الفاصلة القرآنية

إنضم
08/08/2004
المشاركات
48
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
العراق - الأنبار
[align=center]الفاصلة القرآنية[/align]

إنّ طبيعة الاختيار في القرآن الكريم إنما تأتي بحسب حاجة السياق أو النظم لا بحسب مطلبٍ شكلي مسبق يُفرض على السياق (قد يكون متوافقاً صوتاً ودلالةً معه) بدايةً إلا أنه يبقى مفروضاً حتى بعد انعدام التوافق لتغير السياق كما في القافية في البناء الشعري والسجع في البناء النثري ( الفني ) ، ولعل هذا أكبر عيب يوجهه النقد الصوتي إلى قصيدة الشعر العمودي والنثر الفني ( المسجوع ) لأنّ ( المؤلف ) يكون هنا أمام اختيار ملزَمٌ على فعله ؛ لذلك قيل قديماً ( فواصل القرآن تابعة للمعاني وأما الأسجاع فالمعاني تابعةٌ لها )( 1 ) ، ولعل هذا أبرز سمةٍ أسلوبية اختص بها القرآن تتمثل في أنه لم يكن مختاراً لما يُعدُّ الأفصح أو حتى المشتهر من أساليب العرب وإنما كان حرّاً حريّةً كاملة في اختياراته الأسلوبية الأمر الذي لم يعطه التفرد الشكلي فقط وإنما حاز التفرد المعنوي كما سيأتي إن شاء الله تعالى .
ومن هذا - ورغم اعترافي الكامل بالوحدة الموضوعية للسورة ككلّ - يمكن أن نقسم السورة الواحدة إلى عدّة بنى منفصلة أسلوبياً بحسب الاستعمال الصوتي للفاصلة ، فكلُّ مجموعةٍ من الآيات تتناول جانباً معيناً ( على مستوى الدلالة أو الصورة ) تشترك في استعمال فاصلةٍ معينة ما أن تتغير حتى يكون هذا الجانب ( الدلالي أو الصوري ) قد تغير لا لتغير الفاصلة ، لأن التغير كان له ومن أجله ، و كل هذه التشكيلات ذات الفواصل المتحدة تنصب في وحدة موضوعية واحدة تتجلى في أوضح صورها في اختيار المفردة ( صوتاً ودلالةً وبنيةً وحالاً ) في كل السور القرآنية ، وخير مثالٍ على ذلك سورة الضحى حيث يمكن أن تكتب الفاصلة- وحسب التشكيلات الأسلوبية - بالشكل الآتي :
( والضحى ، والليل إذا سجى ، ما ودّعكَ ربُّكَ وما قلى ، وللآخرة خيرٌ لكَ من الأولى ، ألم يجدكَ يتيماً فآوى ، ووجدكَ ضالاً فهدى ، ووجدكَ عائلاً فأغنى ،
فأما اليتيمَ فلا تقهر * وأما السائلَ فلا تنهر * وأما بنعمة ربِّكَ فحدِّث )( سورة الضحى ) .
فما أن انتقلت الفاصلة من صوت ( الألف ) إلى ( الراء ) ، إلا وقد انتقل قبلاً المعنى الدلالي ذو الجرس المدّي ( الألف ) المناسب لمقام تطمين الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بعد انقطاع الوحي وإخباره بعدم (التوديع ولا القلى) لذلك ما كان أنسب هنا من صوت المدِّ ( الألف ) ليكون فاصلة وجاء اختياره دون أصوات المدِّ الأُخر لعذوبته ورقته ( 2 ) ، والتي ناسبت الألفاظ الرقيقة المختارة ( الضحى ، سجى ، ودعك ... ) ذات الجرس الهادئ ، فالألف هو الصوت الذي يمثل الوضوح السمعي الأعلى في أصوات العربية لامتداده ( 3) ، وهو السرُّ في اختيار ( الضحى ) قسماً فدلالة الوضوح هي الملحوظة في كل الاستعمالات الحسية للمادة ( ضحى ) فالضاحية السماء ، وقيل لما ظهر وبدا ضاحية ... ( 4 ) .
أقول ما إن انتقلت الفاصلة حتى انتقل قبلها المعنى لذلك جاءت تبعاً له مناسبةً ما دلّ عليه من أمر وإلزام ، ولما لم يكن الصوت الممتد ملائماً له عُدِلَ عنه إلى صوت ( الراء ) المكرر الذي يشبه بصوته الإلزام والتأكيد خصوصاً بعد إن جاء بعد ( الهاء ) الصوت الحلقي ( ثاني أبعد مخرج صوتي في أصوات العربية ) ( 5 ) مما سيعني امتداداً في النفس لمسافة طويلة نسبياً إلى أن يقطع تماماً عند نطق ( الراء ) نتيجة انطباق اللسان على اللثة ( 6 ) .
