الحسن محمد ماديك
New member
الطبقة الرابعة : مدرسة ابن الجزري
لقد أجمع المتأخرون من القراء فمن دونهم من المفسرين والمحدثين والفقهاء على قبول كل من حرز الأماني والدرة والطيبة ولم يتقبل من الأداء خارجها إلا قليل ظل يتلاشى يوما بعد يوما حتى كاد يتلاشى تماما كما هو شأن القراءات الأربع الزائدة على العشر.
وهكذا كتب الخلود وأطبقت الشهرة لكتاب التيسير للداني إذ هو أصل منظومة حرز الأماني ووجه التهاني ، ولكتاب التحبير إذ هو أصل الدرة في القراءات الثلاث المتممة ، ولكتاب النشر في القراءات العشر إذ هو أصل طيبة النشر .
ولقد حوى كتاب النشر جميع ما في الحرز والتيسير والتحبير وزاد عليها كثيرا من الأداء في أحرف الخلاف عن القراء السبعة والثلاثة بعدها .
وليذعنن من درس وتدارس كتابي النشر والطيبة باستحقاق ابن الجزري لقب المحقق الذي ألبسه إياه تلامذته فمن جاء بعدهم إلى يومنا هذا .
ولقد طرح ابن الجزري جانبا تبعا للمصنفين من طرق الرواة قبله عشرات القراء ممن هم مثل نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وغيرهم من القراء العشرة بل ممن هم أكبر منهم رتبة وأكثر علما وأعلى سندا ومنهم كبار التابعين في المدينة النبوية كسعيد بن المسيب ت 94هـ وابن هرمز الأعرج ت 109هـ ، وفي مكة كطاووس بن كيسان ت 106هـ ومجاهد بن جبر ت 103هـ ، وفي الشام كالمغيرة بن شعبة ت 91هـ ، وفي البصرة كأبي العالية الرواحي ت حوالي 90هـ ، وفي الكوفة كأبي عبد الرحمان السلمي الذي ولد في حياة النبي ولأبيه صحبة وعلقمة بن قيس ت 62هـ ومسروق بن الأجدع ت 63هـ وعبيد بن عمرو ت 72هـ وغيرهم .
ولا علاقة بين انقراض قراءاتهم ورواياتهم وبين الطعن فيها ولا التشكيك ، وإنما بسبب أمر آخر أكبر وأخطر بسببه أخرجت هذا البحث وبينته في طبقة ابن مجاهد .
وكذلك طرح ابن الجزري بتأليف النشر والطيبة عشرات الروايات ووهبها للانقراض والتلاشي .
ولنأخذ لها نموذج قارئ واحد من القراء العشرة هو ابن عامر الشامي إذ قد انقرضت وتلاشت عنه الروايات التالية :
• رواية عبد الرحمان بن عامر
• رواية ربيعة بن يزيد
• رواية إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر
• رواية سعيد بن عبد العزيز
• رواية خلاد بن يزيد بن صبيح المري
• رواية يزيد بن أبي مالك
وانقرضت وتلاشت الروايات التالية عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر :
• رواية الوليد بن عتبة
• رواية عبد الحميد بن بكار
• رواية أبي مسهر الغساني
ولم أشأ الاستقصاء وإنما الاستدلال .
وتضمن النشر منهجا جديدا فريدا أحدث انقلابا حيي به علم القراءات فأورق وأزهر ، ولعل منهجه في التحقيق بدأ يثمر بعد ستة قرون .
ولن يستنبط منهج ابن الجزري في التحقيق والتحرير إلا من استطاع ملاحظة الفرق بين النشر وطيبته أي تتبع مئات الروايات في كتاب النشر الملغية من الطيبة .
ولقد اجتهد صاحب النشر أول ما اجتهد في أن كثرة القراء والرواة واختلافهم وقلة الضبط واتساع الخرق وخشية التباس الحق بالباطل هو مبرر تأصيل الأركان الثلاثة (موافقة لسان العرب ورسم أحد المصاحف العثمانية وصحة السند) واعتبارها ضابطا لقبول القراءة وجواز القراءة والإقراء بها .
ولكن ابن الجزري لم يستعمل هذا الضابط ولم يعمل بهذا التأصيل أي لم يقس به شيئا من مروياته عن أحرف الخلاف .
وإنما اعتمد ابن الجزري على أصول كتابه النشر أي أمهاته التالية :
1. إرادة الطالب لسبط الخياط البغدادي ت 541 هـ
2. الإرشاد للقلانسي الواسطي ت 521هـ
3. الإرشاد لعبد المنعم بن غلبون نزيل مصر ت 389هـ
4. الإشارة لأبي نصر العراقي شيخ الهذلي
5. الإعلان لأبي القاسم الصفراوي الإسكندري ت 636هـ
6. الإقناع في القراءات السبع لابن الباذش الغرناطي ت 540هـ
7. الإيجاز لسبط الخياط
8. البستان لشيخ ابن الجزري ابن الجندي المصري ت 769هـ
9. التبصرة لمكي بن أبي طالب الأندلسي ت 437هـ
10. تبصرة المبتدي لسبط الخياط
11. التجريد لابن الفحام الإسكندري ت 510هـ
12. التذكار لابن شيطا البغدادي ت 455هـ
13. التذكرة لطاهر بن غلبون الحلبي نزيل مصر ت 399هـ
14. التكملة المفيدة لحافظ القصيدة لأبي الحسن الكتاني القيجاطي ت 723هـ
15. التلخيص لأبي معشر الطبري شيخ أهل مكة ت 478هـ
16. تلخيص العبارات لابن بليمة القيرواني ت 514هـ
17. التيسير للداني الأندلسي ت 444هـ
18. جامع البيان للداني
19. الجامع لأبي الحسين نصر الفارسي ت 461هـ
20. الجامع لأبي الحسن بن فارس الخياط البغدادي ت 450هـ
21. جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي المصري الدمشقي ت 643هـ
22. جمع الأصول لأبي الحسن الديواني الواسطي ت 743هـ
23. الروضة لأبي إسماعيل المعدل تلميذ ابن نفيس
24. الروضة لأبي عمر الطلمنكي الأندلسي ت 429هـ
25. الروضة لأبي علي البغدادي نزيل مصر ت 438هـ
26. روضة القرير في الخلف بين الإرشاد والتيسير للديواني الواسطي
27. السبعة لابن مجاهد البغدادي ت 324هـ
28. حرز الأماني ووجه التهاني للشاطبي الأندلسي نزيل مصر ت 590هـ
29. شروح الشاطبية : للسخاوي وأبي شامة والفاسي والجعبري وابن جبارة
والمنتجب الهمذاني
30. الشرعة لابن البارزي قاضي حماة ت 738هـ
31. الشفعة لشعلة الموصلي ت 656هـ
32. عقد اللآلي لأبي حيان الأندلسي ت 745هـ
33. العنوان لأبي الطاهر إسماعيل الأندلسي المصري ت 455هـ
34. الغاية لابن مهران الأصبهاني ت 381هـ
35. غاية الاختصار لأبي العلاء الهمداني ت 569هـ
36. القصيدة الحصرية لأبي الحسن الحصري المغربي ت 468هـ
37. الكافي لابن شريح الأندلسي ت 476هـ
38. الكامل للهذلي المغربي نزيل نيسابور ت 465هـ
39. الكفاية لسبط الخياط
40. الكفاية لأبي محمد الواسطي ت 740هـ
41. الكفاية الكبرى للقلانسي الواسطي
42. الكنز لأبي محمد الواسطي
43. المبهج لسبط الخياط
44. المستنير لابن سوار البغدادي ت 496هـ
45. المصباح لأبي الكرم البغدادي ت 550هـ
46. مفردة يعقوب للداني
47. مفردة يعقوب لابن الفحام
48. مفردة يعقوب عبد الباري الصعيدي ت بعد 650هـ
49. المفيد لأبي نصر البغدادي ت 442هـ
50. المفيد لأبي عبد الله اليمني الحضرمي ت 560هـ
51. المقاصد لأبي القاسم الخزرجي القرطبي ت 446هـ
52. المنتهى لأبي الفضل الخزاعي ت 408هـ
53. المهذب لأبي منصور الخياط جد سبط الخياط ت 499هـ
54. الموضح والمفتاح لابن خيرون العطار البغدادي ت 539هـ
55. الهادي لابن سفيان القيرواني ت 415هـ
56. الهداية للمهدوي المغربي ت بعد 430هـ
57. الوجيز لابن هرمز الأهوازي ت 446هـ
قلت : ولقد لخصت أمهات النشر ورتبتها ترتيبا أبجديا لتيسير الاستفادة منها وليسهل على الطلبة دراية الطرق المشرقية والمغربية .
