الإعجاز البياني في الأحرف المقطعة في فواتح السور

جنى

New member
إنضم
20/07/2007
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الحمد لله الذي نور بكتابه القلوب، وأنزله في أعجز أسلوب وأوجز لفظ، فأعجزت حكمته الحكماء، وأبكمت فصاحته الخطباء، وأعميت بلاغته البلغاء، والصلاة والسلام على رسول الله ورحمته للعالمين، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد :
فقبل عامين كتبت بحثاً في السنة المنهجية بعنوان (الإعجاز البياني في الأحرف المقطعة في فواتح السور، ولم أقف آنذاك على مصنف أفرد أو خص بذكر الفواتح مع بيان الإعجاز فيها، وإنما وجدت هذا الموضوع ذكر ضمناً في ثنايا المراجع التي رجعت إليها، والآن أود أن أزيد فيه، فمن لديه شيء يفيدني فليتكرم بكتابته شاكراً.
وكان من نتائج هذا البحث ما يلي :
1- أن أكثر السور المبدوءة بالفواتح- الأحرف المقطعة- نزلت في المرحلة التي بلغ فيها عتو المشركين أقصى المدى، فواجههم القرآن بالتحدي، وعاجزهم مجتمعين ومن ظاهرهم من الجن، وأفحموا فعجزوا جميعاً، رغم أن حروفه حروف معجمهم.
2- أن هذه الأحرف التي تقرأ مقطعة مفردة أو مركبة لا تعطي دلالة ما، لكنها حين تلأخذ مكانها في القرآن الكريم يتجلى سرها البياني المعجز.
3- ما من سورة بدأت بالحزوف المقطعة إلا كان فيها احتجاج للقرآن وتقرير لنزوله من عند الله تعالى، ودجحض لدعاوى من جادلوا فيه.
4- أن الإعجاز البياني هو الوجه الوحيد المتفق عليه بين العلماء لإعجاز القرآن الكريم، وغيرها من الوجوه الأخرى التي تبحث عن مضامين القرآن، وموضوعاته فلم تكن مقصودة بالتحدي.
ومن وجوه الإعجاز القرآني المذكور عند المتأخرين :
- الإعجاز الغيبي : يتضمن الإخبار عن الغيوب ما لا يقدر عليه البشر ولا سبيل لهم إليه.
- الإعجاز العلمي : آيات قرآنية ذات مضامين علمية تتفق مع أحداث الحقائق العلمية المعاصرة، تصدر من النبي الأمي- صلى الله عليه وسلم- هي فوق المستوى العلمي للعرب عصر نزول القرآن الكريم.
- الإعجاز التشريعي : يتضمن تشريعات ومناهج ونظم شملت كافة الحياة على مستوى الفرد، والمجتمع، والدولة، وفي كافة الجوانب (العقيدي، الأخلاقي، السياسي،0000).
- اللإعجاز النفسي : وهو حديث القرآن عن النفس الإنسانية وبيان لصفاتها، وتحليله لها وكشفه لخباياها وخفاياها، وتأثيره فيها سواء كانت مؤمنة أو كافرة، وما ينتج عن هذا التأثير.
-الإعجاز بالهداية: وهو قريب مما سبق.
إلى غير ذلك من وجوه الإعجاز الأخرى كالأعجاز العددي، وووالتي ردها كثير من العلماء.
 
من الكتب القريبة في هذا الموضوع كتاب : الإعجاز القرآني في فواتح السور وخواتمها
تأليف : أحمد محمد المغيي
الكتاب مطبوع في دار الإيمان ، وهو يقع في ( 114 ) صفحة .
ولكن لم يتحدث عن الأحرف المقطعة وإنما عن فواتح بعض السور بشكل عام وخواتيمها ..
 
[
جنى

غير ذلك من وجوه الإعجاز الأخرى كالأعجاز العددي، والتي ردها كثير من العلماء

ترتيب سور الفواتح والعدد 13:


سور الفواتح هي السور ال 29 المفتتحة بالحروف الهجائية , وهي إحدى المجموعات المؤلفة من 29 سورة , من الملاحظ في هذه المجموعة أن العدد 13 يشكل محورا مميزا لعدد من العلاقات الرياضية في ترتيب هذه السور وأعداد آياتها – إلى جانب ارتباطاتها الأخرى - على النحو التالي :

1 - مجموع الآيات : إن مجموع آيات السور التسع والعشرين المفتتحة بالحروف الهجائية : 2743 آية على النحو الذي هي عليه في المصحف . هذا العدد هو حاصل ضرب 211 في 13 .

2 - عدد الحروف الهجائية المقطعة : لقد ميزت هذه السور من بين سور القرآن بافتتاحها بالحروف الهجائية , إن مجموع هذه الحروف هو 78 حرفا , هذا العدد المميز يأتي من مضاعفات العدد 13, فهو حاصل ضرب 6 في 13 .

3 - أول السور الفواتح ترتيبا :
أول سور الفواتح في ترتيب المصحف هي سورة البقرة , هذه السورة المميزة أيضا بأنها الأطول إطلاقا تأتي من عدد محدد من الآيات ب : 286 . هذا العدد المميز لأطول سور القرآن هو من مضاعفات العدد 13 فهو حاصل ضرب 22 في 13 ..ومن الملاحظ في آيات سورة البقرة أن عدد ما ورد من بينها مؤلفا من 13 كلمة هو 13 آية لا غير ..

