كتاب ( نيل الأوطار ) للشوكاني بتحقيق حلاق: وما أثير حوله من كلام
كتاب ( نيل الأوطار ) للشوكاني بتحقيق حلاق: وما أثير حوله من كلام
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد:
فإنني قد أحببتُ أن أُلقي الضوء على الكلام على تحقيق شيخنا محمد صبحي حلاق - حفظه الله - لكتاب ( نيل الأوطار ) للإمام الشوكاني - رحمه الله - من أجل أن يكون طالب الحق على بينة من أمره حول هذا الكتاب .
قال شيخنا في مقدمة كتاب ( سبل السلام ) :
( وقبل أن أضع القلم لابد من القول والتنبيه :
أن دار إحياء التراث العربي - بيروت - قد طبعت كتاب " نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيّد الأخيار ) للإمام محمد بن علي الشوكاني، وكتبت على الغلاف الخارجي : خرَّج أحاديثها وعلَّق عليها: محمد صبحي حسن حلاق .
وكتبتْ على صفحة العنوان من الداخل : رقَّم كتبه وأبوابه وأحاديثه وقابله على نسخة خطية : ( محمد حلاق ) .
وكتبتْ مقدمة للكتاب وذيلتها : وكتبه: محمد صبحي حسن حلاق أبو مصعب .
وللأمانة العلمية أقول: أنني بريء مما كتبت هذه الدار على الكتاب، كما أنني بريء مما نسبت إليَّ، وهي تتحمل وزر ما فعلت 000
والكتاب لا يزال العمل جارياً فيه - تحقيقاً وصفاً ومراجعةً - وسيصدر إن شاء الله قريباً عن دار ابن الجوزي، بتحقيق شامل وخدمة كاملة بـ15 مجلداً .
فلذا أودُّ أن أصرّح بأن دار إحياء التراث العربي لم تطبع لي سوى :
1) حاشية ابن عابدين: بالاشتراك .
2) اللباب في تخريج المباركفوري لقول الترمذي وفي الباب .
[align=center]اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة00
ولوجهك خالصة 000
و لا تجعل فيها شركاً لأحد .[/align]
أبو مصعب: محمد صبحي بن حسن حلاق
اليمن - صنعاء -مساء الجمعة
10/ رجب /1419هـ
30/10/1998م
) انتهى كلامه - حفظه الله -.
قلتُ ( أبو إسحاق ): الكتاب قد خرج للناس محققاً في 16 مجلداً عن دار ابن الجوزي بالدمام الطبعة الأولى 1427 هـ . وقد نفذ من السوق، وسيطبع ثانياً قريباً - إن شاء الله - كما أخبرني شيخي عنه، مع تصحيح بعض الأخطاء المطبعية، والتي بلغت تقريباً 45 خطأً مطبعياً . وهذا الكتاب بهذا التحقيق يعتبر أفضل تحقيق لهذا الكتاب إلى الآن - والله أعلم -، وقد سئل شيخنا عبد الكريم الخضير - حفظه الله - عنه فقال: أنا قراءاتي كلها في الطبعات القديمة إما المُنيريَّة أو بولاق، وهناك طبعة حديثة للشيخ طارق عوض الله صدرت مؤخراً ولم أقتنها بعد، وهو مظنة للتجويد، ثم طبع أخيراً بتحقيق صبحي حسن حلاق في دار ابن الجوزي طبعة العناية فيها ظاهرة واطلعت على مواضع منها وأوصي طلاب العلم بها . ا .هـ
انظر هذا الرابط :
http://www.khudheir.com/ref/272
وانظر هذا الرابط للفائدة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114862
وبينما كنتُ أقلب في صفحات الانترنت وقعتُ على هذا المقال على هذا الرابط:
http://www.aldahereyah.net/forums/archive/index.php/t-3869.html
ولا بأس من نقله هنا ثم تعليق شيخنا عليه :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
جاء في الجزء الأول من "نيل الأوطار"، في مقدمة محققه "محمد صبحي بن حسن حلاق"، في الفصل المخصص لوصف المخطوطات،في معرض وصفه للمخطوط أ، في الصفحة 71 ما يلي:
"3_ آخر المخطوط: وكان الفراغ في نهار الخميس في اليوم السابع والعشرين من أيام شهر الحجة (1). سنة إحدى عشر ومائة وألف من الهجرة النبوية. على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وكان التأليف بمحروس مدينة صنعاء المحمية بالله."وبعدها بأسطر في الصفحة ذاتها مايلي:
"11_ اسم الناسخ: المؤلف رحمه الله/محمد بن علي الشوكاني/."ومما كان معلوما لدي أن الشوكاني وُلِد سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف هجرية (1173 هـ)، وأنه توفي سنة خمسين ومائتين وألف (1250 هـ). أما ما جاء في الفقرة المذكورة أعلاه، فإن مفاده أن عمر الشوكاني 150 سنة على أدنى تقدير!
