شايب زاوشثتي
New member
المثال الذي إقتطعته من محاضرة في "مقدمات لفهم القرآن" ليس "تفسيرا علميا طبيعيا" على الحقيقة لكنه مثال يعكس رؤية رجل يفقه الواقع ووقف على حقيقة الفتن الفكرانيّة والمفهوميّة فيه فكان إنتاجه، كله تقريبا، مواجهة لهذه الفتن وتحريضا على مواجهتها. المحاضرة مقدمات لفهم القرآن إذ لا سبيل إلى الإستفادة من القرآن إلا بعد فهمه، وفهم القرآن واجب على كل مسلم. الحفظ والترتيل بلا فهم لا يكفي والفهم دون العمل لا يكفي أيضا، فما السبيل؟ تكلم الدكتور الشيخ البوشيخي عن ثلاث مقدمات لفهم القرآن وهي: 1) اللسان العربي، 2) الإيمان و3) مراعاة الخصوصيات إذ عليها المدار في الفهم و يمكن تصنيفها في ثلاث: خصوصية المعجم وخصوصية البناء وخصوصية النسق.
".. القرآن كلام الله وهذا الكلام له ظرف فيه نزل. إذن: لابد من مراعاة مكونات كل هذا الظرف ومكونات كل هذا المقال في تلقي القرآن نفسه، وأول ذلك : المخاطب وهو الله. الكلام كلام الله ولابد من الإنطلاق من هذه الحقيقية، أما تحليل المقال بمعزل عن المقام فباطل، فيجب أن يوضع في الحساب أولا أن هذا الذي يخاطب هو الله جل جلاله. ثانيا: لابد أن يراعى المخاطَب: المخاطب المتقدم والمخاطب المتأخر. المخاطَب المتقدم هو الذي أثّر في بنية الخطاب لأن الإتجاه الأول كان إليه فخوطب بما يفهم، بالألفاظ التي يفهم، وببعض الأمور التي توجد في بيئته، ولذلك نجد في المقال حديث عن الجمل، عن عدد من الحياونات الأخرى، وعن العديد من مظاهر الطبيعة، وعن العادات و الأمراض الإجتماعية التي كانت موجودة ومعروفة إذ ذاك في الجزيرة العربية، و لكن لا يقف القرآن عند هذا الحدّ بل يراعي المخاطَب القادم و لذلك يصوغ الكلام صياغة تنطلق مما يفهمه المخاطب الحالي إلى ما يجد فيه المخاطب اللاحق بعد أمورا قد لا يجدها المخاطب الحالي أو لا يلتفت إلى المراد منها، كل المراد، الذي له صلة بالأعصر وما يجدّ في هذه الأعصر، فكثير من التعابير القرآنية تذاق اليوم ذوقا خاصا بسبب عدد من الكشوف العلمية التي لم تكن قبل و لكن المخاطب إذ ذاك كان يفهم منها ما يكفيه في بيئته. يَقُولُ الله تَعَالَى : {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} - الآية. هذا الإصّعّاد: ما مظهره إذ ذاك في الجزيرة العربية؟ الإصّعّادُ غير الصعود، والصعود نفسه: ما صورته التي تؤدي إلى حالة من الضيق يجده هذا المصّعّد؟ اليوم سهل علينا أن نفهم هذا التشبيه وأن نفهم هذه الصورة وقد يأتي زمان يفهمون أكثر مما نفهم، فالقرآن في صياغته لم يراعي المخاطب الأول فقط بل يراعي جميع المخاطبين حتى قيام الساعة، إلا أن المخاطب الأول كان له حظ الأسد في الألفاظ وفي المواد التي بُني بها الخطاب ..". (بتصرف).
تعليق: ينبغي أن يفهم هذا الكلام في إطار ما أسميته بالفتنة الفكرانيّة والمفهوميّة ولا يؤخذ على مراد (بعض) المهتمين بـ "الإعجاز العلمي" ! لا. فهم السلف صحيح وما زال يصح، وكل ما في الأمر هو حدوث بُعد معرفي جديد نتيجة كشوفات علمية محدَثة وهو بعد يضاف إلى الأبعاد الأخرى الصحيحة.
".. القرآن كلام الله وهذا الكلام له ظرف فيه نزل. إذن: لابد من مراعاة مكونات كل هذا الظرف ومكونات كل هذا المقال في تلقي القرآن نفسه، وأول ذلك : المخاطب وهو الله. الكلام كلام الله ولابد من الإنطلاق من هذه الحقيقية، أما تحليل المقال بمعزل عن المقام فباطل، فيجب أن يوضع في الحساب أولا أن هذا الذي يخاطب هو الله جل جلاله. ثانيا: لابد أن يراعى المخاطَب: المخاطب المتقدم والمخاطب المتأخر. المخاطَب المتقدم هو الذي أثّر في بنية الخطاب لأن الإتجاه الأول كان إليه فخوطب بما يفهم، بالألفاظ التي يفهم، وببعض الأمور التي توجد في بيئته، ولذلك نجد في المقال حديث عن الجمل، عن عدد من الحياونات الأخرى، وعن العديد من مظاهر الطبيعة، وعن العادات و الأمراض الإجتماعية التي كانت موجودة ومعروفة إذ ذاك في الجزيرة العربية، و لكن لا يقف القرآن عند هذا الحدّ بل يراعي المخاطَب القادم و لذلك يصوغ الكلام صياغة تنطلق مما يفهمه المخاطب الحالي إلى ما يجد فيه المخاطب اللاحق بعد أمورا قد لا يجدها المخاطب الحالي أو لا يلتفت إلى المراد منها، كل المراد، الذي له صلة بالأعصر وما يجدّ في هذه الأعصر، فكثير من التعابير القرآنية تذاق اليوم ذوقا خاصا بسبب عدد من الكشوف العلمية التي لم تكن قبل و لكن المخاطب إذ ذاك كان يفهم منها ما يكفيه في بيئته. يَقُولُ الله تَعَالَى : {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} - الآية. هذا الإصّعّاد: ما مظهره إذ ذاك في الجزيرة العربية؟ الإصّعّادُ غير الصعود، والصعود نفسه: ما صورته التي تؤدي إلى حالة من الضيق يجده هذا المصّعّد؟ اليوم سهل علينا أن نفهم هذا التشبيه وأن نفهم هذه الصورة وقد يأتي زمان يفهمون أكثر مما نفهم، فالقرآن في صياغته لم يراعي المخاطب الأول فقط بل يراعي جميع المخاطبين حتى قيام الساعة، إلا أن المخاطب الأول كان له حظ الأسد في الألفاظ وفي المواد التي بُني بها الخطاب ..". (بتصرف).
تعليق: ينبغي أن يفهم هذا الكلام في إطار ما أسميته بالفتنة الفكرانيّة والمفهوميّة ولا يؤخذ على مراد (بعض) المهتمين بـ "الإعجاز العلمي" ! لا. فهم السلف صحيح وما زال يصح، وكل ما في الأمر هو حدوث بُعد معرفي جديد نتيجة كشوفات علمية محدَثة وهو بعد يضاف إلى الأبعاد الأخرى الصحيحة.