4 - آخر سور الفواتح ترتيبا :
آخر سور الفواتح في ترتيب المصحف سورة القلم وهي مميزة أيضا بأنها السورة الوحيدة من بين السور التسع والعشرين المرتبة في النصف الثاني من القرآن , عدد آيات هذه السورة 52 آية فقط , وهذا العدد هو أيضا من مضاعفات العدد 13 , فهو حاصل ضرب 4 في 13 .

5 - السور زوجية الآيات :
من بين السور التسع والعشرين اثنتا عشرة سورة عدد الآيات في كل منها عدد زوجي ومثال ذلك سورة البقرة , عدد آياتها 286 وهو عدد زوجي .هذه السور هي : البقرة . آل عمران . الأعراف . إبراهيم . مريم . القصص . الروم . لقمان . السجدة .ص . فصلت . القلم .
إن مجموع أعداد الآيات في هذه السور 1248 آية . هذا العدد هو من مضاعفات العدد 13 , إنه حاصل ضرب 96 في 13 .

6 - السور فردية الآيات :
السور فردية الآيات " عدد الآيات في كل منها عدد فردي " هي السور الباقية وعددها 17 سورة . إن مجموع أعداد آياتها 1495 . وهذا العدد هو من مضاعفات العدد 13 فهو حاصل ضرب 115 في 13 .

7 - السور المتجانسة :
وهي السور :
أ – زوجية الآيات زوجية الترتيب . ب- فردية الآيات فردية الترتيب .
بهذا الاعتبار , عدد السور المتجانسة 14 سورة . وهنا أيضا نجد أن مجموع أعداد الآيات فيها من مضاعفات العدد 13 . فمجموعها هو : 1209 آيات , عدد هو حاصل ضرب 93 في 13 .

8 - السور غير المتجانسة :
وهي السور :أ – زوجية الآيات فردية الترتيب .
ب- فردية الآيات زوجية الترتيب .
بهذا الاعتبار , عدد سور هذه المجموعة : 15 سورة , أما مجموع أعداد آياتها فهو : 1534 آية , عدد هو حاصل ضرب 118 في 13 .

9– مواقع ترتيب سور الفواتح :
من الملاحظ في ترتيب سور الفواتح أن 28 سورة منها مرتبة في النصف الأول من القرآن , وسورة واحدة جاء ترتيبها في النصف الثاني وهي سورة القلم ( فصل هذه السورة عن أخواتها هو دعوة للتدبر في هذا الفصل ، إذا استجبنا إلى هذه الدعوة سنكتشف الإعجاز في ترتيب سورة القلم ) ما يعنينا هنا : إن مجموع الأرقام الدالة على مواقع السور ال 28 هو 754 . وهذا العدد هو من مضاعفات ال 13 ( 58 × 13 ) ..

كيف نفسر اجتماع هذه العلاقات على هذا النحو ؟
التفسير الوحيد المعقول أن أعداد الآيات في السور التسع والعشرين قد حدد على نحو يؤدي إلى العدد 13 محور العلاقات العددية , باعتبارات عدة - دون أن يؤدي ذلك إلى أدنى تعارض مع ارتباط سور هذه المجموعة بالأنظمة الأخرى - إذا نظرت إليها جملة واحدة , إذا نظرت إليها باعتبار قانون الزوجية , إذا نظرت إليها باعتبار قانون التجانس , إذا نظرت إليها باعتبار الترتيب , كيفما نظرت إليها يظهر العدد 13 . هذا التحديد لأعداد الآيات , لا يمكن تفسيره بالمصادفة , أو أنه جاء هكذا دون قصد أو هدف , إنه الدليل المادي على مصدر القرآن , دليل لغته الأرقام اللغة العالمية المشتركة بين الناس جميعا . يكفي أن نتأكد من ذلك بزيادة آية في أي سورة من هذه السور , لو حدث ذلك لما اكتشفنا كل هذا الترتيب المحكم .
وإعجاز الترتيب لا يتوقف هنا , فلكل سورة نظامها وارتباطاتها الأخرى .

ومن عجائب الترتيب القرآني هنا : قلنا إن مجموع أعداد الايات في سور الفواتح ال 29 هو : 2743 آية .
إذا قمنا بتربيع أرقام العدد 2743 فالناتج هو : 78 ..العدد 78 هو مجموع الحروف التي افتتحت بها هذه السور .
( 2743 = 9 + 16 + 49 + 4 = 78 ) ..
إن كلا العددين دليل على صحة الآخر .. أليس هذا هو التفسير العقلي المنطقي ؟
والسؤال : لماذا لا يريد البعض أن يرى ما في هذا الترتيب من التناسق والقصد والدلالة الواضحة ؟
أليس هذا هو الحال المعتبر في المصحف ؟
يتخذ البعض من الاختلاف في عدد آيات بعض سور القرآن حجة لرفض هذا الترتيب ، وهي حجة واهية ، والتناقض فيها واضح جدا ..
سؤالي لهذه الفئة : كيف تقبلون العدد 6236 عددا لآيات القرآن كواحد من الأعداد التي تعترفون بها ، وترفضونه هنا ؟ .

ملاحظة : العدد 13 محور رئيسي في الترتيب القرآني ، وكذلك العدد 29 .
 
عودة
أعلى