الجديدُ: من ألوان السرقات العلمية.!

إنضم
20/01/2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
الحمد لله والصلاة والسلامُ على رسول الله , وبعد:
كثيراً ما يتحرَّجُ البعضُ اليومَ من التعامل المادي (إيداعاً - إقراضاً - شراكةً - رهناً ...) مع الناس عُموماً وإن كانت مظاهرُهم ومناصبُهم وشهرتُهم تفرضُ الثقةَ بهم دونَ تردُّد , وما ذاك إلا لوجود حالاتٍ مُفاجئةٍ من الخيانة المُشرَّعةِ التي تستمرُّ آثارُها النفسيَّةُ ألفَ سنةٍ وخمسينَ , وحالاتٍ من التأوُّل الفاضحِ الذي تولَّى كِبرَهُ أقوامٌ كان الناسُ يُنزلُونَهم منزلةَ ابن حيوةَ وسعيدٍ وعطَاء حتى إذا خَبَرُوهم لم يجِدوهم شيئاً سراباً أو غيرَ سراب.!!

وأخشَى ما أخشاهُ أن يتحقَّقَ هذا الشعورُ في المشاريع والأفكار العلمية وخطط الأبحاث التي لا يجدُ بعضُنا حرَجاً الآنَ في إطلاع أترابهِ وأشياخِه ومُقرَّبيه وأهل ثقته عليها , فهل آن الأوانُ لتكونَ المقالاتُ والخطط والموضوعات والأفكارُ عَوراتٍ مُغلَّظَـةً لا تحلُّ لغيرِ المُعالجِ , أو يكونَ استنصاحُ الناس والحديث معهم عنها محلَّ رويَّـةٍ واستخارةٍ واستشَارةٍ بحيثُ يُخفيها أحدُنا حتى لا تعلمَ شِمالهُ ما تكتُبُ يمينهُ.؟ رُبَّما.

ومن العَجائب والعَجائبُ جمَّـةٌ : أن تنفقَ من جُهدكَ وتُسافرَ وتُهاتفَ وتتوصَّل إلى باحثٍ ما بعد سلسلةٍ من المعارف داخلَ المُلتقى وخارجَهُ حتى تتحصَّل منهُ على رسالته التي يشغبُ عليك بعضُ أعضاء مجلس القسم الناظر في خطتك بأنها عينُ ما تنوي القيامَ به , ثم تتكلَّفُ عناء السفر إلى الباحث وعناء السهر القراءة والتفريق بين الفكرَتينِ وتُقنع بها مجلس القسم , وتُفاجأ بعد زَمَن بآخَرين يستنسخونَ علاقاتكَ وسفَرَك ومكالماتك وتصويرك للرسالة وسهرَكَ واستخراجَك للفروق بل وحتى أخطاءك المطبعية في علامات الترقيم لا تُتركُ لكَ فتسلم من استنساخهم , فما لهؤلاء القوم.؟

ألا يعلمون أنَّ استخدامَ كلمات الباحثينَ وترتيبَ نقاطهم وحديثهم عن الدراسات السابقة وتعبيراتهم الخاصة في كل ذلك أو بعضه (مع تجاهلهم التام وعدم الإشارة إليهم) فضلاً عن انتحالِ نتائج استقرائهم للرسائل العلمية غير المنشورة يُـعتَبرُ رذيلةً علميةً في عُرف الباحثينَ.؟
وهلاَّ تركُوا - في سبيل إقناع أقسامهم - التحاملَ (غيرَ المسؤول) على موضوعكَ الذي لم تنتهِ من كِتابتهِ إذ لم يحفَظوا لك حقكَ.؟
وللموضوع بقيَّـةٌ.
 
يا شيخ محمود :
بدأت بكلام مخيف
وبقي الجاني وموضع جنايته
-والتصريح به أشد إخافة -...
فهل ستفصح أم هذا التلميح كفاية عن التصريح؟...
إن ختامك يدل على السيل القادم !
فاللهم سلّم سلّم !.
 
ومن عجائب الجديد أيضا أن يَطلب المدرِّس ( الدكتور ) من المدرِّس المساعِد ( الأستاذ ) البحثَ له في بعض المسائل العلمية المتعلقة في بحثه الخاص بالترقية مستغلا ظَنَّهُ أن الأستاذ يجهل طبيعة وظيفته ، ويَكْذِب ليقول : هذا من طبيعة عملك فقم به ! فيستحي الأستاذ من مواجهة ذي الشيبة بكذبه ويقبل بإهداء جُهْدِهِ وفِكْرِهِ !
 
بارك الله فيك.
أرى أن موضوع: "السرقات العلمية" بحاجة إلى أن يُفْرَد بمؤلف مستقل في كل تخصص، يُذكر فيه كل ماله صلة بالموضوع، يتتبع الباحث فيه لصوص الكتب من باحثين وناشرين ومكتبات وجامعات، مثبتاً دعواه بالأدلة الواضحة، والبراهين الفاضحة؛ نصحاً للمسلمين، وحماية للعلم الشريف من تقحم غير أهله فيه.
 
