إشكال لدي في فهم قوله تعالى ( يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم ...)

أبو عاتكة

New member
إنضم
20/05/2004
المشاركات
260
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول جل وعلا في سورة آل عمران : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)

في هذه الآية يبطل الله عز وجل أن يكون إبراهيم عليه السلام يهوديا أو نصرانيا بكون التوراة الإنجيل أنزلت بعده. وفي نفس سياق الآيات يقول الله عز وجل :مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
فأثبت لإبراهيم عليه السلام الإسلام مع كون القرآن نزل بعد إبراهيم عليه السلام ..
قد أتفهم أن يكون المقصود بالإسلام هو الاستسلام لله تعالى وإخلاص العبادة له وحده وهو دين الفطرة لكن يشكل علي الفرق بين إسلام إبراهيم عليه السلام وإسلامنا مع اليهودية والنصرانية بحيث يصح أن يكون إبراهيم عليه السلام مسلما ولا يكون يهوديا ولا نصرانيا مع أنه سبق الكتب الثلاثة .. بمعنى : ما القدر الزائد في دين اليهودية والنصرانية الذي يمنع وصف إبراهيم عليه السلام بهما وليس هو في الإسلام وكتابه القرآن الكريم ؟

سؤالي يساعدني في مشروعي الذي بدأته هنا من مدة :
http://vb.tafsir.net/tafsir30460/
بارك الله فيكم أجمعين
 
السلام عليكم ليس ما اورده بجديد ولن اطيل ولا اظن الاخ الكريم يجهل هذا
اسلام سيدنا ابراهيم صلى الله عليه وسلم يشبه اسلامنا من حيث التوحيد وحج البيت الحرام والدعاء فنحن امة موحّدة تحرص على التوحيد بفضل الله وحمده
اما اليهودية والنصرانية الذين خوطبوا في سور القرآن فقد مالوا الى الشرك وانحرف الدين عندهم
اما اذا نظرت للشرائع فهي مختلفة بالطبع فكيفية تعبد سيدنا ابراهيم لله قد يختلف شكلا عن اسلامنا وشرائعنا غير شرائع اهل الكتاب
اما اليهود فقالوا نحن احفاد ابراهيم عليه السلام وعلى شريعته ونحن اولى به كذلك ادعت النصارى على ماهم فيه من عبادة الاحبار واتباع الاهواء والتثليث لدى النصارى لهذا رد الله عليهم بهذا الرد ووصف توحيد ابراهيم صلى الله عليه وسلم وجمال انقياده لامر الله والتسليم لما امر سبحانه فنزّهه الله واثنى عليه ونسب الاسلام وهو خاتم الاديان اليه
 
إن الدين عند الله الإسلام
فإسم الدين "الاسلام" لا يقتصر على ديننا الذي نتبعه فكل نبي ارسله الله بدعوة الاسلام ولكن تميزت كل رسالة باسم يميزها بجانب الاسلام وهي الحنيفية لابراهيم والنصرانية لاتباع عيسى عليه السلام واليهودية لاتباع موسى عليه السلام ، ثم سميت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بالاسلام لشموله لكافة البشرية فلم يميز بما يلحق بالاسلام من تسميات تميز الرسالة، وسأبين ذلك بالآيات الكريمة التي تؤكد تسمية الرسالات بالاسلام:
ابراهيم عليه السلام :
{ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة:128]
وابراهيم عليه السلام يوصي ابناءه باتباع دين الاسلام فقط وبالتالي فاليهودية والنصرانية هي دين الاسلام:
{ وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [البقرة:132]
والحواريين يشهدون بأنهم مسلمون:
{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } [آل عمران:52]

{ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } [المائدة:111]
وموسى عليه السلام :
{ وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ } [يونس:84]

{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [يونس:90]

وهنا سليمان عليه السلام :
{ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ } [النمل:42]

وقوم لوط يقول تعالى عن قريتهم:
{ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [الذاريات:36]

