التفسير وثقافة العصر

إنضم
16 نوفمبر 2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
أثار انتباهي ما أسمعه هنا وهناك عن علماء ومفتين لهم باع في الدراسة الشرعية . لكن عندما يتطرقون لأبسط المسائل المرتبطة بالواقع المعاش ، نجد لهم خرجات أقل ما يمكن أن يقال عنها : إنها لا تمت إلى الواقع بصلة . كأنهم جاءوا من أعماق التاريخ القديم .
فهل كانوا يتمثلون السلف من الصحابة والتابعين في هذا الصنيع ؟
وهل الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم كانوا لا يتعاملون مع واقعهم والثقافة المحيط بهم ؟
وهل القرآن الكريم والسنة الثابتة الصحيحة يؤكدان على ذلك الانفصام النكد بين النص والواقع ؟
ومتى كان المفسر يعيش في برجه العاجي منفصلا عن الناس ؟
هذه أسئلة وغيرها كثير ، أطرحها فقط للتنبيه على الظاهرة .

مع فائق التقدير والاحترام
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الاخ عبد الكريم ماتفضلت بطرحة يحتاج الى تفصيل وامثله حتى يتبين اين الخلل ماهي ثقافة العصر... لن اكمل لاني احتاج منك الى تفصيل ماطرحته
 
بسم1
وبعد، فقبل القاء اللائمة على المفسرين والمجتهدين، فالسبب قد اشار له السيد قطب وان كان في سياق غير السياق ومساق غير المساق.
وهو ان المطالبة باستفراغ الوسع وبذل الجهد وعصر الذهن بحثا عن حلول لمشكلات المجتمع القائمة والمتجددة في ضوء الادلة الشرعية ووفق المعايير الاصولية عبث وهزل، لان الواجب ان يسلم هذا المجتمع اولا ويفهم معنى لا اله الا الله فاذ ذاك يمكن حل المشكلات في رحاب الاسلام.
فالكلام في مشكلات معيشية بعيدة عن الشرعية والتماس جواب شرعي لها، احسبه ان لم يكن من العبث فهو من العنت، ويؤدي الى ما ذكرتم من فصام نكد، لا ان القران الكريم والسنة يؤكدانه، ولا كذلك حال العلماء.
كما اتفق مع الاخ غازي في ضرورة المثال ليتبين المقال.
 
ّ

ّ

السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الأعزاء

إن مسألة "ثقافة العصر" لها أهمية قصوى في فهم معاني كلام الله تعالى؛ وخاصة في زمننا هذا الذي تكشَّفت فيه حقائق كثيرة لم تكن معلومة، فَمَحَّصت عدداً من المعاني، كما انجرفت ألفاظ كثيرة عما كان لها من استخدام، فانحرفت بسببها المعاني.

وهذا التبدل قد يكون اقتراباً أو ابتعاداً عن الحق، على الترتيب، مما يجعل الأمر مُشْكِلاً بحق! لذا وجب تحري مسألة "ثقافة العصر" برويِّة ودراسة (بل دراسات) مُعمَّقة.
وسوف أعطي مثالين لتبدل "ثقافة العصر"في اقترابها من الحق"، ومثالين "لابتعادها عن الحق"، فيما ظهر لي (والله تعالى أعلم).

أما الحالة الأولى، التي فيها اقتربت ثقافة العصر (الحاضر) من الحق عما كانت عليه:
فمثالي الأول فيها هو: [أن الأثقل من الأجسام يهوي إلى الأرض مثلما يهوي الأخف]، وذلك خلافاً لثقافة العصر الماضي القائل بأن: [الأثقل يهوي إلى الأرض أسرع من الأخف].
ودليلي الخاطف لمن لا يصدق - وما زال متمثلاً الثقافة القديمة التي يعبر عنها الكلام اللاحق للفخر الرازي - يظهر بوضوح في التجربة البسيطة الآتية:
https://www.youtube.com/watch?v=AYz_K3mwq6A#t=290
ويمكنني تحليل هذه المسألة وإثباتها رياضياً وفيزيائياً لمن شاء.

