الفرق بين الملجأ والمغارات والمدخل والكهف..!

إنضم
1 نوفمبر 2012
المشاركات
169
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
القاهرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعد :
قال الله عز وجل ( لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولو إليه وهم يجمحون )
سورة التوبة الآية رقم ٥٧
ما الفرق بين الملجأ ، والمغارات والمدخل ؟
وهل الكهف يختلف في معناه ؟
ولماذا ذكرت المغارات على الجمع ؟
وما علاقة الآية بسابقها وتاليها من الآيات التي تتحدث عن الصدقة ؟
أنتظر إجابات مشايخي وأساتذتي من أهل هذا الملتقى المبارك ..
 
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
( لو يجدون ملجأ ) أي حصنا يتحصنون به ، وحرزا يتحرزون به .
( أو مغارات ) وهي التي في الجبال .
( أو مدخلا ) وهو السرب في الأرض والنفق .
ثم عزى هذه المعاني الثلاثة إلى ابن عباس رضي الله عنهم ومجاهد وقتاده رحمهما الله
ثم ذكر في تفسير قوله تعالى :
( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم )
أما الكهف فهو الغار في الجبل
وقال الضحاك : أما الكهف فهو غار الوادي
وقال الإمام محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير :
والملجأ مكان اللجإ ، وهو الإيواء والاعتصام . والمغارات جمع مغارة ، وهي الغار المتسع الذي يستطيع الإنسان الولوج فيه ، ولذلك اشتق لها المفعل الدال على مكان الفعل ، من غار الشيء إذا دخل في الأرض .
والمدخل مفتعل اسم مكان للادخال الذي هو افتعال من الدخول . قلبت تاء الافتعال دالا لوقوعها بعد الدال ، كما أبدلت في ادان ، وبذلك قرأه الجمهور . وقرأ يعقوب وحده أو مدخلا - بفتح الميم وسكون الدال - اسم مكان من دخل .


ومعنى لولوا إليه لانصرفوا إلى أحد المذكورات وأصل ولى أعرض ولما كان الإعراض يقتضي جهتين : جهة ينصرف عنها ، وجهة ينصرف إليها ، كانت تعديته بأحد الحرفين تعين المراد .


( والجموح ) حقيقته النفور ، واستعمل هنا تمثيلا للسرعة مع الخوف .


والمعنى : أنهم لخوفهم من الخروج إلى الغزو لو وجدوا مكانا مما يختفي فيه المختفي فلا يشعر به الناس لقصدوه مسرعين خشية أن يعزم عليهم الخروج إلى الغزو .
ولا زلت أنتظر أحبتي من المشاركين
يتبع إن شاء الله ..
 
قال شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله :
القول في تأويل قوله : (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ )(57)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: لو يجد هؤلاء المنافقون " ملجأ ", يقول: عَصَرًا يعتصِرون به من حِصْن, ومَعْقِلا يعتقِلون فيه منكم =(أو مغارات)،
* * *
= وهي الغيران في الجبال, واحدتها: " مغارة ", وهي " مفعلة "، من: " غار الرجل في الشيء، يغور فيه "، إذا دخل, ومنه قيل، " غارت العين "، إذا دخلت في الحدقة.
* * *
(أو مدَّخلا)، يقول: سَرَبًا في الأرض يدخلون فيه.
* * *
وقال: " أو مدّخلا "، الآية, لأنه " من ادَّخَل يَدَّخِل ". (4)
* * *
وقوله: (لولَّوا إليه)، يقول: لأدبروا إليه، هربًا منكم (5) =(وهم يجمحون). يقول: وهم يسرعون في مَشْيِهم.
* * *
وقيل: إن " الجماح " مشيٌ بين المشيين، (6) ومنه قول مهلهل:
لَقَـدْ جَمَحْـتُ جِمَاحًـا فِـي دِمَـائِهِمُ
حَـتَّى رَأَيْـتُ ذَوِي أَحْسَـابِهِمْ خَـمَدُوا (7)
* * *
وإنما وصفهم الله بما وصفهم به من هذه الصفة, لأنهم إنما أقاموا بين أَظْهُرِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على كفرهم ونفاقهم وعداوتهم لهم ولما هم عليه من الإيمان بالله وبرسوله، لأنهم كانوا في قومهم وعشيرتهم وفي دورهم وأموالهم, فلم يقدروا على ترك ذلك وفراقه, فصانعوا القوم بالنفاق، ودافعوا عن أنفسهم وأموالهم وأولادهم بالكفر ودعوى الإيمان, وفي أنفسهم ما فيها من البغض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل الإيمان به والعداوة لهم. فقال الله واصِفَهم بما في ضمائرهم: (لو يجدون ملجأ أو مغاراتٍ)، الآية.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
16808- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله: (لو يجدون ملجأ)، " الملجأ " الحِرْز في الجبال, " والمغارات "، الغِيران في الجبال. وقوله: (أو مدَّخلا)، و " المدّخل "، السَّرَب.
16809- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: (لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدّخلا لولّوا إليه وهم يجمحون)، " ملجأ ", يقول: حرزًا =(أو مغارات)، يعني الغيران =(أو مدخلا)، يقول: ذهابًا في الأرض, وهو النفق في الأرض, وهو السَّرَب.
16810- وحدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدّخلا)، قال: حرزًا لهم يفرُّون إليه منكم.
16811- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد قوله: (لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا)، قال: محرزًا لهم, لفرُّوا إليه منكم = وقال ابن عباس: قوله: (لو يجدون ملجأ)، حرزًا =(أو مغارات), قال: الغيران =(أو مدّخلا)، قال: نفقًا في الأرض.
16812- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد, عن سعيد, عن قتادة: (لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدّخلا)، يقول: " لو يجدون ملجأ "، حصونًا =(أو مغارات)، غِيرانًا =(أو مدخلا)، أسرابًا =(لولوا إليه وهم يجمحون).
 
