التزام قول "صدق الله العظيم" بعد التلاوة بِدْعَة (الحلقة الأولى والثانية)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل يؤذن على مطلع الشمس عنده
لماذا لا تضعون نقاط خلافكم ثم تنطلقون في النقاش
هل هي بدعة ام لا؟
ان كانت بدعة فلم وما دليل بدعيتها وتحت اي قاعدة تدخل؟
ان لم تكن بدعة وكانت استحبابا فتحت اي قاعدة تدخل وماقياسها ؟
تاريخ القول بها عقب القراءة ومن قال بها؟
امور اتفقوا على مناقشتها نقطة وراء اخرى حتى لايذهب نقاشكم سدى
اما قصة الجكني الحميري فهي كما سمعتها انا ايضا من ابن عمتي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز القاري اطال الله عمره
ارتفعوا عن النقاش لاجل النقاش الى النقاش لاجل الحق
 
السلام عليكم
الأخ الجنيد الله
الإخوة ليس عندهم تعريف للبدعة ، ولذا ستجدهم يذهبون يمنة ويسرة لن تجد لهم دليلا سوي التمسك بأنه ليس فيه نص في عهد النبوة ، وكأن كل عبادة تحتاج لنص !

الأمر كما تظن ، فليس كل مالم يرد عن النبي نحكم بعدم جوازه .
فزيادة عدد الركعات في صلاة القيام إلي إحدي وعشرين ركعة والبعض زاد لأكثر من ذلك لا نحكم ببدعيتها لكونها لم ترد عن النبي . ولا شك أن الصلاة عبادة .

فالبدعة يا أخي هي التي تضاد السنة أما هذه الزيادة فمن باب الثناء علي الله هذا مع ما أنقله لك من كلام الأئمة


وإليك بعض نصوص أئمتنا في التصديق عند الختم :

قال العلامة ابن الجزري في النشر : ورأينا بعض الشيوخ يبتدئون الدعاء عقيب الختم بقولهم: صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، وهذا تنزيل من رب العالمين ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. وبعضهم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له - إلى آخره - أو بما في نحو ذلك من التنزيه وبعضهم (بالحمد لله رب العالمين) لقوله صلى الله عليه وسلم "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجزم" ورواه أبو داود وابن حبان في صحيحة (ولا حرج) في ذلك فكل ما كان في معنى التنزيه فهو ثناء. وفي الطبراني الأوسط عن علي رضي الله عنه: كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد وعلى آل محمد، وإسناده جيد. وفي الترمذي عن عمر رضي الله عنه: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. وقال تعالى (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين))ا.هـ2/508

قال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (...ولهذا يقول شيخ الاسلام في ختمه للقرآن الختم المشهور النسبة إليه يقول في أوله يقول (صدق الله العظيم المتوحد في الجلال بكمال الجمال تعظيما وتكبيرا الذي نزل الفرقان على عبده) إلى آخره ، هنا قال (متوحد في الجلال بكمال الجمال) وذلك أن أسماء الله جل وعلا منها جلال ومنها جمال .)ا.هـللإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي
والمسمى بـ ((إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل))شرحها فضيلة الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
وشيخ الإسلام قالها عند الختم

قال الإمام النيسابوري : ((...ولا سيما إذا فعل بعد أن يرى أمارات الغضب وعلامات العذاب { فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده ، وخسر هنالك الكافرون } [ غافر : 85 ] . صدق الله العظيم .))



ففي أسنى المطالب لزكريا الأنصاري الشافعي::(( قَوْلُهُ : فَإِنْ نَطَقَ فِيهَا بِحَرْفَيْنِ إلَخْ ) لَوْ قَصَدَ أَنْ يَأْتِيَ فِي صَلَاتِهِ بِكَلَامٍ مُبْطِلٍ لَهَا ثُمَّ نَطَقَ مِنْهُ بِحَرْفٍ وَلَوْ غَيْرَ مُفْهِمٍ بَطَلَتْ وَسُئِلَ ابْنُ الْعِرَاقِيِّ عَنْ مُصَلٍّ قَالَ بَعْدَ قِرَاءَةِ إمَامِهِ صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ هَلْ يَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ وَلَا تَبْطُلُ صَلَاتُهُ فَأَجَابَ بِأَنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ وَلَا تَبْطُلُ بِهِ الصَّلَاةُ ؛ لِأَنَّهُ ذِكْرٌ لَيْسَ فِيهِ خِطَابُ آدَمِيٍّ .))

ومن هذا النقل يتبين أن هذا القول من باب الذكر والثناء علي الله بعد ختم القراءة ، والاستدلال عندهم من هذا الباب ولذا كانوا يقولونها في الاستشهاد وبعد الختم وسبق قول ابن الجزري (((ولا حرج) في ذلك فكل ما كان في معنى التنزيه فهو ثناء. ))ا.هـ..والله أعلم

والسلام عليكم
 
الدكتور/ محمد بلتاجي حسن - رحمه الله - أستاذ الشريعة وعميد دار العلوم الأسبق درس لنا مناهج التفسير، من تفسير بالمأثور إلى تفسير بالرأي إلى تفسير لغوي ....
وكان في معنى ما قاله - رحمه الله -: إن الأمر ليس اختلافا في معرفتهم بالتفسير، بل هو اختلاف في طرائق التفكير.
فيمكن أن تكون المعطيات لعالِمَين متفقة، لكن كل واحد منهما يسلك حسب طريقته في التفكير سبيلا غير الآخر.
هناك عشرات الكتيبات والمطويات الآن معنونة بـ "أخطاء المصلين" ومما يتناقلونه خطأ مسح الوجه بعد الدعاء، وينقلون مقولة الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله بأن من يفعل ذلك: جاهل.... هذا هو توجههم وطريقتهم.
وهناك الإمام ابن الجزري في النشر ينازعه في ذلك.
وكذلك الإمام النووي، الذي يرى العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
لو كانت مقولة العز بن عبد السلام قاطعة في المسألة، فإن ما نازع فيه ابن الجزري وغيره هو دفاع عن الجهل.
المعطيات واحدة ...
فالكل يعرف تخريج أحاديث المسح، ويعرف أن فيها مقالا.
 
التحقيق في مذهب القرطبي رحمه الله

التحقيق في مذهب القرطبي رحمه الله

السلام عليكم
يا شيخ ما تقوله قد يكون صحيحا إن لم يكن هناك نقل من السلف في استحباب "صدق الله العظيم" كما علمت قول القرطبي وغيره .

المقصود بالسلف هم العلماء الذي كانوا في القرون المفضلة الأولى، : الصحابة والتابعون وأتباع التابعين، ففي الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" والقرطبي رحمه الله والحكيم الترمذي رحمه الله ليسا من أهل القرون الثلاثة المفضلة.

ثم إن القرطبي لم يقل: يستحب أن نقول "صدق الله العظيم" بعد الانتهاء من القراءة أو سماعها،(وهذه هي المسألة الذتي نتباحث فيها) بل الذي ذكره في مقدمة تفسيره هو نقل عن الحكيم الترمذي في نوادر الأصول أنه قال :(ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم ويشهد على ذلك أنه حق فيقول : صدقت ربنا وبلغت رسلك ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط ثم يدعو بدعوات) فلا أدري من يقول بهذا كله غيره، هذا أولا،
وثانيا لم يقل "صدق الله العظيم" والكلام هو في تخصيص هذه اللفظة آخر كل قراءة أو سماع،
ثم ثالثا: رجعت إلى كتاب التذكار لأفضل الأذكار للقرطبي وهو كتاب خصصه لأدب التالي وفضل قارئه وفضائل القرآن ونحو ذلك، فلم يذكر فيه "صدق الله العظيم"، مع أنه ذكر الاستعاذة والبسملة والدعاء أثناء القراءة، وغير ذلك، وإنما ذكر تصديق القرآن في آخر الختم من غير تعيين لفظة "صدق الله العظيم"، وفرق بين التصديق آخر كل قراءة، وآخر كل ختمة.، وعلى هذا يحمل ما نقلته لاحقا عن ابن الجزري رحمه الله في النشر، إنما ذكر ذلك عند ختم القرآن الكريم، لا عند كل قراءة. كذلك ابن تيمية إنما هو في ختم القرآن لا عند كل قراءة، مع أن نسبة كتاب ختم القرآن لابن تيمية باطلة غير صحيحة، كما حققه المعتنون بكتبه من أمثال بكر بن عبد الله أبو زيد وعلي الشبل وغيرهما.
فعلى هذا لا يصح نسبة القول باستحباب قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن أو سماعه لا للقرطبي رحمه الله ولا للحكيم الترمذي، فافهم.


والله أعلم
 
السلام عليكم
يا سيدي الفاضل : القرطبي أقر بقول الحكيم الترمذي لأنه نقله دون تعقب ، بل قام هو بالتصديق في آخر سورة الأحقاف كما سبق ..فهل بعد ذلك تدعي بأن القرطبي لم يجزه ؟؟ وهل يلزمه أن يذكر التصديق في كل كتبه ؟؟

قلت : (وإنما ذكر تصديق القرآن في آخر الختم من غير تعيين لفظة "صدق الله العظيم"، وفرق بين التصديق آخر كل قراءة، وآخر كل ختمة.، وعلى هذا يحمل ما نقلته لاحقا عن ابن الجزري رحمه الله في النشر، ))
يا سيدي الفاضل : هل هناك دليل علي التصديق في آخر الختم من نصوص القرون الفاضلة ؟؟
فإن لم تجد فلم المغايرة بينهما ؟؟؟

ثم استحسان الأئمة الأعلام علي جواز هذه الفعلة لخير دليل علي تلقي الأمة لها .
والسلام عليكم
 
الإخوة ليس عندهم تعريف للبدعة ، ولذا ستجدهم يذهبون يمنة ويسرة لن تجد لهم دليلا سوي التمسك بأنه ليس فيه نص في عهد النبوة ، وكأن كل عبادة تحتاج لنص !

الأمر كما تظن ، فليس كل مالم يرد عن النبي نحكم بعدم جوازه .
فزيادة عدد الركعات في صلاة القيام إلي إحدي وعشرين ركعة والبعض زاد لأكثر من ذلك لا نحكم ببدعيتها لكونها لم ترد عن النبي . ولا شك أن الصلاة عبادة .

فالبدعة يا أخي هي التي تضاد السنة أما هذه الزيادة فمن باب الثناء علي الله هذا مع ما أنقله لك من كلام الأئمة

"البدعة هي عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه" هكذا عرفها الإمام الشاطبي في كتابه الاعتصام وشرح تعريفه، وسأنقل إن شاء الله شرحه وتقسيمه للبدعة من حيث أنها فعلية وتركية ، وأنها حقيقية وإضافية.

واعلم أن السنة قسمان: فعلية وتركية، والسنة التركية هو ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود مقتضى فعله، وهذا كالتزام قول "صدق الله العظيم" بعد الانتهاء من كل قراءة أو سماع للقرآن الحكيم، فإن مقتضى فعله له صلى الله عليه وسلم قائم، مع ذلك تركه ولم يفعله، فدل أن السنة ترك هذا القول على وجه الالتزام والمداومة، وإذا كانت البدعة تضاد السنة كما تفضلتم أن ذكرتم -وهو صحيح- فإن فعل التصديق بعد الانتهاء من قراءة القرآن على وجه المداومة تضاد للسنة!

ولعل الذي لا يرى قولها وفي نفس الأمر لا يرى الإنكار على من يقولها يتدبر ما نقلته سابقا عن ابن عمر في المشاركة رقم 24: جاء في الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجلا عطس إلى جنبه فقال (الحمد لله والسلام على رسول الله) قال ابن عمر وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، علمنا أن نقول: (الحمد لله على كل حال ).
[ رواه الترمذي في سننه 2738 وحسنه الألباني في صحيح السنن باختصار السند]

فهل هناك فرق بين إنكار ابن عمررضي الله عنهما، وإنكار اللجنة الدائمة لقول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من كل قراءة للقرآن أو سماعه؟

وهذه فتوى اللجنة الدائمة: فتوى رقم ( 3303 ) :
س: ما حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الفراغ من قراءة القرآن؟
ج: قول (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة؛ لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا الخلفاء الراشدون، ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم، ولا أئمة السلف رحمهم الله، مع كثرة قراءتهم للقرآن، وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه، فكان قول ذلك والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) رواه البخاري ومسلم وقال: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (2) رواه مسلم .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ولهم فتاوى أخرى في هذا المعنى، وفي النهي عن كتابتها في آخر المصاحف.