ومثالي الثاني هو: [أن المتحرك - باستدارة أو بغير استدارة - ويحمل شيئاً يتحرك، فإن الأخير يتحرك بمجموع الحركتين]، وذلك خلافاً لثقافة العصر الماضي القائل بأن: [الحركات لا تنضاف].
ودليل ذلك أيضاً يظهر في التجربة الآتية:
<span dir="RTL">https://www.youtube.com/v/aRDOqiqBUQ...n_US&rel=0
وهذه المسألة أبسط من أن تتطلب تحليلاً وإثباتاً في السرعات العادية لوضوحها، غير أنها في السرعات العالية جداً يجب أن تعالج بالنظرية النسبية الخاصة، لأن الجمع البسيط للسرعات التي تُقارب سرعة الضوء، لا يستقيم مع الواقع التجريبي.

أما الثقافة القديمة في هاتين المسألتين، فنقرأها بوضوح في كلام الفخر الرازي في تفسيره، والذي يوافقه فيها كل أهل العصر الماضي بدون استثناء نعلمه، وذلك في عبارته الآتية:
اعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذكر .. أَنَّهُ جَعَلَ الْأَرْضَ فِرَاشًا، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ: أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً [النَّمْلِ: 61] وقوله: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً [الزُّخْرُفِ: 10] وَاعْلَمْ أَنَّ كَوْنَ الْأَرْضِ فِرَاشًا مَشْرُوطٌ بِأُمُورٍ: الشَّرْطُ الْأَوَّلُ: كَوْنُهَا سَاكِنَةً، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ مُتَحَرِّكَةً لَكَانَتْ حَرَكَتُهَا إِمَّا بِالِاسْتِقَامَةِ أَوْ بِالِاسْتِدَارَةِ، فَإِنْ كَانَتْ بِالِاسْتِقَامَةِ لَمَا كَانَتْ فِرَاشًا لَنَا عَلَى الْإِطْلَاقِ لِأَنَّ مَنْ طَفَرَ مِنْ مَوْضِعٍ عَالٍ كَانَ يَجِبُ أَنْ لَا يَصِلَ إِلَى الْأَرْضِ لِأَنَّ الْأَرْضَ هَاوِيَةٌ، وَذَلِكَ الْإِنْسَانُ هَاوٍ، وَالْأَرْضُ أَثْقَلُ مِنَ الْإِنْسَانِ، وَالثَّقِيلَانِ إِذَا نَزَلَا كَانَ أَثْقَلُهُمَا أَسْرَعَهَمَا وَالْأَبْطَأُ لَا يَلْحَقُ الْأَسْرَعَ فَكَانَ يَجِبُ أَنْ لَا يَصِلَ الْإِنْسَانُ إِلَى الْأَرْضِ فَثَبَتَ أَنَّهَا لَوْ كَانَتْ هَاوِيَةً لَمَا كَانَتْ فِرَاشًا، أَمَّا لَوْ كَانَتْ حَرَكَتُهَا بِالِاسْتِدَارَةِ لَمْ يَكْمُلِ انْتِفَاعُنَا بِهَا، لَأَنَّ حَرَكَةَ الْأَرْضِ مَثَلًا إِذَا كَانَتْ إِلَى الْمَشْرِقِ وَالْإِنْسَانُ يُرِيدُ أَنْ يَتَحَرَّكَ إِلَى جَانِبِ الْمَغْرِبِ وَلَا شَكَّ أَنَّ حَرَكَةَ الْأَرْضِ أَسْرَعُ فَكَانَ يَجِبُ أَنْ يَبْقَى الْإِنْسَانُ عَلَى مَكَانِهِ وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُهُ الْوُصُولُ إِلَى حَيْثُ يُرِيدُ، فَلَمَّا أَمْكَنَهُ ذَلِكَ عَلِمْنَا أَنَّ الْأَرْضَ غَيْرُ مُتَحَرِّكَةٍ لَا بِالِاسْتِدَارَةِ وَلَا بِالِاسْتِقَامَةِ فَهِيَ سَاكِنَةٌ
وبناءاً على الثقافة المعاصرة، التي أثبتت التجارب الفيزيائية أن لها مصداقية عالية في هذه الموضوعات، يصبح كلام الرازي هذا خطأً صريحا.

هذا عن الحالة الأولى،
أما الحالة الثانية، التي تتبدل فيها ثقافة العصر إلى الأسوأ (في فهم كلام الله تعالى)، فسوف آتي عليها لاحقاً إن شاء الله.
 
إخواني الأعزاء
في الحالة الثانية، التي تتبدل فيها ثقافة العصر إلى الأسوأ (في فهم كلام الله تعالى) يحدث أن تتبدل التصورات نتيجة مستحدثات الأمور! .. فما كان شائعاً بين الناس في زمنٍ ما، مفهوماً بلا كلام، محذوفاً من المُدونات، لعدم الحاجة إلى توضيح الواضح، ولقطع الملل، ... فجأة يصبح ألغازاً للثقافات اللاحقة من قراء هذه المدونات، لأنهم لم يعودوا يمتلكون الثقافة القديمة بكامل حيثياتها.

