الاقتران بين بعض أسماء الله الحسنى يدل على مزيد من الكمال : يحتاج إلى إثراء

سُدف فكر

New member
إنضم
7 أبريل 2009
المشاركات
326
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المملكة العربية السعودية
دونكم أول بحث كتبته في هذا الموضوع , وأرجو منكم التعليق والتعقيب والإثراء لإتمامه على الوجه الذي ينبغي . جزاكم الله عني خيرا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله العزيز الغفار, العزيز الوهاب , الواحد القهار , المعطي المانع , النافع الضار , الذي له الأسماء الحسنى والصفات العُلى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"[1] , سبحانه لا أحصي ثناءاً عليه هو كما أثنى على نفسه عز وجل , وأصلي وأسلم على الحبيب المختار , خليل الرحمن , الرحمة المهداة , والنعمة المسداة , الذي سأل ربه باسمه الله , وباسمه الرحمن , فأنكر عليه الكفار فناداه ربه "قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الأسماء الحسنى"[2]
صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الأطهار , قُوام ليل , صُوام نهار , المستغفرين بالأسحار , وعلى أصحابه الثقة الأخيار , ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد:
فإن من نعم الله على عبده أن يشرفه بنعمة وأي نعمة!! نعمة الفقه بالدين ، قال صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).[1] , وأعظم الفقه فقه توحيده الذي سماه العلماء "الفقه الأكبر" وهل بعده فقه أكبر!!
وإن من أعظم مايؤتاه عبد أن يرزق فهم أسماء الله وصفاته , فيتعبد الله بها في ليله ونهاره , وفي سره وعلانيته , وفي شدته ورخائه , وفي كل أحيانه وسائر أحواله , ومن رام هذا العلم وتاقت روحه للسير في أغواره فعليه بدوام النظر في كلام من هي أسماؤه وصفاته , فليس أحدٌ أعلم بالله من الله , وليس أحد أعلم بالله بعد الله من رسوله صلى الله وعليه وسلم.
فحديث القرآن عن الله هو حديث الله عن ذاته العلية بأسمائه وصفاته الذي " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" [2]، ولهذا الحديث قواعد وأصول فيها من الأسرار والمعاني مالا يعلمه إلا الله , فما أجلها من أسرار لمن كُشِفت له , وما أَجملها من معاني لمن عُلِمَها .
وإنها لمن أشرف العلوم الشرعية , لتعلقها بأشرف معلوم وهو الله سبحانه وتعالى , قال شيخ الاسلام ابن تيميةـ رحمه الله ـ : والقرآن فيه ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله، أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة ، فأعظم آيه في القرآن آيه الكرسي المتضمنة لذلك ، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأُبي بن كَعب أتدري أي آيه في كتاب الله أعظم؟ قال : " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " فضرب بيده في صدره , وقال: " ليهنك العلم أبا المنذر"([3]).([4])
ــــــــــــــــــ
[1] الشورى : 11
[2]الإسراء : 110
[1] أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 19/330 , وقال الألباني : صحيح.
[2] الشورى : 11
([3]) صحيح مسلم 1/566
([4])النهج الأسمى في شرح الأسماء الحسنى .
 