الفرق بين الملجأ والمغارات والمدخل والكهف..!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فلعل والله أعلم أن مغارات جمعت دون ملجأ و مدخلا
أنه لكثرة المغارات جمعت بعكس الملجأ والمدخل فهو قليل ويحتاج جهد كبير لبناء الملجأ وحفر المدخل والله أعلم

قال الله عز وجل ( لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولو إليه وهم يجمحون )
سورة التوبة الآية رقم ٥٧
 
التعديل الأخير:
أشكر كل من أبدى إعجابا بالموضوع وأشكر أخي ناصر عزيز على مشاركته وأحببت أن يلقي أحد الإخوة الضوء على باقي التساؤلات..
ولكن ..
هل جمعت كلمة مغارات لأنها تختلف عن الملجأ والمدخل من حيث أنها لا تحتمل سوى اسم مكان
ولم ترد إلا مرة واحدة في القرآن
بعكس أختيها
فكلمة ( ملجأ ) ذكرت في ذات السورة بمعنى آخر
وهو قوله تعالى :
( وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه )
والمعنى هنا معنوي وليس اسم مكان كما في الموضع الأول
أو ربما قرنت بالمغارات ليعلم أن معناها مكان اللجوء وليس شيئا معنويا
وهو واضح من باقي الآية ..
لولوا إليه ..
وكذلك كلمة ( مُدَّخَلًا ) وعلى قراءة الإمام يعقوب
( مَدْخَلًا ) هكذا على التخفيف
فورد أيضاً في قوله تعالى : ( مدخلا كريما )
(مدخلا يرضونه ) والمدخل يحتمل اسم المكان وأيضاً الفعل نفسه وهو الدخول
وجاء مقترنا بالمغارات ليعلم أن المعنى اسم مكان وليس
الفعل نفسه كما في الموضعين الآخرين
والله أعلم ..
 
قد تكون المتعاطفات(ملجأ، مغارات، مدخلاً) من باب عطف بعض أفراد العام عليه بهدف التأكيد والمبالغة في تصوير حالهم، فالمغارات في حقيقتها مما يُطلق عليه ملجأ، وكذلك المدخل هو مما يُلتجأ إليه، وجاءت مغارات بصيغة الجمع حتى لا ينصرف الذهن إلى المعنى المعنوي للملجأ والمدخل ولكي تبقى المتعاطفات على دلالتها للمكان والله أعلم.
 
جزاكم الله خيراً ويبقى باب التدبر مفتوحاً فقد يقول قائل إن (ملجأ،مدخلاً) جاءت بالإفراد للمعنى المعنوي وجاءت مغارات بالجمع للإشارة للمعنى المكاني فقط وبهذا يكون بحث المنافقين عن التحصن المعنوي والمادي ليس فقط للتهرب من الخروج للغزو بل للتهرب من تبعات الإيمان عموماً والذي ألجأهم للنفاق هو قوة الإسلام وعدم وجود ملجأ لهم من دون المسلمين وهذا المعنى أوسع من سابقه والسياق يعضده والله أعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله
شكراً أخي الفاضل على هذه المدارسة وأدلي بدلوي فأقول والله أعلم :
لعل الترتيب مرتبط بالسعة ، فالملجأ المكان المحصن الذي يتسع لجماعة من الناس
والمغارات اقل سعة فهو في أحسن الأحوال يتسع لاثنين (إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن)
والمُدَّخَل هو الشق الضيق الذي بالكاد يتسع لرجل واحد ، فكانت التراتبية بتناقص فرص النجاه أمامهم بضيق الخيارات المفتوحة التي تمكنهم من الاعتصام بها والإختباء فيها فلا يرون والجموح له غرضين أولهما أن يسعون للاختباء بسرعة وثانيهما أن يتمكن الأسرع من احتلال الموضع الذي يختبئ فيه قبل أن يسبقه إليه سواه من شدة حرصهم على الهرب وتجنب القتال .
والله أعلى وأعلم.
 
عودة
أعلى