البينة على من ادعى
وأنت من تدعي أن السمنودي يقرأ بالفرجة
فلست أنا الملزم بالبحث عن فيديو لم أره في حياتي ولم أسمع عنه من غيرك
وإلا: فما مصلحة الدكتور أيمن أن ينسب القول بالفرجة لشيخه عامر عثمان بل ويقول أن شيخه المقرّب إلى قلبه عبد العزيز عيون السود إقتنع بالفرجة في آخر حياته لما جلس إلى الشيخ عامر، ثم ينفي - أعني الدكتور أيمن - القول بالفرجة عن شيوخه الآخرين كالسمنودي وأحمد الزيات ؟
ما مصلحته في ذلك ؟ وهل كذب لما قال أن أحد أقرانه سأل عبد الباسط عبد الصمد عن الفرجة فقال: احنا ما أرِناش كدة " بمعنى: لم نقرأ بالفرجة .
وهو نفس رد أحمد الزيات والسمنودي شيخا أيمن سويد ؟
عموما أنا أردت أن أضع لك كلاما قديما عن تسجيل السمنودي ، وقد ثبت لك من خلال الرابط أن الموضوع له وجود ..ويبقى أن يقوم أحد الإخوة برفعه مرة أخرى .ووقتها سيتبين لك وهم من يقول : إن السمنودي قرأ على شيوخه بالاطباق.
أما الشيخ الزيات ، فيكفيك هذا الرابط ، فإما أن تثبت وهم الشيخ الزيات أو وهم الناقل عنه :
https://www.youtube.com/watch?v=WQhcxGhFF7U
ومن فضلك لو كان نسف هذه الشبهة سهل لكنت قلته من البداية وأغلقت الحوار ، بدلاً من إطالته في التعلق بفيديو في حكم العدم تحتج به على قول السمنودي بالفرجة .
المشكلة أنك لم تتابع ما أكتبه منذ مدة ، وكل ما ذكرته قد جوابي عليه ولكن غرضي من الفيديو لإقرار أمر ما ، وهو في الحقيقة الثقة بما قاله صاحب الشأن لأن الناقل قد يهم في المسألة .
وتجاهل حضرتك غير المبرر لفيديو المعصراوي وفيديو عبد الحكيم عبد اللطيف الذي وضعتهما لك للتدليل على أنهما يقرءان الإخفاء الشفوي والقلب الذي بعد باء بالإطباق
المشكلة أنك تضع تساؤلات كثيرة وتريد الجواب على جميع الأسئلة في آن واحد ..لماذا لا نتاول نقطة نقطة لتنجب التفريع ؟
أما الشيخ عبد الحكيم فيقرأ بالفرجة أيضا ولقد لا زمته سبع سنوات ، منها خمس ملازمة شبه كاملة وعامين متقطع ، ثم بعد ذلك بين الفيئة والفيئة ، وكان يقرأ بالفرجة واعتراضه كان على الفرجة الكبيرة ، ثم تبدل الحال فيما بعد .
وحدثني الشيخ مصطفى جعفر ـ وهو عضو هنا ـ أنه سمع الشيخ عبد الحكيم في حفلة قريبة قرأ بالفرجة . (وهذه النقطة قلتها منذ سنوات في مذهب الشيخ عبد الحكيم ) .
أما د / المعصراوي يستدل بكلام ابن غلبون في التذكرة كما في كتابه ، وفي مذهب ابن غلبون الإظهار وهذا كفيل بالبطلان .
سأضع لك فقرة واحدة آمل أن يكون الكلام على فقرة واحدة ، ولكي يتم الحوار ويكون حوارا حقيقيا أبدا بسرد هذا الكلام ، ثم أجبني هل هذا الدليل صحيح أو لا في الفرجة ؟
قول من اعتقد انعدام النص في الفرجة :
وهذا ما يدندن حوله أصحاب الإطباق ، حيث يطالبون القائلين بالفرجة بالدليل ، فيقول في هذا الشأن الباحث أ. فرغلي عرباوي : (... أكثر من مرة صرح فضيلة د/ أيمن رشدي سويد في قناة اقرأ الفضائية أنه بحث هذه المسألة أكثر من خمسةٍ وعشرين عامًا فتبين له من خلال نصوص المتقدمين فساد من قال بالفرجة في صوت الميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء )ا.هـ
وقال د/ غانم قدوري في هامش كتابه ": يفسّر بعض الموجودين المعاصرين إخفاء الميم عند الباء على نحو لا يتضح له أصلٌ في كلام علماء التجويد الذين اطلعت على كتبهم ، وهو أنهم يرون أن الإخفاء هو أن تجافي بين شفتيك حين تنطق بالميم شيئًا قليلًا ثم تطبقهما عند نطق الباء بعدها ، وكان الشيخ عامر السيد عثمان ..لا يقبل ممن يقرأ عنده إطباق الشفتين عند نطق الميم قبل الباء ، ويأبي إلا انفراجهما ...ولكني لم أجد في كتب علم التجويد ما يؤكد هذا الاتجاه في فهم إخفاء الميم )أ.هـ ( ) .