وكما قلت أولاً فإن هذه التشكيلات الصوتية بحسب الفاصلة تنصب في وحدة موضوعية واحدة تتضح في كيفية اختيار المفردة ( صوتاً ودلالة وبنية وحالاً ) على طول السورة مما يحقق علاقات مترابطة داخل البنية الكلية ففي سورة الضحى قال تعالى : ( ولسوف يعطيك ربُّكَ فترضى ) ( الضحى : 11 ) حُذف المفعول الثاني لـ ( يعطيك ) وهو العطية والسبب في ذلك أن السياق هو سياق ترضيهٍ وتأميلٍ بالفضل العظيم فلو ذُكِرَ أي مفعولٍ يحدّدُ نوع العطية لخرجت بقية الأنواع منها فلو قيل يعطيك الرحمة أو الفضل أو الجنة … الخ لما جاء التعبير على ما هو عليه الآن إذ كلّ ما يمكن أن يُتَصوّر من نِعَمٍ وعطايا يمكن أن يدخل تحت هذا المحذوف , فلا وجه لتحديد المقصود بالعطاء كما تقول بنت الشاطئ بل المفضل إطلاقه مسايرةً للبيان القرآني الذي لم يشأ أن يحدده فحسبُ الرسولُ ( صلى الله عليه وسلم ) الإعطاءُ الذي يرضيه وليس وراء الرضى مطمح ولا بعده غاية … والأليق بجلال الموقف أن يُكتفى فيه بالرضى على ما أراد البيان القرآني وهو فوق كل تحديد ووراء كل وصفٍ ( 7 ) ، وفي التشكيل الأوّل قال تعالى : ( ما ودّعك ربُّك وما قلى ) (الضحى :3 ) حيث حُذِفَ الضمير العائد على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في ( قلى) إذ الأصل ( قلاك ) ، وقد أضافت بنت الشاطيء إلى مذهب الزمخشري والطبري وأبي حيان ، مِن أن الحذف للاختصار اكتفاءً بفهم السامع للمعنى إذ كان قد تقدم ذلك قوله : ما ودعك فَعُرِف أنّ المخاطب به النبي ( صلى الله عليه وسلم )( 8 ) سبباً ألطف وأدق وهو ( تحاشي خطابه تعالى لحبيبه المصطفى في مقام الإيناس : ( ما قلاك ) ؛ لما في ( القلى ) من الطرد والإبعاد وشدة البغض أمّا ( التوديع ) فلا شيء فيه من ذلك . بل لعل الحس اللغوي فيه يؤذن بالفراق (على كُرْهٍ ) مع رجاء العودة ) ( 9 ) وكان هذا الملحظ السبب في رفضها تعليل الحذف برعاية الفاصلة فقط إذ ليس من المقبول عندها أن يقوم البيان القرآني على اعتبار لفظي محض وإنما الحذف لمقتضى معنوي بلاغي يقوّيه الأداء اللفظي دون أن يكون الملحظ الشكلي هو الأصل لأن البيان القرآني لو كان مما يتعلق بمثل هذا لما عَدَلَ عن رعاية الفاصلة في آخر سورة الضحى ( 10 ) ، ( التشكيل الثالث ) : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ، ولأي باحثٍ الحق في أن يسأل عن سبب مجيء الثاء فاصلةً هنا ، علماً أن سورة ( الضحى ) لم يرد فيها كلها صوت الثاء إلا في هذا الموضع ، بل إنّ الثاء لم يأتِ فاصلةً في جميع القرآن غير هذا الموضع ، فلماذا عُدِلَ عن الراء في هذا الموضع وحده ، وفي السعة أن يقال ( وأمّا بنعمة ربِّك ) فخبّر ، ويمكن الإجابة عند ذلك بعدة أجوبة كلّها تؤكّد صحة هذا الاختيار وقصديته منها :
إنّ ( خَبِّر ) لو استبدلت - في غير القرآن - مكان ( فحدّث ) لكانت موافقةً من حيث كونها فاصلة لـ ( فلا تقهر ، وفلا تنهر ) بالحرف لا بالصفة الصوتية لأن ( فخبّر ) – ساكنة الراء لغير الوقف مكسورٌ ما قبلها – ستكون مرققة لأن الكسرة لازمة غير عارضة متصلة بالراء في كلمتها وليس بعد الراء حرف استعلاء وهذه شروط ترقيق الراء الساكنة لغير الوقف بعد كسرٍ ( 11 ) في حين أن الراء في ( تنهَرْ وتقهَر ) مفخمة لوقوعها بعد الفتحة وهذا شرطها ( 12 ) كما أن اختلاف حركة ما قبل الراء مختلفة والراء ساكنة وقد عيب هذا في قافية الشعر عند أغلب العروضيين وسمَوه بـ ( سناد التوجيه ) وهو اختلاف حركة ما قبل الروي في القافية المقيدة بالسكون ( 13 ) وبالمقابل فإن صوت الثاء مما يوافق حاجة ودلالة السياق تماماً فهو من حروف التفشي ( 14 ) على أن السبب الدلالي هنا مهمٌ في هذا العدول