القراءات القرآنية النشأة والتطور ج2

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
الطبقة الرابعة : مدرسة ابن الجزري

لقد أجمع المتأخرون من القراء فمن دونهم من المفسرين والمحدثين والفقهاء على قبول كل من حرز الأماني والدرة والطيبة ولم يتقبل من الأداء خارجها إلا قليل ظل يتلاشى يوما بعد يوما حتى كاد يتلاشى تماما كما هو شأن القراءات الأربع الزائدة على العشر.
وهكذا كتب الخلود وأطبقت الشهرة لكتاب التيسير للداني إذ هو أصل منظومة حرز الأماني ووجه التهاني ، ولكتاب التحبير إذ هو أصل الدرة في القراءات الثلاث المتممة ، ولكتاب النشر في القراءات العشر إذ هو أصل طيبة النشر .
ولقد حوى كتاب النشر جميع ما في الحرز والتيسير والتحبير وزاد عليها كثيرا من الأداء في أحرف الخلاف عن القراء السبعة والثلاثة بعدها .
وليذعنن من درس وتدارس كتابي النشر والطيبة باستحقاق ابن الجزري لقب المحقق الذي ألبسه إياه تلامذته فمن جاء بعدهم إلى يومنا هذا .
ولقد طرح ابن الجزري جانبا تبعا للمصنفين من طرق الرواة قبله عشرات القراء ممن هم مثل نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وغيرهم من القراء العشرة بل ممن هم أكبر منهم رتبة وأكثر علما وأعلى سندا ومنهم كبار التابعين في المدينة النبوية كسعيد بن المسيب ت 94هـ وابن هرمز الأعرج ت 109هـ ، وفي مكة كطاووس بن كيسان ت 106هـ ومجاهد بن جبر ت 103هـ ، وفي الشام كالمغيرة بن شعبة ت 91هـ ، وفي البصرة كأبي العالية الرواحي ت حوالي 90هـ ، وفي الكوفة كأبي عبد الرحمان السلمي الذي ولد في حياة النبي  ولأبيه صحبة وعلقمة بن قيس ت 62هـ ومسروق بن الأجدع ت 63هـ وعبيد بن عمرو ت 72هـ وغيرهم .
ولا علاقة بين انقراض قراءاتهم ورواياتهم وبين الطعن فيها ولا التشكيك ، وإنما بسبب أمر آخر أكبر وأخطر بسببه أخرجت هذا البحث وبينته في طبقة ابن مجاهد .
وكذلك طرح ابن الجزري بتأليف النشر والطيبة عشرات الروايات ووهبها للانقراض والتلاشي .
ولنأخذ لها نموذج قارئ واحد من القراء العشرة هو ابن عامر الشامي إذ قد انقرضت وتلاشت عنه الروايات التالية :
• رواية عبد الرحمان بن عامر
• رواية ربيعة بن يزيد
• رواية إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر
• رواية سعيد بن عبد العزيز
• رواية خلاد بن يزيد بن صبيح المري
• رواية يزيد بن أبي مالك
وانقرضت وتلاشت الروايات التالية عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر :
• رواية الوليد بن عتبة
• رواية عبد الحميد بن بكار
• رواية أبي مسهر الغساني
ولم أشأ الاستقصاء وإنما الاستدلال .
وتضمن النشر منهجا جديدا فريدا أحدث انقلابا حيي به علم القراءات فأورق وأزهر ، ولعل منهجه في التحقيق بدأ يثمر بعد ستة قرون .
ولن يستنبط منهج ابن الجزري في التحقيق والتحرير إلا من استطاع ملاحظة الفرق بين النشر وطيبته أي تتبع مئات الروايات في كتاب النشر الملغية من الطيبة .
ولقد اجتهد صاحب النشر أول ما اجتهد في أن كثرة القراء والرواة واختلافهم وقلة الضبط واتساع الخرق وخشية التباس الحق بالباطل هو مبرر تأصيل الأركان الثلاثة (موافقة لسان العرب ورسم أحد المصاحف العثمانية وصحة السند) واعتبارها ضابطا لقبول القراءة وجواز القراءة والإقراء بها .
ولكن ابن الجزري لم يستعمل هذا الضابط ولم يعمل بهذا التأصيل أي لم يقس به شيئا من مروياته عن أحرف الخلاف .
وإنما اعتمد ابن الجزري على أصول كتابه النشر أي أمهاته التالية :
1. إرادة الطالب لسبط الخياط البغدادي ت 541 هـ
2. الإرشاد للقلانسي الواسطي ت 521هـ
3. الإرشاد لعبد المنعم بن غلبون نزيل مصر ت 389هـ
4. الإشارة لأبي نصر العراقي شيخ الهذلي
5. الإعلان لأبي القاسم الصفراوي الإسكندري ت 636هـ
6. الإقناع في القراءات السبع لابن الباذش الغرناطي ت 540هـ
7. الإيجاز لسبط الخياط
8. البستان لشيخ ابن الجزري ابن الجندي المصري ت 769هـ
9. التبصرة لمكي بن أبي طالب الأندلسي ت 437هـ
10. تبصرة المبتدي لسبط الخياط
11. التجريد لابن الفحام الإسكندري ت 510هـ
12. التذكار لابن شيطا البغدادي ت 455هـ
13. التذكرة لطاهر بن غلبون الحلبي نزيل مصر ت 399هـ
14. التكملة المفيدة لحافظ القصيدة لأبي الحسن الكتاني القيجاطي ت 723هـ
15. التلخيص لأبي معشر الطبري شيخ أهل مكة ت 478هـ
16. تلخيص العبارات لابن بليمة القيرواني ت 514هـ
17. التيسير للداني الأندلسي ت 444هـ
18. جامع البيان للداني
19. الجامع لأبي الحسين نصر الفارسي ت 461هـ
20. الجامع لأبي الحسن بن فارس الخياط البغدادي ت 450هـ
21. جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي المصري الدمشقي ت 643هـ
22. جمع الأصول لأبي الحسن الديواني الواسطي ت 743هـ
23. الروضة لأبي إسماعيل المعدل تلميذ ابن نفيس
24. الروضة لأبي عمر الطلمنكي الأندلسي ت 429هـ
25. الروضة لأبي علي البغدادي نزيل مصر ت 438هـ
26. روضة القرير في الخلف بين الإرشاد والتيسير للديواني الواسطي
27. السبعة لابن مجاهد البغدادي ت 324هـ
28. حرز الأماني ووجه التهاني للشاطبي الأندلسي نزيل مصر ت 590هـ
29. شروح الشاطبية : للسخاوي وأبي شامة والفاسي والجعبري وابن جبارة
والمنتجب الهمذاني
30. الشرعة لابن البارزي قاضي حماة ت 738هـ
31. الشفعة لشعلة الموصلي ت 656هـ
32. عقد اللآلي لأبي حيان الأندلسي ت 745هـ
33. العنوان لأبي الطاهر إسماعيل الأندلسي المصري ت 455هـ
34. الغاية لابن مهران الأصبهاني ت 381هـ
35. غاية الاختصار لأبي العلاء الهمداني ت 569هـ
36. القصيدة الحصرية لأبي الحسن الحصري المغربي ت 468هـ
37. الكافي لابن شريح الأندلسي ت 476هـ
38. الكامل للهذلي المغربي نزيل نيسابور ت 465هـ
39. الكفاية لسبط الخياط
40. الكفاية لأبي محمد الواسطي ت 740هـ
41. الكفاية الكبرى للقلانسي الواسطي
42. الكنز لأبي محمد الواسطي
43. المبهج لسبط الخياط
44. المستنير لابن سوار البغدادي ت 496هـ
45. المصباح لأبي الكرم البغدادي ت 550هـ
46. مفردة يعقوب للداني
47. مفردة يعقوب لابن الفحام
48. مفردة يعقوب عبد الباري الصعيدي ت بعد 650هـ
49. المفيد لأبي نصر البغدادي ت 442هـ
50. المفيد لأبي عبد الله اليمني الحضرمي ت 560هـ
51. المقاصد لأبي القاسم الخزرجي القرطبي ت 446هـ
52. المنتهى لأبي الفضل الخزاعي ت 408هـ
53. المهذب لأبي منصور الخياط جد سبط الخياط ت 499هـ
54. الموضح والمفتاح لابن خيرون العطار البغدادي ت 539هـ
55. الهادي لابن سفيان القيرواني ت 415هـ
56. الهداية للمهدوي المغربي ت بعد 430هـ
57. الوجيز لابن هرمز الأهوازي ت 446هـ
قلت : ولقد لخصت أمهات النشر ورتبتها ترتيبا أبجديا لتيسير الاستفادة منها وليسهل على الطلبة دراية الطرق المشرقية والمغربية .
قال ابن الجزري بعد ذكر أمهات كتابه النشر (1/98) ما نصه "فهذا ما حضرني من الكتب التي رويت منها هذه القراءات من الروايات والطرق بالنص والأداء وها أنا أذكر الأسانيد التي أدت القراءة لأصحاب هذه الكتب من الطرق المذكورة وأذكر ما وقع من الأسانيد بالطرق المذكورة بطريق الأداء فقط حسبما صح عندي من أخبار الأئمة قراءة قراءة ورواية رواية وطريقا طريقا " اهـ بلفظه.
ويعني أن ابن الجزري لم يقم بتوظيف الأركان الثلاثة وإنما نقل من النصوص من الأمهات المذكورة ما قرأ به على شيوخه بأسانيدهم إلى أصول النشر المبينة أعلاه .
ويعني أن ابن الجزري لم يأخذ من الأداء على شيوخه بأسانيدهم ما تفردوا به مما لم يجد له نصا في أمهات كتب القراءات .
ولقد أحسن ابن الجزري في تحرير النشر وطيبته من أمهات كتب القراءات التي اعتمدها أصولا أي طرقا إذ أسقط منها ما لم يجتمع فيه النص والأداء .
ويتضح منهج ابن الجزري في التحقيق وإحياء علم القراءات رغم ملاحظة اعتماده على الأداء والنص في كتب القراءات ابتداء بالسبعة لابن مجاهد ت 324هـ وانتهاء بكتاب البستان في القراءات الثلاثة عشر لشيخه ابن الجندي ت 769هـ .
وللباحثين المعاصرين أن يتساءلوا عن سبب اعتماده على الكتب المتأخرة ومنها المعاصرة له :
• البستان لشيخ ابن الجزري ابن الجندي المصري ت 769هـ
• عقد اللآلي لأبي حيان الأندلسي ت 745هـ
• جمع الأصول لأبي الحسن الديواني الواسطي ت 743هـ
• الكفاية لأبي محمد الواسطي ت 740هـ
• الشرعة لابن البارزي قاضي حماة ت 738هـ
• التكملة المفيدة لحافظ القصيدة لأبي الحسن الكتاني القيجاطي ت 723هـ
• الشفعة لشعلة الموصلي ت 656هـ
• مفردة يعقوب عبد الباري الصعيدي ت بعد 650هـ
• جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي المصري الدمشقي ت 643هـ
• الإعلان لأبي القاسم الصفراوي الإسكندري ت 636هـ
• شرح الشاطبية للجعبري ت 732هـ
• شرح الشاطبية لابن جبارة ت 728هـ
• شرح الشاطبية للسخاوي ت 643هـ
• شرح الشاطبية لأبي شامة ت 665هـ
• شرح الشاطبية للمنتجب الهمذاني ت 643هـ
• شرح الشاطبية للفاسي ت 656هـ
وكان حريا بابن الجزري تأليف النشر من الأداء الذي تلقاه من شيوخه عن شيوخهم إلى الطبقات والمصنفين من أئمة القراءات قبل ابن مجاهد ، لأن جميع من جاءوا بعد ابن مجاهد ومنهم ابن الجزري نفسه ساروا على نهجه ولم يتجاوزوا مدرسته ومنهجه في جمع قراءات القراء السبعة .
ولو تتبع ابن الجزري إسناد كل حرف من أحرف الخلاف عن القراء السبعة والثلاثة والأربعة الزائدة وغيرهم وعن رواتهم إلى التابعين والصحابة لكان الجرح قد التأم يومئذ بما أصابه من الدواء الشافي الذي لا يبقي ولا يذر من القياس واللهجات التي تنوء بها الأمة وتحجز الأعاجم بلهجات عربية انقرض أهلها الذين عاصروا تنزل القرآن بجيل التابعين عن التفرغ للاستفادة من القرآن بتدبره لاستنباط ما فيه من الهداية بدراية مدلول الكتاب والإيمان .