وقال أ. حمد الله الصفتي في كتابه " هدايةَ القرّاء لوجوبِ إطباقِ الشَّفَتَيْنِ عندَ القَلبِ والإخفاء " : وأن القول بالفرجة محدَثٌ ، وليس له إسنادٌ متصل ، وإنما نشأ من استنباط بعضهم له من كتب الأئمة على سبيل الاجتهاد منه ..)ا.هـ
وقال أ.فرغلي : ...قال الشيخ مهيب في بعض مقالاته المنشورة : ... وجاءت الفرجة اجتهادًا من غير تلقي... اهـ
[1]
وقال أ.فرغلي : والراجح الذي لا ريب فيه الأولى إطباق الشفتين ... ولكن منهج السلف الصالح عندهم أن الحق واحد ، دليلهم قوله تعالى( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ) (يونس: من الآية32) وما زلت أنادي من عنده دليل من كتب المتقدمين على ترك الفرجة فيأتنا به مشكورا.)ا.هـ
وقال أيضًا: أما مسألة التبعيض هذه، أطلب من البعض إثباتها بخصوص الميم المخفاة من كتب الأقدمين، أقصد بمعني الفرجة هذه ؛ لأن تعريفهم للإخفاء : هو النطق بحرف عار من التشديد بحالة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة ، أما التبعيض بهذا الفهم ، فأرجو التكرم ببيان مصدره، ثم أن التبعيض ممكن بكل وضوح أن يحمل على عدم الكز على الشفتين ؛ بل بالإطباق الخفيف )ا.هـ
وبهذا الطلب ـ الدليل على القول بالفرجة ـ نادى به كثير ممن قالوا بالإطباق ، ونحن نثمن لهم طلبهم ، وبحثهم عن الدليل ، وها أنا أقدم لهم الأدلة على صحة القراءة بالفرجة ، ثم أبيّن لهم خطأ القراءة بالإطباق .والله الموفق .
أدلة القائلين بالفرجة :
الدليل الأول :
قال النحوي المقرئ ابن آجروم في شرحه للشاطبية (فرائد المعاني) ناقلا عن الإمام ابن شريح ، حيث قال : قال :
وأما الميم الساكنة إذا وقعت بعدها الباء، نحو: "كنتم به مومنين"؛ فمنهم من قال: إنها تخفى، ولا تبقى لها إلا الغنة، وهو الذي اختاره أبو عمرو وابن مجاهد وأبو الحسن الأنطاكي وأبو الفضل الخزاعي، ويحكى أنه مذهب الفراء.
ومنهم من قال: إنها تظهر ولا تخفى، وإليه ذهب ابن المنادي وأحمد بن يعقوب التائب وعبد الباقي بن الحسن وطاهر بن غلبون وغيرهم.
وقد ذكر أبو الحسن شريح فيها فصلا، أرى أن أذكره لحسنه؛ ولأن فيه رَدًّا على كثير من القرأة الذين إذا نطقوا بالميم الساكنة وبعدها الباء حركوها أو وقفوا عليها، ثم ابتدأوا على غير طريقة الوقف، وفي الموضع الذي لا يجوز فيه الوقف، قال:
"إذا جاءت الميم الساكنة وبعدها باء، فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة.
وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، -كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها وتبقى غنتها- وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ".
فإن قلت: فلم لم تدغم الميم الساكنة في الباء لأنها قريبة منها في المخرج؟.