قال ابن الجزري بعد ذكر أمهات كتابه النشر (1/98) ما نصه "فهذا ما حضرني من الكتب التي رويت منها هذه القراءات من الروايات والطرق بالنص والأداء وها أنا أذكر الأسانيد التي أدت القراءة لأصحاب هذه الكتب من الطرق المذكورة وأذكر ما وقع من الأسانيد بالطرق المذكورة بطريق الأداء فقط حسبما صح عندي من أخبار الأئمة قراءة قراءة ورواية رواية وطريقا طريقا " اهـ بلفظه.
ويعني أن ابن الجزري لم يقم بتوظيف الأركان الثلاثة وإنما نقل من النصوص من الأمهات المذكورة ما قرأ به على شيوخه بأسانيدهم إلى أصول النشر المبينة أعلاه .
ويعني أن ابن الجزري لم يأخذ من الأداء على شيوخه بأسانيدهم ما تفردوا به مما لم يجد له نصا في أمهات كتب القراءات .
ولقد أحسن ابن الجزري في تحرير النشر وطيبته من أمهات كتب القراءات التي اعتمدها أصولا أي طرقا إذ أسقط منها ما لم يجتمع فيه النص والأداء .
ويتضح منهج ابن الجزري في التحقيق وإحياء علم القراءات رغم ملاحظة اعتماده على الأداء والنص في كتب القراءات ابتداء بالسبعة لابن مجاهد ت 324هـ وانتهاء بكتاب البستان في القراءات الثلاثة عشر لشيخه ابن الجندي ت 769هـ .
وللباحثين المعاصرين أن يتساءلوا عن سبب اعتماده على الكتب المتأخرة ومنها المعاصرة له :
• البستان لشيخ ابن الجزري ابن الجندي المصري ت 769هـ
• عقد اللآلي لأبي حيان الأندلسي ت 745هـ
• جمع الأصول لأبي الحسن الديواني الواسطي ت 743هـ
• الكفاية لأبي محمد الواسطي ت 740هـ
• الشرعة لابن البارزي قاضي حماة ت 738هـ
• التكملة المفيدة لحافظ القصيدة لأبي الحسن الكتاني القيجاطي ت 723هـ
• الشفعة لشعلة الموصلي ت 656هـ
• مفردة يعقوب عبد الباري الصعيدي ت بعد 650هـ
• جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي المصري الدمشقي ت 643هـ
• الإعلان لأبي القاسم الصفراوي الإسكندري ت 636هـ
• شرح الشاطبية للجعبري ت 732هـ
• شرح الشاطبية لابن جبارة ت 728هـ
• شرح الشاطبية للسخاوي ت 643هـ
• شرح الشاطبية لأبي شامة ت 665هـ
• شرح الشاطبية للمنتجب الهمذاني ت 643هـ
• شرح الشاطبية للفاسي ت 656هـ
وكان حريا بابن الجزري تأليف النشر من الأداء الذي تلقاه من شيوخه عن شيوخهم إلى الطبقات والمصنفين من أئمة القراءات قبل ابن مجاهد ، لأن جميع من جاءوا بعد ابن مجاهد ومنهم ابن الجزري نفسه ساروا على نهجه ولم يتجاوزوا مدرسته ومنهجه في جمع قراءات القراء السبعة .
ولو تتبع ابن الجزري إسناد كل حرف من أحرف الخلاف عن القراء السبعة والثلاثة والأربعة الزائدة وغيرهم وعن رواتهم إلى التابعين والصحابة لكان الجرح قد التأم يومئذ بما أصابه من الدواء الشافي الذي لا يبقي ولا يذر من القياس واللهجات التي تنوء بها الأمة وتحجز الأعاجم بلهجات عربية انقرض أهلها الذين عاصروا تنزل القرآن بجيل التابعين عن التفرغ للاستفادة من القرآن بتدبره لاستنباط ما فيه من الهداية بدراية مدلول الكتاب والإيمان .
الطبقة الخامسة : ما بعد ابن الجزري إلى عصرنا الحاضر .
تبدأ أولى مراحل التخصص في علم القراءات بعد حفظ القرآن وقراءته عرضا على الشيخ بدراسة رسم المصاحف العثمانية ليعلم ما اجتمعت عليه واختلفت فيه من الحذف والإثبات وزيادة حرف فأكثر وترك تلك الزيادة ، فإذا علمه تجاوزه الطالب إلى دراسة وحفظ متن من متون القراءات كالشاطبية والطيبة ليضمن به ضبط ما لكل قارئ وراو في كل حرف من أحرف الخلاف المعلومة .
ولن تتأتى دراية رسم المصاحف وأحرف الخلاف لمن لم يتعلم من قبل من لسان العرب وقواعد النحو والصرف ما يؤهله للاستفادة والاستيعاب .
هذه المراحل الثلاث : مرحلة حفظ القرآن في الذاكرة ومرحلة دراسة رسم المصاحف ومرحلة حفظ ودراية متن من المتون في علم التجويد والقراءات هي أولى خطوات التخصص في علم القراءات .
وتأتي دراية واستحضار أحرف الخلاف وما لكل قارئ وراو فيها خطوة ثانية .
وتأتي دراية ما لطرق الرواة من الأوجه في أحرف الخلاف التي اختلف فيها عن الرواة خطوة ثالثة لن يقع الوصف بالتخصص في علم القراءات قبل استيعابها .
