالى : ( أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ) .[الأنعام : 93] ، والقرآن كلام الله ، وهو صفةٌ من صفاته ، والقول في الصفة كالقول فيالذات .

والدليل على ذلك من السنة :
حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - ؛ قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل : « أمعك من القرآن شيْءٌ ؟ » قال : نعم ، سورة كذا ، وسورة كذا ؛ لسُوَرٍ سمَّاها. رواه البخاري في صحيحه (7417) .
وقال الإمام أبو عبد الله البخاري – رحمه الله - في كتاب التوحيد من "صحيحه" : « باب : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللهُ ) ، فسمى الله تعالى نفسه شيئاً ، وسمى النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن شيئاً ، وهو صفةٌ من صفات الله ، وقال : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (ثم أورد حديثَ سهلٍ السابق » .
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان – وفقه الله - في " شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري " (1/343) : « يريد بهذا أنه يطلق على الله تعالى أنه شيء ، وكذلك صفاته ، وليس معنى ذلك أن الشيء من أسماء الله الحسنى ، ولكن يخبر عنه تعالى بأنه شيء ، وكذا يخبر عن صفاته بأنها شيء ؛ لأن كل موجود يصح أن يقال : إنه شيء » .اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في "مجموع الفتاوى" (6/142) : « ويفرق بين دعائه والإخبار عنه ؛ فلا يدعى إلاَّ بالأسماء الحسنى ، وأما الإخبار عنه ؛ فلا يكون باسمٍ سيء ، لكن قد يكون باسم حسن ، أو باسم ليس بسيء ، وإن لم يحكم بحسنه ؛ مثل اسم شيء ، وذات ، وموجود » .
ينظر "مجموع الفتاوى" (9/300-301).
وقال ابن القيم في "بدائع الفوائد " (1/162) : « .. ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي ، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيَّاً ؛ كالقديم ، والشيء ، والموجود...» .
فاطلاق الشيء على الله تعالى يعني إثباتاً للوجود ، ونفياً للعدم ، قال الله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الشورى: من الآية11] لكن لفظ : ( الشيء ) ليس اسماً لله - تعالى - .
وهكذا يُقال : في إطلاق لفظ : ( الشيء ) على القرآن .
ولكن جهما ً وأتباعه يطلقونه اسماً من أسماء الله ؛ حتى يدللوا على : أن أسماء الله مخلوقة ، وعلى أن القرآن مخلوق لعموم قول الله - تعالى - : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) [ الزمر:62] .
وهذا الاستدلال تلبيس من بِشر وشيخه الجهم .
وعلى طريقتهم الضالة : أليس الله يقول : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) ويقول - سبحانه - : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) . والله - سبحانه - حيٌّ دائِمٌ لا يموت .
فينبغي التنبه لمثل هذا ، والله تعالى أعلم .​


 
أيها الأفاضل :
زادكم الله علما ...
أود فقط أن أشير إلى نقطة ولا أظنكم عنها بغافلين وهي أن هذا الملتقى المبارك يسير وفق منهج أهل السنة والجماعة وبذلك نكون قد فنّدنا الكثير مما لا يتفق مع منهج السلف الصالح .
وقد أطال الإخوة النقاش ونحن نتابع لنتعلم ونعلم الحق لا مجرد الأراء العقلية ، وليس المجال لأن يدلي كلٌّ برأيه لأن الموضوع متعلق بباب من أعظم الأبواب وهو باب الاسماء والصفات وكما هو معلوم فالاصل فيه التوقيف ...ولكن من لديه حجة ودليل على زعمه وما يدين به إلى الله تعالى فليُفد بما لديه وإلا فليمسك ويكون متابعا فذاك خير لنا وله .
وأرجوا أن لا أكون قد تجاوزت قدري .
واستغفر الله العظيم وأتوب إليه .
 
وعلى طريقتهم الضالة : أليس الله يقول : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) ويقول - سبحانه - : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) . والله - سبحانه - حيٌّ دائِمٌ لا يموت .
فينبغي التنبه لمثل هذا ، والله تعالى أعلم .​


أليس الأصوب أن نقول : باق ؟
 
[/INDENT]أليس الأصوب أن نقول : باق ؟
أخي عبد الله - حفظه الله - :

الدائم ، الموصوف بالبقاء ، الذي لا يستولي عليه الفناء ، فبقاءه أبدي أزلي لم يزل ولا يزال موصوفاً به سبحانه .
فالعبارة صحيحة وقد تحريت فيها الدقة لأنني أتكلم في باب عظيم من أبواب معرفة الله .
شكراً لك وبارك فيك .

 
عودة
أعلى