أيهما أصح (رسم القرآن) أو (رسم المصحف)؟

إنضم
03/06/2010
المشاركات
89
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
هذا السؤال يتعلق بمادة الرسم المقررة في تخصص (القرآن وعلومه) في الجامعات، فأي التسميتين أصح لاعتمادها كمادة في الخطة الدراسية؟
 
كلا التسميتين صحيح ، لكن التسمية الثانية هي الأشهر والأكثر استعمالاً عند علماء السلف ، فقد اطلق الداني على كتابه ( المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار ) ، وابن وثيق الأندلسي ( الجامع لما يحتاج إليه من رسم المصحف ) ، والعقيلى ( المختصر في مرسوم المصحف ) وغيرها
 
شكر الله لكم شيخنا إياد وأخانا محمد، لكني أخالفكم الرأي -وما مثلي يخالف مثلكم- ولعلكم تتحفوني بنصائحكم إن كان رأي خطأً أم صوابا:
ورأيي والله أعلم:
رسم المصحف هو الأصح بل لعل التسمية برسم القرآن خاطئة .
ولعل الخطأ فيها من وجوه :
أولا: أن القرآن هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم إذن فإن نسبة الرسم إلى القرآن تستلزم أن يكون جزءا لا يتجزء منه وله أحكامه ، بينما الرسم اجتهادي وليس توقيفي لأنه لم يكتبه النبي صلى الله عليه وسلم
فلو قال قائل أن النبي لم يكتب ولكنه أقر الكتّاب. فنقول: إن النبي أمر الكتّاب بالكتابة لكنه لم يرد ما يدل على إقراره لهم على ما كتبوه، ثم كيف يقرهم وهو صلى الله عليه وسلم أميّ لا يقرأ ولا يكتب .
ثم إن الرسم إجتهادي ، ودليل ذلك قول عثمان لكتبة الوحي : " ذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم " ، ولا خلاف فيما هو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
يقول قائل : فما تقولون في القراءات وهي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فنقول : إن هناك فرقا بين الأمرين ، فالقراءات أُقرئها النبي صلى الله عليه وسلم وأقرأ بها وأقر الصحابة عليها وقال -كما في قصة عمر وهشام - "هكذا أنزلت" لكلا الصحابيين .
ثم كيف يأمر عثمان الكتبة بحذف شيء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلمز
يقول قائل : كيف تقولون هذا وأنتم تشترطون لصحة القراءة ( الواحدة من القراءات) أن تكون موافقة لخط المصحفز
فكما أن ما خالف خط المصحف لا يقرأ به على شرطكم فكذا في الرسم .
فيجاب: أن القراءة تثبت بالرواية فهي موجودة وإن لم توافق خط المصحف، وإن لم يُقرأ بها على أنها قراءة صحيحة على شرط أهل الفن في علم القراءات وإن كانت تعتبر كأخبار الآحاد (وفي هذا تفصيل يرجع إليه في كتب القراءات)
أما الرسم فإن حذف من خط المصحف فإنه يزول ويندثر ويضيع وهذا ينافي حفظ القرآن الذي تكفل الله به .

والله هو الأعلم والأجل ووحده سبحانه المعصوم من الخلل والزلل
وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى
 
الحمد لله ..لم يُعرف القرآن الكريم باسم المصحف حتى عهد الصديق رضي الله عنه . فبعد أن جمعه رضي الله عنه بين دفتين أشار الى أصحابه بماذا يسمونه؟ فعرض كل واحد منهم اسماً له.. وأخذ بتسميت المصحف من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه..فسماه الصديق مصحفاً...المصدر: الاتقان في علوم القرآن، للسيوطي...والحمد لله.
 
القرآن: من حيث القراءة، ومعلوم أن الرسم لا يتطابق مع المقروء. من هنا الأصح أن يقال رسم المصحف.
أما جزم الأخ عبد الرحمن بعدم توقيف النص فلا يصدّقه واقع اختلاف العلماء في ذلك. أرجو من الأخ عبد الرحمن مراجعة الحوارات المطولة في هذا الملتقى والمتعلقة بتوقيف الرسم. لذا لن أكرر فتح الحوار في المسألة هنا.
وأخيراً لا يسعني إلا أن أنبه إلى خطأ تكرر من قِبل عدد من الأخوة عند معالجة هذه المسألة، ويمثله الآن قول الأخ عبد الرحمن:"ثم كيف يقرهم وهو صلى الله عليه وسلم أميّ لا يقرأ ولا يكتب"، والرد بسيط : كيف لا وهو رسول مؤيد بالوحي ؟!!
 