قال أحدهم

قال أحدهم

سمعت معلقا على قناة ذات مساء قال "الفساد ليس في الإنسان العربي بل في إدارة المجتمع العربي، فحين يرى الفرد أن الرجل غير المناسب في المكان المناسب/غير المناسب يبدأ يفكر بوسائل غير شريفة لأنها هي المشاع، أي كما قال لينين الرجل المستقيم في المجتمع الأعوج هو الأعوج الوحيد " وقول لينين ينطلق من منطق دنيوي اجتماعي وهو مضاد لمنطق القرآن الكريم {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك [أي بهرك بكثرته] كثرة الخبيث فاتقوا الله يا ألي الألباب لعلكم تفلحون}.
يوجد مثل شائع بين الأمريكيين أن 80% من النجاح العلمي هو "ادعاء"
وهو وإن كان لا يؤخذ على حقيقته فهو ليس معطى تجربة بل قول قائل، إلا أنه يؤخذ منه أن بعض الادعاء مطلوب.
ما تحتاجه مؤسساتنا العلمية هو تطوير القياس والتقويم على معايير وأسس عالمية.
ونحن لا نستطيع أن نشيع البداوة في الإعلام والسياسة ونمنع تسربها إلى المؤسسات العلمية.
هذه الملاحظة تقودنا إلى وجوب تغير جذري في فلسفة التعليم وإدارته في بلادنا.
لا نهوض للتعليم مع وجود البداوة فيه إداريا وسلوكيا وفكريا
لا يوجد لدينا ملفات معتبرة لمسيرة الشخص. فالأمانة في العالم اليوم تقوم على أسباب عقلية لا دينية لأن الذي يغش أو يسرق تدون في ملفه ملاحظة نهارية لا يمحوها كلام الليل.
فهو يحسب ألف حساب قبل أن يفكر أن يغش أو يسرق أو يخون.
أما عندنا فلا وجود لكل ذلك.
نطلب فقط الأمانة على أسس دينية فردية، وهذه وحدها إن كانت كافية للفرد المتدين [وسائل الإعلام الديني والدعوات ومثل هذا الموضوع من محفزاتها]فهي لا تكفي للمجتمع بل يحتاج توفر كل أسباب الأمانة لتلاقي مشارب الناس المختلفة
العالم يطور كل يوم صيغ وفورمات لتأطير كل شيء وإمكانية الحكم الموضوعي عليه سواء كان شخصا أو موضوعا ونحن
نتكبر على ما ينتجه بنو الإنسان باستقلالية حمقاء جعلتنا آخر الركب.
كل أدوائنا "إدارية"
ولا حل ولا علاج يلوح في الأفق
 
ومن عجائب هذا الباب أن تتهيأ لباحث من هذا الطراز فرصة طباعة بحثه ثم يأبى ويتعذَّر ويراوغُ لفرط خوفه من اكتشاف السطو الفكري منهُ على غيره , خصوصا في زمن لم يعد اكتشاف السرقات فيه يُشكل كبير عناء.
فهل سنرى في زمن المتغيرات رجالاً راشدين شُجعاناً يعتذر الواحد منهم سراً أو علانيةً لمن سرق أيامهم ولياليهم وأقلامهم ودفاترهم وإطراقهم.؟
أو يتورَّع عن استلحاق البحوث التي سبقت الميثاق الغليظَ (عقد اللقب العلمي) خُروجاً من الخلاف.؟
 
هذه مقدمة جليلة

هذه مقدمة جليلة

ما قدَّم به الأخ الكريم الأستاذ محمود الشنقيطي لموضوع السرقات العلمية أعدُّه مقدمة جليلة الخطر ينبغي التنبه لها قبل أن يستسيغ الناسُ مثل هذه السرقات فتكون فيهم سُنة سيئة ولكنها مباحة .وإني لأغبط شيخنا الجليل على جمال أسلوبه ودقة ألفاظه في عرض قضية ذات شأن كبير في مجالات العلم والعلماء ، وأحسب أنه إذا أتم مناقشة الأمر فسيضع أيدينا على مكامن الخطر ويوجه أنظارنا إلى منهج متكامل لمعالجة هذه الخصلة الرذيلة ، وواللهِ قلتُ قبل عامين أو تزيد : إن غياب التنسيق بين المراكز العلمية وغياب الفهرسة الدقيقة للرسائل العلمية في هذه المراكز وحبس الرسائل دون النشر آفاتٌ ثلاث هي في المحل الأول من المجال المفتوح أمام السارقين ، ثم تأتي آفاتٌ أخر من المجاملة والأمر بالستر وقلة المبالاة والاستعانة بمكاتب إعداد الرسائل (مطبخ السرقات العلمية) و...و... أمور أخرى مما لست أذكره فظن ( شرا ) ولا تسأل عن الخبر إذ يكفيك من شر سماعه .
كان أهل العلم قِدمًا يرَوْن أن العلم مرتعٌ مباحٌ فينقل بعضهم من بعض دون غضاضة ولا عتبٍ فليس للناقل فضل النقل ولا للمنقول عنه فضيلة السبق لأنه نقل عمن قبله وهكذا كانوا فلم يكن في أعرافهم ( قانون حق المؤلف ) ولا ( حق الأداء العلني ) ولا( المكاسب المادية ) ولا ( الشهادات العلمية ) ولا ( المناصب الوزارية والأستاذية ) المسبوقة بحرف الدال فلا يأسى صاحب الكتاب إذا رآى آخر يقتبس منه حتى يشتف ( اشتف ما في الإناء : لم يُبْقِ فيه سؤرا ) ولا يلومه ولا يقاضيه : ومن العجب أن يتخذ أهل زماننا من هذه الشنشنة قاعدة للدفاع عن أنفسم بدلا من الاعتراف والاعتذار .
لعل شيخَنا محمودا - وفقه الله - يجتهد في وضع موازين عادلة لدرء هذه المفسدة واللهُ يوفقه ويرعاه .
 
