القراءة بمضمن الطيبة مباشرة دون المرور بالشاطبية هل أجازه أهل القراءات؟

طه الفهد

New member
إنضم
14/02/2006
المشاركات
839
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
ليبيا
الموقع الالكتروني
http
و هل جرى العمل على ذلك قديما _ أعنى فى عهد ابن الجزرى منذ أن نظمها _ ثم توقف ؟ أم لا زال العمل عليه عند بعض المقرئين ؟ أم لم يُعمل بذلك نهائيا ؟
و هل عبارة ابن الجزرى فى التحبير التى سأذكرها إن شاء الله تدل على أنه أقرأ بعض الطلاب بمضمن الطيبة دون أن يقرؤوا قبلها بمضمن الشاطبية ؟
قال ابن الجزرى رحمه الله :
تحبير التيسير في القراءات العشر - (ج 1 / ص 93)
وإني لما نظمت طيبة النشر نظما رجوت به أن تكون ذخري عند الله في الحشر ، واختص بها قوم [ عن ] حفاظ حرز الأماني وتقدموا عليهم [ بما حوت ] من جمع
الطرق واختصار اللفظ وكثرة المعاني رأيت أن أتحف حفاظ الشاطبية بتعريف قراءات
العشرة وأجعلها في متن الحرز منظومة مختصرة فجاءت في أسلوب من اللطف
عجيب ونوع من الإعجاز والإيجاز غريب انتهى.

و معلوم أن التدرج أنفع لكن البحث هنا فى هذا الموضوع هل جرى بذلك العمل عند المقرئين قديما أو حديثا أم لا ؟
نرجو من أهل الاختصاص إفادتنا بذلك و المشاركة فى الموضوع ..
و السلام عليكم .
 
ليست المسألة أجاز أم لم يجز بل هي مدى التيسير الذي يلحق بالطالب إثر مروره بالشاطبية قبل خوضه غمار طيبة النشر

وسمعت من بعض قراء اليوم محاولة أخذ الكبرى قبل الصغرى لكنهم ما استطاعوا تذليل عقبتها دون التدرج

ولو وجد ذلك الشخص العبقري الذي فتح الله عليه فما المانع؟
 
لا بد من التدرج وهو سبيل إلى الإتقان...

وقد أشار إلى ذلك الإمام المحقق ابن الجزري رحمه الله تعالى في منظومته طيبة النشر:

وقد جرى من عادة الأئمة **** إفراد كل قارئ بختــمة
حتى يؤهلوا لجمع الجمع **** بالعشر أو أكثر أو بالسبع
 
ولو وجد ذلك الشخص العبقري الذي فتح الله عليه فما المانع؟

لعل المانع هم المقرئون أنفسهم إذ لن يسمحوا للطالب و لو كان عبقريا كما تفضلت أن يقرأ الكبرى قبل الصغرى و إلا فلن يعدم العالم الإسلامى وجود قراء عباقرة ذوى همة عالية ليقرؤوا بالطيبة مباشرة دون المرور بالشاطبية ..
 
جزاكم الله خيرا
جرى العمل عند القراء المتأخرين على حفظ الشاطبية والدرة والقراءة بمضمنهما ، وأطلق على القراءات من هذين الطريقين اسم العشر الصغرى لقلة الطرق ، وبعد عرض العشر الصغرى ينتقل من علت همته إلى حفظ طيبة النشر مع تحريراتها ـ والعمل أخيرا على الأخذ بتنقيح فتح الكريم للمشايخ الثلاثة عامر السيد عثمان والزيات والسمنودي رحمهم الله رحمة واسعة ـ ، والقراءات من طريق طيبة النشر تسمى بالعشر الكبرى لكثرة الطرق وتشعبها ، ولا تجوز القراءة بالعشر من طريق الطيبة إلا بالتحريرات ، لئلا يقع الخلط والتركيب اللذان يفضيان إلى القراءة بما لم يقرأ به.
وعلم القراءات من العلوم التي تحتاج إلى جهد عظيم لا يطيقه من وفقه الله وفتح على قلبه ، ولذلك يحتاج إلى تكرار كثير ، وعرض على الشيوخ طلبا للإتقان ، ثم الجلوس للإقراء والإفادة ، فإن ذلك من أعظم أسباب بركة العلم وثباته في القلب.
ولا أؤيد البدء بالطيبة قبل الشاطبية لأن ذلك مخالف للتدرج المطلوب ، وفيه شذوذ عن عمل القراء ، ثم إن الشاطبية من أعظم الكتب بركة ، ومصنفها ـ رحمه الله ـ وصفه جمع كبير من أهل العلم بأنه من أولياء الله ، فالكتاب مبارك ، ومؤلفه مبارك ، والعلم مبارك ، فلا جرم إذا أن من اشتغل بهذا النظم العظيم ورزقه الله إخلاصا وهمة أن الله يبارك في علمه وينفع به.
وفقني الله وإياكم
والله أعلم
 
جزاك الله خيرا يا دكتور طارق على هذا التصويب المهم الذي هو الصواب بلا شك
وأستغفر الله العظيم من هذا الخطأ الجسيم.
 