فلا يصح ما يقال من ترادف مثل ( حدِّث وخبَّر ) فبينهما عدّة فروق كلُّها تحتم اختيار ( فحدِّث ) في هذا السياق مثل ( 15 ) : إنّ الإخبار أو الخبر هو : القول الذي يصحُّ وصفه بالصدق والكذب ، ويكون الإخبار به عن نفسك وعن غيرك … والحديث في الأصل هو ما تخبر به عن نفسك من غير أن تسنده إلى غيرك ، والدليل علـى هذا أنه يُقال فلان يحدث عن نفسه … وهو حديث النفس ولا يقال يخبر عن نفسه ولا هو خبر النفس ، ويجوز أن يُقال : إن الحديث ما كان خبرين فصاعداً إذا كان كلّ واحدٍ منهما متعلقاً بالآخر فقولنا : رأيت زيداً خبرٌ ، ورأيت زيداً منطلقاً حديثٌ … وبهذا ندرك أنّ السر في تغير نظام الفواصل ناتج عن أن لهجة الحكم تقتضي أسلوباً موسيقياً غير أسلوب الاستعراض وتقتضي إيقاعاً رصيناً بدل إيقاع القصة الرخي المسترسل وكأنما لهذا السبب كان التغيير )(16) .
مغايرة الفاصلة للقياس اللغوي :
1 - بالحذف : قال تعالى : ( والليل إذا يسرِ )( الفجر : 4 ) ، وقال تعالى : ( وثمود الذين جابوا الصخر بالوادِ )( الفجر : 9 ) وقال تعالى : ( حكمة بالغة فما تغني النذر) ( القمر : 5 ) .
فيلاحظ حذف حرف من بنية المفردة وبما يجعلها موافقة للفواصل السابقة ، وقد استحسن الفراء هذا الحذف قائلاً : ( وحذفها أحب إليّ لمشاكلتها رؤوس الآيات ولأن العرب قد تحذف الباء وتكتفي بكسر ما قبلها منها ) ( 17 ) ، وقد اشتهر هذا الرأي فيما بعد ( لأن القاعدة عندهم إثبات ياء العلة في الفعل المضارع المرفوع وإثبات ياء الاسم المنقوص مجروراً ومرفوعاً إذا اقترن بـ: أل أو أضيف )( 18 ) .
وقد اعترضت بنت الشاطئ على هذا وردَّت هذا الرأي لأن القرآن الكريم لم يقتصر على حذفهما هنا في مقاطع الآيات ليسلَّم لهم القولُ بأنّ الحذف قُصِدَ به إلى رعاية الفواصل وإنما حُذِفت ياء المضارع المرفوع المعتل الأخر وواهُ أيضاً وياء المنقوص مضافاً ومعرفاً بأل في أواسط الجمل ودَرْج الكلام كالذي في الآيات الآتية ( 19 ) : ( ولَهُ الجوارِ المنشئاتُ في البحر كالأعلامِ )( الرحمن :24 ) و ( فلا أقسِمُ بالخنس . الجوارِ الكنسِ )( التكوير : 15 ) وقد ردَ الدكتور محمود أحمد نحلة كلام السيدة بنت الشاطيء مع تأكيده على أنه يتفق معها ابتداءً على أن الفواصل تابعة للمعاني ذاكراً أنّ الفراء بريءٌ مما نسبت إليه السيدة الفاضلة ذلك أنّ الفراء إنّما كان يتخذ من رعاية الفاصلة وسيلةَ ترجيحٍ لبعض القراءات القرآنية (20) ، وما ذكره صحيح فبنت الشاطيء عدّت القول السابق للفراء تصريحا بان ياء العلِة حذفت من ( يسري ) لمشاكلة رءوس الآيات ( 21 ) وإنّما قول الفّراء كاملاً ( وقد قرأ القرّاءُ ( يســري ) بإثبات الياء و( يسرِ ) بحذفها ) ثم قال ( وحذفها أحبُّ أليَّ لمشاكلتها رءوس الآيات .. )(22) فكلامه إنّما كان في سياق المفاضلة بين قراءتين وهكذا فعل بين قراءتي ( نخِرة ) و ( ناضِرة ) إذ قال : ( وناضرة أجود الوجهين في القراءة لأنّ الآيات بالألف … )(23) مع أنّ قراءة المصحف (قراءة حفص) (نخرة) الأمر الذي يعني أنّ الفراء كان يعتمد هذا في المفاضلة بين القراءتين لا توجيه قراءة المصحف ، ويبدو أنّ الدكتور لم يتضح له تماما قول بنت الشاطيء ( وقد يسبق إلى الظن أنّ الياء والواو حُذِفتا فيها للتخلص من التقائهما ساكنتين بساكنٍ بعدهما إلا أن نلتفت إلى آيات هود والبقرة والقمر والحرف فيها غير متلوٍ بحرفٍ ساكن )(24) فقد فهم الدكتور من هذا النصّ أنّ السيدة عائشة لا توافق على هذا التعليل ( أي الحذف للتخلص من التقاء الساكنين ) وعَدّ هذا الرأي مرفوضاً لأنّ الحذف في درج الكلام في بعض المواضع لا يعني تعميم الحكم في كل موضعٍ وبخاصة إذا كانت له علة أخرى ظاهرة ومقبولة من الوجهة اللغوية (25) ، ولا أرى في كلام السيدة عائشة عدم موافقةٍ على الحذف للتخلص من التقاء الساكنين وإنما قالت ( حذفت فيها ) أي جميع الشواهد التي استقرتها بنت الشاطيء حسب منهجها فهي بقولها إنما رفضت أن يكون الحذف تخلصاً من التقاء الساكنين عِلةً لجميع ما حُذِف من شواهد .