الطبقة الخامسة : ما بعد ابن الجزري إلى عصرنا الحاضر .

تبدأ أولى مراحل التخصص في علم القراءات بعد حفظ القرآن وقراءته عرضا على الشيخ بدراسة رسم المصاحف العثمانية ليعلم ما اجتمعت عليه واختلفت فيه من الحذف والإثبات وزيادة حرف فأكثر وترك تلك الزيادة ، فإذا علمه تجاوزه الطالب إلى دراسة وحفظ متن من متون القراءات كالشاطبية والطيبة ليضمن به ضبط ما لكل قارئ وراو في كل حرف من أحرف الخلاف المعلومة .
ولن تتأتى دراية رسم المصاحف وأحرف الخلاف لمن لم يتعلم من قبل من لسان العرب وقواعد النحو والصرف ما يؤهله للاستفادة والاستيعاب .
هذه المراحل الثلاث : مرحلة حفظ القرآن في الذاكرة ومرحلة دراسة رسم المصاحف ومرحلة حفظ ودراية متن من المتون في علم التجويد والقراءات هي أولى خطوات التخصص في علم القراءات .
وتأتي دراية واستحضار أحرف الخلاف وما لكل قارئ وراو فيها خطوة ثانية .
وتأتي دراية ما لطرق الرواة من الأوجه في أحرف الخلاف التي اختلف فيها عن الرواة خطوة ثالثة لن يقع الوصف بالتخصص في علم القراءات قبل استيعابها .
وكان استيعاب أوجه الخلاف عن الرواة ونسبتها إلى طرقهم هو تحرير طرق القراءات المتعارف عليه إلى يومنا هذا .
ولقد نبه ابن الجزري في النشر إلى مواطن متعددة تضمنها كل من حرز الأماني والتيسير ليست من طرق الكتابين المقروءة أي خرج فيها الداني عن طرق كتابه التيسير المقروءة وخرج فيها الشاطبي عن طرق كتابه حرز الأماني المقروءة أي هي من الفوائد لزيادة العلم .
مواطن حققها المحقق ابن الجزري ، يؤدي تتبعها من النشر ومن التيسير والحرز أو غيرهما إلى أن ابن الجزري قد اعتمد لطرق الكتاب على الأداء المتصل إلى الراوي والقارئ الذي قرأ به المصنف كالداني والشاطبي مثلا ، لا على التحديث بأحرف الخلاف .
تلك المنهجية حمل لواءها المحقق ابن الجزري في نشره وفي كتابه منجد المقرئين ، ولم تتضمن طيبة النشر من أحرف الخلاف أو من الأداء ما تخلف أو شذ عنها من طرق النشر الكثيرة إلا أحرفا يسيرة خرج فيها ابن الجزري عن طرق كتابه الطيبة بينتها ما استطعت في كتابي "غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر والتحبير والحرز والتيسير".
وكان الضابط الأول هو الأداء الذي تلقى عن شيوخه إلى الرواة المثبتة أسانيده بالقراءة عرضا إليهم في النشر (1/99) إلى (1/190)
وكان ذلك الأداء هو طرق النشر والطيبة المقروءة دون سائر الأداء وأحرف الخلاف الذي تضمنته أمهات النشر المبينة في (1/ 58) إلى (1/98)
وأهل التخصص في هذا العصر صنفان :
1. صنف كالفروعيين لا يعلمون من الطيبة أو الشاطبية أو الدرة إلا أماني أي حفظوها وقرأوا بما فيها من غير تتبع لتحرير طرقها .
2. وصنف ثان تمسكوا بمنهج ابن الجزري في التحقيق والتحرير ولم يقصروا عن مدرسته وهم اليوم أقل ، وأقل منهم من يفقه عنهم ما هم عليه ، ولكن ـ المخففة ـ المثبطون واللاغون في جهودهم هم السواد الأعظم وأصحاب العمائم والمشبعون زورا بما لم يعلموا من التخصص في علم القراءات .
ولقد تعلمت من تحرير طرق القراءات ابتداء لأجل تنقية الطيبة مما خرج فيه ابن الجزري عن طرقه ، ولأجل تنقية كل من الحرز والتيسير مما خرجا فيه عن طرقهما .
ولكن بعد عشرين سنة من الدراسة الميدانية في تحرير طرق القراءات تبينت والله أعلم بالصواب وبالقصد أن علم القراءات اليوم أحوج إلى تحرير القراءات نفسها قبل تحرير طرق القراءات كما يأتي في هذا البحث بحثه لعل أئمة القراءات المعاصرين يتعاملون معه نقضا أو تقريرا بالأدلة بعيدا عن التعصب والتقليد الأعمى وإلا فبالنقد والتمحيص في المرحلة الأولى .
إن تحرير القراءات السبع والعشر وغيرها ليؤدي إلى الهدفين الساميين التاليين:
1. تساقط القياس وطرحه
2. استعادة الأداء الذي قرأ به الصحابة الذين رافقوا أداء المصاحف العثمانية

خاتمة : لمناقشة موانع إخراج مصاحف مطابقة لقراءات الصحابة الذين رافقوا
المصاحف العثمانية