"ثم كيف يقرهم وهو صلى الله عليه وسلم أميّ لا يقرأ ولا يكتب"!
هذا استشراق بريء، له صورٌ وأساليب، يدخل إلى المقدسات معتمدا على عكاظ نقد الأخبار للتأصيل. كيف علم النبي صلى الله عليه وسلم افتراق أمته إلى كذا من الفرق وهو ليس بكاهن ولا بمنجم ؟ كيف علم بأن الفئة الباغية تقتل عمارا وهو صلى الله عليه وسلم ليس بكاهن ولا بمنجم ولا بضارب رمل ؟
في هذا الموضوع تكرر الهجوم مجانا على عبد العزيز الدباغ وابن البناء المراكشي باتهام الأول بالتخرص والثاني بمحاولة المحال.
وإن كنت لا أعتبر ما قاله الدباغ دليلا ولا أمارة في توقيفية الرسم، ولم أفهم شيئا مما قاله المراكشي في الملكوتي والناسوتي فإن ما قاله الأول وفعله الثاني من الأمور التي لا تلزم إلا صاحبه ومن يؤمن به. ما شأن الذين قالوا بتوقيفية الرسم قبلهما ؟
الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه يكلف لجنة من الصحابة مختصة وذات خبرة طويلة، ويحرق أو يمحو ما عدا مصحف تلك اللجنة، ويجتهد الصحابة والتابعون على استنساخ مصاحفهم من تلك المصاحف ومقابلتها لتكون طبق الأصل، ولم يشذّ أحد منهم رضي الله عنهم ثم يأتي مستشرق داخلي ليقول بأن هذا ليس من سنة الخلفاء الراشدين ثم إن صح أنه من سننهم فليس ذلك مما يمنحه صفة التوقيف لأن التوقيف من الله أو من الرسول معتمدا في ذلك على نص من العز بن عبد السلام لم يره أحد في كتبه. مع علم المستشرق البريء بأن الرسولصل1 أمَر وحضَّ وحثَّ على اتباع الخلفاء الراشدين، وهذا من أهمّ أعمال الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وقد سمّى الرسول صل1 عملهم سنة بأحاديث لا يمتري في صحتها ووضوح دلالتها وصدقها مسلم. ثم يطالب المستشرق البريء بدليل ينص، ومن دون أدنى احتمال، على أن الرسول صل1 أجلس الصحابة في درس الإملاء وأمرهم بحذف هذه الألف وإثبات تلك، ووصل (((مما رزقنهم))) في البقرة وفصلها في النافقون وتصوير همزة (((شركؤا))) في الانعام والشورى فقط وكتب لهم على رِقِّ الغزال ملخصا في الرسم والضبط.
 
أوافق أخي الكريم عبد الرحمن الخيشبان في بعض ما قاله، وأوضح بأني لا أقصد بتسميته (رسم القرآن) أنه توقيفي، فلا يلزم من هذه الإضافة أن يكون جزءاً منه لا يتجزأ، فلو قلنا مثلاً: مالُ زيدٍ، فهل هذا يعني أن المال جزء من زيد؟
فرسم القرآن بالهيئات المكتوبة اجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم ولا تجوز مخالفته لاتفاقهم عليه، ولحث النبي صل1 على اتباع سنة الأئمة المهديين من بعده، وعملاً بفتوى الأئمة في منع مخالفته، والله تعالى أعلم.
 