لكنني اتهمت عقلي، فراجعت مظان ترجمته لأمحص ما قد يكون التبس عليّ، فاكتشفت أنني ظلمت... ذاكرتي البريئة!
ثم تذكرت أن الأستاذ " ابن حلاق" مِن ألصقِ الناس بتراث الشوكاني وأكثرهم معايشة له، حتى إنه ليكاد يحتكره. كما أنه أخرج "نيل الأوطار في 16 مجلدا.. فلا يعقل أن يرتكب ذاك الخطأ من قام بهذا الجهد الجبَّار! فقلت في نفسي: لعل الرجل بصر بما لم يبصر به غيره، أو لعله قبض قبضة من أثر الشوكاني، أو لعل نفسه سوَّلت له ذلك فقط.. ولقطع الشك باليقين، رجعت إلى الترجمة التي خصصها "المحقق" للشوكاني في المقدمة نفسها من الكتاب نفسه، وإذا بعيني تقع على التالي:
"يذكر الشوكاني في ترجمته لنفسه تاريخَ مولده، نقلاً عن خطِّ والدِه فيقول: "ولد – حسبما وَجَد بخط والده – وسط نهار يوم الاثنين، الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة سنة (1173 هـ)، ثلاث وسبعين ومائة وألف" ولا مجالَ للاختلاف في تاريخ مولده بعد هذا النص منه ومن والده." (نيل الأوطار، 1/28)!!!
وعندئذ، خاب ظني... إذ لم أظفر بالمفاجأة المرجوَّة، وضاع مني اكتشافٌ كان من شأنه أن يقلب وجه تاريخ اليمن وتاريخي أيضا! فالشوكاني الذي أعرفه هو الذي يعرفه "ابن حلاق"، فيما يتعلق بتاريخ ولادته على أقل تقدير.
ولكن، ما قصة هذا المخطوط الذي فرغ منه الشوكاني سنة 1111 هـ؟ أيُعقل أن يكون فعل ذلك، ثم غاب في "السرداب"، سرداب سني طبعا، ثم وُلِد من جديد سنة 1173 هـ، ونسي ما سطرته يده في "الحياة السابقة"، فأعاد كتابة "نيل الأوطار" وأتمه بعد عام 1209 هـ،كما أشار المحقق إلى ذلك (1/10)؟!(2)
ممكن! فاليمن السعيد لا يفتأ يأتينا بالعجائب.. أليست ريح تلك البلاد هي التي كلَّمت الحمام لتغريه بالزيارة، كما روى ذلك شوقي؟ أم أن شوقي غير حافظ؟!
وبينما أنا أهيم في مهمه "مقدمة ابن حلاق"، وهو مهمه "لا نَدٍ ولا حسَن"، إذ بعيني تقع – مرة ثانية! – على صور لبعض الأوراق من المخطوطات التي اعتمد عليها "المحقق". وهنا ازدادت دروب التيه اشتباكا، وازددتُ معها حيرة وارتباكا. فالرجل أدرجها في مقدمته إدراج الواثق، وهذا شأن الموثِّق الصادق!
