التفسير العلمي للقرآن بين أخطاء الإعجازيين وآفاق الكشوف العلمية لما خلق الله تعالى

إنضم
29 سبتمبر 2012
المشاركات
314
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
السعودية
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الأعزاء:

لا شك أن ظاهرة الإعجاز العلمي قد فرضت نفسها، ولا مجال لزعزعتها من نفوس المتعلمين للعلوم الغربية من المسلمين. إذ كيف يجمع الدارس المسلم بين قلبين في جوفه: إيمانه بتفسير كتاب الله تعالى وما جاء فيه من آيات، وتصديقه لتفسير الظواهر الطبيعية. فإما أن يتفق التصديقان، أو يتعارضان، أو يفترقان. ونقصد بالافتراق انفكاك العلة، أي أن يكون محل النزاع متوهم لأن موضوع الآيات غير موضوع الظواهر.

وأكثر الذين يدرسون العلوم الدينية لا يتصورون حجم الإشكال، لأنهم بعيدون عن هذا النزاع العقلي، بحكم أنهم غير مطالبين بالتصديق بالعلوم الغربية، وهو الأمر الذي أصبح حتماً على دارسيها. فإن تجاهل أهل العلوم الدينية هذه الظاهرة وقللوا من أهميتها، فذلك مثلما يستخف الطبيب بمرضاه لأنه لا يشعر بآلامهم. والحقيقة أن هناك معاناة معرفية حقيقية لا يعانيها إلا من وقع في شباك المفاضلة في المعاني بين ما جاء من تفسيرات لكتاب الله، وما جاءت به العلوم الغربية.

ومثلما هو الحال في كل شأن إنساني، حيث نجد فيه الإفراط والتفريط.
فكذلك وجدنا في الإعجاز العلمي إفراطاً شديداً، وتفريطاً كبيراً:
فأما الذين أفرطوا، فقد تهافتوا للإقرار بالإعجاز لكل خاطر يخطر لهم، وكل عارض من ظواهر الكون والحياة.
وهؤلاء أخطأوا في أغلب ما أقروا به. ليس لأنهم خاضوا في هذه المسائل، بل لأنهم لم يعالجوها بما تستحقه من دراسات وخبرات علمية، فكانوا كالطبيب الهاوي، الذي يخطئ في تشخيص الأمراض، ثم يجزم بالعلاج. ومعلوم كم سيودي بحياة الناس، ويتحول بسبب رعونته أشباه الأصحاء إلى مرضى، والمرضى إلى موتى.

وقد وقفنا على عشرات الأمثلة من هذا النوع، وعالجناها معالجة علمية بما تستحقه، فكان من أمثلة ذلك:

حول مركزية مكة لليابسة وإشكالات الاستدلال عليها
و حول ادعاء عدم انحراف المجال المغناطيسي على خط طول مكة المكرمة
و الكعبة المشرفة، الحكمة في اتجاهاتها وتصحيح مزاعم إعجازية حولها
و ..... للأمثلة بقية

وأردنا أن نعطي مثالاً لآلية معالجة التفسير العلمي، يسترشد به المعنيون بالتفسير العلمي قبل إقراره إعجازاً يُنافح به عن كتاب الله تعالى، وكيف يتطور التفسير من مقترح، إلى دراسة، إلى حوار علمي، ثم إلى ترجيح وتزكية، أو استبعاد وتفنيد. فجئنا بمثال لذلك:

حول ضَبْح العاديات، ومَوَران قدحها، وصُبح غاراتها، و.. و..

والآن، كيف يرى الخبراء وأهل التفسير، والمدركون للتحديات التي يواجهها المسلم المعاصر، هذا المنهج؟!
علماً بأن التحديات التي أشرت إليها قد وقع بسببها كثير من المسلمين في فخاخ النجاحات العلمية التي صنعها الغرب، فكانت فتنة لهم، وليس ببعيد أن يتحول من هؤلاء أضعفهم قلوباً، إلى علمانيين، يهاجمون كتاب الله تعالى، ويعتبرونه من تراث التاريخ الذي يجب تجاوزه.إقرأوا إن شئتم لـ (محمد أركون) ومن على منواله.

أخوكم: عزالدين كزابر
 
بارك الله فيكم أخي الكريم عز الدين .
وأطلب منكم تكرماً تعريفنا بشخصكم الكريم ولا سيما الجوانب العلمية وفقكم الله . وسوف نقرأ ما تفضلتم به إن شاء الله .
 