وتدبر هذه الفتوى من الشيخ العثيمين رحمه الله وهي من فتاوى نور على الدرب (نسختها من المكتبة الشاملة) : قول ( صدق الله العظيم )
عند الفراغ من القراءة
فيصل الدعجاني من القصب يقول ما حكم قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن؟
فأجاب رحمه الله تعالى: قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن لا أصل له من السنة ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم وإنما حدث أخيراً ولا ريب أن قول القائل صدق الله العظيم ثناءٌ على الله عز وجل فهو عبادة وإذا كان عبادةً فإنه لا يجوز أن نتعبد لله به إلا بدليلٍ من الشرع وإذا لم يكن هناك دليل من الشرع كان ختم التلاوة به غير مشروع ولا مسنون فلا يسن للإنسان عند انتهاء القرآن أن يقول صدق الله العظيم فإن قال قائل أليس الله يقول (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) فالجواب بلى قد قال الله ذلك ونحن نقول ذلك لكن هل قال الله ورسوله إذا أنهيتم القراءة فقولوا صدق الله وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقرأ ولم ينقل عنه أنه كان يقول صدق الله العظيم وقرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه من سورة النساء حتى بلغ (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال النبي عليه الصلاة والسلام (حسبك) ولم يقل قل صدق الله ولا قاله ابن مسعود أيضاً وهذا دليل على أن قول القائل عند انتهاء القراءة صدق الله ليس بمشروع نعم لو فرض أن شيئاً وقع مما أخبر الله به ورسوله فقلت صدق الله واستشهدت بآيةٍ من القرآن هذا لا بأس به لأن هذا من باب التصديق لكلام الله عز وجل كما لو رأيت شخصاً منشغلاً بأولاده عن طاعة ربه فقلت صدق الله (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) وما أشبه ذلك مما يستشهد به فهذا لا بأس به.اهـ المقصود

ووجدت جوابا للشيخ ابن باز رحمه الله على استدلال الإمام الشنقيطي الجكني رحمه الله بقوله تعالى (قل صدق الله) وأنه عام فقال في فتاواه: سؤال :
إنني كثيرا ما أسمع من يقول : إن ( صدق الله العظيم ) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة , وقال بعض الناس : إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى : { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا }وكذلك قال لي بعض المثقفين : إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له : حسبك , ولا يقول : صدق الله العظيم , وسؤالي هو هل قول : صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا ؟ جواب :
اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا : صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له , ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغى ترك ذلك , وأن لا يعتاده لعدم الدليل , وأما قوله تعالى : { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ } (1) فليس في هذا الشأن , وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها , وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن , ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة ; لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم .
« ولما قرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى : قال له النبي صلى الله عليه وسلم : حسبك قال ابن مسعود : فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام » (3) ، أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية ، وهي قوله سبحانه : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ } أي يا محمد على هؤلاء شهيدا , أي على أمته عليه الصلاة والسلام , ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي : حسبك , والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ : صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر , أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به . اتنهى من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله
 
جزاك الله خيرا يا أخانا حكيم بن منصور وليس وراء ما ذكرته عن العلماء الأفاضل مع ما تقدم في مشاركاتي من أسئلة لم يجب عنه أحد من إخواننا المخالفين فعسى أن يكون ذلك فيصلا في الاتفاق على بدعيتها , فإذا لم يتفق من يحسبون من أهل القرءان على ما يتعلق بقراءة القرءان بعد هذا النقاش الطويل وهذه الحجج البينة والفتاوى الواضحة فإن الخلل في الأمة إذا لعظيم .
 
استفسار

استفسار

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛ فهذا بحث كُنت قد كتبته في "ملتقى أهل الحديث" -حفظ الله القائمين عليه وأعضائه ورواده- بتاريخ 30 / 10 / 1423هـ، ومِن قَبل في كل مِن: "شبكة الفوائد الإسلامية" و"المنتدى العام" بـ "شبكة الفجر".

------------------------------------------
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه، (صلى الله عليه وآله وسلم) ...
أما بعدُ ...
فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ اللهِ تعالَى، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُلَّ ضلالةٍ في النار ...
فمن الأمور المُحدَثَة التي انتشرت انتشارًا هائلا في هذا العَصر؛ بحيثُ لا تكاد تَجِدُ قارِئًا للقُرآن مُعرِضًا عَنها؛ هي التزامُ قولِ (صدق اللهُ العَظيم) بعد الفراغ مِن تلاوة القرآن الكريم.
فاعْلَم –أخي- أنَّ التزامَ قولِ (صدق اللهُ العَظيم) بعد الفراغ مِن تلاوة القرآن الكريم بِدْعَة، وكل بِدْعَة ضلالة، وكل ضلالةٍ في النَّار؛ فهي لم تَرِد –فَضلا عَن أن تَثبت- قَطُّ عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) "قولا أو تَقريرًا" ولا عَن أحَدٍ مِن أصحابِه ولا عَن أحد التَّابِعين، ولا أظُنُّ أنَّها كانت مَعروفةً قَبل مائتي عام، هذا على أقصَى تَقْدير؛ وإلا فغالِبُ ظَنِّي أنَّها لم تَكن مَعروفَةً قبل مائة عام، واللهْ أعْلَم.
.........ولو كانَ هذا القَولُ مَشروعًا لَبَيَّنه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) لأمَّتِه؛ بل ثَبَت عَن النَّبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّه قال لعَبد الله بن مَسعود (رَضي الله عَنه): "اقْرأ عَليَّ القُرآن"، فقال: يا رَسولَ الله أقرأ عَليَك وعَلَيك أنزِل؟! قال: "إنِّي أحِبُّ أن أسمَعَه مِن غَيري"، فقرأتُ عليه سُورَة النِّساء. حتَى جِئتُ إلى هذه الآية: (فكيف إذا جِئنا مِن كُلِّ أمَّة بِشَهيدٍ وجِئنَا بِكَ على هؤلاءِ شَهيدًا) [الآية: 41]. قال: "حَسبُك الآن"، فالتَفَتَ إليه فإذا عَيناه تَذرِفان. [مُتفق عَليه]، وفي رواية للبخاري [ح 5050، 4582 - «فتح»] قال رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم): "أمسِك".
ومِن القواعِد الأصولية أنَّه "لا يجوز تأخير البَيان عَن وَقت الحاجَة"؛ فلو كان قول (صَدق اللهُ العَظيم) مَشروعًا لَنَبَّه النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) عَبدَ الله بنَ مسعود –رَضي الله عَنه- عَلَيه ودَلَّه عليه وأمرَه بأن يقولَه؛ فلما لم يُبَيِّن النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) مَشروعية ذلك دَلَّ على أنَّه لا يُشرَع؛ و"تَرك البَيان في وَقت الحاجَة بَيانٌ" –كما تُقَرِّرُ القاعِدَة الأصولية.
بل قال (صلى الله عليه وسلم) بعد الفراغ مِن التلاوة: "حَسبُك الآن"؛ مِمَّا يَدُل دلالةً واضِحَةً أنَّها هذا القولَ لا يَشرُع، بل المَشروع بعد الفراغ مِن التلاوة هو السُّكوت أو الكلام المُباح أو مُباشرة العَمل أو خِلافُه مِمَّا هو مُباحٌ في أصلِه،.

الأخ الكريم

سلام الله عليكم و رحمته و بركاته

لي تعليق أوّلي على ما ذكرتموه آنفا ، و هو إذا كان " الكلام المباح " مشروعٌ بعد الفراغ من التلاوة - كما هو نصّ كلامكم - : فما الذي يُخرِج كلمة " صدق الله العظيم " من عموم الكلام المباح ، المشروع بعد الفراغ من التلاوة ؟

و قد ذكرتم أن " ما هو مباحٌ في أصله " مشروعٌ بعد الفراغ من التلاوة - بنصّ كلامكم - : أفليس قول : " صدق الله " مباحاً في أصله ؟؛ قال الله تعالى : { كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ..} [آل عمران : 93 - 95]

و إذا كان محل الاعتراض على قولها - بعد الفراغ من التلاوة - هو " الالتزام " - أي : التزام قولها - : فهل هناك إثمٌ في التزام شيء من الكلام المباح ؟

و في الختام لكم السلام
 
الأخ الفاضل حكيم بن منصور بارك الله فيك أجدتّ و أفدت .

لن تجد لهم دليلا سوي التمسك بأنه ليس فيه نص في عهد النبوة ، وكأن كل عبادة تحتاج لنص !

لا أظنك تنازع فى هذا شيخنا الفاضل ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
((الأصل فى العبادات المنع إلا لنص ، و فى العبادات الإباحة إلا لنص))
انتهى من قاموس البدع 45 .
 
لم أر في الاستدلال على بدعية المسألة المذكورة غير كلام بعض متأخري الحنابلة ، فهل خلت كتب الحنابلة المتقدمين ، وكتب المذاهب الفقهية الأخرى من المسألة أصلاً ؟
وإذا كان ذلك كذلك أفلا يعني أن المسألة اجتهادية كل يبني حسب قاعدته وفهمه ونظرته في " البدعة " ؟؟؟أم أن تأصيل المسألة وفرض الرأي فيها لا يكون إلا بالمذكور فقط ؟؟
 
فعسى أن يكون ذلك فيصلا في الاتفاق على بدعيتها , فإذا لم يتفق من يحسبون من أهل القرءان على ما يتعلق بقراءة القرءان بعد هذا النقاش الطويل وهذه الحجج البينة والفتاوى الواضحة فإن الخلل في الأمة إذا لعظيم .
الأخ الكريم
عفا الله عني وعنك.
وأي خلل عظيم في الأمة إذا كان بعض الناس - أنا منهم - يرون أن قول: "صدق الله العظيم" بعد التلاوة ... مباح.
وآخرون - وفضيلتك منهم - يرون أن هذه الجملة بدعة.
فماذا عن مسائل الخلاف التي هي أكبر!!
هل لا بد من حمل كل من يقنت في الصبح على ترك القنوت حتى يستقيم حال الأمة، ويزول الخلل؟!
 
[align=center]محل الخلاف يا فضلاء

هل يجوز أن أقول بعد التلاوة

صدق الله العظيم ؟

أما كون الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها فلم يثبت.

وكونه أمر بها لم يثبت.

وكونه سمع من قالها وأقره فلم يثبت.
إذا كونها سنة بمعناها الاصطلاحي لا تثبت.

بقي الخلاف في جواز قولها من عدمه استئناسا بعموم الأدلة وبفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يشير إلى مصداق آية قرآنية.

هذا محل الخلاف[/align]
 
السلام عليكم
يا سيدي الفاضل حكيم بن منصور
قلت لك (فليس كل مالم يرد عن النبي نحكم بعدم جوازه .
فزيادة عدد الركعات في صلاة القيام إلي إحدي وعشرين ركعة والبعض زاد لأكثر من ذلك لا نحكم ببدعيتها لكونها لم ترد عن النبي . ولا شك أن الصلاة عبادة . ))

أولا : أريد جوابا علي هذا الكلام ..
ثانيا : لم تتعرض إلي قضية (صدق الله العظيم ) عند الختم كما نقل في النشر وغيره .
وفرقت بين الختم وبين القراءة ..ولم تخبر عن دليل واحد من كلام القدامي أو السلف الصالح أنهم كانوا يصدقون بعد الختم ..أريد جوابا واضحا لو تكرمتم ؟؟

قال الشيخ طارق : (( ثم ماذا يقول إخواننا في قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا ؟ أليس هذا بدعة ؟
إذا كان هذا بدعة مع أنه جمع بين نصوص وعمل الفقهاء والقراء جميعا فكيف بمن قال ( صدق الله العظيم ) وليس معه نص ولا عمل ؟ ألا يكون بالبدعة أولى ؟ ))ا.هـ

هلا نقلت لنا من قال ببدعية الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة ؟؟
والسلام عليكم
 
[align=center]محل الخلاف يا فضلاء

هل يجوز أن أقول بعد التلاوة

صدق الله العظيم ؟

بقي الخلاف في جواز قولها من عدمه استئناسا بعموم الأدلة وبفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يشير إلى مصداق آية قرآنية.

هذا محل الخلاف[/align]

السلام عليكم
هل قول "صدق الله العظيم " من قبيل الثناء علي القرآن ـ لا من قبيل اعتقاد سنيتها ـ فيه شئ؟؟
وقد نقلت مشروعيته عن الأئمة . والله أعلم
والسلام عليكم
 
الأخ الكريم
عفا الله عني وعنك.
!
آمين آمين.
وأي خلل عظيم في الأمة إذا كان بعض الناس - أنا منهم - يرون أن قول: "صدق الله العظيم" بعد التلاوة ... مباح.
وآخرون - وفضيلتك منهم - يرون أن هذه الجملة بدعة.
فماذا عن مسائل الخلاف التي هي أكبر!!
الخلل ليس أن نختلف فهذه سنة كونية , وإنما الخلل ألا نتفق ونحن نتناقش هذا النقاش العلمي الرصين الذي يخضع لقوله تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ذلك خير وأحسن تأويلا ) فهذه الآية نص في ارتفاع النزاع فإذا لم يرتفع النزاع فالخلل فينا عظيم لأنه لا خلل في كتاب الله عز وجل ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
هل لا بد من حمل كل من يقنت في الصبح على ترك القنوت حتى يستقيم حال الأمة، ويزول الخلل؟
يا أخانا الفاضل التصور والاعتقاد شيء والعمل شيء آخر فإذا لم نتفق في تصور المسألة فكيف بالعمل ؟
العمل يخضع للمصلحة والمفسدة والقدرة والعجز , وأما التصور والاعتقاد فلا يمنع منه شيء من هذا , وهل أنا أستطيع وأنا أعتقد أن قول ( صدق الله العظيم ) أن أنهى كل من سمعته يقولها عنها ؟ فالكلام عن الحكم وأما العمل بالحكم فله ضوابطه التي لا تخفاك فلا تخلط بارك الله فيك .
 
