إنكار رؤية الله في الجنة

إنضم
16/03/2020
المشاركات
25
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
30
الإقامة
السعودية
انتقاد رؤية الله في الجنة

  1. الله تعالى يذكر "رؤية الله" ما يقارب عن 6 مرات:
﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ ٱنظُرْ إِلَى ٱلْجَبَلِ فَإِنِ ٱسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ سورة الأعراف (7:143)
﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ سورة البقرة (2:65)
﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ﴾ سورة النساء (4:153)
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ سورة القصص (28:38)
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ سورة غافر (40:37)
﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ سورة الفرقان (25:21)
في كل هذه الأمثلة هناك إمّا رد سلبي أو غياب الرد عن مسألة رؤية الله. لاحظ أن مسألة الرؤية بأكملها المتعلقة بالله يأخذ هذه الأجوبة، لا يوجد فارق بين المعنى الحقيقي والمجازي، رؤية الله في القرآن في كل سياق يأخذ إجابة سلبي أو عدم إجابة عن المسألة. لا يوجد أي آية يزيل إشكاليات قد تُنشأ التي تعطي مجال للناس أن يقولوا بأن هناك عدم رؤية. يعني مثلا، إشكالية استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه زالت في أول سياق تتكلم عن تحريم الاستغفار للمشركين حتى قبل ذكر القصة نفسه مثل ﴿سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي﴾ فلو كان فعلا هناك رؤية الله سواء أكانت حقيقي أم مجازي، لذُكر في القرآن في أحد السياقات وهناك احتياج لذلك


  1. لو كان هناك رؤية الله في الجنة، لكان ذكر ذلك في سياق آيات تتكلم عن تفاصيل الجنة أهم من ذكر تفاصيل أخرى مثلا في ﴿جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَٰرُ﴾ و ﴿يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ﴾ و ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ﴾ و ﴿وَأَنْهَٰرٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ﴾. فذكر رؤية الله أهم من ذكر هذه التفاصيل
أما نور الله فهو يُعتبر مجازي طبعا، مثل الهدى كما وردت في كثير السياقات


  1. ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ(143)﴾



﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾:

  1. قد يسأل موسى أن يرى ربه فقط للرد على بني إسرائيل (مثل: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَٰتِنَا﴾، فموسى يسأل ربه أن ينظر إليه الرجال الذي معه ليس فقط هو لنفسه)، وموسى يعرف أن رؤية الله مستحيل، لكنه يريد قومه أن يشهد أنه سأل السؤال
لن تراني يحمل دلالة بأن الله أيأس موسى عليه السلام من رؤيته، ولم يحدد متى يراه ومتى لم يراه (مثل الجنة).
لو رد أحد وقال بأن الله لم يقل "لم تروني" فنحن نرد ونقول بأن الله يخاطب المؤمنين حتى مع خطاب المفرد مثل ﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ﴾ ولم يقل "فلا تقولوا"، وهناك أمثلة كثيرة عن ذلك


  1. موسى قد يسأل أن يرى ربه مع عدم العلم بأن رؤية الله مستحيل، وربما أسئلة فرعون وقومه جعله يظن بأن الله يُرى. الرسل يتعلّمون العقيدة، والأخلاق، وغير ذلك في مراحل، مثل قصة الخضر مع موسى عليه السلام، وسؤال إبراهيم لربه ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَىٰ﴾ ومع أن إبراهيم يؤمن، هو يريد زيادة الاطمئنان القلبي، وقد استغفر لأبيه ثم تبرّأ منه عندما تبيّن له المسألة. والنبي (ص) يخطئ أيضا: ﴿لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾، ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ﴾ ونظير قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ﴾ (يوجد اختلاف في فهم هذه الآية بين السنيين والشيعة)

الآن نحن أجبنا عن سؤال السائل: "كيف لنبي أن يسأل الله الرؤيا من الجهل مع أن الأنبياء متمكنون في معرفة المسائل في العقيدة؟" مع النقطتين الذي ذكرناها، قد يسال من الجهل، أو يسأل للرد على بني إسرائيل

﴿قَالَ لَنْ تَرَانِي﴾:
الدلالة الظاهرة هنا أن الله أيأس موسى عليه السلام من رؤيته في الدنيا والآخرة، لكن هناك مجال للرد على ذلك لأن السياق تتكلم عن مسألة متعلقة بالدنيا، مثل الجبل...

﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾:
الله لم يرفض قوله ثم ينتهي الكلام، بل يستمر الكلام معه، ويستعمل أسلوب لطيفة في القول ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ﴾، هذه الأسلوب ألطف من انتهاء الكلام بعد ﴿لَنْ تَرَانِي﴾، وربما الكلام المذكور في الآية: ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾ تُعتبر كلام أفضل وألطف من ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾
وأيضا، كأن الله يقول بأن لو استقر الجبل فسوف تراني، وإن لم تستقر الجبل لن تراني أبدا. فلا يقول قائل بأن الشرط في الآية يعطي مجال لأن نقول بأن رؤية الله يجوز للإنسان، لأننا نعرف بأن مكان الجبل لم تستقر.



﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾:
ولا يقول قائل بأن التجلي هنا بمعنى نور الله الذي يدمّر الجبل كأنما اعتُبر نور الله مثل النار الحارقة المادّية حاش لله، إنما نور الله في القرآن قد يُعتبر معنى قريب من الهدى مثل:﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ﴾. التجلي هو الظهور، والظهور لا يلزم الرؤيا، قد يظهر الشمس لرجل أعمى ويعرف الأعمى أن الشمس ظهر من حرارته عندما يخرج من بيته في النهار. ونظير قوله تعالى:
﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: 21]
إذن، هنا قد يعتبر ظهور الله مثل ظهور آية، أو شيء قريب من ذلك. ربما نعتبر تجلي ربنا شيء نسبي، كلما جاءت آية كلما تجلى ربنا أكثر للخلق الذي شهد الآية

أما باقي الكلام مثل ﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ فيكون ناظرة بمعنى الانتظار مثل ﴿فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾، و ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ لا يدل على أي رؤية لأن الله صرّح بالرؤيا في الآيات الست الذي ذكرته في أول الكلام، وهذه المسألة بالذات يحتاج إلى التصريح.
وأقوى حجّة عندي ضد زعم رؤية الله في الجنة هو الحجة الثانية: عدم ذكر رؤية الله في الجنة مع أنه ذكر تفاصيل أقل أهمّية وقد تُعتبر أقل ثواب من رؤية الله في الجنة.
 
أعتذر أخي إن قلت لك هذه أول مشاركة لك في الملتقى وقد زللت فيها أعظم الزلل وجانبت الصواب أعظم المجانبة، فكيف بما سيأتي من مشاركاتك.
والله المستعان.
العقيدة الاعتزالية واضحة جدا في كلامك من ألفه إلى يائه، أراك متأثرا إلى النخاع بعقيدة وتفسير الزمخشري لآية الأعراف.
ولا أريد أن أدخل معك في نقاش قد يكون عقيما، ولكن فقط أريد أن أسألك:
اترك تلك الفلسفة الاعتزالية المقيتة وذلك التفسير الاعتزالي وقل لي رأيك -تبعا للحق لا لهواك- ما تقول في قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته"-متفق عليه-
وقوله:" إنكم سترون ربكم عِياناً " .
وقوله عليه السلام -في حديث طويل صحيح-:"فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي هذا محل كرامتي فسلوني...".
أجبني بوضوح ودون فلسفة اعتزالية كما أسلفت.
وأرجو ألا تكون معتزليا ولا إباضيا.
وسؤال آخر: هل ستنزعج إن دعا عليك أحدهم قائلا: حرمك الله من رؤيته يوم القيامة.
أنا لا أدعو عليك أخي وإنما مجرد سؤال: ما ردة فعلك إن دعي عليك بمثل هذا الدعاء؟
 
أنا أعرف أن هناك أحاديث في هذا الشأن، لكنها للأسف لا تجيب عن الأسئلة التي هي أهم مثل أهمّية ذكر رؤية الله في القرآن بدلا من ذكر تفاصيل صحاف من ذهب وفرش بطائنها من إستبرق
ثانيا، أنا أؤمن بمعظم آراء أهل السنة، مثل الخروج من النار للمسلمين الذين يفعلون الكبائر وأستطيع أن أثبت هذه المسألة بالقرآن نفسه، نقدا قويّا جدا، وقد نظرت إلى حجج الزمخشري الضعيفة في تفسير آيات:﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ(106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ(107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾
طبعا هذه مسألة جانبية لكن الاستثناء في الآيتين متعلّقة بنقص الخلود للذين فعلوا الكبائر وكانوا مسلمين كما قال الشعراوي وهذا ما أؤمن به وأرى بأنه أقوى وجه في تفسير الاستثناء في الآيتين.
ثالثا: أنا لست قرآني. إنكار الأحاديث الذي صُحح يكون فقط بدليل، مثل عدم الاستمرار في منهج تفسير القرآن. أظن أننا نتفق بأن عندما القرآن يتكلم عن أي موضوع بتفاصيل ويكرّره، أن الله سيذكر أهم المعلومات في الموضوع، وليس العكس. فنحن نعلم أن مسألة رؤية الله أهم من ذكر الأنهار و ﴿عسل مصفّى﴾، ومن هنا يأتي إنكار الأحاديث في شأن رؤية الله على الأقل بالمعنى الحقيقي.


أما السؤال الأخير، فأجيب وأقول بأنني سأنزعج ليس من مسألة تحريم الرؤية لأنني أؤمن بأنه مستحيل، لكن الانزعاج يكون لأن القول "حرمك الله من رؤيته يوم القيامة" يحمل دلالة تحريم النعمة عليّ، كأن الرؤية الله يجوز، وكأنني عوقبت بسبب التعمّق في مسألة في العقيدة من ناحية علمية، ونحو ذلك
أنا أحترمك وسترى إن شاء الله بأن أسلوبي في الحوار ستكون لطيفة، أنا لا أهاجم ولا أدخل في التكفير ولست صاحب أي طائفة أو مذهب أو فرقة، كلنا من المسلمين نسعى في البحث عن الحقيقة.
 
النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله في الدنيا بنص كتاب الله :
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ (9) فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18) .