ولما كاد اليأس يقهرني، وكدت أصرف النظر عن الموضوع، إذا بعيني تقع -من جديد- على الصفحة 75، فلم ألتقطها وأبقيتها لصيقة بما التقطَتْه؛ بل وتخازرت لعلي أظفر بالمراد. وبعد هنيهة، عادت إليَّ العين رمشاء ترتعش، ونبأتني أن في الصفحة صورة عن إحدى ورقات المخطوط، كُتِبَ تحتها: [الصفحة الأخيرة من المجلد الأول]، وأنها قرأت فيها ما يلي:
"بقلم جامعه السائل لمغفرة الملك الغفار محمد بن علي بن محمد الشوكاني لطف الله به حامدا الله ومصليا على رسوله وآله وصحبه راجيا من المتطول بالإعانة على البعض أن يعين على البقية وكان البلوغ إلى هذه الغاية في يوم عاشوراء من شهر المحرم سنة ثمان ومائتين وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام." (مقدمة المحقق، 1/75)
وهنا ذهبت بي الحيرة كل مذهب، وكأني إزاء لغز هو من الغيب الأغيب.. أيُعقل أن يكون الشوكاني فرغ من المجلد الثاني والأخير سنة 1111 هـ، ثم تذكر أنه لم ينجز المجلد الأول، فخرج سنة 1175 هـ من سردابه، وظل يكتب مجلد "النيل" الأول إلى غاية عام 1208 هـ؟!
ممكن! فاليمن السعيد بلد العجائب.. ألم ينتقل عرش ملكته "بلقيس" إلى النبي سليمان (عليه السلام) في لمح البصر، وهو يبعد عنها بآلاف الأميال؟! وأراني – بفضل "ابن حلاق" – غارقا في إحدى عجائبه، لأني لم أحسبها لُجّةً ولم أكشف عن ذراعَيّ...
ولفرط حيرتي، فكرت أن أرسل أحدا إلى صنعاء ليجيئني منها بنبإٍ يقينٍ، مِنْ قِبَل الشوكاني لا مِن قِبَل الأستاذ "ابن حلاق"، فقد خشيتُ أن يرسِل إليَّ هذا الأخير بهدية لينظر بم يرجع المرسَلون... وبينما أنا غارق في غياهب الشك، إذ بعيني تهمس في أذني: "أنا هدهد العقل، ولا يستقيم العقل إذا لم يصحّ النقل". ثم نقلتني إلى الصفحة 79 من "مقدمة ابن حلاق"، وإذا بي أرى فيها صورة لإحدى ورقات المخطوط، مكتوب تحتها: [الصفحة الأخيرة من المجلد الثاني]. ومن هذه الصفحة، نقلت لي عيني ما يلي:
"(...) وكان الفراغ في نهار الخميس في اليوم السابع والعشرين من أيام شهر الحجة الحرام سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام" (النيل، 79)
فنازعتُ عيني في روايتها ولم أصدِّقها.. وإكراما للأستاذ "ابن حلاق"، أرسلت عيني الأخرى وقلت لها: "تبيّني! أن نصيب قوما بجهالة فنصبح على ما فعلنا نادمين!" فعادت مصدّقةً أختها. لكنها أضافت ملاحظة (والعين تلحظ)، تلقيتها بالقبول معتبرا إياها زيادة ثقة، ومفادها أن كلمة "مائتين" مكتوبة بهذا الشكل "مائة ين"؛ وكأن المؤلف كتب سهوا "مائة" ثم استدرك فوصل التاء المربوطة بالياء والنون.
فقلت في نفسي: سها الشوكاني فأنقص مائة، ووهم "ابن حلاق" فزاد مائة في عمر الأول! والفرق بينهما: أن الأول استدرك، أما الثاني فلم يدرك...
