القُرآنُ الكرِيمُ وعِلمُ المقَامَاتِ ... واقعٌ يحتاجُ إلى وقفةٍ!.

إنضم
18/07/2010
المشاركات
537
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
المدينة المنورة
بادئ ذي بدء.. أدرك أن القارئ من العنوان قد فترتْ همته عن مطالعة الموضوع, ذلك أن الكثيرين يرون أن هذا الموضوع قد قُتل بحثا, وآخرون يتحرّزون من مجرد الحديث فيه لأنه ضبابيّ الملامح!
وبالنسبة لي: أدرك جيدا أن الحديث في مثل هذا الموضوع يشبه تماما دخول حقل من الألغام, وكلما فكرتُ في الإقدام حدثتني نفسي بالفرار؛ حتى حسمتُ الأمر ... وها أنا أفرغ ما بجعبتي من أفكار, وأرجو أن تلقى تفهما واعيا وتفاعلا. وللعلم فإني ما تجرأتُ على الكتابة في هذا الموضوع إلا بعد أن تعمقتُ قليلا في علم المقامات, فاستمعتُ إلى بعض دروسها, وقرأتُ في أصولها وفروعها, وتتبعتُ آراء كبار العلماء ومشاهير القراء فيها, ثم اطلعتُ على جلّ ما كتب عنها في ملتقانا, وقد قضيتُ في بحثي هذا ما يزيد على الشهرين تقريبا .. ولم أكن أفعل ذلك لهدف معين بقدر ما كان رغبة مني في استيعاب هذا المجهول والتعمق فيه للخروج بتصور واضح لنفسي عن ماهيته. وبعد هذا المشوار تبلورت لدي فكرة ما أحب أن أطرحها عليكم ـ أهل القران ـ . ولكن قبل ذلك لا بد من إيضاح نقطة مهمة وهي:
أن الأحاديث المحرمة لقراءة القرآن بلحون أهل الغناء هي أحاديث معتبرة ولن تُمسّ أثناء طرحي لوجهة نظري. وعلى هذا فإن جواب السؤال المتكرر: هل يجوز قراءة القرآن بما يسمى المقامات؟ الجواب: لا يجوز قراءة القرآن بلحون أهل الغناء....... ولا داعي لسرد الأدلة في هذه النقطة بالذات لأنها محل اتفاق لا اختلاف.
نظرة متفحصة في الواقع:
· أولا: تفشي ظاهرة تعلم المقامات في قراءة القرآن بشكل لم نعهده من قبل, وانتشار برامج تعليم المقامات, كما كَثُرَ نشر مقاطع في اليتويوب تعرض نماذج لتلاوات القرآن الكريم بمقامات مختلفة وكذلك دروس لتعليم المقامات.
· ثانيا: لدينا الكثير من الإمكانيات الصوتية المبهرة بين الشباب الناشئ من حفظة كتاب الله, هذه الحناجر الذهبية إما أن تندثر, وإما أن تنصرف عن القرآن إلى الإنشاد!, ومن أصر منهم على توظيف حنجرته في تلاوة كتاب الله تتلقفه أيدي أساتذة المقامات. البعض يصمد أمامهم احتراما للنهي الصريح ولفتوى التحريم, والبعض الآخر ينجرف معهم في هاوية التحريم. فهل هناك من حل لهذه الظاهرة؟.
· ثالثا: واقع تعلم المقامات في قراءة القرآن واقع يندى له الجبين, فالمتعلم ينصرف تماما عن الآيات التي يقرأها وعن التطبيق وسائر التجويد ليبقى مع اللحن طلوعا ونزولا, وترى جل اهتمامه ينصب على سلاسة التحول من مقام إلى مقام, أو الإتيان بالقرار والجواب, وما إلى ذلك.
ويعلم الله كم أرغب في وضع روابط لمقاطع فيها أطفال مبدعون في قراءتهم للقرآن لكن للأسف يتعلمون بين يدي من يقول لهم: إإتني بالدرجة الرابعة من مقام السيكا!
هات الآية التالية بمقام السوزنار!
أو ابدأ الآية بيات ثم اقفل عجم!
وفي بعض المقاطع فتاة مبدعة قد احتشد لها جمهور كبير في تركيا ليستمعوا إلى قراءتها ثم هي بين يدي مايسترو حقيقي يتلو القرآن كما يتلو نوتته الموسيقية!
كم أرغب حقا في وضع هذه النماذج المؤسفة إلا أنني عدلتُ عن ذلك لمصلحة رجحتها.
هذا الواقع المزري يا أخوتي الكرام ألا يدفعنا للبحث عن حلول؟
إن إغلاق الباب أمام الطاقات الصوتية الناشئة لم يكن حلا فاعلا, فهناك نوافذ مشرعة, وخلفها فضاء رحب يرحب بهم ويتلقفهم ليحتضن إبداعاتهم!
إن كان لا يعني البعض ولا يؤلمهم أن يتحول طفل أو شاب متدبر وخاشع في تلاوته لكتاب الله إلى مؤدي ألحان همه الطرب والأوزان, وعد وإحصاء تفريعات المقامات فإن هذا يؤلمنا ويحزننا ويدفعنا لأن نطالب العلماء بالبحث عن حل.
· رابعا: لقد لفت نظري ازدواجية عجيبة! فهناك الكثير من المشايخ المعتبرين والذين يفتون بحرمة تعلم المقامات = يمتدحون في الوقت ذاته قراءة بعض القراء الكبار كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ المنشاوي والطبلاوي وغيرهم وينعتونهم بالكبار!!!!. فهل ولدوا كبارا دون أن يتعلموا؟!! ألم يشتهر عن بعض المشايخ القدامى أنهم تعلموا قراءة القرآن بالمقامات الموسيقية؟, أم أن هذه المعلومة يحسن بنا التغافل عنها؟ ثم ألا تعني هذه الازدواجية الغريبة أن المقصود بالتحريم هي فترة التعليم ثم إذا ما أتقن القارئ وتناهى إلى أسماعنا إبداعه في التلاوة مدحناه واستعذبنا صوته وكان في حكم الحلال؟؟!!!.
المقتــــــــــــرح:
لماذا لا تجتمع لجنة من قراء كتاب الله الغيورين عليه لمناقشة الموضوع والخروج بحلول, قد يكون منها:
· تفنيد المقامات ـ والتي هي 72 مقاما موسيقيا تقريبا مشتقة من التسعة المشهورة الأساسية ـ واستبعاد كل ما لا يناسب كتاب الله حتى لو ذهبت كلها ولم يبق إلا عشرة منها فقط أو أقل فهو خير وبركة. على أن يُراعى بساطتها وعدم تصنعها وعدم إخلالها بقواعد التجويد.
· أن تعمد هذه اللجنة الموقرة إلى المقامات التي اختارتها فتغير أسمائها فلا تجعلها تشترك مع أهل الغناء في المسمى, ثم تسميها بأسماء أشهر من قرأ بها من القراء المشهورين الذين توفوا. أو تسميها بأسماء أكثر الأقطار الإسلامية التي اشتهرت بها كمقام الحجاز والنهاوند مثلا.
· إصدار فتوى تحذر الناس من قراءة القرآن على ألحان الغناء وتبين أن من أراد أن يحرك القلوب بالقرآن فليلزم ما جمعته اللجنة من طرق مسترسلة وعذبة تناسب كتاب الله, وهذا الإجماع من كبار أهل الاختصاص هو ملزم لكل مسلم يخشى الله ويتقيه.
· مساعدة أصحاب الأصوات الشجية والراغبين في تعلم تلاوات جميلة في كتاب الله ودفعهم إلى وجهة آمنة وسليمة من الناحية الشرعية, فيتدربون على تقليد النماذج المختارة والمرشحة من هذه اللجنة ليتعلموا منها, فيستمع القارئ لشيخ من مشايخنا الكرام ويقلده, لا أن يُترك هائما على وجهه فيتلقفه معلم يعلمه المقامات ودرجاتها والسلم الموسيقي وأصول النغم وما إلى ذلك من الأمور التي لا تليق بكتاب الله.
إن ادعاءنا عدم الحاجة لتدريب القراء على القراءة السلسة المريحة ليس بالأمر الصحيح, فكم مرة صليتَ خلف إمام ذا صوت عذب لكنك لم تشعر بالراحة خلفه فقررتَ ألا تصلي خلفه مرة أخرى, ولا تدري لماذا؟؟ ولو أنك سألتَ من يعرف في المقامات لأفادك بأن ذاك القارئ يتنقل في المقام الواحد طلوعا ونزولا أو بين المقامات دون مهارة فيصيبك صوته (النشاز) بعدم الراحة!!!. ولرب إمام قراءته على وتيرة واحدة خير لك من ذاك الذي ينوع مقاماته دون إجادة.
وكم من مرة صليتَ خلف إمام لا يحسن نغمة تكبيراته, فيوحي لك طلوعه بالصوت بأنه قائم بينما هو جالس أو ساجد! وكم من إمام نبهتك تكبيرته ونبهت الأعجمي الذي بجوارك أنه ينوي السجود لا الركوع ليأتي بسجدة تلاوة! (وأذكر أنني منذ سنوات وفي أكثر من مرة حين كنتُ أصلي خلف إمام الحرم النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ في شهر رمضان المبارك ركعتي الشفع, وفي آخر سجود يكبر الإمام للرفع منه للتشهد؛ تلتقط أذناي من المقام الذي كبر به الإمام وكبر به من يكبر عادة خلفه أنه ينوي القيام للركعة الثالثة لا للتشهد, وفي الحال أقوم وحدي من بين الصفوف قبل أن يشرع الإمام في تلاوة الفاتحة, وعادة لا يقوم الشيخ حسن آل الشيخ بهذه الحركة إلا مرتين أو ثلاث مرات فقط طوال شهر رمضان, ثم بعد الانتهاء من الصلاة أكاد أقرأ الاستغراب في وجوه البعض وكأني بهم يظنون أن الشيخ قد أخبرني بما ينوي فعله!! بينما السر كله في التكبيرة.)
· تدريب الشباب وتعليمهم علوما بسيطة ونافعة قد تلقيناها من مشايخنا ـ ورغم بساطتها فإنها ـ تزين التلاوة وتبرز معانيها على أي مقام كانت, ولعل منها على سبيل المثال:
*الإتيان بالاستفهام في القراءة وهو بديلا لما يسمى في علم المقامات بالجواب. فلا يمر القارئ بسؤال ولا استفهام إلا وأشعرك به.. فيحرك فؤادك لقوة وقعه وتأثيره.. ويدفعك دفعا إلى التدبر في الآيات.
*إعطاء فعل الأمر صوت الآمر الجازم, فتراه يحدّث المستمع كما لو أنه هو المقصود.(فكلوا واشربوا ولا تسرفوا)
*الاعتناء بعلم الوقف والابتداء.
*تحقيق معنى الاستثناء عند قراءة الآيات التي فيها إستثناء.( إلا من آمن)
*بث روح المعنى كما لو كان مصورا في بعض الكلمات مثل (على) (في).
إلى آخر هذه الأمثلة التي يعتني بتعليمها كبار المقرئين كالشيخ إبراهيم الأخضر (حفظه الله وبارك في علمه) ورغم أنها أغلبها يعتمد على تحقيق الحركات لا أكثر ولا أقل... إلا أنها تعطي الحياة للكلمات وتدفع القارئ قبل المستمع إلى التفكر والتدبر. وهذا ما نرجوه ونسعى إليه جميعا.
وفقنا الله وإياكم لطاعته.
حرر الموضوع في شهر رمضان عام 1432هـ ولم ينشر فيه لعدم مناسبته للشهر الفضيل.
 
· رابعا: لقد لفت نظري ازدواجية عجيبة! فهناك الكثير من المشايخ المعتبرين والذين يفتون بحرمة تعلم المقامات = يمتدحون في الوقت ذاته قراءة بعض القراء الكبار كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ المنشاوي والطبلاوي وغيرهم وينعتونهم بالكبار!!!!. فهل ولدوا كبارا دون أن يتعلموا؟!! ألم يشتهر عن بعض المشايخ القدامى أنهم تعلموا قراءة القرآن بالمقامات الموسيقية؟, أم أن هذه المعلومة يحسن بنا التغافل عنها؟ ثم ألا تعني هذه الازدواجية الغريبة أن المقصود بالتحريم هي فترة التعليم ثم إذا ما أتقن القارئ وتناهى إلى أسماعنا إبداعه في التلاوة مدحناه واستعذبنا صوته وكان في حكم الحلال؟؟!!!.
سبحان الله , نفس الكلام الذي كان يدور داخلي ، وأحترم فيك أخي الفاضل أنك لم تعمم فقلتَ:"ألم يشتهر عن بعض المشايخ القدامى....."
أحترم رأيك أخي الكريم .دمت في حفظ الله
 
المحك الحقيقي والمقياس الصواب - والله أعلم - في هذا الباب هو : أحكام التجويد لا غير .
فمن جاء بها فلا يهمه أنْ خرج بها عن السيكا أو النهاوند أو حتى الصبا والحجازي ...، ومن أخلّ بها فلا ينفعه أن جاء بها عليها .
القراءة بالتجويد وأحكامه هي نفسها " مقام من المقامات " سواء أرضينا أم أبينا .
ملحوظة :
هذه المسألة كما ذكرت أختي الكريمة " بنت اسكندراني " أسعدها الله قُتِلت بحثاً من المعاصرين وخاصة في آخر ثلاث سنوات ، وذلك بسبب علاقة شخصية بين اثنين من أهل الفضائيات تأزمت العلاقة وساءت بينهما ، فخرجا على الأمة كلٌّ منهما بما أوتي من سُلطةٍ " فضائيةٍ " فشغلا الأمة بمسألة لم تكن وليدة العصر حتى أصبح كأن الأمة لم يعد من همها وغمها غير " القراءة بالمقامات " فالله المستعان .
 