ويحلو الكلام عن السرقات العلمية إذا كان بينه وبين السارق خلاف شخصي.
 
مِن أبشَـع ألوانِ السَّرقاتِ (المُبَرَّرة) والتي تُلجِـمُ المُجاملةُ أفواهنا عن تسميتها باسمها أن يقومَ بعضُ أصحاب الألقاب الفَخمة بإيكال مهمَّات البَحثِ والتَّحقيقِ والتَّعليقِ والموازنةِ إلى بعضِ طلبة العلم الفحُول الراسخِينَ من الفقراء والمساكين ويستغلَّ قلةَ ذوات أيديهم حتى إذا أخذت المشاريعُ البحثيَّـةُ زُخرُفَها وازَّيَّـنت واهتَزَّت وربَـت وآتت أكلها بإذن ربِّها وجُهود وفُهوم وأقلام أولئك الفحول جاء صاحبُ اللَّـقبِ الفَخْمِ وخَسَف بهم وبأسمائهم ووضع اسمهُ ورسْمه على ديباجة هذا العَمل المُنجَز لينبَهر القارئُ بجلالة لقبه وهالة وظيفته ومنصبه اعتقاداً منهُ أن الأجرة الشهريَّة التي يمنحُهم إيَّاها - سامحه الله - تُخول لهُ مثل ذلك العصفِ والخَسف , وإني لأُكبر في هذا الباب صنيع الشيخين الحَبرَيْـنِ شعيب الأرناؤوط وبكر أبو زيد رحمهما الله - وغيرهم - واللذَيْن كانا ينسبان الفضل لأهل الفضل ويمنحان مع ذلك الأجر الجزل.


أخي وشيخي الكبير/ منصور مهران , لا أجدُني إلا متمثلاً قول صفي الدين الحلي:

تُبدي التواضعَ للإخوانِ منبسطاً
وإن وَضَعتَ على هامِ السُّها قدَما
بسطتَ لي منكَ أخلاقاً وتكرمة ً
حتى غَـدا الودّ فيـما بيننا رحما

 
مِن أبشَـع ألوانِ السَّرقاتِ (المُبَرَّرة) والتي تُلجِـمُ المُجاملةُ أفواهنا عن تسميتها باسمها أن يقومَ بعضُ أصحاب الألقاب الفَخمة بإيكال مهمَّات البَحثِ والتَّحقيقِ والتَّعليقِ والموازنةِ إلى بعضِ طلبة العلم الفحُول الراسخِينَ من الفقراء والمساكين ويستغلَّ قلةَ ذوات أيديهم حتى إذا أخذت المشاريعُ البحثيَّـةُ زُخرُفَها وازَّيَّـنت واهتَزَّت وربَـت وآتت أكلها بإذن ربِّها وجُهود وفُهوم وأقلام أولئك الفحول جاء صاحبُ اللَّـقبِ الفَخْمِ وخَسَف بهم وبأسمائهم ووضع اسمهُ ورسْمه على ديباجة هذا العَمل المُنجَز لينبَهر القارئُ بجلالة لقبه وهالة وظيفته ومنصبه اعتقاداً منهُ أن الأجرة الشهريَّة التي يمنحُهم إيَّاها - سامحه الله - تُخول لهُ مثل ذلك العصفِ والخَسف , وإني لأُكبر في هذا الباب صنيع الشيخين الحَبرَيْـنِ شعيب الأرناؤوط وبكر أبو زيد رحمهما الله - وغيرهم - واللذَيْن كانا ينسبان الفضل لأهل الفضل ويمنحان مع ذلك الأجر الجزل.
أخي وشيخي الكبير/ منصور مهران , لا أجدُني إلا متمثلاً قول صفي الدين الحلي:

تبدي التواضعَ للاخوانِ منبسطاً
وإن وَضَعتَ على هامِ السُّها قدَما
بسطتَ لي منكَ أخلاقاً وتكرمة ً
حتى غدا الودّ فيـما بيننا رحما
نعم صدقتَ بارك الله فيك, وإني لأرى أن من تهاون في سرقة الأفكار الصغيرة, وتهاون في انتحال العبارات القليلة = هانت عليه يوما سرقة الأفكار الكبيرة والمشاريع العظيمة, فتراه يتدرج في سرقة جهود الآخرين بدءاً بالصفحات فالفصول فالأبواب فالكتب فالمجلدات!! ولن يرتدع عما هو أعظم مادام لم يردع نفسه عند أول سطر انتحله وأول فكرة سرقها.
 
ومما يُتَعَجَّبُ منه أيضا هو أن تُسْتَحْدَثَ لوائح ونظم تحمي السارق ! وتلك ثالثة الأثافي ، وقد استُحْدِثَتْ لدى إحدى الجامعات لائحة تنص على السماح للأستاذ المساعد أن يجتزئ فصلا أو فصلين من أحد أبحاث طلبته الذين أشرف على رسائلهم - وتمت مناقشتهم ونالوا بها الدكتوراه - ويُجرِي لها إعادة هيكلة ويقدمها ضمن بحوث الترقية إلى أستاذ ! ومن الهزيل بالذكر أن من يساعده على إعادة الهيكلة هو ذلك الباحث المغبون !
 
ومما يُتَعَجَّبُ منه أيضا هو أن تُسْتَحْدَثُ لوائح ونظم تحمي السارق ! وتلك ثالثة الأثافي ، وقد استُحْدِثَتْ لدى إحدى الجامعات لائحة تنص على السماح للأستاذ المساعد أن يجتزئ فصلا أو فصلين من أحد أبحاث طلبته الذين أشرف على رسائلهم - وتمت مناقشتهم ونالوا بها الدكتوراه - ويُجرِي لها إعادة هيكلة ويقدمها ضمن بحوث الترقية إلى أستاذ ! ومن الهزيل بالذكر أن من يساعده على إعادة الهيكلة هو ذلك الباحث المغبون !

