الفوائد المفهمة شرح الجزرية المقدِّمة
تأليف
محمَّد بن علي بن يالوشة
ت: 1314 هـ[align=justify]
قال رحمه الله في مقدمته:
(الحمد لله الذي أنزل القرآن مرتَّلاً ترتيلاً، ووعد من قرأه وعمل به ثواباً جزيلاً، والصَّلاة والسَّلام على أفصح من نطق بالضَّاد، سيِّدنا محمَّد المستعلي على مَن استطال من أهل الضلال والفساد، وعلى آله وأصحابه السَّالكين على منهجه القويم، مَن برعوا في الفصاحة والبلاغة، فهمسوا الهاء وجهروا الجيم، وعلى التابعين ومن تبعهم إلى يوم المآب، وعلى كل من نقل القرآن من الأئمة الأنجاب.
وبعد: فيقول أفقر الأنام، إلى رحمة الملك العلَّام، المعتمد على فضل مولاه اللطيف،
محمد بن علي بن يالوشة الشريف، رزقه الله سعادة الدَّارين، ومنَّ عليه بشفاعة سيِّد الثقلين:
إنَّ تلاوة كتاب الله تعالى كما أنزل من أعظم الطاعات وأعلاها، وأجل القربات وأسناها، ولا يكون ذلك إلا بمراعاة قواعد التجويد، من تفخيم وترقيق، وإظهار وتشديد، وقد ألَّف في التجويد جماعة، وأذاعوا طيب نشره أي إذاعة، فكان من أرفع ما ألَّفوه، وأنفع ما تداوله الطلبة وألفوه، الأرجوزة المسمَّاة: (المقدِّمة فيما على قارئه أن يعلمه) لشيخ الإسلام والمسلمين، وأستاذ القراء والمحدِّثين، أبي الخير محمَّد بن محمَّد بن محمَّد الجزري الشافعي، رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة منزله ومثواه، وعليها شروح كثيرة، المتداول منها في هذا الزمان، شرح شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري، تغمَّده الله بالعفو والغفران، لكن فيه عبارات صعبة على المبتدئين، كما لا يخفى على من مارس هذا الفنِّ من البارعين،
لهذا التمس مني بعض الطلبة أمثالي، أن أصنع لهم شرحاً يناسب حالهم وحالي، مع أني لستُ من فحول الرجال، لكن التشبه بأذيالهم كمال، وما أحسن قول القائل:
أحب الصالحين ولستُ منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي *** ولو كنَّا سواءً في البضاعة
فشرعتُ فيه ابتناءً على حسن ظنهم في هذا العبد الذليل، واعتماداً على عونٍ وتوفيق من ربنا الجليل،
جمعته من شروح الشيوخ: ابن الناظم، والقاضي، والحلبي، رحمهم الله جميعاً،
مع زيادة فوائد وتنبيهات من: "تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين"، للشيخ الفقيه العالم العلامة الولي الصالح، الزاهد الناصح، محقق العلوم بلا نزاع، وناصح الكتاب والسنة بلا دفاع، أبي الحسن علي النويري الصفاقسي، رحمه الله تعالى ورضي عنه، ونفعنا به آمين.
وسميته: (
الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدِّمة)، والله أسأل أن ينفع به النفع العميم، ويجعله خالصه لوجهه الكريم، إنه سميع قريب، عليه توكلت وإليه أنيب).
قلتُ: بيَّن الشارح رحمه الله في مقدمته سبب شرحه لهذه الأرجوزة، ومصادره التي اعتمد عليها في شرحه، وصرَّح تصريحاً باسم شرحه رحمه الله.
وأمَّا طبعات هذا الشرح، وقفتُ على بعض منها:
1) الطبعة التونسية عام 1357 هـ -1931 م، ويمكن تحميلها من
هنا.
2) طبع بمكتبة الآداب بالقاهرة، قرأه وضبطه وعلَّق عليه: د. جمال فاروق الدقاق، قدَّم له الشيخ عبد الحكيم بن عبد اللطيف عبد الله، شيخ مقرأة جامع الأزهر.
ومن وقف على غير هاتين الطبعتين فليرشد.
[/align]