التعليقات على شرح الشوقيات

186- هَرِمَتْ دَوْلَةُ الْقَيَاصِرِ والدَّوْلَاتُ *م* كَالنَّاسِ دَاؤُهُنَّ الْفَنَاءُ​

اللغة
(دولة القياصر): الدولة الرومانية
(الهرم): بلوغ أقصى الكبر
المعنى
طال الأمد على الدولة الرومانية دولة القياصر حتى أصابها الضعف والدول كالناس تمر بمراحل الصبا (النشأة) والشباب (القوة) ثم الشيخوخة والهرم (الضعف) ثم الموت (الفناء) والفناء هو داء الناس الذي لا مفر منه ولا دواء له وهو يصيب الدول أيضا فتفنى ويَخْلُفُها غيرُها




187- لَيْسَ تُغْنِي عَنْهَا الْبِلَادُ وَلَا مَالُ *م* الْأَقَالِيمِ إِنْ أَتَاهَا النِّدَاءُ
اللغة
(النداء): نداء الفناء
المعنى
إن حان وقتُ فَناءِ دولةٍ لم يُغْنِ عنها مالٌ ولا أصدقاءٌ.
 
188- نَالَ رُومَا مَا نَالَ مِنْ قَبْلُ آثِيـــــــــــــــــ ... ـــــــــــــــــــــــنَا وَسِيمَتْهُ ثَيْبَةُ الْعَصْمَاءُ
اللغة
(سامه الأمر): كلفه إياه، وأكثر ما يستعمل في الشر والعذاب.
المعنى
أصاب روما الفناء فتلاشت كما أصاب مِن قبلها آثينا وثيبةَ فلم يَعُدْ لهما وجود




189- سُنَّةُ اللهِ فِي الْمَمَالِكِ مِنْ قَبْـــــــــــــ ... ــــــــــــلُ وَمِنْ بَعْدُ مَا لِنُعْمَى بَقَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وهذا الفناء الذي يصيب الدول كما يصيب الناس هو سنة الله في الأرض مِن قبلِ فناءِ روما ومن بعد فَنائها فكل نعيم في الدنيا لا محالة زائل




***
 
***


190- أَظْلَمَ الشَّرْقُ بَعْدَ قَيْصَرَ وَالْغَرْبُ *م* وعَمَّ البرِيَّةَ الإِدْجَاءُ


اللغة
(الإدجاء): الظلام
المعنى
بدأ الشاعر في التمهيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم فذكر أن الناس كانوا في ظلامٍ مُطْبِقٍ عَمَّ الشرقَ والغرب وفي جاهلية عامة.


191- فَالْوَرَى فِي ضَلَالِهِ مُتَمادٍ *** يَفْتِكُ الْجَهْلُ فِيهِ وَالْجُهَلَاءُ
اللغة
(الورى): الخَلْق
(الجُهَلَاء): جمع جاهل كالعلماء جمع عالِم، والجهل نقيض العلم، والجاهلية: هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه وشرائعِ الدين والكبر والتَّجَبُّر وغير ذلك


المعنى
فالخلق متمادون في ضلالهم وغَيِّهِم لا يردعهم شيء ولا يردهم إلى الحق شيء لعموم الجهل الذي يفتك بهم وكثرة الجهلاء مما أدى إلى أن يفتك الناس بعضهم ببعض ويأكل القوي منهم الضعيف
 
192- عَرَّفَ اللهَ ضِلَّةً فَهْوَ شَخْصٌ *** أَوْ شِهَابٌ أَوْ صَخْرَةٌ صَمَّاءُ


اللغة
(ضِلَّة): ضلالا
(شهاب): شعلة من نار ساطعة وقد يطلق على الكوكب
المعنى
ومن مظاهر عموم الجهل وانتشاره بين الخلق وعمومِ جهلهم بالله سبحانه أنهم اتَّخَذُوا آلهة متعددة فمنهم من عبد أشخاصا صالحين كـ(اللات) وهو رجل صالح كان يصنع السَّوِيق (نوع من الطعام) للحُجَّاج، ومنهم مَنْ عبد الشُّهُب والكواكب ومنهم من عبد الصخور الصماء: (الأوثان).


193- وَتَوَلَّى عَلَى النُّفُوسِ هَوَى الْأَوْثَانِ *م* حَتَّى انْتَهَتْ لَهُ الْأَهْوَاءُ


اللغة
(تَوَلَّى العملَ): تقلده، و(استولى عليه): غلب عليه وتمكن منه
المعنى
أي أن حب الأوثان وعبادتها غلب على النفوس حتى بلغ منها الغاية
 
194- فَرَأَى اللهُ أَنْ تُطَهَّرَ بِالسَّيْـ ... ــــفِ وَأَنْ تَغْسِلَ الْخَطَايَا الدِّمَاءُ



اللغة
ظاهرة
المعنى
لما عَمَّ الكفر والجهل بين الناس وانتشرت عبادة الأوثان فيهم حتى بلغت هذا المبلغ أراد الله أن يُطَهِّر هذه النفوس المريضة بداء الجهل والكفر= بالسيف، وذلك يكون بالحرب والقتال على الدين الحق فتَغْسِلُ الدماءُ هذه الخطايا.