ومثالي الأول في ذلك هو: تبدل الثقافة الجغرافية في المنطقة العربية، وذلك بين حقبتين واضحتين تماماً:
الحقبة الأولى: الألف سنة الأولى من الإسلام.
الحقبة الثانية: القرنين الأخيرين.

ودعواي في ذلك أن ذهنية قارئ القرآن المعاصر(أي: تصوراته)، تختلف تماماً - في الإفادات الجغرافية - عن ذهنية (تصورات) قارئ القرآن في الحقبة الأولى، التي كانت أقرب للثقافة التي نزل القرآن بأعراف أهلها اللغوية.

بمعنى أن ما يفهمه المسلم المعاصر في التصور الجغرافي يختلف بشكل حاسم عما كان يفهمه المسلم في الألف سنة الأولى.
ومما يزيد الأمر سوءاً أن المسلم في الحقبة الأولى لم يكن يدوّن بشكل صريح تلك الثقافة الأولى، لعدم توقعه أن تتغير الثقافة، وأنه سيأتي زمان على الناس لا يعرفون ما يفترض أنهم حتماً يعرفونه.

ولعدم الإطالة، وللدخول في الموضوع مباشرة، أضع هنا عدداً من آيات القرآن، وأتساءل عما فيها من معاني:

1- ما معنى: "ذَاتَ الْيَمِينِ" و "ذَاتَ الشِّمَالِ" في قول الله تعالى عن أهل الكهف "وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ"؟!

2- ما معنى: "عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ" في قول الله تعالى "لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ"؟!

3- ما معنى: "الْأَيْمَنِ" في قول الله تعالى "وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا"، وقوله تعالى "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ"، وقوله تعالى "فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ"؟!

4- ما معنى: "جَانِبِ" في قول الله تعالى "وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا"، وفي قوله تعالى "وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ"؟!

5- لماذا كان اليمين دلالة الخير، والشمال دلالة الشر، وفي ذلك تأتي العبارات القرآنية "أَصْحَابُ الْيَمِينِ"، و"أَصْحَابُ الشِّمَالِ"، و "فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ"، و "مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ"، و "أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ"، و "أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ"، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في كل شيء.

ثم تأتي طائفة من حديث النبي، والآثار، والروايات، مكنونة في كتب التراث ... يصعب فهمها إلا من لمن انتبه لما نحن بصدده. بل يمتد الموضوع ليشمل ظواهر محيطة بنا ربما لا ندرك أسبابها، مثل عَلَمْ اليهود في فلسطين، ولماذا وضعوا فيه خطان أزرقان، ولماذا جاء الخطان في وضع أفقي وليسا في وضع رأسي؟! .. إلخ.

ويغلب على ظني، والله تعالى أعلم، أن أغلب المعاصرين، والمتخصصين منهم فضلاً عن غيرهم، ستزوغ منهم المعاني الراجحة فيما سألت عنه، إلا أن يكونوا على علم بما شرعت الكلام عنه، ولم يُكتشف إلا حديثا، وذلك من فرق بين الثقافتين القديمة والمعاصرة.

ولتكن هذه المداخلة تحفيزاً للأذهان .. واستثارة للهمم، ..
وذلك حتى المداخلة التالية إن شاء الله تعالى.
 
نقطة نظام

نقطة نظام

نقطة نظام :
ثقافة العصر التي نعني في هذه المشاركة هي الثقافة العلمية التي أذن الله بظهورها في زمننا الحديث ، والتي أصبحت من البديهيات ، وهي مصداقا لقوله تعالى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }[فصلت:53]
والقرآن الكريم يبقى هو المهيمن على كل جزئيات الحياة الإنسانية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . جاء بالعقيدة والشريعة والأخلاق ليكون الأسوة الحسنة لسكان العالم مهما تبدلت وتلونت عاداتهم وثقافاتهم .