السلام عليكم ورحمة الله
. . . ومثلما هو الحال في كل شأن إنساني، حيث نجد فيه الإفراط والتفريط.
فكذلك وجدنا في الإعجاز العلمي إفراطاً شديداً، وتفريطاً كبيراً:
فأما الذين أفرطوا، فقد تهافتوا للإقرار بالإعجاز لكل خاطر يخطر لهم، وكل عارض من ظواهر الكون والحياة.
. . من أمثلة ذلك:
حول مركزية مكة لليابسة وإشكالات الاستدلال عليها
و حول ادعاء عدم انحراف المجال المغناطيسي على خط طول مكة المكرمة
و الكعبة المشرفة، الحكمة في اتجاهاتها وتصحيح مزاعم إعجازية حولها
و ..... للأمثلة بقية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومرحباً بك مع باكورة مشاركاتك فى الملتقى

أما بعد ، فلا بأس بما قلتَ أخانا عز الدين ، ولن نختلف معك فى أن هناك حالة إفراط فى أمثلة الإعجاز العلمى
ولكنك قد أسهبت فى حديثك عن هذا الإفراط ، فماذا عن التفريط الذى لم تتناوله بكلمة واحدة ؟؟
ألا تراه يستحق منك إهتماماً هو الآخر ؟
ثم ماذا عن الحالة الوسطى ما بين الإفراط والتفريط ؟
أليست تلك الحالة هى ما ننشدها ونسعى إليها ؟
تلك أسئلة لا نجد فى مشاركتكم الكريمة جواباً عنها
وأرى أنه لكى يكون موضوعكم متكاملاً وموضوعيا ، فلا بد من التعرض لها و مناقشتها
والله يوفقكم
 
الأستاذ/ عبدالرحمن
السلام عليكم ورحمة الله
إذا كان للتعريف الشخصي الرسمي قيمة، فـ هنا تجد شيء من ذلك. وإن كنت أفضل التعارف الفكري العملي، لأنه أدوم وأصدق.
ويسعدني مشاركتكم في هذا الملتقى الراقي، الذي لم أطلع عليه إلا حديثاً.

الأستاذ/ العليمي
السلام عليكم ورحمة الله
يبدو في الظاهر أن كلامك صحيح من عدم إشارتي الصريحة إلى الذين فرَّطوا في التفسير/الإعجاز العلمي.
غير أني لمّحت إلى شي من هذا التفريط، وقد قرنتًه بذكر أعذار من ذكرت، إنتصافاً لهم.

والحقيقة أن الذين فرَّطوا (في التفسير/الإعجاز العلمي) طيف واسع، ومن معظم التوجهات الفكرية، ولا يقتصرون على منحى فكري بعينه. غير أنهم مُجتمعون على هجرانه، وبدرجات متفاوتة. فمنهم المتردد، ومنهم المُعرض، ومنهم المجافي، ومنهم المستخف، ومنهم المُشكك، ومنهم المنتقص، ومنهم المُعادي، ومنهم المهاجم، ومنهم المتهكم، ومنهم ما هو أسوأ. ولكلٍّ وازعه!! ولا تجدهم على قلبٍ واحد، فمنهم الوديع المخلص، الذي أفتى بما يعلم، ومنهم من يعادي بعضهم بعضاً (فكرياً بالطبع) بشراسة لا علمية.

ولي سنوات طويلة أدقق في مناحي الطرفين (الذين أفرطوا والذين فرّطوا)، ولم أنشر إلاّ مقالات في جانب الإفراط. لذا ركزت عليه، كي أحيل القارئ إلى ما نشرت منه، وأنوي الاستكمال إن شاء الله، لأنها تصل إلى عشرات المقالات. وما زلت أنوي نشرها في كتاب بعنوان [براءة التفسير العلمي في القرآن من التهافت]

أما جانب التفريط، فكان تركيزي على الشخصيات التي نالت منه (بأنواعها المختلف) وما قالته. فجمعت حتى اللحظة مادة علمية لأكثر من ستين شخصية، منها من هو عالي المقام العلمي كالشاطبي مثلا، ومنها مقامات أخرى (تتدنّى بالتأكيد). ولا مانع عندي من نشرها هنا تباعاً إن كانت هناك رغبة ومشاركة بالرأي (المؤيد أو المعارض). إلا أن نيتي في جمع هذه المادة، والتي أوشكت على القناعة بتمامها، أن يجمعها كتاب من مجلدين لزخر مادتها، وقد وضعت لها عنوناً مفترضاً هو: [براءة التفسير العلمي في القرآن من الشكوك عليه]

أما جاتب الاعتدال في التفسير/الإعجاز العلمي (العلمي)، فواسع الآفاق، وصحراؤه شاسعة، لقلة المهتمين والجادين في خوض غماره. وقد نشرت عام 2008 في أحد جوانبه (الاجتماعي) كتاباً بعنوان
[مقدمة في أصول فقه العلوم الاجتماعية والإنسانية] يبدو لي أنه موجود بالمملكة.