وكان استيعاب أوجه الخلاف عن الرواة ونسبتها إلى طرقهم هو تحرير طرق القراءات المتعارف عليه إلى يومنا هذا .
ولقد نبه ابن الجزري في النشر إلى مواطن متعددة تضمنها كل من حرز الأماني والتيسير ليست من طرق الكتابين المقروءة أي خرج فيها الداني عن طرق كتابه التيسير المقروءة وخرج فيها الشاطبي عن طرق كتابه حرز الأماني المقروءة أي هي من الفوائد لزيادة العلم .
مواطن حققها المحقق ابن الجزري ، يؤدي تتبعها من النشر ومن التيسير والحرز أو غيرهما إلى أن ابن الجزري قد اعتمد لطرق الكتاب على الأداء المتصل إلى الراوي والقارئ الذي قرأ به المصنف كالداني والشاطبي مثلا ، لا على التحديث بأحرف الخلاف .
تلك المنهجية حمل لواءها المحقق ابن الجزري في نشره وفي كتابه منجد المقرئين ، ولم تتضمن طيبة النشر من أحرف الخلاف أو من الأداء ما تخلف أو شذ عنها من طرق النشر الكثيرة إلا أحرفا يسيرة خرج فيها ابن الجزري عن طرق كتابه الطيبة بينتها ما استطعت في كتابي "غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر والتحبير والحرز والتيسير".
وكان الضابط الأول هو الأداء الذي تلقى عن شيوخه إلى الرواة المثبتة أسانيده بالقراءة عرضا إليهم في النشر (1/99) إلى (1/190)
وكان ذلك الأداء هو طرق النشر والطيبة المقروءة دون سائر الأداء وأحرف الخلاف الذي تضمنته أمهات النشر المبينة في (1/ 58) إلى (1/98)
وأهل التخصص في هذا العصر صنفان :
1. صنف كالفروعيين لا يعلمون من الطيبة أو الشاطبية أو الدرة إلا أماني أي حفظوها وقرأوا بما فيها من غير تتبع لتحرير طرقها .
2. وصنف ثان تمسكوا بمنهج ابن الجزري في التحقيق والتحرير ولم يقصروا عن مدرسته وهم اليوم أقل ، وأقل منهم من يفقه عنهم ما هم عليه ، ولكن ـ المخففة ـ المثبطون واللاغون في جهودهم هم السواد الأعظم وأصحاب العمائم والمشبعون زورا بما لم يعلموا من التخصص في علم القراءات .
ولقد تعلمت من تحرير طرق القراءات ابتداء لأجل تنقية الطيبة مما خرج فيه ابن الجزري عن طرقه ، ولأجل تنقية كل من الحرز والتيسير مما خرجا فيه عن طرقهما .
ولكن بعد عشرين سنة من الدراسة الميدانية في تحرير طرق القراءات تبينت والله أعلم بالصواب وبالقصد أن علم القراءات اليوم أحوج إلى تحرير القراءات نفسها قبل تحرير طرق القراءات كما يأتي في هذا البحث بحثه لعل أئمة القراءات المعاصرين يتعاملون معه نقضا أو تقريرا بالأدلة بعيدا عن التعصب والتقليد الأعمى وإلا فبالنقد والتمحيص في المرحلة الأولى .
إن تحرير القراءات السبع والعشر وغيرها ليؤدي إلى الهدفين الساميين التاليين:
1. تساقط القياس وطرحه
2. استعادة الأداء الذي قرأ به الصحابة الذين رافقوا أداء المصاحف العثمانية
خاتمة : لمناقشة موانع إخراج مصاحف مطابقة لقراءات الصحابة الذين رافقوا
المصاحف العثمانية
ولتصاحبنا الجرأة لنسجل اعترافات مذهلة بالتباس الأداء الذي قرأ به كل واحد من التابعين الذين سمعوا القرآن من الصحابة الكرام العدول الذين رافقوا المصاحف العثمانية وأقراوا به تابعيهم وإلا فكيف نستخرج من كتب القراءات الحديثة كالنشر وجامع البيان ومن نصوص الأئمة في القرن الثاني والثالث ومن الأمهات في القرن الرابع خمس روايات فقط على سبيل المثال أي رواية لكل مصحف عثماني في مصر من الأمصار .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء مصحف المدينة العثماني وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. سعيد بن المسيب المرقم في غاية النهاية برقم 1353 المتوفى سنة 94 هـ ، وردت عنه الرواية في حروف القرآن ، وقرأ على ابن عباس وأبي هريرة وقرأ عليه عرضا محمد بن مسلم بن شهاب الزهري شيخ نافع بن أبي نعيم القارئ كما هي طريق جامع البيان للداني .
2. محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المرقم في غاية النهاية برقم 3470 المتوفى 124هـوردت عنه الرواية في حروف القرآن ، قرأ على أنس بن مالك وعرض عليه نافع بن أبي نعيم القارئ فيما حكاه أحمد بن جبير عن إسحاق المسيبي عن نافع ، قال ابن الجزري في غاية النهاية "وروى الداني عنه أنه قال كان النبي وأبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية يقرأون (س 1آ 4) مالك يوم الدين وأول من أحدث ملك مروان بن الحكم ، قال ابن الجزري "قراءة الزهري في الإقناع للأهوازي وغيره " اهـ محل الغرض منه
3. عبد الرحمان بن هرمز الأعرج المرقم في غاية النهاية برقم 1622 المتوفى حوالي 109هـ أخذ القراءة عرضا عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، ومعظم روايته عن أبي هريرة ، روى عنه القراءة عرضا نافع بن أبي نعيم
4. زيد بن أسلم المرقم في غاية النهاية برقم 1304 مولى عمر بن الخطاب المتوفى 136 هـ وردت عنه الرواية في حروف القرآن أخذ عنه القراءة شيبة بن نصاح شيخ نافع القارئ كما هي طريق التيسير للداني
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. طاووس بن كيسان التابعي الكبير المرقم في غاية النهاية برقم 1479 المتوفى سنة 106 هـ قبل التروية بيوم ، وردت عنه الرواية في حروف القرآن ، أخذ القراءة عن ابن عباس وعظم روايته عنه .
