أحمد علي الصريه
New member
انتقاد رؤية الله في الجنة
﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ سورة البقرة (2:65)
﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ﴾ سورة النساء (4:153)
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ سورة القصص (28:38)
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ سورة غافر (40:37)
﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ سورة الفرقان (25:21)
في كل هذه الأمثلة هناك إمّا رد سلبي أو غياب الرد عن مسألة رؤية الله. لاحظ أن مسألة الرؤية بأكملها المتعلقة بالله يأخذ هذه الأجوبة، لا يوجد فارق بين المعنى الحقيقي والمجازي، رؤية الله في القرآن في كل سياق يأخذ إجابة سلبي أو عدم إجابة عن المسألة. لا يوجد أي آية يزيل إشكاليات قد تُنشأ التي تعطي مجال للناس أن يقولوا بأن هناك عدم رؤية. يعني مثلا، إشكالية استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه زالت في أول سياق تتكلم عن تحريم الاستغفار للمشركين حتى قبل ذكر القصة نفسه مثل ﴿سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي﴾ فلو كان فعلا هناك رؤية الله سواء أكانت حقيقي أم مجازي، لذُكر في القرآن في أحد السياقات وهناك احتياج لذلك
﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾:
لو رد أحد وقال بأن الله لم يقل "لم تروني" فنحن نرد ونقول بأن الله يخاطب المؤمنين حتى مع خطاب المفرد مثل ﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ﴾ ولم يقل "فلا تقولوا"، وهناك أمثلة كثيرة عن ذلك
الآن نحن أجبنا عن سؤال السائل: "كيف لنبي أن يسأل الله الرؤيا من الجهل مع أن الأنبياء متمكنون في معرفة المسائل في العقيدة؟" مع النقطتين الذي ذكرناها، قد يسال من الجهل، أو يسأل للرد على بني إسرائيل
﴿قَالَ لَنْ تَرَانِي﴾:
الدلالة الظاهرة هنا أن الله أيأس موسى عليه السلام من رؤيته في الدنيا والآخرة، لكن هناك مجال للرد على ذلك لأن السياق تتكلم عن مسألة متعلقة بالدنيا، مثل الجبل...
﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾:
الله لم يرفض قوله ثم ينتهي الكلام، بل يستمر الكلام معه، ويستعمل أسلوب لطيفة في القول ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ﴾، هذه الأسلوب ألطف من انتهاء الكلام بعد ﴿لَنْ تَرَانِي﴾، وربما الكلام المذكور في الآية: ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾ تُعتبر كلام أفضل وألطف من ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾
وأيضا، كأن الله يقول بأن لو استقر الجبل فسوف تراني، وإن لم تستقر الجبل لن تراني أبدا. فلا يقول قائل بأن الشرط في الآية يعطي مجال لأن نقول بأن رؤية الله يجوز للإنسان، لأننا نعرف بأن مكان الجبل لم تستقر.
﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾:
ولا يقول قائل بأن التجلي هنا بمعنى نور الله الذي يدمّر الجبل كأنما اعتُبر نور الله مثل النار الحارقة المادّية حاش لله، إنما نور الله في القرآن قد يُعتبر معنى قريب من الهدى مثل:﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ﴾. التجلي هو الظهور، والظهور لا يلزم الرؤيا، قد يظهر الشمس لرجل أعمى ويعرف الأعمى أن الشمس ظهر من حرارته عندما يخرج من بيته في النهار. ونظير قوله تعالى:
﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: 21]
إذن، هنا قد يعتبر ظهور الله مثل ظهور آية، أو شيء قريب من ذلك. ربما نعتبر تجلي ربنا شيء نسبي، كلما جاءت آية كلما تجلى ربنا أكثر للخلق الذي شهد الآية
أما باقي الكلام مثل ﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ فيكون ناظرة بمعنى الانتظار مثل ﴿فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾، و ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ لا يدل على أي رؤية لأن الله صرّح بالرؤيا في الآيات الست الذي ذكرته في أول الكلام، وهذه المسألة بالذات يحتاج إلى التصريح.
وأقوى حجّة عندي ضد زعم رؤية الله في الجنة هو الحجة الثانية: عدم ذكر رؤية الله في الجنة مع أنه ذكر تفاصيل أقل أهمّية وقد تُعتبر أقل ثواب من رؤية الله في الجنة.