ما شاء الله لا قوةإلا بالله ، بارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا
على أن يُراعى بساطتها وعدم تصنعها وعدم إخلالها بقواعد التجويد.
وهذا هو المذهب للخشوع ، انصراف جل فكره إلى النظر في المقامات والتنقل بينها من دون النظر إلى معاني الآيات ، والتدبر فيها .

بأن ذاك القارئ يتنقل في المقام الواحد طلوعا ونزولا أو بين المقامات دون مهارة فيصيبك صوته (النشاز) بعدم الراحة!!!.
حتى لو أتقن كيفية التنقل بين المقامات وكان ذلك معه التصنع فإن قراءته أيضا لا تشعر بالراحة .
 
المحك الحقيقي والمقياس الصواب - والله أعلم - في هذا الباب هو : أحكام التجويد لا غير .
فمن جاء بها فلا يهمه أنْ خرج بها عن السيكا أو النهاوند أو حتى الصبا والحجازي ...، ومن أخلّ بها فلا ينفعه أن جاء بها عليها
نعم هذا صحيح يا دكتور ـ بارك الله فيك ونفع بك ـ ولكن ماذا عن مَنْ لا يجيد من هذه المقامات شيئا رغم امتلاكه لحنجرة ذهبية؟ وقد يوظفها في غناء وغيره؟ هل يمكن أن نجذب هذه الشريحة من النشء ونوظف طاقاتهم في كتاب الله بأمان دون أن نوردهم موارد أهل الفسق؟؟ هذه هي المسألة التي تشغلني.
وبالمناسبة كانت أختي الصغيرة (ثاني ثانوي) تقضي معي إجازة الصيف الماضي, وهي من حفظة كتاب الله لكنها من النوع الذي يستحي أن يُسمعك صوته, وقد لفتَ نظري ـ وأنا أنصتُ لها دون علمها ـ أن لها حنجرة ذهبية رائعة تقلد الأناشيد بدقة مذهلة (ماشاء الله), فانتقيتُ بعض المقاطع من مقامات مختلفة لبعض القراء وطلبتُ منها أن تتدرب عليها, ونظرا لخجلها كانت تسجل صوتها وإنجازاتها في التدريب وتسمعني إياها على مضضٍ حياءً من مواجهتي. ومضتْ الأيام ونسيتُ الموضوع, ثم فوجأتُ منذ أسابيع أنه تم اختيارها من بين طالبات ثانوية تحفيظ القرآن لتفتتح حفلا على مستوى مدارس المدينة المنورة تحضره الأميرة(!), وأنها تغلبتْ على خجلها وقرأتْ بثقة وتمكن مذهل الآيات التي طُلبتْ منها فأبدعتْ وأبهرتْ الحاضرات بصوتها العذب وتمكنها من المقامات!!.
هذه التجربة ـ يا سادتي الكرام ـ ترعرعتْ بين يدي وتطورتْ تحت ناظري ولم أضطرها لأن تعرف أسماء المقامات ولا السلم الموسيقي ولم أدفعها إلى ذاك الغثاء الذي يشغل الساحة, ومع ذلك نجحت نجاحا مبهرا خلال شهرين اثنين. (بارك الله فيها وحفظها من كل سوء).
أليست تجربة تستحق التأمل, ونموذجا يستحق التكرار؟؟؟؟
ربما أكون مخطئة ولكن هذا ما ظننته, وربما لمشايخنا الكرام أوبقية أعضاء ملتقانا الأفاضل رأي آخر, فإن كان كذلك فليتحفونا به مشكورين ومأجورين بإذن الله.
 
بوركت أناملك أخية على إثارة هذا الموضوع، والأمر يحتاج فعلاً إلى نقاش، ورأي مشايخنا الكرام.
 
ولم أضطرها لأن تعرف أسماء المقامات ولا السلم الموسيقي ولم أدفعها إلى ذاك الغثاء الذي يشغل الساحة
نعم ؛ والذي يتعلم بهذه الطريقة تكون قراءته خالية من النشاز ، ومن الطلعات والنزلات ؛ إذ لا يعرف مقامات فيعمد إلى الانتقال منه إلى آخر ، بل يأتي تنقله بين المقامات بالسليقة ؛ من كثرة سماعه للمشايخ المتقنين .
وكان بعض مشايخنا في معهد القراءات _ ممن له باع في هذا المقامات _ يخبرنا أننا ننتقل من مقام كذا إلى كذا ، أو أنك بدأت بكذا وقفلت بكذا ، مع إن القارئ منا لم يكن يعرف شيئا عن هذه المقامات .
 
جزاك الله خيرا اختي "حفصة"...غير أنني لا أوافقك في رأيك البتة!!!
أنا شخصيا لا أستمتع أبدا بقراءة قارئ يتعمد التزام مقام ما، وأمثالي كثيييييييييير....كلام الله أسمى من أن يؤطر في مقام هو من صنع أهل الغناء، وحسن الصوت هبة من الله يختص بها من يشاء، والتعلق بالقرآن وكثرة تلاوته وتدبره تكسب القارئ مهارة في اختيار النبرة المناسبة للمقطع المتلو، فالحل برأيي هو رد الناس إلى الفهم الصحيح لكلام ربهم ، وتربية النشء على تبجيله والسمو به عن مواطن الريبة، فنحن مأمورون ومتعبدون بمخالفة أهل الفسق، فكيف لأهل القرآن أن يُخضعوا الذكر الحكيم لمقامات الترانيم، ويستفيدوا من إيقاعاتها،ويسمونها فقط بغير أسمائها!!!!
وأما عن هؤلاء الذين تلقفهم أهل الغناء فتحولوا من القرآن إلى الإنشاد، أو إلى الغناء المحرم والعياذ بالله، فالخلل في قلوبهم ابتداء وليس في عدم استغلال مهاراتهم، فلذلك نبهت على ان المطلوب لاستثمار مهارات الصوت التي قد يؤتاها بعض من يقرأ القرآن، هو بالتركيز على التربية القلبية التي تحول بينه وبين استحسان للتغني بأي كلام غير كلام الله.
أما عن المشايخ الكبار رحمهم الله، فتلاوتهم سجلت وتداولها الناس من غير أن تُربط بمقام معين، حتى وإن اشتغلوا بدراسة المقامات فليس فيما بين أيدينا من تلاواتهم ما يشعر السامع بهذا الربط، ولو ظهر ذلك لنبه اهل العلم عليه، كما نبهوا على تلك الصيحات التي يطلقها الحاضرون اثناء تسجيل تلاواتهم: "الله الله"وماإلى ذلك....والله تعالى أعلم.
 
كلام الله أسمى من أن يؤطر في مقام هو من صنع أهل الغناء، وحسن الصوت هبة من الله يختص بها من يشاء،
أكرمكم الله أختنا أم يوسف ، القراءة الحسنة العذبة لابد وأن توافق مقاما موسيقياوإن لم يتعمد القارئ ذلك ، وإن لم يكن له دراية بالمقامات .
فليس فيما بين أيدينا من تلاواتهم ما يشعر السامع بهذا الربط،
إذن هذا هو الضابط في حسن الأداء ، ألا يشعرنا القارئ بأن شغله الشاغل التنقل بين المقامات ، وألا يَظْهر في قراءته الخلل الواضح أو الفوارق الظاهرة في تنقله بين المقامات ، وغالبا لا يتأتى ذلك إلا لمن لم يتعلمها أو يدرسها ، بل لمن أدمن كثرة السماع .
 
بارك الله في الأخت الكريمة بنت اسكندراني على هذه المقالة المحررة، التي تشير إلى مسألة جديرة بالعناية، وهي المساحة التي يمكن من خلالها توظيف علم المقامات في إتقان تلاوة القرآن الكريم وإيصال معانيه للمستمعين دون تكلف .
والذي يبدو لي من خلال قراءة عدد من البحوث في الموضوع ، والاستماع لبعض البرامج والمحاضرات والنقاشات أنَّ المبالغة في الأمر خرجت به إلى أحد الطرفين ، ولو لزم الناس التوسط حتى في تعلم التجويد فضلا عن المقامات لكان هذا أوفق للحق إن شاء الله .
فالقارئ المتقن لأحكام التجويد غالباً يلتزم مقاماً أو أكثر شاء ذلك أم أبى ، ولا يضر جهله بعلم المقامات أنه يلتزمه ويطبقه ، ولا يضر التكلف حال التعلم في التجويد والمقامات ثم يصبح ذلك سجية دون تكلف بعد ذلك ، وهذا شأن كل علم يتعلمه الإنسان يكون في أوله تكلفاً ثم لا يلبث أن يصبح ملكةً راسخةً وسجية يفعلها دون تكلف .
ولعل سبب هذا التوتر والتشنج من بعض المعارضين للمقامات وتطبيقها في التلاوة هي وسائل الإعلام التي نشرت مثل هذه المسابقات ومجالس التعليم فاشمأز كثيرون منها لإخلالها - في نظرهم - بهيبة القرآن الكريم وتعظيمه . ولو بقيت تُعلَّم وتُدرَس في مجالسها للمهتمين بها وهم قليلون لما كان في ذلك بأس ، وليس ثمة دليل يمنع من توظيف مثل هذه العلوم في تلاوة القرآن الكريم ما دامت لا تخرج عن لحون العرب إلى لحون أهل الفسق والفرق بينهما واضح للمنصف الراغب في التعلم .
وقد حدثني أحد الأصدقاء من المنشدين المشهورين جداً بأنه خلال تعلمه لمهارات الإنشاد تاقت نفسه لتعلم علم المقامات وهو صاحب صوت نديِّ في التلاوة والإنشاد معاً قبل أن يتعلم المقامات، فلما سأل عن أعرف الناس دله معارفه على رجل متخصص في علم النَّغَم مشتغل بتدريس ذلك في معهد من معاهد الموسيقى في القاهرة ، فذهب إليه وعرض عليه صوته فأعجبه وقال له : يمكنك أن تستفيد من تدريسي لك، وخصص له لقاءات خاصة يعلمه فيها هذا العلم بمفرده حتى أتقنها . قال فأصبحت بعدها كأني ولدت من جديد في تمييز التلاوات والأناشيد والمقامات، ولم أعد أنشز في تلاوتي ولا في إنشادي أبداً . قال : ولا أنكر أنني أنكرتُ مجلسي عند ذلك المعلم لكونه متخصصاً في علم الموسيقى وكثرة أدواته حوله، ولكنني كنتُ أمني نفسي بالفائدة التي سأستفيدها بعد ذلك وهذا الذي حصل له . فقلتُ له : وهل يمكن أن ننصح كل راغب بمثل فعلك ؟ قال : لا أقدر على تشجيعه ولكنني أخبرتك بالواقع الذي حصل معي ، وهناك اليوم من يدرس المقامات دون موسيقى ولا أجهزة وإنما بصوته وتدريبه وحسن معرفته . ولو منعنا كل علم لوجود دخلاء عليه، أو مسيئين لاستخدامه لمنعنا علوماً كثيرةً الأصل فيها الإباحة لهذا .
نسأل الله أن يرزقنا التوسط في الأمور كلها ، وأن يكفينا شرور أنفسنا .
والحديث في هذا ذو شجون ، والأراء فيه مختلفة .

همسة :
حبذا العناية بالبدء بالبسملة في المقالات والمشاركات فهذا أكثر بركة إن شاء الله .
 
ياشيخ بارك الله فيكم ...وأحترم رأيكم ورأي الأخت حفصة التي أسارع دائما لقراءة مشاركاتها، لما آتاها الله من ذكاء في اختيار المواضيع وحسن صياغتها، فلا أملُّ أبدا من متابعة ماتكتبه،جزاها الله خيرا...
لكن أشكل علي قولكم: "ليس هناك ثمة دليل يمنع من توظيف هذه العلوم في تلاوة القرآن"، أليس هذه القاعدة تصلح كدليل للبراءة الأصلية وهي خاصة بما عدا الأمور التعبدية التي تندرج تحت عكس القاعدة ، و الأصل فيها التحريم حتي يأتي دليل يبيحه، بمعنى أن القرآن وتلاوته أمر تعبدي تلقيناه سماعا،نقرؤه كما علمه جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم، وكما لقنه هو لأصحابه، ولم يؤثر عن السلف الحرص على توظيف هذه اللحون، اللهم إلا ماوافق منها التلاوة من غير تكلف في إخضاع القراءة له،أليس لزوم هذا الأصل والثبات عليه هو الأسلم والأهدى سبيلا، والأوفق لسد عبث العابثين بكلام رب العالمين، وهذا الامر هو من الأمور التي يصعب ضبطها ،فلا مفر من التلاعب الذي سيجرِّئ كثيرين على كلام الله عز وجل..والله تعالى أعلم.
 