وإذا كان أغلب الدارسين للتعبير القرآني قد توقفوا عند مثل قوله تعالى : ( والليلِ إذا يِسرِ ) دون ذكرِ علةٍ لهذا الحذفِ غير ما سبق من رعايةٍ للفواصل ، فقد قدَّم الدكتور إبراهيم السامرائي تعليلاً دقيقاً لهذا الحذف مداره العناية بطول الآية ومشاكلتها في الطولِ لبقية الآيات التي قبلها سّماه ( بديع القرآن ) فـ ( جملة هذه العناية بطول الآية واستبدال بعضِ الكلم ببعض مقصود لما يؤدي إليه من نظامٍ حسنٍ هو أسلوب ( بديع القرآن ) ) فالحذف عنده هنا لا يجوز إلا في مقامٍ يستدعيه ضربٌ من المشاكلة أو التناسب كما في ( يسرٍ ) فبالإضافة إلى رعاية الفواصلِ القائمة على الراء المكسور بكسرة طبيعية تأبى أن تطول الكسرة بعد الراء في الفعل فيكون منها المدّ الطويل بالياء ، وفي ذلك مُراعاة لطول الفِقَر التي تضمنتها الآيات ولما كانت الياء تخلُّ بهذا الطويل المقدّر المقيس حُذِفت مشاكلةً وتناسباً ومثل هذا حذف ياء الإضافة في قوله تعالى : ( فكيف كان عذابي ونُذُر )( القمر : 20 ) وحذف المفعول كما في قوله تعالى : ( ما ودعك ربُّك وما قلى )( الضحى : 3)(26) .
2 - بالزيادة : قال تعالى : ( وطور سينين )( التين : 2 ) فقد عَدَلَ في هذا السياق عن الصيغة الأخرى التي وردت في سورة ( المؤمنون ) وهي طور سيناء  ( المؤمنون : 20 ) ومنه قوله تعالى : ( وتظنون بالله الظنونا )( الأحزاب : 10 ) فقد قال الدكتور إبراهيم السامرائي ( ولولا رعاية الفاصلة ... لكان من الصواب والصحة أن تكون الآية ( وتظنون بالله الظنونَ )(27) ، وهو يعود إلى فكرة التناسب والتشاكل في قوله تعالى : ( إنا اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً وسعيراً )( الإنسان : 4 ) وذلك ليتناسب قوله ( سلاسلاً ) مع قوله ( أغلالاً وسعيراً ) فالتناسب مقصود يقتضيه تجويد الأداء (28) ، وإذا كانت فكرة التناسب والتشاكل جديرة بالاهتمام من حيث طول الجملة وإيقاعها إلا أنَّ هذه الفكرة ليست إلا تكراراً لفكرة مراعاة الفاصلة عندما يقصد بالتشاكل مجرد تناغم بين الألفاظ وهذا عين ما رفضته بنت الشاطيء إلا بعد إيجاد سبب دلالي لهذا ، ذلك أن المشاكلة اللفظية عندما تدرس بمعزلٍ عن الأسباب الدلالية أو الاقتضاءات المعنوية التي تواشج دلالة السياق العامة ستؤدي إلى مثل ما وقع به الفراء في قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربّه جنتان )( الرحمن : 46 ) حيث قال : ( ... وقد يكون في العربية : جنّة تثنيها العرب في أشعارها ؛ أنشدني بعضهم … وذلك أن الشعر له قوافٍ يقيمها الزيادة والنقصان فيحتمل ما لا يحتمله الكلام … )(29) وقد وصف الرازي هذا القول بالباطل (30) ، وقال ابن قتيبة : ( وهذا من أعجب ما حُمِلَ عليه كتاب الله ونحن نعوذ بالله أن نتعسف هذا التعسف ونُجيز على الله - جلَّ ثناؤه – الزيادة والنقص في الكلام ، لرأس آية … أما أن يكون الله عز وجلّ وَعَدَ جنتين فيجعلهما جنّةً واحدة من أجل رؤوس الآي - : فمعاذ الله )(31) ، والدليل على صحته ما قاله ابن قتيبة مجيء السياق بوصفهما بصفات الأثنين فقال : ( ذواتا أفنان ) ( الرحمن : 48 ) ثم قال : ( فيهما … فيهما )( الرحمن : 50 ، 52 )(32) .