فالرؤية كانت على وجه الحقيقة وليست مجازية ،ونحن نعلم أن جبريل لم يستطع أن يتقدم مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى فمن هو الذي نزل نزلة أخرى غير النزلة الأولى في الغار ؟؟
لأن جبريل عليه السلام رافق النبي صلى الله عليه وسلم في السموات يستفتح أبوابها باباً باباً حتى وصل سدرة المنتهى فواصل صلى الله عليه وسلم بمفرده حتى رأى ربه النزلة الثانية ، والله هو صاحب الإستواء سبحانه وهو شديد القوى جل في علاه ، ومن ينكر أنه يستطيع أن يتيح ذاته العلية للرؤية بمشيئته أنكر بذلك إطلاق قدرته ومشيئته.
فنحن أمام نص جرى تأويله على غير وجهه الواضح البين لمجرد أن العقول لا تستوعب ذلك لقصورها وإلا فالنص من أوضح الواضحات بضمائره وسياقه كاملا يتحدث عن الله تبارك وتعالى ونبيه الكريم .
[عن أنس بن مالك:] عن ليلةِ أُسرِي بالنَّبيِّ – ﷺ -، من مسجدِ الكعبةِ، الحديثُ بطولِه. وقال: حتّى انتهيتُ – إلى قولِه – كلُّ سماءٍ فيها الأنبياءُ – قد سمّاهم أنسٌ -، فوعيْتُ منهم إدريسَ في الثّانيةِ، وهارونَ في الرّابعةِ وآخرَ في الخامسةِ لم أحفِظِ اسمَه، وإبراهيمَ في السّادسةِ، وموسى في السّابعةِ، بفضلِ كلامِ اللهِ، فقال موسى: ربِّ لم أظُنَّ أن يُرفَعَ عليَّ فيه أحدٌ، ثمَّ علا به فوق ذلك، بما لا يعلمُه إلّا اللهُ، حتّى جاء سِدرةَ المنتهى، ودنا الجبّارُ ربُّ العزَّةِ فتدلّى حتّى كان منه قاب قوسَيْن أو أدنى، فأوحى إلى عبدِه ما شاء، فأوحى إليه فيما أوحى خمسين صلاةً على أمَّتِه كلَّ يومٍ وليلةً، ثمَّ هبط، ثمَّ هبط، ثمَّ بلغ موسى
ابن خزيمة (٣١١ هـ)، التوحيد ٣٣٩/١ • [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح] • أخرجه البخاري (٧٥١٧)، ومسلم (١٦٢)، وابن خزيمة في «التوحيد» (١/٣٣٨) واللفظ له.

وغيره كثير من الأحاديث المتوافقة مع النص القرآني وأما تناقض منها مع كتاب الله فلا شك بأن الأولى تجاهلها والالتزام مع ما اتفق.
كوننا اليوم كبشر لا نتصور ولا نقدر تخيل الامر فإن ذلك لا يسوغ انكار الرؤية فالأمر خارج حدود المعقول اصلا والله أعلم
 
أولا: الآيات في سورة النجم تتكلم عن جبريل وهذا ما ذكره كثير من أهل السنة مثل الزاري:
﴿عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾
"...والأوْلى أنْ يُقالَ الضَّمِيرُ عائِدٌ إلى مُحَمَّدٍ ﷺ تَقْدِيرُهُ عَلَّمَ مُحَمَّدًا شَدِيدُ القُوى جِبْرِيلُ"

﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾
"أحَدُهُما: أوْحى إلى مُحَمَّدٍ ﷺ ما أوْحاهُ إلى جِبْرِيلَ أيْ كَلَّمَهُ اللَّهُ أنَّهُ وحْيٌ أوْ خَلَقَ فِيهِ عِلْمًا ضَرُورِيًّا"

﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾
"والقَوْلُ الثّانِي: أنَّهُ عائِدٌ إلى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أيْ رَأى جِبْرِيلَ نَزْلَةً أُخْرى"

ثانيا: الإتيان بالأحاديث في هذا الشأن لا يأتي بإجابة عن السؤال الأهم وهو:
لماذا لم يذكر رؤية الله في القرآن بطريقة صريحة لأن رؤية الله أهم من تفاصيل الفواكه في الجنّة؟ مازال لم أجد أي إجابة مباشرة، تتكلم عن السؤال نفسه، بل جاء الكثير يقولون الحديث صحيح ونحو ذلك وقد تكلّمت على إنكار الأحاديث في هذا الموضوع من قبل ولم أجد إجابة عنه أيضا:
"إنكار الأحاديث الذي صُحح يكون فقط بدليل، مثل عدم الاستمرار في منهج تفسير القرآن. أظن أننا نتفق بأن عندما القرآن يتكلم عن أي موضوع بتفاصيل ويكرّره، أن الله سيذكر أهم المعلومات في الموضوع، وليس العكس. فنحن نعلم أن مسألة رؤية الله أهم من ذكر الأنهار و ﴿عسل مصفّى﴾، ومن هنا يأتي إنكار الأحاديث في شأن رؤية الله"
فعندما أحد يجيب، عليه أن يجيب عن السؤال نفسه، ولا يدخل في موضوع جانبي. هذه الأحاديث الذي صحح لا تأتي بأي إجابة عن السؤالين المهمّين. السؤال يتعلّق بمسألة في القرآن، ولا يسأل عما قيل خارجه: لماذا عدم ذكر الشيء الذي هو أهم من الشيء الذي هو أقل أهميّة في الجنّة؟
 
اللهم ارزقنا لذة النظر الى وجهك الكريم واحرم احمد علي الصريه على انكاره رؤيته
 
السلام عليكم،
الآيات :
قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ
ٱنظُرْ إِلَى ٱلْجَبَلِ

تعنى الرؤية : أى يا ربى دعنى أراك،
لن ترانى ولكن أنظر الى الجبل.

نظر والحرف إلى : تعنى الرؤية.

ناظرة بم يرجع المرسلون :
نظر وبم : تعنى الإنتظار

كأن نقول فى العامية : أمّا نشوف، أو حنشوف حيحصل شنو. (تعنى الإنتظار).
والعبارة : شوف ده : تعنى أنظر الى هذا الشئ.