وعلم العبد بربه تعالى وأسمائه وصفاته وأحكامه , هو قُطب رَحى السعادة , ومفتاح الفضل والزيادة , فمن رُزق فيه مقام صدق لم يخطئه مَغنم , ولم يأسف على فائت , لأنه حاز القَدح المُعَلى , والفوز المُجَلى , فهو العلم الجدير بأن تصرف نفائس الأوقات في تحصيله , وتُقدم أعظم التضحيات في سبيل بلوغه , فإن ثمرته لا تعدلها ثمرة , وحسرة حرمانها لا تعدلها حسرة , والحاجة إليه لا تعدلها حاجة , بل إن كل علم لا يوصل إليه ولا يُعين عليه مضيعة وقت , ومجلبة مقت .([1])
أهيمة البحث :
المتأمل في هذه القاعدة يرى أن مَصبُها على موضوع الأسماء والصفات , فأهميتها مستمدة من أهمية ذلك العلم , ومن ذلك :
1. أن العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق , فشرف العلم بشرف المعلوم , والإشتغال فيه اشتغال بأعلى المطالب , وحصوله للعبد من أشرف المواهب .
2. العلم بهذه القاعدة على وجه الخصوص من أشرف المعارف كما قال ذلك ابن القيم –رحمه الله- فهو يوقف العبد على كنوز من التدبر عظيمة ([1]).
3. العلم بأسماء الله الحسنى أصل للعلم بكل معلوم , فمصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى , وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه[2] فعلى قدر علم العبد بربه وعمله بما يقتضيه ذلك العلم ترتفع درجته، وتسمو همته، وتزكو نفسه، ويثمر غرسه، فإن الدنيا مزرعة الآخرة، وإنما صلاح العبادة بصلاح العلم، فالعلم بالله أصل الدين كله.[3]
4. العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته العُلى مما يزيد الإيمان ويقويه , فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد ايمانه وقوي يقينه [4]
5. العلم بأسماء الله وصفاته قرة عين العابد المستقيم , وسلوة خاطر المستظيم , وفرج المهموم والمغموم إذا تكالبت عليه الكروب , وتعاورته الخطوب , فكلما علم العبد أن له ربا سميعا عليما سكنت نفسه , وطابت سريرته.[5]
6. العلم بهذه القاعدة على وجه الخصوص واعتقادها هي خصيصة لأهل السنة والجماعة , ومزلة قدم لأهل البدع والضلال.
وغير ذلك الكثير مما يدخل في أهمية هذا الموضوع , وأما أهميته ككونه قاعدة من قواعد التفسير فقد أشرت إلى شيء من ذلك في التمهيد.

ـــــــــــــــ
([1])ينظر المرتبع الأسنى ص 5
([1]) بدائع الفوائد
[2] ينظر منهج ابن القيم في الأسماء الحسنى 5
[3] المرتبع الأسنى 7
[4] التوضيح والبيان لشجرة الإيمان للسعدي ص 47
[5] ينظر المرتبع الأسنى 21
 
منهج البحث :
1. عزوت الآيات فذكرت اسم السورة ورقم الآيه.
2. عزوت الأحاديث إلى مصادرها الأصلية .
3. حصرت جميع الأسماء المقترنة التي وردت في القرآن وعدد مرات ورودها .
4. رتبت الأسماء المقترنة على حسب أكثرية ورودها , وعند تساويهما في العدد رتبتها ترتيبا أبجديا.
5. بينت معنى كل إسم من الأسماء المقترنة .
6. سردت تحت كل إقتران الآيات التي وردت فيها , ثم أقوال العلماء في هذا الإقتران إن وجد .
خطة البحث :
· المقدمة
· التمهيد
· المبحث الأول : دراسة قاعدة (الاقتران بين بعض الأسماء الحسنى يدل على مزيد من الكمال )
وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : التعريف بالقاعدة .
المطلب الثاني : نصوص العلماء في تقريرها , واعتمادها.
المطلب الثالث : ضوابط الاقتران بين أسماء الله الحسنى.
· المبحث الثاني : تطبيقات القاعدة.
المطلب الأول : أمثلة تطبيقية على القاعدة.
المطلب الثاني : حصر الأسماء المقترنة.
· الخاتمة .
هذا والله الموفق , والمسدد , والمعين , وهو حسبي ونعم الوكيل .
 
لعلي أقف إلى هنا وأنتظر تعقيبكم , فالبحث حقيقة لم أرض به على ما هو عليه , لذلك عزمت النية على العودة له وتنقيحه , وما عرضته عليكم إلا من أجل هذا , وسأنزل بإذن الله كل ما يسر الله شيء من البحث للتعليق والإثراء .
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
 
بارك الله فيكم يا أخت أفنان ، والموضوع قيم فعلاً . ولكن ليتك وضعتيه بشكل كامل حتى يتم الحكم عليه كاملاً ما دام جاهزاً بين يديك . وفكرتك أيضاً بتقطيعه مقبولة ، والرأي لكم . علماً أن هناك رسالة علمية اشتملت على هذا الموضوع .
 
