مساعدأحمدالصبحي
New member
كان النمر بن تولب ضافه قوم بالجاهلية فعقر لهم أربع قلائص فلامته امرأته على ذلك فقال قصيدة يصف نفسه بالكرم ويعاتب امرأته على لومها فيه، فقال في مطلعها :-
قالت لتعذلني من الليل اسمعِ ★ سَـفَـهٌ تَـبَـيـّـتـُـكِ الملامةَ فاهجعي
ذكر ذلك عبدالقادر البغدادي في (خزانة الأدب) عند شرحه للشاهد السادس والأربعين
ثم قال شارحا للشطر الثاني من البيت:«الجملة مقولة لقول محذوف، أي: فقلتُ لها.»
قلتُ أنا مساعد الصبحي:- جملة:[سَـفَـهٌ تَـبَـيـّـتـُـكِ الملامةَ فاهجعي] ظاهر جدا من المعنى والمناسبة أنها ليست من تمام قول المرأة اللائمة بل جواب وردٌّ عليها من الشاعر نفسه، وأراد الشاعر أن يجعلنا كأننا شهدنا كلامه لامرأته يُسكتها ويزجرها عن اللوم فاختصر وأوجز وأبلغ في تركه أن يقول:«فقلتُ لها»
إذا استوعبت ذلك واطمأنت به نفسك رجوتُ لك أن يشرح الله به صدرك لحسن الفهم عنه إذا سمعت قوله تعالى:في قصة أصحاب الأعراف﴿ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)﴾
وهذا السياق الكامل للآيات من سورة الأعراف:-
﴿وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) ۞ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)﴾
فالرجال الذين على الأعراف هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فوُقفوا في ذلك الموضع بين الجنة والنار فلم يدخلوا الجنة ولكنهم يطمعون في دخولها لسعة رحمة الله، ورأوا جماعة في النار كانوا يعرفونهم من قبل بالطغيان والتجبر فقالوا لهم: ما نفعكم ما كنتم فيه من جمع واستكبار،
قلتُ: يجوز أن يرد عليهم أهل النار قائلين: وأنتم فلم ينفعكم إيمانكم فلم تدخلوا الجنة مع من دخلها من المؤمنين ! فهنا فصل الله الأمر وهو خير الفاصلين فقال سبحانه مبكّتا للطغاة المستكبرين من أهل النار وراحما أصحاب الأعراف برحمته الواسعة:﴿ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49) ﴾
قالت لتعذلني من الليل اسمعِ ★ سَـفَـهٌ تَـبَـيـّـتـُـكِ الملامةَ فاهجعي
ذكر ذلك عبدالقادر البغدادي في (خزانة الأدب) عند شرحه للشاهد السادس والأربعين
ثم قال شارحا للشطر الثاني من البيت:«الجملة مقولة لقول محذوف، أي: فقلتُ لها.»
قلتُ أنا مساعد الصبحي:- جملة:[سَـفَـهٌ تَـبَـيـّـتـُـكِ الملامةَ فاهجعي] ظاهر جدا من المعنى والمناسبة أنها ليست من تمام قول المرأة اللائمة بل جواب وردٌّ عليها من الشاعر نفسه، وأراد الشاعر أن يجعلنا كأننا شهدنا كلامه لامرأته يُسكتها ويزجرها عن اللوم فاختصر وأوجز وأبلغ في تركه أن يقول:«فقلتُ لها»
إذا استوعبت ذلك واطمأنت به نفسك رجوتُ لك أن يشرح الله به صدرك لحسن الفهم عنه إذا سمعت قوله تعالى:في قصة أصحاب الأعراف﴿ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)﴾
وهذا السياق الكامل للآيات من سورة الأعراف:-
﴿وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) ۞ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)﴾
فالرجال الذين على الأعراف هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فوُقفوا في ذلك الموضع بين الجنة والنار فلم يدخلوا الجنة ولكنهم يطمعون في دخولها لسعة رحمة الله، ورأوا جماعة في النار كانوا يعرفونهم من قبل بالطغيان والتجبر فقالوا لهم: ما نفعكم ما كنتم فيه من جمع واستكبار،
قلتُ: يجوز أن يرد عليهم أهل النار قائلين: وأنتم فلم ينفعكم إيمانكم فلم تدخلوا الجنة مع من دخلها من المؤمنين ! فهنا فصل الله الأمر وهو خير الفاصلين فقال سبحانه مبكّتا للطغاة المستكبرين من أهل النار وراحما أصحاب الأعراف برحمته الواسعة:﴿ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49) ﴾