وعوداً إلى موضوع الحذف والزيادة في الفاصلة يمكن أن يُعدَّ موقف ابن قتيبة الأكثر اعتدالاً إذ جوّز في رؤوس الآي أن يزيد هاء السكت كقوله تعالى : ( وما أدراك ماهيه )( القارعة : 10 ) وألفاً كقوله تعالى : ( وتظنون بالله الظنونا ) ( الأحزاب : 10 ) أو يحذف همزة من الحرف ... أو ياءً كقوله تعالى : ( والليل إذا يسرِ ) لتستوي رؤوس الآي على مذهب العرب في الكلام إذا تمَّ فآذنت بانقطاعه وابتداء غيره لأنه مما لا يزيل معنى عن جهته ولا يزيد ولا ينقص ... (33) .
وبهذا يمكن الوثوق بأن القرآن اعتنى بالجانب الصوتي من حيث المشاكلة والتناسق دون أن يُخلَّ ذلك بدلالة التعبير بل جاءت هذه العناية غالباً وبما يخدم ويضفي على التعبير قيماً دلالية جديدة كما سيأتي ، ومن هذا التأكيد أستطيع القول بغرابة ما ذهب إليه الدكتور إبراهيم السامرائي في قوله عن تقديم ( إيّاك ) في قوله تعالى : ( إيّاك نعبدُ وإياك نستعين )( الفاتحة : 4 ) : ( ... إن العناية بالشكل في نظام الفواصل هذا هي وحدها استدعت هذا التقديم وليس من أجل غرض آخر ) (34) لأن مقتضى الإعجاز كما تقول بنت الشاطيء : أنه ما من فاصلة قرآنية لا يقتضي لفظُها في سياقه دلالة معنوية لا يؤديها لفظ سواه قد نصل إلى تدبره فنهتدي إلى سرّه البياني وقد يغيب عنا فنقرُّ بالقصور عن إدراكه (35) ، والذي قالته السيدة بنت الشاطيء هو الصحيح لا من منطلق العقيدة الدينية وتقديس القرآن - وإن كان هذا كافياً - وإنما من عدة ملاحظات استطاع الباحثون المحدثون أن تسجيلها منها :
1. اختيار مفردة لمعناها مع وجود أخرى تحقق الفاصلة : قال تعالى : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق )( الحج : 26 ) وقبلها ( ....... وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)( الحج 27 ) فقد عدل عن ( بعيد ) كفاصلة واستخدم ( عميق ) بدلاً منها مع إنها هي ما يُشاكل الفاصلة السابقة ( السِّجُود ) وذلك لأن السياق يُعبر عن مشقة السفر وبعده وفي العمق تصوير ( لما يشعر به المرء أمام طريقٍ حُصِرَ بين جبلين فصار كأنَّ له طولاً وعرضاً وعمقاً ) (36) ، وقال تعالى : ( قل أعوذُ بربِّ الفلقِ * من شرِ ما خلق * ومن شرِّ غاسقٍ إذا وقب * ومن شرِ النفاثاتِ في العقد * ومن شرِّ حاسدٍ إذا حَسَد ) ( سورة الفلق ) فلماذا عدلَ إلى ( وقبَ ) وفي السعة أن يقال إذا ( غسق ) فيكون التعبير( ومن شر غاسقٍ إذا غسق ) ولاسيما وأن مثل هذا التكرار قد استعمل في السورة نفسها ( ومن شر حاسدٍ إذا حسد ) وبذلك تنسجم صوتياً مع الفواصل السابقة . ( يقال : غسق الليل وأغسق ، إذا أظلم ) (37) ، وهم يفسرون ( إذا وقب ) بالليل ( إذا دخل في كل شيءٍ وأظلم ويقال : غسق وأغسق ) (38) أو دخل وهجم ... بظلامه (39) ، فإذا كانت اللفظتان متقاربتين إلى هذه الدرجة من الدلالة فما هو سبب العدول إلى ( وقب ) دون ( غسق ) مع أنّ الثانية هي التي تحقق الجرس الصوتي المتشاكل مع ما موجود من فواصل ولم أجد من استطاع أن يتنبه للمزية الإعجازية في الأسلوب القرآني في هذه الآية إلا الشعراوي فقد