قال الشيخ محمود خليل الحصري (والذي أراه أنه يجوز للقارئ بأن يقرأ بأية نغمة من النغمات الموسيقية: الحجاز، النهاوند، العشاق، الصبا، العجم، الرست إلى غير ذالك من النغمات بشرط أن يحافظ كل المحافظة على قواعد التجويد، ولا ينحرف عنها يمنة ولا يسرة بحيث يجعل هذه القواعد في المحل الأول، ويؤثر رعايتها على رعاية قواعد الموسيقي حتى إذا تعارض عنده - في بعض الأحيان – ضبط الكلمة القرءانية من ناحية التجويد، وضبطها من ناحية الموسيقي بحيث يتعسر عليه ضبط الكلمة من الناحيتين معا فإنه يؤثر ضبطها تجويدا، ولو ترتب على ذالك الإخلال بقواعد الموسيقي. أما إذا كانت القراءة بهذه النغمات تؤدي إلى الإخلال بأصول التلاوة واحكام الأداء فإن القراءة بها تكون محرمة بإجماع المسلمين، يأثم القارئ بقراءتها، ويأثم المستمع بسماعها. انتهى [انظر مع القرءان الكريم للحصري])
قلت: فإن كان لا بد منها فالأحسن تغيير أسمائها كما قالت أختنا لأن فيها أسماء غريبة مثل (جهاركاه، فرحفزا، سوزدل، دوكاه، يكاه، نوا، بياتي، أوج، بسته نكار، راست، نكيز، حجاز كاركدي، زنجران، قارجنار، شاهناز، صبار، بوسلك، سيكاه، خزام، ماهور) وغيرها من اسماء يعجز القلم عن كتابتها ولعلها أسماء لمطربين (من الجن!!!) كما فيها أسماء لها معنى لا يليق بالقرءان الكريم مثل (العشاق، الصبا، لحن طقطوقة، محير، نؤثر، راحة الأرواح)
 
ياشيخ بارك الله فيكم ...وأحترم رأيكم ورأي الأخت حفصة التي أسارع دائما لقراءة مشاركاتها، لما آتاها الله من ذكاء في اختيار المواضيع وحسن صياغتها، فلا أملُّ أبدا من متابعة ماتكتبه،جزاها الله خيرا..
بارك الله فيكِ ورفع قدركِ. وهذا كثير علي حقا! وما أراه إلا من جميل أدبكِ ورفيع أخلاقكِ.
أختي الكريمة... أوافقك الرأي أن فكرة قراءة القرآن بلحون أهل الغناء عبارة مخيفة مرعبة, وقد شعرتُ ـ قبل أن يتضح لي الأمر ـ بما شعرتي به من غيرة محمودة على كتاب الله.
وكنتُ منذ صغري حين أستمع لتلاوة رائعة مؤثرة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد مثلا أو للشيخ محمد أيوب وغيرهما كنتُ أتساءل: هل يمكن أن يجود الزمان بمثل هذه الأصوات الساحرة؟ بل كنتُ أظن أن كل نغمة خاصة بصاحبها حكرا عليه, ومن قلد نغمته فهو عالة عليه على مدى الزمان(!!!), ومع الوقت اكتشفتُ أن هناك ما يسمى بالمقامات وأن هؤلاء المشايخ الكرام يُعدون من ضمن مَنْ قرأ بتلك المقامات وليسوا هم مخترعوها, لكن علماء الدين يحذرون منها ومن تعلمها أيما تحذير فهي والغناء على قدم المساوة!, فلزمتُ التحريم دون بحث أو تفصيل. ثم بعد زمنٍ لفتَ نظري تلاوات على الإنترنت وقد تطوع البعض بتسجيل أسماء مقاماتها. فلما استمعتُ إليها أعجبتني وأطربتني ولم أر ـ باعتباري معلمة قرآن وتجويد ـ أن بها خللا أو أخطاء في الآداء. حينها شعرتُ بحيرة شديدة وبموجة من الأسئلة التي تتقاذف علي من كل صوب, فالضبابية تغلف الموضوع تماما. ولم تكن المنتديات بما تحويه من نقاشات ـ لا تخلو من شد وجذب وخلافات لا حصر لها ـ في هذا الموضوع = إلا لتزيد من حيرتي. فقررتُ أن أخوض بنفسي قليلا في هذا المجهول لأتعرف على ماهية المقامات ودرجات الصوت (السلم الموسيقي) والنشاز والقرار والجواب وما إلى ذلك, وكذلك أطلع ما أمكن على آراء مختلف العلماء والقراء في هذا الموضوع لعل الرؤيا أن تتضح أكثر وأكثر.
لذا يا عزيزتي لا تعجبي إن قلنا: أنه ما من قارئ يتلو القرآن من الأولين والآخرين إلا على مقام من المقامات شاء ذلك أم أبى.
ولو أنك لاحظتي أنني لم أقترح أن نجرب تلاوة القرآن بالمقامات الموسيقية وحاشايا أن أقول ذلك, وإنما الذي طالبتُ به أن تستمع لجنة محترمة من كبار القراء إلى تلاوات مختلفة لعامة قرائنا, ثم يحكموا عليها هل تناسب نغماتها (مقاماتها) القرآن أم لا ؟ وهل تخل بأحكام التجويد أم لا؟وهل هذه النغمات تستحق الاستنساخ والتكرار؟. ثم يُنظر في هذه التلاوات على أي مقام من المقامات المشهورة هي لنغير أسمائها.
وأظنك ـ رعاك الله ـ لو سمعتي معلومة صحيحة تقول: إن أغلب أئمة الحرمين الشريفين يقرؤون على مقام الرست = ستشعرين حتما بالغيرة من إطلاق هذا المصطلح الغنائي على قراءة مشايخنا. ومع ذلك لا أظنك قد تقترحين مثلا ترك القراءة بهذا المقام لمجرد أنه وافق في مسماه مصطلح من مصطلحات أهل الغناء. إذن ما الحل؟؟
لماذا لا نسمي هذا المقام المشهور باسم أشهر مشايخه من أئمة الحرمين مثلا؟
لماذا لا نرسم الحدود التي بيننا وبين أهل الغناء في المقامات؟ فيكون لكل حزب أرضه التي يرعى فيها بحريته؟
وإذا كان الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ وفقه الله ـ قد حكى عن منشد اضطر لتعلم المقامات على يد موسيقار فإن هناك قراء يضطرون لذلك مع الأسف الشديد. فلماذا نضطرهم لذلك؟؟ هل نأمن عليهم الفتنة من أن ينقلب قارئ القرآن إلى مغني بين ليلة وضحاها؟؟
ولماذا ندع كبار أهل الغناء يفتخرون أن من طلابهم القارئ فلان والشيخ المقرئ الكبير فلان؟
إن الإعلام حقا هو سبب تضخيم هذا الموضوع كما أشار إلى ذلك د.سالم الجكني, وكذلك أشار د. عبدالرحمن الشهري إلى أن الإعلام بتسليطه الضوء على مرحلة تعليم الطالب للمقامات ـ وهي أشد مرحلة يتضح فيها التكلف الممقوت ـ أحدث ضجة إعلامية كبرى بين أهل القرآن والغيورين عليه. رغم أن هذا الطالب نفسه ـ الذي أثار تعلمه لهذه الضجة ـ إذا ما أتقن ما تعلمه وصار سلسا مقبولا امتدحه الجميع وتهافتوا عليه.
أرجو أن أكون قد أفدتك ـ يا أختي الكريمة ـ بهذا الإيضاح.
بارك الله فيك وفي غيرتك ونفع بك.

وشكر الله لجميع الإخوة والأخوات الكرام مرورهم وشكرهم وتعليقهم.
 
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة، وأشكرك على جميل ثنائك وحسن توضيح أفكارك...
محل النزاع أخية ليس هو مجرد موافقة تلاوة ما لمقام ما،هذا لم يمنعه أحد إذا لم يتعمده القارئ تكلفا،وهذا يدخل في عموم الأمر بالتغني بالقرآن والتحبير الذي برع فيه بعض الصحابة، وإنما النزاع فيما إذا سبق مراعاة المقام تلاوة القرآن...
قد تكون وجهة نظركم سليمة ولو في جانب من الجوانب، لكن أصدقك القول لا أستطيع تقبلها، لعل ذلك من شنيع التطبيقات التي رأيناها على بعضهم، حتى حتى إن أحدهم ــ وهو ابن أحد المشايخ ــ لما طُلب منه القراءة بمقام معين، قام لأجل استحضاره بدحرجة صوته كأنه يغني، فلما استحضر المقام بدأ يقرأ به القرآن!!! هذا جانب، ويبقى أقوى الجوانب التي تجعلني أنفر من هذا الأمر،هو عدم ثبوت مراعاته عند السلف الصالح، فالأسلم البقاء على الأصل الذي كان عليه هؤلاء الأخيار، وكل خير في اتباع من سلف....جزاك الله خيرا، وأرجو أن لاتضيقي ذرعا برأيي وثباتي عليه.
 
[FONT=Traditional ‎‏[/FONT]
لذا يا عزيزتي لا تعجبي إن قلنا: أنه ما من قارئ يتلو القرآن من الأولين والآخرين إلا على مقام من المقامات شاء ذلك أم أبى.
[FONT=Traditional Arabic‏[/QUOTE]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتابع هذا النقاش منذ بدأ ، ولكن هذه العبارة استنكرتها بشدة : هل كان داود عليه السلام يقرأ بالمقامات وهو لا يعلم ؟ هل عندما أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة وجمال صوت أبي موسى الأشعري وحسن أدائه كان لا يعلم أنه يقرأ كلام رب العالمين على مقام موسيقي مخترع ؟؟
القرآن الكريم ‎يقاس عليه ولا يقاس على غيره ، ورحم الله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الذي قال هذه العبارة بعد أن عرف القرآن في مذكرته في أصول الفقه : ... فالكلام كلام الباري والصوت صوت القاري . انتهى .
فهل يوزن صوت القاري لكلام الباري بمقامات موسيقية ، ونقول أن أصوات القراء الخاشعة التي يزينون بها تلاوتهم بالسليقة لابد أن توافق مقاما موسيقيا ، وكأن موازين الأصوات الكونية كلها تنقاد لشيء معجز من اختراع البشر قد استوفى بكل إعجاز كل أداء صوتي جميل تطرب له الأذن ؟؟
فما بالنا بأداء صوتي تطرب له الأذن ويخشع معه القلب لأنه نابع من قلب خشع لعظمة وجلال كلام الباري خالق هذه الاصوات ومبدعها ، فهل ينقاد هذا الصوت طوعا أو كرها لهذه المقامات المخترعة ؟
سبحان الله !!
 
أرى أن الموضوع بدأ وكأنه سيخرج عن إطاره الذي أرادته الأخت الافاضلة صاحبة المقال ، ورأيت تحويل الموضوع من " مسألة فقهية " إلى مسألة " عقدية " وهذا باب يلجأ إليه كثيرون في هذا الزمن لإسكات من يخالفهم الرأي في أي مسألة ، وهو في الحق هروب وهروب ، أو ورع بارد بارد .
النبي صلى الله عليه وسلم علمنا قراءة القراءة وحثنا على " تزيين القرآن بأصواتنا " ، والصحابة أمرونا أن نقرأ كما عُلِّمنا ، ومما عُلِّمنا هو القراءة بالتجويد وأحكامه .
فمن حكم التجويد وطبقه ، وزيّن القرآن بصوته ، فإنه سيقرأ القرآن قراءة صحيحة حسنة جميلة لا نشاز فيها ، لأن من النشاز الخفيف تغيير نبرات الصوت طلوعاً ونزولاً تشديداً وتخفيفاً ، وهذا بحد ذاته مقام من المقامات .
وأخيراً :
من قرأ القرآن كما غنّت الست أغنية " الأطلال " وكما غنّى العندليب الأسمر " قارئة الفنجان " وكما غنى طلال المداح " مقادير " وكما غنى محمد عبده " ليلة خميس " ، وكما غني ناظم الغزالي " عيرتني بالشيب " وكما غنى عبدالوهاب الدكالي " مرسول الحب " وكما غني فيصل علوي " صبّوحة " وغير ذلك من هؤلاء - وويلهم من عذاب الله إن لم يتداركهم الله برحمته - وغيرهم ، أقول من قرأ القرآن بطريقة تغنّي هؤلاء فلا شك أنه مخطئ ، وليس لأنه قرأ بالمقام ، وإنما لأنه قرأ القرآن على لحون أهل الفسق والكبائر والعياذ بالله وهو النصوص عن صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم ، وليس عن أهل الورع البارد .
وبهذا ظهر - على الأقل عندي - أن المنهي عنه هو القراءة بلحون أهل الفسق ، وليس النهي عن القراءة بالمقامات ، ولا بد من تذكر قول الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه " لحبّرته لك تحبيراً " .
تنبيهان :
1- مرادي بأهل الورع البارد هم من يحرّمون مااختلف العلماء بين جوازه وكراهته ، ويلبسون تحريمهم هذا بأوصاف أهل السنة والجماعة والسلف الصالح ، وكأن القول المخالف لهم هوقول الفسقة وأهل المعاصي .
2-ذكر أسماء المطربين هو لغرض يفهمه أهل المقامات وهو اختلاف المدارس في هذا المجال ، ولا يعني بأي حال من الاحوال الحث والتشجيع على الاستماع لهذه الاغاني ، لكني اتبعت الامام الذهبي في كتابه " سيرأعلام النبلاء فذكر الأولياء والصالحين وذكر المردة والشياطين من الإنس .
والله أعلم .
 