إنَّ هذا لشَيئٌ عُجابٌ.!!
الأصلُ في هذه الحالةِ أن يُسلَبَ فضيلةُ السَّارقِ درَجَته التي توصَّل إليها بالاختِلاسِ , وقد حصل هذا في بعض الجامعات التي تحلَّت بالإنصافِ حين ثبَت لديهم أنَّ أحدَ منسُوبيهم تسلَّقَ على كَاهل أحدِ طُلاَّبه فسُلبَ التَّرقيةَ حالاً.
وأرجو أن تكُوني يا مُتَّبعةُ غيرَ مُستوعبة للنِّظَـام الذي تُشيرينَ إليه , لأنَّ عدمَ استيعابِك أهونُ علينا من وجودِ هذه الفضيحةِ حقيقةً , والله المُستعانُ على أيِّ حالٍ.
قال الفاروقُ عمرُ بنُ الخطَّاب في كتابه إلى أبي موسى الأشعري بشأن القضاء {وَمَنْ تَزَيَّنَ لَهُمْ (يعني النَّاسَ) بِمَا لَيْسَ فِى قَلْبِهِ شَانَهُ اللَّه} ولاشكَّ أنَّ من تزيَّن بما ليسَ في قلبهِ ولا قلمهِ شرٌّ مكاناً وأضلُّ سبيلاً.
 
وأرجو أن تكُوني يا مُتَّبعةُ غيرَ مُستوعبة للنِّظَـام الذي تُشيرينَ إليه , لأنَّ عدمَ استيعابِك أهونُ علينا من وجودِ هذه الفضيحةِ حقيقةً , والله المُستعانُ على أيِّ حالٍ.
هذا إن أحْسَنَّا الظن فيه يا شيخنا الكريم مِن أن يكون غير مخترِعٍ لما يقول - لاسيما وهو رئيس قسم - بعدما طلب الفصلين من البحث ليضمهما ضمن بحوث الترقية ، واعتذر بما ذكرتُ أعلاه من أن اللوائح تسمح لمَّا لاحَظَ استغراب الباحث ! أما أن يضم إلى السرقة الكذب فالله المستعان !
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

هل يدخل ضمن السرقات العلمية أن تنقل من كتاب دون ذكره ؟ وماذا عن شيخ الاسلام الذي يستشهد البعض أنه أخذ الصفحات من بعض الكتب دون ذكرها ؟ وهل يعتبر من باب التعاون على البر، كما قال بعضهم، أن يينقل من كتاب دون ذكره ؟

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
الأئمة العلماء أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم لم يكونوا يكتبون نقلا ، بل كانوا يستحضرون ما كتبوه استظهارا تاما ، فكتاباتهم كانت عن حفظ ، ومما يشهد بذلك أنهم أحيانا يصنفون مصنفاتهم حال سفرٍ باعَدَ بينهم وبين مواردهم في حضرهم ، ويحضرني المثل الذي كتبه الإمام ابن القيم رحمه الله حال سفر له عن تفسير المثل في قوله تعالى { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا } أتى فيه بكلام بديع ، وجدته فيما بعد نصا في تفسير البغوي .
 
السلام عليكم،،،

صدقت أيها الشيخ الفاضل...

هذا أصبح من الشائع في زماننا...

ولكن مما عجبت له أن يُسرق كتاب لمؤلف -طبعًا المؤلف الحقيقي بالنسبة له مشروع العمر- وتكون هذه السرقة مائة بالمائة، بمتن الكتاب وحاشيته، اللهم إلاّ تغيير العنوان، وبالطبع تغيير اسم المؤلف، ويبرر لنفسه أنه لم يكتب على الغلاف تأليف، بل كتب جمعه وأعده... فبهذا برر لنفسه هذه السرقة..

سبحان الله هل من الممكن أن يصدق أحد أن هذا قد يحصل...

للأسف فهذا يحصل في زماننا،، وإذا اكتشف أحد الباحثين هذه السرقة، وقام بمراسلة المؤلف الذي ما زال على قيد الحياة، تقوم الدنيا ولا تقعد، والكل يبحث عن هذا الباحث الذي راسل المؤلف، وهم يغضون الطرف عن السارق... طبعًا لأنه (صاحب الفضيلة) أو (سماحة الشيخ) أو....

نسأل الله العافية في ديننا ودنيا وآخرتنا....
 
أحسن النية والقصد وأعلم أن الجاني آثم والمعتدى عليه مثاب ، وتشبه بالكرام ،واسال الله العافية ، ولعل في سرقة عملك أجر عجل لك ، وجل الزهاد من السلف فرحهم بما يسرق من علومهم اكثر من فرحهم بما ينسب لهم
قال أيوب السختياني رحمه الله : ذكرت ولا أحب أن أذكر
وكان ابن محيريز رحمه الله يقول : اللهم إني أسألك ذكراً خاملاً .
ووذكر الذهبي في ترجمة الحافظ عبد الرحمن بن محمد بن مهران أنه كان يخفي نفسه ، ويجتهد أن لا يظهر لحديث ولا ولا لغيره .
ووقال يحيى السيباني رحمه الله : قال لنا ابن محيريز ، إني أحدثكم ، فلا تقولوا : حدثنا ابن محيريز ، إني أخشى أن يصرعني ذلك القول مصرعاً يسوؤني .