أكتفي بهذا، مع وافر أحتراماتي، وإلى لقاء
عزالدين كزابر
 
وأردنا أن نعطي مثالاً لآلية معالجة التفسير العلمي، يسترشد به المعنيون بالتفسير العلمي قبل إقراره إعجازاً يُنافح به عن كتاب الله تعالى، وكيف يتطور التفسير من مقترح، إلى دراسة، إلى حوار علمي، ثم إلى ترجيح وتزكية، أو استبعاد وتفنيد. فجئنا بمثال لذلك:
حول ضَبْح العاديات، ومَوَران قدحها، وصُبح غاراتها، و.. و..
والآن، كيف يرى الخبراء وأهل التفسير، والمدركون للتحديات التي يواجهها المسلم المعاصر، هذا المنهج؟!
الأخ الكريم عز الدين ، أعزه الله
إن من يقرأ كلامك يحسبك للوهلة الأولى من معارضى الإعجاز العلمى للقرآن الكريم
ولكن من يطالع الرابط الذى أدرجته بمشاركتك يجدك مفسرا علميا لآيات القرآن من الطراز الأول
وقد كان هذا الرابط لا يعمل فى البداية ، ولذا فقد ظننتك فى بادىء الأمر تناهض التفسير العلمى للقرآن
فلما عدتُ إلى الرابط مرة أخرى وجدته يعمل وتفاجأت بالأمر ، حيث وجدتك تفسر الآيات من قوله تعالى : " والعاديات ضبحاً " وحتى " فوسطن به جمعاً " بظاهرة " أورورا " ، أو كما يسميها البعض " ظاهرة الفجر القطبى "
وهى من الظواهر الطبيعية البديعة جداً والرائعة للغاية والتى تكشف عن بديع صنع الله الذى أتقن كل شىء
أما عن رأيى الشخصى فيمكن أن يقال الكثير عن مدى صحة هذا التفسير ايجابا وسلبا
وربما كانت لى عودة لبسط هذا الموضوع معك حين أجد متسعا من الوقت
وتقبل تحياتى أخى الكريم
 
الاخ الكريم عز الدين بارك الله فيك و ياليتك تعرض مقالاتك في الجانبين الخاص بالمغالاه في الاعجاز العلمي والتفريط فيه
 
الأخر الكريم/ العليمي
توضيحاً لموقفي من الإعجاز العلمي: فقد قلت:
كيف يجمع الدارس المسلم بين قلبين في جوفه: إيمانه بتفسير كتاب الله تعالى وما جاء فيه من آيات، وتصديقه لتفسير الظواهر الطبيعية؟
وهذا يعني أني أدافع عن ضرورة الجمع بين نوعي التفسير (اللغوي التراثي والعلمي الحديث) بما يحقق انسجاماً في قلب المؤمن، ودون الإخلال بالصرامة العلمية من كلا الجانبين.
وعندما قلت:
هناك معاناة معرفية حقيقية لا يعانيها إلا من وقع في شباك المفاضلة في المعاني بين ما جاء من تفسيرات لكتاب الله، وما جاءت به العلوم الغربية
فقد دعوت أيضاً إلى رفع هذه المعاناة، ودفع الحرج، وهذا لا يكون إلا بالتحكيم الواعي بين خلافات التفسير بين المأثور والمستحدث. وأقصد بالمستحدث، كل ما طرأ عليه من المعارف ما يستدعي إعادة النظر في التفسير، إطلاقاً في المعنى، أو تقييداً، أو استبعاد لاحتمال ذكره قدامى المفسرون، أو طرحاً لمعنى جديد لم يكن معلوماً من قبل.. إلخ