إذا الآية : إلى ربها ناظرة تعنى رؤية الله تعالى،
وإلا ماذا ينتظر المؤمنون فى الجنة من الله تعالى؟؟
إذا كان كل النعيم والخير متوفر حولهم ؟
 
أولا: النظر إلى الشيء هو الرؤية صحيح، في كثير السياقات في القرآن. لكن هناك مثال النظر إلى الشيء بمعنى مجازي ، وهو:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
قال الرازي:
فالمُرادُ أنَّهُ لا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ بِالإحْسانِ، يُقالُ: فُلانٌ لا يَنْظُرُ إلى فُلانٍ، والمُرادُ بِهِ نَفْيُ الِاعْتِدادِ بِهِ وتَرْكُ الإحْسانِ إلَيْهِ، والسَّبَبُ لِهَذا المَجازِ أنَّ مَنِ اعْتَدَّ بِالإنْسانِ التَفَتَ إلَيْهِ، وأعادَ نَظَرَهُ إلَيْهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرى، فَلِهَذا السَّبَبِ صارَ نَظَرُ اللَّهِ عِبارَةً عَنِ الِاعْتِدادِ والإحْسانِ

ثانيا: "إلى" و "ناظرة" لا يلزمان الرؤيا، وقد أتى الزمخشري بالرد على ذلك. انظر إلى الآية:
﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾

قال الرازي:
لا يُقالُ: النَّظَرُ المَقْرُونُ بِحَرْفِ ”إلى“ غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ في مَعْنى الِانْتِظارِ، ولِأنَّ الِانْتِظارَ غَمٌّ وألَمٌ، وهو لا يَلِيقُ بِأهْلِ السَّعادَةِ يَوْمَ القِيامَةِ، لِأنّا نَقُولُ: الجَوابُ عَنِ الأوَّلِ مِن وجْهَيْنِ:
الأوَّلُ: النَّظَرُ المَقْرُونُ بِحَرْفِ ”إلى“ قَدْ يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنى الِانْتِظارِ والتَّوَقُّعِ، والدَّلِيلُ عَلَيْهِ أنَّهُ يُقالُ: أنا إلى فُلانٍ ناظِرٌ ما يَصْنَعُ بِي، والمُرادُ مِنهُ التَّوَقُّعُ والرَّجاءُ

طبعا، الرازي يؤمن برؤية الله. لكن هنا يأتي السؤال: هل الانتظار غمّ وألم؟
أجاب الرازي:
وأمّا السُّؤالُ الثّانِي: وهو أنَّ الِانْتِظارَ غَمٌّ وألَمٌ، فَجَوابُهُ أنَّ المُنْتَظِرَ إذا كانَ فِيما يَنْتَظِرُهُ عَلى يَقِينٍ مِنَ الوُصُولِ إلَيْهِ، فَإنَّهُ يَكُونُ في أعْظَمِ اللَّذّاتِ

أيضا السؤال: ماذا ينتظر المؤمنون في الجنة من الله تعالى إذا كان كل النعيم والخير متوفر حولهم؟
قد نقول بأن الآيات تتكلّم عن بداية يوم القيامة، قبل الدخول إلى الجنّة. هناك أحداث تحدث يوم القيامة قبل الدخول إلى الجنّة للمؤمنين، وقبل العذاب للكفار وسيأتي الأمثلة. سياق الآيات قبل ﴿إلى ربها ناظرة﴾ تتكلّم عن الآخرة، وقد يكون الكلام عن الآخرة عن أحداث تحصل قبل الدخول إلى المأوى. دلالات الآيات الآتية قريبة من بعض:
﴿كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ(20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ(21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ(24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ﴾
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ(38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ(39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ(40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ﴾
﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ﴾

هنا أمثلة عن أحداث قبل الدخول إلى الجنّة والنّار:
﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ(106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ(68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ(70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ(71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ(72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾
﴿يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ(13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾
﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ(19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ(20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ(21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾

إذن، المؤمنون ينتظرون الثواب بسعادة قبل الدخول إلى الجنّة يوم القيامة، يوم ينقلبون إلى أهاليهم بسرور ويستبشرون.
 
شكرا على الرد المستفيض،
ما رأيك فى رؤية الله تعالى فى المنام؟ هل تنكرها أيضا؟
وإذا كان الله تعالى يظهر لعباده فى الرؤى المنامية وأعرف أشخاصا أثق بهم تماما رأوه فى المنام وكتب تفسير الأحلام لإبن سيرين وغيرهم تقرّ بتلك الرؤى وتفسرها،
فإذا كان الله تعالى يظهر فى المنام ألا يظهر لعباده الصالحين والمقرّبين فى الجنة؟!
 