قال الشيخ طارق : (( ثم ماذا يقول إخواننا في قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا ؟ أليس هذا بدعة ؟
إذا كان هذا بدعة مع أنه جمع بين نصوص وعمل الفقهاء والقراء جميعا فكيف بمن قال ( صدق الله العظيم ) وليس معه نص ولا عمل ؟ ألا يكون بالبدعة أولى ؟ ))ا.هـ
هلا نقلت لنا من قال ببدعية الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة ؟؟
والسلام عليكم
وعليكم السلام , كيف حالكم يا شيخ عبد الحكيم عساكم بأحسن حال , والأمر لا يحتاج إلى بحث عمن قال ببدعية قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا لأني أظنك لا تخالف في هذا فليس السؤال عن بدعية الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة فذلك جائز عند بعض العلماء كما نقلت من قبل ولكن البدعة التي لا أظن أحدا ينازع فيها في قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا .
والله أعلم .
 
وعليكم السلام , كيف حالكم يا شيخ عبد الحكيم عساكم بأحسن حال , والأمر لا يحتاج إلى بحث عمن قال ببدعية قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا لأني أظنك لا تخالف في هذا فليس السؤال عن بدعية الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة فذلك جائز عند بعض العلماء كما نقلت من قبل ولكن البدعة التي لا أظن أحدا ينازع فيها في قارئ يلتزم الاستعاذة قبل القراءة وبعدها فيبدأ قراءته بها ويختم بها أيضا .
والله أعلم .

السلام عليكم
أنا بخير شيخنا الحبيب ولله الحمد والمنة . وآمل أن تكونوا كذلك .

أما بخصوص طلبي ، فقد كنت قرأت في النشر أنه جاء عن حمزة وأبي حاتم وأبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وابن سرين وإبراهيم النخعي وحكي عن مالك وذكر أنه مذهب داود بن علي الظاهري وجماعته ....))

هؤلاء ذكر ابن الجزري أنهم ورد عنهم أنهم يستعيذون بعد القراءة عملا بظاهر آية سورة النحل .
نعم .. تعقبهم ابن الجزري وقال بخطأ النسبة ، ولكنه لم ينوه إلي بدعية الوجه ..هذا ما أردته باختصار . والله أعلم
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام وجزاكم الله خيرا وكلامك حق إن شاء الله فهؤلاء الأئمة يخصون الاستعاذة بعد القراءة دفعا للرياء وأخذا بظاهر الآية ولكن الجمهور على أن الاستعاذة قبل القراءة لأن المعنى : إذا أردت القراءة كما في قوله تعالى ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) , ولكن لم يقل أحد أن الاستعاذة تكون قبل القراءة وبعدها في آن واحد بل إما قبلها وإما بعدها , وأما أن يلتزمها القارئ في تلاوته مرتين مرة فبل القراءة ومرة بعدها فلا قائل به , والله أعلم .
 
) , ولكن لم يقل أحد أن الاستعاذة تكون قبل القراءة وبعدها في آن واحد بل إما قبلها وإما بعدها , وأما أن يلتزمها القارئ في تلاوته مرتين مرة فبل القراءة ومرة بعدها فلا قائل به , والله أعلم .

السلام عليكم
بل حكاه ابن الجزري أيضا حيث قال : وحكي قول آخر وهو الاستعاذة قبل وبعد ..ثم عزاه إلي تفسير الرازي..... )ا.هـ

فهو قول موجود ، بصرف عن صحته من عدمه ، ومع هذا لم يبدعه ابن الجزري ـ رحمه الله ـ والله أعلم
والسلام عليكم
 
الموسوعة الفقهية / الجزء الرابع
******************
7 - للقرّاء والفقهاء في محلّ الاستعاذة من القراءة ثلاثة آراءٍ :
أحدها : أنّها قبل القراءة ، وهو قول الجمهور ، وذكر ابن الجزريّ الإجماع على ذلك ، ونفى صحّة القول بخلافه . واستدلّوا على ذلك بما رواه أئمّة القرّاء مسنداً عن نافعٍ عن جبير بن مطعمٍ« أنّه صلى الله عليه وسلم كان يقول قبل القراءة : أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم ». دلّ الحديث على أنّ التّقديم هو السّنّة ، فبقي سببيّة القراءة لها ،
والفاء في ( فاستعذ ) دلّت على السّببيّة ، فلتقدّر ( الإرادة ) ليصحّ .
وأيضاً الفراغ من العمل لا يناسب الاستعاذة .
الثّاني : أنّها بعد القراءة ، وهو منسوبٌ إلى حمزة ، وأبي حاتمٍ ، ونقل عن أبي هريرة رضي الله عنه وابن سيرين ، وإبراهيم النّخعيّ ، وحكي عن مالكٍ ، عملاً بظاهر الآية { فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه } . فدلّ على أنّ الاستعاذة بعد القراءة ، والفاء هنا للتّعقيب . وردّ صاحب كتاب النّشر صحّة هذا النّقل عمّن روي عنهم .
الثّالث : الاستعاذة قبل القراءة وبعدها ، ذكره الإمام الرّازيّ ، ونفى ابن الجزريّ الصّحّة عمّن نقل عنه أيضاً .
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الحكيم فابن الجزري نفى أن يصح نقله عمن نسب إليه القول به وقوله رحمه الله وحكي لا تدل على ثبوته عن قائله بل هي من صيغ التضعيف وإذا لم يصح القول به فلا قائل به ,.والله أعلم
 
السلام عليكم
يا سيدي الفاضل حكيم بن منصور
قلت لك (فليس كل مالم يرد عن النبي نحكم بعدم جوازه .
فزيادة عدد الركعات في صلاة القيام إلي إحدي وعشرين ركعة والبعض زاد لأكثر من ذلك لا نحكم ببدعيتها لكونها لم ترد عن النبي . ولا شك أن الصلاة عبادة . ))

أولا : أريد جوابا علي هذا الكلام ..
ثانيا : لم تتعرض إلي قضية (صدق الله العظيم ) عند الختم كما نقل في النشر وغيره .
وفرقت بين الختم وبين القراءة ..ولم تخبر عن دليل واحد من كلام القدامي أو السلف الصالح أنهم كانوا يصدقون بعد الختم ..أريد جوابا واضحا لو تكرمتم ؟؟

والسلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مسألة زيادة عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل مسألة مختلف فيها بين العلماء، ولا نبدع من قال بأحد الأقوال، وأنا أرى أن السنة أن لا يزاد على إحدى عشرة ركعة، ولكن لا أنكر على من خالف في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء واستدل كل فريق بما صح عنده من السنة على حسب ما فهمه واقتنع به، فلا يجوز الإنكار في مثل هذا. فالأمر يسير، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
وأما مسألتنا فلم أر أحدا من العلماء نص على جوازها، وقد رددت عليك في نسبة القول بمشروعية قول صدق الله العظيم عقب كل تلاوة للقرآن الكريم، إلى الحكيم الترمذي والقرطبي ، وابن الجزري وابن تيمية، وأنت إن لم تفرق بين مسألتنا ومسألة الختم فشيء آخر، وإذا أردت نقاش مسألة التصديق بعد ختم القرآن فليكن في صفحة مفردة، لا هنا، حتى لا يتشتت بنا البحث.

ثم قد نبّهتك إلى أن المصنفين في فضائل القرآن وأخلاق حملته، وآداب المعلمين ونحو ذلك من القدامى، لم يذكروا هذا "الأدب" لأنه ليس من آداب قراءة القرآن، ذكروا الطهارة، ذكروا التدبر، ذكروا التغني، ذكروا الاستعاذة والبسملة والدعاء والتسوك والنظر في المصحف وغير ذلك كثير، ولم يتطرقوا لقول صدق الله العظيم عقيب التلاوة، لأنه ليس مشروعا، وذكرت لك منهم الآجري والفريابي وابن الضريس والمستغفري والضياء المقدسي والنووي وأبو عبد الله القرطبي (وهذا إنما ذكر معناه في الختم) ، فهل تنبهت؟
طبعا وسأطالع المصنفات المؤلفة في علوم القرآن وأخبرك بما أجد.

نعم وطبعا وأولا: كتب التجويدوالقراءات، هل وجدت عن أحد منهم أنه ذكر قول صدق الله العظيم، عقيب تلاوة القرآن، مع أنهم ذكروا أمورا ليست من باب الرواية ولكن من باب الاستحسان والجواز،وكثير منهم يذكر آداب قارئ القرآن الحكيم، ولكنْ أحد منهم لم يذكر "صدق الله العظيم"، وقد طالعت كتبا كثيرة في هذا الباب ككتب الداني في التجويد والرسم والقراءات والضبط والمفردات، وكتب مكي بن أبي طالب والعطار الهمداني، ثم كتب القراءات القديمة المسندة (كإرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي لأبي العز القلانسي والكفاية الكبرى في القراءات له والإقناع في القراءات السبع تأليفي ابن الباذش (ت:540) والاكتفاء في القراءات السبع المشهورة لأبي طاهر إسماعيل بن خلف ت:455، والتجريد لبغية المريد في القراءات السبع لأبي القاسم يابن الفحام والتذكرة في القراءات الثمان لابن غلبون ، والتلخيص في القراءات الثمان لأبي معشر الطبري ت478.والروضة في القراءات الإحدى عشرة لأبي علي المالكي ، والسبعة لابن مجاهد ، والغاية في القراءات العشر والمبسوط كلاهما لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران ت 371 والكافي لمحمد بن شريح الرعيني الأندلسي ت 476 وكتاب التبصرة في قراءات الأئمة العشرة لأبي الحسن علي بن فارس الخياط (ت452) والكنز في القراءات العشر لعبد الله بن عبد المؤمن والمبهج لأبي محمد عبد الله علي بن أحمد سبط ابن الخياط ، والمستنير في القراءات العشر لأبي طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار البغدادي ، والوجيز في شرح قراءات القراء الثمانية لأبي علي الحسن بن علي ابن يزداد الأهوازي المقرئ ت:466 )، وكذا لم يذكرها صاحب حرز الأماني ولا شارحوه


فالسؤال: إذا كانت مشروعة، فمضنة وجودها في هذه الكتب، فلماذا لم يذكروها؟ تعليما للناس وإرشادا ونصحا. أم أنها غير مشروعة فلذا لم يثبتوها في كتبهم؟

أليس هؤلاء من الأئمة العلماء، والمقرئين الفهماء، والمحققين العاملين، والمصنفين الناصحين، فأين أنت منهم؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثم لقد طلب الشيوخ المكرمون بذكر تعريف البدعة وضوابطها وتقسيماتها واختلاف العلماء فيها وفي ذمها، فهذا باب واسع جدا، وأهم ما صنف فيها كتاب الاعتصام للإمام الشاطبي الأصولي رحمه الله، وهو مهم جدا، وقد ذكرت تعريفه للبدعة ووعدت بذكر شرحه له وتقسيماته، ولعل الله ييسر ذلك فيما بعد والله الموفق.
 
السلام عليكم
أخي حكيم لست أدري ما أقوله لك
في حقيقة الأمر لم أجد جوابا يروي الغليل ، وأنت تكرر الردود .

قلت : ((مسألة زيادة عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل مسألة مختلف فيها بين العلماء، ولا نبدع من قال بأحد الأقوال، وأنا أرى أن السنة أن لا يزاد على إحدى عشرة ركعة، ولكن لا أنكر على من خالف في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء واستدل كل فريق بما صح عنده من السنة على حسب ما فهمه واقتنع به، فلا يجوز الإنكار في مثل هذا. فالأمر يسير، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام. ))

يا أخي أليست هذه عباده ؟ والعبادة لا نزيد فيها ولا ننقص ؟
يا أخي لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم سوي ما ذكرته ..فمن أين الزيادة ؟ لا يوجد نص عن الزيادة ..أليس كذلك ؟؟
فلماذا تتقبل الخلاف في هذه المسألة دون نص ـ مع أنه عبادة ـ!! وترفضه في التصديق ..أليس هذا تناقضا ؟؟؟!!!

قلت : (( وأما مسألتنا فلم أر أحدا من العلماء نص على جوازها))

يا سيدي الفاضل : ليس كل جواب يُعد جوابا !!