195- وَكَذَاكَ النُّفُوسُ وَهْيَ مِرَاضٌ *** بَعْضُ أَعْضَائِهَا لِبَعْضٍ فِدَاءُ


اللغة
(مراض): جمع مريض
المعنى
ومثل ما سبق من تطهير أدران الإلحاد والكفر بالسيف حتى يزول الكفر وتغسل الدماءُ هذه الخطايا= مثل ذلك النفوس المريضة تفدي بعض أعضائها بعضا فقد يتلف أحد أعضاء الجسد ولو تُرِكَ لأتلف الجسد كلَّه فنفدي الجسد كله ببتر هذا العضو التالف
 
196- لَمْ يُعَادِ اللهُ الْعَبِيدَ وَلَكِنْ *** شَقِيَتْ بِالْغَبَاوَةِ الْأَغْبِيَاءُ
اللغة

ظاهرة
المعنى

إن ما شرعه الله من الجهاد ليس معاداةً منه سبحانه للعبيد ولكنهم أغبياء يشقَوْنَ بالغباوة إذ الأدلة على وجوده سبحانه ظاهرة في كل شيء.

وفي كل شيء له آيةٌ ... تدل على أنه الواحد

فالذين لا يرون هذه الآيات، أو يرونها ولكنهم يكابرون هم من الأغبياء الذين لا يعرفون الحق إلا بالقوة.


197- وَإِذَا جَلَّتِ الذُّنُوبُ وَهَالَتْ *** فَمِنَ الْعَدْلِ أَنْ يَهُولَ الْجَزَاءُ

اللغة​

(جَلَّ الشيءُ) يَجِلُّ: عَظُمَ

(هالَهُ الشيءُ): هَوْلًا من باب قال: أفزعه

المعنى

وإذا عَظُمَتِ الذنوب جدا كان العدلُ أن يكون الجزاءُ على قدر هوْلِ الذنوب وكِبَرِها.


 
198- أَشْرَقَ النُّورُ فِي الْعَوَالِمِ لَمَّا ... بَشَّرَتْهَا بِأَحْمَدَ الْأَنْبَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
لما جاءت الأنباء بالبشارة بمولد أحمد النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم أشرق النور في العوالم وبدأ ظلام الجهل يزول

199- بِالْيَتِيمِ الْأُمِّيِّ وَالْبَشَرِ الْمُوحَى ..م.. إِلَيْهِ الْعُلُومُ وَالْأَسْمَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
أشرق النور في العوالم لما جاءت البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم الموصوف بهذه الصفات وهي أنه يتيم أُمِّيٌّ بَشَرٌ موحى إليه.
وأشار الشاعر بقوله: (موحى إليه العلوم والأسماء) إلى أنه صلى الله عليه وسلم مع كونه بشرا أُمِّيًّا إلا أن علومه كانت عن طريق الوحي من الله تعالى فلهذا كانت الأميةُ فيه كمالا؛ لأنها دليل على صدق نبوته، وإن كانت صفة نقص في غيره إذ إن معرفته بأنواع العلوم التي لا يعرفها بشرٌ أميا كان أو عالما لَدليل على أن هذا الأميَّ رسولٌ من عند الله وصادق في دعواه.
 
200- قُوَّةُ اللهِ إِنْ تَوَلَّتْ ضَعِيفًا ... تَعِبَتْ فِي مِرَاسِهِ الْأَقْوِيَاءُ
اللغة

(المراس): هنا بمعنى المأخذ والمعالجة

المعنى

هذا البيت أجراه مجرى المثل ومعناه ظاهر والمراد به أن الصفات السابقة صفات تدل على الضعف: فاليُتْمُ ضَعْفٌ، والبشرية من خصائصها الضعف كما قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28]، والأُمِّيَّةُ ضَعْفٌ، فكل هذه صفات ضعف لكن لما تولاه الله بعنايته وقوته صار مَنْ هم في حكم العادة أقوياء لا يستطيعون مقاومته لأن قوته مستمدة من الله فلا يمكن لأحد أن يقف أمام قوة الله.


201- أَشْرَفُ الْمُرْسَلِينَ آَيتُهُ النُّطْقُ (م) مُبِينًا وَقَوْمُهُ الْفُصَحَاءُ

اللغة


ظاهرة

المعنى


هو أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم معجزته كلامية وهي القرآن الكريم الْمُنَزَّلُ بلسان عربي مبين المتحدى بأقصر سورة منه أهل الفصاحة والبلاغة منهم أن يأتوا بمثلها فلم يستطيعوا، مع أن قومه هم الفصحاء أهل اللغة والبلاغة. وأيضا فكلامه صلى الله عليه وسلم قد بلغ الذروة في الفصاحة فلا يستطيعون مجاراته فيها، بل إن بعضهم قد أسلم لما سمع كلامه صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ([1])، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ فَلَقِيَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، وَإِنَّ اللهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» قَالَ: فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ([2])، قَالَ: فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَبَايَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَعَلَى قَوْمِكَ»، قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي، قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ، فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً، فَقَالَ: رُدُّوهَا، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ[3].


