مساعدأحمدالصبحي
New member
الحمد لله.. وبعد
قد أدركت منذ مدة أهمية تذوق النصوص الفصيحة لحسن الفهم والتأثر بالقرآن ، وانغمست في الشعر انغماسا ! وانشغلت به عن غيره حتى غلب علي!
ولن أتكلم نظريا بعد اليوم !
وسأجعل هذا الموضوع "سوقَ عكاظ" !
فقد كفاني التقرير النظري الواحدي في مقدمته للتفسير البسيط، وياقوت في مقدمته لمعجم الأدباء وغيرهما كثير ممن نبّه إلى هذا الأمر العظيم الذي يغفل عنه أكثر طلبة العلم الأذكياء والمنقطعين للطلب ، وقد سُئل الشيخ حاتم الشريف في برنامج مداد أن كثيرا من طلبة العلم ينفق من عمره سنين متعاقبة ولا يبلغ مبلغ الأئمة في الفهم فما سبب هذه الخيبة وما أصل هذا البلاء ؟
فأجاب بجواب أدهشني وأنكرته أول الأمر ، ولكنه -واللهِ- الحقُّ المبين !
قال : قلة القراءة والتذوق للأدب العربي ، لا أعني حفظ المعلقات والقصائد القديمة مجرد حفظ ، بل تذوق النصوص الأدبية وتفهمها والتلذّذ بها !
أما أنا فلي تجربة شخصية عجيبة فسأعرض في هذا الموضوع أعاجيب ما اتفق لي وما وقعت عليه من نصوص فتح الله لي بها لألفاظ وتراكيب من القرآن دلالات كنت عنها أعجميا صرفا !
====
أول ما أبدأ به بيتٌ للعباس بن الأحنف من قصيدته ذات العدد (33) من ديوانه ، طبعة دار الكتب المصرية
يقول: أحاطَ به البلاءُ فكلَّ يومٍ *** تُعاوده الصبابةُ والكروبُ
فلأنها تعاوده كل يوم ولا تدعه ولم يجد عنها مفرا ومهربا قال:"أحاط به البلاء"
إذا فهمت هذا زال الإشكال في مثل قوله تعالى من سورة البقرة : { بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)} فما كانت خطيئته لتحيط به حتى لا يكون له منها مخرج إلا أن تكون الشرك والكفر فالكافر هو الذي يُخلد في النار ، أما ما كان من الذنوب دون الكفر فللإنسان منها منتهىً ومخرج فإنها تلحقها الشفاعة أو تكفرها المصائب والحسنات ،، حتى من دخل النار من عصاة المؤمنين فإنه يجد عنها مخرجا برحمة أرحم الراحمين ولا تحيط به مطلقا
وهذا ما في التفسير الميسر: TFSeRMoUSR
وتأمل قوله تعالى من سورة العنكبوت : {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54)}
وأدعك -حفظك الله- بعد هذا تتأمل وتتفكر بنفسك في قوله تعالى من سورة يونس : {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}
وقوله تعالى من سورة البقرة : {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) }
وقوله تعالى من سورة النساء: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا (126)}