وقال الفضيل رحمه الله : وددت أنه طار في الناس أني مت حتى لا أذكر
وفي زماننا سرقت العقول وسرقت الأخلاق وسرقت الأموال وسرقت الخصوصية وسرقت الثوابت و...وسرقة بعض العلوم أخف من ذلك أسأل الله أن يبعد عنا وعنكم سطوة السراق
 
الله المستعان..

أصحاب هذا المنهج اللئيم على طبقات :
1: فطبقة يسرقون الجهد الفردي لباحث أو باحثين، ويدعونه لأنفسهم زوراً وبهتاناً، وقد رأيت استشناعكم لصنيعهم، وحقَّ لكم.

2: وطبقة أشد ضراوة وصفاقة من هؤلاء وهم المبتزّون الذين إما أن يستحوذوا على جهد الباحث ويدّعونه لأنفسهم ، وإما أن يقعدوا له كل مرصد، حتى يأتيهم طوعاً أو كرهاً فيسلمهم ما بيده، أو يعجز عن بحثه بعد أن تضيق عليه السبل فيأخذونه مغنماً بارداً، وإما أن يجعلوه عبرة لغيره يضربون به الأمثال، ويزجرون به من يحاول أن يمتنع امتناعه.

3: وطبقة أشد من هؤلاء وأعظم جناية وهم كبار المبتزين وهم الذين تبوؤوا مكانة تمكنهم من التصرف والتأثير والظهور، وتملكوا مقاليد الأمر والنهي والتمويل فيما تحت أيديهم ، وبثّوا عيونهم يستطلعون ما يصلح للاستئثار ؛ فإذا ما وجدوا مطمعاً نظروا فيه بعين المكر والاستدراج ، وأجلبوا على صاحبه بالترغيب والترهيب ، والجفاء والإقبال، حتى يسلمهم ما بيده، أو يحاكوه ليوهنوه.
فإن ضعف واستسلم لم يقتصر لؤم فعلهم على تملك ذلك المشروع العلمي، وإنما زادوا عليه بالتصرف في فكرته ومنهجه بما يحرف مساره ، ويقضي على ثمرته.
وإن استعصم صاحب المشروع بالله ولم يسلمهم القياد جاشوا عليه بما استطاعوا، وأذاعوا عنه ما أذاعوا.
ولهؤلاء من الجنايات العظيمة في وأد مشروعات علمية كبيرة ما لو كُشف للناس عُشْرَه أو أقل لأصابهم الذهول!
لكن من لطف الله تعالى أن سترهم وأبدى شيئاً من فضائح بعضهم ، وإلا لو كشف الأمر على حقيقته لنزعت الثقة في كثير من الأشخاص لضعف التمييز بين الصادق والكاذب.
والله محيط بما يمكرون.

والمؤمن يسلّم لله تعالى حسن قضائه وتدبيره، ويصدق بوعده ، والله كافٍ عباده المؤمنين، وفي طيات تلك المحن والبلايا، منح وعطايا، يدركها اللبيب الموفق.
وما يختاره الله لعبده، خير مما يختاره العبد لنفسه، وكم من مسلك يدأب المؤمن فيه، فتكدي مساعيه؛ فيأتيه من حيث لا يحتسب أضعاف ما كان يرجوه، بل ما لم يكن يخطر له على بال ، ولا يدور في خيال، ولا يسار إليه بقَدَم، ولا يطار إليه بجناح، يجعله الله له مغنماً مباركاً وذخراً محفوظاً.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
 
ومن السَّرقاتِ التي تتولاَّها دورٌ ومكاتبُ وهيآتٌ سرقةُ الكُتُب والموسوعاتِ والمشاريع العلمية وادِّعاءُ تحقيقِها والعنايةِ بها ونسبة ذلك إلى فريقٍ من الباحثينَ أو المختصِّينَ.
وقد أكرمني الله ليلةً بحضور مناقشة علميَّـة للدكتور المحقق/ الخرَّاط - حفظه الله - وسرد مأساةَ الدُّر المصون المبكية , ثم اقترحَ - مازحاً - تسجيل رسالة علمية بعنوان (جهود دار .... في سرقة المصنفات المتعلقة بالقرآن وعلومه - دراسةٌ وصفيةٌ).
 
أظن لو أن السارق يعلم أن هناك من سيلاحقه ، وأن هناك غرامة بانتظاره لما تجرأ على السرقة الكاملة ، إلا إذا كان من أصحاب الملايين .
 
تسجيل رسالة علمية بعنوان (جهود دار .... في سرقة المصنفات المتعلقة بالقرآن وعلومه - دراسةٌ وصفيةٌ).

ذكرتني شيخي الفاضل باحدى دور النشر عندنا في لبنان، نطلق عليها "دار الأخطاء والسرقات.." لكثرة الأخطاء في كتبها، وكثرة السرقات...

والأهم من ذلك أنها تضع بداية الكتاب، جميع حقوق الطبع محفوظة...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

يروى أنهم أتوا إلى عمر رضي الله عنه برجل قد سرق فقال هذا السارق : أستحلفك بالله أن تعفو عني فإنها أول مرة ، فقال عمر رضي الله عنه : كذبت ليست هي المرة الأولى فأراد الرجل أن تثار الظنون حول عمر فقال له : أكنت تعلم الغيب ؟ فقال عمر رضي الله عنه : لا ، ولكني علمت أن الله لا يفضح عبده من أول مرة ، فقطعت يد الرجل فتبعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : أستحلفك بالله أهي أول مرة ؟ فقال : والله إنها هي الحادية والعشرون.

