الإخوة ليس عندهم تعريف للبدعة ، ولذا ستجدهم يذهبون يمنة ويسرة لن تجد لهم دليلا سوي التمسك بأنه ليس فيه نص في عهد النبوة ، وكأن كل عبادة تحتاج لنص !
الأمر كما تظن ، فليس كل مالم يرد عن النبي نحكم بعدم جوازه .
فزيادة عدد الركعات في صلاة القيام إلي إحدي وعشرين ركعة والبعض زاد لأكثر من ذلك لا نحكم ببدعيتها لكونها لم ترد عن النبي . ولا شك أن الصلاة عبادة .
فالبدعة يا أخي هي التي تضاد السنة أما هذه الزيادة فمن باب الثناء علي الله هذا مع ما أنقله لك من كلام الأئمة
"
البدعة هي عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه" هكذا عرفها الإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام وشرح تعريفه، وسأنقل إن شاء الله شرحه وتقسيمه للبدعة من حيث أنها فعلية وتركية ، وأنها حقيقية وإضافية.
واعلم أن السنة قسمان: فعلية وتركية، والسنة التركية هو ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود مقتضى فعله، وهذا كالتزام قول "صدق الله العظيم" بعد الانتهاء من كل قراءة أو سماع للقرآن الحكيم، فإن مقتضى فعله له صلى الله عليه وسلم قائم، مع ذلك تركه ولم يفعله، فدل أن السنة ترك هذا القول على وجه الالتزام والمداومة، وإذا كانت البدعة تضاد السنة كما تفضلتم أن ذكرتم -وهو صحيح- فإن فعل التصديق بعد الانتهاء من قراءة القرآن على وجه المداومة تضاد للسنة!
ولعل الذي لا يرى قولها وفي نفس الأمر لا يرى الإنكار على من يقولها يتدبر ما نقلته سابقا عن ابن عمر في المشاركة رقم 24:
جاء في الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا عطس إلى جنبه فقال (الحمد لله والسلام على رسول الله) قال ابن عمر وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، علمنا أن نقول: (الحمد لله على كل حال ).
[ رواه الترمذي في سننه 2738 وحسنه الألباني في صحيح السنن باختصار السند]
فهل هناك فرق بين إنكار ابن عمررضي الله عنهما، وإنكار اللجنة الدائمة لقول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من كل قراءة للقرآن أو سماعه؟
وهذه فتوى اللجنة الدائمة: فتوى رقم ( 3303 ) :
س: ما حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الفراغ من قراءة القرآن؟
ج: قول (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن
بدعة؛ لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا الخلفاء الراشدون، ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم، ولا أئمة السلف رحمهم الله، مع كثرة قراءتهم للقرآن، وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه، فكان قول ذلك و
التزامه عقب القراءة بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) رواه البخاري ومسلم وقال: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (2) رواه مسلم .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ولهم فتاوى أخرى في هذا المعنى، وفي النهي عن كتابتها في آخر المصاحف.
وتدبر هذه الفتوى من الشيخ العثيمين رحمه الله وهي من فتاوى نور على الدرب (نسختها من المكتبة الشاملة) : قول ( صدق الله العظيم )
عند الفراغ من القراءة
فيصل الدعجاني من القصب يقول ما حكم قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن؟
فأجاب رحمه الله تعالى: قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن لا أصل له من السنة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم وإنما حدث أخيراً ولا ريب أن قول القائل صدق الله العظيم ثناءٌ على الله عز وجل فهو عبادة وإذا كان عبادةً فإنه لا يجوز أن نتعبد لله به إلا بدليلٍ من الشرع وإذا لم يكن هناك دليل من الشرع كان ختم التلاوة به غير مشروع ولا مسنون فلا يسن للإنسان عند انتهاء القرآن أن يقول صدق الله العظيم فإن قال قائل أليس الله يقول (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) فالجواب بلى قد قال الله ذلك ونحن نقول ذلك لكن هل قال الله ورسوله إذا أنهيتم القراءة فقولوا صدق الله وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقرأ ولم ينقل عنه أنه كان يقول صدق الله العظيم وقرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه من سورة النساء حتى بلغ (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال النبي عليه الصلاة والسلام (حسبك) ولم يقل قل صدق الله ولا قاله ابن مسعود أيضاً وهذا دليل على أن قول القائل عند انتهاء القراءة صدق الله ليس بمشروع نعم لو فرض أن شيئاً وقع مما أخبر الله به ورسوله فقلت صدق الله واستشهدت بآيةٍ من القرآن هذا لا بأس به لأن هذا من باب التصديق لكلام الله عز وجل كما لو رأيت شخصاً منشغلاً بأولاده عن طاعة ربه فقلت صدق الله (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) وما أشبه ذلك مما يستشهد به فهذا لا بأس به.اهـ المقصود
ووجدت جوابا للشيخ ابن باز رحمه الله على استدلال الإمام الشنقيطي الجكني رحمه الله بقوله تعالى (قل صدق الله) وأنه عام فقال في فتاواه: سؤال :
إنني كثيرا ما أسمع من يقول : إن ( صدق الله العظيم ) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة , وقال بعض الناس : إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى : { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا }وكذلك قال لي بعض المثقفين : إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له : حسبك , ولا يقول : صدق الله العظيم , وسؤالي هو هل قول : صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا ؟ جواب :
اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا : صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له , ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغى ترك ذلك , وأن لا يعتاده لعدم الدليل , وأما قوله تعالى : { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ } (1) فليس في هذا الشأن , وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها , وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن , ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة ; لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم .
« ولما قرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى : قال له النبي صلى الله عليه وسلم : حسبك قال ابن مسعود : فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام » (3) ، أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية ، وهي قوله سبحانه : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ } أي يا محمد على هؤلاء شهيدا , أي على أمته عليه الصلاة والسلام , ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي : حسبك , والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ : صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر , أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به . اتنهى من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله