الإسرائيليات وأثرها على مفهوم عصمة الأنبياء والملائكة وجهود الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في دفعها

إنضم
06/11/2020
المشاركات
55
مستوى التفاعل
3
النقاط
8
الإقامة
مصر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه دراسة بعنوان: الإسرائيليات وأثرها على مفهوم عصمة الأنبياء والملائكة وجهود الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في دفعها، وينبني البحث على مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة، فأما المقدمة ففيها خطة البحث ومنهجي فيه، وأما التمهيد ففيه التعريف بمفهوم الإسرائيليات والعصمة وأقوال العلماء فيها، وأما المبحث الأول فهو بعنوان: أثر الإسرائيليات على مفهوم عصمة الأنبياء والملائكة، وأما المبحث الثاني: فهو بعنوان
جهود المفسرين في دفع الإسرائيليات المؤثرة على عصمة الأنبياء والملائكة، وأما المبحث الثالث: فهو بعنوان: جهود الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في دفع الإسرائيليات المؤثرة على عصمة الأنبياء والملائكة، وأما الخاتمة -نسال الله حسنها- ففيها أهم النتائج والتوصيات التي توصل لها البحث.
 

المرفقات

تنزيه الأنبياء عليهم السلام عن العصمة
 
وقال ابن تيمية رحمه الله: القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف حتى إنه قول أكثر أهل الكلام كما ذكر أبو الحسن الآمدي أن هذا قول أكثر الأشعرية، وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء، بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول، ولم ينقل عنهم ما يوافق القول وإنما نقل ذلك القول في العصر المتقدم عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين، وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ولا يقرون عليها، ولا يقولون إنها لا تقع بحال، و أول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك الرافضة؛ فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل، وينقلون ذلك إلى من يعتقدون إمامته، وقالوا بعصمة علي والاثني عشر ثم " الإسماعيلية " الذين كانوا ملوك القاهرة، و كانوا يزعمون أنهم خلفاء علويون فاطميون، وهم عند أهل العلم من ذرية عبيد الله القداح، كانوا هم وأتباعهم يقولون بمثل هذه العصمة لأئمتهم و نحوهم، مع كونهم كما قال فيهم أبو حامد الغزالي - في كتابه الذي صنفه في الرد عليهم - قال: ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض، وقد صنف « القاضي أبو يعلى » وصف مذاهبهم في كتبه وكذلك غير هؤلاء من علماء المسلمين، فهؤلاء وأمثالهم من الغلاة القائلين بالعصمة، وقد يكفرون من ينكر القول بها. مجموع الفتاوى(4/319-320)
 
و قال الإمام الذهبي: «وَقد يَقع مِنْهُم الذَّنب وَلَا يقرونَ عَلَيْهِ، وَلَا يقرونَ على خطأ وَلَا فسق أصلا فهم منزهون عَن كل مَا يقْدَح فِي نبوتهم، وَعَامة الْجُمْهُور الَّذين يجوزون عَلَيْهِم الصَّغَائِر يَقُولُونَ إِنَّهُم معصومون من الْإِقْرَار عَلَيْهَا.المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال (ص50).
 
قال أبو محمد بن حزم رحمه الله في الملل والنحل: " فذهبت طائفة إلى أن الرسل صلى الله عليهم وسلم يعصون الله في جميع الكبائر والصغائر عمدا، حاش الكذب في التبليغ فقط. وهذا قول الكرامية من المرجئة، وقول ابن الطيب الباقلاني من الأشعرية ومن تبعه، وهو قول اليهود والنصارى، وسمعت من يحكي عن بعض الكرامية أنهم يجوزون على الرسل الكذب في التبليغ. وأما هذا الباقلاني فإنا رأينا في كتاب صاحبه أبي جعفر السمناني قاضي الموصل أنه كان يقول: كل ذنب دق أوجل فإنه جائز على الرسل حاش الكذب في التبليغ فقط. قال: وجائز عليهم أن يكفروا. افصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم(4/2)
 
(قال أبو محمد) وهذا كله كفر مجرد وشرك محض وردة عن الإسلام قاطعة للولاية، مبيحة دم من دان بها وماله، موجبة للبراءة منه في الدنيا ويوم يقوم الإشهاد. الفصل في الملل والأهواء والنحل(4/2).
 
الإسرائيليات واثرها على مفهوم عصمة الأنبياء والملائكة وجهود الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في دفعها
الخاتمة وبها أهم النتائج التي توصل لها البحث:
أحمد الله تعالى الذي وفقني لإتمام هذا العمل، وأصلي وأسلم على خير أنبيائه وخاتم رسله سيدنا محمد  ، وأسأله جل وعلا التوفيق والسداد وحسن الخاتمة والستر في الدارين إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبعد هذه الرحلة الماتعة مع الشيخ الغماري وجهوده في دفع الإسرائيليات والذود عن حياض الأنبياء والمرسلين والملائكة المكرمين وإثبات عصمتهم أود بيان أن البحث توصل لجملة من النتائج منها:
- الإسرائيليات: جمع إسرائيلية نسبة إلى إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام، وهي القصة أو الحادثة التي تُرْوَى عن مصدر إسرائيلي.
- العصمة: لطفٌ من الله تعالى يحمل النبي على فعل الخير، ويزْجره عن الشر، مع بقاء الاختيار تحقيقًا للابتلاء.
- رغم أن بعض المفسرين أورد عدداً كبيراً من الإسرائيليات إلا أن الكثير منهم له جهود مشكورة ومبرورة في دفع الإسرائيليات والتصدي لها وبخاصة ما له علاقة بالأنبياء والملائكة كالعلامة الرازي وابن كثير والشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ أبو شهبة والشيخ الغماري.
- حرص العلامة الغماري على الدفاع عن الأنبياء والمرسلين والملائكة المكرمين والذود عن حياضهم، ودفع وتعقب بعض الإسرائيليات والموضوعات الواردة في حقهم والتي تطعن في عصمتهم وتغض من مقامهم.
- بني العلامة الغماري منهجه في دفع الإسرائيليات وتعقبها على أسس ودعائم واضحة من صيغ وقواعد وأدلة من القرآن والسنة وأقوال الثقات من علماء الأمة.
- الأقوال التي تستند إلى أحاديث ضعيفة وساقطة أو خرافات إسرائيلية أو تخالف السياق، وأقوال جماهير علماء الأمة، أو تغض من مقام النبوة لا يستند إليها ولا يعتمد عليها في تقرير الأقوال في التفسير وعلوم القرآن.
هذا وغيره من النتائج الكثير التي يلمسها من يطالع صفحات هذا البحث ويبحر في ثناياه.
 
عودة
أعلى