ولم هذا الاستنكار الشديد ، وهل العرب الذين نظموا الأشعار قبل بعثة النبي أدركوا علم العروض الذي اكتشفه الخليل ابن أحمد؟!!
هذا كذاك ، فالقراءة التي تأتى بالسليقة لابد وأن توافق مقاما موسيقيا شاء صاحبها أم أبى ، علم أم لم يعلم .ولا أزيد على ذلك تفصيلا .
 
النقاش لم يخرج أبدا عما أرادته الأخت حفصة، ولم يحول أبدا من مسألة فقهية إلى عقدية، ولا نهرب من الحق أبدا إن بدا لنا أنه الحق المراد من الله عز وجل،،،،وورعنا في محله، والقلوب يطلع الله ــ وحده ــ على نياتها، ولكن هي وجهات نظر نتبادلها..الاخت حفصة فهمت ذلك، وعللت وأجادت والحوار لم يخرج عن إطاره إلا بعدما صدر من الكلام مالا ينبغي ان يصدر من أمثال تلك الالقاب التي لم نر منها في ملتقانا إلا الخير,,,,,,فلماذا هذا التحول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
فلماذا هذا التحول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا كانت المداخلة تعليقاً على ماكتبته فهو واضح ، ولا أتصور أن مسلماً يؤمن بالله واليوم الآخر يهرب من الحق إذابدا له أنه الحق المراد من الله تعالى ، وما في القلوب لم ندّعِ أننا نتكلم عنه ، وكاتب هذه الأحرف من أبعد الناس عن الخوض في هذا يعرفه عنه من يعرفه ، بل نحلل كلمات ومفردات وجمل في معناها الظاهر ، وما تحتها من معاني فالله بها عليم .
أما إن كان تعليقاً على مداخلة غيري فهو وشأنه ، يوضح كلامه بنفسه .
 
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده ، وبعد ؛
فأشكر الأخت الكريمة / بنت إسكندراني على هذه الكلمات وأرجو أن تتقبل مني هذه الكلمات ، وقد ميزت كلامها باللون الأحمر ، ثم وضعت تحته ما أراه من وجهة نظرى والله المستعان .
( وتتبعتُ آراء كبار العلماء ومشاهير القراء فيها ) .
ليتك تخبرينا من هم هؤلاء العلماء الكبار وتتحفينا بآرائهم ؛ فجل من أعرفهم من العلماء الكبار يرون تحريم القراءة بهذه المقامات .
( أن الأحاديث المحرمة لقراءة القرآن بلحون أهل الغناء هي أحاديث معتبرة ولن تُمسّ أثناء طرحي لوجهة نظري. وعلى هذا فإن جواب السؤال المتكرر: هل يجوز قراءة القرآن بما يسمى المقامات؟ الجواب: لا يجوز قراءة القرآن بلحون أهل الغناء....... ولا داعي لسرد الأدلة في هذه النقطة بالذات لأنها محل اتفاق لا اختلاف )
بعد هذه الكلمات التي كتبتيها أقول : إن ثبت لديك تحريم القراءة بالمقامات بناء على هذه الأحاديث – التي ذكرت أنها معتبرة - فما فائدة الكلام بعد ذلك ؟ ، وإن ثبت لديك بعد التحرير حِلُّ القراءة بهذه المقامات ؛فهلَّا وجهت لنا هذه النصوص التي فُهم منها التحريم !! ،ثم إنك سألت سؤالاً وأجبت عليه فهلّا بينت لنا المراد بلحون أهل الغناء لديك ،والمراد بالمقامات كذلك !!
وأجمل كلامي هنا في نقطتين :
أولاً : ألم ينقل القرآن إلينا نقلاً متواتراً جيلاً عن جيل كلمةً كلمةً ، وحرفاً حرفاً ؟؟ فبعد مُضيّ أربعة عشر قرناً على نزول القرآن ؛هل نقل لنا أحد العلماء ما يسمى الآن بالمقامات ؟؟ ،ألم يدوِّن العلماء كل شاردةٍ وواردةٍ تتعلق بكل حركة وسكون تساعد على إتقان قراءة كتاب الله وألفوا في ذلك المؤلفات ؟ ؛ فأين علم المقامات من هذه النقولات التي نقلها لنا العلماء عبر العصور ؟؟ ،وإنما نقل إلينا هو علم التجويد الذي إذا راعاه المرء وأتقنه مشافهة عن أشياخه خرجت قراءته قراءةً سليمةً بعيدةً عن التنطع .
ثانيا : المولى – عزوجل – يقول في كتابه ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) والمقصود كما هو واضح من هذه الآية وغيرها أن الغرض من قراءة القرآن إنما هو التدبر الذي يأتي بعد فهم الآيات ثم يعمل به الإنسان بعد ذلك،والذي يحرص على القراءة بمقام معين ،أو يتذكر النغمة التي سيقرأ عليها أثناء قراءته لا شك أن قد فاته كثير من التدبر .
وأما عن قولك : (هذه الحناجر الذهبية إما أن تندثر, وإما أن تنصرف عن القرآن ) .
فأقول : الغاية لا تبرر الوسيلة .
( ثم ألا تعني هذه الازدواجية الغريبة أن المقصود بالتحريم هي فترة التعليم ثم إذا ما أتقن القارئ وتناهى إلى أسماعنا إبداعه في التلاوة مدحناه واستعذبنا صوته وكان في حكم الحلال؟؟!!!. )
إن بعد إكمال الدين ونزول قول الله – تعالى – ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ) لا يعلم أمرٌ في شريعتنا يكون في بدايته حراماً ثم يكون في حكم هذا الحلال !! فمن أين لك هذا التقعيد ؟ ،وهل لك سلف في هذا ؟
ومما لفت نظري في مقالك أنني أقرأ في ثنايا كلامك دفاعاً عن فكرةٍ معينةٍ وليس بحثاً للوصول إلى نتيجة ، ولست بذلك راجماً بالغيب ولا مفتشاً عن النيات ،فلا أدل على قولي من أنك بعد تقعيدك ودفاعك ذكرت أن أول حل هو : (تفنيد المقامات ـ والتي هي 72 مقاما موسيقيا تقريبا مشتقة من التسعة المشهورة الأساسية ـ واستبعاد كل ما لا يناسب كتاب الله حتى لو ذهبت كلها ولم يبق إلا عشرة منها فقط أو أقل فهو خير وبركة. ) فقد أوردت الإشكال بدايةً وجعلت حَلَّه فى النهاية هو الثبات على الإشكال .
و في قولك : ( أن تعمد هذه اللجنة الموقرة إلى المقامات التي اختارتها فتغير أسمائها فلا تجعلها تشترك مع أهل الغناء في المسمى ) .
إن ثبت تحريم الكيفية فماذا يغني تغيير الأسماء ولو سميت بأسماء الصحابة والتابعين ؟!!
و أخيراً قلت : ( تدريب الشباب وتعليمهم علوما بسيطة ونافعة قد تلقيناها من مشايخنا تزين التلاوة وتبرز معانيها على أي مقام كانت ,ولعل منها على سبيل المثال:
*الإتيان بالاستفهام في القراءة وهو بديلا لما يسمى في علم المقامات بالجواب. فلا يمر القارئ بسؤال ولا استفهام إلا وأشعرك به.. فيحرك فؤادك لقوة وقعه وتأثيره.. ويدفعك دفعا إلى التدبر في الآيات.
*إعطاء فعل الأمر صوت الآمر الجازم, فتراه يحدّث المستمع كما لو أنه هو المقصود.( فكلوا واشربوا ولا تسرفوا (
*الاعتناء بعلم الوقف والابتداء.
*تحقيق معنى الاستثناء عند قراءة الآيات التي فيها إستثناء.( إلا من آمن (
*بث روح المعنى كما لو كان مصورا في بعض الكلمات مثل (على) ( في ) إلى آخر هذه الأمثلة التي يعتني بتعليمها كبار المقرئين كالشيخ إبراهيم الأخضر (حفظه الله وبارك في علمه ) .
فأقول أولاً : ذكرتِ أن هذه العلوم – على حد قولك – تلقيتموها من مشايخكم ؛ فمن مشايخكم الذين لقنوكم هذه العلوم ؟ ، وهل ما ذكرتيه – خلا الوقف والابتداء – هي علوم فعلاً ؟ ، فإن كانت علوماً فدلوني على مصادرها في كتب التجويد والقراءات ،أو اللغة ،أو في أي كتب هي مظنة وجود هذه العلوم حتى أقرأها وأتعلمها .
ثانياً : بحسب اطلاعي القاصر فكل ما أوردتيه في هذه العبارات – خلا الوقف والابتداء - لم ينقل إلينا عبر العصور عن علمائنا الأجلاء ؛فهاتوا برهانكم على صحة هذه النقولات عن الأئمة المعتبرين ،بل إن هذه الأمور في نظري لا تزيد القاريء إلا شغلاً وانصرافاً عن تدبر المعنى المراد ،ولو أن القاريء اعتنى بمعرفة معاني القرآن ،وقرأ متأنياً متدبراً في كل كلمةٍ ،مراعياً أحكام التجويد متقنةً ،مخلصاً حركات الحروف ،غيرَ مختلسٍ ولا ممططٍ لها ،ملتزماً أحكام التجويد ؛لخرجت قراءته صحيحةً واضحةً ،ولخرجت صيغة الاستفهام واضحةً دون الإلتزام برفع نبرة صوته عند آخر الكلمة فى الجملة المستفهَم عنها أو غيرها ،ودون أن يرفع صوته بالنبر من الحرف الأول مثلاً من ( على – في ... الخ ) وغيرها من الأمثلة التي ذكرتِ ،أو يرفع صوته في الحرف الثاني من الكلمة إذا كانت على وزن ( فاعل ) وليست منونة نحو ( مالك ) بل كل هذا في نظرى محض تكلفٍ وتعسفٍ وقواعد لم نسمع عنها ولم نقرأها في كتب العلماء .
والأدهى من ذلك أني رأيت بعض من يقرأ بهذه الطريقة ويلقنها طلابَه يعتقد أن كل من لم يعتن ويقرأ بها فقراءته ليست صحيحة ،بل إني لما تكلمت مع أحد المشهورين بتعليمها ذكر لي أنه لا يوجد شيخ يعلِّم قراءة القرآن تعليماً صحيحاً في هذا القطر– محل إقامته – إلا هو !!،مع أن المكان الذي يعلِّم فيه غني بكبار المقرئين وعلماء التجويد والقراءات ،فلا أدري كيف يعقل مثل هذا الكلام الذي يحمل في طياته تسفيه وطعن في علماء الأمة واتهام لهم بالتقصير في نقل القرآن نقلاً صحيحاً إلينا والله المستعان ،وسأله بعض الطلاب عن من تلقيت هذه الطريقة ؟ ولماذا لا يقرىء أقرانك الذين تلقيتم القرآن معاً على شيخ واحد ؟ ،فكان الرد الأعجب : ( إن الشيخ فلان – وسماه – لم يعلِّم أحداً هذه الطريقة إلا لى فقط ) فأي تسفيه وطعن في أمانة شيخه أكثر من هذا ،والله المستعان .
اعتذار : أطلت في هذه النقطة غيرةً على كتاب الله لأني عاينت بنفسي بعض الطلاب والطالبات المبتدئين في تعلم القرآن والتجويد ؛وقد انصرفوا كليةً عن التعلم بسبب هذه الطريقة العجيبة التي يعتريها كثير من الغموض والتكلف فضلاً عن وجود أساس لها من كلام الأئمة المعتبرين والله أعلم .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أخي الكريم أتعجب من تحاملك وهجومك الغير مبرر هذا, ولئن بحثتُ له عن مبرر منطقي فأظن أنك تهاجم الآخرين في شخصي, فلستُ وحدي هنا, ولقد علّق على الموضوع مشايخا كراما فلم ينسفوا مقالي كما نسفته رغم أنني لا أدعي أن ذلك يعني أنهم يوافقونني فيه على كل كبيرة وصغيرة. أما وإنه لم يسعك ما وسعهم فلم تجادل الصغار بحضرة الكبار؟؟ فلا مقارنة بين حجية رأيي المتواضع وحجية رأيهم. وأربأ بك أن يكون فعلك هذا متعمدا لتمرير ما لا تستطيع توجيهه لهم من الكلام عن طريقي!!.
ليتك تخبرينا من هم هؤلاء العلماء الكبار وتتحفينا بآرائهم ؛ فجل من أعرفهم من العلماء الكبار يرون تحريم القراءة بهذه المقامات.
ومن أوحى لك أيها الفاضل أنني ادعيتُ أنهم يرون جواز القراءة بالمقامات, فإن كانوا يقولون بجواز ذلك فلم برأيك أتعنى بكتابة مقالي هذا؟؟!! وإن كانوا يقولون بحرمة ذلك فهل ظنك بي أنني سأفتري عليهم وأقوّلهم مالم يقولوا؟؟!!
إن السواد الأعظم منهم يرون حرمة ذلك وفي ذات السياق يمتدحون قراءة القراء الكبار وأصواتهم العذبة وهذا التناقض هو ما لفت انتباهي ونصصتُ على ذلك في مقالي:
لقد لفت نظري ازدواجية عجيبة! فهناك الكثير من المشايخ المعتبرين والذين يفتون بحرمة تعلم المقامات = يمتدحون في الوقت ذاته قراءة بعض القراء الكبار كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ المنشاوي والطبلاوي وغيرهم وينعتونهم بالكبار!!!!. فهل ولدوا كبارا دون أن يتعلموا؟!! ألم يشتهر عن بعض المشايخ القدامى أنهم تعلموا قراءة القرآن بالمقامات الموسيقية؟, أم أن هذه المعلومة يحسن بنا التغافل عنها؟ ثم ألا تعني هذه الازدواجية الغريبة أن المقصود بالتحريم هي فترة التعليم ثم إذا ما أتقن القارئ وتناهى إلى أسماعنا إبداعه في التلاوة مدحناه واستعذبنا صوته وكان في حكم الحلال؟؟!!!
فتمعن فيما ذكرتُ بارك الله فيك...