2. مجاهد بن جبر التابعي المرقم في غاية النهاية برقم 2659 المتوفى حوالي 103 هـ عن نيف وثمانين سنة قرأ على عبد الله بن السائب وقرأ من طريق النشر وبعض أمهاته على عبد الله بن عباس ، وأخذ عنه القراءة عرضا عبد الله بن كثير القارئ من طريق النشر وبعض أمهاته ، وابن محيصن من طريق الكامل للهذلي والمبهج لسبط الخياط ، وحميد بن قيس وزمعة بن صالح من طريق الكامل للهذلي ، وأبو عمرو بن العلاء القارئ من طريق التيسير للداني وقرأ عليه الأعمش .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الكوفة وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. علقمة بن قيس المرقم في غاية النهاية برقم 2135 المتوفى سنة 62هـ أخذ القرآن عرضا عن عبد الله بن مسعود من طريق جامع البيان للداني ، وعرض عليه القرآن إبراهيم بن يزيد النخعي وأبو إسحاق السبيعي وعبيد بن نضلة ويحيى بن وثاب كلهم من طريق جامع البيان للداني
2. الأسود بن يزيد النخعي الكوفي المرقم في غاية النهاية برقم 796 المتوفى سنة 75هـ قرأ على عبد الله بن مسعود وقرأ عليه إبراهيم النخعي وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب
3. مسروق بن الأجدع المرقم في غاية النهاية برقم 3591 المتوفى سنة 63هـ أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن مسعود ، وروى القراءة عنه عرضا يحيى بن وثاب
4. عبيدة بن عمرو المرقم في غاية النهاية برقم 2073 متوفى سنة 72هـ أخذ القراءة عرضا عن ابن مسعود ، وأخذ عنه القراءة عرضا إبراهيم النخعي وأبو إسحاق
5. عمرو بن ميمون أبو عبد الله الكوفي التابعي الجليل المرقم في غاية النهاية برقم 2463 المتوفى حوالي 75هـ أخذ القراءة عرضا عن ابن مسعود ، وروى القراءة عنه أبو إسحتاق السبيعي وحصين
6. أبو عبد الرحمان السلمي الضرير مقرئ الكوفة المرقم في غاية النهاية برقم 1755 ولد في حياة النبي ولأبيه صحبة إليه انتهت القراءة تجويدا وضبطا أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم كما هي طرق التيسير للداني والمستنير لابن سوار ، وأخذ القراءة عنه عرضا من طرق النشر وغيره من أمهاته عاصم وعطاء بن السائب وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب وغيرهم
7. زر بن حبيش المرقم في غاية النهاية برقم 1290 المتوفى 82هـ عرض على عبد الله بن مسعود من طريق التيسير للداني والمستنير لابن سوار وعرض على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب من طريق التيسير للداني ، وعرض عليه عاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش وأبو إسحاق المسيبي ويحيى بن وثاب كلهم من طرق التيسير للداني والمستنير لابن سوار .
8. سعيد بن جبير المرقم في غاية النهاية برقم قتله الحجاج سنة 95 هـ التابعي الجليل عرض على عبد الله بن عباس ، وعرض عليه أبو عمرو بن العلاء والمنهال بن عمرو ، قال ابن الجزري في غاية النهاية :"قال إسماعيل بن عبد الملك كان سعيد بن جبير يؤمنا في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة عبد الله يعني ابن مسعود وليلة بقراءة زيد بن ثابت "اهـ بلفظه
9. عبيدة بن نضلة الخزاعي الكوفي التابعي المرقم في غاية النهاية برقم 2071 المتوفى حوالي 75هـ أخذ القراءئة عرضا عن عبد الله بن مسعود من طريق جامع البيان للداني وعرض أيضا القرآن على علقمة بن قيس ، وروى القراءة عنه عرضا يحيى بن وثاب ومن طريق جامع البيان أخذ القراءة عنه حمران بن أعين .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى البصرة وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي المرقم في غاية النهاية برقم 1272 المتوفى بعد التسعين من الهجرة من كبار التابعين أخذ القرآن عرضا عن أبي بن كعب وزيد بن ثابت وابن عباس وصح أنه عرض على عمر ، وقرأ عليه شعيب بن الحبحاب والحسن بن الربيع بن أنس والأعمش وأبو عمرو على الصحيح
2. أبو رجاء عمران بن تميم البصري التابعي الكبير المرقم في غاية النهاية برقم 2469 المتوفى 105 هـ عن حوالي 130 سنة عرض القرآن على ابن عباس وتلقنه من أبي موسى من طريقي غاية أبي العلاء وروى القراءة عنه عرضا أبو الأشهب العطاردي من طريق غاية أبي العلاء .
3. يحيى بن يعمر المرقم في غاية النهاية برقم 3873 المتوفى سنة 120هـ تابعي جليل عرض القرآن على عبد الله بن عمرو وعلى ابن عباس وعلى أبي الأسود الدؤلي كلهم من طريق غاية أبي العلاء وعرض عليه القرآن أبو عمرو بن العلاء وعبد الله بن أبي إسحاق
4. قتادة بن دعامة البصري الأعمى المفسر المرقم في غاية النهاية برقم 2611 المتوفى سنة 117هـ قال ابن الجزري :"أحد الأئمة في حروف القرآن وله اختيار رويناه من كتابه الكامل وغيره "اهـ بلفظه روى القراءة عن أبي العالية وأنس بن مالك من طريقي الكامل للهذلي وروى عنه الحروف من طريق الكامل للهذلي أيضا أبان بن يزيد العطار .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الشام وقرأ به على سبيل المثال التابعي المغيرة بن هشام المخزومي المرقم في غاية النهاية برقم 3635 توفي في سنة 91هـ وله تسعون سنة أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان من طريق النشر وبعض أمهاته وأخذ القراءة عنه عرضا عبد الله بن عامر .
قلت : أوليس من حق الباحثين المعاصرين أن يتساءلوا عن الأداء الذي قرأ به سعيد بن المسيب أو الزهري أو ابن هرمز أو زيد بن أسلم على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به مثلا طاووس بن كيسان ومجاهد بن جبر على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به سعيد بن جبير وأبو عبد الرحمان السلمي وزر بن حبيش على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به أبو العالية الرياحي وأبو رجاء عمران بن تميم على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به المغيرة بن شعبة المخزومي على الصحابة الكرام ؟
ولماذا استبدل هذا الأداء بأداء المتأخرين عنه ؟
وكيف نقنع أنفسنا أن أداء المتأخرين أعني القراء السبعة والعشرة وغيرهم أقرب إلى الأداء المنزل من أداء الصحابة والتابعين ؟
ولماذا كانت قراءة القرآن بالقياس هو مما أدخله الطرق عن الرواة في القرن الرابع الهجري وخلا منه الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة وتلقاه الصحابة من النبي ؟
ومتى يقيض الله للأمة من أئمة القراءات المعاصرين من يسارعون إلى تحرير القراءات نفسها من القياس واللهجات اللذين تغص بهما القراءات السبع والعشر وغيرها وليستعيدوا الأداء المنزل الذي قرأ به الصحابة الكرام وتابعوهم الذين تلقوا منهم مباشرة ، وإنه لأداء منصوص في كتب المصنفين مقروء ضمن طرق الشاطبية والطيبة ولا تكلف استعادته غير طرح الروايات عن القراء السبعة والعشرة لتظهر بدلها روايات التابعين الذين تلقوا أداء المصاحف العثمانية من الصحابة الذين رافقوها وليصلح آخر هذه الأمة بما صلح به أولها .
والحمد لله رب العالمين .