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
موضوع شائك أو لنقل شائق !!!!!!!!!!! وهو منتشر وللأسف ... فالسرقة تعمل في الأحياء والأموات على حد سواء فلا مخافة من الله ولا قوانين البشر تردعهم !! وقد مررت بعدة تجارب من هذا القبيل

ومما مررت به شخصيا : أن أحدهم ممن يسبق حرف الدال اسمه سلمني ذات مرة ظرفا به أوراق !! قال هي تحتاج لمراجعة لغوية فقط كونك متخصصة باللغة العربية ! قلت : لا بأس
قال : والفقرات كذلك تحتاج تقديم وتأخير وحذف واضافة لأنها غير مرتبه وغير مترابطة !!
قلت : أيضا ، لا بأس المسألة بسيطة !
قال : وبالمرة ضعي مقدمة وخاتمة واضيفي ما ترينه مناسبا من المواضيع المتعلقة واحذفي ما ترينه غير مناسب !!
قلت : حسنا !!!
قال : وقد يوجد بعض المعلومات خطأ فصحيحها ؟؟
قلت : وهل هناك شئ آخر ؟؟
قال : لا ، فقط المراجع تأكدي منها لأن بعضها غير موجود في نص الموضوع والعكس
قلت باستغراب : سأراجعها !!
قال : والأحاديث خرجيها ؟؟
قلت : ولكنه ليس تخصصي ؟؟
قال : حاولي !!! أنت تستطيعين !!
قلت : هل تبقى شئ آخر !!
قال : والعنوان ، اقترحي عنوانا مناسبا أكثر
قلت : إن شاء الله

ثم سألته فقط لأعرف كيف يفكر ؟؟
عفوا دكتور ؟ ما هذه الأوراق ؟؟ أصلا ؟؟ وهل ممكن تزودني بمراجع استعين بها على ما طلبت ؟؟
فقال : هي دراسة أعدها ، ولا حاجة لك بمراجع فكل شئ موجود هنا ،، وأشار إلى جهاز الكمبيوتر على مكتبه !!!!!

قلت في نفسي : شر البلية ما يضحك !!! لأنه ذاته اتهمني يوم سلمته بحثي بأني نسخته من الشبكة العنكبوتية ولما تأكد بنفسه أنه عملي الخالص طلب مساعدتي لكنه ظن أني مثله أنسخ من الشبكة العنكبوتيه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
مقال في الصميم ....

يقول تبارك وتعالى عن إخوة يوسف عليه السلام :

{[FONT=QCF_P244] ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ} [سورة يوسف:73][/FONT]

حين تنهال الاتهامات على صاحب البحث و تبدأ معه التحقيقات وجلسات المناقشات في الكليات والتفصيلات لاستظهار أمر بحثه هل هو من جهد ذاته أم من مصنفات أمثاله ، وتكون تلك التحقيقات سياسة تتخذ في بعض الجامعات فتوقع المسيء وتسيء إلى المحسن .
فإن مآل السارقين من الباحثين اليوم كمآل إخوة يوسف في ثبوت السرقة فيهم بدليل عليهم ، ومقال المخلصين من الباحثين كمقال إخوة يوسف في نفي التهمة عنهم لأمانتهم التي لم تخرم من قبل .
وإن المناقشات التي تثبت بعدها براءة الباحث مما يُظن به لها الأذى البالغ في نفسه لا يجبره إلا السنين ، ولكن اللائمة لا تقع على الجامعة إنما على من اضطرها إلى ذلك حين ترى أنين الرسائل العلمية من أصحاب السرقات العلنية .
 
ومما ظهَـر حديثاً من ألوان السَّـرقات , إسنادُ المناقِـشِ المُتشاغِل عن الرِّسالة أو العاجزِ عن فكِّ رموزِها مهمةَ قراءتها واستخراج المُلاحَظات عليها إلى أحد من تضطرُّهم إليه مصلحة معاشٍ أو تربطهم به مصلحةٌ يبتزُّهم فيها بقراءة الرسالة , ويستلم الملاحظاتِ جاهزةً ويتولَّـى مشقَّـة تلاوتِها على مسمع الطالب والحاضرين.!
ومثل هذه المُمارسَات (النَّادرة) الوضيعة لا بُدَّ من التَّـواصي بالوقوف أمام نفوس فاعليها الضعيفة , وترك المجاملة والإدهـان إن استبانَ لأحدِنا شيئٌ من ذلك.
 
لو صحَّ للمُتأمِّـل أن يخترعَ وصفاً لبعض السَّـرقَات أو يُبالغ في اعتبارها كذلك فيُسميها (سرقةَ العزائمِ والطُّموحات) لانطبق مصطلحهُ الجديدُ على بعضِ من يقول في خاتمة أو مقدمة تآليفه وتقاريظه منذُ ثمانية عشرَ عاماً إنه يعمل على تحقيق مخطوط كذا وكذا , ولم يخرج هذا التحقيق إلى السَّـاعة.
ويبقى المجدُّون من طلبة الدراسات العليا متهيِّـبينَ التفكيرَ في العمَل على ذلك الكتاب فضلاً عن الإقدام عليه , فلمَ لا يعلنُ أولئك الكرامُ عن تراجعهم أو توقفهم عن العمل وإباحتهم الرَّعيَ في الحِمى والحِمَيَان و (الأحماء) المحرَّمة (إن صحَّ الجمعُ) ليفسحوا المجال في مجالس العلم عملاً بقول الله {فَافْسَحُوا} وانتظاراً لوعده الصادق {يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ}
 