ولتصاحبنا الجرأة لنسجل اعترافات مذهلة بالتباس الأداء الذي قرأ به كل واحد من التابعين الذين سمعوا القرآن من الصحابة الكرام العدول الذين رافقوا المصاحف العثمانية وأقراوا به تابعيهم وإلا فكيف نستخرج من كتب القراءات الحديثة كالنشر وجامع البيان ومن نصوص الأئمة في القرن الثاني والثالث ومن الأمهات في القرن الرابع خمس روايات فقط على سبيل المثال أي رواية لكل مصحف عثماني في مصر من الأمصار .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء مصحف المدينة العثماني وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. سعيد بن المسيب المرقم في غاية النهاية برقم 1353 المتوفى سنة 94 هـ ، وردت عنه الرواية في حروف القرآن ، وقرأ على ابن عباس وأبي هريرة وقرأ عليه عرضا محمد بن مسلم بن شهاب الزهري شيخ نافع بن أبي نعيم القارئ كما هي طريق جامع البيان للداني .
2. محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المرقم في غاية النهاية برقم 3470 المتوفى 124هـوردت عنه الرواية في حروف القرآن ، قرأ على أنس بن مالك وعرض عليه نافع بن أبي نعيم القارئ فيما حكاه أحمد بن جبير عن إسحاق المسيبي عن نافع ، قال ابن الجزري في غاية النهاية "وروى الداني عنه أنه قال كان النبي  وأبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية يقرأون (س 1آ 4)  مالك يوم الدين  وأول من أحدث  ملك  مروان بن الحكم ، قال ابن الجزري "قراءة الزهري في الإقناع للأهوازي وغيره " اهـ محل الغرض منه
3. عبد الرحمان بن هرمز الأعرج المرقم في غاية النهاية برقم 1622 المتوفى حوالي 109هـ أخذ القراءة عرضا عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، ومعظم روايته عن أبي هريرة ، روى عنه القراءة عرضا نافع بن أبي نعيم
4. زيد بن أسلم المرقم في غاية النهاية برقم 1304 مولى عمر بن الخطاب المتوفى 136 هـ وردت عنه الرواية في حروف القرآن أخذ عنه القراءة شيبة بن نصاح شيخ نافع القارئ كما هي طريق التيسير للداني
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. طاووس بن كيسان التابعي الكبير المرقم في غاية النهاية برقم 1479 المتوفى سنة 106 هـ قبل التروية بيوم ، وردت عنه الرواية في حروف القرآن ، أخذ القراءة عن ابن عباس وعظم روايته عنه .
2. مجاهد بن جبر التابعي المرقم في غاية النهاية برقم 2659 المتوفى حوالي 103 هـ عن نيف وثمانين سنة قرأ على عبد الله بن السائب وقرأ من طريق النشر وبعض أمهاته على عبد الله بن عباس ، وأخذ عنه القراءة عرضا عبد الله بن كثير القارئ من طريق النشر وبعض أمهاته ، وابن محيصن من طريق الكامل للهذلي والمبهج لسبط الخياط ، وحميد بن قيس وزمعة بن صالح من طريق الكامل للهذلي ، وأبو عمرو بن العلاء القارئ من طريق التيسير للداني وقرأ عليه الأعمش .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الكوفة وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. علقمة بن قيس المرقم في غاية النهاية برقم 2135 المتوفى سنة 62هـ أخذ القرآن عرضا عن عبد الله بن مسعود من طريق جامع البيان للداني ، وعرض عليه القرآن إبراهيم بن يزيد النخعي وأبو إسحاق السبيعي وعبيد بن نضلة ويحيى بن وثاب كلهم من طريق جامع البيان للداني
2. الأسود بن يزيد النخعي الكوفي المرقم في غاية النهاية برقم 796 المتوفى سنة 75هـ قرأ على عبد الله بن مسعود وقرأ عليه إبراهيم النخعي وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب
3. مسروق بن الأجدع المرقم في غاية النهاية برقم 3591 المتوفى سنة 63هـ أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن مسعود ، وروى القراءة عنه عرضا يحيى بن وثاب
4. عبيدة بن عمرو المرقم في غاية النهاية برقم 2073 متوفى سنة 72هـ أخذ القراءة عرضا عن ابن مسعود ، وأخذ عنه القراءة عرضا إبراهيم النخعي وأبو إسحاق
5. عمرو بن ميمون أبو عبد الله الكوفي التابعي الجليل المرقم في غاية النهاية برقم 2463 المتوفى حوالي 75هـ أخذ القراءة عرضا عن ابن مسعود ، وروى القراءة عنه أبو إسحتاق السبيعي وحصين
6. أبو عبد الرحمان السلمي الضرير مقرئ الكوفة المرقم في غاية النهاية برقم 1755 ولد في حياة النبي  ولأبيه صحبة إليه انتهت القراءة تجويدا وضبطا أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم كما هي طرق التيسير للداني والمستنير لابن سوار ، وأخذ القراءة عنه عرضا من طرق النشر وغيره من أمهاته عاصم وعطاء بن السائب وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب وغيرهم
7. زر بن حبيش المرقم في غاية النهاية برقم 1290 المتوفى 82هـ عرض على عبد الله بن مسعود من طريق التيسير للداني والمستنير لابن سوار وعرض على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب من طريق التيسير للداني ، وعرض عليه عاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش وأبو إسحاق المسيبي ويحيى بن وثاب كلهم من طرق التيسير للداني والمستنير لابن سوار .
8. سعيد بن جبير المرقم في غاية النهاية برقم قتله الحجاج سنة 95 هـ التابعي الجليل عرض على عبد الله بن عباس ، وعرض عليه أبو عمرو بن العلاء والمنهال بن عمرو ، قال ابن الجزري في غاية النهاية :"قال إسماعيل بن عبد الملك كان سعيد بن جبير يؤمنا في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة عبد الله يعني ابن مسعود وليلة بقراءة زيد بن ثابت "اهـ بلفظه
9. عبيدة بن نضلة الخزاعي الكوفي التابعي المرقم في غاية النهاية برقم 2071 المتوفى حوالي 75هـ أخذ القراءئة عرضا عن عبد الله بن مسعود من طريق جامع البيان للداني وعرض أيضا القرآن على علقمة بن قيس ، وروى القراءة عنه عرضا يحيى بن وثاب ومن طريق جامع البيان أخذ القراءة عنه حمران بن أعين .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى البصرة وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي المرقم في غاية النهاية برقم 1272 المتوفى بعد التسعين من الهجرة من كبار التابعين أخذ القرآن عرضا عن أبي بن كعب وزيد بن ثابت وابن عباس وصح أنه عرض على عمر ، وقرأ عليه شعيب بن الحبحاب والحسن بن الربيع بن أنس والأعمش وأبو عمرو على الصحيح
2. أبو رجاء عمران بن تميم البصري التابعي الكبير المرقم في غاية النهاية برقم 2469 المتوفى 105 هـ عن حوالي 130 سنة عرض القرآن على ابن عباس وتلقنه من أبي موسى من طريقي غاية أبي العلاء وروى القراءة عنه عرضا أبو الأشهب العطاردي من طريق غاية أبي العلاء .
3. يحيى بن يعمر المرقم في غاية النهاية برقم 3873 المتوفى سنة 120هـ تابعي جليل عرض القرآن على عبد الله بن عمرو وعلى ابن عباس وعلى أبي الأسود الدؤلي كلهم من طريق غاية أبي العلاء وعرض عليه القرآن أبو عمرو بن العلاء وعبد الله بن أبي إسحاق
4. قتادة بن دعامة البصري الأعمى المفسر المرقم في غاية النهاية برقم 2611 المتوفى سنة 117هـ قال ابن الجزري :"أحد الأئمة في حروف القرآن وله اختيار رويناه من كتابه الكامل وغيره "اهـ بلفظه روى القراءة عن أبي العالية وأنس بن مالك من طريقي الكامل للهذلي وروى عنه الحروف من طريق الكامل للهذلي أيضا أبان بن يزيد العطار .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الشام وقرأ به على سبيل المثال التابعي المغيرة بن هشام المخزومي المرقم في غاية النهاية برقم 3635 توفي في سنة 91هـ وله تسعون سنة أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان من طريق النشر وبعض أمهاته وأخذ القراءة عنه عرضا عبد الله بن عامر .
قلت : أوليس من حق الباحثين المعاصرين أن يتساءلوا عن الأداء الذي قرأ به سعيد بن المسيب أو الزهري أو ابن هرمز أو زيد بن أسلم على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به مثلا طاووس بن كيسان ومجاهد بن جبر على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به سعيد بن جبير وأبو عبد الرحمان السلمي وزر بن حبيش على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به أبو العالية الرياحي وأبو رجاء عمران بن تميم على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به المغيرة بن شعبة المخزومي على الصحابة الكرام ؟
ولماذا استبدل هذا الأداء بأداء المتأخرين عنه ؟
وكيف نقنع أنفسنا أن أداء المتأخرين أعني القراء السبعة والعشرة وغيرهم أقرب إلى الأداء المنزل من أداء الصحابة والتابعين ؟
ولماذا كانت قراءة القرآن بالقياس هو مما أدخله الطرق عن الرواة في القرن الرابع الهجري وخلا منه الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة وتلقاه الصحابة من النبي  ؟
ومتى يقيض الله للأمة من أئمة القراءات المعاصرين من يسارعون إلى تحرير القراءات نفسها من القياس واللهجات اللذين تغص بهما القراءات السبع والعشر وغيرها وليستعيدوا الأداء المنزل الذي قرأ به الصحابة الكرام وتابعوهم الذين تلقوا منهم مباشرة ، وإنه لأداء منصوص في كتب المصنفين مقروء ضمن طرق الشاطبية والطيبة ولا تكلف استعادته غير طرح الروايات عن القراء السبعة والعشرة لتظهر بدلها روايات التابعين الذين تلقوا أداء المصاحف العثمانية من الصحابة الذين رافقوها وليصلح آخر هذه الأمة بما صلح به أولها .
والحمد لله رب العالمين .
في 20/8/2008
 