فالجواب: أن الميم فيها غنة، والغنة خارجة من الخيشوم، فقد صارت الميم -وإن كانت تخرج من الشفتين- كأنها خارجة من الخيشوم، فقد تباعدتا بذلك في المخرج -والله أعلم-، فلم يبق بعد تعذر الإدغام إلا الإظهار، وهو الذي اختاره أبو الحسن شريح، أو الإخفاء.
فمن أظهرها فقد أتى بها على الأصل؛ لأن الإخفاء خارج عن القياس؛ لأنه أخذ بالطرفين، وأيضًا فإنهم يفرّون إلى الميم مع الباء إذا لقيت النون الساكنة الباء، فإذا ظفروا بها ؛ فكيف يغيّرونها أو ينتقلون عنها؟، كما قالوا في النسب إلى شقاوة: شقاوي، والتزموا الواو ولم يقلبوها همزة؛ لأنهم يفرّون عن الهمزة إلى الواو، فيقولون في النسب إلى كساء: كساوي، فإذا ظفروا بالواو فكيف يفرّون عنها.
ومن أخفاها فإنه ـ والله أعلم ـ جعل لها حكمًا بين حكمين؛ وذلك أن الميم إذا أظهرت، عملت الشفتان في لفظها، والخيشوم في غنتها.
فإذا لقيتها الباء ففيها مقاربة لها بعمل الشفتين فيها، كعملها في الباء، وفيها بُعد بخروج غنتها من الخيشوم، فإذا أخفاها فقد أبطل عمل الشفتين فيها بما فيها من القرب، وأبقى عمل الخيشوم في غنتها لبعدها منها، فصار لها بذلك حكم بين حكمين، وصارت في ذلك كالنون، إذا لقيتها حروف اللسان لم تبعد منها كل البعد فتظهر، ولم تقرب كل القرب فتدغم. )ا.هـ
وهذا نص ابن آجروم عن ابن شريح ، ولا يخفى أن ابن شريح مذهبه الإظهار في الميم مع الباء كما حكى المرادي وغيره ، وإليك بيان الكلام ، وتعليقي سأضعه بين القوسين .
وقوله : إذا جاءت الميم الساكنة وبعدها باء، فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها
[2]( أي أصل الغنة فقط ؛لأنه يتحدث عن مذهب المظهرين وهو منهم )، ولا تلزمها المخرج إلزاما(وهو التعسف في نطق الميم بحيث يضغط على الميم مثل ضغطة الباء )؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة ، فربما التبس سكونها بالحركة.(وهذا يدلك على حديثه عن الإظهار ؛إذ لا يمكن أن يلتبس الميم بالحركة في أثناء أداء الغنة بحال من الأحوال )
[3] .
ثم قال ابن آجروم : وقد قيل: إنها مخفاة عند الباء(وهذا هو المذهب الثاني بعد حكاية مذهب الإظهار )، فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، -كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها وتبقى غنتها(ومعنى إبطال عمل الشفتين أي لا تضم شفتيك عند النطق بالإخفاء
[4] فضم الشفتين عند نطق الميم ليس إبطالا لعمل الشفتين ؛ بل هو إعمال للشفتين وهو ما يخالف قول ابن شريح وذكر ابن الباذش معنى إبطال عمل الشفتين بأن يزال مخرجها من الشفة ) وتلفظ بعد غنة الميم بالباء، فتجتمع الشفتان للباء لا للميم(وهذا بيت القصيد ؛أيِ لا يكون الانطباق للميم ؛ بل هو للباء فقط ، وليس للميم ، فالميم فيها تبعيض للمخرج وليس إطباق ؛ لأن الشفتين لا تجتمعان للميم كما ذكر ابن شريح )، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ".(أي بوجه الإظهار قد قرأ ؛ لأنه ذكره أولا)
[5]
وأكمل ابن آجروم قائلًا : فإن قلت: فلم لم تدغم الميم الساكنة في الباء لأنها قريبة منها في المخرج؟.