ولقد قلتَ أيضا:
إن ثبت لديك تحريم القراءة بالمقامات بناء على هذه الأحاديث – التي ذكرت أنها معتبرة - فما فائدة الكلام بعد ذلك ؟
إن كان قد فاتك عبارتي التي مهدت بها لمقالي فماذا عساي أن أفعل؟؟
عبارتي التي مهدت بها المقال هي:
وبعد هذا المشوار تبلورت لدي فكرة ما أحب أن أطرحها عليكم أهل القرآن
فموضوع المقال كله فكرة. فإما أن تقول: إنها فكرة جيدة, أو إنها فكرة مرفوضة للأسباب التالية..., لكن أن تقول لي: لماذا تفكرين؟؟ فهذا مالا أفهمه!!.

وقلتَ أيضا
وإن ثبت لديك بعد التحرير حِلُّ القراءة بهذه المقامات ؛فهلَّا وجهت لنا هذه النصوص التي فُهم منها التحريم !! ،ثم إنك سألت سؤالاً وأجبت عليه فهلّا بينت لنا المراد بلحون أهل الغناء لديك ،والمراد بالمقامات كذلك !!
دونك نصوص التحريم والتعريفات على الانترنت فأنا لستُ أكتب بحثا حتى تنتقد عدم تعريفي بالمصطلحات المستخدمة فيه.
وأما نقطتيك الأولى والثانية فلعلك تجد الإجابة عنهما فيما أقتبسه لك من آراء المشايخ الكرام الذين علقوا على هذا المقال:

القراءة بالتجويد وأحكامه هي نفسها " مقام من المقامات " سواء أرضينا أم أبينا.
أرى أن الموضوع بدأ وكأنه سيخرج عن إطاره الذي أرادته الأخت الافاضلة صاحبة المقال ، ورأيت تحويل الموضوع من " مسألة فقهية " إلى مسألة " عقدية " وهذا باب يلجأ إليه كثيرون في هذا الزمن لإسكات من يخالفهم الرأي في أي مسألة .
..........وبهذا ظهر - على الأقل عندي - أن المنهي عنه هو القراءة بلحون أهل الفسق ، وليس النهي عن القراءة بالمقامات ، ولا بد من تذكر قول الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه " لحبّرته لك تحبيراً ".
بارك الله في الأخت الكريمة بنت اسكندراني على هذه المقالة المحررة، التي تشير إلى مسألة جديرة بالعناية، وهي المساحة التي يمكن من خلالها توظيف علم المقامات في إتقان تلاوة القرآن الكريم وإيصال معانيه للمستمعين دون تكلف .
والذي يبدو لي من خلال قراءة عدد من البحوث في الموضوع ، والاستماع لبعض البرامج والمحاضرات والنقاشات أنَّ المبالغة في الأمر خرجت به إلى أحد الطرفين ، ولو لزم الناس التوسط حتى في تعلم التجويد فضلا عن المقامات لكان هذا أوفق للحق إن شاء الله .
فالقارئ المتقن لأحكام التجويد غالباً يلتزم مقاماً أو أكثر شاء ذلك أم أبى ، ولا يضر جهله بعلم المقامات أنه يلتزمه ويطبقه ، ولا يضر التكلف حال التعلم في التجويد والمقامات ثم يصبح ذلك سجية دون تكلف بعد ذلك ، وهذا شأن كل علم يتعلمه الإنسان يكون في أوله تكلفاً ثم لا يلبث أن يصبح ملكةً راسخةً وسجية يفعلها دون تكلف .
ولعل سبب هذا التوتر والتشنج من بعض المعارضين للمقامات وتطبيقها في التلاوة هي وسائل الإعلام التي نشرت مثل هذه المسابقات ومجالس التعليم فاشمأز كثيرون منها لإخلالها - في نظرهم - بهيبة القرآن الكريم وتعظيمه . ولو بقيت تُعلَّم وتُدرَس في مجالسها للمهتمين بها وهم قليلون لما كان في ذلك بأس ، وليس ثمة دليل يمنع من توظيف مثل هذه العلوم في تلاوة القرآن الكريم ما دامت لا تخرج عن لحون العرب إلى لحون أهل الفسق والفرق بينهما واضح للمنصف الراغب في التعلم.
قلتَ أيضا في نقدك الآنف:
ومما لفت نظري في مقالك أنني أقرأ في ثنايا كلامك دفاعاً عن فكرةٍ معينةٍ وليس بحثاً للوصول إلى نتيجة
نعم إنها فكرة وها أنا أعرضها على أهل القرآن ولستُ أكتب بحثا كما تظن, فما الذي تقترحه علي إن كانت لدي فكرة ما, هل أكتمها أم أعرضها على أهل التخصص؟؟ أم أكتفي بأن أتصل على برنامج فتاوى فأسأله سؤالي في نصف سطر؟؟
ثم لا أدري كيف تقتبس من كلامي اسم شيخي الكريم الشيخ إبراهيم الأخضر ـ أطال الله عمره في طاعته ـ ثم بعد سطر واحد تهزأ وتقول من مشايخكم لنتعلم منهم هذه العلوم التي لم يأت بها الأولين؟؟ ثم شرعتَ في هجومك تقول:
بحسب اطلاعي القاصر فكل ما أوردتيه في هذه العبارات – خلا الوقف والابتداء - لم ينقل إلينا عبر العصور عن علمائنا الأجلاء ؛فهاتوا برهانكم على صحة هذه النقولات عن الأئمة المعتبرين ،بل إن هذه الأمور في نظري لا تزيد القاريء إلا شغلاً وانصرافاً عن تدبر المعنى المراد ،ولو أن القاريء اعتنى بمعرفة معاني القرآن ،وقرأ متأنياً متدبراً في كل كلمةٍ ،مراعياً أحكام التجويد متقنةً ،مخلصاً حركات الحروف ،غيرَ مختلسٍ ولا ممططٍ لها ،ملتزماً أحكام التجويد ؛لخرجت قراءته صحيحةً واضحةً ،ولخرجت صيغة الاستفهام واضحةً دون الإلتزام برفع نبرة صوته عند آخر الكلمة فى الجملة المستفهَم عنها أو غيرها ،ودون أن يرفع صوته بالنبر من الحرف الأول مثلاً من ( على – في ... الخ ) وغيرها من الأمثلة التي ذكرتِ
عجيب أمركم في هذا الهجوم الفاتك!! ألم تقل هاتوا برهانكم؟ فلم تحكم على ما لم آتي به بعد بحكم مسبق؟؟!!! ثم شرعتَ تقوّلني كلاما ماقلته كـ:
وغيرها من الأمثلة التي ذكرتِ ،أو يرفع صوته في الحرف الثاني من الكلمة إذا كانت على وزن ( فاعل ) وليست منونة نحو ( مالك ) بل كل هذا في نظرى محض تكلفٍ وتعسفٍ وقواعد لم نسمع عنها ولم نقرأها في كتب العلماء .
وهذا كلام لأول مرة أسمعه ولم أفهم معناه حتى الآن, فلم تضعه ضمن ما تنتقده علي من العلوم البسيطة التي أرى أنها تزيد القراءة رونقا ثم تشرع في انتقادي به وهو ليس من أقوالي ولا أعرفه ولم أنص عليه؟؟!!
يا أخي الكريم دونك شيخي الكريم وهو لازال ولله الحمد على قيد الحياة فاسأله عن النقاط الأخيرة التي عنونتُ لها بـ: علوم بسيطة تجعل القراءة أكثر جمالا ورونقا, وأسأله ـ بما أنني لديك في محل تهمة وتشكيك وأشبه صاحبك فلان الذي ادعى أن شيخه خصه بالعلم وحده دون غيره ـ اسأله تدعي حفصة محمد سعد اسكندراني أنها كانت طالبة عندك منذ سنوات, وكانت لا تعطيك ظهرها أثناء القراءة كما تفعل الأخريات, وكنتَ تعلمها بيدك أداء بعض الكلمات وتشير إليها بها كالكلمات التالية: (على) فكنتَ تشير بيدك كما لو أن شيئا علا شيئا, وكنتَ تشير إليها بيدك عند أفعال الأمر لتعطيها صيغة الأمر, وكذلك الاستفهام, وكذلك الاستثناء, فهل تدّعي عليك ذلك؟؟؟ فإن صدّق ما أقول به؛ فاهجم عليه كما شئتَ وقل له: من أين لك ذلك ولم يأت به الأولون؟؟!!!!!!
 
أختي حفصة...أنت أبعد الناس عن التهمة ، وشيخك من أجل المشايخ..فرحت بمعرفة أنك تلميذته..فأرجو أن لا تغضبي فنحرم تغريداتك..فنحن لا نستغني عن مشاركاتك وإن خالفناك...أحبك في الله.
 
على رسلكم يا أهل القرآن، واحتسبوا الأجر عند الله تعالى.
وبالمناسبة أشكر كل الأساتذة الفضلاء الذين أثروا هذا الموضوع بطروحاتهم القيمة، وأخص بالشكر الأستاذة حفصة.
أما أخي عبد الرحمن فقد عهدته لين الجانب، هادئ البال، ولعل أمرا ما حدث عند مشاركته الأخيرة، وأطلب منه أن يوطن النفس على الهدوء، ويناقش بالتي هي أحسن؛ لأن غرض الجميع خدمة كتاب الله، والوصول إلى الحق بدليله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
 
لقد صدق الدكتور الجكني لما قال :
أرى أن الموضوع بدأ وكأنه سيخرج عن إطاره الذي أرادته الأخت الافاضلة صاحبة المقال ، ورأيت تحويل الموضوع من " مسألة فقهية " إلى مسألة " عقدية " وهذا باب يلجأ إليه كثيرون في هذا الزمن لإسكات من يخالفهم الرأي في أي مسألة ، وهو في الحق هروب وهروب ، أو ورع بارد بارد .
أصبح تحسين الأداء وتزين الصوت الذي أمرنا به أمرا في غاية النكارة ، تذرعا بطلب التدبر والفهم ، والذي أمرنا بالتدبر هو الذي أمرنا بالتزين والتغني ، وما نمى إلينا استنكار من النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال له (لحبرته لك تحبيرا ) ولا علمنا من طريق أن أمره زاجرا أو ناصحا بالالتفات إلى التدبر فقط .
ولا أعلم كيف يمكنني التدبر خلف إمام أتقن القرآن تجويدا ، ثم هو يصعد إلى أعلى الجبل ثم يهبط إلى أسفل الوادي ، ثم يعدوا مهرولا ، ثم يمشي الهوينا ، فإن كان خلاف ذاك ، فهو ما استنكرتموه هنا .
وما نقل عن شيخ المقارئ بالمسجد النبوي هو ما سمعناه من شيخ عموم المقارئ المصرية(رزق خليل حبة ) ، وهذه الألقاب تجعلنا _بغض النظر عن موافقتي للمذكور أو لا_ نتريث شيئا ما قبل إطلاق عبارات التكلف والتعسف .
 
هذه مقالة نافعة من الأخت الفاضلة حفصة اسكندراني -حفظها الله ونفع بها-، وقد بذلتْ جهداً واضحاً في تحريرها، وتنسيق أفكارها، ولا بأس بأن نختلف معها كلياً أو جزئياً، لكن ليكن هذا الاختلاف محلى بالعلم والأدب وحفظ حق المخالف، وأحسب أن هذه هي أخلاق الأخ الفاضل عبد الرحمن عادل -وفقه الله-.
ومن ظن امتلاكه للحقيقة الكاملة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها في المسائل الخلافية كهذه = فقد أخطأ.
وينبغي أن نتنبه لأمر في غاية الأهمية في النقاش العلمي، وهو أن يكون النقاش منصباً على المسألة العلمية، من حيث تبيين صواب القول فيها من خطئه، وأن لا يكون خطأ بعض من يتبنى رأياً علمياً دليلاً لإبطاله، وإلا لأبطلنا المسلّمات بهذه الطريقة.
والله أعلم.
 
