عبدالكريم عزيز
New member
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
يقول الشيخ مساعد الطيار ـ حفظه الله في إحدى مداخلاته ـ : " ...وأما الاحتمال في التفسير، فهذا يحتاج إلى دراسة مستقلة؛ إذ هو بابٌ خطير في القول على الله بغير علم، ومنه ولجَ الخوارج والرافضة والمعتزلة وغيرهم من أهل البدع = لَحمْلِ بدَعهم على آيات القرآن.
ولم يقع التعبير بالاحتمال في طبقة مفسري الصحابة والتابعين وأتباعهم الذين هم القدوة في هذا الباب وفي غيره من أبواب العلم، بل كانوا يفسرون على أن ما يذكرونه هو المراد من الآية، وهذا يعني أنهم حينما يتحرون الصواب في المعنى يقولون به على سبيل الجزم، وما استدراكاتهم على بعضهم إلا بيان لذلك، إذ لو كان باب الاحتمال مفتوحًا كما هو عند المتأخرين = لما استدركوا من المعاني ما يحتمله الكلام، واعترضوا عليه بعدم مناسبته لهذا المقام.ومثال ذلك:
ما رواه الطبري بسنده عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، خِتَامُهُ مِسْكٌ [المطففين: 26] قَالَ: لَيْسَ بِخَاتَمٍ، وَلَكِنْ خِلْطٌ.
وفي رواية عنهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ [المطففين: 26] قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِالْخَاتَمِ الَّذِي يُخْتَمُ، أَمَا سَمِعْتُمُ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ تَقُولُ: طِيبُ كَذَا وَكَذَا خِلْطُهُ مِسْكٌ
وورد في الآية قولان آخران عن السلف، وهما :
ـ أَنَّ آخِرَ شَرَابِهِمْ يُخْتَمُ بِمِسْكٍ يُجْعَلُ فِيهِ.
ـ طِينُهُ مِسْكٌ.
واستدراك ابن مسعود على أحد هذين القولين دليل على الجزم بعدم صحته، والجزم بصحة ما ذهب إليه.
ولو تأملت ما نفاه ابن مسعود لما رأيته بعيدًا عن الصواب ، وأنه مما يصحُّ حمل الآية عليه، والله أعلم.
وإنما بدأت ظاهرة الاحتمال والتجويز لكل ما يمكن أن تحتمله الآية من غير النظر ـ في بعض الأحيان ـ إلى صحة هذا الاحتمال في نفسه، أو صحة دلالة السياق عليه، أو غير ذلك من الدلالات التي تدلُّ على صحة هذه التفاسير الحادثة القائمة على الاحتمال = عند أهل البدع.
ولقد كان لمفهوم التأويل المُحدَث ـ وهو حمل المعنى على المرجوح دون الراجح لقرينة تدلُّ عليه ـ أثر كبير في تكثير هذه المحتملات وتجويزها في تفسير كلام الله تعالى، حتى صارت المحتملات في بعض الآيات عددًا كبيرًا ، والعارف بالتفسير يقطع بخطأ كثير منها.
وعلى العموم فإن هذا الموضوع ( الاحتمالات الواردة على كلام الله، وجواز التفسير بها ) موضوع يستحق أن يكون رسالة علمية، وهذه الإجابة لا تكفي لبسط هذا الموضوع بأدلته التفصيلية."
من خلال هذا النص يتبين أن الاحتمال ظاهرة حادثة في التفسير
وأنه ذريعة لأهل البدع والأهواء في تفاسيرهم
وأن من شروط صحة الاحتمال :
ـ صحة الاحتمال في نفسه
ـ صحة دلالة السياق عليه
ـ دلالة أي قرينة على صحته
وأن الاحتمالات في التفسير تحتاج إلى دراسات متضافرة لتصنيفها وتتبعها بالنقد والتحليل.
نرجو المزيد من التوضيح لهذه الظاهرة .