شكر الله لكم شيخنا إياد وأخانا محمد، لكني أخالفكم الرأي -وما مثلي يخالف مثلكم- ولعلكم تتحفوني بنصائحكم إن كان رأي خطأً أم صوابا:
ورأيي والله أعلم:
رسم المصحف هو الأصح بل لعل التسمية برسم القرآن خاطئة .
ولعل الخطأ فيها من وجوه :
أولا: أن القرآن هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم إذن فإن نسبة الرسم إلى القرآن تستلزم أن يكون جزءا لا يتجزء منه وله أحكامه ، بينما الرسم اجتهادي وليس توقيفي لأنه لم يكتبه النبي صلى الله عليه وسلم
فلو قال قائل أن النبي لم يكتب ولكنه أقر الكتّاب. فنقول: إن النبي أمر الكتّاب بالكتابة لكنه لم يرد ما يدل على إقراره لهم على ما كتبوه، ثم كيف يقرهم وهو صلى الله عليه وسلم أميّ لا يقرأ ولا يكتب .
ثم إن الرسم إجتهادي ، ودليل ذلك قول عثمان لكتبة الوحي : " ذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم " ، ولا خلاف فيما هو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
يقول قائل : فما تقولون في القراءات وهي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فنقول : إن هناك فرقا بين الأمرين ، فالقراءات أُقرئها النبي صلى الله عليه وسلم وأقرأ بها وأقر الصحابة عليها وقال -كما في قصة عمر وهشام - "هكذا أنزلت" لكلا الصحابيين .
ثم كيف يأمر عثمان الكتبة بحذف شيء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلمز
يقول قائل : كيف تقولون هذا وأنتم تشترطون لصحة القراءة ( الواحدة من القراءات) أن تكون موافقة لخط المصحفز
فكما أن ما خالف خط المصحف لا يقرأ به على شرطكم فكذا في الرسم .
فيجاب: أن القراءة تثبت بالرواية فهي موجودة وإن لم توافق خط المصحف، وإن لم يُقرأ بها على أنها قراءة صحيحة على شرط أهل الفن في علم القراءات وإن كانت تعتبر كأخبار الآحاد (وفي هذا تفصيل يرجع إليه في كتب القراءات)
أما الرسم فإن حذف من خط المصحف فإنه يزول ويندثر ويضيع وهذا ينافي حفظ القرآن الذي تكفل الله به .

والله هو الأعلم والأجل ووحده سبحانه المعصوم من الخلل والزلل
وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى
شكر الله لك ، وأنا أخالفك الرأي وأقول لك أن التسمية برسم القرآن ليست خاطئة وسوف أثبت لك ذلك إن شاء الله ، ولكن قبلها لي تعليق على قولك : (( إن القرأن هو كلام الله المنزل على محمد صل1 إذن فإن نسبة الرسم إلى القرآن تستلزم أن يكون جزءاً لا يتجزء منه وله أحكامه ، بينما الرسم اجتهادي وليس توقيفي [ كذا : والصواب توقيفياً ] لأنه لم يكتبه الني صل1 )) مع أنك ادخلتنا حول توقيف رسم المصحف أو عدم توقيفيته وهذا يحتاج إلى كلام طويل ليس هذا مجاله ، أقول : إذا قلنا مصحف هل يعني هذا أنه أنه ليس هو كلام الله المنزل على محمد صل1 ؟ ! وهل دلالة مصحف تختلف عن دلالة قرآن ، وكتاب ؟ أظن أن القرآن والكتاب والمصحف كلها كلمات تدل على كلام الله المنزل على محمد صل1 ، وهذه المفارقة بينهما لا تصح .
أما حول صحة تسمية رسم القرآن فمراجعة يسيرة إلى تراث سلفنا الصالح يثبت صحة هذه التسمية ، وأنهم استعملوا هذا المصطلح للدلالة على هذا العلم ، فقد ذكرت الفهارس أن لأبي حاتم السجستاني ( ت 248 هـ ) كتاباً عنوانه ( رسم القرآن )، وقد اطلق الخراز ( ت 718 هـ ) على منظومته الشهيرة ( مورد الظمآن في رسم القرآن أو رسم أحرف القرآن ) وكذلك جاءت شروح المورد متواترة على هذه التسمية من غير اعتراض ، منها على سبيل التمثيل لا الحصر : ( تنبيه العطشان شرح مورد الظمآن في رسم القرآن للرجراجي ، والتبيان في شرح مورد الظمآن في رسم القرآن لابن آجطا،وفتح المنان شرح مورد الظمآن في رسم القرآن لابن عاشر ، ودليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم القرآن للمارغني التونسي ) وغيرها ، كما اطلق الشيخ محمد نظام الدين الأركاتي على كتابه ( نثر المرجان في رسم نظم القرآن ) ، وكذلك سيد بركات الهوريني الأزهري سماه ( الجوهر الفريد في رسم القرآن المجيد ) .
كما وردت هذه التسمية في منظومة الشيخ محمد العاقب [ وهو من علماء الرسم في شنقيط توفي سنة ( 1312هـ ) ] في رسم المصحف ( كشف العمى ) :
رسمُ القرآن​
ِ سنةٌ متبعةْ = كما نحا أهلُ المناحي الأربعة
لأنه إِمَّا بأمر المصطفى = أو باجتماع الراشدين الخُلفا