لو صحَّ للمُتأمِّـل أن يخترعَ وصفاً لبعض السَّـرقَات أو يُبالغ في اعتبارها كذلك فيُسميها (سرقةَ العزائمِ والطُّموحات) لانطبق مصطلحهُ الجديدُ على بعضِ من يقول في خاتمة أو مقدمة تآليفه وتقاريظه منذُ ثمانية عشرَ عاماً إنه يعمل على تحقيق مخطوط كذا وكذا , ولم يخرج هذا التحقيق إلى السَّـاعة.
ويبقى المجدُّون من طلبة الدراسات العليا متهيِّـبينَ التفكيرَ في العمَل على ذلك الكتاب فضلاً عن الإقدام عليه , فلمَ لا يعلنُ أولئك الكرامُ عن تراجعهم أو توقفهم عن العمل وإباحتهم الرَّعيَ في الحِمى والحِمَيَان و (الأحماء) المحرَّمة (إن صحَّ الجمعُ) ليفسحوا المجال في مجالس العلم عملاً بقول الله {فَافْسَحُوا} وانتظاراً لوعده الصادق {يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ}

اطلعت قريبا على رسالة علمية (دكتوراة) حديثة الطبع، وبتتبع الهوامش التي يحيل إليها الباحث ومصادر بحثه آخر الكتاب وجدت ما لا يقل عن عشر مخطوطات كلما ذكر واحدة منها يختم بعبارة (وهي تحت الطبع لكاتب هذا البحث)!!

إذا لم يكن هذا نوعا من "قطع الطريق" فليت شعري ما عساه يكون؟!
 
السلام عليكم رحمة الله.
من الكتب النافعة في هذا الباب، -والسِّيُّ بالسِّيِّ يذكر-، الكتاب الذي ألفه الجلال السيوطي رحمه الله. وعنوانه "الفار
ق بين المصنف والسارق"، وهو على الرابط التالي لمن أراد تحميله.
مكتبة مشكاة الاسلامية
 
بارك الله فيك أخي ولعلي أذكر بعض ماواجهت في هذا الجانب فقد كلفت بمناقشة رسالة واكتشفت أنه قد كان فيها سرقة علمية بمقدار 80 صفحة حتى أن السرقة بلغت حد أن الإحالات المنقولة للمؤلف عن نفسه تعاد في الرسالة الناقلة عنه فإذا قال هذا جهدي المتواضع أو هذا ماتوصلت إليه يكررها بالنص..وكذا يحدث أن تنقل بعض كتاباتي وترسل إلي بأسماء أشخاص آخرين ... بل ويتضاعف الأمر سوءا حين يغش طالب الماجستير والدكتوراة في الامتحان لتحصيل درجة ،ويسرق طالب الترقية من الأساتذة بحثا أو رسالة للوصول إلى كرسي أو مرتبة ..، ويتناسى كل أولئك أن ماتخطه أيمانهم وتصل بهم في الدنيا إلى مآربهم من شهرة أومنصب أو رتبة أووظيفة هي ستكون شاهدا عليهم يوم القيامة ومآل الدنيا إلى زوال ،وياليت من يعلم من نفسه ماذكرت أو قرأ كلامي أن يتعظ ويتوب ويرجع عن خطئه ويجعل قوله تعالى (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) نصب عينيه هدانا الله ورزقنا الصدق والإخلاص والثبات
 
لا حولا ولا قوة إلا بالله ...والله إنّها لظاهرة تدمي القلوب.
فهل يعقل لطالب العلم -ولا سيما الشرعي- أن يفعل مثل هذا الأمر ألم تردعه دراسته طيلة السنوات الماضية ...أم أنّه وجد مبررا شرعيا ومسوغا لوسيلته بحثا عن الغاية المنشودة .
تذكرت في هذه اللحظات مامرّ معي أثناء مراقبتي لامتحانات الجامعة ففي أحد الاختبارات رأيت طالبا يغش وبعد تنبيهي له عدة مرات أخذت الورقة الإمتحانية فما كان منه إلا أن ردّ قائلا :" لقد أسقط عمر - رضي الله عنه - حد السرقة في عام المجاعة، أفلا يسقط عنا حد الغش في هذه الأوضاع التي نعانيها ...." وتكلّم مليا ليشعرني بالذنب .
فما رأيكم دام فضلكم ؟؟؟ وترى هل الأوضاع التي نعانيها بأسوء من الأوضاع في العراق وفلسطين وباقي الأصقاع ...أولم يكن منهم الخرجين بل والمتفوقين وأصحاب البعثات ......هل من مجيب ؟؟؟
 
الإخوة الأفاضل هذا الموضوع جدير بالتوقف عنده وبحثه وتبقى مشكلتي الأزلية اني أدخل متأخرة على هذه المواضيع الهامة إلا أنني ارتأيت أن أدلي بدلوي :
-بعد المرور سريعاً على موضوع السرقات العلمية وجدت أنه تم إدراج البروليتاريا الفكرية وبعض القوانين الجامعية المجحفة مع السرقات العلمية وهي ليست كذلك.
- انا بصفتي طالبة علم احتاج لتحديد مصطلح السرقة العلمية، وقد كنت قد كتبت سابقاً عن واقع البحث العلمي أن ما يدخل إلى دماغ الإنسان من أفكار يصبح ملكاً له ويختلط بأفكاره لا إرادياً ولا يمكنه التحرر منه والمدخلات إلى الإنسان كثيرة قبل الشروع بالبحث وأثناءه وبعد الانتهاء منه .
-قبل مدة سمعت بعض الأساتذة يتهم أحد طلبته بالسرقة المؤدبة وقد رجعت إلى ما سماه الأستاذ سرقة في كتابات الطالب فوجدته إبداعاً وليس سرقة مؤدبة.
-ما سبق يقودني مجدداً إلى تحديد مصطلح السرقة العلمية هل الاستفادة من العبارات الإنشائية والأدبية سرقة؟ هل البناء على الأفكار سرقة ؟ هل تعد عملية صياغة الأفكار من جديد سرقة وإن كنت أعد إعادة عرض الأفكار قمة الإبداع؟؟
 