([1]) المراد بالريح هنا: الجنون ومس الجن

([2]) ناعوس البحر: وفي غير مسلم (قاموس البحر) وهو وسطه وقعره الأقصى

[3] صحيح: رواه مسلم ت. عبد الباقي (2/ 593/ رقم868/ ك: الجمعة، ب: تخفيف الصلاة والخطبة)
 
202- لَمْ يَفُهْ بِالنَّوَابِغِ الْغُرِّ حَتَّى *** سَبَقَ الْخَلْقَ نَحْوَهُ الْبُلَغَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
لم يتكلم صلى الله عليه وسلم بالكَلِمِ النوابغ الغر المعجز حتى كان البلغاء قد بلغوا مبلغا عظيما في البلاغة ووصلوا إلى قمتها فلما جاءهم صلى الله عليه وسلم غَطَّى على فصاحتهم وبلاغتهم بكلامه الذي لا يستطيعون مجاراته وبما جاءهم به من القرآن الكريم الذي أعجز الإنس والجن أن يأتوا بمثله


203- وَأَتَتْهُ الْعُقُولُ مُنْقَادَةَ اللُّبِّ *م* وَلَبَّى الْأَعْوَانُ وَالنُّصَراءُ
اللغة
(اللب): ذكاء من العقل
المعنى
وانقادت العقول لِمَا جاء به صلى الله عليه وسلم وأجاب دعوته الأعوان والنصراء
 
204- جاء للناس والسرائرُ فوضى *** لم يُؤَلِّفْ شَتاتَهن لواءُ
اللغة
(الشتات): المتفرق
المعنى
جاء صلى الله عليه وسلم والناس فوضى لا إمام لهم ولا راية توحدهم ولا لواء يجمع شتاتهم




205- وحِمَى اللهِ مُسْتَباحٌ وشرعُ اللهِ *م* والحقُّ والصوابُ وراءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
جاء صلى الله عليه وسلم وحمى الله ومحارمه مستباحة والناس في جاهلية جهلاء لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فشرع الله وراءهم ووراءهم الحق والصواب
 
206- فَلِجِبريلَ جيئةٌ ورَواحٌ *** وهبوطٌ إلى الثرى وارتقاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وجبريل يجئ بالوحي ويروح به ويهبط إلى الأرض بالوحي ويرجع إلى السماء




207- يُحْسَبُ الأُفْقُ في جناحَيْهِ نورًا *** سُلِبَتْهُ النجومُ والجَوْزاءُ​
اللغة
(جناحيه): المراد أجنحته فعبر عن الجمع بالمثنى
المعنى
لِجبريلَ عليه السلام ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق وينتشر من أجنحته التهاويل من الدر والياقوت كما ثبت ذلك كله في الأحاديث الصحيحة، والمراد أن النور يُشِعُّ من أجنحته ويتلألأ في الأفق فكأن هذا النور قد أُخِذَ وسُلِبَ من النجوم والجوزاء
 
208- تِلْكَ آيُ الْفُرْقَانِ أَرْسَلَهَا اللهُ *م* ضِيَاءً يَهدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
اللغة
(الآي): جمع آية
المعنى
جاء جبريل بآيات الفرقان وهذه الآيات أرسلها الله هدى ونورا للعالمين يهدي بها الله من يشاء من عباده


209- نَسَخَتْ سُنَّةَ النَّبِيِّينَ وَالرُّسْلِ *م* كَمَا يَنْسَخُ الضِّيَاءَ الضِّيَاءُ
اللغة
(النسخ): الإزالة يقال نسخت الشمسُ الظلَّ أي أزالته
المعنى
نسخت آيات الفرقان ما سبقها من سنن النبيين والمرسلين، كما ينسخ الضياءُ الشديدُ الضياءَ الأقلَّ منه نورا وإنْ كانا جميعا ضياءً وذلك كالشمس التي يُذهِبُ ضوؤها ضوءَ القمر والنجوم
 
210- وَحَمَاهَا غُرٌّ كِرَامٌ أَشِدَّاءُ *م* عَلَى الْخَصْمِ بَيْنَهُمْ رُحَمَاءُ
اللغة
(غُرٌّ): جمع أَغَرّ، يقال: رجلٌ أَغَرُّ: صَبِيحٌ أو سيدٌ في قومه.
المعنى
وحمى شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم سادة كرام أشداء على الكفار رحماء بينهم
_____________________