شكر

شكر

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا سيدي الحسن محمد ماديك فقد كفيت وأرويت!
عبد الله المدني المغربي
 
معظم ما يحوي المقال المشؤوم أعلاه تجني على القراءات وعلى القراء وعلى ابن الجزري والشاطبي والداني ومن قبلهم وبعدهم

فكيف يخطر على بال أصغر طالب علم أن ما قرأه العشرة مخالف لما قرأ به التابعون.
فكيف بمن يدعي التحقيق والعودة للأصول.
إن أول مراتب فهم حقيقة القراءات المنسوبة للعشرة أنها مروياتهم عن الأئمة الأوائل وهم عن أصحاب رسول الله الناقلين للألفاظ المصطفوية الموحى بها من رب البرية.

وعلى فرض أنه نجح في الإتيان ببعض تلك القراءات الأولى سيأتي آخر بعده ويقول بل هم أيضا دخلهم القياس وقراءتهم باطلة، فلنرجع لقراءة الصحابة

ويأتي مدعي آخر ويقول بل هم أيضا دخل قراءتهم القياس فلابد من الرجوع إلى قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وهكذا حتى ينكر المتأخر القراءات جملة وتفصيلا فيحصل الكفر البواح الذي ليس له فيه أي سلطان ولا فلاح.