فجوابك عن قول القرطبي ليس جوابا من الأصل ، لأنه ثبت عن الإمام القرطبي أنه ذكره في تفسيره دون تعقب ، ولا يلزمه ذكره في كل كتبه ..فلا يصح هذا الجواب إلا إذا جئت بنص يدفع فيه القرطبي هذا التصديق ..هل فهمت ؟؟


وأيضا لا حجة في عدم ذكر الإمام الداني ومكي وغيرهما ( ولا يلزم من العدم عدم )، فقد ذكره غيرهم ، وتناوله الفقهاء في حكم الصلاة كما مر .

سيدي الفاضل التصديق استخدمه النبي صلي الله عليه وسلم في الاستدلال ببعض الآيات ، وأمرنا الله في القرآن بقوله "قل صدق الله " .
والأمة سكتت عن هذه المسألة ، فاعتبرها يا سيدي الفاضل من الخلاف بين العلماء ، ولا تصل لدرجة البدعة ..وراجع فتوي الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ جيدا وبتجرد من أي فكر ، وسل الله أن يريك الحق . والله أعلم
والسلام عليكم
 
ـ هل من الصواب أن يقول المسلم : " صدق الله العظيم " بعد قراءة القرآن وهل هي واردة ؟
لم يرد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا أحدًا من صحابته أو السلف الصالح كانوا يلتزمون بهذه الكلمة بعد الانتهاء من تلاوة القرآن . فالتزامها دائمًا واعتبارها كأنها من أحكام التلاوة ومن لوازم تلاوة القرآن يعتبر بدعة ما أنزل به من سلطان .
أما أن يقولها الإنسان في بعض الأحيان إذا تليت عليه آية أو تفكر في آية ووجد لها أثرًا واضحًا في نفسه وفي غيره فلا بأس أن يقول : صدق الله لقد حصل كذا وكذا . . قال تعالى : { قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } [ سورة آل عمران : آية 95 ] .
يقول سبحانه وتعالى : { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا } [ سورة النساء : آية 87 ] .
والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( إن أصدق الحديث كتاب الله ) فقول : " صدق الله " في بعض المناسبات إذا ظهر له مبرر كما لو رأيت شيئًا وقع، وقد نبه الله عليه سبحانه وتعالى في القرآن لا بأس بذلك .


أما أن نتخذ " صدق الله " كأنها من أحكام التلاوة فهذا شيء لم يرد به دليل، والتزامه بدعة، إنما الذي ورد من الأذكار في تلاوة القرآن أن نستعيد بالله في بداية التلاوة : قال تعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [ سورة النحل : آية 98 ] .
وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستعيذ بالله من الشيطان في بداية التلاوة ويقول : بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان في أول سورة سوى براءة أما بد نهاية التلاوة فلم يرد التزام ذكر مخصوص لا صدق الله ولا غير ذلك .
انتهى من فتاوى الشيخ الفوزان حفظه الله.
 
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل
الأمر سيصبح نقل فتوي أمام فتوي ، ولا نهاية لذلك .

وحجة من قالوا بعدم بدعيتها أقوي ، ونصوص الأئمة كثيرة ، ولا معارض من أئمتنا القدامي . وقصاري ما في الأمر خلاف معتبر بين الأئمة .

لأنهم لم يكونوا يعتقدون سنيتها ، بقدر ما هي من باب الثناء (كما نقل العلامة ابن الجزري ـ رحمه الله ـ ) .
وقد وردت عن الختم ، ولا فرق بين الختم وبين غيره ، ولم يرد في الختم نص ، وقد استحسنه العلماء .والله أعلم
والسلام عليكم
 
هل قول "صدق الله العظيم " من قبيل الثناء علي القرآن ـ لا من قبيل اعتقاد سنيتها ـ فيه شئ؟؟

المشكلة أنه حتى لو لم تعتبرها أنت سنة ، فإنه لا يخفى على أحد حال الجهال من الأمة وهُم كثير
عندما يرون الكثير من القراء يفعلون ذلك يحسبون أنها سنة
وهنا المشكلة تماماً
وسبب هذه المشكلة هو القراء الذين يفعلون ذلك ويلزمون أنفسهم به

ويُمكن تشبيه هذا -مع الفارق- بقوم نوح الذين جاء جيل منهم وضع صوراً لبعض عُبَّادهم لتذكير الناس بعبادتهم ليقتدوا بهم ، فجاء الجيل الذي بعدهم فعبدوهم

هذه طريقة كثيراً ما تنشأ بسببها البدعة


ثم أقول:
هل إذا ترك القُراء قول "صدق الله العظيم" سينقص شيء من الدين؟
إذ لا خلاف أن هذا الفعل ليس بسنة
فتركه أولى من فعله درءاً لما قد يؤدي إليه التزام هذا الفعل من تضليل الجهال كما ذكرت

والله أعلم
 
السلام عليكم
أخي الكريم
بصرف النظر عن قاعدة درء المفاسد ، هل يمكننا القول بأنها بدعة ؟ وبأن قائلها مبتدع من بعد تبين للكثيرين بالأدلة اشتهار هذا الفعل بين القراء قديما ؟؟

يا سيدي الفاضل قول بدعة ليس بصحيح ، وقضية العوام مسألة أخري تماما . والله أعلم
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل
الأمر سيصبح نقل فتوي أمام فتوي ، ولا نهاية لذلك .

وحجة من قالوا بعدم بدعيتها أقوي ، ونصوص الأئمة كثيرة ، ولا معارض من أئمتنا القدامي . وقصاري ما في الأمر خلاف معتبر بين الأئمة .

لأنهم لم يكونوا يعتقدون سنيتها ، بقدر ما هي من باب الثناء (كما نقل العلامة ابن الجزري ـ رحمه الله ـ ) .
وقد وردت عن الختم ، ولا فرق بين الختم وبين غيره ، ولم يرد في الختم نص ، وقد استحسنه العلماء .والله أعلم
والسلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يا أخي لم أنقل الفتوى من أجل الفتوى، وإنما نقلتها لتنظر كيف هي طريقة الاستدلال على بدعية عبادة ما، وقد نقلت عن غير ما سماه هنا بعض الفضلاء"بمتأخري الحنابلة" فلا أدري هل المشكلة في كونهم متأخرين أم حنابلة أم اجتماع الأمرين؟

وقولك "وحجة من قالوا بعدم بدعيتها أقوي" هذا رأيك، وإذا كنت تقصد قول الله تعالى (قل صدق الله) فإن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يفهم من هذه الآية التزامها بعد كل تلاوة، ولو فَعَلَ ذلك لنُقِل، وتَرَكَ تكرارَها في كلِّ مرة، بدليل أنه لم يثبت أنه قالها إلا في حديث واحد -هذا ما أستحضره الآن ومن وجد غير ذلك مرفوعا فليتحفنا به مشكورا-، وكذلك لم يفهم أحد من الصحابة من هذه الآية اعتيادها بعد كل تلاوة للآية، وكذا التابعون لهم بإحسان والأئمة الأربعة، والقراء والمحدثون والفقهاء. وفهم هؤلاء مقدم على فهمنا

وأما الحديث أنه قال صلى الله عليه وسلم "صدق الله" ثم تلا آية. فهذا عليك، لا لك، ذلك أنه لم يثبت عنه غير هذه الواقعة -فيما أعلم، ومن كان له مزيد علم فليتحفنا به-، فأين التزامها وتكرارها في كل مرة وبعد كل تلاوة؟

فكيف تكون الحجة أقوى!

وقولك نصوص الأئمة كثيرة، سيأتي التذكير بأنه قد أجيب عنه فيما سبق ، مع المزيد.

وقولك : "لأنهم لم يكونوا يعتقدون سنيتها " هذا لعله فيما تراه -سددك الله- أو ما تراه في واقعك، وإلا فواقع الناس غير ذلك، فإنهم يعتقدون سنيتها واستحبابها، بل أنها سنة مؤكدة لا بد منها، وبعضهم يراها واجبا، وبعضهم -وهي الطامة- يعتقدون -بجهلهم - أنها آية من كتاب الله، لكثرة شيوعها بين الناس والقراء خاصة. وأذكر أننا كنا في الابتدائي ينقصون النقاط إذا نسينا قول"صدق الله العظيم"ا عقب القراءة، فكيف إذا تركناها متعمدين!؟

ثم رأيتك قست مسألتنا (التزام قول "صدق الله العظيم" عقب التلاوة)، على قولها عقب الختم، هذا مع أن مسألة قولها عقب الختم لم نفصل فيها، فهي غير مسألتنا، وهذا ليس لك فيها نص، إنما هو اختيار لبعض العلماء، من غير جعلها سنة، فتنبه

هذا والله أعلم



السلام عليكم

قلت : ((مسألة زيادة عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل مسألة مختلف فيها بين العلماء، ولا نبدع من قال بأحد الأقوال، وأنا أرى أن السنة أن لا يزاد على إحدى عشرة ركعة، ولكن لا أنكر على من خالف في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء واستدل كل فريق بما صح عنده من السنة على حسب ما فهمه واقتنع به، فلا يجوز الإنكار في مثل هذا. فالأمر يسير، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه رفع الملام عن الأئمة الأعلام. ))

يا أخي أليست هذه عباده ؟ والعبادة لا نزيد فيها ولا ننقص ؟
يا أخي لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم سوي ما ذكرته ..فمن أين الزيادة ؟ لا يوجد نص عن الزيادة ..أليس كذلك ؟؟
فلماذا تتقبل الخلاف في هذه المسألة دون نص ـ مع أنه عبادة ـ!! وترفضه في التصديق ..أليس هذا تناقضا ؟؟؟!!!

قلت : (( وأما مسألتنا فلم أر أحدا من العلماء نص على جوازها))

يا سيدي الفاضل : ليس كل جواب يُعد جوابا !!

فجوابك عن قول القرطبي ليس جوابا من الأصل ، لأنه ثبت عن الإمام القرطبي أنه ذكره في تفسيره دون تعقب ، ولا يلزمه ذكره في كل كتبه ..فلا يصح هذا الجواب إلا إذا جئت بنص يدفع فيه القرطبي هذا التصديق ..هل فهمت ؟؟


وأيضا لا حجة في عدم ذكر الإمام الداني ومكي وغيرهما ( ولا يلزم من العدم عدم )، فقد ذكره غيرهم ، وتناوله الفقهاء في حكم الصلاة كما مر .

سيدي الفاضل التصديق استخدمه النبي صلي الله عليه وسلم في الاستدلال ببعض الآيات ، وأمرنا الله في القرآن بقوله "قل صدق الله " .
والأمة سكتت عن هذه المسألة ، فاعتبرها يا سيدي الفاضل من الخلاف بين العلماء ، ولا تصل لدرجة البدعة ..وراجع فتوي الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ جيدا وبتجرد من أي فكر ، وسل الله أن يريك الحق . والله أعلم
والسلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه! آمين.

لا بد يا شيخنا أن تعيد النظر في مسألة زيادة عدد الركعات على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل ودراسة سبب الخلاف، وعلى ما أذكر أن المسألة طرحت في هذا المنتدى، وقولك ليس لهم نص،غير صحيح، بل لهم نصوص فهموا منها مشروعية الزيادة، ولهم كذلك فعل بعض السلف الصالح، ... فالمسألة تدرس لكن في غير هذا الموضع.


ولا أزال أُصِر على أن نقلك عن القرطبي رحمه الله وغيره، في غير محل النزاع؛ وهو التزام قول صدق الله العظيم عقب كل قراءة، ولم أر النقل عنهم، ذلك؛
أما الإمام القرطبي رحمه الله، فأجبتك عنه، وقوله (صدق الله العظيم) آخر سورة الأحقاف عليك لا لك، لأنه لم يذكره إلا في هذه السورة فقط، فدل على أنه لا يرى التزامها، وذكرها في موضع واحد موافق لقول النبي صلى الله عليه وسلم "صدق الله" قبل قراءة الآية، والقرطبي هنا ذكر صدق الله بعد الانتهاء من السورة، وهذا مشروع من غير اعتياد لها. ثم يحتمل أن تكون كلمة "صدق الله العظيم" زيادة من بعض النساخ، فلا بد من إثبات أن النسخة الخطية بخط مؤلفها، أو أنها منسوخة عن أصل مؤلفها، وإلا فالاختمال وارد، وقد يتصرف النساخ في هذه الأشياء لأنه أمر سهل.

وقولك "ولا يلزمه ذكره في كل كتبه" عجيب منك، فإنه ألف كتابا خاصا في أدب حملة القرآن وقارئه، ثم لا يذكر هذا "الأدب" وهو يقول به، هذا لا يمكن، بل تركه لذكره في الآداب دال على أنه ليس من الأدب، ويدل عليه أنه ذكر التصديق في الختم، فهو يعرفه، لكن لم يذكره.