211- أُمَّةٌ يَنْتَهِي الْبَيَانُ إِلَيْهَا *** وَتَؤُولُ الْعُلُومُ وَالْعُلَمَاءُ
اللغة
(تؤول): ترجع
المعنى
هذه الأمة أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمةٌ بلغت الغاية في البيان بحيث ينتهي البيان إليها وترجع إليها العلوم والعلماء لبلوغها الغاية في العلم
 
212- جازتِ النجمَ واطمأنتْ بأُفْقٍ *** مطمئنٍّ به السَّنا والسَّناءُ


اللغة
(جَازَ): الْمَوْضِعَ سَلَكَهُ وَسَارَ فِيهِ، يَجُوزُ (جَوَازًا)، و(أَجَازَهُ) خَلَّفَهُ وَقَطَعَهُ، و(جَاوَزَ) الشَّيْءَ إِلَى غَيْرِهِ وَ (تَجَاوَزَهُ) بِمَعْنًى، أَيْ (جَازَهُ)، أَيْ تَعَدَّاهُ.
(السَّنَا) مَقْصُورٌ: ضَوْءُ الْبَرْقِ.
(السَّنَاءُ) مَمْدُودٌ: الرِّفْعَةِ.
المعنى
هذه الأمة بلغت مبلغا عظيما لا يُبْلَغُ شَأْوُهُ ففاقت النجم في المكانة وعلت على جميع الأمم وانتشر سلطانها على جميع الأمم وصارت جميع الأمم تهابها فصارت مطمئنة في مكانها العالي الذي بلغته لا تَهابُ أمة أخرى وصارت في مكان منير لا يُعَكِّرُ على ضوئه ظلام الجهل والكفر، وهذا معنى (أفق مطمئن به السنا والسناء) فالسنا هو العلو فالمكان الذي بلغته هذه الأمة عالٍ جدا بحيث لا يمكن أن تصل إليه أمة أخرى فتزيحها عن مكانها (فالسنا مطمئن) والسناء هو الضياء والمراد به انتشار حضارة الإسلام في الأرض على الأمم الأخرى أيضا بسبب تقدم هذه الأمة في العلم وكان من الانتشار والتقدم بحيث لا يمكن أن يخفي ضوءه ظلام الجهل والكفر من الأمم الأخرى
 
هَلَّا تكرمت الإدارة بتغيير العنوان وأصلاحه بارك الله فيكم.
"التعليقات شرح الشوقيات" وليست "شرج الشوقيات".
 
جزاكم الله خيرا أخي محمد يزيد

هَلَّا تكرمت الإدارة بتغيير العنوان وأصلاحه بارك الله فيكم.
"التعليقات شرح الشوقيات" وليست "شرج الشوقيات".

سبحان الله ! لم أنتبه لهذا الخطأ؛ فنرجو من الإدارة الكريمة تعديل العنوان وجزاكم الله خيرا
 
213- كُلَّمَا حَثَّتِ الرِّكابَ لِأَرْضٍ *** جَاوَرَ الرُّشْدُ أَهْلَهَا وَالذَّكَاءُ


اللغة
(حَثَّ الرِّكَابَ): أي حض الإبل على أن تسرع، والمراد كلما انتقلت لأرض.


المعنى
هذه أمة مباركة فلا تنتقل لأرض إلا وينتقل معها الرشد والذكاء لأهل هذه الأرض فيعم خيرها على غيرها من الأمم




214- وَعَلَا الْحَقُّ بَيْنَهُمْ وَسَمَا الْفَضْلُ *م* وَنَالَتْ حُقُوقَهَا الضُّعَفَاءُ


اللغة
ظاهرة
المعنى
كلما انتقلت هذه الأمة لأرض نشروا بينهم الحقَّ والفضلَ فيعلو الحقُّ بين الناس ويسمو الفضلُ وينال الضعفاءُ حقوقَهم.
 
215- تَحْمِلُ النَّجْمَ وَالْوَسِيلَةَ وَالْمِيزَانَ *م* مِنْ دِينِهَا إِلَى مَنْ تَشَاءُ
اللغة
(النَّجْمُ): الْكَوْكَبُ، وَالْجَمْعُ أَنْجُمُ وَنُجُومٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَأَفْلُسٍ وَفُلُوسٍ، وَكَانَتْ الْعَرَبُ تُؤَقِّتُ بِطُلُوعِ النُّجُومِ؛ لِأَنَّهُمْ مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ الْحِسَابَ وَإِنَّمَا يَحْفَظُونَ أَوْقَاتَ السَّنَةِ بِالْأَنْوَاءِ، وَكَانُوا يُسَمُّونَ الْوَقْتَ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ الْأَدَاءُ نَجْمًا تَجَوُّزًا؛ لِأَنَّ الْأَدَاءَ لَا يُعْرَفُ إلَّا بِالنَّجْمِ.


(الوسيلة): ما يُتَوَصَّلُ به إلى الشيء ويُتَقَرَّبُ به، والمراد: الأعمال الصالحة التي يتقربون بها إلى الله، يقال: وَسَّلَ إلى الله توسيلا وتوسل إليه: عَمِلَ عملا تقرَّبَ به إليه.