وسوى ذلك كثير والمراد ان الآية الكريمة التي تفضلت بإيرادها تبين لنا أن رسالتي اليهود والنصارى عندما انزلت الآية انتفى عنها الاسلام وبقي لها اسم الرسالة لما اصبح الدين كفر وشرك بالله فلم يعودوا مسلمين ولكنهم مازالوا يهودا ونصارى خلعوا صفة الاسلام عنهم حينما اشركوا بالله وكفروا بنبيه صلى الله عليه وسلم ولكن عندما اتى ذكر ابراهيم وصفه "حنيفا مسلماً" باسم الرسالة وصفتها فاليهودي المسلم مثلاً هو الموحد المؤمن بأنبياء الله وعندما ظهر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سارع مثل اولئك المسلمين من اليهود والنصارى لمبايعته صلى الله عليه وسلم والانضواء تحت لواءه واتباع اوامره وتقديس وحي ربه واتباع شريعته والله اعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
 
الأخ الكريم أورهان عماد ، الأخ الكريم عدنان الغامدي
شاكر لكم وممتن على تفضلكم بالتعليق ..
وجه إشكالي أن الله عز وجل علق نفي يهودية أو نصرانية إبراهيم عليه السلام بعلة تاريخية زمانية ولم يشر لمسألة التحريف وهذا القدر مشترك مع القرآن في كونه نزل بعد إبراهيم عليه السلام .فيظهر أن النفي لمعنى زائد في اليهودية الصحيحة والنصرانية الصحيحة على مفهوم الحنيفية وهذا المعنى غير موجود في القرآن هكذا تبادر لذهني وهو محل إشكالي
 
الأخ الكريم أورهان عماد ، الأخ الكريم عدنان الغامدي
شاكر لكم وممتن على تفضلكم بالتعليق ..
وجه إشكالي أن الله عز وجل علق نفي يهودية أو نصرانية إبراهيم عليه السلام بعلة تاريخية زمانية ولم يشر لمسألة التحريف وهذا القدر مشترك مع القرآن في كونه نزل بعد إبراهيم عليه السلام .فيظهر أن النفي لمعنى زائد في اليهودية الصحيحة والنصرانية الصحيحة على مفهوم الحنيفية وهذا المعنى غير موجود في القرآن هكذا تبادر لذهني وهو محل إشكالي
___
الاخ / ابوعاتكه
ماذكره الاخوه قبلى كان فيه خير كثير .. واضيف امر ، للتدارس، وهو التفريق سياقا بين
بعض ايات سورة ال عمران


ايات سورة ال عمران (65) و (66)
فالحجة الزمانية في الايتان - كانت لزجرهم عن التكلم بغير علم في ابراهيم عليه السلام.

وقوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)

ايات سورة عمران (67) و(68)
لبيان فساد معتقدتهم وكفرهم ، فرسول الله ابراهيم عليه السلام ، بريء منهم مله ومنهجا ومعتقدا

وقوله تعالى ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)

1 - فالحجة الزمانية كانت عقليه تنهاهم عن التكلم في ابراهيم بغير علم .
2- اما الايتين الاخيرتين ، لبيان فساد منهجهم وعقيدتهم

اما قولك اخي / ابوعاتكه ( .فيظهر أن النفي لمعنى زائد في اليهودية الصحيحة والنصرانية الصحيحة على مفهوم الحنيفية )
اقول : ان النفي لمعنى زائد ممكن ،ولكنه ليس بالامر الجيد ، فهو انحراف وتحريف وكفر بالله من جانبهم ، ولايوجد هنا لليهوديه والنصرانية الصحيحه ذكر ، فالاية كانت في معرض تبرئه لابراهيم واظهار لفساد دينهم بدليل اية سورة عمران (67)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الاخ الفاضل ابو عاتكة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمى الله تبارك وتعالى المنحرفين عن شريعة موسى عليه السلام باليهود وسمى الله تبارك وتعالى المنحرفين عن شريعة عيسى عليه السلام بالنصارى اما المتبعين لشريعة موسى وعيسى عليهما السلام فسماهم الله تبارك وتعالى باهل الكتاب وهم بلا شك مسلمون كما سمى الله تبارك وتعالى كل من اتبع الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ( بالمسلمين ) لانهم اسلموا انفسهم لطاعة الله سبحانه وتعالى
ولهذا قال الله عز وجل ماكان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا اي ماكان منحرفا عن شريعة الله سبحانه وتعالى كما انحرف اليهود والنصارى ولكن كان حنيفا مسلما ولم يشرك بربه كما اشرك اليهود والنصارى اما قول الله عز وجل وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده فذلك لان تسمية اليهود والنصارى لم تكن موجودة الا بعد ماانزلت التوراة والانجيل وبناءا على ماتقدم فلا يصح وصف ابراهيم عليه السلام باليهودية او النصرانية
بارك الله بك والسلام عليكم
 