أفاد الشيخ من الإيحاء الدلالي لـ ( وقب ) اعتماداً على أصلها في المعنى ليشكل بهذا الفعل صورة قرآنية ما كانت لتحصل أبداً لو استخدم فعل ( غسق ) فالأصل في الغاسق الدافق والأصل في الوقب النقرة في الجبل (40) يجتمع فيها الماء ثم تسيل فإذا بلغ من شدة المطر أنه يعمل حفرة في الجبل فهو إذن مطرٌ غزيرٌ شديدٌ جداً وهذا المطر لا ينشأ بهذه الصورة إلا من غيم وسحاب وهذا الغيم سيكون لذلك كاسياً للسماء ، والإنسان لا يستغرب أو يخاف الظلام في الليل ، لكنه يستغرب منه في النهار والشمس طالعة ثم يكسوها السحاب وبعد ذلك ينزل المطر ، الظلمة في النهار هي الملفتة وأما في الليل فلا وجه للاستغراب أو الخوف … فكأنهم أخذوا ( الغاسق ) الذي هو الليل المظلم حين يتدفق ويسيل ويشمل الكون من الماء الذي ينزل ( ينقر في الجبل ) وهو لا ينقر في الجبل بهذه القوة إلا إذا كان غزيراً ودائماً وطويلاً لأنه يحتاج لمدة طويلة ليفعل ذلك إذن فالغيم حجب الشمس ممّا أدى إلى الظلام ، الظلام الذي هو في غير موضعه (41) ، مما سيكون أدعى للخوف والرهبة ، وربما ظنّ ظآنٌّ بعد مثل هذا وليس ببعيد إذ إن مدار قول أغلب من فسّر الآية كان على مجيء الظلام بعد النور يقول ابن القيم : ( والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة ) (42) ، ولعله مما يؤيد قول الشعراوي قوله ( صلى الله عليه وسلم ) للسيدة عائشة ( رضي الله عنها ) عن القمر (استعيذي بالله من شرِّ هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب )(43) إذ هو اختفاء مصدر الضوء ولم يرتض ابن القيم تفسير الحديـث بأنه الخسوف لأن أحداً من أهل اللغة لم يقل بذلك (44) ويؤكد كلام الشعراوي السابق ما فهمت السيدة الفاضلة بنت الشاطيء من دلالة ( الغساق ) - عند العرب - على ما ( يسيل من صديد والجرح المنتن منقولاً إليه من إغساق العين إذا دمعت من رَمَدٍ ومنظوراً في الغساق إلى غشية الرؤية وإظلامها في دمع العين يسيل من رَمَدٍ … )(45) .
2. اختيار فاصلة خاصة منفردة : كما في الفاصلة الأخيرة من سورة الانفطار قال تعالى : ( يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمرُ يومئذٍ لله )( الانفطار : 19 ) حيثُ يُلاحظ في هذه السورة عدة اختيارات على مستوى المفردة منها : أن السورة كانت تلتزم فاصلة واحدة لكل سياق داخلها وأنها التزمت منذ الآية الرابعة وإلى الأخيرة ( النون ) و ( الميم ) روياً للفاصلة ، ويُلاحظ أنّ لفظ الجلالة ( الله ) لم يرد إلا فاصلة في الآية الأخيرة (46) ، كما يُلاحظ أنه تمّ العدول عن لفظ الجلالة الله إلى ربك في السورة ( يا آيها الإنسان ما غرّكَ بربكَ الكريم )( الانفطار : 6 ) فما الذي جعل الفاصلة الأخيرة فيها تختار بهذا الشكل لو لم يكن هناك دلالة معنوية أهم في الاختيار من الجانب الصوتي - وإن كانت تحقق ملحظاً جمالياً بحد ذاتها على المستوى الصوتي أفلا يوحي تفردها في نهاية السورة واختتام السورة بها بتفرد المرجعية له سبحانه دونما مشارك واختتام الأمور إليه (47) ، واختيرت الهاء فاصلةً فأعطت صوتياً هذا المعنى