إن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية, فإن كان أخي الفاضل عبد الرحمن المشد قد أثقل في مخالفتي في الرأي؛ ولربما أغلظ في العبارة وجرّح؛ فلعل ذلك للسبب الذي أشار إليه في آخر مقاله وبه اعتذر عن إسهابه في الهجوم والنقد, وأظنه في ذلك معذورا, ولعله بالفعل قد تعرض لمواقف مستفزة من بعض القراء المبتدئين ـ وما أكثرها في زمننا هذا والله المستعان ـ وأظنها هي السبب وراء شحنه وغضبه وغيرته على كتاب الله بهذا القدر.
عفا الله عنا وعنهم جميعا, وأسأل الله لنا ولجميع مَنْ أحب كتاب الله واجتمع عليه طالبا أو معلما = التوفيق والسداد.
 
أخى الحبيب / آيت عمران : أشكرك على طيبك ونصحك، وأطمئنك فلم يحدث أي أمر عند مشاركتي الأخيرة .
أخى / أحمد نجاح : أما عن الألقاب فقد سمعنا أيضاً خلاف هذا الكلام من شيخ عموم المقارىء المصرية السابق للشيخ /رزق حبة – وهو الشيخ عامر عثمان - ، وكذلك من شيخ المقارىء الذي بعده – الشيخ المعصراوي -، ولو أحببتَ أن أحبِّر لك مقالاً بذكر الألقاب لمشايخ يرون حرمة القراءة بهذه المقامات لفعلتُ .
أخي / ضيف الله : أشكرك على حسن ظنك، وأسأل الله أن يرزقنا العلم النافع وحسن الخلق .
الأخت الكريمة / حفصة : ( إن السواد الأعظم منهم يرون حرمة ذلك وفي ذات السياق يمتدحون قراءة القراء الكبار وأصواتهم العذبة وهذا التناقض هو ما لفت انتباهي ونصصتُ على ذلك في مقالي ).
ما ذكرتيه هاهنا لا يعد تناقضاً إلا إذا أثبتِّ أن القراء الكبار أصحاب الأصوات العذبة كلهم كانوا يتعلمون المقامات الموسيقية ويقرأون بها، بل الواقع يشهد بخلاف ذلك فهناك أكثر من قارىء معاصر ممن عُرفوا بحسن الأداء وعذوبة الصوت وعدم ( النشاز ) – على قولكم – صرحوا بأنهم لا يعلمون شيئاً عن المقامات .
( إن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية, فإن كان أخي الفاضل عبد الرحمن المشد قد أثقل في مخالفتي في الرأي؛ ولربما أغلظ في العبارة وجرّح؛ فلعل ذلك للسبب الذي أشار إليه في آخر مقاله وبه اعتذر عن إسهابه في الهجوم والنقد, وأظنه في ذلك معذورا, ولعله بالفعل قد تعرض لمواقف مستفزة من بعض القراء المبتدئين ـ وما أكثرها في زمننا هذا والله المستعان ـ وأظنها هي السبب وراء شحنه وغضبه وغيرته على كتاب الله بهذا القدر )
أحمد لك حسن ظنك وأشكرك على ذلك، و ربما أكون قد أغلظت في العبارة في نظرك، فإن كان كذلك فأعتذر عنه، لكنى لم أجرِّح، واعتذاري لم يكن على ما كتبته وإنما بسبب إطالتي في النقطة الأخيرة، ولا زلت مقتنعاً بما كتبته .
( فموضوع المقال كله فكرة. فإما أن تقول: إنها فكرة جيدة, أو إنها فكرة مرفوضة للأسباب التالية ) : إن كان هذا مرادك، فما الذي يضيرك في أني رأيتُ الثانية وأوضحت وجهة نظري بعدة أسباب، فلماذا تحجرين على عقلي إذاً وتعترضين علي مناقشتي للصغار في حضرة الكبار – ولا أدري أي صغار وأي كبار تقصدين -!، أم تريدين مني التأمين خلف كل مشاركةٍ تسبقنى؟!! مهما كان احترامي لكاتبها، وقد قلتِ أنت آنفاً ( لكن أن تقول لي: لماذا تفكرين؟؟ فهذا مالاأفهمه!!. ) .
( ثم لا أدري كيف تقتبس من كلامي اسم شيخي الكريم الشيخ إبراهيم الأخضر ـ أطال الله عمره في طاعته ـ ثم بعد سطر واحد تهزأ وتقول من مشايخكم لنتعلم منهم هذه العلوم التي لم يأت بها الأولين؟؟ ) .
لا أدري!! ماذا عساي انا أن أفعل إن كنتِ فهمتِ من كلامي استهزاءً بشيخك، لكن على أية حال فأقول كما قال الإمام السيوطي عندما انتقد شيخه الكافيَجي ( والشيخ – رحمه الله – أستاذي، ونعله تاج رأسي، لكن هذا هو الحق الذي لابد منه ، وقد أراد مني أن أوافقه في فتاوى تتعلق بالأوقاف، ولم أوافقه على شيء منها )؛ فقد بينت الحق الذي أراه – من وجهة نظري – ولست أدعي لنفسي الحق الكامل كما ذكر بعض الأعضاء الكرام .
ثم إن قولى ( من مشايخكم ) – بصيغة الجمع – كانت رداً على تضخيمك للعبارة التي تشعر وكأن جميع علماء الدنيا يعتنون بهذه العلوم – على حد وسمكم لها – عندما قلتِ ( إلى آخر هذه الأمثلة التي يعتني بتعليمها كبار المقرئين كالشيخ إبراهيم الأخضر حفظه الله وبارك في علمه )، وبما أنه معروف لديك أن أقل الجمع ثلاثة، أو اثنان على قول؛ فليتك تذكرين اثنين آخرين من كبار المقرئين الذين يعتنون بهذه العلوم، فلعل التواطؤ على ذلك يعوزنا إلى البحث والتنقيب عن هذه العلوم وتعلمها من المشايخ الكرام .
وفي الأخير بما أنك تعجبت من هجومي الفاتك – كما قلتِ –، وحكمي على ما لم تأتين به بحكم مسبق، وتقويلي لك ما لم تقولينه؛ فلا زلت منتظراً برهانك على ما ذكرتيه من علوم من كتب الأئمة المعتبرين، أما الهروب بحجة أن شيخي علمني هكذا ودونك فاسأله فلا يحسن بشخص يريد الحق بدليله، لا أن يبحث عما يوافق ما يراه هو فحسب، أما وإن الخطأ وارد على كل أحد فلا يمنع ذلك من رد ما ليس صحيحاً إذا ثبت خطأه وكما قال الإمام مالك ( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ) .
هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطإٍ فمني ومن الشيطان .
 
فضيلة الشيخ عبد الرحمن المشد: لا يشترط أن يتعلم القارئ أسماء المقامات، وتفصيلات السُلَّم الموسيقي، ويثني ركبتيه بين يدي موسيقار محترف في معهد الموسيقى بالقاهرة.
المقصود أن يقرأ قراءة صحيحة بتجويد متقن، وأداء يتناسب مع الآيات التي يقرأها، وبإمكانه إتقان ذلك بمحاكاة القراء الكبار.
وإذا اكتفى القارئ بتجويد الحروف فقط، ولم يلتفتْ لسوى ذلك ورعاً -كما يعتقد- أو عجزاً فهو وشأنه، وله ما أراد، لكن ليدع الناس وما اختاروا لأنفسهم بناءً على أقوال علماء معتبرين.
والمسألة استحباب لا تصل للوجوب، ولا أحد يقول بتأثيم من لم يقرأ بقانون النغم:)
ثم إني أرجو منك أن تتأمل الآتي بإنصاف:
... أن أبا موسى قام ليلة يصلي ، فسمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم صوته ، وكان حلو الصوت ، فقمن يستمعن ، فلما أصبح ، قيل له ، فقال : لو علمت ، لحبرته لهن تحبيرا. قال الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم
- مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي موسى ذات ليلة وهو يقرأ فقال إن عبد الله بن قيس أو الأشعري أعطي مزمارا من مزامير داود فلما أصبح ذكروا ذلك له فقال لو كنت أعلمتني لحبرت ذلك تحبيرا. قال الألباني: إسناده صحيح.
-... أن أبا موسى كان يقرأ ذات ليلة ، فجعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يستمعن لقراءته ، فلما أصبح أخبر بذلك ، فقال : لو علمت لحبرته تحبيرا ، ولشوقتكن تشويقا. قال الحافظ ابن حجر: صحيح على شرط مسلم.
أرجو أن تتأمل لفظ (التحبير)، ولفظ: (التشويق) وما تحتهما من معانٍ تفصح عن نفسها، ويعرب ظاهرها عن باطنها، ولاحظ أن "المزمار" أداة موسيقية، ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ صريح، وقارن ذلك بورع البعض في هذا الباب!
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
 
أخى / أحمد نجاح : أما عن الألقاب فقد سمعنا أيضاً خلاف هذا الكلام من شيخ عموم المقارىء المصرية السابق للشيخ /رزق حبة – وهو الشيخ عامر عثمان - ، وكذلك من شيخ المقارىء الذي بعده – الشيخ المعصراوي -، ولو أحببتَ أن أحبِّر لك مقالاً بذكر الألقاب لمشايخ يرون حرمة القراءة بهذه المقامات لفعلتُ .
أكرمك الله أخي عبد الرحمن ، لم أورد هذه الألقاب استدلالا في مسألة ، كل ما أردت من ذلك أن نحفظ لهذه الألقاب مقامها ، بألا نسارع في إطلاق عبارات التكلف والتعسف ، ولم نقل إنهم معصومون .
هذا شيء ، الشيء الآخر أني لم أذكرهم لمسألة المقامات ، بل لمسألة النبر في (على ، وإلى ، وما ، فلا ، . . .الخ ) ، وقلت كذلك : بغض النظر عن موافقتي للمسألة المذكورة أو لا.
بل الواقع يشهد بخلاف ذلك فهناك أكثر من قارىء معاصر ممن عُرفوا بحسن الأداء وعذوبة الصوت وعدم ( النشاز ) – على قولكم – صرحوا بأنهم لا يعلمون شيئاً عن المقامات .
وهذا ما ننادي به من الصباح ، فأنت ترى أن هؤلاء القراء أتوا بحسن الأداء من دون أن يتعلموا المقامات ، ومع ذلك فقراءتهم موافقة لمقام موسيقي ، إذن حسن الأداء ليس منوطا بتعلم هذه السلالم الموسيقية ، وأسماء هذه المقامات_كما قال الأخ ضيف الله _ ولكن لابد أن يوافق هذا الحسن مقاما معينا ، وإلا لاختل الأداء ، وعليه فلا داعي لقولك :
؛هل نقل لنا أحد العلماء ما يسمى الآن بالمقامات ؟؟ ،ألم يدوِّن العلماء كل شاردةٍ وواردةٍ تتعلق بكل حركة وسكون تساعد على إتقان قراءة كتاب الله وألفوا في ذلك المؤلفات ؟ ؛ فأين علم المقامات من هذه النقولات التي نقلها لنا العلماء عبر العصور ؟؟ ،وإنما نقل إلينا هو علم التجويد الذي إذا راعاه المرء وأتقنه مشافهة عن أشياخه خرجت قراءته قراءةً سليمةً بعيدةً عن التنطع .
المسميات مستحدثة ، لكن ذلك لا يمنع أن تكون قراءتهم موافقة لأي مقام ، وقد قلت سلفا : إن العرب الذين نظموا الشعر قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرفوا العروض الذي اكتشفه الخليل بن أحمد ولا يعرفون أيضا أسماء بحور الشعر
، ومع ذلك كانت أشعارهم موافقة لهذه البحور .
بارك الله فيك
 