يكون الإيمان برؤية الله في المنام في الدنيا أبعد بكثير عن الإيمان بالرؤية في الجنّة. لأن كل شيء نراه في أحلامنا أشياء مادّية، والله تعالى لا يعتبر مادة وليس له أي لون ولا شكل ولا يأخذ مساحة ولا يعيش في أي بعد سواء أكان البعد الثالث أو ما بعد ذلك. فالذي زعم بأنه رأى الله تعالى ربما ظن ذلك لكن من المستحيل.
الله تعالى كان ولم يكن شيء، يعني قبل خلق أي شيء، الله كان موجود، بدون أي مكان. عندما بدأ خلق السماوات والأرض بدأ ظهور الأشياء المادّية التي تُرى ولها ألوان ومساحات وكبر وصغر، وتحرّك والتغيير هذا كله من العالم المادّي. طبعا ربما زعم رؤية الله تعالى في الجنّة يأتي من خيال تجسيمي لله، يعني مثلا للأسف ظنّ بعض الناس أن الاستواء على العرش يعني الله تعالى يجلس على عرش نعوذ بالله. العرش مخلوق، وهذه مسألة جانبية لكن الكثير وقعوا في التسجيم، بل حتى بعض التفاسير مثل "التفسير الميسر إعداد نخبة من العلماء" (المملكة العربية السعودية) قالوا بأن معنى الاستواء على العرش "علا وارتفع"، لكن هذا مستحيل لأن الارتفاع تغيير، والتغيير يأتي من الاحتياج فقط لا مع الخالق الغني الذي لا يحتاج. لو أراد أحد أن يقرأ تفسيرا مثل تفسير الرازي في مسالة الاستواء. لكنني لست متعجّبا من الأعداد الهائلة من الزعماء الذين يظنون بأنهم رأوا الله، ربما تخيّلوا شكل ضوء الذين ظنوا بأنها نور الله (نور الله ليس مادّي ولا يفهم بالمعنى الحقيقي، نور الله قد يعتبر هدى) وتخيّلوا عرش كبير جدا كما يُروى وتخيلوا أحد جالس عليه، ثم جاء تلك الشخص الخيالي في أحلامهم ثم ظنوا بأنه الله.
طبعا، على حسب عقيدة أي أحد قد يزعم بأنه رأى الله في أحلامه، وهذا يأتي من بعض المسلمين للأسف، والمسحيين، والمؤمنين بديانات أخرى فهذا ليس شيء بعيد. أيضا، كثير ما يُعرف بالوهابيين والسلفيين دخلوا في التجسيم في صفات الله، وهذه المذاهب منتشرة حول العالم، فهذا كله يجعلنا نعرف بأن كثرة الأقوال في رؤية الله في المنام سيأتي.
 
لا يمكنك إنكار تلك الرؤى للمئات من البشر ومنذ قرون عديدة لأنك لا تقتنع بها،
الشيطان لا يمكن أن يتمثل فى الله سبحانه وتعالى ولا فى الأنبياء،
من رأى ذلك النور فى المنام وعرف فى المنام أنه الله تعالى تقول الآيات:
الله نور السماوات والأرض، وأشرقت الأرض بنور ربها،
من رأى الله سبحانه وتعالى فى المنام يحكى أن الرؤية كانت فى جزء من الثانية ولو إمتدت الرؤية لثانية واحدة فقط لإحترق فى فراشه أو مات فى الحال مما شعر به من سرعة دقات قلبه وتسارع أنفاسه وإستيقاظه وهو على حالة من الجزع والرهبة مما لا يستطيع وصفه.
فلما تجلّى ربّه للجبل جعله دكا.
فما بال الإنسان الضعيف؟!
 
القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المعراج مؤيد باقوال كبار الصحابة كأنس وابن عمر وابن عباس وابا هريرة رضي الله عنهم أجمعين ولكن ما هو أقوى من ذلك سياق تلك الآيات الواضح البين ولنتتبع السياق المتصل ونربط المفردات بمواضعها في كتاب الله ونرى :


عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ : معلومٌ ان الله جل وعلا هو من يعلم نبيه صلى الله عليه وسلم وليس جبريل ولذلك شواهد عديدة في كتاب الله تدل أن المعلم هو الله سبحانه وتعالى ابتدأ تعليم خلقه من آدم فقال : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ) ، وهو سبحانه من علم داود فقال (وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ )وهو من يعلم الخلق شريعتهم (وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ) فلم يعزو ذلك لجبريل أو غيره من الملائكة أو للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو سبحانه وتعالى من علم عيسى عليه السلام فيقول : (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) ويقول أيضاً في خطابه لعيسى عليه السلام (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) .
وقد اشار الله لهذا الموضع صراحة فقال تعالى (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) وكذلك اشار أن التعليم من اختصاص الله جل وعلا عندما اخبرنا عن يوسف عليه السلام فقال (وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) الى آخر ما هنالك من الآيات الدالة على تعليم الله جلا وعلا لخلقه وبالتالي فالضمير أولا في قوله (علمه شديد القوى) يشيرإلى الله جل وعلا فهو سبحانه شديد القوى وشديد المحال وشديد العقاب وبطشه شديد ، فكل ما تلى تلك الآية مرتبطه بهذا الموضع والضمير لا يحمل على البعيد ويترك القريب.

ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ
: فالله جل وعلا هو المستوي وليس سواه

وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ : واسم الاشارة دالٌّ على المشار إليه في السياق وهو الله جل في علاه.
ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ
فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ

فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ : هل النبي صلى الله عليه وسلم عبد لجبريل أم عبد لله ؟ فالضمير هنا دال على من استمر السياق في الحديث بشانه وهو الله جل وعلا.

مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ


وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ : وذات الضمير يشير لذات الله جل وعلا فأسمى حالة الرؤية (نزلة أخرى) أي أن الله تنزل من علياءه ليراه نبيه عند سدرة المنتهى في حين أن جبريل صعد معه من الارض فلا يصح ان تسمى رؤيته نزلة ثم انه رأى صلى الله عليه وسلم جبريل قبل سدرة المنتهى ومن أول ما استفتح له أبواب السموات الثانية فالثالثة فالرابعة وهكذا ، ثم عجز جبريل أن يتجاوز إلى سدرة المنتهى وترك النبي صلى الله عليه وسلم وحده يمضي حتى (نزل الله اليه) نزلة أخرى.


عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ
عنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ

إن خيالنا البشري القاصر لا يستوعب إلا الماديات ويحاول أن يتصور ما رآه النبي فيرفض خياله ثم يرفض معه الخبر القرآني ونحن نقول لا تخضع لخيالك أمراً عظيما كهذا فهو مخصوص لنبي الله صلى الله عليه وسلم تكرمة من الله له بكيفية لا يعلمها إلا الله فلا يصح أن نقارنه بموسى عليه السلام ولا يصح أن نخضع تلك الوقائع للعالم المادي الذي نحن فيه ، وهذا الشطط هو من انحرف بالمعتزلة وغيرهم من الفرق فأنكروا الرؤية وعبثوا في صفات الله ، وهذا الشطط هو أيضاً من انحرف بالمجسمة فنسبوا لله الساق وكيفوا صفاته بما يوافق خيالاتهم القاصرة ، فالتسليم هنا هو ثابت راسخ من ثوابت الايمان والله تعالى أعلم.
 
عدنان، لا تصادر على الرأي الآخر الشهير في الآيات، خصوصا عندما يكون رأي عائشة المروي في الصحيحين!
الآيات عن جبريل شديد القوى.. بل والسياق في السورة عن الملائكة!

الأدلة:
- "قلت لعائشة رضي الله عنها: فأين قوله {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} قالت: «ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل، وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته فسد الأفق»"
(صحيح البخاري) (4/ 115)

- "عن أبي ذر، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل رأيت ربك؟ قال: «نور أنى أراه»"
(صحيح مسلم) (1/ 161)

- "على ما ذكرناه يكون قوله: ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) معناه: فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما أوحى. أو: فأوحى الله إلى عبده محمد ما أوحى بواسطة جبريل، وكلا المعنيين صحيح"
(تفسير ابن كثير)

- آيات أخرى في السورة عن الملائكة:
"ألكم الذكر وله الأنثى (21)"
القرطبي: " ردا عليهم قولهم: الملائكة بنات الله، والأصنام بنات الله"
"وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى (26) إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى (27)"
فناسب أن تكون السورة التي تمدح قوة جبريل تنفي أيضا عن الملائكة صفة الأنثوية المرتبطة بالضعف.

فلا يجب أن يكون ردنا على انحراف الصريه - منكر الرؤية في الجنة (وهي ثابتة) - بنشر رأي تفسيري خاطئ مرجوح!
ولا يحق لك أيضا وصف القائلين بصفة الساق أنهم مجسمة! فمشاهير العلماء يثبتون لله صفة الساق وصفة القدم. وكأنك لا تعرف أمثال ابن باز!!
 
للأسف البعض ظن بأن الساق والقدم من صفات الله، لكن التفاسير الأحسن فيها تأتي من مفسرين مثل الرازي (ولو أردت الحوار في صفات الله قد نفعل ذلك، وترجيح معاني المجاز في تلك الآيات). طبعا ابن باز ينتمي إلى عقيدة على الأقل قريبة من السلفية، وقد ذكرت بأن السلفية هم أقرب للتجسيم، أما ابن تيمية فقد يقول قائل بأنه قد وقع فيها، أو على الأقل كان قريبا جدا منه. طبعا أنا لست صاحب تكفير، أرى بأن معظم الآراء التي تقرب إلى التجسيم آراء لا يؤثّر على تكليف المرء، لأن التكليف يأتي فقط عند المرء الذي يؤيّد رأيا خطأ بعد العلم بأنه خطأ، لكن معظم الناس يؤمنون بعقيدتهم بسبب التقليد ونحو ذلك. إذن، عندي تسمية أي شخص بأنه قريب من التجسيم لا تعتبر صعبة لأنني لم أدخل في التكفير، بل تلك الأشخاص يدخلون الجنّة لو كانوا مخلصين في بحثهم حتى وإن وصلوا إلى آراء ما نعتبره قريبة أو واقعة في التجسيم. الكلام في التكليف قد تأتي لاحقا، لو أحد أراد التفاصيل في ذلك، وقد ذكرت ذلك لأنني أريد أن أبرّئ نفسي من التكفير الذي وقع فيه كثير من المعتزلة وحتى بعض ما يسمى بأهل السنة، مثل بعض الذين ظنّوا بأن "التقليد في العقيدة باطل" كأن المقلّد مكلَّف، ونحو ذلك.
أما القول في ﴿تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ﴾ فقد تكلمت عليه في الموضوع نفسه. أما القول بأن الشيطان لا يستطيع أن يأخذ شكل الله أو الأنبياء فهو قول صحيح، لكن كيف تعرف لو الشخص الذي تراه في منامك فعلا هو نبي؟ ربما تظن بأنه نبي لكنك ليس لديك دليل ربما لا يكون نبي أصلا، وهذا الكلام ينطبق على زعم رؤية الله، هو يظن بأنه رأى الله لأنه يظن بأن الله يعيش في عالم المادة، وقد أتيت بأمثلة أصحاب الديانات الأخرى عندما يرون أحد في منامهم قد يزعمون بأنهم رأوا شخص كذا، وقد يختلف حتى لون الشخص الذي يزعمون بأنهم رأوه من أبيض إلى أسود على حسب ما يفضّله المرء الذي يحلم.
وقول مئات البشر لا يرجّح على مسألة تفسيرية أكبر، وهو عدم ذكر الرؤية في سياقات آيات الجنّة مع أن تفاصيل أقل أهمّية تذكر.
أما القول بأن الآيات في سورة النجم تتكلم عن رؤية الله فقد انتقده "محمد سلامة المصري" هنا بطريقة جيدة (لكنني سأزيد في الانتقاد فيما بعد). أيضا، إذا رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ربه فلماذا قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ ولم يقل "لقد رأى ربّه" بتصريح في أي مكان في هذا السياق؟ المسألة كما قلت، أنا أتيت بستّة آيات تصرّح برؤية الله، أو الاطّلاع إليه، والرّد إما سلبي أو عدم الإجابة عن جواز الرؤية. عندما ترى بعض الناس يحاولون أن يستعملوا آيات متشابهة مثل آيات سورة النجم لإثبات رؤية الله، هذا يشير إلى محاولات يائسة بالذات عندما يكون سياق آيات سورة النجم قد يؤيّد الرأي الآخر. ومازال السؤال عن عدم ذكر الرؤية في سياق آيات ثواب الجنّة لم تجب.
انتقاد مقارنة بعض الآيات الذي استعمل لإثبات رؤية الله في سورة النجم:
﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾
﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾
﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾
﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ﴾
سياق كل الآيات الذي ذُكر يجعله من المستحيل أن يزعم زاعم بأن الضمير في ﴿وَيُعَلِّمُهُ﴾ و ﴿عَلَّمْتُكَ﴾ و ﴿وَعَلَّمَكَ﴾ و ﴿وَيُعَلِّمُكَ﴾ يعني غير الله. لا أحد ينكر بأن الله يعلّم خلقه، لكن لا يوجد أي دليل قوي على ترجيح القول بأن الله هو المقصود من الضمائر المذكورة في سياق الآيات في سورة النجم. إذن كل الآيات الذي استعمل للمقارنة مقارنة باطلة.