حيث يتلاشى النفس عندها تماماً لكونها صوتاً مهموساً ( لا يتذبذب الوتران الصوتيان حال النطق به والوضع الذي يتخذه الوتران الصوتيان في حالة الصوت المهموس هو نفس الوضع الذي يتخذانه في حالة التنفس العادي )(48) ؛ لذلك فأن الصوت المهموس يحتاج في نطقه إلى قوة من إخراج النفس ( الزفير ) أعظم من التي يتطلبها نطق الصوت المجهور (49) ، وبمجرد قراءةٍ متأنيةٍ في هذه السورة يجد القارئ أنها بنيت بطريقةٍ خاصة ، فقد ابتدأت بالحديث عن خلق الإنسان ( … ما غرّكَ بربك الكريم الذي خلقك فسوّاك )( الانفطار : 1 - 3 ) لتتناول بعد هذا الحديث عن أعمال الإنســـان وكتابة الملكين لها ( كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين ... )( الانفطار : 4 - 7 ) لينتقل الحديث بعدها عن يوم القيامة ( إن الأبرار لفي نعيم وإنّ الفجار لفي جحيم يصلونها يومَ الدين ... )( الانفطار : 8 -13 ) لينهي السورة بتحديد منتهى الأمر ومرجعه ( يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ لله )( الانفطار : 14 ) حيث يتفرد الله سبحانه وهو المتفرد بالأمر في الدنيا والآخرة (50) .
3. الاختيار يلغي الزيادة : يقول أحد الباحثين ( إن العلاقة المعنوية بين الفاصلة والآية - كما هي في الأيغال (51) - تختلف عما هي عليه في التعقيب إذ ليس التعقيب بزائدٍ عن معنى الآية أو الآيات قبله... )(52) ، وكأن الفاصلة زائدة - كما هي في الأيغال - عن معنى الآية أو الآيات التي قبلها ، وفي هذا تعارض مع ما سبق الكلام عنه : من أنّ الاختيار على السعة منافٍ للزيادة في اللفظ ، وقد قال البلاغيون بالأيغال لما استشعروا من اضطرارٍ يُلجِأُ الشاعر للقافية لذلك قصروا الأيغال على القوافي أو طرف البيت دون الحشو يقول ابن رشيق : ( هو ضربٌ من المبالغة إلا أنه في القوافي خاصة لا يعدوها )(53) ، فإذا كان الاختيار في القرآن غير مشروطٍ فكيف نقول بكلمات الحاجة والاحتياج التي تعجُّ بها تعريفات ( الأيغال ) ، ثم أليس في التفرقة بين التتميم والأيغال أن الأيغال لا يَردُ إلا على معنى تام من كل وجه (54) ، وهذا إنما يقصد به تمام المعنى الإبلاغي ( الإخباري ) أما التعبير الفني فأنه لا تمام فيه إلا بعد استحضار كل ما يتطلبه المعنى من ألفاظ وتلك لطيفة تنبه لها ابن جني في كلامه عن قوله تعالى : ( فخرّ عليهم السقف من فوقهم )( النحل : 26 ) حيث قال : ( لو قيل : فخرّ عليهم السقف ولم يقل : من فوقهم لجاز أن يُظنَّ به أنه كقولك : قد خُرِّبت عليهم دارهم ، وقد أُهلكت عليهم مواشيهم وغلاّتهم وقد تلفت عليهم تجاراتهم ، فإذا قال : ( من فوقهم ) زال ذلك المعنى المحتمل ، وصار معناه أنه سقط وهم من تحته ، فهذا معنى غير الأول )(55) ، وفرقٌ كبير بين أن يكون اللفظ زائداً وبين أن يكون المعنى به غيره بدونه .
نعم إن البلاغيين يقولون إن في الإيغال مع زيادته نكتة بلاغية وإنه قد لا يخلو من إضافة في توضيح المعنى أو توكيده ، ولنأخذ قوله تعالى : ( وذللت قطوفها تذليلاً ) أو قوله تعالى : ( كلا إذا دُكّت الأرض دكاً دكا )(56) ... الخ .