الاخ الفاضل ابو عاتكة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمى الله تبارك وتعالى المنحرفين عن شريعة موسى عليه السلام باليهود وسمى الله تبارك وتعالى المنحرفين عن شريعة عيسى عليه السلام بالنصارى اما المتبعين لشريعة موسى وعيسى عليهما السلام فسماهم الله تبارك وتعالى باهل الكتاب وهم بلا شك مسلمون
اخي الاستاذ / محيي الدين عبد الحق
قولك السابق (اهل الكتاب وهم بلا شك مسلمون ) لايصح
لقوله تعالى ( يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون) ال عمران 70، وايات كثيره تدل على ان المقصود ب .. ( اهل الكتاب ) - هم اليهود والنصارى .. !!! فلايوجد فرق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الاخ الفاضل عمر احمد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تدقق في قولي فقولي لايعني ان اليهود والنصارى ليسوا اهل الكتاب ولكن انحرفوا عن شريعة اهل الكتاب وهذا لايخرخجهم من انهم اهل الكتاب ولكن حكمهم يختلف عمن لم ينحرف من اهل الكتاب كقولك للمسلم العاصي ياأيها المسلم لم تعصي ولهذا خاطبهم الله تبارك وتعالى باصل شريعتهم وقال يااهل الكتاب ولذلك قال في نهاية الاية الكريمة وانتم تشهدون اي تشهدون مافي الكتاب من التعاليم الشرعية الداعية الى عدم الشرك بالله عز وجل فالاختلاف انما هو للتمييز في الحكم بين الفريقين ولكن كلهم اهل الكتاب
بارك الله بك والسلام عليكم
 
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة:62]

وقال تعالى:

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [المائدة:69]

وقال ل شأنه:
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } [المائدة:82]


وبناءاً على الآيات السابقة فإن القول بأن التسمية باليهود والنصارى هم المنحرفين عن الحق امر غير دقيق ويتعارض مع الاطراء للنصارى مثلا المذكورين في الآية ولو قلنا انتفت عنهم صفة الاسلام لارتكابهم الشرك وبقي وسمهم كيهود ونصارى لكان في نظري اصح .

وبالنسبة لسؤال اخي ابا عاتكة فالله جل شأنه في معرض احتجاجه على اهل الكتاب في استئثارهم بإبراهيم عليه السلام قمعهم بالحقيقة التاريخية انه طالما عاش ومات قبل ظهور اليهودية والنصرانية فلم يكن عندئذٍ لا يهوديا ولا نصرانياً وهذا منطق واضح وحجة بالغة تخرجهم وتكبت دعواهم في ابراهيم عليه السلام وهي اوضح من أن تؤول لما وراء ذلك والله أعلم
 
ارجو ان تدقق في قولي فقولي لايعني ان اليهود والنصارى ليسوا اهل الكتاب ولكن انحرفوا عن شريعة اهل الكتاب وهذا لايخرخجهم من انهم اهل الكتاب ولكن حكمهم يختلف عمن لم ينحرف من اهل الكتاب كقولك للمسلم العاصي ياأيها المسلم لم تعصي ولهذا خاطبهم الله تبارك وتعالى باصل شريعتهم وقال يااهل الكتاب ولذلك قال في نهاية الاية الكريمة وانتم تشهدون اي تشهدون مافي الكتاب من التعاليم الشرعية الداعية الى عدم الشرك بالله عز وجل فالاختلاف انما هو للتمييز في الحكم بين الفريقين ولكن كلهم اهل الكتاب
بارك الله بك والسلام عليكم
___
اخي / محيي الدين عبد الحق
اهل الكتاب هم اليهود والنصارى فلا فرق
ولكن بعد مذاكرة ماكتبته ، تبين لي ، انه ربما كان مقصودك ان فيهم من هو مؤمن وفيهم من هو كافر ، وهذا امر صحيح ولكن لانستطيع تعريفه بقولك ان كلمة ( اهل الكتاب ) تعنى المؤمنون ( واليهود والنصارى ) تعنى المشركون -
فالطريق الصحيح لمعرفة الفرق هو السياق القراني فقط .