نعوذ بالله من الخذلان
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
شيخنا الحسن بن محمد أحيد، أسأل الله تعالى أن يحفظكم ويرعاكم ويبارك فيكم
إنني لا أنكر الاستفادة منكم ومن علمكم وأخلاقكم والله يعلم محبتنا لكم وإن لم نكن رأيناكم، ونسأله سبحانه أن يمتعكم بالعافية والصحة ويقر أعينكم بخدمة دينه وكتابه.
قد بدا لي على ما كتبتم ملاحظات، فأردت تدوينها ولكن لما تعلمون من قلة الوقت، واهتمامي بأمور أهم، وهي عندكم في الحسبان، فقد تأخرت كتابتي لها إلى اليوم، حيث أني أكتب والليل قد أدبر، والصبح يكاد يسفر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
شيخنا الحبيب:
مدار كلامكم أكرمكم الله بكرامته في هذا المقال يدور حول أمور أحصيها:
1) إثبات حدوث ظاهرة القياس في القراءات من لدن الأئمة القراء من بعدهم إلى اليوم.
2) بطلان هذه الظاهرة.
3) البحث عن حل لهذه الظاهرة أي للتخلص منها في العاجل، لا الآجل.
فباختصار شديد: مقالكم يدور حول ظاهرة القياس فقط، وهو –والمعذرة- لا يحتمل ما يرمي إليه عنوانه الواسع، فلتلاحظوا هذا أثابكم الله.
والآن وأنا أدون لك ما لاحظت فإني أدعو الله أن يوفقني إلى الصواب، والإنصاف فإن وفقت فمنه وهو الوهاب وإن كانت الأخرى فالله يعفو ويصفح.
وإلى الكلام:
القياس ظاهرة وقعت في القراءة ولا شك، والأمر كما قلتم حفظكم الله؛ والتوسع فيها قد يخل بالضبط، ويحل التقول على الله بما لم ينزل به سلطانا، ولقد وقع فيه كبار الأخيار والعلماء الأفضال، لكنكم حفظكم الله شددتم النكير، حتى (ادعيتم) أشياء لم تكن وظننتم أمورا لم تحصل
وإليك البيان:
1) قولكم أن القراءات نشأت في القرن الثاني والثالث للهجرة وليس في عهد الصحابة!!
يستحيل في حقكم عدم العلم باختلاف قراءات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصره وبعده، وهذا مما لا يحتاج إلى استدلال بل إلى تذكير فقط، كحادثة عمر وهشام رضي الله عنهما، وأبي وأصحابه، وغير ذلك.
وقد يقال إن هذا من اختلاف الأحرف السبعة لا القراءات، فنقول: أول شيء يدخل في اختلاف الأحرف السبعة هو الاختلاف اللفظي أي اختلاف القراءة، ثم ليسمَّ ما شاء أصحابه أن يسموه، فإن قلتم: لا أعني الصحابة لأنهم أخذوا الاختلاف عن النبي صلى الله عليه وسلم قلتُ: إن ابن عباس لم يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم وقد صح عنه أنه لفق قراءته من قراءات الصحابة، فكيف صح له ذلك؟
لقد كان يقرأ حروفه على قراءة زيد ويخالفها فيميل أحيانا إلى قراءة ابن مسعود في بعض المواضع؛ ولو أني قريب من كتبي وأبحاثي لدللتك على موضع النقل بالتخريج والتهميش.
فالصحابة أول من شرع جمع القراءات واختيار الأحرف من بين المرويات الكثيرة رضي الله عنهم وأرضاهم؛ وعلى هذا سار التابعون ممن ذكرتم في مقالكم.
فالقراءات إذن لم تنشأ مع أتباع التابعين كما قلتم. حفظكم الله تعالى.
2) ذكرتم أن القراء العشرة لم يأخذ أي منهم عن الصحابة ولعلكم تراجعون هذا الأمر، فإن ابن عامر صح أخذه عن أبي الدرداء رضي الله عنه واختلف في أخذه عن عثمان.
نعم، لقد ذكرتم كلام ابن الجزري في استثنائه لبعض القراء، لكنكم عبرتم عنه بما يفيد إهماله.
3) قلتم عن القياس: "تم به وأد القرآن كله الذي قرأ به أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب...." وصورتم منهجكم بأنه: "استعادة أداء الصحابة الكرام للقرآن عذبا وسلسلا...." وكأنكم شيخي الكريم لا ترون هذا القرآن الذي بين أيدينا مرويا عن الصحابة الكرام ولا من أدائهم!!
أعلم انكم لا تقولون هذا ولا ترونه، لكن العبارة شديدة جدا.
4) قلتم عصمني الله وإياكم من الزلل: وبانقراض جيل الصحابة لم يعد في قبائل العرب من لا يستطيع غير تخفيف الهمزة أو غير الإدغام الكبير...." أقول: هذه القضية تحتاج إلى بينة، من صحيح التاريخ ، وإلا فإن المرأة والشيخ والصبي الذين يقرءون القرآن أبعد الناس عن الاحتكاك والمخالطة والجهاد، ولقد كانت العرب تعيش إلى عهد قريب قبائل قبائل محافظة على لهجاتها، وليس الأمر غريبا عليكم، وانظر إلى حالنا اليوم مع توفر وسائل الاتصال والاحتكاك فلا نكاد نفهم بعضنا مع أننا (عرب!!).
5) عبرتم عن عدم اعتباركم لشروط قبول القراءة الصحيحة بكلمة النسخ.
طيب! ثم قلتم بأن المعتبر عندكم هو الأداء المتصل بشرطه! وتحريره من القياس..." فهذا أيضا كلام طيب، فهلا أوضحتم لنا شرط الاتصال عندكم.
أتريدون الرجوع إلى كلمة التواتر؟
أم تريدون حفظكم الله إلغاء شرط موافقة المصحف؟
أم غير ذلك؟ أرجو أن تبينوا.
6) شيخي الكريم: أحسن الله إليك.
قد ادعيتم على الأئمة العشرة وغيرهم شيئا لم يفعلوه ولم يقعوا فيه أبدا!! إذ نسبتم إليهم القياس وأتيتم بأدلة لا تقوم بها الحجة ولا تنهض لإثبات ذلك.
فإيرادكم الأثر عن أبي عمرو وأنه اختار قراءته بناء على مذهب العربية وما علم من لغة النبي صلى الله عليه وسلم وحكمتم على إثره عليه بأنه استغنى عن الرواية والتجأ إلى القياس على اللغة!!
فإيرادكم هذا وحكمكم فيه إجحاف في حق الرجل، والذي أفهمه أنا من النص الذي نقلتم واستحلفتم من أجل فهمه أهل الشأن ولستُ أنا منهم فالذي أفهمه أنه يختار ذلك من بين جميع مروياته التي رواها بسنده الصحيح.
