العليمى المصرى
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
محاولة لحصر القرآن العجب الذى سمعته الجن
فى سورة بعينها
( 1 )
أما بعد ، فهذه محاولة تدبرية لحصر وتعيين السورة التى استمع إليها نفر من الجن من تلاوة النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا : " إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا "
وهى الحادثة التى تقصها علينا سورة الجن بشىء من التفصيل
أما الغرض من هذا البحث فقد جاء قدراً ، ودون إعداد مسبق له ، حيث جاء إمتداداً لبحثى حول " ظاهرة الإحالة القرآنية إلى سورة الأنعام " ، وهو البحث الذى تم عرضه فى هذا الملتقى تحت عنوان " سورة الأنعام وهذا السر العجيب "
أقول إن بحثى الحالى جاء إمتداداً لموضوعى السابق عن الإحالات القرآنية ، حيث كانت سورة الجن من السور التى لفتت نظرى إليها بمطلعها ، فهذا المطلع رأيتُ أنه يتضمن إحالة إلى غيره من القرآن ، وذلك فى قوله تعالى حاكياً عن الجن : " سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا " ، لأن هذا القول يشير حتماً إلى سورة أخرى غير سورة الجن بالطبع ، سورة استمع إليها نفر من الجن فقالوا هذا القول ، تلك كانت نقطة البداية فى هذا البحث
وسوف يجد القارىء الكريم أننى قد خلصت فى بحثى الحالى إلى نتيجة مؤداها :
إن التدبر الواعى لسورة الجن سوف يهدينا إلى أن القرآن العجب الذى سمعته الجن لن يخرج – فى الغالب - عن سورة الأنعام تحديداً ، فذلك هو أقوى الإحتمالات على الإطلاق ، حسبما تدل الشواهد العديدة التى خرجنا بها من هذا التدبر .
ولكن هذا لا يمنع من وجود إحتمال آخر يتعلق بكونه يخص سورة أخرى غير سورة الأنعام ، ولن أتعرض لذكر هذا الإحتمال الآن حتى نفرغ أولا ًمن عرض شواهد وأدلة الإحتمال الأول والأقوى والخاص بسورة الأنعام
وقد كان من المفترض أن أُضم هذا البحث إلى موضوعى السابق عن سورة الأنعام ،ولكنى عدلت عن ذلك لعدة أسباب ، منها طول هذا البحث واحتياجه إلى مساحة كبيرة لعرضه عرضاً وافياً ، وكذلك لإختلافه النوعى عن الإحالات الأخرى ، حيث الإحالة هنا لا تشير إلى آية واحدة ، وإنما إلى سورة كاملة ، أو على الأقل إلى آيات كثيرة منها ، يُضاف إلى ذلك ما ذكرناه عن وجود إحتمال آخر لكون الإحالة تخص سورة أخرى غير سورة الأنعام
لكل تلك الأسباب رأيت ألا أضع هذا البحث فى موضوعى السابق عن سورة الأنعام
كما رأيت أن أعرض الأمر على حضراتكم مستطلعاً لآرائكم ومستفتياً لكم فى مدى قوة الأدلة المرجحة لهذه السورة أو تلك
وفى المشاركات التالية سوف أعرض أولاً للأسباب التى دعتنى إلى حصر ما سمعته الجن فى سورة الأنعام ، والموفق هو الله