كما جاءت هذه التسمية في مصنفات علوم القرآن ، منها كتاب تأريخ القرآن للشيخ محمد طاهر كردي ، وكتاب مناهل العرفان للزرقاني ، ومباحث في علوم القرآن للدكتور مناع القطان ، ومباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح وغيرها ، وبعد هذا يقال إن هذه التسمية خاطئة !
 
أعجبي وصف " المستشرق الداخلي " ، ولم يعجبي وصف الاستشراق بأنه " استشراق بريء "!.
وسنة الخلفاء لا تؤول إلى أحكام توقيفية ، كما لا يؤول فهم النص أو التعامل مع مصلحة إلى نص ، ولو أجمعوا عليه ، لأن سنتهم سنة اجتهادية تطبيقية تدور على النصوص والمصالح ، وليست تشريعية إنشائية ، وفرق ما بين النص والاجتهاد لا يخفى على الدارس .
 
أعجبي وصف " المستشرق الداخلي " ، ولم يعجبي وصف الاستشراق بأنه " استشراق بريء "!.
وسنة الخلفاء لا تؤول إلى أحكام توقيفية ، كما لا يؤول فهم النص أو التعامل مع مصلحة إلى نص ، ولو أجمعوا عليه ، لأن سنتهم سنة اجتهادية تطبيقية تدور على النصوص والمصالح ، وليست تشريعية إنشائية ، وفرق ما بين النص والاجتهاد لا يخفى على الدارس .
المراد بالبراءة هنا أنه يملك أساليب ومنهجية الاستشراق لكنه لا يقصد قصْد الاستشراق النصراني.
أما قولكم بأن سنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهملا تؤول إلى حكم توقيفي فالسؤال هو: هل أمْرُ أو نهْيُ النبي صل1 توقيفي أم لا ؟ فإن كان توقيفيا فقد أمرنا بقوله [عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين] أن نتخذ سننهم أمورا توقيفية، ولا شك أن من تعمد ترك سنة الخلفاء الراشدين فقد خالف الرسول صل1. إذا كان هذا التقرير صحيحا فالرجاء بيان عدم توقيفية عمل الخلفاء الراشدين !
وإن لم يكن أمره أو نهيه توقيفا فالرجاء شرح كيف يجمع الإنسان الإسلام ومخالفته صل1
 
التعجب جملة إنشائية لا تحتمل صدقاً ولا كذباً ! وعجبي من هذا الباب !
والتوقيف في دلالته اللغوية والشرعية : هو النص ، لا مفهوم النص . وقد توفي النبي الكريم تاركاً نصوص الدين في حال الكمال الذي لا نقص فيه قط، ولا مجال فيه لاستدراك . فما لم يكن يومئذ نصاً فلا يكون بعد ذلك توقيفاً بحال . وسنة الخلفاء مبنية على الاهتداء بالنص الذي هو قول الله وقول رسوله أو فعله أو تقريره ، فسنة الخلفاء مصدر فقهي تبعي لا أصلي .
وهي سنة واجبة الاتباع في حال الإجماع قطعاً ، من غير أن يكون ذلك توقيفاً ، بقدر ما هو تطبيق للحكم وبيان لمعناه أو تطبيق للمصلحة التي جاء بها الشرع وأخذ بها ، فباب " النص " مغلق بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، بل منذ قبيل وفاته ، ومفاتيحه الأسانيد الصحاح ، وباب " الاجتهاد " مفتوح لأهله كالخلفاء الفقهاء .
والله أعلم .
 