(الميزان): المراد به العدل.


المعنى
تحمل هذه الأمة معها العلوم النافعة كعلم الأوقات، والأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله، وتحمل معها أيضا العدل، تحمل كل هذا من دينها إلى من تشاء من الأمم التي تنتقل إليها.




216- وَتُنِيلُ الْوُجُودَ مِنْهُ نِظَامًا *** هُوَ طِبُّ الْوُجُودِ وَهْوَ الدَّوَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وتعطي الوجود من هذا الدين نظاما هو النظام الصالحُ الْمُصْلِحُ للوجود، فهو الدواء لما فسد واعتلَّ من أنظمة الوجود.
 
217- يَرْجِعُ النَّاسُ والْعُصُورُ إِلَى مَا *** سَنَّ وَالْجَاحِدُونَ وَالْأَعْدَاءُ


اللغة
ظاهرة
المعنى
النظام الذي وضعه دينُ هذه الأمة هو خير الأنظمة وأفضلها فلهذا يرجع إليه الناس، وهو النظام الصالح المصلح لكل زمان ومكان فلهذا يرجعون إليه في كل عصر بل يُقِرُّ بفضله الجاحدون والأعداء فتراهم يرجعون إليه أيضا أحيانا




218- فِيهِ مَا تَشْتَهِي الْعَزَائِمُ إِنْ هَمَّ *م* ذَوُوهَا وَيَشْتَهِي الْأَذْكِيَاءُ


اللغة
ظاهرة
المعنى
في هذا الدين من عُلُوِّ الهمة ما يشتهيه ذوو العزائم العالية والأذكياء




219- فَلِمَنْ حَاوَلَ النَّعِيمَ نَعِيمٌ *** وَلِمَنْ آثَرَ الشَّقَاءَ شَقَاءُ


اللغة
ظاهرة
المعنى
فلمن تمسك بهذا الدين وكان ذا همة عالية وأراد الارتقاء وبلوغ النعيم والدرجات العالية في الدنيا والآخرة فله النعيم وطريقه إلى هذا النعيم هو هذا الدين، وأما من آثر الدنيا وجحد هذا الدين فله الشقاء
 
220- أيَرَى العُجْمُ مِن بني الظِّلِّ والماءِ *م* عجيبا أَنْ تُنْجِبَ البَيْدَاءُ
اللغة
(يرى): يذهب، تقول: الذي أَراه كذا أي الذي أذهب إليه


(العُجْم): وزان قُفْل لغة في العَجَم بفتحتين وهم خلاف العرب


(بنو الظل والماء): هم العجم لأن الغالب على بلادهم البَرْدُ وكثرة الثلوج والأمطار بخلاف بلاد العرب المشمسة الحارة،
وأيضا قد يريد أنهم أصحاب رفاهية وعيش رغيد ينعمون بالظل والماء بخلاف العرب الذين يعيشون في الصحراء في خشونة من العيش

(تنجب البيداء): من أنجب الرجلُ: وَلَدَ وَلَدًا نجيبا


المعنى
أيرى الأعاجم المُنَعَّمُون أصحاب الحضارة الحديثة الظانين أن النجباء لا يكونون إلا منهم أيرون أن من العجائب أن يولد النجباء في الصحراء مع شظف العيش وخشونته
 
221- وتُثيرَ الخيامُ آسادَ هيجاء *م* تَراها آسادَها الهيجاءُ


اللغة
(الهيجاء): الحرب
المعنى
أيعجب هؤلاء الأعاجم أن يوجد الشجعان في الخيام وفي الصحراء وهم من الشجاعة بحيث تراهم الحرب أنهم هم شجعانها دون من سواهم
 
222- مَا أَنَافَتْ عَلَى السَّوَاعِدِ حَتَّى الْـ *** أَرْضُ طُرًّا فِي أَسْرِهَا وَالْفَضَاءُ


اللغة


(ما): هنا موصولة بمعنى التي تعود إلى (آساد هيجاء)


(أناف على كذا): سما وعلا عليه وفاقَهُ، والمرادُ: بَذَّ منافسيه في القدر والمنزلة


(السواعد): جمع ساعدة وهي من أسماء الأسد
وسواعد وزان فواعل صيغة منتهى الجموع ويجمع عليها انواع منها ما كان على وزن فاعلة مطلقا اسما أو وصفا لعاقل أو غيره نحو: ضاربة وضوارب وفاطمة وفواطم وناصية ونواصٍ ومنه ساعدة وسواعد


المعنى


هؤلاء الشجعان آساد الحروب الذين أنجبتهم الصحراء هم أشجع مَنْ على وجه الأرض حتى إنهم فاقوا الأسود الضواري وبَذُّوا مَنْ على وجه الأرض من الأبطال والشجعان.