وقولك -حفظك الله- "وأيضا لا حجة في عدم ذكر الإمام الداني ومكي وغيرهما ( ولا يلزم من العدم عدم )، فقد ذكره غيرهم " من عجيب جوابك، فإذا لم يذكره أحد من القراء، فكيف تجيز التزامه؟! هل سبقناهم؟ لا والله! لم ولن نسبقهم، إنما هو الاتباع لهم، وإنهم يذكرون مذاهب القراء في الاستعاذة وليست قرآنا، ومسألة الوقف على رؤوس الآي والسكت والوصل، والتحقيق والحدر والتدوير، والإشمام والروم والإسكان، والتكبير في الختم، ونحو ذلك من المسائل، ثم لا يذكرون التصديق بعد التلاوة، فهذا -يا أخي- يلزم من عدمه العدم، ولا شك.
وقولك "فقد ذكره غيرهم" فإن كنت تقصد القراء، فمن هم؟ وإن كنت تقصد غيرهم، فعدم ذكر القراء له حجة على قراء هذا الزمان، وغير القراء تبع للقراء في هذا الباب.

وذكر الفقهاء له في كتب الفقه، هو في باب فساد صلاة قائله، ولم يقل أحد منهم أن قول "صدق الله العظيم" عقب كل تلاوة مشروعة، والنصوص التي نقلت قبل، إنما هو في الكلام الزائد على أقوال الصلاة ، هل تبطل صلاة قائله أم لا. ولا حظ معي أن من الفقهاء من أبطل صلاة قائله. مع ذلك أسألك سؤالا: هل يجوز عندك أن يلتزم القارئ بقول صدق الله العظيم عقب كل تلاوة في الصلاة قبل الركوع، سواء كان إماما أو مأموما، مسرا بذلك أم جاهرا؟ أما أنا فأقول تبطل صلاته، وهو فعل منكر وبدعة محدثة، فما تقول؟

وهذه المسألة ليست كالمسائل الفقهية المختلف فيها بين الفقهاء، ما دام أن بعض السلف قال بها. أما مسألتنا فلم يرد عن أحد من قراء الصحابة أو التابعين أو تابعيهم، أو القراء السبعة مع الثلاثة أو أحد من رواتهم ذكر التصديق بعد التلاوة، فلا شك أنهم لم يفعلوه حتما، فلا يمكن أن نسبقهم في مسألة كهذه، لأنها متعلقة بالقرآن، وهم من أحرص الناس بآداب التلاوة.

هذا والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
السلامن بعد تبين للكثيرين بالأدلة اشتهار هذا الفعل بين القراء قديما ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أين لك أن هذا كان مشهورا عند القراء،

إن هذا الإثبات مخالف للصواب، ولا شك، فإن القراء قاطبة لم يذكروا هذا في كتبهم، كما نبهتك، فكيف تثبت أن التزام قول "صدق الله العظيم" عقب التلاوة من مذاهب القراء. بل هو مخالف لمذهبهم، والصحيح أنهم لم يكونوا يلتزمون بذلك، ولم يعرفوه، لذلك تركوا ذكره في كتبهم، وهي كثيرة جدا.

والله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أين لك أن هذا كان مشهورا عند القراء،

إن هذا الإثبات مخالف للصواب، ولا شك، فإن القراء قاطبة لم يذكروا هذا في كتبهم، كما نبهتك، فكيف تثبت أن التزام قول "صدق الله العظيم" عقب التلاوة من مذاهب القراء. بل هو مخالف لمذهبهم، والصحيح أنهم لم يكونوا يلتزمون بذلك، ولم يعرفوه، لذلك تركوا ذكره في كتبهم، وهي كثيرة جدا.

والله أعلم
القول أن القراء لم يعرفوها و لم يلتزموها مناقض لما شهدناه من أئمة القراء

ألا تكفينا مذاهب أئمة القراء في عصورنا التي شهدناها - و التي أخذوها بالتلقي و المشافهة من شيوخهم - أمثال الشيخ محمد رفعت ، و الشيخ محمود خليل الحصري ، و الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، و كذا ما ذكره الأخ الفاضل د . السالم الجكني هنا عن الشيخ القاري مقرئ المسجد النبوي من قبل
فتلك هي مذاهبهم العملية
 
المسألة في تفسير القرطبي في:( باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرآن وحرمته )

المسألة في تفسير القرطبي في:( باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرآن وحرمته )

ذكر الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " :
[align=center]( باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرآن وحرمته )[/align]
و قال :
قال الترمذي الحكيم أبو عبد الله في " نوادر الأصول " : " فمن حرمة القرآن ألا يمسه إلاطاهرا.
ومن حرمتة أن يقرأه على طهارة.
ومن حرمته أن يستاك ويتحلل فيطيب فاه، إذ هو طريقه.
- قال يزيد بن أبي مالك: إن أفواهكم طرق من طرق القرآن، فطهروها ونظفوها
ما استطعتم.
- ومن حرمته أن يتلبس كما يتلبس للدخول على الأمير لأنه مُناج.
ومن حرمته أن يستقبل القبلة لقراءته.
- وكان أبو العالية إذا قرأ اعتم ولبس وآرتدى واستقبل القبلة.
- ومن حرمته أن يتمضمض كلما تنخع .
روى شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس: أنه كان يكون بين يديه تور إذا تنخع مضمض، ثم أخذ في الذكر، وكان كلما تنخع مضمض.
ومن حرمته إذا تثائب أن يمسك عن القراءة لأنه أذا قرأ فهو مخاطب ربه ومناج، والتثاؤب من الشيطان.
- قال مجاهد: إذا تثاءبت وأنت تقرأ القرآن فأمسك عن القرآن تعظيما حتى يذهب تثاؤبك.
وقاله عكرمة.
يريد أن في ذلك الفعل إجلالا للقرآن -.
ومن حرمته أن يستعيذ بالله عند ابتدائه للقراءة من الشيطان الرجيم، ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إن كان ابتدأ قراءته من أول السورة أو من حيث بلغ.
ومن حرمته إذا أخذ في القرءة لم يقطعها ساعة فساعة بكلام الآدميين من غير ضرورة.
ومن حرمته أن يخلو بقراءته حتى لا يقطع عليه أحد بكلام فيخلطه بجوابه، لأنه إذا فعل ذلك زال عنه سلطان الاستعاذة الذي استعاذ في البدء.
ومن حرمته أن يرأه على تؤدة وترسيل وترتيل.
ومن حرمته أن يستعمل فيه ذهنه وفهمه حتى يعقل مايخاطب به.
ومن حرمته أن يقف على آية الوعد فيرغب إلى الله تعالى ويسأله من فضله، وأن يقف على آية الوعيد فيستجير بالله منه.
ومن حرمته أن يقف على أمثاله فيتمثلها.
ومن حرمته أن يلتمس غرائبه .
ومن حرمته أن يؤدي لكل حرف حقه من الأداء حتى يبرز الكلام باللفظ تماما، فإن بكل حرف عشر حسنات.
ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط ، ثم يدعو بدعوات.
ومن حرمته إذا قرأه ألا يلتقظ الآي من كل سورة فيقرأها، فإنه روى لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه مر ببلال وهو يقرأ من كل سورة شيئا، فأمره أن يقرأ السورة كلها أو كما قال عليه السلام.
ومن حرمته إذا وضع المصحف الايتركه منشورا، وألايضع فوقه شيئا من الكتب حتى يكون أبدا عاليا لسائر الكتب، علما كان أو غيره.
ومن حرمته أن يضعه في حجره إذا قرأه أو على شئ بين يديه ولا يضعه بالارض.
ومن حرمته ألا يمحوه من اللوح بالبصاق ولكن يغسله بالماء.
ومن حرمته إذا غسل بالماء أن يتوقى النجاسات من المواضع، والماقع التي توطأ، فإن لتلك الغسالة حرمة، وكان من قبلنا من السلف منهم من يستشفى بغسالته.
ومن حرمته ألا يتخذ الصحيفة إذا بليت ودرست وقاية للكتب، فإن ذلك جفاء عظيم، ولكن يمحوها بالماء.
ومن حرمته ألا يخلى يوما من أيامه من النظر في المصحف مرة، وكان أبو موسى يقول: إني لأستحيى ألا أنظر كل يوم في عهد ربي مرة.
ومن حرمته أن يعطي عينيه حظهما من، فإن العين نؤدي إلى النفس، وبين النفس والصدر حجاب، والقرآن في الصدر، فإذا قرأه عن ظهر قلب فانما يسمع أذنه فتؤدى إلى النفس، فأذا نظر في الخط كانت العين والاذن قد اشتركتا في الأداء وذلك أوفر للأداء، وكان قد أخذت العين حظها كاالأذن.
روى زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطوا أعينكم حظها من العبادة " قالوا: يارسول الله وما حظها من العبادة ؟ قال: " النظر في المصحف والتفكر فيه والاعتبار عند عجائبه ".
وروى مكحول عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن نطرا "......... أهـ
[align=center]* * *[/align]
فالإمام القرطبي - رحمه الله - نقل كلام الترمذي الحكيم أن " من حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدّق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين ..." .
و قد سبق للإخوة الكرام إيراد ذلك .
و فيه النَصّ - من الحكيم الترمذي - على تصديق الله عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم ، و احتج به الإمام القرطبي في ( باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرآن وحرمته ) ، و القرآن الكريم كلّه أو بعضه في تلك الحرمة و التعظيم سواء ، و مقتضى ذلك تصديق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة كلّه أو بعضه .
و الإمام القرطبي جعل ذلك التصديق من باب اللزوم ؛ بنَصّ كلامه . و هو إمام جليل من كبار المفسِّرين تـ 671 هـ
- و على هذا جرى عمل أئمة القراء المشهورين في زمننا هذا ، كالشيخ رفعت و الشيوخ الحصري و المنشاوي و الفشني و علي محمود و الشعشاعي ، و غيرهم كثير ؛ نقلاً و تلقياً عن شيوخهم ، رحمهم الله جميعا .
[align=center]* * *[/align]
( وليقل عند فراغه من كل سورة صدق الله تعالى وبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين واستغفر الله الحى القيوم .
وفى اسئلة عبد الله بن سلام : اخبرنى يا محمد ما ابتدآء القرءآن وما ختمه قال ابتدآؤه بسم الله الرحمن الرحيم وختمه صدق الله العظيم قال صدقت وفى خريدة العجائب يعنى ينبغى ان يقول القارئ ذلك عند الختم والا فختم القرءآن سورة الناس ) ؛ ذكره الشيخ إسماعيل حقي في تفسيره " روح البيان " ، المعروف بتفسير حقي .
 
السلام عليكم
بارك الله فيك أستاذنا الكريم علي تحريركم للأمر بطريقة لا نقاش معها في إثبات القول عن القرطبي وإقرار القرطبي بذلك .

أما اشتهاره عن القراء أيضا أجدت ـ حفظك الله ـ ، ولعل الأخ حكيم اتضح له الأمر الآن . والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام

لا الأمر لم يتضح لي، ولا أزال أصر على أن القراء -وأقصد القراء السبعة والعشر والأربعة عشر- برواياتهم وطرقم وأسانيدهم، لم يعرفوا هذان وليس من مذهبهم، وإلا لذكره الداني ، ومكي والرعيني والعطار وابن مجاهد وغيرهم ممن ذكرت قبل هذا،

فغإنكك ترى أنهم ذكروا التكبير وكيفيته وأسندوه في كتبهم، ولم يذكروا أبدا أبدا قول صدق الله العظيم، لأنه غير معروف عندهم. فافهم واتبع سبيلهم.

وأما كلام القربي رحمه الله فسبق الجواب عليه، فلا داعي لإعادته. ونبهت أني لم أسمع قط قارئا يقول في نهاية تلاوته "صدقت ربنا وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط "، فأين هذا من مسألتنا؟

وأما نقل الدكتور أبي بكر لأثر عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فهذا يدل على مبلغ علمه. ورأيتك يا شيخ عبد الحكيم لم تعلق عليه، مع ذلك لا أظنك تقول به.
 
و في ( الباب الثاني في ظاهر آداب التلاوة ) من كتا إحياء علوم الدين للإمام الغزالي

و في ( الباب الثاني في ظاهر آداب التلاوة ) من كتا إحياء علوم الدين للإمام الغزالي

السلام عليكم
بارك الله فيك ...... علي تحريركم للأمر بطريقة لا نقاش معها في إثبات القول عن القرطبي وإقرار القرطبي بذلك .