يقول الشيخ مساعد الطيار ـ حفظه الله في إحدى مداخلاته ـ : " ...وأما الاحتمال في التفسير، فهذا يحتاج إلى دراسة مستقلة؛ إذ هو بابٌ خطير في القول على الله بغير علم، ومنه ولجَ الخوارج والرافضة والمعتزلة وغيرهم من أهل البدع = لَحمْلِ بدَعهم على آيات القرآن.
ولم يقع التعبير بالاحتمال في طبقة مفسري الصحابة والتابعين وأتباعهم الذين هم القدوة في هذا الباب وفي غيره من أبواب العلم، بل كانوا يفسرون على أن ما يذكرونه هو المراد من الآية، وهذا يعني أنهم حينما يتحرون الصواب في المعنى يقولون به على سبيل الجزم، وما استدراكاتهم على بعضهم إلا بيان لذلك، إذ لو كان باب الاحتمال مفتوحًا كما هو عند المتأخرين = لما استدركوا من المعاني ما يحتمله الكلام، واعترضوا عليه بعدم مناسبته لهذا المقام.ومثال ذلك:
ما رواه الطبري بسنده عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، خِتَامُهُ مِسْكٌ [المطففين: 26] قَالَ: لَيْسَ بِخَاتَمٍ، وَلَكِنْ خِلْطٌ.
وفي رواية عنهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ [المطففين: 26] قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِالْخَاتَمِ الَّذِي يُخْتَمُ، أَمَا سَمِعْتُمُ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ تَقُولُ: طِيبُ كَذَا وَكَذَا خِلْطُهُ مِسْكٌ
وورد في الآية قولان آخران عن السلف، وهما :
ـ أَنَّ آخِرَ شَرَابِهِمْ يُخْتَمُ بِمِسْكٍ يُجْعَلُ فِيهِ.
ـ طِينُهُ مِسْكٌ.
واستدراك ابن مسعود على أحد هذين القولين دليل على الجزم بعدم صحته، والجزم بصحة ما ذهب إليه.
ولو تأملت ما نفاه ابن مسعود لما رأيته بعيدًا عن الصواب ، وأنه مما يصحُّ حمل الآية عليه، والله أعلم.
وإنما بدأت ظاهرة الاحتمال والتجويز لكل ما يمكن أن تحتمله الآية من غير النظر ـ في بعض الأحيان ـ إلى صحة هذا الاحتمال في نفسه، أو صحة دلالة السياق عليه، أو غير ذلك من الدلالات التي تدلُّ على صحة هذه التفاسير الحادثة القائمة على الاحتمال = عند أهل البدع.
ولقد كان لمفهوم التأويل المُحدَث ـ وهو حمل المعنى على المرجوح دون الراجح لقرينة تدلُّ عليه ـ أثر كبير في تكثير هذه المحتملات وتجويزها في تفسير كلام الله تعالى، حتى صارت المحتملات في بعض الآيات عددًا كبيرًا ، والعارف بالتفسير يقطع بخطأ كثير منها.
وعلى العموم فإن هذا الموضوع ( الاحتمالات الواردة على كلام الله، وجواز التفسير بها ) موضوع يستحق أن يكون رسالة علمية، وهذه الإجابة لا تكفي لبسط هذا الموضوع بأدلته التفصيلية."
من خلال هذا النص يتبين أن الاحتمال ظاهرة حادثة في التفسير
وأنه ذريعة لأهل البدع والأهواء في تفاسيرهم
وأن من شروط صحة الاحتمال :
ـ صحة الاحتمال في نفسه
ـ صحة دلالة السياق عليه
ـ دلالة أي قرينة على صحته
وأن الاحتمالات في التفسير تحتاج إلى دراسات متضافرة لتصنيفها وتتبعها بالنقد والتحليل.
نرجو المزيد من التوضيح لهذه الظاهرة .