والله أعلم وأحكم
 
المفسر ابن بيئته ، لذلك يكون فهمه للآيات الكونية مطابقا لما تكون عليه ثقافة العصر، وخصوصا عندما تنضج الحقيقة العلمية ، وتصير من البديهيات .
ويعتبر الشيخ الشعراوي نموذجا من المفسرين المعاصرين الذين طبقوا هذا المنهج .
وهذا مثال حي لتفسير آية كونية :
https://www.youtube.com/watch?v=ESKx3br8WLU
 
بسم الله الرحمن الرحيم..الحمد لله رب العالمين..جزاك الله تعالى خيرا شيخ عبد الكريم وبارك فيك..وجزى سبحانه باقي المشاركين..أرجو من حضرتاكم النظر بما يلي-
١- ان من النعم على البشر في زماننا هو التقدم العلمي والصناعي الذي أدى الى الرفاهية في كافة مناحي الحياة ومن الاستدلال العقلي أن يجب علينا مثلما نتمتع بركوب الطائرات وإستخدام صور الأقمار الصناعية في خدمات عديدة علينا أن نستخدم هذا التقدم العلمي لمراجعة المفاهيم القديمة حول الارض والشمس....وغيرها.
٢- أعتقد والله تعالى أعلم إننا إذا إستخدمنا المفاهيم العلمية الجديدة سنتوصل الى أن الارض تدور حول الشمس وهي كروية أو بيضوية..وان الشمس كذلك تدور وغير ثابتة ولكلاهما حركتين الاولى حول المحور والثاني بالنسبة للأرض تدور حول الشمس وبالنسبة للشمس حول مركز المجرة..والله تعالى أعلم.
٣- كما أن من ثقافة العصر ما سموه تحرير المرأة وفي البعض منه أمورا حث عليها الشرع مثل معاملة المرأة بالحسنى وترك ظلمها..فهل نجد في مجتمعاتنا إنصافا للمرأة في الزواج والاحوال الشخصية وحقها في الإرث وفي الاموال عموما...وغيرها.
٣- ومن ثقافة العصر الرقابة على مؤسسات الدولة من عدة نواحي مثل الرقابة المالية والادارية والعلمية....فهل يقوم أهلالعلم بواجبهم بالنصح..في هذا الشأن...والله تعالى أعلم.
 
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[فصلت:53]
يقول سيد طنطاوي في تفسيره : " والمعنى : سنُطلع الناس على دلائل وحدانيتنا وقدرتنا في أقطار السموات والأرض ، من شمس وقمر ونجوم ، وليل ونهار ، ورياح وأمطار ، وزرع وثمار ، ورعد وبرق وصواعق ، وجبال وبحار .
سنطلعهم على مظاهر قدرتنا في هذه الأشياء الخارجية التي يرونها بأعينهم ، كما سنطلعهم على آثار قدرتنا في أنفسهم عن طريق ما أودعنا فيهم من حواس وقوى ، وعقل ، وروح ، وعن طريق ما يصيبهم من خير وشر ، ونعمة ونقمة .
ولقد صدق الله - تعالى - وعده ، ففي كل يوم بل في كل ساعة ، يُطلع الناس على أسرار جديدة في هذا الكون الهائل ، وفى أنفسهم .
وكلها تدل على وحدانيته - تعالى - وقدرته ، وعلى صحة دين الإِسلام الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام . "

والله أعلم وأحكم
 
أخانا الكريم : عبد الكريم عزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم: بناء على الأمثلة التي طرحتها فإن عنوان المشاركة [التفسير وثقافة العصر] غير متوائم مع ما ترمي إليه، إذا أن الواضح من المثالين أنك تقصد التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم.

أما قولك [ثقافة العصر] فإن هذا المصطلح أشمل وأبعد عما تقصده ، فالثقافة تتعلق بخصائص المجتمع وخصاله ، وعاداته ، وأفكاره ، ومعتقداته ، والتي تنمو ، وتتغير ، وتتبدل ، ويجد بعضها ، ويموت البعض منها.

وهذه الثقافة ليس لنا أن نقول بتكييف تفسير وتأويل القرآن معها ؛ إذ أن القرآن والسنة هما الضابطان لثقافة المجتمع ، هما اللذان يكيفانها ، وبهما تنضبط وتتكيف ، وليس العكس.

وأما ما يتعلق بالآيات الكونية في كتاب الله ، وما يجد من علوم واكتشافات ، فإن علماء التفسير العلمي قد تصدوا لذلك ، وكشفوا عن مكنونات مذهلة ، سبق إليها القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ، وما وقف عليها العلم إلا في عصرنا المنكوب بغرور العلم وغرور أهله.
 
