المهم هو ملامسة الشفتين من غير ترك فرجة بينهما ليس بالضغط الشديد و لا بالتباعد الشديد كحالة اخفاء النون و ان كان هذا خطأ فارجو تنبهي عليه جزاكم الله الجنة
جميل أن تطلب الصحيح من الأوجه .
سيدي الفاضل : الملامسة بأي درجة بدون فرجة خطأ كبير ، ولم يقل به أحد من السابقين ، وكل ما في الأمر أنهم اعتمدوا نصوصا في الإظهار وحملوها على الإخفاء .
قال ابن آجروم في شرحه للشاطبية نقلا عن ابن شريح :
"إذا جاءت الميم الساكنة وبعدها باء، فتعمل في بيانها بتُؤَدة ويسر؛ لاشتراكها معها في المخرج، وأرسل غنتها، ولا تلزمها المخرج إلزاما؛ لأن ذلك ليس من صفتها لما فيها من الرخاوة، فربما التبس سكونها بالحركة.
وقد قيل:
إنها مخفاة عند الباء،
فيلزم عن هذا أن يبطل عمل الشفتين في الميم، إنما تبقى غنتها في الخيشوم، -
كما يبطل عمل اللسان في النون إذا أخفيتها وتبقى غنتها- وتلفظ بعد غنة الميم بالباء،
فتجتمع الشفتان للباء لا للميم، وبالوجه الأول قرأت، وبه آخذ".
فإن قلت: فلم لم تدغم الميم الساكنة في الباء لأنها قريبة منها في المخرج؟.
فالجواب: أن الميم فيها غنة، والغنة خارجة من الخيشوم، فقد صارت الميم -وإن كانت تخرج من الشفتين- كأنها خارجة من الخيشوم، فقد تباعدتا بذلك في المخرج -والله أعلم-، فلم يبق بعد تعذر الإدغام إلا الإظهار، وهو الذي اختاره أبو الحسن شريح، أو الإخفاء.
فمن أظهرها فقد أتى بها على الأصل؛ لأن الإخفاء خارج عن القياس؛ لأنه أخذ بالطرفين، وأيضًا فإنهم يفرّون إلى الميم مع الباء إذا لقيت النون الساكنة الباء، فإذا ظفروا بها ؛ فكيف يغيّرونها أو ينتقلون عنها؟، كما قالوا في النسب إلى شقاوة: شقاوي، والتزموا الواو ولم يقلبوها همزة؛ لأنهم يفرّون عن الهمزة إلى الواو، فيقولون في النسب إلى كساء: كساوي، فإذا ظفروا بالواو فكيف يفرّون عنها.
ومن أخفاها فإنه ـ والله أعلم ـ جعل لها حكمًا بين حكمين؛
وذلك أن الميم إذا أظهرت، عملت الشفتان في لفظها، والخيشوم في غنتها.
فإذا لقيتها الباء ففيها مقاربة لها بعمل الشفتين فيها، كعملها في الباء، وفيها بُعد بخروج غنتها من الخيشوم، فإذا أخفاها
فقد أبطل عمل الشفتين فيها بما فيها من القرب، وأبقى عمل الخيشوم في غنتها لبعدها منها، فصار لها بذلك حكم بين حكمين، وصارت في ذلك كالنون، إذا لقيتها حروف اللسان لم تبعد منها كل البعد فتظهر، ولم تقرب كل القرب فتدغم. )ا.هـ
هل ظهر أن الإخفاء لابد معه إبطال عمل الشفتين ، والإطباق هو الذي معه عمل الشفتين (الملامسة) .