لا أدري يا أخي الكريم عبدالرحمن هل أنت حقا تعني ما كتبتَ أم أن الأمور ملتبسة علي؟؟
أتريدني أن أتجاوز شيخي وأذهب لأبحث خلفه كي أتأكد مما علمنيه إن كان موجودا في الكتب أم لا؟؟
باعتبار ماذا؟؟؟
أننا مضطرون لذلك باعتبار الشيخ غير موجود في عالم الأحياء فيُسأل؟؟ أم لأننا نشكك في علمه وفي أمانته العلمية والنقلية؟؟
أم بأي اعتبار؟؟؟
بالله عليك أتريدني أن أفعل ذلك مع شيخي؟؟ وهل تفعله مع مشايخك؟؟ أم هل ترضاه من طلابك؟؟
يا أخي أنا أرفض هذا الحوار العجيب فصحيح أنني انقطعتُ عن الشيخ لفترة طويلة فلم أتم السند إلا أنني حين قرأتُ عليه وحضرتُ مجلس إقراءه لم يكن ذلك في سنة أو سنتين ولا ثلاث سنوات ولا أربع سنوات (كالدراسة الجامعية مثلا) وإنما في سبع سنوات كاملة!!! وهذه السنوات لا تجعلني أشك للحظة واحدة فيما تعلمتُه منه, ولا أقابل إحسانه بالإساءة والتشكيك, بل وأراه من المعتبرين في نظري, ويؤسفني أنه ليس كذلك في نظر البعض, والبينة تجب على هؤلاء وليس علي أنا. وصحيح أن الخطأ وارد من كل أحد ـ كما تلَمّح إلى ذلك ـ لكنني لن أكون أنا من يبحث خلف الشيخ ليخطئه. وأحسب أن باحثا مثلك بارعا في علم التجويد والقراءات يمكنه أن يحضّر بحثا في علم التجويد والقراءات ويسميه (بدع في الإقراء... يقع فيها كبار القراء... وحقيقتها محض ابتكار وافتراء!) وحقا ستكون الأمة شاكرة لك صنيعك هذا.
وإلى أن يصبح مشروعا بحثيا جبارا ونافعا كهذا = حقيقة, فلا أفضل من العرض الذي عرضته عليك سابقا وهو: أن تذهب إلى الشيخ بنفسك فتتأكد مما استُشكل عليك, فإن وجدتَ الرجل عالما يستحق أن تثنى ركبتيك بين يديه فكن صادقا في نيتك ـ التي كررتها مرارا في كلا مشاركتيك ـ واجلس في مجلسه وانهل من علمه.
وأحب أن ألفتَ انتباهك إلى أن الأخت أم يوسف قد خالفتني في الرأي ـ مثلك تماما ـ وخالفتُها, ولكن مع الاحتفاظ بالاحترام والتقدير المتبادل بيننا, وحينما أدرك كلانا أن ثمة نقاط لا يمكن فيها الاتفاق توقفنا.
فهل يلزمني أن أذهب لأبعد من ذلك معك؟؟!!
لذا عذرا على رفضي الاستمرار في الحوار معك, ولك أن تصف ذلك بما تشاء وتشتهي من الألفاظ التي ترضيك؛ لكن برجاء أن تحترم رغبتي في ذلك. فبدايات الحوار معكم لا تشجعني على إكماله.
ولقد وصلتنا يا أخي الفاضل وجهة نظرك وعلمنا رأيك وأدركنا سبب رفضك لفكرة المقال جملة وتفصيلا وهذا من حقك بالطبع ولا يحق لأحد أن يحجر على عقلك. بل ونحترم رأيك على عكس ما تظن, ونقدر اعتذارك, ونكن لك فائق الاحترام والتقدير. وحتما سيستفيد كل مَنْ سيمر بهذا الموضوع من طرحك ووجهة نظرك, وأظن أن هذه غايتكم كما هي غايتنا وغاية الجميع هنا. أسأل الله أن يصلح أحوالنا ويرضى عنا.
وشكرا على مرورك وإثرائك للموضوع.
 
هذه محاضرة نافعة لفضيلة الشيخ أحمد عيسى المعصراوي (شيخ عموم المقارئ المصرية) و فضيلة الشيخ أيمن سويد (رئيس المجلس العلمي في الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن) .
ناقشت قضية المقامات و علاقتها بقراءة القرآن الكريم .
شارك فيها هاتفيا:
الشيخ القارئ سعد الغامدي .
والشيخ القارئ عبد الرشيد صوفي (شيخ القراء بقطر ) .
والشيخ الدكتور محمد موسى الشريف .
والشيخ محمود عكاوي ( شيخ قراء لبنان ) .
والشيخ محمد داود( رئيس معهد علوم القرآن ).

أهل القرآن وقضية المقامات في قراءة القرآن - أيمن رشدي سويد - أحمد عيسى المعصراوي | طريق الإسلام
 
الشيخ محمد العبادي : جزاكم الله الجنة ، أثلجتم صدري بهذا المقطع الأكثر من رائع ، والذي معه شعرت فعلا أنني كنت على حق أثناء مشاركتي في هذا الموضوع سابقا :
http://vb.tafsir.net/tafsir33981/
ولكن نظرا لما حدث في ذاك الموضوع من إساءات متكررة فقد كتبت مشاركة واحتفظت بها في رسائلي الخاصة ولم أنشرها وقتها إحجاما مني عن المشاركة في الموضوع ، ولكن آن الأوان لأحررها هنا ، وعذرا على البداية باللهجة المصرية لأنني سأنسخها بالنص :
شذى الأترج قال:

الكلام اللي استشهدوا بيه في الآخر ده عليهم مش ليهم زي ما قال الأستاذ أحمد نجاح ، وكويس إنهم كتبوا اسم الكتاب ده : (جواز قراءة القرآن على طريق المخاطبة) وبحثت عليه ع النت وشكله مش موجود ، وتذكرت هذا الحديث الذي أنقله من شرح مشكل الآثار :

3318 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: " جَاءَ رَجُلَانِ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَشَهَّدَ أَحَدُهُمَا فَقَالَ: مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ، قُمْ " .
قَالَ: وَكَانَ الْمَعْنَى عِنْدَنَا وَاللهُ أَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ يَرْجِعُ إلَى مَعْنَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، فَيَكُونُ مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ رَشَدَ، وَذَلِكَ كُفْرٌ، وَإِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَقُولَ: وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى , أَوْ يَقِفَ عِنْدَ قَوْلِهِ: فَقَدْ رَشَدَ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ بِقَوْلِهِ: وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى، وَإِلَّا عَادَ وَجْهُهُ إلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ الَّذِي ذَكَرْنَا، كَمِثْلِ مَا عَادَ إلَيْهِ مَعْنَى قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: { وَإِذْ يَرْفَعُ إبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ } [البقرة: 127] إلَى قَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ: وَإِذْ يَرْفَعُ إبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ . وَكَمِثْلِ مَا عَادَ إلَيْهِ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ: { وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ، وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ } [الطلاق: 4] إلَى مَعْنَى قَوْلِهِ: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ إنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ . وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مَكْرُوهًا فِي الْخُطَبِ وَفِي الْكَلَامِ الَّذِي يُكَلِّمُ بِهِ بَعْضُ النَّاسِ بَعْضًا، كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدَّ كَرَاهَةً , وَكَانَ الْمَنْعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَلَامِ بِذَلِكَ أَوْكَدَ , وَاللهَ عَزَّ وَجَلَّ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ . انتهى .
أقول أنا (الأترجة) : وإن كانت براعة الاستدلال وحسن وصل الكلام أو السكوت عليه هي من مقومات الخطيب الناجح ، فقراءة القرآن أولى كما ذكر الشارح أعلاه ، وبالتالي كل ما يستشهدون به من تغيير النغمة في الخطاب والترغيب والترهيب وما إلى ذلك مما أشار إليه القدامى والسكوت والوصل والنبر وخفض الصوت ورفعه ، كل ذلك من أصول الخطابة وليس للمقامات الموسيقية شأن فيه ، ولا يقصد بالنغمة إلا طبقة الصوت نفسها وليس مقاما موسيقيا يعتمد على درجات السلم الموسيقي ، وكل ما جاءوا به من أدلة يصب في هذا الباب وليس في باب إجازة القدامى القراءة بالمقامات الموسيقية التي لم تلق حظها الوافر إلا في القرن الرابع الهجري ومع نشأة الموشحات الأندلسية ، وبمراجعة كل ما كتبوه استشهادا سنجد أنه يصب في هذا الباب فقط وليس في باب استحسانهم القراءة بالمقامات الموسيقية والألحان ، التي تفتح أبواب الشر وأكبر مثال على ذلك : قيام البعض منذ حوالي 4 سنوات بتلحين آيات القرآن على العود ، فما المانع طالما جازت قراءته بالسيكا والنهاوند أو ببدائلها من أسماء ، ما المانع من تلحينها على العود والناي والكمنجة ؟؟
أما قولهم : مقام المنشاوي ومقام الحصري وما إلى ذلك ، فكل قارئ من هؤلاء له طريقته في القراءة ولا يغير الطريقة التي يقرأ بها بحسب ما يقرأ ، وإنما له وتيرة واحدة يسير عليها بمجرد أن تسمعها تعرف أن هذا الشيخ فلان ، أو أن فلان يقلد هذا الشيخ ، وهناك من أطلق على هذه الوتيرة مسمى : مقام صوتي ، إذ طبقات صوته وإحساسه بالآيات مع ما آتاه الله من موهبة هي ما جعلت صوته يتميز بهذه الطريقة التي يقرأ بها في جميع أحواله ، وهكذا غالب القراء الذين يقرؤون بالطبع والسجية ، وأما تحبير أبي موسى الأشعري ، فلأنه كان يقرأ لنفسه ، فلو قرأ أمام النبي صلى الله عليه وسلم لربما رفع صوته بتلاوته وأجاد في قراءته ، وحسن في لفظه لأنه يقرؤه على من أنزل عليه ، كما نفعل عندما نقرأ مع أنفسنا ونقرأ أمام شيخنا مع الفارق ، وليس كما ظنوا : لقرأه بالمقامات الموسيقية ، والله ما أدري كيف يجرؤون على هذا ، والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لا يعلمون ما هي المقامات الموسيقية ، عفا الله عنا وعنهم .

 
هذا مقطع مفيد في كون الصوت يأتي تابعًا للمعنى ولا عكس، وهو ملحظ يصحح كثيرًا من الأخطاء الواقعة في هذا المجال:

‫ط§ظ„ط·ط±ط¨ ظپظٹ ط§ظ„ظ‚ط±ط§ظ† ط§ظ„ظƒط±ظٹظ…‬â€ژ - YouTube
قال الضيف :
المطلوب في القرآن هو أن يعتني القارئ بحروف القرآن ، لأنها هي أساس بروز المعنى وليس الاعتناء بالنغم لأنه أحيانا هو الذي يلهي ، لأن القرآن فيه بلاغة ، والبلاغة لا تأتي بالتلحين ولكن تأتي بالإلقاء ، فلما يأتي إلي إنسان يلقي إلي قصيدة فصيحة جميلة جدا أطرب معها وأعيش مع مفرداتها حينما يأتي الإلقاء قويا ، ولكن عندما تُغَنَّى قد ألهى ويكون بالي في أمور أخرى .........
......... والتجويد هو أساس بروز معاني القرآن الكريم .
وفي باب النصيحة اقتطفت هذه الجمل :
* في الختمات المرتلة ستجد أن الختمة من أولها لآخرها بترتيل وأداء منضبط ...... وكل قارئ يقرأ بسجيته وطبيعته .
** يقول الشيخ الحصري : الترتيل يجسد المفردات تجسيدا حيا .
*** أنا أريد أن أسمع كلام الله تعالى ولو أردت أن أسمع صوتا لسمعت نشيدا ، لأن الصوت صوت البشر قد يمل منه ، ولكن مفردات القرآن لا يمل من سماعها أحد .
 
أخي الكريم أ. محمد العبادي جزاك الله خيرا على اضافة هذا المقطع الذي أعده بحق أجمل ما قيل في هذا الباب , ولقد طربتُ بما قيل فيه , وأعدته مرارا وتكرارا , وأسعدني جدا أن أرى من يتعمق في التحدث عن بعض الأداءات التي تناسب بعض الآيات حينا ولا تناسبها حينا آخر , وهذه ملاحظات وتأملات جميلة بل هي غاية في الجمال , ولقد وافقتْ تجربة وقفتُ عليها بنفسي وتعمقتُ فيها في موضوع المقامات حتى أنني بتُّ أميل إلى هذا الخط حتى قبل أن أستمع إلى هذا المقطع .
فجزاك الله خيرا وبارك فيك .
 