أما اشتهاره عن القراء أيضا أجدت ـ حفظك الله ـ ،..........والسلام عليكم


أكرمكم الله أخي الفاضل

و لم ينفرد الإمام الترمذي الحكيم - و تابَعه الإمام القرطبي - بالقول بتصديق الله تعالى عقب الانتهاء من قراءة القرآن الكريم ، و إنما حكاه الإمام الجزري في كتابه " النشر في القراءات العشر " عن بعض شيوخه - و سبق للإخوة الكرام إيراده - و كذا قال به حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه " إحياء علوم الدين " ؛ قال
( باب ظاهر آداب التلاوة ) :
و هي عشرة :

الأول في حال القارىء : وهو أن يكون على الوضوء ، واقعا على هيئة الأدب والسكون ، إما قائما وإما جالسا ، مستقبل القبلة ، مطرقا رأسه ، غير متربع ولا متكىء ولا جالس على هيئة التكبر ، ويكون جلوسه وحده كجلوسه بين يدي أستاذه ،
وأفضل الأحوال أن يقرأ في الصلاة قائما ، وأن يكون في المسجد فذلك من أفضل الأعمال .
فإن قرأ على غير وضوء وكان مضطجعا في الفراش فله أيضا فضل ، ولكنه دون ذلك ؛ قال الله تعالى : { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض } ، فأثنى على الكل ولكن قدم القيام في الذكر ثم القعود ثم الذكر مضطجعا .
قال علي رضي الله عنه : من قرأ القرآن وهو قائم في الصلاة كان له بكل حرف مائة حسنة ، ومن قرأه وهو جالس في الصلاة فله بكل حرف خمسون حسنة ، ومن قرأه في غير صلاة وهو على وضوء فخمس وعشرون حسنة ، ومن قرأه على غير وضوء فعشر حسنات .
وما كان من القيام بالليل فهو أفضل لأنه أفرغ للقلب ؛ قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه : إن كثرة السجود بالنهار وإن طول القيام بالليل أفضل .
.............. ثم قال الإمام الغزالي في بيان الأدب الثامن من آداب التلاوة :
( الثامن : أن يقول في مبتدأ قراءته أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ، وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد لله ، وليقل عند فراغه من القراءة صدق الله تعالى ، وبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم . اللهم انفعنا به ، وبارك لنا فيه ، الحمد لله رب العالمين ،وأستغفر الله الحي القيوم .
وفي أثناء القراءة إذا مر بآية تسبيح سبح وكبر وإذا مر بآية دعاء واستغفار دعا واستغفر وإن مر بمرجو سأل وإن مر بمخوف استعاذ يفعل ذلك بلسانه أو بقلبه فيقول سبحان الله نعوذ بالله اللهم ارزقنا اللهم ارحمنا ) ..... أهـ
* * *
فالإمام أبو حامد الغزالي - و قد قال الإمام السيوطي إنه مُجدِّد القرن الخامس ( الهجري ) ، و هو من كبار أئمة الشافعية ، تـ 505 هـ - نَصّ على تصديق القارئ لله تعالى عند الفراغ من قراءة القرآن الكريم ؛ قال : ( وليقل عند فراغه من القراءة : صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم ). و جعل ذلك من آداب التلاوة . و يستوي في مراعاة تلك الآداب القرآن الكريم كلّه أو بعضه ؛ كما هو شأن بقية آداب التلاوة .
 
الشيخ ابن جبرين :لا بأس بقول(صدق الله العظيم) بعد القراءة لقوله تعالى :{ قُلْ صَدَقَ

الشيخ ابن جبرين :لا بأس بقول(صدق الله العظيم) بعد القراءة لقوله تعالى :{ قُلْ صَدَقَ

و في الموقع الرسمي للشيخ عبد الله بن جبرين

[align=center]حكم قول صدق الله العظيم[/align]

رقم الفتوى : (7584)

موضوع الفتوى : حكم قول صدق الله العظيم

السؤال س: ما حكم قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن وهل لا بد من قولها بعد الانتهاء من قراءة القرآن ؟

الاجابـــة لا بأس بقول (صدق الله العظيم) بعد القراءة لقوله تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ في سورة آل عمران، ولأن ذلك تصديق لكلام الله وإيمان به، وقد قال تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا وحيث إنه لم ينقل عن السلف استعمالها دائمًا فلا ينبغي المداومة عليها دائمًا ولا يُنكر على من قالها لوجود الدليل القرآني.


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
 
وفي الموقع الرسمي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التفسير
السؤال: تقف علي وعلى كثير من الناس أسئلة كثيرة فهل لكم أن تشرحوها لنا في برنامجكم نور على الدرب جزاكم الله عنا كل خير يسأل يا فضيلة الشيخ ويقول ما حكم قول صدق الله العظيم عند نهاية كل قراءة من القرآن الكريم.
الجواب
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين ما ذكره أهل العلم قاطبة بأن العبادة لا بد فيها من شرطين أساسيين أحدهما: الإخلاص لله عز وجل والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أما الإخلاص فمعناه أن لا يقصد الإنسان بعبادته إلا وجه الله والدارة الآخرة فلا يقصد جاهاً ولا مالاً ولا رئاسةً ولا أن يمدح بين الناس بل لا يقصد إلا الله والدار الآخرة فقط وأما الشرط الثاني: فهو الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يخرج عن شريعته لقول الله تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) وقوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) ولقوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فهذه النصوص النصية تدل على أنه لا بدُّ لكل عمل يتقرب به الإنسان لله عز وجل بأن يكون مبيناً على الإخلاص. الإخلاص لله موافقاً لشريعة الله عز وجل ولا تتحقق الموافقة والمتابعة ألا بأن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وهيئتها و زمانها ومكانها فمن تعبد لله تعالى عبادة معلقة بسبب لم يجعله الشرع سبباً لها فإن عبادته لم تكن موفقة للشرع فلا تكون مقبولة وإذا لم تكن موافقة للشرع فإنها بدعة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وبناء على هاتين القاعدتين العظيمتين بل بناء على هذه القاعدة المتضمنة لهذين الشرطين الأساسيين فإننا نقول إن قول الإنسان عند انتهاء قراءته "صدق الله العظيم" لاشك أنه ثناء على الله عز وجل بوصفه سبحانه وتعالى بالصدق: (ومن أصدق من الله قيلاً) والثناء على الله بالصدق عبادة والعبادة لا يمكن أن يتقرب الإنسان بها إلا إذا كانت موافقة للشرع وهنا ننظر هل جعل الشرع انتهاء القراءة سبباً لقول العبد صدق الله العظيم إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا بل أن الشرع لم يجعل انتهاء القاري من قراءته سبباً لأن يقول:( صدق الله العظيم) فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" اقرأ قال يا رسول كيف أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ حتى بلغ قوله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبك" ولم يقل عبد الله بن مسعود (صدق الله العظيم) ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهكذا أيضاً قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة "النجم" حتى ختمها ولم يقل (صدق الله العظيم) وهكذا عامة المسلمين إلى اليوم إذا انتهوا من قراءة الصلاة لم يقل أحدهم عند قراءة الصلاة قبل الركوع (صدق الله العظيم) فدل ذلك على أن هذه الكلمة ليست مشروعة عند انتهاء القارئ من قراءته وإذا لم تكن مشروعة فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقولها فإذا انتهيت من قراءتك فاسكت واقطع القراءة أما أن تقول صدق الله العظيم وهي لم ترد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه فإن هذا قول يكون غير مشروع قد يقول قائل أليس الله تعالى قال:(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) فنقول: بلى إن الله تعالى قال :(قُلْ صَدَقَ اللَّهُ) ونحن نقول صدق الله لكن هل قال الله تعالى قل عند انتهاء قراءتك قل صدق الله الجواب لا إذا كان كذلك فإننا نقول صدق الله ويجب علينا أن نقول ذلك بألسنتنا ونعتقده بقلوبنا وأن نعتقد أنه لا أحد أصدق من الله قيلا ولكن ليس لنا أن نتعبد إلى الله تعالى بشيء معلقاً بسبب لم يجعله الشارع سبباً له لأنه كما أشرنا من قبل لا تكون العبادة موافقة للشرع حتى يتحقق فيها أو بعبارة أصح لا تتحقق المتابعة في العبادة حتى تكون موافقة للشرع في الأمور الستة السابقة أن تكون موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وصفتها و زمانها ومكانها وبناء على ذلك فلا ينبغي إذا انتهى من قراءته أن يقول (صدق الله العظيم).
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6626.shtml
 
السؤال:

إنني كثيرا ما أسمع من يقول : إن ( صدق الله العظيم ) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة ، وقال بعض

الناس : إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى : قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وكذلك قال لي بعض

المثقفين : إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له : حسبك ، ولا يقول : صدق الله

العظيم ، وسؤالي هو هل قول صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أرجو أن تتفضلوا

بالتفصيل في هذا؟

الجواب:

اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل

له ، ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغي ترك ذلك ،

وأن لا يعتاده لعدم الدليل ، وأما قوله تعالى : ( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ )

فليس في هذا الشأن وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن ، ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم .

ولما قرأ ابن مسعود على النبي أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ

وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا) قال له النبي حسبك قال ابن مسعود فالتفت إليه فإذ عيناه تذرفان عليه الصلاة

والسلام أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية وهي قوله-تبارك وتعالى- : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا

مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ ) أي يل محمد على هؤلاء شهيدا ، أي على أمته عليه الصلاة والسلام ، ولم ينقل

أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي :

حسبك ، والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر ، أما إذا

فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به .

الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله-تبارك و تعالى-

مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السابع.

وحكم قول صدق الله العظيم بعد الفراغ من قراءة القرآن بدعة لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه و سلم ولا الخلفاء الراشدون و لا سائر الصحابة رضي الله عنهم ، و لا أئمة السلف رحمهم الله تعالى مع قرآءتهم للقرآن و عنايتهم و معرفتهم بشأنه فكان قول ذلك و إلتزامه عقب القرآءة بدعة محدثة .

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري و

مسلم و قال صلى الله عليه وسلم ( عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم.

من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء المجلد 4 ص 118
 
ها نحن نرى اختلاف فتاوى العلماء فماذا نفعل لنصل إلا حكم الله الحق الواحد في هذه المسألة ؟
لا نفعل إلا ما أمرنا به الله عز وجل لرفع النزاع حيث قال ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) أما أن نظل ننقل الفتاوى وكلام العلماء فهذا يزيد الخلاف ولا يرفع النزاع , فمحل النزاع هو : هل كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه أن يقول ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع : لا .
هل كان من عادة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع : لا .
هل كان من عادة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع : لا .
فكيف لا يكون بدعة إذن .
 
السلام عليكم
أخي الشيخ طارق لا شك أن فتاوي اللجنة الدائمة مبناها في كثير من المسائل علي قاعدة درء المفاسد ، ومن باب الورع ، ومن باب الترك أولي .

وتغاير الأمكنة ، واختلاف أحوال الناس من بلد لبلد له اعتبار . واشتهار أمر عند البعض دون البعض له اعتبار أيضا ، والتكبير اشتهر في مكة دون غيره ، ثم منه إلي غيره من الأقطار .

وزيادة عدد الركعات في التراويح أخذ به البعض ، وتركه الآخر مع أن الناس مجمعون علي أنها زيادة عما كان عليه في عهد النبوة .

و " صدق الله العظيم " كان مشهورا عند الأئمة ، وموجودا في عصور الفطاحل من العلماء ، وما هذا ما أفتو ببدعيتها ، بل لم ينهو عنها مع وجودها .

وإن كانت الفتوي يا شيخ طارق بجواز التصديق بين الحين والآخر.
والقول : بأن هذا أيضا ليس عليه دليل ، لأنه عبادة ، والعبادة تحتاج إلي نص .. فمن أين الجواز إذن ؟؟

واعتراض فضيلة الشيخ ابن باز علي الاستدلال بجوازها استنباطا من الآية "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا " والمقصود به تعقب الرد علي أهل الكتاب فيه نظر .

والقول : الآية بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وقد أخذ به الشنقيطي ـ رحمه الله ـ وأقره الشيخ جبريل ـ رحمه الله ـ وكذا الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ وغيرهم ممن نُقل عنهم .

ويبقي أن القول ببدعية التصديق مخالف لما عليه الأئمة قديما ، ولا ينبغي الأخذ به . والله أعلم
والسلام عليكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الحكيم : إذا لم يكن التزامه بدعة لعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم لا قولا ولا استماعا ولا تقريرا وهو الذي أنزل على قلبه القرءان وكان قرءانا يمشي على الأرض ومن أولى بالتزام قول الله تعالى ( قل صدق الله ) على عمومه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام , فلماذا لم يلتزموها مع حرصهم الشديد على كل ما يتعلق بالقرءان ؟
إذا لم يكن بدعة والحال هذه فما الذي يمنع من التزامه بعد القراءة في الصلاة ؟ أليس ذلك داخلا في العموم ؟ وإذا كان بدعة في الصلاة فهو في غيرها أولى ؟ والله أعلم .
 
قول الصحابة رضي الله عنهم " صدق الله " عقب تلاوة السورة من القرآن ؛أخرجه أحمد

قول الصحابة رضي الله عنهم " صدق الله " عقب تلاوة السورة من القرآن ؛أخرجه أحمد

ها نحن نرى اختلاف فتاوى العلماء فماذا نفعل لنصل إلا حكم الله الحق الواحد في هذه المسألة ؟
لا نفعل إلا ما أمرنا به الله عز وجل لرفع النزاع حيث قال ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) أما أن نظل ننقل الفتاوى وكلام العلماء فهذا يزيد الخلاف ولا يرفع النزاع , فمحل النزاع هو : هل كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه أن يقول ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع : لا .
هل كان من عادة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع : لا .
هل كان من عادة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهديهم أن يقولوا ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة؟
والجواب بالإجماع : لا .
فكيف لا يكون بدعة إذن .