وهَبْ أن الشوكاني أثبت 1111 هـ تاريخاً لفراغه من تأليف "نيل الأوطار"، هل هذا مبرر لإثباته على علاته دون تعليق أو توضيح، ولوثبت من ألف طريق أن الشوكاني كان جزءاً من الغيب في تلك السنة؟!
وإذا كان "وهم" كهذا وقع في مقدمة التحقيق، فماذا عن التحقيق نفسه؟
وإذا كان "المحقق" يخطئ في قراءة مفاتيح المخطوط، ثم لا يشير –من باب الأمانة العلمية- إلى اللبس الذي اعترضه عند القراءة، إن كان هو الذي قرأه؛ فكيف تسنى له تحقيق المخطوط؟ وكيف لنا أن نثق في ضبطه؟
وكنت من قبل أتساءل: ما الذي جاء بابن الفيحاء إلى صنعاء؟ لكنني الآن، بفضل قصيدة "شوقي"، أدركت الجواب: إنها الريح!
وها هي ذي الحمامة الحجازية الفطنة تحمّلني رسالة إلى "ابن حلاق" قائلة له:
هَبْ جنَّةَ الخُلْدِ اليَمَنْ ----- لا شيءَ يعدل الوطنْ!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(1): في صورة هذه الصفحة من المخطوط: " شهر الحجة الحرام". وقد أغفل المحقق "الحرام" هنا، ولم يشر إلى الباعث على ذلك، ولعل "الباعث" لم يكن بـ"الحثيث"...
(2) أي: تاريخ الفراغ منه، لا ما سبق من كلام. ) انتهى .
تعليق شيخنا عليه :
لقد أملى عليَّ شيخنا بعد ما أطلعته على هذا المقال، فقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اطلعتُ بواسطة أخي الفاضل على ما سطَّره أحد الحاقدين على أعمالي، حيث أنه جاء بجملٍ وألفاظٍ فيها العجب العجاب . ولو اتقى ربه وأنصف في قوله لحُلّت القضية في ثانية واحدة .
ففي مقدمة محمد صبحي بن حسن حلاق، وليس ابن حلاق .
في الصفحة 71 خطأ مطبعي وهو بدل ( مائتين ) كتبت ( مائة ) بالخطأ، وصورة المخطوط في صفحة 70 المقابلة تُثبت ( مائتين ) وليس ( مائة ) . بالإضافة إلى أنَّ الصفحات الأخرى كصفحة 75 تثبت أيضاً ( مائتين ) وغيرها وغيرها .
فلا يحتاج هذا الخطأ المطبعي إلى كل هذا التطبيل والتزمير من فضيلة هذا الذي اتاني بالعجائب والغرائب وبالجمل الطنانة الرنانة، وتحقيق غيره من الكتب يثبت أن المحقق له وهومحمد صبحي بن حسن حلاق، وليس " ابن حلاق " يا جاهل .
ولقد أثبت العلماء وطلبة العلم ومن اطلع على " نيل الأوطار " على أن هذا التحقيق لنيل الأوطار لم يسبق إليه، بشهادة العلماء .
فلتحترق قلوب الحاقدين والحاسدين لهذا الذي أخرج التراث اليمني من التراب .
انظر بعين الإنصاف والعدل، ولا تنظر بعين الحقد والحسد .
أملاه ارتجالاً
أبو مصعب
محمد صبحي بن حسن حلاق
ليلة الاثنين 22/6/1430هـ
قلتُ ( أبو إسحاق ) : بعد هذا العرض ، ما هو رأي العلماء وطلبة العلم حول هذا الكتاب، والكتاب بين أيديهم في طبعته الأولى، والثانية قريباً - إن شاء الله -، لمن أراد تحميل الكتاب والاطلاع عليه، هاك هذا الرابط :
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=5664
والسلام عليكم 000000 في انتظار ردودكم .