تنبيه


ليس المراد بأنهم أنافوا على السواعد والأرض والفضاء أن الفضاء يشمل الملائكة إذ إن الملائكة مسكنهم السماوات لا الفضاء وإن كانوا يوجدون فيه كالملائكة السياحة الذين يتتبعون حلق الذكر
وأيضا فإن المراد وصف هؤلاء الشجعان بأنهم أشجع من على وجه الأرض وليس في الكلام تعرض لذكر الملائكة حتى يقال: إن الشاعر يفضلهم على الملائكة في الشجاعة
وإنما نبهتُ على هذا خوفا من أن يقع في الوهم منه شيء بسبب قوله والفضاء، فتأمل، والله أعلم.
 
الحمد لله رب العالمين
وبعد
فقد كنت كتبت قدرا من شرح الشوقيات وغير ذلك في علوم أخرى
وقدَّر اللهُ أنْ ضاع كثيرا مما كتبت أو أكثره وكان مما ضاع من ذلك شرح الشوقيات
ومنذ بضعة أيام عثرت على أشياء مما فقدته وكان مما وجدته نسخة من شرح الشوقيات التي كنت كتبتها ولكنها ليست النسخة الأصلية التي كنت أعمل عليها
ولكنها أفضل من لا شيء
فالحمد لله على كل حال
ونستكمل على بركة الله ما بدأناه
________________________________________________


223- تَشْهَدُ الصِّينُ وَالْبِحَارُ وَبَغْدَادٌ *م* وَمِصْرُ وَالْغَرْبُ وَالْحَمْرَاءُ
اللغة

(الحمراء): قصر مشهور بالأندلس
المعنى

تشهد هذه الأماكن بشجاعة هؤلاء الأبطال الذين جاؤوا من الصحراء
 
224- مَنْ كعَمرِو البلادِ، وَالضَّادُ مِمَّا *** شَادَ فِيهَا وَالْمِلَّةُُ الْغَرَّاءُ
اللغة

(عمرو البلاد): هو عمرو بن العاص، والمراد بـ (البلاد) مصر لأن الشاعر يتحدث عن تاريخها، وإنما أضافه إلى البلاد لأنه فاتحها

(الضاد): للعرب خاصة ولا توجد في كلام العجم إلا في القليل، وألِف (ضاد) منقلبة عن واو

(شاد): سبق في البيت 21

(فيها): أراد: لها فاستعمل (في) مكان اللام

(الملة الغراء): الإسلام

المعنى

مَنْ مثل عمرو بن العاص في الفضائل فهو الذي فتح البلاد وثبَّتَ مُلْكَ العرب والإسلام فيها، وأصل الكلام: منْ كعمرو البلاد مما شاد للضاد والملة الغراء، فقدَّمَ (الضاد) وأعاد عليها الضمير من (فيها) واستعمل (في) مكان اللام

225- شَادَ لِلْمُسْلِمِينَ رُكْنًا جُسَامًا *** ضَافِيَ الظِّلِّ دَأْبُهُ الْإِيوَاءُ
اللغة

(جُسامً): بضم الجيم: أي عظيم، يقال: جَسُمَ الشيء أي عَظُمَ فهو جسيم وجُسام، وأما (جِسام) بكسر الجيم فهو جمع جسيم وهو البدين العظيم البدن

(ضافي الظل): الضَّفْوُ السُّبوغُ، وضفا الشيء من باب عدا وسما، وثوبٌ ضافٍ أي تامٌّ سابغ

(الدَّأْب): بسكون الهمزة: العادة والشأن وقد تحرك الهمزة

(الإيواء): تقول: آوَى زيدٌ عمرًا إيواء: أي أنزله به

المعنى

شاد عمرو للمسلمين ركنا عظيما وذلك بفتح مصر فهي الركن العظيم الذي ظله تام سابغ على الناس ومن دَأْبِهِ وعادته أن يأوي غيرَه إليه يعني أن مصر تحمي مَنْ يأوي إليها من المخاطر كما يحمي الظل من حر الشمس فظلها سابغ يعم كل من يأوي إليها ثم إن من شأنها وعادتها أنها تستقبل الناس ولا ترفضهم بل ترحب بهم وتنزلهم بها، وفي هذا البيت إشارة إلى قوله تعالى: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَآءَ اللهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99]
 
226- طَالَمَا قَامَتِ الْخِلَافَةُ فِيهِ *** فَاطْمَأَنَّتْ وَقَامَتِ الْخُلَفَاءُ

اللغة

(طالما قامت): (ما) واقعة على الزمان أي طال زمان قامت الخلافة فيه، و(طال) فعل ماض و(ما) كفَّتْهُ عن العمل فلا يحتاج إلى فاعل على ما ذهب إليه سيبويه
وبعضهم يعرب (ما) مصدرية والمصدر المؤول منها ومن صلتها في محل رفع فاعل (طال) فيكون التقدير هنا: (طال إقامةُ الخلافة فيه)