في 20/8/2008
لقد أجمع المتأخرون من القراء فمن دونهم من المفسرين والمحدثين والفقهاء على قبول كل من حرز الأماني والدرة والطيبة ولم يتقبل من الأداء خارجها إلا قليل ظل يتلاشى يوما بعد يوما حتى كاد يتلاشى تماما كما هو شأن القراءات الأربع الزائدة على العشر.
وهكذا كتب الخلود وأطبقت الشهرة لكتاب التيسير للداني إذ هو أصل منظومة حرز الأماني ووجه التهاني ، ولكتاب التحبير إذ هو أصل الدرة في القراءات الثلاث المتممة ، ولكتاب النشر في القراءات العشر إذ هو أصل طيبة النشر .
ولقد حوى كتاب النشر جميع ما في الحرز والتيسير والتحبير وزاد عليها كثيرا من الأداء في أحرف الخلاف عن القراء السبعة والثلاثة بعدها .
وليذعنن من درس وتدارس كتابي النشر والطيبة باستحقاق ابن الجزري لقب المحقق الذي ألبسه إياه تلامذته فمن جاء بعدهم إلى يومنا هذا .
ولقد طرح ابن الجزري جانبا تبعا للمصنفين من طرق الرواة قبله عشرات القراء ممن هم مثل نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وغيرهم من القراء العشرة بل ممن هم أكبر منهم رتبة وأكثر علما وأعلى سندا ومنهم كبار التابعين في المدينة النبوية كسعيد بن المسيب ت 94هـ وابن هرمز الأعرج ت 109هـ ، وفي مكة كطاووس بن كيسان ت 106هـ ومجاهد بن جبر ت 103هـ ، وفي الشام كالمغيرة بن شعبة ت 91هـ ، وفي البصرة كأبي العالية الرواحي ت حوالي 90هـ ، وفي الكوفة كأبي عبد الرحمان السلمي الذي ولد في حياة النبي ولأبيه صحبة وعلقمة بن قيس ت 62هـ ومسروق بن الأجدع ت 63هـ وعبيد بن عمرو ت 72هـ وغيرهم .
ولا علاقة بين انقراض قراءاتهم ورواياتهم وبين الطعن فيها ولا التشكيك ، وإنما بسبب أمر آخر أكبر وأخطر بسببه أخرجت هذا البحث وبينته في طبقة ابن مجاهد .
وكذلك طرح ابن الجزري بتأليف النشر والطيبة عشرات الروايات ووهبها للانقراض والتلاشي .
ولنأخذ لها نموذج قارئ واحد من القراء العشرة هو ابن عامر الشامي إذ قد انقرضت وتلاشت عنه الروايات التالية :
• رواية عبد الرحمان بن عامر
• رواية ربيعة بن يزيد
• رواية إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر
• رواية سعيد بن عبد العزيز
• رواية خلاد بن يزيد بن صبيح المري
• رواية يزيد بن أبي مالك
وانقرضت وتلاشت الروايات التالية عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر :
• رواية الوليد بن عتبة
• رواية عبد الحميد بن بكار
• رواية أبي مسهر الغساني
ولم أشأ الاستقصاء وإنما الاستدلال .
وتضمن النشر منهجا جديدا فريدا أحدث انقلابا حيي به علم القراءات فأورق وأزهر ، ولعل منهجه في التحقيق بدأ يثمر بعد ستة قرون .
ولن يستنبط منهج ابن الجزري في التحقيق والتحرير إلا من استطاع ملاحظة الفرق بين النشر وطيبته أي تتبع مئات الروايات في كتاب النشر الملغية من الطيبة .
ولقد اجتهد صاحب النشر أول ما اجتهد في أن كثرة القراء والرواة واختلافهم وقلة الضبط واتساع الخرق وخشية التباس الحق بالباطل هو مبرر تأصيل الأركان الثلاثة (موافقة لسان العرب ورسم أحد المصاحف العثمانية وصحة السند) واعتبارها ضابطا لقبول القراءة وجواز القراءة والإقراء بها .
ولكن ابن الجزري لم يستعمل هذا الضابط ولم يعمل بهذا التأصيل أي لم يقس به شيئا من مروياته عن أحرف الخلاف .
وإنما اعتمد ابن الجزري على أصول كتابه النشر أي أمهاته التالية :
1. إرادة الطالب لسبط الخياط البغدادي ت 541 هـ
2. الإرشاد للقلانسي الواسطي ت 521هـ
3. الإرشاد لعبد المنعم بن غلبون نزيل مصر ت 389هـ
4. الإشارة لأبي نصر العراقي شيخ الهذلي
5. الإعلان لأبي القاسم الصفراوي الإسكندري ت 636هـ
6. الإقناع في القراءات السبع لابن الباذش الغرناطي ت 540هـ
7. الإيجاز لسبط الخياط
8. البستان لشيخ ابن الجزري ابن الجندي المصري ت 769هـ
9. التبصرة لمكي بن أبي طالب الأندلسي ت 437هـ
10. تبصرة المبتدي لسبط الخياط
11. التجريد لابن الفحام الإسكندري ت 510هـ
12. التذكار لابن شيطا البغدادي ت 455هـ
13. التذكرة لطاهر بن غلبون الحلبي نزيل مصر ت 399هـ
14. التكملة المفيدة لحافظ القصيدة لأبي الحسن الكتاني القيجاطي ت 723هـ
15. التلخيص لأبي معشر الطبري شيخ أهل مكة ت 478هـ
16. تلخيص العبارات لابن بليمة القيرواني ت 514هـ
17. التيسير للداني الأندلسي ت 444هـ
18. جامع البيان للداني
19. الجامع لأبي الحسين نصر الفارسي ت 461هـ
20. الجامع لأبي الحسن بن فارس الخياط البغدادي ت 450هـ
21. جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي المصري الدمشقي ت 643هـ
22. جمع الأصول لأبي الحسن الديواني الواسطي ت 743هـ
23. الروضة لأبي إسماعيل المعدل تلميذ ابن نفيس
24. الروضة لأبي عمر الطلمنكي الأندلسي ت 429هـ
25. الروضة لأبي علي البغدادي نزيل مصر ت 438هـ
26. روضة القرير في الخلف بين الإرشاد والتيسير للديواني الواسطي
27. السبعة لابن مجاهد البغدادي ت 324هـ
28. حرز الأماني ووجه التهاني للشاطبي الأندلسي نزيل مصر ت 590هـ
29. شروح الشاطبية : للسخاوي وأبي شامة والفاسي والجعبري وابن جبارة
والمنتجب الهمذاني
30. الشرعة لابن البارزي قاضي حماة ت 738هـ
31. الشفعة لشعلة الموصلي ت 656هـ
32. عقد اللآلي لأبي حيان الأندلسي ت 745هـ
33. العنوان لأبي الطاهر إسماعيل الأندلسي المصري ت 455هـ
34. الغاية لابن مهران الأصبهاني ت 381هـ
35. غاية الاختصار لأبي العلاء الهمداني ت 569هـ
36. القصيدة الحصرية لأبي الحسن الحصري المغربي ت 468هـ
37. الكافي لابن شريح الأندلسي ت 476هـ
38. الكامل للهذلي المغربي نزيل نيسابور ت 465هـ
39. الكفاية لسبط الخياط
40. الكفاية لأبي محمد الواسطي ت 740هـ
41. الكفاية الكبرى للقلانسي الواسطي
42. الكنز لأبي محمد الواسطي
43. المبهج لسبط الخياط
44. المستنير لابن سوار البغدادي ت 496هـ
45. المصباح لأبي الكرم البغدادي ت 550هـ
46. مفردة يعقوب للداني
47. مفردة يعقوب لابن الفحام
48. مفردة يعقوب عبد الباري الصعيدي ت بعد 650هـ
49. المفيد لأبي نصر البغدادي ت 442هـ
50. المفيد لأبي عبد الله اليمني الحضرمي ت 560هـ
51. المقاصد لأبي القاسم الخزرجي القرطبي ت 446هـ
52. المنتهى لأبي الفضل الخزاعي ت 408هـ
53. المهذب لأبي منصور الخياط جد سبط الخياط ت 499هـ
54. الموضح والمفتاح لابن خيرون العطار البغدادي ت 539هـ
55. الهادي لابن سفيان القيرواني ت 415هـ
56. الهداية للمهدوي المغربي ت بعد 430هـ
57. الوجيز لابن هرمز الأهوازي ت 446هـ
قلت : ولقد لخصت أمهات النشر ورتبتها ترتيبا أبجديا لتيسير الاستفادة منها وليسهل على الطلبة دراية الطرق المشرقية والمغربية .