أما الذي أهاجمه من التفسير العلمي، فليس المبدأ في ذاته، بل التهافت إليه، والإفراط فيه بلا روية، والمغالاة الغير واعية. ومن يتتبع المقالات التي أشرت إليها، فسوف يجد أني لم أهاجم فيها إلا الأخطاء العلمية الفاضحة:
فالذي قال بمركزية مكة من اليابسة، كانت حجته داحضة، وكان تفنيدها يسيرا، لذا، آلمني أن يدعي الإعجاز العلمي فيها وهي بهذا الوهن الذي هي عليه.
والذي قال بعدم انحراف المجال المغناطيسي على خط طول مكة، كانت حجته مهترأة، ومتهافتة لأقصى حد.
وكذلك باقي المقالات التي دحضت فيها آراء أصحابها.
فالغرض كان تطهير ساحة الإعجاز وتبرأته من زلات الذين خاضوا فيه، وليس إنكار مبدأ أن يكون هناك إعجاز علمي في القرآن.
ثم أن الهرولة لإثبات إعجاز علمي، دون المرور بمحطات الفهم اللغوي للآيات، ثم الفهم العلمي للظواهر محل النقاش، ثم طرح المسألة كفرضية محتملة، ثم جمع الشواهد، ثم .. ثم ... ثم تأييد أو دحض .. يُعد منهجاً لا علمياً - لا عند أهل التفسير بالمأثور، ولا البحث العلمي الحديث.

إنه منهج من لا منهج له.

أما إن أتى مفسر يفسر مسألة ما تفسيراً علمياً، وقد أقام حجته بالصرامة التي لا يستطيع أحد نقض عراها، فأنا أول التابعين. ولا يكون اتباعي ودعمي لكلامه عن محض تأييد للإعجاز العلمي، بل اتباع عن بصيرة. أي، عن علم تفصيلي بقوة حجته، وأن تفسيره هو الراجح.

ولو عُدت أخي الكريم/ العليمي، إلى المقالة التي سببت حيرتك، (إضغط هنا) لوجدت أني شرحت في مقدمتها هذا المنهج بوضوح وقلت:


[- أقترِب من الإعجاز العلمي في القرآن بحذر شديد. أهاجم أحياناً منه الواهي والمتهافت، وأفضح إن استطعت من هُواته تلاعباتهم والتمحكات، ولا أخشى منهم جهالاتهم والملامات. وقد نشرت في ذلك عدة مقالات.
- ولكني لا أنكر الإعجاز العلمي في القرآن في حقيقته، ولا أُفرد للإعجاز القرآني نوعاً دون نوع من الإعجازات، وأؤمن أن كلام الله تعالى حيثما يحل، له دوماً حياة، وكل ما عداه من أعمال البشر أموات؛ في لغةٍ، في علمٍ، في نظمٍ، وفيما يستجد من إبداعات.
- ولا أبدأ بطرح الإعجاز العلمي على كل بساط، ولا أدعيه في مسألة ما، وأكتفي عند الاضطرار بطرحه كتفسير علمي محتمل، لعلي أكون مخطئا. فإن علمت من نفسي فيه زلة، نسيته ولا أبالي.
- فإن استعصى التفسير المطروح على التفنيد، وعاند القرائح والتجريح، وأثبت حضوراً وكشفاً للمعاني، تأبّت على سابق التفاسير، قبلته على حذر، لعل المستقبل يفضح إشكالاته، وزيفه وبطلانه.
- فإن تآزر التفسير الجديد بالتعيين، والأدلة بالتحقيق، والمعاني بالبيان. قبلته حتى أعثر على ما هو أقوى منه. وإلا تمسكت به على أنه من راجح العلم والبيان.
- فإن مر الزمان، وبقى التفسير الجديد ينافح عن نفسه، ويثبت أنه سيد المعاني، قبلته إعجازا ولا أُماري.]


وبمعنى آخر: أن مسألة التفسير/الإعجاز العلمي، مسألة مُجملة، لا تُقبل جميعاً، ولا تُرفض جميعاً. بل لا بد من التفصيل. فما نصره التحقيق، فالأخذ به واجب، وحجة الله غالبة. وهذا هو الاعتدال في التفسير العلمي، الذي أؤيده، وأنصره إلى آخر مدى، حتى يتبين لي خطأ بعينه في مسألة بعينها فعندها أرفع تأييدي عن ذلك التفسير، وأعتبره مرجوحاً أو مردودا، بحسبه.
وما يخذله التحقيق (كتلك التي حققتها على المدونة وبينت بوضوح أنها تفسيرات زائفة)، فهذه مردودة على أصحابها، إلا أن تُرد حجتي عليّ بما هو أقوى منها.

وباختصار: الحجة هي الحَكَمْ في مسائل التفسير العلمي، وعلى التفصيل: مسألة مسألة.
وللحديث بقية، ...