جزاك الله خيرا شيخي الكريم .
والحقيقة أني كما ذكرت لم يكتمل البحث عندي بالصورة التي أرغبها , خاصة في المبحث الثاني "تطبيقات القاعدة" وهي المقصودة من البحث , فأحببت إثراء هذا الموضوع هنا , وأن يضيف كل واحد منا مايراه مناسبا ثم على أثره أهذب البحث وأخرجه بالصورة التي ينبغي أن يخرج عليها .
وأرجو منك شيخي الكريم الرسالة الخاصة في ذلك , لأن ما وقفت عليه كان لسورة معينة , أو حديث عن الأسماء ومناسبتها مع الآية دون التطرق لهذه القاعدة بعينها .
ولعلي أضرب مثالا هنا لتتضح الصورة وهو موجود في هذا البحث :
ثالثا: صورتها -أي القاعدة- :
إن لله عز وجل أسماء حسنى وصفات عُليا , وكل إسم من هذه الأسماء يدل عى الكمال المطلق من كل وجه , وإن من هذه الأسماء ما يجيء مقترنا في بعض الآيات بغيره فيزيده كمالا على كماله , كمال كل اسم بمفرده , وكماله من حيث الإقتران , فاقتران الصفات ببعضها كمال عظيم , كاقتران الغنى بالكريم مثلا في قوله تعالى : ( فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )[1] ففيه من معاني الكمال ما فيه , إذ ليس كل غني كريم , وليس كل كريم غني ، ولن يكتسي الغني بالجمال إذا كان الغني بخيلا ، ولن يكتسي الكريم بالكمال إذا كان الكريم فقيرا , وليس هناك من غني كريم ، غناه تام وكرمه تام ، إلا رب العزة والجلال , فسبحانه العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .[2]

ـــــــــــــ
[1] النمل : 40
[2] ينظر معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى . 1/362
 
- قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- [1] :
"اعلم –وفقك الله تعالى- أن اقتران أحد الإسمين والوصفين بالآخر ...قدر زائد على مفرديهما"[2]
"فلهُ بذلك جميع أقسام الكمال : كمال من هذا الإسم بمفرده , وكمال من الآخر بمفرده , وكمال من إقتران أحدهما بالآخر .[3] وفي موضع آخر قال :" وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن ...فتأمله فإنه من أشرف المعارف [4]"
وقال في موضع آخر : "...قرن بين الملك والحمد على عادته تعالى في كلامه , فإن اقتران أحدهما بالآخر له كمال زائد على الكمال بكل واحد منهما , فلهُ كمال من ملكه , وكمال من حمده ,وكمال من اقتران أحدهما بالآخر , فإن الملك بلا حمد نقص , والحمد بلا ملك يستلزم عجزا , والحمد مع الملك غاية الكمال ..."[5] وكما يكون الحسن في أسماء الله باعتبار كل اسم على انفراده فكذلك يكون باعتبار جمعه إلى غيره فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمالٌ فوق كمال.
مثال ذلك: "العزيز الحكيم" فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيرا، فيكون كل منهما دال على الكمال الخاص الذي يقتضيه وهو: العزة في العزيز؛ والحُكمُ والحكمة في الحكيم.
والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظُلما وجورا وسوء فعل كما قد يكون من أعزّاء المخلوقين. فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيءُ التَّصرف.
وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعزِّ الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته، فإنهما يعتريهما الذُّلُّ.

ــــــــــــــــــ
[1] هو من أحسن من تكلم في هذه القاعدة بل لم أقف على من صرح بها صراحة قبله غيره
[2] بدائع الفوائد 1/161
[3] مدارج السالكين 1/58
[4] بدائع الفوائد 1/161
[5] بدائع الفوائد 1/79-80
 