فهو هنا يعد الرواية كعنصر أساس ويتبعها بعد ذلك اللغة وهي أساس معتبر في الاختيار.
ودليل قولي: ما رواه الأصمعي عنه أنه قال: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا وكذا كذا وكذا." أو كما قال فإني لا أروي إلا من ذاكرتي والله المستعان، إذن فهو من أول من أنكر القياس.
أما حمزة رحمه الله فهو أشهر الناس بالورع فما كان ليترك الورع في المباح ليفعل ما هو حرام عند أئمة السلف ألا وهو الزيادة في كتاب الله تعالى.
قال سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر.
وقال هو عن نفسه: لو شئت أن أروي في كل حرف حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفعلت.
أما الكسائي فلن يعدو فعل صاحبيه من القراءة بالآثار وذلك الظن به رضي الله عنه.
وهو الأولى بنا أن نظن بهم الخير جميعا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى(إن هذا لساحران) في تفسير آيات أشكلت.
7) ها هنا عبارة شديدة تفتح باب شر كبير خاصة لمن يريدون الطعن في كتابنا المنزل، وهي قولكم شيخنا عن منهج العلماء والقراء بعد ابن مجاهد: "منهج فرض على الأمة القبول باللهجات والقياس لتجذير المغايرة بين الروايات والقراءات حتى أصبحت بتعددها كأنها كلها منزلة من عند الله وهو قول في غاية السقوط والافتراء...."
أنا متأكد أنك لا تعني ما فهمتُه أنا، لكن الذي يتبادر إلى الذهن هو أنك لا تعترف بنسبة هذه القراءات الموجودة الآن إلى الله تعالى، وهذا فتح باب شر مستطير، قد تقول حفظكم الله أنا قررت في كلامي أن القراءات غير القرآن، نعم، لكنهما إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا.
ألا إن كلامك شيخنا الحبيب يؤدي إلى إقصاء القراءات القرآنية وإسقاطها بالجملة، فلتنظر رعاكم الله إليه مرة أخرى، ولست أقولك هذا القول وإنما أُعْلمك بما يلزمك منه، ولا تستطيع أن تلتزم به.
بل إنك شيخي الفاضل قد ناضلت وحاججت عن قراءات الصحابة فكأنك تريد إقصاء قراءات أجمعت عليها أمة معصومة لا تجتمع على ضلالة.
8) شيخي العزيز: لما قارنتم بين فعل ابن مقسم وفعل غيره من أهل القراءة رأيتكم جمعتم بين غير المتماثلين.
فابن مقسم حاول القياس المقيد بالرسم....، نعم.
لكن، كان قوله مغايرا لهم، إذ غير الحروف والمعاني، فمن نجيا بالياء مثلا جعلها نجباء بالباء فالحروف مختلفة وإن تحملها الرسم، والمعاني كذلك.
أما القراء فقد قاسوا في الأداء فقط فالبارئ بالإمالة وعدمها لم يتغير معناها، فلتنتبه!! رحمكم الله تعالى.
9) قولكم حفظكم الله: "ولقد طرح ابن الجزري جانبا تبعا للمصنفين من طرق الرواة..."
أقول: إن ابن الجزري طرحُه كما أنه وقع موافقة فقد وقع أيضا ضرورة، إذ لم يصح عنده على شرطه إلا هاته العشرة، وإلا فمن نافح عن القراءات الثلاث كمثله؟ أوَلم يكن يريد حشر قراءة ابن محيصن في نشره لولا مخالفتها للمصحف؟ فهو ليس مقلدا وإنما هذا ما نتج عنده من جراء البحث، ومن قرأ النشر وأنتم أعلم منا به، وسائر الكتب عرف ذلك.
10) عدم التزام ابن الجزري بشرطه أعني الأركان الثلاثة زيادةٌ في التحري والضبط فقد طبق شرطه وزاد عليه، فهو عند أهل القراءات كالبخاري عند أهل الحديث حين اشترط اللقيا زيادة على المعاصرة وعدم التدليس، وشتان بين العَلَمين والعِلمين وبين التأصيلين.
11) وأخيرا قولكم في مشروعكم أو أملكم: "استعادة الأداء الذي قرأ به الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية."
إذا كان هذا ممكنا لديكم فدلنا على تجربتك الخاصة لعلنا نستفيد منها.
شيخي العزيز: قد كتبت لكم ما كتبت رجاء أن أستفيد قبل أن أفيد، منبها على ما أراه والله أعلم مجانبا للصواب، وإلا فإني قد استفدت منكم كثيرا، وأنا أوافقكم في بعض ما تذهبون إليه وإن كنتُ أضيّق في بعض وأوسع في بعض آخر.
فمثلا:
أوافقكم في أن القياس قد طغى وبغى حتى كاد يفقد القراءة رونقها وعصمتها، وإني لأستحيي حين يسألني تلامذتي وغيرهم: هل أوجه اللين والبدل وذات الياء لورش ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الكيفية؟ فلا أملك إلا أن أجيب بالنفي وهو الحق في المسألة.
ومن ذلك أيضا قولكم: لم تنجب الأمة بعد صاحب النشر غير المقلدين...."
العيب في هذه الأمة أنها بعد ذلك الزمان الفريد ركنت إلى التقليد في كل العلوم فقها وعقيدة وقراءة فكان ما كان وهوت في هوة التصوف وسوء التصرف، وهذا أوان صحوتها وإفاقتها، وقد جادت اليوم بمثلكم نحسبكم والله حسيبكم.
كما أني أوافقكم في ضرورة اتخاذ موقف صحيح مما خرج عن الطيبة من الروايات والطرق الصحيحة الثابتة كالقراءات الأربع مع اشتراط الموافقة للمصحف
مثلا قراءة الحسن (يكاد البرق يِخِطِّفُ أبصارهم) بكسر المثناة والخاء والطاء المعجمتان مع تشديد الطاء
فقد صح سندها ولا شك، ووافقت العربية وكيف بالحسن، ووافقت المصحف أيضا، فلماذا يحكم عليها بالشذوذ؟ ولماذا هذا الإهمال؟؟
والله ما سببه إلا التقليد.
وأعلم أن من علمائنا من يريد الصدع بهذا الحق لكن يخشى التهمة على نفسه، والله خير وأبقى.
هذا والله أعلم وهو سبحانه من وراء القصد.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