ينبغي معرفة مصطلح (توقيف)، ما معناه؟
وهل كل ما فعله الخلفاء الراشدون في الأمور التعبدية مما لم يرد به النص ـ قرآناً، أو سنةً ـ يسمى توقيفاً؟
فهذا ربما يقرَّب بين الأقوال، فجميع المشاركين في هذه الصفحة ـ فيما يظهر لي ـ متفقون على عدم جواز مخالفة رسم المصحف، وإن اختلفوا في كونه توقيفاً أو اجتهاداً من الصحابة.
 
" التوقيف : النص " هذه عبارة الأزهري في التهذيب وابن منظور في اللسان والزبيدي في التاج وغيرهم .
 
التعجب جملة إنشائية لا تحتمل صدقاً ولا كذباً ! وعجبي من هذا الباب !
والتوقيف في دلالته اللغوية والشرعية : هو النص ، لا مفهوم النص . وقد توفي النبي الكريم تاركاً نصوص الدين في حال الكمال الذي لا نقص فيه قط، ولا مجال فيه لاستدراك . فما لم يكن يومئذ نصاً فلا يكون بعد ذلك توقيفاً بحال . وسنة الخلفاء مبنية على الاهتداء بالنص الذي هو قول الله وقول رسوله أو فعله أو تقريره ، فسنة الخلفاء مصدر فقهي تبعي لا أصلي .
وهي سنة واجبة الاتباع في حال الإجماع قطعاً ، من غير أن يكون ذلك توقيفاً ، بقدر ما هو تطبيق للحكم وبيان لمعناه أو تطبيق للمصلحة التي جاء بها الشرع وأخذ بها ، فباب " النص " مغلق بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، بل منذ قبيل وفاته ، ومفاتيحه الأسانيد الصحاح ، وباب " الاجتهاد " مفتوح لأهله كالخلفاء الفقهاء .
والله أعلم .
لم أفهم ما ذكرتموه من التعجب
ثم إن الغرض هنا إثبات توقيفية رسم القرىن فقط بغض النظر عن ثانويته وأولويته. ونحن لا نخالف بأن التوقيف لايكون إلا بالنص، ولا نجادل في أن ما لم يكن نصا قبل وفاته صل1 لا ولن يكون نصا في الدين الإسلامي. ولم نعرج على هذه كلها لتنقيح المناط حتى لا تتوسع دائرة النقاش ولاعتبارها من البديهيات جدا خاصة مع شاعر مفلق مثلكم.
وحسب أساليب العربية فإن قوله صل1 [عليكم بسنتي] أمر ترغيبي، وتتوفر فيه كل عناصر النصية، ومقتضى هذا الأمر فيما يعنينا هنا اتباع سنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ورسم القرآن من أكبر سننهم. إن لم يكن هذا نصا فأين النص ؟
 
فسنة الخلفاء مصدر فقهي تبعي لا أصلي .وهي سنة واجبة الاتباع في حال الإجماع قطعاً .
والله أعلم .
السلام عليكم
بما أن إجماعهم واجب الإتباع ، ويحرم مخالفته ، فلا فرق إذن في الحكم من جهة الحل والحرمة ، والفرق فقط في وجود النص وبذلك يتفق الفريقان .
وقولكم " وسنة الخلفاء مبنية على الاهتداء بالنص الذي هو قول الله وقول رسوله أو فعله أو تقريره"
إذا كان سنة الخلفاء مبنية علي النص فهوكالنص الذي يبني عليه التوقيف إلا أنه أنقص درجة دون التأثير في الحكم .
وعليه رسم المصحف أو رسم القرآن توقيفي علي هذا التدرج كما نقلت النصوص عن الإئمة بتوقيف الرسم . والله أعلم
والسلام عليكم
 
عليه رسم المصحف أو رسم القرآن توقيفي علي هذا التدرج كما نقلت النصوص عن الإئمة بتوقيف الرسم . والله أعلم
القائلون بالتوقيف لا يرون هذا التدرج، وإنما مرادهم بهذا المصطلح أن النبي صل1 علم الصحابة الكرام رضي الله عنه كيفية كتابة القرآن الكريم، وينكرون أن هذه الكيفيات اجتهاد من الصحابة رضي الله عنه ، والسؤال موجه للشيخ الفاضل عبد الحكيم حفظه الله:
أين نصوص الأئمة المنقولة عنهم بتوقيف الرسم؟
 