وأيضا مما أرجوه في هذه التطبيقات , إضافة مناسبة هذين الإسمين للآيه على وجه الخصوص وللسورة على وجه العموم إن ذكر شيء من ذلك .
ومما قلته في هذا المبحث أيضا :
ولابد أن نعلم أن هذه الأسماء المقترنة قد تختلف معانيها حسب اقتران كل اسم بآخر , وحسب سياق الآيات , فالسميع العليم مثلا يختلف فيها معنى السميع من اقتران إلى اقتران , ومن آية إلى آية حسب سياق الآيات , وممن تكلم في الأول الشيخ خالد السبت -حفظه الله- حيث قال في حديثه عن اقتران اسم الله الحكيم بغيره :
"الحاصل أن اقتران اسم الله عزوجل الحكيم بأسماء أخرى له دلالة وله معنى , وذلك أن حكمة الله صادرة عن علم هذا عندما يقترن بالعليم , وحينما يقترن بالخبير مثلا فهذا يدل على أن حكمة الله عزوجل صادرة عن خبرة وهي معرفة بواطن الأشياء وهذه الخبرة , وحينما يقترن باسم الله عزوجل التواب فهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى حينما يوفق بعض العباد للتوبة فإنما ذلك عن علم وحكمة , وهكذا في سائر المواضع."[1]
ومن هذا يظهر أن للقاعدة معنى أعم مما ذكر سابقا , وهو :
أن الإقتران بين بعض الأسماء الحسنى يدل على مزيد كمال , من حيث كمال كل اسم بمفرده , ومن حيث كماله مقترنا بغيره , ومن حيث كماله بمناسبته لسياق الآيات , وهذا الأخير معنى جميل لطيف , تجده في غاية المناسبة , وقد أشار إليه الشيخ عبدالرحمن السعدي –رحمه الله-[2], فهو يدلك على أن الشرع والأمر والخلق كله صادر عن أسمائه وصفاته , ومرتبط بها , وهو باب عظيم في معرفة الله ومعرفة أحكامه , ولا تكاد تجدها في كتب التفسير إلا يسيرا والله أعلم
ولعل من الأولى أن يُقال : " الإقتران بين بعض الأسماء الحسنى يدل على غاية الكمال "

ــــــــــــــــــــ
[1] شرح الأسماء الحسنى للشيخ خالد السبت -حفظه الله- محاضرات صوتية
[2] القواعد الحسان 43
 
علماً أن هناك رسالة علمية اشتملت على هذا الموضوع .

هلا أرشدتني لذلك شيخي الكريم ...

نفع الله بعلمكم , ولازلت أريد الإثراء من أكارم هذا الملتقى , والتعليق بما رأوه سواء كان ايجابيا أو سلبيا
 
هذا الموضوع موضوع يحتاج أولاً إلى جمع كل الأسماء الحسنى التي اقترنت بشكل ثنائي في القرآن كاملاً مرتبة حسب ورودها في السور، وترتيب آخر حسب المكي والمدني من السور، والاستفادة من الجداول في هذا، وأحسبك قد فعلتِ ذلك ابتداءً .
ثُمَّ مراجعة معاني هذه الأسماء مفردةً في كتب التفسير وكتب العقيدة التي أفردت هذه الأسماء الحسنى بالشرح والبيان، وفي ذلك مصنفات لا تخفى عليكم .
ثُمَّ السعي بعد ذلك في تتبع كلام العلماء والباحثين الذين تعرضوا لبيان ما ظهر لهم من دلالات هذا الاقتران، كما فعلتم مع كلام ابن القيم وغيره .
ثم الأمر المهم في الموضوع هو : محاولة الوصول للخطوات العمليَّة التي تعين من يرغب في الوصول لهذه الدلالات بحيث يقال له :
إذا أردتَ معرفة دلالات هذا الاقتران فافعل كذا وكذا وستظهر لك المناسبة والدلالة بوضوح . ثم التسليم بعد ذلك كله بأن هذا مجالٌ للاجتهاد، واختلاف الآراء حوله، وإِنَّما هي المدراسة والمباحثة في العلم، ومحاولة اختيار الأوجه والأقرب، وليس قول ابن القيم ولا غيره بالقول الفصل في الموضوع، وإِنَّما هو قولٌ يكتسب قيمته من جلالة مستنبطه، وعلو كعبه في العلم وفهم كلام الله.

وأما بالنسبة للرسالة فأقصدُ رسالةً علميَّة عنوانُها : (الاقتران الثنائي بين أَسْماء الله الحسنى في القرآن الكريم) للباحث فخري أحمد الجريسي، قدمها في جامعة الموصل بالعراق، وقد وصلتني منذ مدة ويُمكنُ تزويدك بصورة منها إذا كنتِ في حاجة لمراجعتها .

مجرَّد مقترح :
لماذا لا يقال في صيغة القاعدة : اقتران أسْماء الله الحسنى في القرآن مزيدُ كمال .
 
جزاك الله عني خير الجزاء ونفع بك .
والجداول تم صفها وترتيبها وظهرت فيها فوائد لطيفة , فمن ذلك أن أكثر الأسماء المقترنة ورودا في القرآن الكريم "الغفور الرحيم" .
وما ذكرته لي شيخي الكريم من خطوات وسَّع مداركي , والأمر المهم الذي ذكرته كان غائبا عني رغم أهميته , فلا حرمت أجر ذلك .
وأرجو أن ترسل لي -إن تيسر لكم- هذه الرسالة لأستفيد منها
وكذلك أرجو منك التعليق على ما سبق طرحه , وإن كان من انتقاد حوله فأرجو التوجيه لتلافيه نفع الله بعلمك وبارك في علمك وعملك .
 