هناك أحاديث في قول الصحابة رضي الله عنهم " صدق الله " عقب تلاوة السورة من القرآن ، منها ما أخرجه الإمام أحمد في " مسنده " ، ( حديث عقبة بن عامر ) : حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك قال حدثنا حرملة بن عمران قال حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحي وهم إلى قضاعة قال حدثني أبي قال :
( كنت مع عقبة بن عامر جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة ، فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب الناس ، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - قال وكان من أقرإ الناس - قال : فقال عقبة بن عامر : صدق الله ورسوله ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " ) . أهـ
فهذا عقبة بن عامر الصحابي الجليل ، قال : ( صدق الله ) عقب سماعه تلك السورة من القرآن .

و هناك أحاديث ذكرت قول ( صدق الله ) عقب نزول بعض الآيات بمحضر النبي صلى الله عليه و سلم ، منها ما رواه أبو نعيم في " معرفة الصحابة " ، باب ( من اسمه عمير ) : أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف ، فيما كتب إلي وحدثت عنه ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كان جلاس بن سويد بن الصامت يسير في غزاة له ، ومعه ابن عم له يدعى عمير بن عبيد ، وهو غلام حدث ، وجلاس لا يظن أن الغلام يعي ما يقول ، فقال جلاس : والله لئن كان ما يقوله حقا - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - إنا لشرّ من الحمير ، فلما تكلم بذلك وعاه الغلام ، فلما انصرفوا مشى الغلام عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : جئتك يا رسول الله أخبرك عن رجل والله لهو أحب الناس إلي جميعا ، ولكني خفت أن ينزل في قوله من السماء قارعة ، أو أمر فأشركه فيه إن أنا كتمت عليه ، إن جلاسا ، قال : والله لئن كان ما يقول هذا حقا يعنيك يا رسول الله ، لنحن شرٌّ من الحمير قال عروة : وقد كان مولى الجلاس وجد قتيلا في دور الأنصار ، فلم يعقلوه ، فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعقلوه له ، فأصاب من ذلك غنى ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جلاس ، فجمع بينه وبين الغلام ، فحلف جلاس بالله ما قاله ، فقال الغلام عمير : بلى والله لقد قلت ، وايم الله لولا أني خفت أن ينزل فينا قارعة ويخلطني معك ما قلت عليك ، وإنك لأحب الناس إلي ، فبينا هم كذلك إذ نزل الوحي : { يحلفون بالله ما قالوا . . (1) ، إلى قوله : أغناهم الله ورسوله من فضله [ يعني : عقل مولاه ] فإن يتوبوا يك خيرا لهم } ، فقال جلاس : صدق الله ، قد والله قلت ، وقد استثنى الله توبتي فأنا أتوب إلى الله مما قلت ، ففيه نزلت هذه الآية قال عروة : فما زال الغلام عمير في علياء حتى مات . أهـ
و في قول ( صدق الله ) عقب تلك الآيات ، بمحضر النبي صلى الله عليه و سلم ، و عدم إنكاره على قائلها : تقرير نبوي بمشروعية قولها __________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 74

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
هناك أحاديث في قول الصحابة رضي الله عنهم " صدق الله " عقب تلاوة السورة من القرآن ، منها ما أخرجه الإمام أحمد في " مسنده " ، ( حديث عقبة بن عامر ) : حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك قال حدثنا حرملة بن عمران قال حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحي وهم إلى قضاعة قال حدثني أبي قال :
( كنت مع عقبة بن عامر جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة ، فخرج محمد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب الناس ، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - قال وكان من أقرإ الناس - قال : فقال عقبة بن عامر : صدق الله ورسوله ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " ) . أهـ
فهذا عقبة بن عامر الصحابي الجليل ، قال : ( صدق الله ) عقب سماعه تلك السورة من القرآن .

و هناك أحاديث ذكرت قول ( صدق الله ) عقب نزول بعض الآيات بمحضر النبي صلى الله عليه و سلم ، منها ما رواه أبو نعيم في " معرفة الصحابة " ، باب ( من اسمه عمير ) : أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف ، فيما كتب إلي وحدثت عنه ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كان جلاس بن سويد بن الصامت يسير في غزاة له ، ومعه ابن عم له يدعى عمير بن عبيد ، وهو غلام حدث ، وجلاس لا يظن أن الغلام يعي ما يقول ، فقال جلاس : والله لئن كان ما يقوله حقا - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - إنا لشرّ من الحمير ، فلما تكلم بذلك وعاه الغلام ، فلما انصرفوا مشى الغلام عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : جئتك يا رسول الله أخبرك عن رجل والله لهو أحب الناس إلي جميعا ، ولكني خفت أن ينزل في قوله من السماء قارعة ، أو أمر فأشركه فيه إن أنا كتمت عليه ، إن جلاسا ، قال : والله لئن كان ما يقول هذا حقا يعنيك يا رسول الله ، لنحن شرٌّ من الحمير قال عروة : وقد كان مولى الجلاس وجد قتيلا في دور الأنصار ، فلم يعقلوه ، فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعقلوه له ، فأصاب من ذلك غنى ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جلاس ، فجمع بينه وبين الغلام ، فحلف جلاس بالله ما قاله ، فقال الغلام عمير : بلى والله لقد قلت ، وايم الله لولا أني خفت أن ينزل فينا قارعة ويخلطني معك ما قلت عليك ، وإنك لأحب الناس إلي ، فبينا هم كذلك إذ نزل الوحي : { يحلفون بالله ما قالوا . . (1) ، إلى قوله : أغناهم الله ورسوله من فضله [ يعني : عقل مولاه ] فإن يتوبوا يك خيرا لهم } ، فقال جلاس : صدق الله ، قد والله قلت ، وقد استثنى الله توبتي فأنا أتوب إلى الله مما قلت ، ففيه نزلت هذه الآية قال عروة : فما زال الغلام عمير في علياء حتى مات . أهـ
و في قول ( صدق الله ) عقب تلك الآيات ، بمحضر النبي صلى الله عليه و سلم ، و عدم إنكاره على قائلها : تقرير نبوي بمشروعية قولها __________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 74

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

هل هذا هو محل النزاع ؟ هل ينازع أحد في جواز أن يقول السامع أو القارئ عند الاستشهاد بآية يتلوها أو يؤكد معناها بعد سماعها أو تلاوتها ( صدق الله ) ؟
لا نزاع في هذا , كما لا نزاع في أن يعجب القارئ من معنى بديع في آية أو حكاية قول في آية فيقول : ( سبحان الله ).
إنما النزاع أن يلتزم القارئ قول ( صدق الله ) أو( سبحان الله ) أو ( الحمد لله ) أو ( الله أكبر ) أو( سلام ) بعد كل تلاوة , ألم يقل الله عز وجل ( فاصفح عنهم وقل سلام ) فما المانع أن يقول القارئ بعد قراءته (سلام ) والعبرة بالعموم كما استدل إخواننا؟
أليس التزام ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) بعد التلاوة أولى من ( صدق الله العظيم ) لظاهر الآية ولأنه من قول بعض أئمة السلف ومذكور في كتب القراءات ؟
 
أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقد رواه الإمام أحمد ( 17346 ) والبيهقي في الكبرى والطبراني في الكبير وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: المرفوع منه صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المطلب بن مليل . فالصحيح هو الحديث المرفوع فقط لوروده في أحاديث أخرى، أما القصة فضعيفة السند. ثم هذا خارج عن وجه الاستدلال، فإن الصحابي إن صح عنه، إنما قال ذلك تصديقا للحديث الذي أورده بعده، وهذا له نظائر كثيرة، كما كان علي رضي الله عنه يقول عن الخوارج إذا أُخبر بخبرهم: صدق الله ورسوله: يم يورد الحديث، وهو كذلك في المسند، وفي آثار كثيرة عن الصحابة، يقولون "صدق الله ورسوله" ثم يوردون الحديث، وهذا كفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قال "صدق الله" ثم تلا اللآية الكريمة.

وأما حديث عروة، فهو مرسل، ثم هو كما أجاب أخونا طارق ، وأزيد أنه قاله طلبا للتوبة وتأكيدا لها، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه ولفظه: "فقال الجلاس استتب لي ربي فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق"، فأين هذا من ما نحن فيه من مسألة التزام قول صدق الله العظيم بعد كل تلاوة.

ثم في هذين الحديثين الضعيفين: كان التصديق من المستمع لا التالي!


وأما حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه، في المشاركة 306 فلم أجد من خرجه بإسناده، فلا بد لك يا دكتور أبا بكر أن تخرجه لنا حتى نعرف صحته حتى يمكن لنا الاحتجاج به. وتفسير روح البيان غير مسند. فلو تفضلتم بتخريجه جزاكم الله خيرا.
 
قال الشيخ الشقيري رحمه الله في كتابه السنن والبتدعات ص58:

قول بعض المأمومين (صدق الله العظيم) عند فراغ الإمام من قراءة السورة بدعة وإدخال ما ليس من الصلاة فيها، بل قولها عقب القراءة خارج الصلاة بدعة، فكيف بها في الصلاة.
 
المسألة في الأصل من باب التلقي العملي ، و ليست من باب النظر العقلي

المسألة في الأصل من باب التلقي العملي ، و ليست من باب النظر العقلي

أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقد رواه الإمام أحمد ( 17346 ) والبيهقي في الكبرى والطبراني في الكبير وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: المرفوع منه صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المطلب بن مليل . فالصحيح هو الحديث المرفوع فقط لوروده في أحاديث أخرى، أما القصة فضعيفة السند. ثم هذا خارج عن وجه الاستدلال، فإن الصحابي إن صح عنه، إنما قال ذلك تصديقا للحديث الذي أورده بعده، وهذا له نظائر كثيرة، كما كان علي رضي الله عنه يقول عن الخوارج إذا أُخبر بخبرهم: صدق الله ورسوله: يم يورد الحديث، وهو كذلك في المسند، وفي آثار كثيرة عن الصحابة، يقولون "صدق الله ورسوله" ثم يوردون الحديث، وهذا كفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قال "صدق الله" ثم تلا اللآية الكريمة.

وأما حديث عروة، فهو مرسل، ثم هو كما أجاب أخونا طارق ، وأزيد أنه قاله طلبا للتوبة وتأكيدا لها، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه ولفظه: "فقال الجلاس استتب لي ربي فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق"، فأين هذا من ما نحن فيه من مسألة التزام قول صدق الله العظيم بعد كل تلاوة.

ثم في هذين الحديثين الضعيفين: كان التصديق من المستمع لا التالي!

.

ذكرتُ من قبل أن الحجة في المسألة هو ما جرى عليه عمل أئمة القُرّاء في عصورنا التي عشناها و شاهدنا من مختلف الأمصار و الأقطار ؛ نقلاً عن شيوخهم ، و هؤلاء عن شيوخهم ، و هكذا دواليك .
و باطلٌ تصور تواطؤ مثل هؤلاء من أئمة أهل ذلك العلم الشريف على الخطأ و البدعة

و إنما ذكرتُ تلك الأحاديث و نحو للتأكيد و التدليل على مشروعية ذلك العمل ، و لكشف الشبهة المُحْدَثة التي تعرض للبعض

فالمسألة أصلاً من باب طُرُق الأداء و التلقِّي العملي ، و ليست من باب النظر العقلي ، الذي هو عرضة للصواب و الخطأ
و قد نقلتُ أقوال الأئمة المتقدمين بأنها من آداب التلاوة

و أسأل الله تعالى أن ييسِّر لي إكمال بحثٍ في تلك المسألة
و الله ولي التوفيق
 
ذكرتُ من قبل أن الحجة في المسألة هو ما جرى عليه عمل أئمة القُرّاء في عصورنا التي عشناها و شاهدنا من مختلف الأمصار و الأقطار ؛ نقلاً عن شيوخهم ، و هؤلاء عن شيوخهم ، و هكذا دواليك .
و باطلٌ تصور تواطؤ مثل هؤلاء من أئمة أهل ذلك العلم الشريف على الخطأ و البدعة
هذه دعوى عريضة لا برهان عليها , فليس كل ما يلتزمه القراء في عصرنا موصول السند هكذا دواليك , وخذ مثلا القراءة بالنهاوند والسيكا وغيرها من المقامات هل التزام كثير من قراء عصرنا لها يدل على أن لها سندا متصلا يخرجها عن البدعة ؟

و إنما ذكرتُ تلك الأحاديث و نحو للتأكيد و التدليل على مشروعية ذلك العمل ، و لكشف الشبهة المُحْدَثة التي تعرض للبعض
لكنها ليست في محل النزاع أصلا , فهي تدل على خطإ في تصور المسألة وتيه عن مورد النزاع فيها .
فالمسألة أصلاً من باب طُرُق الأداء و التلقِّي العملي ، و ليست من باب النظر العقلي ، الذي هو عرضة للصواب و الخطأ
وهذه أيضا دعوى تفتقد إلى برهان فأئمة طرق الأداء في عصر التدوين والاحتجاج لم يذكروها وإن ذكرها بعض المتأخرين عنهم , وقارن بينها مثلا وبين الاستعاذة وسيتضح الفرق بين الأمرين .
و
قد نقلتُ أقوال الأئمة المتقدمين بأنها من آداب التلاوة
فلماذا أغفله النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان من آداب التلاوة , وهل نحن أعلم بآداب التلاوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل نحن ألزم لأدب التلاوة منه صلى الله عليه وسلم ؟
( يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله )( يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ).
 