بارك الله فيكم
ولا أؤيد البدء بالطيبة قبل الشاطبية لأن ذلك مخالف للتدرج المطلوب ، وفيه شذوذ عن عمل القراء
والله أعلم

هناك بعض المشايخ من يسمح للطالب بجمع القراءات الصغرى و الكبرى فى نفس الوقت فليس هناك كبير فرق أخى الكريم لو قرأ بالطيبة فقط أو قرأ بالشاطبية و الدرة و الطيبة فى آن واحد و فى كل الأحوال لو قرأ الطالب بالطيبة فقد قرأ بمضمن الكتب الثلاثة الشاطبية و الدرة و الطيبة ..
 
أخي الكريم: المقصود هو المرور على الشاطبية والدرة ولو كان ذلك بدون استجازة كالحال في الدراسة النظامية ، ثم إذا أراد الطالب القراءة بالعشر الكبرى قراءة استجازة فلا مانع ، المحذور هو البدء بالطيبة ابتداء دون أي خلفية مسبقة عن القراءات.
ثم إن بعض كبار القراء لا يسمح للطالب أن يقرأ عليه بالعشر الكبرى حتى يتأكد من حفظه للشاطبية والدرة إضافة إلى الطيبة وتحريرها.
 
لا أختلف معك إطلاقا فيما ذكرت أخى الكريم هذا مطلوب فعلا لكن تبقى مسألة اشتراط حفظ الشاطبية و الدرة لمن أراد القراءة بالطيبة مشكلة؟ ألا تكفى دراستها و المرور عليها ؟
و عذرا على كثرة المناقشة ..
 
رفع الله قدرك..
المختصون بالقراءات لا يعرفون إلا الحفظ ، أما الدراسة والفهم بدون حفظ فلا تكفي.
ومن باب شحذ الهمم أقول : إن عددا من مشايخ القراءات المعاصرين كانوا يحفظون كثيرا من المتون في القراءات وما يتعلق من فنون شريفة ، فيحفظون تحفة الأطفال والجزرية والشاطبية والدرة والطيبة وعددا من تحريراتها، ويحفظون منظومات المتولي ، وهي ألوف مؤلفة ، ويحفظون الفرائد الحسان وناظمة الزهر في العد، والعقيلة والمورد في الرسم والضبط ،وألفية ابن مالك في النحو، وغيرها.
وكان العلامة عبد العزيز عيون السود تلميذ العلامة الضباع ـ رحمهما الله ـ إضافة لتبحره في القراءات ، يحفظ ما يزيد على ثلاثة عشر ألف بيت من المنظومات العلمية في مختلف الفنون ، ويحفظ الكتب الستة بأسانيدها ، ويحفظ حاشية ابن عابدين في الفقه الحنفي ، وكان مفتي الحنفية ، ومرجع الفقهاء عند النوازل والمعضلات.
ويذكر عن أحد القراء المحررين الجهابذة أنه حفظ فتح الكريم للمتولي في 15يوما.
وأوصي نفسي أولا وإخواني ثانيا بالمواظبة على قدر من المحفوظ بشكل يومي ، وسيجد الإنسان تحسنا ملحوظا في قدرته على الحفظ ، وإنجازا متميزا في سنوات معدودة، وإلا فستنقضي أيامنا ونحن في معمعة المنهجية في طلب العلم ، والمنهجية في الحفظ ، وما إلى ذلك.
وفقني الله وإياكم لكل خير.
 
..................لكن تبقى مسألة اشتراط حفظ الشاطبية و الدرة لمن أراد القراءة بالطيبة مشكلة؟ ألا تكفى دراستها و المرور عليها ؟ ..

السلام عليكم
أخي الحبيب الشيخ الفاضل طه الفهد .
أولا : مسألة حفظ المتون ..أفضل عبارة سمعتها لمن يدخل علم القراءات من غير حفظ المتون (( كمن صلي من غير وضوء))

فحفظ الطيبة إذ لم تكن حافظا للشاطبية الدرة تسبب لك صعوبة بالغة ..وعلي إثرها إما أن تكمل أو لا .

أما إن أردت أن تقرأ الطيبة فقط من غير أن تتصدر للعلم فلك أن تقرأ ما تشاء ولكن فضل العلم مقرون بـ (تعلم القرآن وعلمه )

أما رفض الشيوخ لإقراء الطيبة دون المرور علي الشاطبية والدرة ..طلبا للراحة
لأن كثرة طرق الطيبة تحتاج لمجهود كبير (وحفيظ من طراز فريد) فالشيخ يخشي علي نفسه أن يلقي حتفه بين تشعبات الطيبة فيفضل البدء بالصغري .. ولو أنجز الصغري لأنجز الطيبة في مدة وجيزة وسهلت عليه كثيرا .بدون أن يكون الشخص عبقريا كمن اشترط ونوه لذلك .

فيفضل لمن أراد هذا العلم "خاصة" ألاّ يطلب الأمر بالعجلة فإنه سيخسر كثيرا .

((نصيحة لك يا شيخ طه :
الشيخ الذي معه الطيبة يبحث عن طلبة بخلاف الصغري ..يعني لو تصدرت للعمل بالطيبة ..ستكون عاطل وخالي شغل ...هذا في مصر فما بالك بالبلاد الأخري التي لا تقترب من الطيبة مثل بلد الشيخ محمد يحيي شريف وغيره . "ابتسامة"

أما التحريرات مشكلة المشاكل ولكنه متعة وأيما متعة والله مع صعوبته . (وكلامنا يكون خفيفا علي د/ السالم الجكني لأنه يكره التحريرات مثل ما يكره أحدنا العمي )
والسلام عليكم
 
بارك الله فيكم ..
فحفظ الطيبة إذ لم تكن حافظا للشاطبية الدرة تسبب لك صعوبة بالغة ..وعلي إثرها إما أن تكمل أو لا .

ليتكم توضحون أكثر شيخنا الفاضل ما هى الصعوبة التى تقصدونها ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الأصل التدرج في العلوم من الأصغر إلى الأكبر كما جاء في في تفسير قوله تعالى: (ولكن كونوا ربانيين) :الرباني الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره.

ولكن قد يوجد من يهبه الله فهماً وعلما وحفظا فيبدأ بالأكبر قبل الأصغر،

أخبرني فضيلة شيخنا المقرئ محمد تميم الزعبي حفظه الله

أنه حفظ الطيبة وقرأ بمضمنها على الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله

قبل أن يقرأ بالعشر الصغرى (الشاطبية والدرة).

وكان شيخه رحمه الله يتوسم فيه العلم والصلاح مع الفطنة والذكاء، ولذا كان يقول له:

(أعطني ست ساعت لنومي وباقي وقتي كله لك)

قال شيخنا: فقرأت على الشيخ عبد العزيز سبع سنين وأنا أستفيد من علمه وأدبه وسمته
وددت لو أنها كانت سبعين سنة.
كان رحمه الله بقية السلف في الخلف، يلقى الله وليس في عنقه غيبة لأحد.

رحم الله الشيخ عبد العزيز وحفظ الله شيخنا تميم وأطال عمره في طاعته مع العفو والعافية، ونفع الله به أهل القرآن آمين
 
بارك الله فيك شيخ أحمد الرويثى على هذه المشاركة الطيبة ..<br /> و التى وضحتَ فيها ـ حفظك الله ـ الفكرة التى أردتُّ إيصالها للقراء الأفاضل بمثال حىّ بإجازة مثل هذا الأمر و إن كان الأفضل كما ذكرتَ و ذكر الإخوة الأفاضل التدرج فى علم القراءات و القراءة بالصغرى قبل الكبرى
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
تفضل الأخ الكريم أحمد الرويثي جزاه الله خيرا فنقل عن الشيخ محمد تميم الزعبي حفظه الله أنه حفظ الطيبة وقرأ بمضمنها على الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله قبل أن يقرأ بالعشر الصغرى الشاطبية والدرة .
وقديما سألت الشيخ العالم المقرئ أحمد إسماعيل مكتي : إن بعض القراء يشترطون التدرج في القراءات أي يبدأ بالشاطبية أولا ثم الدرة ثم الطيبة ولا يجيزون غير ذلك ، فأجابني : في أي سورة أوحديث هذا الحكم ؟ وقال : لكن الأفضل والأيسر على الطالب التدرج وعليه عمل الأزهر .
وكان شيخنا الإمام المقرئ الشيخ سعيد العنبتاوي رحمه الله يقرئ الطلاب القراءات مباشرة من الطيبة بعد أن يحفظ الطالب الأصول وفرش سورة البقرة .
والله تعالى أعلم .
 
الأخ نادر جزاك الله خيرا على مداخلتك الكريمة و نقولك القيمة التى أثرت الموضوع ..
 
عودة
أعلى