وقد اضطررت إلى رفع هذا الرد في الأنترنت وعدم إرساله إليكم مباشرة لسبب أسأل الله أن يتقبله مني

كتبه محبكم أبو الوليد الهاشمي في 26 صفر 1430
 
السلام عليكم و رحمة الله
المشايخ الكرام

و ان لم اتعد مجرد القارئ , الا ان المقال اعلاه شديد الازعاج
بل اميل بشدة الي ما قاله د انمار , للحذر من مآل هذا الاتجاه كنتيجة حتمية لمقدماته
و ان كنت احسب ان ما يقدمه الحسن محمد ماديك يمثل الحل الاسهل لبعض المسائل
و منها ما استشكله الهاشمي في نقطاته الاولى

يمثل اتجاه ( ماديك ) حلا لمشكلة صادفتها , و هي اختلاف قراءات الصحابة و التابعين الصحيحة المثبتة في كتب السنة , و بالاخص الصحيحين , عن قراءات القراء و المنسوبة الي نفس الصحابة و التابعين .

و ربما وجد ( ماديك ) نفس المسالة في كتب القراءات , و وضح له هذا الحل
لكنه شديد الخطورة بحيث يؤدي بسهولة شديدة الي محظورات عديدة اولها ما اشار اليها الفاضل د انمار .

لذا افضل ان يتأنى مشايخنا في هذه المسالة
فربما تفسير ما عسر علينا ابسط مما سبق , و ربما يظهر في يوم ما , ما لم نحط به علما .
 
نقول في مكة:
جاأبو فلان يكحلها عماها
 
من العجائب والعجائب مضحكات مبكيات قولك:
(أوافقكم في أن القياس قد طغى وبغى حتى كاد يفقد القراءة رونقها وعصمتها، وإني لأستحيي حين يسألني تلامذتي وغيرهم: هل أوجه اللين والبدل وذات الياء لورش ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الكيفية؟ فلا أملك إلا أن أجيب بالنفي وهو الحق في المسألة )
(مثلا قراءة الحسن (يكاد البرق يِخِطِّفُ أبصارهم) بكسر المثناة والخاء والطاء المعجمتان مع تشديد الطاء
فقد صح سندها ولا شك، ووافقت العربية وكيف بالحسن، ووافقت المصحف أيضا، فلماذا يحكم عليها بالشذوذ؟ ولماذا هذا الإهمال؟؟ )
أخي الباحث في علوم القرآن الفارغ المتخصص في تخريب طرق القراءات أو سم نفسك إن شئت أبو الوليد الهاشمي : قَالَ الشّافِعي : فالواجب على العالمين أن لا يقولوا إلا من حيث علموا , وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه ؛ لكان الإمساك أولى به , وأقرب من السلامة له إن شاء الله .
وقال ابن عبد البر -رحمه الله- (لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف)، والمتعالم إنما هو ضعف ظاهر ودعوى عريضة؛ لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وإذا كثر الملاحون غرقت السفينة، والحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأموال والأبدان، فإن التعالم في الفتوى هي القاصمة لقوة الدين ومن أفسدها تفسير كتاب الله وشرح السنة بلا زاد الفقه بأقوال الصحابة واللغة العربية وقواعد العلم بالصحيح من الضعيف، وغير ذلك مما هو معلوم بالضرورة لدى الحاذقين بهذه العلوم، قال ابن القيم -رحمه الله- قال بعض العلماء: (قل من يتجاسر على الفتيا وسابق إليها وثابر عليها إلا قل توفيقه واضطرب في أمره) ودخل رجل على ربيعة -رحمه الله- فوجده يبكي، فقال: ما يبكيك؟ أمصيبة دخلت عليك؟ وارتاع لبكائه، فقال: (لا ولكن استفتي من لا علم عنده، وظهر في الإسلام أمر عظيم)، وقال: (ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالحبس من السراق) فكيف لو رأى ربيعة زماننا وتجرؤ الكثيرين على الفتيا بغير علم من الرجال والنساء، حتى تبارت الصحف والقنوات في عرض صنائع المتعالمين ويكفينا قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- "لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم من أكابرهم، فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم هلكوا".
 
السلام عليكم

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان

الحجة وإن كانت ضلالا مبينا فإنما تقارع بالحجة لا بكيل أنواع الشتائم والتعريضات

نسأل الله الأدب ونعوذ به من الخذلان
 
هذه ليست شتائم بل وصف لحقيقة الكاتب ، ولعل الأخوة يترجح لديهم الآن من أن ابا الوليد الهاشمي و الحسن ماديك شخصية واحدة.
 
الدكتور أنمار
أتمنى عليك أن تختصر الطريق وتنقض المسائل العلمية مسألة مسألة وأعدك وعدا حسنا غير مكذوب أن أشكرك وأعلن رجوعي على الأملإ عن كل مسألة أو جزئية من أبحاثي العريضة التي كتيتها عن دراية وتأمل
أما القلقيلي
فقد نطق هجرا وأساء الأدب على أخينا في الله الباحث المتخصص في القراءات أبا الوليد الهاشمي حفظه الله
ويعلم الله أننا لم نلتق حتى يومي هذا وإني لأتمنى على الله أن يجمعني بالشيخ الهاشمي لأستفيد من فضله وعلمه
واما ملاحظات الهاشمي العلمية فإني أشكرها له وهكذا يكون النقاش العلمي ولعلي
أرد على تساؤلاته واقتراحاته عاجلا
ولعلي أفرغ للنقاش الأكثر موضوعية مع الدكتور أنمار
طالب العلم
 
عفا الله عنك يا شيخ قليقلي

لولا أنك تسرعت لقد كنت تصيب بعض الحق ولكن أخطأت الهدف بعجلتك في الأولى وفي الثانية
في الأولى نسبتنا إلى الجهل وأنت لا تعرفنا، وحكمك على الشيء فرع عن تصوره.
وفي الثانية نسبتني إليه وأنا لست الأخ ولا هو إياي هو في موريتانيا وأنا أبعد منه ولم أره في حياتي ولا تتلمذت عليه ولا تعرفت إليه إلا عن طريق الأنترنيت.