فأقرا ان شئت في مدح اهل الكتاب قوله تعالى في سورة آل عمران ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)

وأقرا ان شئت في ذم اهل الكتاب قوله تعالى في سورة آل عمران ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الاخ عدنان الغامدي
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67
هل اليهود والنصارى غير مسلمين كي يقول الله تبارك وتعالى ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام ليس منهم ؟ وهل ان دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام مختلفة ؟
 
الى كل الاخوة
ليس كل يهودي او نصراني كتابي
ليس كل كتابي يهودي او نصراني
كل كتابي وليس بيهودي ولا نصراني فهو مسلم مستقيم
ليس كل يهودي او نصراني مسلم مستقيم
ليس كل يهودي او نصراني منحرف
كل يهودي او نصراني كتابي مستقيم
كل يهودي او نصراني وغير كتابي منحرف
هناك من اهل الكتاب من هو كتابي وهناك من ليس بكتابي
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
اما اليهودية والنصرانية الذين خوطبوا في سور القرآن فقد مالوا الى الشرك وانحرف الدين عندهم
اغلب من خوطبوا كانوا منحرفين عن التوحيد
 
الى كل الاخوة
ليس كل يهودي او نصراني كتابي
ليس كل كتابي يهودي او نصراني
كل كتابي وليس بيهودي ولا نصراني فهو مسلم مستقيم
ليس كل يهودي او نصراني مسلم مستقيم
ليس كل يهودي او نصراني منحرف
كل يهودي او نصراني كتابي مستقيم
كل يهودي او نصراني وغير كتابي منحرف
هناك من اهل الكتاب من هو كتابي وهناك من ليس بكتابي
والسلام عليكم
___
لا ادري ، كيف اتيت باستنتاجاتك السابقة التي لايصح كثير منها ، ولا أدري لماذا استشكلت الامر الذي ذكرته لك سابقا ، وهو اعتماد السياق القراني في التفرقه بين مؤمنهم وكافرهم . اليهود والنصارى سماهم الله وجمعهم بكلمة ( أهل الكتاب).

واهل الكتاب 143 فرقه فكيف تميز بينهم ؟
(71) لليهود- كلها في النار الا واحدة ، ذكرت في القران
(72) - للنصارى - كلها في النار الا واحدة وايضا قد اشير اليها في القران
فالتمييز يكون بالقران واخباره عنهم

عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و سبعين في النار ، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار ، و الذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و ثنتين و سبعين في النار ، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الجماعة"

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أثابكم الله وجعل مباحثتكم في ميزان حسناتكم
إذاً ملخص الإجابات حسبة فهمي /
أن يكون سياق الآيات مختلف فنفي انتماء إبراهيم عليه السلام لليهودية والنصرانية من ناحية زمانية ..
وفي سياق تحديد دين إبراهيم كان الحديث عن اليهودية والنصرانية المحرفة
 
النفي ان يكون ابراهيم يهوديا او نصرانيا لا يتصل باليهود الكافرين او المسلمين بل الحجة تكمن في الفاصل الزمني بين ابراهيم عليه السلام وبين اليهود والنصارى فهذا مكمن الحجة سواء اليهود والنصارى الأوائل والمؤمنين المسلمين منهم او من بدل وحرف واشرك بعد ذلك ، فكل أولئك متأخرين بالنسبة لابراهيم ، فلا حق لهم فيه فملته سبقتهم وليس تابعا لانبيائهم ، كما انهم ليسوا تابعين له في الشربعة والاحكام انما في التوحيد والعقيدة.
 