بارك الله فيك ونفع بك، وفقهك في معاني كتابه، فإِنَّ العِلمَ يَتغازَرُ ويتباركُ بِمثل هذه المدارسات والمناقشات، ولا يزال الواحد منا يتعلم في يومه وفي غده ما دام صادق النية، متجدد العزم .
وأما الرسالة فهي مصورة على الورق وليست إلكترونية، أرجو أن يتيسر لي توفير نسخة منها لكم .
 
هناك رسالة دكتوراه حول هذا الموضوع وهي للدكتور احمد المناعي في الاردن قدمها في السودان سنة 1995م وفي حدود علمي انها لم تطبع الى الان
 
بما أن الله تعالى له الكمال المطلق من كل وجه ولا يعتريه النقص بحال فالذي أراه
إن القاعدة بهذه العبارة
"الاقتران بين بعض أسماء الله الحسنى يدل على مزيد من الكمال"
"اقتران أسْماء الله الحسنى في القرآن مزيدُ كمال "
غير دقيقة
وأرى أن أدق منها
" اقتران أسماء الله الحسنى في القرآن يدل على الكمال المطلق "
وهذا المبحث لا شك أنه مبحث جليل فذكر هذه الأسماء في ختام الآيات إنما هو بمثابة التعليل لأفعال الله تعالى وأوامره ونواهيه وأخباره.
 
الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر تعرض لهذا كثيرا في كتابه فقه الأسماء الحسنى فراجعيه تستفيدي منه
جزاكم الله خيرا وقد تم الإستفادة من هذا الكتاب
ومما نقلته منه :
- وقال الشيخ عبدالرزاق البدر –حفظه الله- :
" إن من الأمور المفيد ملاحظتها في فقه الأسماء الحسنى اقتران أسماء الله في مواضع عديدة من القرآن والسنّة بعضها ببعض، نحو: "السميع البصير" و "الغفور الرحيم"، و "الغني الحميد"، و" الخبير البصير"، "والرؤوف الرحيم"، و" الحكيم العليم"، "الحميد المجيد"،و "العزيز الحكيم"، و" العلي العظيم"، و" الفتّاح العليم" و" اللطيف الخبير"، و" الشكور الحليم"، و" العفوّ الغفور"، "الغني الكريم"، والأمثلة كثيرة جداً لهذه الأسماء المقترنة.
ولا ريب أن هذا الاقتران فيه من الحكم العظيمة والفوائد الجليلة والمنافع الكبيرة ما يدلّ على كمال الربّ سبحانه وتعالى مع حسن الثناء وكمال التمجيد، إذ كلّ اسم من أسمائه متضمن صفة كمال لله عز وجل، فإذا اقترن باسم آخر كان له سبحانه ثناءٌ من كلّ اسم منهما باعتبار انفراده وثناءٌ من اجتماعهما، وذلك قدر زائد على مفرديهما. "[1]

[1] فقه الأسماء الحسنى 41
 
بما أن الله تعالى له الكمال المطلق من كل وجه ولا يعتريه النقص بحال فالذي أراه

إن القاعدة بهذه العبارة
"الاقتران بين بعض أسماء الله الحسنى يدل على مزيد من الكمال"
"اقتران أسْماء الله الحسنى في القرآن مزيدُ كمال "
غير دقيقة
وأرى أن أدق منها
" اقتران أسماء الله الحسنى في القرآن يدل على الكمال المطلق "

وهذا المبحث لا شك أنه مبحث جليل فذكر هذه الأسماء في ختام الآيات إنما هو بمثابة التعليل لأفعال الله تعالى وأوامره ونواهيه وأخباره.