بقيت قضية أخيرة في جعبتي نسيت أن أضيفها وهي أني كلما استغرقت في بحث علمي ووصلت إلى نتائج اعتقدت أني سبقت بها الأولين والآخرين وأني أبدعت جديداً في العلوم إلا ووجدت بعد مدة من سبقني إليها من المتقدمين والمتأخرين ولأن لهم قصب السبق أنسب جهدي لهم وهو ليس كذلك، إنما هو نتاج عقلي البشري، وتولدت عندي قناعة أن الفكر الإنساني يتشابه فإذا كانت مادة البحث متوفرة لأكثر من شخص فلا شك أن النتائج ستكون بطريقة أو بأخرى متشابهة.
 
أري أن الاشكال الذي شوش عليك الفكرة هنا اختي الكريمة هو عدم التفريق بين الفكرة بما هي فكرة ذهنية مجردة و الفكرة باعتبار مشخصاته الخارجية وهنا اطرح هذه النقاط للبحث :
النقطة الاولي : إن الافكار بما هي أفكار ملك للجميع للمسلم و الكافر , العربي و الاعجمي و قديما قال الجاحظ إن المعاني ملقاة علي قارعة الطريق يعرفها العالم و العامي و الاشكال يقع في المشخصات لهذه الافكار من نظريات و مخترعات علمية و في الانتاج الادبي و العلمي .
النقطة الثانية : كلما تجردت النظريات و الافكار (مثل الافكار الفلسفية و الشعر و القصة و الرواية ) عسر علي الناس ضبط انتقالها بين الأفراد و الجماعات و العكس صحيح في العلوم الطبيعية الا تلاحظين معي أن مايسمي السرقات العلمية يغلب علي الافكار الادبية و النظرية منها في الفيزياء و الكيمياء و الطب لا أقصد ان هذه العلوم لا تقع فيها سرقات بل تقع لكن ضبطها و محاسبة من يرتكبها اقوي من غيرها.
النقطة الثالثة : قليل هي الافكار و المعاني الجديدة و ما نعتقده من أفكار و عقائد ليست جديدة حتي و أن حاول البعض ألبسها ثوبا جديدا نحن نعيد إنتاج نفس الأفكار و إن كان في سياق نظري و برهاني جديد خذ مثلا النظرية النسبية أصول هذه النظرية تجدينها عند فلاسفة اليونان و علماء المسلمين و حكماء الهند و غيرهم .
النقطة الرابعة : حقوق الملكية الفكرية أمر جديد لم يعرفه العالم الغربي و تحديدا أمريكا الا في القرن 19 الميلادي و البعض يعيد أصول هذه الحقوق الي أوائل القرن 17 او 18 و لكن من المؤكد ان الانسانية لم تعرف مثل هذه القوانين من قبل و لعل نشأت هذه القوانين في امريكا قد يرجع الي كون أن المجتمع الأمريكي قام علي الفلسفة اللبرالية التي هي فلسفة فردانية تعلي من قيمة الفرد حقيقي كان أو اعتباري و تنظر الي حقوقه نظرة التقديس و التبجيل.
 
الإخوة الكارم: أنا أرى أن نطـاق المشكلة (هُـنا) أضيقُ من اتِّسَـاعه لمسألة الفكرة والنظرية ومدى قبولها للاحتكـار , فالحديث هُـنا عن سطوٍ مفضُـوح , يتزيَّـن فيه (السَّـاطي) بما لم يُعطَهُ , فيأخُذُ رحلةً شاقَّـةً لأحد الباحثينَ أنفقَ فيها سفرهُ ومالهُ وغربتهُ لتأكيد معلومة أو تأسيسها , أو بناء تشكيلتها المرحلية , ثم ينسخُها (السَّـاطي) ويتبنَّـاها من غير أن يُشير بتصريح أو تلميحٍ لصلاحب الجُهد الأوَّل.
والمصيبة أن بعض هذه (المداهمَات) حصلت في زَمَن لم تكُن طرق التواصل المعرفي فيه سريعةً كما هي اليومَ , وابتُلي المتقدِّم فيها بالمتأخِّر حين قبَرَ جُهدَه , واستغلَّ إمكانياته فنشَر المسروق واشتهر به , فلما انكشف المستُور وبُعثر ما في القبور , كانت المفاجأة المرَّة..!
ولا صلة لهذا الموضوع بالمسألة (الخلافية) حول حقوق الملكية الفكرية , فتيكُم تتعلق بالنشر والتوزيع من غير طريق الناشر والموزع , مع احترام المؤلف والإبقاء على حقه الأكبر في نسبة جهده إليه.
 
الغريب أن بعض السارقين يقعوا في أخطاء من يسرقون منهم حتى في خطأ العزو والتخريج !!!
 
عودة
أعلى