أختي الكريمة شذى الأترج ... تحياتي لك ولمشاركاتك الطيبة بارك الله فيك , وأحب بما أنك قد أتيتي على بعض ما دار في موضوع ( أول كتاب يضع قواعد محددة وشاملة نظرية وتطبيقية لعلم التغني بالقرءان الكريم ) من حوارات ونقاشات فإني أحب أن أضع هنا بعض الاقتباسات من مشاركاتي في ذلك الموضوع استكمالا للفائدة , وليتضح جانبا من تصوري فيه للقارئ :
إن إتقان خفض الصوت ورفعه فن يجدر الالتفات إليه فهو ليس مقصورا على مقام دون آخر , ولا يلزم لمن يريد تعلمه أن يتعلم علم المقامات , بل هو - على ما أظنه وأراه - فن صوتي قائم بذاته.
كثيرا ما أتعجب من أن قارئا ذا صوت حسن أو مقبول يستطيع أن يجبر المنصت له على التأثر بتلاوته تأثرا شديدا, بينما قارئ آخر صوته أجمل من القارئ الأول لا يحدث هذا التأثير فيمن ينصت له.. وكلاهما يقرأ بنفس المقام!!!!!
بل إن قراءة الشيخ الواحد كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه اللهفي سورة يوسف في تسجيلٍ عادي تختلف تماما عن تلاوته لها في الحفلات, والسبب هو عنايته بتجسيد الحوارات بشكل عجيب في تلك الجلسات الهادئة, وهذا ما أُطلق عليه (مستويات التنغيم).
وبالفعل كنت لأول وهلة أظن أن السر يكمن في المقامات... إلا أن المقامات ليست سببا رئيسيا في قراءة القرآن بهذه المهارة.
وهذا المهارات دائما ما أوصي بها من يشكو من عدم تدبره للتلاوة التي يقرأها بنفسه؛ وكذلك أوصي بها طالباتي حتى وإن لم يكنّ من ذوات الأصوات الحسنة, لأن اعطاء الأمر والنهي صوتا مختلفا عن غيرهما يلفت نظر القارئ والمستمع لمراد الله, والأمر جلي أكثر مع الاستفهام, وقمة الإبداع في ذلك هو أن يعيش القارئ القصة القرآنية التي يتلوها كأنه يراها؛ فإذا بالتعبيرات المناسبة لكل حوار تفرض نفسها على تلاوته
ليت مثل هذا الفن يُلقن لقرائنا وأئمتنا وطلابنا حتى ينصرف تفكيرهم إلى معاني الآيات , فيظهروا الشوق (الصادق وليس المفتعل) في آيات وصف النعيم, والوجل في آيات العذاب , ويبرزوا مواضع الخبر والاستفهام والعجب والاستنكار, ويحركوا القلوب بالوعيد , ويحسنوا تأدية الحوارات القصصية بتجسيد , ولندع المقامات , فوالله رغم محاولتي تقبل الأسماء الجديدة التي سميتَ بها المقامات إلا أنني حين شاهدتُ المقطع الذي تلقنُ فيه الطالب المقامات اقشعر جسدي وشعرتُ بنفرة , فليست هذه الصورة التي أرجوها , ولا أحب أن يعامل كتاب الله بهذه الطريقة , هذا بغض النظر عن عدم اتقان الطالب للتجويد وهو ما يفسد على المستمع أي مقام يتلوه الطالب حتى لو كان متقنا .
لقد عنيتُ إعمال العقل والقلب في الآيات التي تُتلى لا إعمال المهارات الصوتية, وأضرب مثالا ليتضح ما أعني:
قد يقرأ علينا مذيع الأخبار خبرا بالطريقة العادية التي لا تلفت الانتباه سوى للخبر , وقد يقرأ مذيع آخر نفس الخبر بألم خفي يبدو حينا ويخبو حينا , أو بشماتة أو بتهكم فيلفت انتباهنا إلى انعكاسات الخبر داخله, رغم أنه لا يرتل الخبر ولا يتنغم به, بل وليس مسموحا له بأن يبدي رأيه في أي خبر كان بأي شكل من الأشكال, ومع ذلك فإنه حين يتألم مذيع ما من المآسي والمصائب التي ينقلها إلينا فإن المستمع أو المشاهد يصله هذا الشعور بوضوح.
ولأجل أن يتضح مرادي أكثر : فلنقارن بين قراءة إمام الحرم الشيخ سعود الشريم وبين قراءة الشيخ الحذيفي ـ حفظهما الله ـ وكلاهما في الغالب على مقام الرست, فقراءة الشيخ الشريم تنقل إليك هذا الشعور الذي أتحدث عنه في أغلب الأحيان, بينما قراءة الشيخ الحذيفي تنقله أحيانا.
هذا ما عنيته حين قلتُ :[فيظهروا الشوق (الصادق وليس المفتعل) في آيات وصف النعيم, والوجل في آيات العذاب , ويبرزوا مواضع الخبر والاستفهام والعجب والاستنكار, ويحركوا القلوب بالوعيد , ويحسنوا تأدية الحوارات القصصية بتجسيد , ولندع المقامات]
وكم وقفنا خلف أئمة لا يتقنون من المقامات سوى مقام واحد, لكنك تستشعر بالمعاني التي تعتمل داخلهم بادية على الآيات التي تتلى.
فخلف إمام واحد يتلو بمقام واحد تشعر باستبشاره وفرحه في آيات النعيم , وتشعر بوجله في آيات العذاب , وتكاد تبصر في تلاوته حزن يعقوب عليه السلام جليا حين فقد أبناءه , ولهفة أم موسى وقلقها على ولدها, وتكاد ترى فرحة يوسف عليه السلام واستبشاره حين تحققت رؤياه وجاءه إخوته وأبواه وخروا له سجدا. وهكذا
فإن كنتَ مصرا على أن مَن يفعل ذلك إنما يتنقل بين المقامات دون أن نشعر ودون أن يدرك هو ذلك أو يتكلفه فنعم ما يفعل.. نعم ما يفعل!!
ورغم ما سبق فإنني لا أزال أطمح في تحقيق ما ناديتُ به في أول هذا الموضوع , فإضراب أهل القرآن المتخصصين عن تحديد مقامات قليلة يجوز قراءة القرآن بها جملة وتفصيلا يبدو لي تزمتا لا داعي له , ووضع السياج المحرمة على جميع المقامات أعتبره تجميدا للعقل بطريقة مجحفة , وفي أجيالنا الشابة هذه أضحى من الصعب أن نؤمر بتجميد عقولنا إلا بمبررات عقلية قوية ومقبولة .
نحن نعلم بل نؤمن أن لا أحد يقرأ القرآن إلا وهو يقرؤه على مقام من المقامات المعروفة شاء ذلك أم أبى , ونعلم جيدا أنه لا يوجد شيخ من مشايخنا الكبار ولا الصغار يقرأ القرآن في تسجيلاته إلا وهو على مقام ما أو يتنقل من مقام إلى مقام حتى وإن لم يتعمد ذلك (هذا بغض النظر عمن يتعمد) هذه حقيقة علمية عقلية بحتة , لكن تفاعل بعض القراء والمشايخ المتخصصين معها يبدو غريبا حين يحرّموا قراءة القرآن بالمقامات جملة وتفصيلا !! مما يضطرنا أمام مواقفهم إما أن :
* نطالبهم بأن يخوضوا قليلا في هذه المسألة ويتعمقوا فيها ليكون تصورهم منطقيا وواقعيا أكثر , وهذا ما فعلته في موضوعي هذا .
* أو نعد دراسة لما يصلح من المقامات ونكللها بشواهد من تسجيلات كبار قراءنا ومشاهيرهم ثم نضعها بين أيدي هؤلاء العلماء والمشايخ الأجلاء لنسهل عليهم المهمة ولنوضح لهم الصورة بشكل أبسط حتى يسهل عليهم الحكم في بعض المقامات التي قرأ بها الأولون وأبدعوا , وهذا ما ناديتُ به في موضوعي هذا أيضا وفي موضوع : أول كتاب يضع قواعد لعلم التغني بالقرآن .
* أو أننا نتوقف ونعرض عن الموضوع كله حتى لا يكثر فيه الجدل , لأن تربيتنا الإسلامية تحتم علينا احترام وتقدير المشايخ والعلماء حتى وإن وقع في أنفسنا أنهم لم يتصوروا المسألة تصورا كاملا , وهذا ما أجد نفسي مقبلة عليه وما أنوي أن أفعله بإذن الله .
 
بسم1​

شكرا اختنا الفاضلة لاثارة هذا الموضوع ، ولعلنا نتلمس اسباب النفور عن المقامات رغم انه سبق ان بيّن العديد من الاخوة والاخوات الكثير منها مثل مسمياتها البعيدة عن المصطلحات الاسلامية وكذلك كونها من ابجديات العلوم التي يشتغل بها اهل الغناء واللهو والخشية من الانحراف عن القرآن الكريم وهذا أهم تلك الأسباب.
ولكن هناك ضابط التحليل والتحريم بدليل وهذا ديننا الذي لا يجوّز لأحد تحريم مالم يحرمه الله ، ثم إن الضابط العقلي الثاني ان الآلة لا يحرمها سوء استعمالها فلا يحرم السلاح ان قتل به بريئاً ولا تحرم الاعناب ان صنع منها الخمر ولا تحرم المقامات ان استخدمت في الغناء ، واضم صوتي لصوت الاخت حفصة بوجوب اقرار علم مستقى من المقامات بمصطلحات مختلفة وضوابط متسقة ومسميات متفقة مع جلال كلام الرب سبحانه ولتصبح بديلا فلا يكون فيها الاشتراك المذموم مع مقامات الغناء وما يرتبط به عادة من فسوق وفجور

الرابط التالي للقاريء محمد عمران ضمن مقاطع هذبتها وشذبتها من اصوات الحضور من سورة فصلت ويتبين كيف جعل القاريء من الايات التي يقرأها صورة تتراءى للسامع بصفاء لاستخدامه للمقامات في اعطاء كل موقف وحال من احوال الآيات حقه فكانت رائعة

fosselat - MP3 Download, Play, Listen Songs - 4shared

بارك الله فيكم جميعا ووفقني واياكم لخير القول والعمل
 
بين يدي كتاب ماتع استمتعت بقراءته وهو يتحدث عن الأداء الصحيح للقرآن الكريم ومقوماته وخصائصه, ودوره في التعبير عن المعاني المقصودة في آي الذكر الحكيم, وكيفية تصويرها وإبرازها في التلاوة.
الكتاب بعنوان: إبراز المعاني بالأداء القرآني لأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري.
ولما رأيت أثناء تصفحي للكتاب أنه يتحدث عما انتهينا إليه في هذا الموضوع أحببتُ وضعه بين يدي القارئ ليستكمل فيه الموضوع بتعمق أكثر, وليخرج منه بفوائد ثمينة أكثر تركيزا ودقة.
وقد تحدث المؤلف في كتابه عن المقومات الصوتية, والمراد بها: تحسين الصوت وتزيينه أثناء القراءة وفق قواعد التجويد، وتفاعله مع المعاني ارتفاعا وانخفاضا, ومما قاله وأعجبني:
"لا جرم أن القراء يتباينون في تلاوتهم تبعا لتباين أصواتهم جودة وعذوبة, بيد أن حسن الأداء لا يتوقف من جهة الصوت على الخلق والتكوين, فكم من قارئ يقع صوته في النفوس أكثر ممن هو أندى منه صوتا, وما ذاك إلا لتوفر عوامل أخرى عند القارئ استدعت الاستماع والإصغاء إليه, ومن أهمها موافقة الكيفيات الصوتية قواعد التجويد ومعاني الألفاظ ومشاعر الوجدان, إذ التجويد هو الضابط لتفخيم حروفه وترقيقها وانحباس الصوت وجريانه, وأيضا المعاني وما تحدثه من انفعال وجداني هما العاملان في ارتفاع الصوت وانخفاضه وسرعته وبطئه"
كما وتطرق المؤلف أيضا إلى مسألة القراءة بالألحان وأجملها.
ومن المباحث التي أعجبتني في الكتاب مبحث الدلالات التصويرية, تحدث فيه المؤلف عن المراوحة بين الهيئات الصوتية لإبراز الدلالات التصويرية, فالمراوحة بين الارتفاع والانخفاض متى ما وافقت المراد تجلى المعنى, ومتى اختلفا لم يبرز المعنى, أو ربما أدى إلى معنى عكسي أو غير صحيح, وضرب مثلا على ذلك فقال: "ألا ترى أن القارئ لو رفع صوته في "ما" في قوله تعالى:"فاليوم ننسهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآيتنا يجحدون" لأوهم أنها النافية, بينما هي مصدرية, وذلك يقتضي أن تلفظ بصوت غير عال"
إلى غير هذا المثال من الأمثلة الماتعة المفيدة التي حواها الكتاب في هذا المبحث وفي غيره.
كما وأوضح المؤلف أيضا أن الدلالات التصويرية لا تنحصر فقط على مراتب الصوت وإنما تشمل الظواهر الأدائية من وقف ومد وغنن وغيرها, كلها تقرب الصورة الحقيقية.
ومما أعجبني من مباحث الكتاب أيضا مبحث يتحدث ظواهر الأداء, وتشمل ظواهر الأداء ثلاثة أمور:
1- مراتب الأداء وأساليبها: وهي التحقيق و الترتيل والترجيع والتحزين والتدوير والحدر.
2- أصول الأداء وتعدد القراءات: مثل المد والإمالة والوقوف على أواخر الكلم بالروم والإشمام.
3- الوقف والابتداء: وأثره في إيضاح المعاني ومعرفة مقاصد القرآن الكريم وإلهاب الفكر في تدبر القرآن وإثارة المعاني التشويقية وإبراز الصور الجمالية وإظهار إعجاز القرآن الكريم.
وهذا رابط تحميل الكتاب:
إبراز المعاني بالأداء القرآني
ورابط آخر عُرِّف فيه الكتاب في ملتقانا, وفي ثنايا عرضه تلخيصٌ شامل للكتاب كتبه الأخ الكريم: عبد الله الحربي
عرض كتاب ( إبراز المعاني بالأداء القرآني ) للدكتور إبراهيم الدوسري

 
إذا فالحاصل بعد كل هذا ، و الذي نراه صوابا إن شاء الله تعالى " أن تعلم هذه المقامات إن كان ينحو بالطالب إلى ما يعرف عندهم بــ ( دو ري مي فا صو ...) لم يجزه احد من العلماء ، اما أن الطالب يأخذ هذه المقامات مشافهة عن متمرس في هذا الفن بحضرة مشايخه فلا بأس بذلك
وقد أخبرني أحد الإخوة أنهم سألوا الشيخ المقرئ فريد زمانه الشيخ " الطبلاوي " وما ادراكم من حنجرة الطبلاوي التي تتمتع بأروع التنقلات بين المقامات السبعة - اطال الله عمره - فقال " لم اعرفها و لا أعرفها و لا حاجة لي بها "
 
عودة
أعلى