كلام في الآيات في سورة النجم
أولا: الاستواء صفة ليست مخصصة لله تعالى كما زُعِم:
﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى﴾
﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ﴾
﴿وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ﴾

ثانيا:
﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾
"هل النبي عبد لجبريل أم عبد الله؟"
قال الرازي:
أوْحى إلى مُحَمَّدٍ ﷺ ما أوْحاهُ إلى جِبْرِيلَ أيْ كَلَّمَهُ اللَّهُ أنَّهُ وحْيٌ أوْ خَلَقَ فِيهِ عِلْمًا ضَرُورِيًّا
ثانِيهِما: أوْحى إلى جِبْرِيلَ ما أوْحى إلى مُحَمَّدٍ دَلِيلَهُ الَّذِي بِهِ يُعْرَفُ أنَّهُ وحْيٌ، فَعَلى هَذا يُمْكِنُ أنْ يُقالَ ما مَصْدَرِيَّةٌ تَقْدِيرُهُ فَأوْحى إلى مُحَمَّدٍ ﷺ الإيحاءَ أيِ العِلْمَ بِالإيحاءِ، لِيُفَرِّقَ بَيْنَ المَلَكِ والجِنِّ
 
اخي الكريم أحمد:
التشكيك في مسألة رؤية الله في الاخرة بمجرد أنها لم تذكر في القرآن مع أنها ثبتت في السنة يلزمك أن تشكك وتنكر كل مسألة وردت في السنة ولم ترد في القرآن، فالسنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع وعندما يرد فيها قضية ثابتة بدليل صحيح فإنها ثابتة بنفسها لا تحتاج الى إثبات آخر فيجب التصديق والإيمان بها وهذا مالا يجهله مسلم! فيجب الحذر من الانزلاق في مثل تلك المزالق العسيرة من الانتقائية، والتعسف في تفسير النصوص ... اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه..
 
أحسنت أختي هدى.
حجتك الواهية أخي أحمد لإنكار الرؤية هي عدم ورودها في القرٍآن الكريم بنص واضح الدلالة، وأقصد بالنص هنا المعنى العام لا الخاص وإلا فالنص هو ما كان قطعي الدللالة لا يحتاج إلى تأويل.
اعلم أخي أن الله تعالى أنزل على نبيه وحيين: متلو وهو القرآن الكريم وغير متلو وهو السنة، كما قال ابن عطية رحمه الله تعالى:" كان جبريل ينزل بالقرآن والسنة تفسر ذلك" أو كما قال، وهو مذكور في جامع بيان العلم وفضله.
وهذا مصداق قوله جل وعلا:"وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" فكثير من السلف فسروا الحكمة هنا بالسنة.
ولا يمكن الاكتفاء بالقرآن وحده، بل لا بد من السنة، فهي إما أن تكون مؤكدة له أو مفسرة له أو مبينة لمجمله أو مقيدة لمطلقه أو مخصصة لعامه أو زائدة عليه حتى أن العلماء قالوا: إن السنة قاضية على القرآن. -وإن كانت هذه العبارة تحتاج إلى بيان فلا تتردد أخي-.

وقد أمرنا الله تعالى عند النزاع بالرد لكتابه وسنة نبيه كما قال تعالى:"فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا.".
فنحن وإياك في نزاع حول مسألة الرؤية فالواجب علينا الرد لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبما أنك لا تعتقد ورود الرؤية في القرآن الكريم فبيننا وبينك سنة خير الأنام عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.
قد ذكرت لك آنفا بعض الأحاديث في ذلك ولم تقف عليها كما ينبغي، وأضيف لك تفسيرا ليس مني أو من عالم من العلماء بل بمن كان ينزل عليه القرآن ، وهو أعلم بمراد الله من غيره، يقول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:"لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ": " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ " قال : " فيرفع الحجاب فينظرون إلى وجه الله فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم " ثم تلا ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) رواه مسلم.
ففسر (الزيادة) بالرؤية التي تنكرها أنت.

وأسالك: بما أنك لا تعتقد الشيء إلا إذا ذكر صراحة في القرآن الكريم فكيف تصلي الظهر أربعا والمغرب ثلاثا...بالصفة المعلومة، مع أنه ليس لذلك ذكر في القرآن الكريم.
أرجو الإجابة بدون حيدة وبدون إسهاب في ما لا طائل تحته.
والله المستعان.
 
القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المعراج مؤيد باقوال كبار الصحابة كأنس وابن عمر وابن عباس وابا هريرة رضي الله عنهم أجمعين ولكن ما هو أقوى من ذلك سياق تلك الآيات الواضح البين ولنتتبع السياق المتصل ونربط المفردات بمواضعها في كتاب الله ونرى :


عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ : معلومٌ ان الله جل وعلا هو من يعلم نبيه صلى الله عليه وسلم وليس جبريل ولذلك شواهد عديدة في كتاب الله تدل أن المعلم هو الله سبحانه وتعالى ابتدأ تعليم خلقه من آدم فقال : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ) ، وهو سبحانه من علم داود فقال (وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ )وهو من يعلم الخلق شريعتهم (وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ) فلم يعزو ذلك لجبريل أو غيره من الملائكة أو للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو سبحانه وتعالى من علم عيسى عليه السلام فيقول : (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) ويقول أيضاً في خطابه لعيسى عليه السلام (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) .
وقد اشار الله لهذا الموضع صراحة فقال تعالى (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) وكذلك اشار أن التعليم من اختصاص الله جل وعلا عندما اخبرنا عن يوسف عليه السلام فقال (وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ) الى آخر ما هنالك من الآيات الدالة على تعليم الله جلا وعلا لخلقه وبالتالي فالضمير أولا في قوله (علمه شديد القوى) يشيرإلى الله جل وعلا فهو سبحانه شديد القوى وشديد المحال وشديد العقاب وبطشه شديد ، فكل ما تلى تلك الآية مرتبطه بهذا الموضع والضمير لا يحمل على البعيد ويترك القريب.

ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ
: فالله جل وعلا هو المستوي وليس سواه

وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ : واسم الاشارة دالٌّ على المشار إليه في السياق وهو الله جل في علاه.
ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ
فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ

فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ : هل النبي صلى الله عليه وسلم عبد لجبريل أم عبد لله ؟ فالضمير هنا دال على من استمر السياق في الحديث بشانه وهو الله جل وعلا.

مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ


وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ : وذات الضمير يشير لذات الله جل وعلا فأسمى حالة الرؤية (نزلة أخرى) أي أن الله تنزل من علياءه ليراه نبيه عند سدرة المنتهى في حين أن جبريل صعد معه من الارض فلا يصح ان تسمى رؤيته نزلة ثم انه رأى صلى الله عليه وسلم جبريل قبل سدرة المنتهى ومن أول ما استفتح له أبواب السموات الثانية فالثالثة فالرابعة وهكذا ، ثم عجز جبريل أن يتجاوز إلى سدرة المنتهى وترك النبي صلى الله عليه وسلم وحده يمضي حتى (نزل الله اليه) نزلة أخرى.


عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ
عنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ

إن خيالنا البشري القاصر لا يستوعب إلا الماديات ويحاول أن يتصور ما رآه النبي فيرفض خياله ثم يرفض معه الخبر القرآني ونحن نقول لا تخضع لخيالك أمراً عظيما كهذا فهو مخصوص لنبي الله صلى الله عليه وسلم تكرمة من الله له بكيفية لا يعلمها إلا الله فلا يصح أن نقارنه بموسى عليه السلام ولا يصح أن نخضع تلك الوقائع للعالم المادي الذي نحن فيه ، وهذا الشطط هو من انحرف بالمعتزلة وغيرهم من الفرق فأنكروا الرؤية وعبثوا في صفات الله ، وهذا الشطط هو أيضاً من انحرف بالمجسمة فنسبوا لله الساق وكيفوا صفاته بما يوافق خيالاتهم القاصرة ، فالتسليم هنا هو ثابت راسخ من ثوابت الايمان والله تعالى أعلم.

لو سمحت يا أخي لا تفسر من عقلك! كل تفسيرات أهل السنة قالت أن المقصود به في "علمه شديد القوى" حتى "عند سدرة المنتهى" هو سيدنا جبريل عليه السلام
لكن كل ما تقوله ليس بصحيح!!
نحن كأهل سنة نؤمن أن الله استوى على عرشه وأن الكرسي موضع القدمين
هذا ما نؤمن به لا نعلم كيف ولماذا ولا نسأل كما يسأل المعتزلة والماتريديين والأشعرية ولا نفسر القرآن بشكل باطني مثلهم ولا ندخل حساب الجمل على القرآن كالمعتزلة والصوفية!
تأكد قبل نشرك لأي تفسير
 
اقرأ بارك الله فيك ردي واستدلالي المباشر الدلالة في الآيات ورد عليه ، السياق كله يتحدث عن الله ويقول بفاء التعقيب على ما سبق فأوحى الى عبده ما أوحى
هل النبي عبد لجبريل ؟؟؟ حاشا لله ؟؟؟

ذهب أحمد إلى السوق
فاشترى خبزاً

من الذي ذهب الى السوق ؟؟؟ اليس أحمد ومن الذي اشترى ؟؟ أليس أحمد ؟، لو جاء اعجمي وقال ولكن الذي اشترى زيد نقول له تعلم العربية أولاً ..
ثم أني لم اخترع من عندي شيئا فهو قول كبار الصحابة لماذا تصادر رأيهم لأن عقلك لا يستوعب رؤية النبي لله تعالى ؟؟
واذهب وفقك الله لو تكرمت وأجبني أين الرضعات الخمس الناسخة للعشر :)
 
عودة
أعلى