فالجواب: أن الميم فيها غنة، والغنة خارجة من الخيشوم، فقد صارت الميم ـ وإن كانت تخرج من الشفتين ـ كأنها خارجة من الخيشوم، فقد تباعدتا بذلك في المخرج -والله أعلم- (قوله" فقد تباعدتا" أي مخرج الباء والميم ؛ لأن الميم بسبب الغنة التي من الخيشوم تباعدت عن مخرج الشفتين ؛ لأن الميم في حال الإخفاء ينتقل مخرجه للخيشوم كما في النون الساكنة في حال الإخفاء ، وبسبب هذا البعد لم تدغم الميم الساكنة في الباء ) ، فلم يبق بَعْدَ تعذر الإدغام إلا الإظهار، وهو الذي اختاره أبو الحسن شريح(واختيار ابن شريح الإظهار كما سبق في قوله "وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ") ، أو الإخفاء.(وهذا هو الوجه الثاني الإخفاء بوصفه الصحيح تباعد المخرج ) فمن أظهرها فقد أتى بها على الأصل؛ لأن الإخفاء خارج عن القياس؛ لأنه أخذ بالطرفين، وأيضًا فإنهم يفرّون إلى الميم مع الباء إذا لقيت النون الساكنة الباء، فإذا ظفروا بها فكيف يغيّرونها أو ينتقلون عنها؟، كما قالوا في النسب إلى شقاوة: شقاوي، والتزموا الواو ، ولم يقلبوها همزة؛ لأنهم يفرّون عن الهمزة إلى الواو، فيقولون في النسب إلى كساء: كساوي، فإذا ظفروا بالواو فكيف يفرّون عنها.
ومن أخفاها فإنه -والله أعلم- جعل لها حكما بين حكمين؛ وذلك أن الميم إذا أظهرت، عملت الشفتان في لفظها(هذه طريقة أداء الإظهار وعمل الشفتين أي انطباقهما )، والخيشوم في غنتها.(أي أصل الغنة ؛ لأن حكم الإظهار لا غنة زائدة في الميم عن أصلها )
فإذا لقيتها الباء ففيها مقاربة لها بعمل الشفتين فيها، كعملها في الباء، وفيها بُعد بخروج غنتها من الخيشوم، فإذا أخفاها فقد أبطل عمل الشفتين فيها بما فيها من القرب(أبطل عمل الشفتين ؛ أي لم يطبقهما ويوضحها بالآتي )، وأبقى عمل الخيشوم في غنتها لبعدها منها، فصار لها بذلك حكم بين حكمين( أي لا هي مظهرة فتنطبق الشفتين ، ولا مدغمة فتنبطق الشفتين )، وصارت في ذلك كالنون، إذا لقيتها حروف اللسان لم تبعد منها كل البعد فتظهر، ولم تقرب كل القرب فتدغم.))ا.هـ
ولا مزيد على هذا الوصف الدقيق لحال الميم عند إخفاها ، فعبارة ابن شريح (فتجتمع الشفتان للباء لا للميم) فصل في المسألة ، ومساواة إخفاء الميم بالنون لا بد فيه من إزالة المخرج ؛ إزالة طرف اللسان من مخرج النون ، وإزالة الشفتين من مخرج الميم وهو ما يعني بالفرجة بين الشفتين.والله أعلم
الدليل الثاني :
[1] بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين
[2] وهذا النص يماثل ما نص عليه ابن الطحان (ت561هـ) في كتابه (الإنباء في تجويد القرآن ) تحقيق الدكتور حاتم صالح الضّامن ، فقد تحدث أيضا عن إرسال الغنة وعن التعمّل ، وإليك ما قاله ابن الطحان : (واحْذرِ اللَّحْنَ أيضاً في الميم قِبلَ الياء، والواوِ، والفاءِ، نحو"لم يؤمنوا" ، و"أموات" ،"هُمْ فيها"، وشبه ذلك.