الفاضل محمد الجبالي
وهذا ما قصدته بالفعل في المشاركة المعنونة بـ : نقطة نظام .
أما ما أعنيه بثقافة العصر فهي الثقافة العلمية التي أصبحت جزءا من وجداننا نعيش بها ونتعامل بواسطتها . والتي ما زال بعضنا يُنكرها ولا يعترف بها .
الآن مازال من أئمتنا من ينكر دوران الأرض ، ويُكَفِّر من يقول بذلك . وقس على هذا المثال عشرات المواضيع التي أصبحت من البديهيات وينكرها علماؤنا . ولم أشر إلى أي أحد منهم في هذه المشاركة ، بل على العكس من ذلك جئت بمثال للمفسر الشعراوي الذي أعتبره من المفسرين الذين يسايرون ثقافة العصر العلمية التي لا يمكن تجاهلها .

مع فائق التقدير والاحترام
 
داعية القرن الواحد والعشرين " الأرض لا تدور "

داعية القرن الواحد والعشرين " الأرض لا تدور "

مقالة بقلم : سعود الفوزان
صحيح أن إثبات دوران الأرض استغرق قروناً وأحرقت كتب وأعدم فلكيون ؛ لأنها تتعارض مع الأديان ، والذي يقول بعضها أن الأرض مسطحة ، أما اليوم فقد حُسِمت جميع الاجتهادات بالإثبات غير القابل للتشكيك ، ولكن لو طرحت هذا السؤال في الألفية الثانية على أحد أبنائي ؛ لربما قال لي هل أنت مريض ؟ لأنه سؤال قد تجاوزه الزمن لكنه لا يعرف أن هذا السؤال قبل مئات السنين كان سؤالاً صعباً ، وقد يحدد أفكار أمة بكاملها وأن من يصدِّق هذا القول سوف يلقى جزاءه إما السجن أو الإعدام كما حصل للعالم نيكولاس كوبر الذي أثبت مركزية الشمس وأن الأرض تدور حول نفسها وكذلك حول الشمس . للأسف ، إن هناك بعض الدعاة اليوم من أبناء جلدتنا والذين نحترم رأيهم يخلطون ما بين الحقيقة الفلكية والحقيقة الدينية ، وبالتالي ما زالوا يلقون محاضراتهم على العامة كما حصل مع أحد الدعاة ، ويشككون أو بمعنى أصح ينفون جملةً وتفصيلاً أن الأرض تدور ويستدلون بحجج الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين التي لا ترقى أن يستدل بها في زمن التكنولوجيا ، والهدف منه إضاعة أفكار أبنائنا وإبعادهم عن الثوابت العلمية التي لا تقبل التجاهل أو التشكيك بها .
أجزم في حال ذهب هذا الداعية الذي ما زال بعيداً ومغيباً عن العالم الذي يعيش فيه ، وطرح هذا السؤال على أحد علماء ناسا بالتأكيد سوف يقول الأخير : « الحمدلله ، لقد وجدت مخلوقاً غريباً قادماً من كوكب آخر لا يعرف أنه قادم من البلد الذي يحرك عجلة الاقتصاد العالمي والغريب أن بعض الدعاة ما زالوا يبررون قول هذا الداعية في مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تمت للواقع بأية صلة ، ولكن الهدف من هذا التبرير «انصر أخاك فقط» ، عزائي لأبنائنا ، وكيف سوف تكون ردة فعلهم عندما يكتشفون أن محاضرة صاحبنا هدفها تزييف الحقائق لا أكثر .

المصدر : داعية القرن الحادي والعشرين «الأرض لا تدور»
 
بسم الله الرحمن الرحيم...الحمد لله رب العالمين..أما بعد...الى فضيلة المفتي العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى..الشيخ الكريم...هل تبقى مسألة دوران الارض حول الشمس بلا حل...؟؟؟ الشيخ العزيز لقد أقترحت في هذا الملتقى سابقا ان تقوم هيئة كبار العلماء بتشكيل لجنة مشتركة مع مدينة الملك عبد الله رحمه الله تعالى لغرض بحث المواضيع الفلكية المختلف فيها..لحسم الخلاف فيها..وجزاكم الله تعالى خيرا.
 
قال الشيخ صالح المغامسي حفظه الله:
"فنحن ما بين عالم لم يلتفت إلى الواقع, وما بين مفكر لم يتلفت إلى القرآن, وهذا الذي بينهما ضاعت الامة" [الحوار القراني مع الشيخ صالح المغامسي ص 38]
 
عودة
أعلى