قال ابن الجزري بعد ذكر أمهات كتابه النشر (1/98) ما نصه "فهذا ما حضرني من الكتب التي رويت منها هذه القراءات من الروايات والطرق بالنص والأداء وها أنا أذكر الأسانيد التي أدت القراءة لأصحاب هذه الكتب من الطرق المذكورة وأذكر ما وقع من الأسانيد بالطرق المذكورة بطريق الأداء فقط حسبما صح عندي من أخبار الأئمة قراءة قراءة ورواية رواية وطريقا طريقا " اهـ بلفظه.
ويعني أن ابن الجزري لم يقم بتوظيف الأركان الثلاثة وإنما نقل من النصوص من الأمهات المذكورة ما قرأ به على شيوخه بأسانيدهم إلى أصول النشر المبينة أعلاه .
ويعني أن ابن الجزري لم يأخذ من الأداء على شيوخه بأسانيدهم ما تفردوا به مما لم يجد له نصا في أمهات كتب القراءات .
ولقد أحسن ابن الجزري في تحرير النشر وطيبته من أمهات كتب القراءات التي اعتمدها أصولا أي طرقا إذ أسقط منها ما لم يجتمع فيه النص والأداء .
ويتضح منهج ابن الجزري في التحقيق وإحياء علم القراءات رغم ملاحظة اعتماده على الأداء والنص في كتب القراءات ابتداء بالسبعة لابن مجاهد ت 324هـ وانتهاء بكتاب البستان في القراءات الثلاثة عشر لشيخه ابن الجندي ت 769هـ .
وللباحثين المعاصرين أن يتساءلوا عن سبب اعتماده على الكتب المتأخرة ومنها المعاصرة له :
• البستان لشيخ ابن الجزري ابن الجندي المصري ت 769هـ
• عقد اللآلي لأبي حيان الأندلسي ت 745هـ
• جمع الأصول لأبي الحسن الديواني الواسطي ت 743هـ
• الكفاية لأبي محمد الواسطي ت 740هـ
• الشرعة لابن البارزي قاضي حماة ت 738هـ
• التكملة المفيدة لحافظ القصيدة لأبي الحسن الكتاني القيجاطي ت 723هـ
• الشفعة لشعلة الموصلي ت 656هـ
• مفردة يعقوب عبد الباري الصعيدي ت بعد 650هـ
• جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي المصري الدمشقي ت 643هـ
• الإعلان لأبي القاسم الصفراوي الإسكندري ت 636هـ
• شرح الشاطبية للجعبري ت 732هـ
• شرح الشاطبية لابن جبارة ت 728هـ
• شرح الشاطبية للسخاوي ت 643هـ
• شرح الشاطبية لأبي شامة ت 665هـ
• شرح الشاطبية للمنتجب الهمذاني ت 643هـ
• شرح الشاطبية للفاسي ت 656هـ
وكان حريا بابن الجزري تأليف النشر من الأداء الذي تلقاه من شيوخه عن شيوخهم إلى الطبقات والمصنفين من أئمة القراءات قبل ابن مجاهد ، لأن جميع من جاءوا بعد ابن مجاهد ومنهم ابن الجزري نفسه ساروا على نهجه ولم يتجاوزوا مدرسته ومنهجه في جمع قراءات القراء السبعة .
ولو تتبع ابن الجزري إسناد كل حرف من أحرف الخلاف عن القراء السبعة والثلاثة والأربعة الزائدة وغيرهم وعن رواتهم إلى التابعين والصحابة لكان الجرح قد التأم يومئذ بما أصابه من الدواء الشافي الذي لا يبقي ولا يذر من القياس واللهجات التي تنوء بها الأمة وتحجز الأعاجم بلهجات عربية انقرض أهلها الذين عاصروا تنزل القرآن بجيل التابعين عن التفرغ للاستفادة من القرآن بتدبره لاستنباط ما فيه من الهداية بدراية مدلول الكتاب والإيمان .
الطبقة الخامسة : ما بعد ابن الجزري إلى عصرنا الحاضر .
تبدأ أولى مراحل التخصص في علم القراءات بعد حفظ القرآن وقراءته عرضا على الشيخ بدراسة رسم المصاحف العثمانية ليعلم ما اجتمعت عليه واختلفت فيه من الحذف والإثبات وزيادة حرف فأكثر وترك تلك الزيادة ، فإذا علمه تجاوزه الطالب إلى دراسة وحفظ متن من متون القراءات كالشاطبية والطيبة ليضمن به ضبط ما لكل قارئ وراو في كل حرف من أحرف الخلاف المعلومة .
ولن تتأتى دراية رسم المصاحف وأحرف الخلاف لمن لم يتعلم من قبل من لسان العرب وقواعد النحو والصرف ما يؤهله للاستفادة والاستيعاب .
هذه المراحل الثلاث : مرحلة حفظ القرآن في الذاكرة ومرحلة دراسة رسم المصاحف ومرحلة حفظ ودراية متن من المتون في علم التجويد والقراءات هي أولى خطوات التخصص في علم القراءات .
وتأتي دراية واستحضار أحرف الخلاف وما لكل قارئ وراو فيها خطوة ثانية .
وتأتي دراية ما لطرق الرواة من الأوجه في أحرف الخلاف التي اختلف فيها عن الرواة خطوة ثالثة لن يقع الوصف بالتخصص في علم القراءات قبل استيعابها .
وكان استيعاب أوجه الخلاف عن الرواة ونسبتها إلى طرقهم هو تحرير طرق القراءات المتعارف عليه إلى يومنا هذا .