أخي المبارك أشرت إلى هذه النقطة في الكلام السابق
وقلت من وجهة نظري وقد أكون مخطئة أن الأولى أن يقال : "الإقتران بين الأسماء الحسنى يدل على غاية الكمال"
شكر الله لك وبارك في علمك
 
الموضوع جميل ، وأول من سيستفيد منه في زيادة الإيمان وتطهير القلب هو الباحثة - بإذن الله - ، أختي الفاضلة:
1/ لعلك تستفيدين من كل التفاسير في بحثك، ولا تحصري نفسك في تفسيرين أوثلاثة ، طالمنا أنكِ كما يبدو لي قد ضبطت أصل النظر في هذا الباب.
2/ "أسماء الله الحسنى" للدكتور محمد راتب النابلسي، كتاب نفيس في بابه - عموماً-، ومفيد جداً في موضوعك أنت ، والسبب أنه يتعرض لمعظم الآيات التي ورد فيها الاسم الذي يتكلم عليه ويذكر لطائف قل أن تجديها عند غيره ، كما أنه يقرِّب كلامه على الأسماء بأمثلة رائعة ، ولا يخفى عليك أن تزكية إنسان لكتاب ليست تزكية لكل حرف فيه، لكني أظن أن الذي لا يقرا هذا الكتاب يفوته خيرٌ كثير جداً .
 
ابن عطاء الله السكندري له مصنف فائق النفع في شرح أسماء الله الحسني فليتك أختنا الموفقة ترجعين إليه والله المستعان
 
شكر الله لكم أخي الكريم محمد ونفع بك .
وهذا البحث قد استفدت منه كثيرا , وراق لي طريقته في جدولة الأسماء واعتمدتها في بحثي السابق .
جزاكم الله خيرا
 
وفقك الله أختي الفاضلة أفنان في هذا البحث المبارك وسدد خطاك. يمكنك الاستفادة مما ذكره الدكتور فاضل السامرائي في لمساته البيانية حول بعض الآيات التي ختمت بصفتين من صفات الله عز وجل.
ولدي سؤال لك: لماذا لا تبحثين أيضاً عن سبب اختلاف الصيغة في الآيات التي ختمت بصفتين لله عز وجل فعلى سبيل المثال ترد بعض الايات على صيغة:
- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (باستخدام (إنّ) للتوكيد)
- ومرة بصيغة (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
- ومرة بصيغة (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
- ومرة بصيغة (فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) باستخدام الفاء وإنّ
- ومرة بصيغة (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) باستخدام إن وضمير الفصل هو
- ومرة بصيغة (وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) باستخدام أنّ وضمير الفصل هو
- ومرة بصيغة ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ) باستخدام إنّ وكان
- ومرة بصيغة (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) باستخدام الواو
- ومرة بصيغة (إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) باستخدام إنّ واللام
- ومرة بصيغة (وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) باستخدام إنّ واللام وضمير الفصل هو
- ومرة بصيغة ( وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ) باستخدام الواو وإنّ واللام

على ما أظن هذه هي الصيغ التي ختمت بها الآيات فأرجو أن يتضمنها بحثك المبارك وفقك الله وكتب لك الأجر. وعذراً على المداخلة.
 
بل مرحبا بك أخية وبكل ما تطرحينه , واللمسات التي أودعتيها هذا الملتقى لا غنى لي عنها بإذن الله فشكر الله لك ووللأخت يسرا وبارك فيكما .
وسؤالك الذي طرحتيه لعلي أقف عليه في البحث بإذن الله ويزدان البحث به .
بارك الله جهودك ونفع بك .
 
بارك الله فيك أختي أفنان ونفع بك وبعلمك
هناك رسالة علمية سجلت بجامعة أم القرى هذا العام بعنوان ( الاقتران في القرآن الكريم ) للباحثة : فضيلة الزهراني ، ولعل من فصول الرسالة ومباحثها ما يثري بحثك .. وإن أحببت التواصل معها فراسليني على الخاص ، سدد الله خطاك
 
الأخت الفاضلة:
هناك كتاب (اصله رسالة دكتوراة) عنوانه : مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم (الأسماء المقترنة)
للدكتورة نجلاء بنت عبداللطيف كردي .. من مطبوعات جامعة الملك عبدالعزيز -فيما أظن- فلا يوجد عليه بيانات نشر إلا فهرسة مكتبة الملك فهد
فلعل فيه ما يغني بحثك ويفيد.

نفع الله بكم ..
 