القائلون بالتوقيف لا يرون هذا التدرج، وإنما مرادهم بهذا المصطلح أن النبي صل1 علم الصحابة الكرام رضي الله عنه كيفية كتابة القرآن الكريم، وينكرون أن هذه الكيفيات اجتهاد من الصحابة رضي الله عنه ، والسؤال موجه للشيخ الفاضل عبد الحكيم حفظه الله:
أين نصوص الأئمة المنقولة عنهم بتوقيف الرسم؟
السلام عليكم
شيخنا الحبيب عند حديثي تدرجت مع ما قاله د. عصام المجريسي من أن سنة الصحابة تابعة لا أصلٌ ، ثم قرر وجوب اتباع الصحابة فيما أجمعوا عليه ولا شك أن الرسم منه . وهذا ليس جوابا علي من يقولون بالتوقيف ، بل هو جواب علي من ينكرون التوقيف مع إقرارهم بإجماع الصحابة علي رسم المصحف ..أظن المسألة قد وضحت في قضية التدرج . فالحكم التحريم سواء من جهة التوقيف أم من جهة اتباع إجماع الصحابةرضي الله عنهم .
أما النصوص ما نقله د.عبد الكريم صالح في كتابه "المتحف في رسم المصحف " ص172 : قال الشيخ الدباغ : ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة وإنما هو توقيف من النبي صل1 ....)ا.هـ
ثم ذكر بعض الأحاديث واستنبط منها توقيفية الرسم . والله أعلم
وهناكتاب رسم القرآن معجز كلفظه ولا يمكن تغييره " لمحمد سامر ذكره د.أنمار قديما مستدلا علي التوقيف
والسلام عليكم
 
والله هو الأعلم والأجل ووحده سبحانه المعصوم من الخلل والزلل
أخي الكريم لعل هذا سبق قلم منك فأحببت تنبيهك
فكما تعلم، كلمة( المعصوم): إسم مفعول من الفعل عصم، وهذا لا يجوز على الله سبحانه وتعالى.
 
بإمكان الشيخ الحبيب محمد الحسن بوصو حفظه الله والشيخ الحبيب عبدالحكيم عبدالرازق حفظه الله مراجعة السطور الأولى من مقدمة الداني للمقنع ، ومن مقدمة أبي داود لمختصر التبيين ، ومناقشة قول شيخي الصناعة في قولهما باصطلاحية الرسم العثماني ، وهما أوثق وأسند وأعرف من الدباغ ومن المراكشي . وقد يكون هذا وحده كفيلاً باختصار كلام طويل لا طائل تحته . وسبق أن نقلته لبعض الإخوة . ولكن الرابط يحتاج إلى بحث . والله أعلم .
 
السلام عليكم
أما النصوص ما نقله د.عبد الكريم صالح في كتابه "المتحف في رسم المصحف " ص172 : قال الشيخ الدباغ : ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة وإنما هو توقيف من النبي صل1 ....)ا.هـ
ثم ذكر بعض الأحاديث واستنبط منها توقيفية الرسم . والله أعلم
قول عبد العزيز الدباغ المشار إليه نقله عنه تلميذه أحمد بن المبارك السجلماسي المتوفى سنة 1156هـ في كتابه: "الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز".
وكنت اشتريت هذا الكتاب في الصيف الماضي وقرأت فيه، ومما استوقفني قول كاتبه في المقدمة ص6: "وكان اجتماعي به ــــ ولله الحمد ــــ في رجب سنة خمس وعشرين ومائة وألف، فبقيت في عشرته وتحت لواء محبته أسمع من معارفه التي لا تعد ولا تحصى، ولم يجر الله تعالى على يدي تقييد شيء من كلامه، بل كنت أسمعه وأعقله، وأذكره لبعض أحبابي وخاصة أصحابي، فكل من سمعه يتعجب منه ويقول: ما سمعنا مثل هذه المعارف. ويزيدهم تعجبا كون صاحبها – رضي الله عنه – أميا لم يتعاط العلم، ومن الذين أعرضوا عنه في الظاهر غاية الإعراض"اهـ
والكتاب مليء بالشطحات الصوفية، والغلو الذي ينبو عنه سمع كل عاقل، وتجدون بعضا من ذلك تحت هذا الرابط:
فهل - بعد هذا - يعول على قوله في الرسم، ويجعل عمدة كل من يتحدث عن توقيفه أو إعجازه!
أنتظر تحليلكم، بارك الله فيكم.
 