ولقد نبه ابن الجزري في النشر إلى مواطن متعددة تضمنها كل من حرز الأماني والتيسير ليست من طرق الكتابين المقروءة أي خرج فيها الداني عن طرق كتابه التيسير المقروءة وخرج فيها الشاطبي عن طرق كتابه حرز الأماني المقروءة أي هي من الفوائد لزيادة العلم .
مواطن حققها المحقق ابن الجزري ، يؤدي تتبعها من النشر ومن التيسير والحرز أو غيرهما إلى أن ابن الجزري قد اعتمد لطرق الكتاب على الأداء المتصل إلى الراوي والقارئ الذي قرأ به المصنف كالداني والشاطبي مثلا ، لا على التحديث بأحرف الخلاف .
تلك المنهجية حمل لواءها المحقق ابن الجزري في نشره وفي كتابه منجد المقرئين ، ولم تتضمن طيبة النشر من أحرف الخلاف أو من الأداء ما تخلف أو شذ عنها من طرق النشر الكثيرة إلا أحرفا يسيرة خرج فيها ابن الجزري عن طرق كتابه الطيبة بينتها ما استطعت في كتابي "غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر والتحبير والحرز والتيسير".
وكان الضابط الأول هو الأداء الذي تلقى عن شيوخه إلى الرواة المثبتة أسانيده بالقراءة عرضا إليهم في النشر (1/99) إلى (1/190)
وكان ذلك الأداء هو طرق النشر والطيبة المقروءة دون سائر الأداء وأحرف الخلاف الذي تضمنته أمهات النشر المبينة في (1/ 58) إلى (1/98)
وأهل التخصص في هذا العصر صنفان :
1. صنف كالفروعيين لا يعلمون من الطيبة أو الشاطبية أو الدرة إلا أماني أي حفظوها وقرأوا بما فيها من غير تتبع لتحرير طرقها .
2. وصنف ثان تمسكوا بمنهج ابن الجزري في التحقيق والتحرير ولم يقصروا عن مدرسته وهم اليوم أقل ، وأقل منهم من يفقه عنهم ما هم عليه ، ولكن ـ المخففة ـ المثبطون واللاغون في جهودهم هم السواد الأعظم وأصحاب العمائم والمشبعون زورا بما لم يعلموا من التخصص في علم القراءات .
ولقد تعلمت من تحرير طرق القراءات ابتداء لأجل تنقية الطيبة مما خرج فيه ابن الجزري عن طرقه ، ولأجل تنقية كل من الحرز والتيسير مما خرجا فيه عن طرقهما .
ولكن بعد عشرين سنة من الدراسة الميدانية في تحرير طرق القراءات تبينت والله أعلم بالصواب وبالقصد أن علم القراءات اليوم أحوج إلى تحرير القراءات نفسها قبل تحرير طرق القراءات كما يأتي في هذا البحث بحثه لعل أئمة القراءات المعاصرين يتعاملون معه نقضا أو تقريرا بالأدلة بعيدا عن التعصب والتقليد الأعمى وإلا فبالنقد والتمحيص في المرحلة الأولى .
إن تحرير القراءات السبع والعشر وغيرها ليؤدي إلى الهدفين الساميين التاليين:
1. تساقط القياس وطرحه
2. استعادة الأداء الذي قرأ به الصحابة الذين رافقوا أداء المصاحف العثمانية
خاتمة : لمناقشة موانع إخراج مصاحف مطابقة لقراءات الصحابة الذين رافقوا
المصاحف العثمانية
ولتصاحبنا الجرأة لنسجل اعترافات مذهلة بالتباس الأداء الذي قرأ به كل واحد من التابعين الذين سمعوا القرآن من الصحابة الكرام العدول الذين رافقوا المصاحف العثمانية وأقراوا به تابعيهم وإلا فكيف نستخرج من كتب القراءات الحديثة كالنشر وجامع البيان ومن نصوص الأئمة في القرن الثاني والثالث ومن الأمهات في القرن الرابع خمس روايات فقط على سبيل المثال أي رواية لكل مصحف عثماني في مصر من الأمصار .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء مصحف المدينة العثماني وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. سعيد بن المسيب المرقم في غاية النهاية برقم 1353 المتوفى سنة 94 هـ ، وردت عنه الرواية في حروف القرآن ، وقرأ على ابن عباس وأبي هريرة وقرأ عليه عرضا محمد بن مسلم بن شهاب الزهري شيخ نافع بن أبي نعيم القارئ كما هي طريق جامع البيان للداني .
2. محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المرقم في غاية النهاية برقم 3470 المتوفى 124هـوردت عنه الرواية في حروف القرآن ، قرأ على أنس بن مالك وعرض عليه نافع بن أبي نعيم القارئ فيما حكاه أحمد بن جبير عن إسحاق المسيبي عن نافع ، قال ابن الجزري في غاية النهاية "وروى الداني عنه أنه قال كان النبي وأبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية يقرأون (س 1آ 4) مالك يوم الدين وأول من أحدث ملك مروان بن الحكم ، قال ابن الجزري "قراءة الزهري في الإقناع للأهوازي وغيره " اهـ محل الغرض منه
3. عبد الرحمان بن هرمز الأعرج المرقم في غاية النهاية برقم 1622 المتوفى حوالي 109هـ أخذ القراءة عرضا عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، ومعظم روايته عن أبي هريرة ، روى عنه القراءة عرضا نافع بن أبي نعيم
4. زيد بن أسلم المرقم في غاية النهاية برقم 1304 مولى عمر بن الخطاب المتوفى 136 هـ وردت عنه الرواية في حروف القرآن أخذ عنه القراءة شيبة بن نصاح شيخ نافع القارئ كما هي طريق التيسير للداني
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. طاووس بن كيسان التابعي الكبير المرقم في غاية النهاية برقم 1479 المتوفى سنة 106 هـ قبل التروية بيوم ، وردت عنه الرواية في حروف القرآن ، أخذ القراءة عن ابن عباس وعظم روايته عنه .