ولو حذفت ( تذليلاً ) إذا كانت بعد ( تمام المعنى من كل وجه ) سيكون الكلام : وذللت قطوفها ، وبعيداً عن جمالية الإيقاع والمشاكلة التي جاء عليها ، ألا يمكن أن يحمل هذا القول على المجاز كما حُمل غيره ؟ إن وجود لفظة ( تذليلا ) غَيَّر معنى الجملة بل حتّم أن تكون على الحقيقة لأن المجاز لا يؤكد فـ ( العرب لا تؤكد بالمصدر إلا إذا كان الحقيقة )(57) ، فهل مثل هذا زيادة جاءت بعد تمام المعنى من كل وجهة لتشبيه أو تأكيد ؟ والمسلمون من أهل السنة إنما استدلوا على ثبوت كلام الله على الحقيقة بقوله تعالى : ( وكلم اللهُ موسى تكليماً )( النساء : 164 ) لذلك قال الصرصري في قصيدة مَدَحَ فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وتحدث عن عقيدته (58) :

وكلَمَ موسى والكلامُ حقيقة بتوكيده بالمصدر الخصم يُقطَعُ


الحواشي:

1) النكت 89 .
2) كثيراً ما ارتبط الواو وحركته ( الضمة ) بمعنى القوة والياء وحركته الكسرة بمعنى الضعف والرقة .
3) ينظر : علم الأصوات العام 96 .
4) ينظر : التفسير البياني 1 / 30 .
5) ينظر : الدراسات الصوتية 192 .
6) ينظر : علم الأصوات العام 128 .
7) ينظر : التفسير البياني 1 / 38 – 40 .
8) ينظر : الكشاف 4 / 263 – 264 ، والطبري 30 / 147 ، والبحر 8 / 485 .
9) التفسير البياني 1 / 35 .
01) ينظر : المصدر السابق 1 / 35 .
11) ينظر : الدراسات الصوتية عند علماء التجويد 482 – 483 .
21) ينظر : المصدر السابق 482 .
31) ينظر : فن التقطيع الشعري 282 .
41) ينظر : الرعاية لتجويد القراءة 110 و 201 ، والدراسات الصوتية عند علماء التجويد 319 نقله الداني في التحديد 19 ، و التفشي كثرة خروج الريح وانبساطه عند خروج هذه الحروف ، ينظر : الرعاية 109 والدراسات الصوتية 319 .
51) ينظر : الفروق في اللغة 32 .
61) البيان في إعجاز القرآن 199 .
71) معاني القرآن 3 / 260 .
81) الإعجاز البياني 521 .
91) المصدر السابق 521 .
02) ينظر : لغة القرآن في جزء عمّ 374 – 376 .
12) ينظر : الإعجاز البياني 250 .
22) معاني القرآن 3 / 260 .
32) المصدر السابق 3 / 231 .
42) الإعجاز البياني 252 .
52) ينظر : لغة القرآن في جز عمَّ 378 .
62) ينظر : من وحي القرآن 132 .
72) من وحي القرآن 135 – 136 .
82) ينظر من بديع لغة التنزيل 302 .
92) معاني القرآن 3 / 118 .
03) تفسير الرازي 29 / 124 .
13) تفسير غريب القرآن 440 .
23) ينظر : تفسير غريب القرآن 440 .
33) ينظر : تفسير غريب القرآن 440 .
43) من وحي القرآن 131 .
53) ينظر : الإعجاز البياني 258 والتصوير الفني 90 .
63) من بلاغة القرآن 63 .
73) تفسير المعوذتين 23 .
83) معاني القرآن 3 / 301 ، وينظر : المفردات 830 ، وتفسير مفردات القرآن 935 .
93) ينظر : تفسير الطبري 12 / 226 .
04) الوقبُ كالنقرة في الشيء ينظر : المفردات 830 ، وتفسير مفردات القرآن 935 .
14) ينظر : المختار من تفسير القرآن 3 / 182 .
24) تفسير المعوذتين 24 ، وينظر : عدة المسلمين 263 .
34) تفسير الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 8 / 689 .
44) تفسير المعوذتين 26 .
54) الإعجاز البياني 490 .
64) وبهذا يُعلم خطأ الإشارة التي وردت في جدول مرات ورود لفظ ( الله ) في سور القرآن الذي قام به علي حلمي موسى حيث ذكر أنه لم يرد أي مرّة في سورة الانفطار ، ينظر : استخدام الآلات الحاسبة 1114 .
74) ينظر : الفاصلة في القرآن 208 .
84) الدراسات الصوتية عند علماء التجويد 131 .
94) ينظر : علم اللغة 164 وينظر الدراسات الصوتية 138 .
05) في ظلال القرآن 8 / 496 .
15) الأيغال هو ختم البيت بما يفيد نكتة يتم المعنى بغيرها كزيادة المبالغة … ينظر شروح التلخيص 3 / 220 ومعجم المصطلحات 1 / 229 .
25) أسلوب التعقيب 24 .
35) العمدة 2 / 57 ، وينظر : الخزانة ( الحموي ) 111 .
45) ينظر : تحرير التحبير 241 .
55) الخصائص 3 / 271 .
65) مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية 94 .
75) مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية 94 .
85) ديوان الصرصري ( مخطوط وزارة الأوقاف ) ورقة 71
 
إحدى الأخوات عندها بحث ماجستير في الفاصلة القرآنية وترجو من أعضاء هذا الملتقى المبارك إفادتها بالكتب والأبحاث المؤلفة في هذا الموضوع ، وجزاكم الله خيرا.
 
ناقش الكاتب والشاعر والباحث الإسلامي الكبير محمد الحسناوي

هذا الموضوع في رسالة جامعية ، ونال بها درجة الماجستير

سنة 1973 م ، وكان يحاضر بها في المراكز الثقافية في سوريا

وأكيد قد قام بطبعها ونشرها

وهو الآن أحد مؤسسي رابطة أدباء الشام

http://www.odabasham.net/
 
كتبت انا الفقير الى الله تعالى رسالة بعنوان الدلالات المعنوية لفواصل الايات القرانية عجل الله تعالى فرجها
 
كتب الدكتور عبد الفتاح لاشين كتاب بعنوان ( الفاصلة القرآنية ) ، نشر دار المريخ بالرياض 1402هـ الموافق 1982 .
 
عودة
أعلى