الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
الأوجه الستة التي يقول بها مشايخنا الكرام عند اجتماع البدل مع المدّ العارض للسكون فيها نظر لعدّة أسباب :
من تأمّل نصوص الأئمّة عليهم رحمة الله يجد أن السببين لا بدّ من اجتماعهما في حرف واحد نحو { آميّن } فقد اجتمع مدّ البدل ومدّ لازم في حرف واحد وهو الألف وبالتالي يقدّم الأقوى وهذا يقال لجميع الأمثلة التي ذكرها العلماء نحو { وجآءوا أباهم } و { مستهزءون } وغير ذلك. أمّا اجتماع البدل مع المدّ العارض للسكون في آية واحدة فلا دخل له في الموضوع لانفصال السببين وعدم اجتماعهما في حرف واحد كما تقدّم. وأوّل من قال بالأوجه الستة عند اجتماع البدل والعارض في آية واحدة فيما اطلعت عليه هو العلامة الخليجي في كتابه حلّ المشكلات وتبعه المعاصرون كالشيخ القاضي رحمه الله تعالى وغيره. وأمّا القدامى فاقتصروا على اجتماع البدل بالبدل العارض للسكون ك{مستهزءون} لاجتماع السببين في حرف واحد ولم يشيروا إلى المدّ العارض للسكون المجرّد عن البدل لا من قريب ولا من بعيد. والدليل على ذلك جواز توسّط المدّ المتصل مع طول العارض السكون مع أنّ المتصل أقوى من العارض ، ويجوز وجه طول المنفصل لورش أو لحمزة مع قصر العارض للسكون مع أنّ العارض أقوى من المنفصل ، ولا يقال في هذه الحالة يقدّم الأقوى انفصال السببين وعدم اجتماعهما في حرف واحد. فالحاصل مما سبق أنّه إذا اجتمع مدّ بدل مع مدّ عارض للسكون في آية واحدة جازت حميع الأوجه ولا يمنع منها شيء والعلم عند الله تعالى.
أمّا المدّ المتصل العارض السكون نحو { السماء } و {قروء} عند الوقف عليها فيجوز لمن قرأ بتوسط المتصل في الوصل أن يقف بالطول باعتباره عارضا للسكون بشرط أن نكون قد قرأنا المدود العارضة للسكون كذلك أي بالطول لأجل التسوية, لأننا وقفنا بالطول على { السماء} باعتباره عارضا للسكون فإن كان كذلك فلا بدّ من تسويته بالمدود العارضة للسكون لقول ابن الجزري رحمه الله تعالى ( واللفظ في نظيره كمثله )
والعلم عند الله تعالى
محمد يحيى شريف الجزائري