الأخ العزيز/ احمد مجدى عبدالله
يمكنك الرجوع إلى المدونة التي أشرت إليها، فإني أنشر فيها تباعاً - بإذن الله تعالى- تلك المقالات.
شاكراً اهتمامكم

مع وافر احتراماتي،
عزالدين كزابر
 
أخى عز الدين ، إن موقفك من الإعجاز العلمى قد صار واضحا لى من قبل أن تكتب مشاركتك الأخيرة
وهو موقف معتدل أحييك وأشجّعك عليه
ولكنى أخشى ألا تجد اعترافاً رسميا به فى ملتقانا هذا ، لأن بعض كبار المسئولين فيه لهم موقف معروف ومعارض لدعوى الإعجاز العلمى برمتها ، انطلاقا من ايدلوجية خاصة يؤمنون بها وتتعلق بأصول التفسير وفقا لإعتقادهم
ومهما يكن من أمر فإنى أرجو لك السداد والتوفيق فى مسعاك ، وعسى الله أن يفتح بينك وبين قومنا بالحق ، وهو خير الفاتحين
أما بخصوص تفسيرك للعاديات فإنه مما يسترعى الإنتباه أن الصفات التى اتصفت بها العاديات فى الآيات تنطبق جميعا على ظاهرة أورورا بشكل لافت للنظر حقاً
ولكن هل هذا يكفى للقول بأنها هى المرادة بالعاديات ؟؟
وهنا أنصحك أخى بأن تدعم تفسيرك هذا بأمر آخر ربما غاب عنك برغم أهميته الكبيرة
هل فكرت أخى مثلاً فى أن تنظر فى جواب القسم ، وفى مدى علاقته ومناسبته للقسم بالعاديات وفق تفسيرك ، مع مقارنة هذا بعلاقة القسم بجوابه فى التفسير التقليدى المشهور للعاديات ، ثم تنظر بعد ذلك : أى هاتين العلاقتين تكون هى الأنسب والأقوى فى السياق ، بمعنى أن تعقد موازانة ما بين التفسيرين - القديم والجديد - فى تلك النقطة تحديداً
أرجو أن تولى هذه المسألة عنايتك ، فربما عثرت فيها مثلا على علاقة قوية كعلاقة التقابل ما بين عظمة الخالق وبديع صنعه من جهة ، وكنود الإنسان لهذا الخالق العظيم من جهة أخرى
كما أن فى السورة مفردات أخرى ربما تشير من بعيد إلى بعض التفاصيل التى وردت فى تفسيرك للعاديات ، وذلك من قبيل " بُعثِر " و " حُصِل "
أقول هذا على عجل ، وأترك لك التفصيل
والله يوفقك
 
أرحب بألأخ عز الدين في الملتقى بين أخوانه، وشكر الله لك ما تكتب وتنفع به القراء .

وأحب أن أشير إلى تعليق الأخ العليمي المصري هذا :
ولكنى أخشى ألا تجد اعترافاً رسميا به فى ملتقانا هذا ، لأن بعض كبار المسئولين فيه لهم موقف معروف ومعارض لدعوى الإعجاز العلمى برمتها ، انطلاقا من ايدلوجية خاصة يؤمنون بها وتتعلق بأصول التفسير وفقا لإعتقادهم

فأرى أنها عبارات فيها تحريض فكري على من سماهم _ بعض كبار المسؤولين ! _ فأقول: هوِّن عليك أخيي، فالخطب هيِّن وهو نقاش علمي، والملتقى منبر مفتوح لكل طرح علمي يليق به وبأهله وانسجم مع سياسته .
وما ضر الأخ عز الدين أن يجد الاعتراف الرسمي من عدمه لذات فكرته. ودونك هذا الموضوع الذي طرحه الأخ عز الدين وعلق عليه المشرف العام دون حذف لما كتب أو اقصاء .

وأما من يرفض فكرة الإعجاز العلمي رأسا وتفصيلاً _ أو دون ذلك _ فله وجهته التي هو موليها وله أدلته التي يعتقدها، فلا يجرمنك رفضه للإعجاز العلمي أن تصمه باتباعه أيدولوجيا خاصة؛ بل هو الدليل الذي انقاد له ومنهج السلف الذي يعتقد الانتصار له. ودمتم بخير أخي الكريم ..
 
السلام عليكم ورحمة الله
نستكمل هذا الموضوع بطرح جديد في "التفسير العلمي في القرآن والسنة"، ولكنه لإشكالية (الهلال ودخول الشهر القمري)، آملين أن نكون قد وُفِّقنا في عرضها ومعالجتها بما تستحقه من أهمية.

الهلال، ودخول الشهر: مسألة من مسائل التفسير العلمي للقرآن والسنة!

مع وافر الاحترام
عزالدين كزابر
 
عودة
أعلى