السلام عليكم
أخي الحبيب الشيخ طارق
هذه دعوى عريضة لا برهان عليها , فليس كل ما يلتزمه القراء في عصرنا موصول السند هكذا دواليك , وخذ مثلا القراءة بالنهاوند والسيكا وغيرها من المقامات هل التزام كثير من قراء عصرنا لها يدل على أن لها سندا متصلا يخرجها عن البدعة ؟).


بداية المثال الذي ضربته ليس في موضوعنا ، فالخلاف فيه خلاف معتبر ـ القراءة بالمقامات والتزامها في القراءة ـ وقد أجازه الشافعي والنووي وابن حجر وغيرهم من الأئمة المعتبرين .

إذن القراءة بالمقامات ليست من البدعة ، وكذا لا دخل للمقامات بمسألتنا لأن المقامات ليست فيها زيادة ألفاظ ، بل هي طريقة أدائية ، والأصل حرية الطريقة والأداء في القراءة ما لم يكن هناك خللا يطرأ من الطريقة . وهذا واضح

فلماذا أغفله النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان من آداب التلاوة , وهل نحن أعلم بآداب التلاوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل نحن ألزم لأدب التلاوة منه صلى الله عليه وسلم ؟
( يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله )( يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ).

سيدي الفاضل : القول كان له وجود ، ولم يأت نهي عن النبي صلي الله عليه وسلم ولا الصحابة الكرام ولا عن القرون الفاضلة مع وفر الدواعي . فكيف لنا أن ننهي عن شئ لم ينه عن النبي صلي الله عليه وسلم ؟؟

وما نقله فضيلة د/ أبو بكر خليل ـ حفظه الله ـ واضح جلي وقوله : "ذكرتُ من قبل أن الحجة في المسألة هو ما جرى عليه عمل أئمة القُرّاء في عصورنا التي عشناها و شاهدنا من مختلف الأمصار و الأقطار ؛ نقلاً عن شيوخهم ، و هؤلاء عن شيوخهم ، و هكذا دواليك "

لايخفي عليك يا شيخ طارق أن الشهرة والاستفاضة وما عليه العمل معتبر عند القراء (بخلاف إدعاء الشيخ محمد يحيي شريف) ،ولا يمكن بالفعل توطؤ هولاء الأئمة علي بدعة ، وأيضا ما عليه العمل عند الفقهاء كان مذهبا للإمام مالك .

وكما قال الشيخ ابن عثميين : من خالفني بمقتدي الدليل فقد وافقني .
والله أعلم . والسلام عليكم
 
أخي الشيخ عبد الحكيم وإخواننا الكرام
لكي نصل إلى قول حق فصل نتفق عليه في كل مسألة نختلف فيها لابد أن ننطلق من أصل حق فصل متفق عليه فالأصل الذي نتفق عليه جميعا أننا متعبدون باتباع شخص واحد فقط هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن خير من اتبع هذا الرسول هم أصحابه رضي الله عنهم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون ولذلك أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بما يرفع الخلاف فقال ( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجز ) فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم التزم ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة ؟ وهل خلفاؤه الراشدون التزموها ؟
آمل : الجواب إما بنعم مع دليل الإثبات فنتفق على مشروعيتها ويرتفع نزاعنا وإما بلا فتنتفق على عدم مشروعيتها ويرتفع نزاعنا .
وكذلك مسألة المقامات :
هل قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بالنهاوند والسيكا وغيرها من المقامات ؟
وهل قرأ الصحابة بالنهاوند والسيكا وغيرها من المقامات ؟
آمل : الجواب إما بنعم مع دليل الإثبات فنتفق على مشروعيتها ويرتفع نزاعنا وإما بلا فتنتفق على عدم مشروعيتها ويرتفع نزاعنا .
أما اختلاف العلماء فلا يخفاك أن أكثر المسائل خلافية ونقل كلام العلماء لا يعدو تقريرا لوجود الخلاف الذي لا نزاع في وجوده فهو في غير محل النزاع .
ولا يخفاك بارك الله فيك أن وجود الخلاف ليس دليلا على صحة القولين وإلا فحبر الأئمة قد ثبت عنه جواز نكاح المتعة , وابن حزم له مؤلف في تحليل الغناء فهل يصح حكاية الخلاف في هذه المسائل كدليل على جوازها ومشروعيتها أم لابد من البحث عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام ليرتفع الشقاق ويحصل الوفاق .
 
حديث قول الصحابي عقبة بن عامر عقب قراءة السورة : صدق الله . قال الهيثمي رجاله ثقات

حديث قول الصحابي عقبة بن عامر عقب قراءة السورة : صدق الله . قال الهيثمي رجاله ثقات

أما حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقد رواه الإمام أحمد ( 17346 ) والبيهقي في الكبرى والطبراني في الكبير وعلق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: المرفوع منه صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد المطلب بن مليل . فالصحيح هو الحديث المرفوع فقط لوروده في أحاديث أخرى، أما القصة فضعيفة السند. ثم هذا خارج عن وجه الاستدلال، فإن الصحابي إن صح عنه، إنما قال ذلك تصديقا للحديث الذي أورده بعده، وهذا له نظائر كثيرة، كما كان علي رضي الله عنه يقول عن الخوارج إذا أُخبر بخبرهم: صدق الله ورسوله: يم يورد الحديث، وهو كذلك في المسند، وفي آثار كثيرة عن الصحابة، يقولون "صدق الله ورسوله" ثم يوردون الحديث، وهذا كفعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قال "صدق الله" ثم تلا اللآية الكريمة.

وأما حديث عروة، فهو مرسل، ثم هو كما أجاب أخونا طارق ، وأزيد أنه قاله طلبا للتوبة وتأكيدا لها، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه ولفظه: "فقال الجلاس استتب لي ربي فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق"، فأين هذا من ما نحن فيه من مسألة التزام قول صدق الله العظيم بعد كل تلاوة.

ثم في هذين الحديثين الضعيفين: كان التصديق من المستمع لا التالي!


.

مجمع الزوائد ، للهيثمي :
وعن عبد الملك بن مليل السليحي قال : كنت جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة ، فخرج بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب ، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - وكان من أقرأ الناس - فقال عقبة بن عامر : صدق الله ورسوله . سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
" ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " .
قال الإمام الهيثمي : رواه أحمد والطبراني باختصار ، ورجالهما ثقات . أهـ
فقول الصحابي الجليل عقبة بن عامر : ( صدق الله ) عقب قراءة تلك السورة من القرآن ، دليلٌ قاطعٌ على مشروعيته. و تبديع الصحابي باطلٌ بيقين .

و أمّا التعلل بأن ذلك القول - عقب قراءة تلك السورة - كان من السامع للقرآن ، و ليس من التالي ، فظاهرية مَحْضة ، و إعراض عن المعنى
فإذا كان تصديق السامع لله تعالى مشروعا - عقب تلاوة القارئ للسورة من القرآن ، كما في الحديث - فكذلك تصديق القارئ لله تعالى ؛ بطريق الأَوْلَى .

و الادعاء بمشروعيته للسامع ، و بدعيته للقارئ للقرآن ظاهرية عجيبة ، أدّتْ بنفرٍ من الناس إلى القول بنجاسة بول الآدمي ، و طهارة بول الحِمار ؛ بدعوى عدم وجود النَص

و من ناحيتي ، أحسب أن الجدال - بعد كل ما تقدم - قد طال بغير جدوى ، و لا فائدة ترتجى ، ما دام الغرض هو الاستظهار لرأي قيل ، لا الاسبصار بالأدلة
و الله الهادي إلى سواء السبيل ، و الحمد لله رب العالمين
 
فقول الصحابي الجليل عقبة بن عامر : ( صدق الله ) عقب قراءة تلك السورة من القرآن ، دليلٌ قاطعٌ على مشروعيتها . و تبديع الصحابي باطلٌ بيقين .
من الذي بدع الصحابي من المتناقشين ؟عجبا فحتى قراءنا الذين يلتزمونها لا نقول إنهم مبتدعون مع أننا نقول بأنها بدعة لأن من قواعد أهل السنة المعروفة عند من تبعهم أنه ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه , فكيف تفهم يا دكتور من نقاشنا تبديع الصحابي , سبحان الله هذا بهتان عظيم.

وأمّا التعلل بأن ذلك القول - عقب قراءة تلك السورة - كان من السامع للقرآن ، و ليس من التالي ، فظاهرية مَحْضة ، و إعراض عن المعنى
الصحابي لم يلتزمها وقالها لمناسبة وليس للتلاوة هذا هو المعنى الذي يفهمه من هم أعلم منا ومنك ممن قال ببدعيتها من علمائنا الكرام .
فإذا كان تصديق السامع لله تعالى مشروعا - عقب تلاوة القارئ للسورة من القرآن ، كما في الحديث - فكذلك تصديق القارئ لله تعالى ؛ بطريق الأَوْلَى .

يا دكتور : تصديق الله ليس مشروعا فحسب بل هو واجب , والبحث ليس في تصديق السامع والقارئ لربهما بل في قول تلك العبارة موضع البحث وإلا لكان التارك لها مكذبا فمن الذي
فظاهرية مَحْضة ، و إعراض عن المعنى
و الادعاء بمشروعيته للسامع ، و بدعيته للقارئ للقرآن ظاهرية عجيبة ، أدّتْ بنفرٍ من الناس إلى القول بنجاسة بول الآدمي ، و طهارة بول الحِمار ؛ بدعوى عدم وجود النَص
حتى السامع لو التزم تلك العبارة بعد كل سماع لكان التزامه لها بدعة فالكلام واضح وللأسف ما أجبت عن السؤال السابق وهو ليسموجه لفضيلة الشيخ عبد الحكيم فحسب بل لكل من قال بمشروعيتها وأكرر السؤال مرة ثانية فهل من مجيب ؟
فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم التزم ( صدق الله العظيم ) بعد التلاوة ؟ وهل خلفاؤه الراشدون التزموها ؟
آمل : الجواب إما بنعم مع دليل الإثبات فنتفق على مشروعيتها ويرتفع نزاعنا وإما بلا فتنتفق على عدم مشروعيتها ويرتفع نزاعنا .

و من ناحيتي ، أحسب أن الجدال - بعد كل ما تقدم - قد طال بغير جدوى ، و لا فائدة ترتجى ، ما دام الغرض هو الاستظهار لرأي قيل ، لا الاسبصار بالأدلة
و الله الهادي إلى سواء السبيل ، و الحمد لله رب العالمين
 
مجمع الزوائد ، للهيثمي :
وعن عبد الملك بن مليل السليحي قال : كنت جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة ، فخرج بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب ، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - وكان من أقرأ الناس - فقال عقبة بن عامر : صدق الله ورسوله . سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
" ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " .
قال الإمام الهيثمي : رواه أحمد والطبراني باختصار ، ورجالهما ثقات . أهـ
........
.......

و الادعاء بمشروعيته للسامع ، و بدعيته للقارئ للقرآن ظاهرية عجيبة ، أدّتْ بنفرٍ من الناس إلى القول بنجاسة بول الآدمي ، و طهارة بول الحِمار ؛ بدعوى عدم وجود النَص

و من ناحيتي ، أحسب أن الجدال - بعد كل ما تقدم - قد طال بغير جدوى ، و لا فائدة ترتجى ، ما دام الغرض هو الاستظهار لرأي قيل ، لا الاسبصار بالأدلة
و الله الهادي إلى سواء السبيل ، و الحمد لله رب العالمين

لا بد لك يا دكتور أن تفرق بين كون الحديث صحيحا، وبين كون رجال إسناده ثقات، فالحديث الصحيح هو الذي اجتمعت فيه شروط قبول الحديث الخمسة، وأما رجاله ثقات فهو شرط واحد فقط ينقصه أربعة شروط لا بد من توفرها ،فقد يكون الحديث ضعيفا ورجاله ثقات! ، وإنما الإمام الهيثمي قرب لنا الأمر أن رجاله ثقات، غير أن الشيخ الأرنؤوط تعقبه، وذكر أن في سنده رجلا مجهولا؛ فهو ضعيف. وارجع -غير مأمور- إلى كتب مصطلح الحديث وكتب أصول الفقه.

تم تحريره من قبل المشرف العام لمخالفته لأدب الحوار
 
عودة
أعلى