نعم هذا هو المعنى مع استحضار اختلاف سياق الآيات ومقصودها
 
استوقفتني هذه الآية :
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا ..)
وكأنها تبين وجه الخصوصية والعلاقة بين دين محمد صلى الله عليه وسلم ودين إبراهيم صلى الله عليه وسلم دون سائر الملل الأخرى اليهودية والنصرانية حتى قبل التحريف .
يقول الطاهر ابن عاشور رحمه الله :

وَقَوْلُهُ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ زِيَادَةٌ فِي التَّنْوِيهِ بِهَذَا الدِّينِ وَتَحْضِيضٌ عَلَى الْأَخْذِ بِهِ بِأَنَّهُ اخْتُصَّ بِأَنَّهُ دِينٌ جَاءَ بِهِ رَسُولَانِ إِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذَا لَمْ يَسْتَتِبَّ لِدِينٍ آخَرَ، وَهُوَ مَعْنَى
قَوْلِ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ»
(1) أَيْ بِقَوْلِهِ: رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ [الْبَقَرَة: 129] ، وَإِذ قَدْ كَانَ هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ فَمَحْمَلُ الْكَلَامِ أَنَّ هَذَا الدِّينَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ، أَيْ أَنَّ الْإِسْلَامَ احْتَوَى عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ لِلْإِسْلَامِ أَحْكَامًا كَثِيرَةً وَلَكِنَّهُ اشْتَمَلَ عَلَى مَا لَمْ يَشْتَمِلْ عَلَيْهِ غَيْرُهُ مِنَ الشَّرَائِعَ الْأُخْرَى مِنْ دِينِ إِبْرَاهِيمَ، جُعِلَ كَأَنَّهُ عَيْنُ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ، فَعَلَى هَذَا الِاعْتِبَارِ يَكُونُ انْتِصَابُ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ عَلَى الْحَالِ مِنَ الدِّينِ بِاعْتِبَارِ أَنَّ الْإِسْلَامَ حَوَى مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ. .انتهى
وقال في سورة النحل:
فَحَصَلَ مِنْ قَوْلِهِ السَّابِقِ وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النَّحْل: 120] وَمن قَوْلِهِ هُنَا: وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثَلَاثُ فَوَائِدَ: نَفْيُ الْإِشْرَاكِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي جَمِيعِ أَزْمِنَةِ الْمَاضِي، وَتَجَدُّدُ نَفْيِ الْإِشْرَاكِ تَجَدُّدًا مُسْتَمِرًّا، وَبَرَاءَتُهُ مِنَ الْإِشْرَاكِ بَرَاءَةً تَامَّةً.
وَقَدْ عُلِمَ مِنْ هَذَا أَنَّ دِينَ الْإِسْلَامِ مُنَزَّهٌ عَنْ أَنْ تَتَعَلَّقَ بِهِ شَوَائِبُ الْإِشْرَاكِ لِأَنَّهُ جَاءَ كَمَا جَاءَ إِبْرَاهِيمُ مُعْلِنًا تَوْحِيدًا لِلَّهِ بِالْإِلَهِيَّةِ وَمُجْتَثًّا لِوَشِيجِ الشِّرْكِ. وَالشَّرَائِعِ الْإِلَهِيَّةِ كُلِّهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحَذِّرُ مِنَ الْإِشْرَاكِ فَقَدِ امْتَازَ الْقُرْآنُ مِنْ بَيْنِهَا بِسَدِّ الْمَنَافِذِ الَّتِي يَتَسَلَّلُ مِنْهَا الْإِشْرَاكُ بِصَرَاحَةِ أَقْوَالِهِ وَفَصَاحَةِ بَيَانِهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ فِي ذَلِكَ كَلَامًا مُتَشَابِهًا كَمَا قَدْ يُوجَدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ الْأُخْرَى، مِثْلُ مَا جَاءَ فِي التَّوْرَاةِ مَنْ وَصْفِ الْيَهُودِ بِأَبْنَاءِ اللَّهِ، وَمَا فِي الأناجيل من موهم بُنُوَّةِ عِيسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِلَّهِ سُبْحَانَهُ عَمَّا يَصِفُونَ."
وقال أيضا :
وَمَعْنَى اتِّبَاعِ مُحَمَّدٍ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ الْوَاقِعِ فِي كَثِيرٍ مِنْ آيَاتِ الْقُرْآنِ أَنَّ دِينَ الْإِسْلَامِ بُنِيَ عَلَى أُصُولِ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ، وَهِيَ أُصُولُ الْفِطْرَةِ، وَالتَّوَسُّطُ بَيْنَ الشِّدَّةِ وَاللِّينِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ [سُورَة الْحَج: 78] .
 
عودة
أعلى