- الله تعالى يذكر "رؤية الله" ما يقارب عن 6 مرات:
﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ سورة البقرة (2:65)
﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ﴾ سورة النساء (4:153)
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ سورة القصص (28:38)
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ سورة غافر (40:37)
﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ سورة الفرقان (25:21)
في كل هذه الأمثلة هناك إمّا رد سلبي أو غياب الرد عن مسألة رؤية الله. لاحظ أن مسألة الرؤية بأكملها المتعلقة بالله يأخذ هذه الأجوبة، لا يوجد فارق بين المعنى الحقيقي والمجازي، رؤية الله في القرآن في كل سياق يأخذ إجابة سلبي أو عدم إجابة عن المسألة. لا يوجد أي آية يزيل إشكاليات قد تُنشأ التي تعطي مجال للناس أن يقولوا بأن هناك عدم رؤية. يعني مثلا، إشكالية استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه زالت في أول سياق تتكلم عن تحريم الاستغفار للمشركين حتى قبل ذكر القصة نفسه مثل ﴿سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي﴾ فلو كان فعلا هناك رؤية الله سواء أكانت حقيقي أم مجازي، لذُكر في القرآن في أحد السياقات وهناك احتياج لذلك
- لو كان هناك رؤية الله في الجنة، لكان ذكر ذلك في سياق آيات تتكلم عن تفاصيل الجنة أهم من ذكر تفاصيل أخرى مثلا في ﴿جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَٰرُ﴾ و ﴿يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ﴾ و ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ﴾ و ﴿وَأَنْهَٰرٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ﴾. فذكر رؤية الله أهم من ذكر هذه التفاصيل
- ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ(143)﴾
﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾:
- قد يسأل موسى أن يرى ربه فقط للرد على بني إسرائيل (مثل: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَٰتِنَا﴾، فموسى يسأل ربه أن ينظر إليه الرجال الذي معه ليس فقط هو لنفسه)، وموسى يعرف أن رؤية الله مستحيل، لكنه يريد قومه أن يشهد أنه سأل السؤال
لو رد أحد وقال بأن الله لم يقل "لم تروني" فنحن نرد ونقول بأن الله يخاطب المؤمنين حتى مع خطاب المفرد مثل ﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ﴾ ولم يقل "فلا تقولوا"، وهناك أمثلة كثيرة عن ذلك
- موسى قد يسأل أن يرى ربه مع عدم العلم بأن رؤية الله مستحيل، وربما أسئلة فرعون وقومه جعله يظن بأن الله يُرى. الرسل يتعلّمون العقيدة، والأخلاق، وغير ذلك في مراحل، مثل قصة الخضر مع موسى عليه السلام، وسؤال إبراهيم لربه ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَىٰ﴾ ومع أن إبراهيم يؤمن، هو يريد زيادة الاطمئنان القلبي، وقد استغفر لأبيه ثم تبرّأ منه عندما تبيّن له المسألة. والنبي (ص) يخطئ أيضا: ﴿لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾، ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ﴾ ونظير قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ﴾ (يوجد اختلاف في فهم هذه الآية بين السنيين والشيعة)
الآن نحن أجبنا عن سؤال السائل: "كيف لنبي أن يسأل الله الرؤيا من الجهل مع أن الأنبياء متمكنون في معرفة المسائل في العقيدة؟" مع النقطتين الذي ذكرناها، قد يسال من الجهل، أو يسأل للرد على بني إسرائيل
﴿قَالَ لَنْ تَرَانِي﴾:
الدلالة الظاهرة هنا أن الله أيأس موسى عليه السلام من رؤيته في الدنيا والآخرة، لكن هناك مجال للرد على ذلك لأن السياق تتكلم عن مسألة متعلقة بالدنيا، مثل الجبل...
﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾:
الله لم يرفض قوله ثم ينتهي الكلام، بل يستمر الكلام معه، ويستعمل أسلوب لطيفة في القول ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ﴾، هذه الأسلوب ألطف من انتهاء الكلام بعد ﴿لَنْ تَرَانِي﴾، وربما الكلام المذكور في الآية: ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾ تُعتبر كلام أفضل وألطف من ﴿وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾
وأيضا، كأن الله يقول بأن لو استقر الجبل فسوف تراني، وإن لم تستقر الجبل لن تراني أبدا. فلا يقول قائل بأن الشرط في الآية يعطي مجال لأن نقول بأن رؤية الله يجوز للإنسان، لأننا نعرف بأن مكان الجبل لم تستقر.
﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا﴾:
ولا يقول قائل بأن التجلي هنا بمعنى نور الله الذي يدمّر الجبل كأنما اعتُبر نور الله مثل النار الحارقة المادّية حاش لله، إنما نور الله في القرآن قد يُعتبر معنى قريب من الهدى مثل:﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ﴾. التجلي هو الظهور، والظهور لا يلزم الرؤيا، قد يظهر الشمس لرجل أعمى ويعرف الأعمى أن الشمس ظهر من حرارته عندما يخرج من بيته في النهار. ونظير قوله تعالى:
﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: 21]
إذن، هنا قد يعتبر ظهور الله مثل ظهور آية، أو شيء قريب من ذلك. ربما نعتبر تجلي ربنا شيء نسبي، كلما جاءت آية كلما تجلى ربنا أكثر للخلق الذي شهد الآية
أما باقي الكلام مثل ﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ فيكون ناظرة بمعنى الانتظار مثل ﴿فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾، و ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ لا يدل على أي رؤية لأن الله صرّح بالرؤيا في الآيات الست الذي ذكرته في أول الكلام، وهذه المسألة بالذات يحتاج إلى التصريح.
وأقوى حجّة عندي ضد زعم رؤية الله في الجنة هو الحجة الثانية: عدم ذكر رؤية الله في الجنة مع أنه ذكر تفاصيل أقل أهمّية وقد تُعتبر أقل ثواب من رؤية الله في الجنة.