(اطمأنَّ) إلى كذا: سكن إليه ووثق به

(قامت الخلفاء): أي قاموا بأمر الخلافة وتكفلوا بها

المعنى

قامت الخلافة في هذا الركن العظيم الذي شاده عمرو للعرب والمسلمين وهو مصر زمانا طويلا اطمأنت فيه أن تزول وقامت الخلفاء بشأن الخلافة كما يجب فاستتب لهم الأمر واستقام
 
227- وَانْتَهَى الدِّينُ بِالرَّجَاءِ إِلَيْهِ *** وَبَنُو الدِّينِ إِذْ هُمُو ضُعَفَاءُ
اللغة


(انتهى الدينُ): بلغ نهايتَهُ وغايتَه
(الرجاء): ضد اليأس، وهو لغة: الأمل، قال الراغب: "هو ظن يقتضي حصول ما فيه مسرة"،
والرجاء يكون في ممكن الحصول بخلاف التمني الذي يكون في الممكن والمستحيل
المعنى
بلغ الدين غايته بالأمل في مصر أن تكون حصنا منيعا له وأبناء الدين المسلمين إذ كانوا ضعفاء فبلغوا أشدهم بالأمل في مصر - الركن العظيم الذي شاده عمرو بن العاص لهم - أن تكون حصنا منيعا يَتَقَوَّوْنَ به ويَتَّقُون به الأعداء
 
228- مَنْ يَصُنْهُ يَصُنْ بَقِيَّةَ عِزٍّ *** غَيَّضَ التُّرْكُ صَفْوَهُ وَالثَّوَاءُ


اللغة

(الثواء): الإقامة مع الاستمرار



(غَيَّض): غاض الماءُ قلَّ ونضبَ، وغيَّضَ الدمعَ تغييضا نقَصَهُ وحبسه



المعنى

من يحافظ على هذا الركن العظيم (مصر) فإنه يصون بقية عز قد نقَصَ التركُ عِزَّهُ إذ لم يحافظوا عليه
 
229- فَابْكِ عَمْرًا إِنْ كُنْتَ مُنْصِفَ عَمْرٍو *** إِنَّ عَمْــــرًا لَنَيِّـــرٌ وَضَّاءُ
اللغة


ظاهرة
المعنى


فابْك أيها القارئ والسامعُ عمرا إن كنت منصفا فهو الفاتح العظيم الذي فتح مصر وجعلها ركنا عظيما للدين وللمسلمين
 
230- جَادَ لِلْمُسْلِمِينَ بِالنِّيلِ وَالنِّيلُ *م* لِمَنْ يَقْتَنِيهِ أَفْرِيقَاءُ
اللغة

(جاد): يجود: تَكَرَّمَ وبابه قال،
(أفريقاء): المراد قارة أفريقيا

المعنى

ابك عمرا لأنه أعطى النيل للمسلمين حيث فتح مصر وفيها النيل فصار النيل لهم ومن مَلَكَ النيلَ ملكَ أفريقيا


231- فَهْيَ تَعْلُو شَأْنًا إِذَا حُرِّرَ النِّيلُ *م* وَفِي رِقَّةٍ لَهَا إِزْرَاءُ
اللغة

(أزرى عليه عملَهُ): عابه
المعنى

فأفريقيا تعلو شأنا إذا كان النيلُ حرا ليس لمستعمر عليه سلطان أما إذا تغلب عليه المستعمرون فإن فيه إزراء بأفريقيا
 
232- وَاذْكُرِ الْغُرَّ آلَ أَيُّوبَ وَامْدَحْ *** فَمِنَ الْمَدْحِ لِلرِّجَالِ جَزَاءُ

اللغة

(الغُرّ): على وزن (فُعْل)[1] جمع أَغَرّ وهو الشريف،
ويقال: (فلانٌ غُرّةُ قومه): أي سيدهم،

المعنى

يشير إلى الدولة الأيوبية التي أسسها صلاح الدين الأيوبي وحكمت مصر من سنة 1171م إلى سنة 1250م
يقول: واذكر السادة الأيوبيين وامدحهم فمن المدح جزاء للرجال على أفعالهم الحسنة



234- هُمْ حُمَاةُ الْإِسْلَامِ وَالنَّفَرُ الْبِيضُ *م* الْمُلُوكُ الْأَعِزَّةُ الصُّلَحَاءُ

اللغة

(الأبيض): السيف أو النجم والجمع بِيض
المعنى

فالأيوبيون هم حماة الإسلام، والسادة الأشراف، والملوك الأعزة الصالحون


[1] (فُعْل) يكون قياسا مطردا في جمع (أَفْعَل) صفة نحو: أحمر وأصلع وأَصَمّ ومنه أَغَرّ
 
235- كُلُّ يَوْمٍ بِالصَّالِحِيَّةِ حِصْنٌ *** وَبِبُلْبَيْسَ قَلْعَةٌ شَمَّاءُ

اللغة

(الصالحية): بلدة بمصرتنسب إِلَى الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وَالِد الْمُلُوك سُلْطَان مصر وَالشَّام،