واللّحُن من القُرّاءِ في هذهِ الميمِ قَدْ شاعَ، ولم تزلْ أَئِمَّتنُا تعهدُ في تواليفها بالنّهي عنه، والتّحفَظُّ منه.وإرسالُ الغُنَّةِ التي في الميمِ تُعينُكَ على تجويدِ اللَّفْظِ بها.فقِفْ عند َما رسمتُ لكَ تصُِبْ، إن شاءَ اللهُ.)ا.هـ
فكلام ابن الطحان واضح في حكايته عن الميم المظهرة ، حيث أتى بالميم بعدها ياء ، وبعدها واو ، وبعدها فاء ، وهذا كله من المظهر ، ثم بيّن طريقة أدائها (والتّحفَظُّ منه وإرسالُ الغُنَّةِ التي في الميمِ) فالمعني بإرسال الغنة أصل الغنة .)ا.هـ
وقال ابن الطحان في القلب ـ ومذهبه الإظهار ـ : (فالقَلْبُ: هو إبدالهما عندَ الباءِ ميماً خالصةً لا يبقى منهما أَثَرٌ، ولا يكونُ التّلفظُ فيه إلاّ بالاهتبالِ به وإظهارِ الاعتمالِ فيه.)ا.هـ
وقال أ.محمد أيت عمران جوابا عن استفساري في ملتقى أهل التفسير لهذه المسألة : ( وفي كتاب مرشد القاري إلى تحقيق معالم المقاري لابن الطحان نفسه نص مماثل لما نقلتم، يقول فيه:
"والقلب: عبارة عن الحكم المشهور من الأحكام الأربعة المختصة بالنون الساكنة والتنوين، وهو إبدالهما عند لقائهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا لا يبقى من النون والتنوين أثر، ولا يحسن إلا باهتباله والإعمال فيه".
ويظهر لي - والعلم عند الله تعالى - أن الإمام ابن الطحان يقول بالإظهار بعد القلب، يشهد لهذا شيئان:
1. ما جاء في النصين من الاهتبال والإعمال المقتضيين للاحتيال على الحرف والتكلف في إخراجه مظهرا.
2. ما جاء في مرشد القاري من قوله:
"والإخفاء: عبارة عن إخفاء النون الساكنة الواقعة اسما لها، والتنوين الذي لم يبد كما بدت هي للعيون، عندما يصرفها إلى هذا الحكم مما يعلم من مكانه إن شاء الله.
وحقيقته أن يبطل عند النطق بها الجزء المعمل لها من اللسان عند التحرك والبيان؛ فلا يسمع إلا صوت مركب على الخيشوم.
ويستعمل الإخفاء - أيضا - عبارة عن إخفاء الحركات، وهو نقصان تمطيطها بما قد خصه النص منها".فلم يذكر الميم في حروف الإخفاء.والله أعلم. )ا.هـ
ويؤكد ما قاله أ.محمد ايت عمران ما ذكره في كتاب " الأنباء" : (وخَلِّصْ فَتْحَها وابسطْهُ على الحرفِ بَسْطاً، وزِنْهُ على طبعِهِ وَزْناً مُفْرطاً، واهتبلْ بها إذا جاءَتْ قبلَ حرفٍ مُفَخَّمٍ، نحو: "بَسَطَ"، "بَراءَةٌ"، أو بَعَدَهُ، نحو: "خَتَمَ" ، و"غَلَبوُا"، أو بينهما، نحو: "خَلَقَ"....)ا.هـ أي تكلف جهدك في إخراجها مظهرة .
إذن فلا وجه للاستدلال بكلام ابن الطحان ؛ لأنه يحكي عن إظهار الميم ، وكما قال أ.محمد ايت عمران لم يذكر عن إخفاء الميم شيئا ، وهو كما قال .والله أعلم
[3] وقد سبق القول في أن التنبيه على الإتيان بالحركة قول من يأخذ بالإظهار .
[4] وهذا ردّ على ما ذكره د/ غانم " فالناطق لا يحتاج إلي تكلف هذا النوع من الإخفاء حين ينطق الميم ساكنة قبل الباء ، ويكفيه أن يضم شفتيه ويجري النفس من الخيشوم ....." أ.هـ فضم الشفتين يخالف معنى الإخفاء الذي ذكره ابن شريح وغيره .
[5] قال الإمام المرادي : اختلفوا هل تظهر أو تخفي علي ثلاثة أقوال :
أحدها : أنها تظهر ولا تخفي وإليه ذهب كثير من المحققين منهم طاهر ابن غلبون ، وابن المنادي والإمام شريح ، وبه جزم مكي ." فذكر شريحا ممن أخذوا بالإظهار ).
ما رأيك في هذا الكلام والحوار يكون حول كلام ابن آجروم وابن شريح ..يثبت عندك هذا الدليل في الفرجة أو لا ؟
وسآتيك لشبه د أيمن لا تقلق وكذا ما قاله د / غانم ..ولعلك وقفت الآن على جزء من المشكلة أن ما ذكروه يرجع لاعتقادهم بعدم النص في الفرجة .
والسلام عليكم