أقول: حسبنا الله ونعم والوكيل

لا زلت أريد مقارعة الحجة بالحجة، فيما قلت أنا، ولست مسئولا عن كلام الحسن
بل إني رددت عليه بالحجة لا بالتهم والشتائم، أنا أريد أن أستفيد من أخطائي أيضا
وهذا الذي دفعني إلى التسجيل في هذا الملتقى المبارك، أعلم أنني مهما بلغت فإنني أحتاج إلى تقويم من مشايخنا، ولقد علمت بأن في مشايخي أنفسهم من يتهور فلا يقيم لغير كلامه وزنا وكأنه أنزل من عند الله

نسأل الله الإنصاف والأدب وطلب الحق.
 
عفا الله عنا وعنكم قد أكون تسرعت والرجوع إلى الحق أحب إلي ، هذا إن لم يكن في كلامكم تورية ، توأمان تراضعا بلبانِ .
 
السلام عليكم
الأخ الحبيب أبو الوليد الهاشمي دمت طيبا . عهدناك باحثا عن الحق أين وجد ، ولذا رأيت أن أوضح أمورا قد تساعد في وصولنا للحق .

7) العيب في هذه الأمة أنها بعد ذلك الزمان الفريد ركنت إلى التقليد في كل العلوم فقها وعقيدة وقراءة فكان ما كان وهوت في هوة التصوف وسوء التصرف، وهذا أوان صحوتها وإفاقتها، وقد جادت اليوم بمثلكم نحسبكم والله حسيبكم.
كما أني أوافقكم في ضرورة اتخاذ موقف صحيح مما خرج عن الطيبة من الروايات والطرق الصحيحة الثابتة كالقراءات الأربع مع اشتراط الموافقة للمصحف
مثلا قراءة الحسن (يكاد البرق يِخِطِّفُ أبصارهم) بكسر المثناة والخاء والطاء المعجمتان مع تشديد الطاء
والله مافقد صح سندها ولا شك، ووافقت العربية وكيف بالحسن، ووافقت المصحف أيضا، فلماذا يحكم عليها بالشذوذ؟ ولماذا هذا الإهمال؟؟ سببه إلا التقليد.

وأعلم أن من علمائنا من يريد الصدع بهذا الحق لكن يخشى التهمة على نفسه، والله خير وأبقى.
هذا والله أعلم وهو سبحانه من وراء القصد.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

هذه العبارات ـ المظللة بالأحمر ـ ألا تري معي أنها عبارات تحمل في طياتها اتهامات ونبذ لما عليه الناس اليوم في القراءة .

أخي الفاضل الشيخ الحسن بن ماديك متي نقلت له أقوال أئمة القراءة إلا ورمي من نقلها بالتقليد وسوء الفهم وووو (انظر في مسائل التحريرات للشيخ ماديك)

لو وضع كل واحد منا كلامه بميزانه هو لأعطي لكلامه درجة مائة في المائة وما خطّأ أحد نفسه .... فيجب أخي الكريم أن يكون هناك ميزان واضح يقيس الجميع كلامهم عليه . وهي القواعد والأصول التي سار عليها الأئمة منذ القرون الأولي .

قلتم ( اتخاذ موقف صحيح مما خرج عن الطيبة )
كيف يكون هذا الموقف ؟

ولكني قبل إيراد الأدلة أحيلك إلي بحث فانظر فيه فهو قريب من هذه المسألة وخاصة القراءات الشاذة مثل قراءة الحسن البصري

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8193&page=2
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام
أخي الحبيب عبد الحكيم

أشكر لكم حسن أدبكم، والله لا زلنا نستفيد منكم ومن أخلاقكم، وما نحن إلا صغار قد بدا لنا أمور نريد عرضها ومناقشتها فإن بان لنا الصواب في غيرها تركناها وأعرضنا عنها

ولقد كان باستطاعتي أن أراسل الشيخ الحسن سرا وأبدي له ملاحظاتي دون تشهير أو تهويل، لكن أردت أن يقرأ العلماء المنصفون كلامي، ويزنوه بالميزان الراجح ويبينوا لي خطئي لكن قد تعرضنا وإلى الله المشتكى إلى من سفهنا ورمانا بالقلاقل، ولا أملك إلا أن أدعو له بالخير.

قد استشكلتم عليّ أمرين:
أولهما أن في كلامي طعنا على القراءات، أقول كلا، فديني أن هذه القراءات العشر التي بين أيدينا من طريق الطيبة صحيحة لا غبار عليها، وقصدي من أن الأمة ركنت إلى التقليد هو ما وجد في الكتب من الضرب الحسابي الذي أنكره الصفاقسي في الغيث فذلك من القياس الذي عابه العلماء أجمعهم

وأما ملاطفاتي للشيخ الحسن فإنما هي للتقدير والاحترام الذي بيننا ولأن الأمة لم تزل تنجب الأفذاذ فالذي خلق ابن الجزري أنعم علينا بالمتولي والضباع والحصري ووووو.
وأين نحن من هؤلاء
بل إني بدأت في ردي عليه بإثبات صحة هذه القراءات عن النبي صلى الله عليه وسلم وانظر وسترى...

أما القراءة بما ليس في الطيبة فلا أعني أن كل ما فيها كالقراءات الأربعة (الشاذة) صحيح مقبول، وإنما أردت أن الحكم جاء على قراءة الأربعة الباقين إجماليا لمجرد المخالفة في بعض الأجزاء.

فما بالنا نرد ما انطبقت عليه الشروط الثلاثة التي قررها العلامة ابن الجزري ومن قبله ومن بعده من الأئمة لسبب خارجي
ألم يكن من الجدير الحكم على هذه القراءات الأربع بالتفصيل؟
فأحرفها وفرشياتها التي خالفت فيها العشرة تدور بين حالتين:
أن تكون موافقة للمصحف فما المانع من قبولها؟؟ وقد توفرت فيها الشروط الثلاثة.
أو أن تكون مخالفة للمصحف فهذه ترد لمخالفتها الإجماع المنعقد على طرح ما خالف المصحف العثماني.

فمعنى كلامي إذن هو النظر إلى هذه القراءات بالتفصيل لا بالإجمال، فنقبل مثل (يِخِطِّف) لموافقتها للشروط الثلاثة ونحكم على (الصواقع) بالشذوذ لمخالفتها


على كل أنا أشكركم مجددا على نصحكم لنا ووالله إنا لفي حرص على اتباع الدليل وموافقته، أما قول الشيخ الحسن فإننا لا نرتضيه ولا نقره ولذلك رددنا عليه
والله الهادي لا رب سواه
كتبه محبكم أبو الوليد
 
عودة
أعلى