تحية طيبة و بعد : كل الاحترام لجهودكم في خدمة القران الكريم
هل استطيع الحصول على نسخة الكترونية من كتاب

الاقتران الثنائي بين أَسْماء الله الحسنى في القرآن الكريم للباحث فخري أحمد الجريسي، قدمها في جامعة الموصل بالعراق،
نفع الله بكم
 
بارك الله فيكم أخي الكريم شمس الدين غنام
وعدني بهذه الرسالة الشيخ عبدالرحمن الشهري -حفظه الله- فلعلها إذ وصلت أفدتك بها بإذن الله .
وفقك الله لكل خير ونفع بك
 
السلام عليكم أختي الفاضلة لقد أعجبني بحثكم هذا وأنا بصدد إعداد بحث قريب منه لكن باللغة الإيطالية وأود مساعدتكم إذا تكرمتم.
وجزاكم الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتكم.
 
نزولا لرغبة الأخت الفاضلة من عرض ما يسنح حول الموضوع..
دار نقاش بيني وبين بعض الإخوة طلبة العلم حول القاعدة وصحتها بحيث يتصور لقارئها وجود معنى زائد على الغنى والعزة مثلا في ذات الله تعالى وهو كمال على كمال لكن دون أن يكون له اسم منفرد بل يكون بالاقتران فقط ، وهذا النوع من المعاني إثابتها يحتاج لأدلة مقنعة وسلف, وليس فيما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله من أمثلة ومعاني شيء زائد يدرك بالاجتماع, سوى تناسب ذلك مع السياق ومقتضى المقام وبالتالي يبقى محله التفسير ولا يتجاوزه إلى بحث متجرد في العقائد..
ويا حبذا لو يأخذ البحث والطرح هنا اتجاه التصحيح أولا لهذا النوع من التوليد الاقتراني إن صح التعبير من جهة اللغة كقياس معرفي في هذا التخصص و من سبق به ابن القيم رحمه الله من السلف والمفسرين
كما أني فهمت من الأمثلة عدم كمال الصفة إلا بصفة أخرى, وهذا متفق عليه بين جميع الصفات ولا يختص بما جاء مقترنا في الآيات لكون التجريد في الصفات ذهني فقط, بل الكريم الغني إذا لم يكن حفيظا فلا معنى لاتصافه بذلك كما يحتاج الحفظ إلى العلم كما في قوله تعالى عن يوسف:"إني حفيظ عليم", وهكذا تتكامل الصفات في الخارج بحيث لا تتصور منفصلة وإنما يكون الاقتران في بعضها خاصا بالسياق فقط ..

لعله أمككني طرح رأيي على أن من صوب القاعدة من الأساتذة المشاركين بقوله:
"
"اقتران أسْماء الله الحسنى في القرآن مزيدُ كمال "
غير دقيقة
وأرى أن أدق منها
" اقتران أسماء الله الحسنى في القرآن يدل على الكمال المطلق ""
قريب مما أنا بصدده
كما أيضا ألفت إلى قول الأستاذ الفاضل الشهري حين قال:
"
وليس قول ابن القيم ولا غيره بالقول الفصل في الموضوع، وإِنَّما هو قولٌ يكتسب قيمته من جلالة مستنبطه، وعلو كعبه في العلم وفهم كلام الله."
فهي لفتة بديعة منه ـ كعادته ـ حفظه الله ورعاه.

على كل حال حتى لا تكون مشاركتي سلبية أقترح على الأخت الفاضلة بحث تكامل الصفات الإلهية كمبحث عقدي يمكنها أن تجعل هذا النوع من الاقتران وأمثلته دليلا من أدلتها عليه, وإن أبت إلا فلتجعل ذلك البحث مقدمة من مقدمات بحثها مع ضرورة شرح القاعدة بما ينفي المحذور المتوهم من ظاهر القاعدة من تجدد كمال ذاتي من الاقتران...

والله أعلم.



 
الحمد لله رب العالمين.وبعد:
الاقتران مظنة إعواز وافتقار ، ويضاد تفرد الكبير المتعال بنعوت الكمال والجلال والجمال وما ينبغي ولا يليق استعماله بحال من الأحوال في باب الأسماء والصفات دفعا لهذه الشبهة المتوهمة من ظاهر الاسم للبحث ويفضل اخيار اسم آخر بدلالة أوضح على المقصود منه.
واذا رغبت رشحت لك اسما آخر فقد كنت منذ فترة طويلة ارغب في الكتابة في نفس الموضوع ولم يتيسر الأمر لي وأسال الله أن ييسره لي ويتمه ويهدينا سبيل الرشاد فاعظم ما عبد الله به معرفة اسمائه وصفاته وفيها فليتنافس المتنافسون.
بوركتى
 
عودة
أعلى