(الْحِصْنُ): الْمَكَانُ الَّذِي لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ لِارْتِفَاعِهِ وَجَمْعُهُ حُصُونٌ وَحَصُنَ بِالضَّمِّ،

(بُلْبَيْس): ضَبَطه الصَّاغانِيّ كغُرْنَيْقٍ، وَنَسَبه بعضُهم للعامّة، وَقد يُفتَحُ أوَّلُه، وَهَذَا قد صحَّحه بعضُهم: بلدة، بمِصر بالشَّرقِيَّةِ،

(الْقَلْعَةُ): مِثْلُ قَصَبَةٍ حِصْنٌ مُمْتَنِعٌ فِي جَبَلٍ وَالْجَمْعُ قَلَعٌ بِحَذْفِ الْهَاءِ وَقِلَاعٌ أَيْضًا مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ وَرَقَبَةٍ وَرِقَابٍ، وَالْقُلُوعُ جَمْعُ الْقَلَعِ مِثْلُ أَسَدٍ وَأُسُودٍ فَهُوَ جَمْعُ الْجَمْعِ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَابْنُ دُرَيْدٍ الْقَلَعَةُ بِالتَّحْرِيكِ وَلَا يَجُوزُ الْإِسْكَانُ، وَنَقَلَ الْمُطَرِّزِيُّ وَالصَّغَانِيُّ أَنَّ السُّكُونَ لُغَةٌ،

(شماء): مؤنث أَشَمّ يقال: جبل أَشَمّ: أي طويل الرأس ظاهر الشممِ

المعنى

ومن محاسنهم أنهم كانوا يكثرون من الحصون والقلاع العالية المنيعة لا يفترون عن ذلك حتى كأنهم كانوا يصنعون كل يوم حصنا في مكان وقلعة في مكان
 
236- وَبِمِصْرٍ لِلْعِلْمِ دَارٌ، وَلِلضِّيفَانِ *م* نَارٌ عَظِيمَةٌ حَمْرَاءُ

اللغة

(ضيفان): جمع (ضَيْف) على وزن (فَعْل) وهو أجوف يائي وقياس جمعه (فُعُول) مثل: سَيْل وسُيُول[1]، وضَيْف وضُيُوف.
وبهذا يُعلم أن (ضِيفان) جمع سماعي لـ (ضيف)، وقد يجوز أن يكون (ضِيفان) في الأصل على وزن (فُعْلان) مضموم الفاء فكُسِرَتْ الفاءُ لتسلم الياءُ


المعنى

وكانوا أيضا يُنْشِؤون دورَ العِلْمِ، كما كانوا كرماء جدا وكثيرو الخَدَم إذ كانوا يوقدون النيران العظيمة للضيفان ليصنعوا لهم اللحم الشهي والطعام الفاخر



237- وَلِأَعْدَاءِ آلِ أَيُّوبَ قَتْلٌ *** ولِأَسْرَاهُمْ قِرًى وَثَواءُ


اللغة

(القِرَى): الضيافة

(الثواء): الإقامة



المعنى

كما كانوا شجعانا إذا قابلوا أعداءهم في الحروب قتلوهم، ولكنهم كانوا ذوي أخلاق عالية فمَنْ أَسَرُوه من أعدائهم أحسنوا معاملته كأنه ضيف مقيم عندهم.



[1] شرح الشافية للرضي 2/ 91 ت. محمد محي عبد الحميد وآخران ط. دار الكتب العلمية، وشذا العرف 160- 161 علق عليه د. محمد بن عبد المعطي، ط. دار الكيان
 
​238- يَعْرِفُ الدِّينُ مَنْ صَلَاحٌ؟ وَيَدْرِي ... مَنْ هُوَ؟ الْمَسْجِدَانِ وَالْإِسْرَاءُ

اللغة
(صلاح): صلاح الدين الأيوبي،
(المسجدان): المسجد الحرام والمسجد الأقصى
المعنى
يعرف الدينُ صلاحَ الدين الأيوبي فهو الذي صنع له أمرا عظيما رفع به شأنه وأعلى كلمته وأظهره الله على الدين كله وذلك بفتح بيت المقدس وانتزاعه من أيدي الصليبيين وإعادته إلى المسلمين إذ هو مَسْرَى رسولهم .
وقوله: (المسجدان) فاعل للفعل يدري أي يدري المسجدان والإسراء من هو؟

239- إِنَّهُ حِصْنُهُ الَّذِي كَانَ حِصْنًا ... وَحِمَاهُ الَّذِي بِهِ الِاحْتِمَاءُ

اللغة
ظاهرة
المعنى
فصلاح الدين هو حصن الدين الذي يستحق أن يسمى حصنا لامتناع الدين به من تسلط الأعداء عليه،
وهو حِمَى الدين الذي يُحْتَمَى به من الأعداء
 
عودة
أعلى