2. مجاهد بن جبر التابعي المرقم في غاية النهاية برقم 2659 المتوفى حوالي 103 هـ عن نيف وثمانين سنة قرأ على عبد الله بن السائب وقرأ من طريق النشر وبعض أمهاته على عبد الله بن عباس ، وأخذ عنه القراءة عرضا عبد الله بن كثير القارئ من طريق النشر وبعض أمهاته ، وابن محيصن من طريق الكامل للهذلي والمبهج لسبط الخياط ، وحميد بن قيس وزمعة بن صالح من طريق الكامل للهذلي ، وأبو عمرو بن العلاء القارئ من طريق التيسير للداني وقرأ عليه الأعمش .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الكوفة وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. علقمة بن قيس المرقم في غاية النهاية برقم 2135 المتوفى سنة 62هـ أخذ القرآن عرضا عن عبد الله بن مسعود من طريق جامع البيان للداني ، وعرض عليه القرآن إبراهيم بن يزيد النخعي وأبو إسحاق السبيعي وعبيد بن نضلة ويحيى بن وثاب كلهم من طريق جامع البيان للداني
2. الأسود بن يزيد النخعي الكوفي المرقم في غاية النهاية برقم 796 المتوفى سنة 75هـ قرأ على عبد الله بن مسعود وقرأ عليه إبراهيم النخعي وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب
3. مسروق بن الأجدع المرقم في غاية النهاية برقم 3591 المتوفى سنة 63هـ أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن مسعود ، وروى القراءة عنه عرضا يحيى بن وثاب
4. عبيدة بن عمرو المرقم في غاية النهاية برقم 2073 متوفى سنة 72هـ أخذ القراءة عرضا عن ابن مسعود ، وأخذ عنه القراءة عرضا إبراهيم النخعي وأبو إسحاق
5. عمرو بن ميمون أبو عبد الله الكوفي التابعي الجليل المرقم في غاية النهاية برقم 2463 المتوفى حوالي 75هـ أخذ القراءة عرضا عن ابن مسعود ، وروى القراءة عنه أبو إسحتاق السبيعي وحصين
6. أبو عبد الرحمان السلمي الضرير مقرئ الكوفة المرقم في غاية النهاية برقم 1755 ولد في حياة النبي ولأبيه صحبة إليه انتهت القراءة تجويدا وضبطا أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم كما هي طرق التيسير للداني والمستنير لابن سوار ، وأخذ القراءة عنه عرضا من طرق النشر وغيره من أمهاته عاصم وعطاء بن السائب وأبو إسحاق السبيعي ويحيى بن وثاب وغيرهم
7. زر بن حبيش المرقم في غاية النهاية برقم 1290 المتوفى 82هـ عرض على عبد الله بن مسعود من طريق التيسير للداني والمستنير لابن سوار وعرض على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب من طريق التيسير للداني ، وعرض عليه عاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش وأبو إسحاق المسيبي ويحيى بن وثاب كلهم من طرق التيسير للداني والمستنير لابن سوار .
8. سعيد بن جبير المرقم في غاية النهاية برقم قتله الحجاج سنة 95 هـ التابعي الجليل عرض على عبد الله بن عباس ، وعرض عليه أبو عمرو بن العلاء والمنهال بن عمرو ، قال ابن الجزري في غاية النهاية :"قال إسماعيل بن عبد الملك كان سعيد بن جبير يؤمنا في شهر رمضان فيقرأ ليلة بقراءة عبد الله يعني ابن مسعود وليلة بقراءة زيد بن ثابت "اهـ بلفظه
9. عبيدة بن نضلة الخزاعي الكوفي التابعي المرقم في غاية النهاية برقم 2071 المتوفى حوالي 75هـ أخذ القراءئة عرضا عن عبد الله بن مسعود من طريق جامع البيان للداني وعرض أيضا القرآن على علقمة بن قيس ، وروى القراءة عنه عرضا يحيى بن وثاب ومن طريق جامع البيان أخذ القراءة عنه حمران بن أعين .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى البصرة وقرأ به على سبيل المثال كل من التابعين :
1. أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي المرقم في غاية النهاية برقم 1272 المتوفى بعد التسعين من الهجرة من كبار التابعين أخذ القرآن عرضا عن أبي بن كعب وزيد بن ثابت وابن عباس وصح أنه عرض على عمر ، وقرأ عليه شعيب بن الحبحاب والحسن بن الربيع بن أنس والأعمش وأبو عمرو على الصحيح
2. أبو رجاء عمران بن تميم البصري التابعي الكبير المرقم في غاية النهاية برقم 2469 المتوفى 105 هـ عن حوالي 130 سنة عرض القرآن على ابن عباس وتلقنه من أبي موسى من طريقي غاية أبي العلاء وروى القراءة عنه عرضا أبو الأشهب العطاردي من طريق غاية أبي العلاء .
3. يحيى بن يعمر المرقم في غاية النهاية برقم 3873 المتوفى سنة 120هـ تابعي جليل عرض القرآن على عبد الله بن عمرو وعلى ابن عباس وعلى أبي الأسود الدؤلي كلهم من طريق غاية أبي العلاء وعرض عليه القرآن أبو عمرو بن العلاء وعبد الله بن أبي إسحاق
4. قتادة بن دعامة البصري الأعمى المفسر المرقم في غاية النهاية برقم 2611 المتوفى سنة 117هـ قال ابن الجزري :"أحد الأئمة في حروف القرآن وله اختيار رويناه من كتابه الكامل وغيره "اهـ بلفظه روى القراءة عن أبي العالية وأنس بن مالك من طريقي الكامل للهذلي وروى عنه الحروف من طريق الكامل للهذلي أيضا أبان بن يزيد العطار .
وما أيسر استعادة الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة الذين أقرأوهم بأداء المصحف الذي بعث به عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الشام وقرأ به على سبيل المثال التابعي المغيرة بن هشام المخزومي المرقم في غاية النهاية برقم 3635 توفي في سنة 91هـ وله تسعون سنة أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان من طريق النشر وبعض أمهاته وأخذ القراءة عنه عرضا عبد الله بن عامر .
قلت : أوليس من حق الباحثين المعاصرين أن يتساءلوا عن الأداء الذي قرأ به سعيد بن المسيب أو الزهري أو ابن هرمز أو زيد بن أسلم على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به مثلا طاووس بن كيسان ومجاهد بن جبر على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به سعيد بن جبير وأبو عبد الرحمان السلمي وزر بن حبيش على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به أبو العالية الرياحي وأبو رجاء عمران بن تميم على الصحابة الكرام ؟
وعن الأداء الذي قرأ به المغيرة بن شعبة المخزومي على الصحابة الكرام ؟
ولماذا استبدل هذا الأداء بأداء المتأخرين عنه ؟
وكيف نقنع أنفسنا أن أداء المتأخرين أعني القراء السبعة والعشرة وغيرهم أقرب إلى الأداء المنزل من أداء الصحابة والتابعين ؟
ولماذا كانت قراءة القرآن بالقياس هو مما أدخله الطرق عن الرواة في القرن الرابع الهجري وخلا منه الأداء الذي تلقاه التابعون من الصحابة وتلقاه الصحابة من النبي ؟
ومتى يقيض الله للأمة من أئمة القراءات المعاصرين من يسارعون إلى تحرير القراءات نفسها من القياس واللهجات اللذين تغص بهما القراءات السبع والعشر وغيرها وليستعيدوا الأداء المنزل الذي قرأ به الصحابة الكرام وتابعوهم الذين تلقوا منهم مباشرة ، وإنه لأداء منصوص في كتب المصنفين مقروء ضمن طرق الشاطبية والطيبة ولا تكلف استعادته غير طرح الروايات عن القراء السبعة والعشرة لتظهر بدلها روايات التابعين الذين تلقوا أداء المصاحف العثمانية من الصحابة الذين رافقوها وليصلح آخر هذه الأمة بما صلح به أولها .
والحمد لله رب العالمين .
في 20/8/2008