طال الجدل حول توقيف الرسم العثماني، وأنا هنا أحب أن أكرر ذكر دليل على التوقيف لم أُجب عنه سابقاً:
"تلك آيات الكتاب وقرآن مبين": فهو قرآن من حيثية القراءة، وكتاب من حيثية الكتابة.
ثبت بالنص القرآني الكريم أن الرسول عليه السلام يُعلِّم الكتاب. وبما أن تعليم القرآن يعني تعليم تلاوته ومعانيه، فتعليم الكتاب يعني تعليم كتابته ومعانيه. ومن أخرج الكتابة فعليه بالدليل. أما القول إن الرسول عليه السلام كان أمياً فكيف يُعلِّم الكتابة؟! الجواب: هو رسول مُعلَّم يلفظ بالوحي بأكثر من ذلك.
 
[عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي...] نص صريح على توقيفية الرسم، ليس بمفهومه ولا تأويله، ولا لازمه، وليس أنقص درجة ولا عشْر درجة في النص على توقيفية رسم القرآن من قوله تبارك وتعالى: (((حرمت عليكم الميتة...))) في النص على حرمة الميتة.
إذا كان رسم القرآن غير مذكور بلفظه وإنما هو مشمول بكلمة "سنّة" فالكبش الميت حتف أنفه غير مذكور في الآية مع أن الآية نصت على أنها حرام بشمول كلمة "الميتة" إياها.
الداني وأبو داود والخراز والشاطبي وابن القاضي وأبو سرحان مسعود بن جموع، وإبراهيم الأسكوري كلهم على ما ذهبنا إليه من وجوب اتباع الصحابة في فعلهم،وخاصة في رسمهم للقرآن. لأنه الرسم ليس فقط سنة للخلفاء الراشدين الذين أُمرنا بنص خاص بالعض على سننهم بالنواجذ بل هو معزز بإجماع الصحابة الذين أمرنا بنص عام باتباع فعلهم، وبهذا يكون قد ورد في حق عثمان وحده نصان في وجوب الاقتداء به (يراجع متن - وليس شرح - مقدمة مورد الظمآن، وعمدة البيان للخراز) أما عدم تصريحهم بالتوقيف فلعدم الاحتياج إلى ذكره لأنهم كانوا يخاطبون جمهورا لا يحتاج إلى هذا النوع من الجدل، بل هم قد اعتبروا قول مالك "لا ! إلا على الكتبة الأولى" نصا، وهل نحتاج إلى التذكير بأن التوقيف تشريع وأن مالكا لا يشرع ؟
 
السلام عليكم
أما النصوص ما نقله د.عبد الكريم صالح في كتابه "المتحف في رسم المصحف " ص172 : قال الشيخ الدباغ : ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة وإنما هو توقيف من النبي صل1 ....)ا.هـ
ثم ذكر بعض الأحاديث واستنبط منها توقيفية الرسم . والله أعلم
وهناكتاب رسم القرآن معجز كلفظه ولا يمكن تغييره " لمحمد سامر ذكره د.أنمار قديما مستدلا علي التوقيف
والسلام عليكم
مبالغة الشيخ الدباغ التي نقلها عنه تلميذه صاحب الإبريز لم يقبلها أكثر القائلين بالتوقيف ولله الحمد، وليس له نص صحيح يعتمد عليه، فكيف يُطلق عليه نصوص الأئمة، وهو رأي شخص واحد لم يقل به غيره؟ بل كلام الأئمة يفيد خلافه، والله أعلم.
 
[عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي...] نص صريح على توقيفية الرسم، ليس بمفهومه ولا تأويله، ولا لازمه، وليس أنقص درجة ولا عشْر درجة في النصية من قوله تبارك وتعالى: (((حرمت عليكم الميتة...))) في النص على حرمة الميتة.
إذا كان رسم القرآن غير مذكور بلفظه وإنما هو مشمول بكلمة "سنّة" فالكبش الميت حتف أنفه غير مذكور في الآية مع أن الآية نصت في أنها حرام بشمول كلمة "الميتة" إياها.
الداني وأبو داود والخراز والشاطبي وابن القاضي وأبو سرحان مسعود بن جموع، وإبراهيم الأسكوري كلهم على ما ذهبنا إليه من وجوب اتباع الصحابة في فعلهم،وخاصة في رسمهم للقرآن (يراجع متن مقدمة مورد الظمآن، وعمدة البيان للخراز) أما عدم تصريحهم بالتوقيف فلعدم الاحتياج إلى ذكره لأنهم كانوا يخاطبون جمهورا لا يحتاج إلى هذا النوع من الجدل، بل هم قد اعتبروا قول مالك "لا ! إلا على الكتبة الأولى" نصا، وهل نحتاج إلى التذكير بأن التوقيف تشريع وأن مالكا لا يشرع ؟
أحترم رأيك شيخنا الكريم بارك الله فيك لمكانتك في هذا العلم، ولكن لو تأملت شيخنا كلام الإخوة الفضلاء الذين يدافعون عن التوقيف هم يقصدون أن النبي صل1 علم الصحابة رضي الله عنه كيفية الكتابة، وما أظنك توافقهم على هذا القول.
أما استدلالكم بالحديث أنه نص صريح في توقيفية الرسم إن أردتم أنه واجب الاتباع فلا بأس، وحينئذ لا خلاف بينكم وبين القائلين أنه اجتهادي من حيث النتيجة، وإن أردتم أنه ليس اجتهاداً من الصحابة رضي الله عنه وإنما تلقوه عن النبي صل1 فلا شك في بُعْد هذا التفسير عن الحقيقة.
أما عدم تصريح الأئمة بالتوقيف؛ فلأنهم لا يرونه توقيفياً، لعدم وجود الدليل الصحيح على ذلك، وإلا فقد صرح الداني رحمه الله
بتوقيفة عد الآي مع أن الحاجة بالتصريح في الرسم أكثر، والله أعلم.
 
طال الجدل حول توقيف الرسم العثماني، وأنا هنا أحب أن أكرر ذكر دليل على التوقيف لم أُجب عنه سابقاً:
"تلك آيات الكتاب وقرآن مبين": فهو قرآن من حيثية القراءة، وكتاب من حيثية الكتابة.
ثبت بالنص القرآني الكريم أن الرسول عليه السلام يُعلِّم الكتاب. وبما أن تعليم القرآن يعني تعليم تلاوته ومعانيه، فتعليم الكتاب يعني تعليم كتابته ومعانيه. ومن أخرج الكتابة فعليه بالدليل. أما القول إن الرسول عليه السلام كان أمياً فكيف يُعلِّم الكتابة؟! الجواب: هو رسول مُعلَّم يلفظ بالوحي بأكثر من ذلك.

تأمل قولة الرب جل وعلا :
" وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء " .
تكفيك إن شاء الله !
 
[عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي...] نص صريح على توقيفية الرسم، ليس بمفهومه ولا تأويله، ولا لازمه، وليس أنقص درجة ولا عشْر درجة في النص على توقيفية رسم القرآن من قوله تبارك وتعالى: (((حرمت عليكم الميتة...))) في النص على حرمة الميتة.
النص الصريح هو الذي يظهر فيه الحكم والمحكم فيه ، فأين المحكوم فيه هنا . الصحيح أنه نص عام ، وليس بصريح . ولو كان صريحاً لسلم له الجميع . فليس لنا ميل إلى عناد أحد من الإخوة والمشايخ الأحباب .
إذا كان رسم القرآن غير مذكور بلفظه وإنما هو مشمول بكلمة "سنّة" فالكبش الميت حتف أنفه غير مذكور في الآية مع أن الآية نصت على أنها حرام بشمول كلمة "الميتة" إياها.
قياس مع الفارق ، فالكبش الميت داخل بكل صراحة في الميتة (بدلالة المطابقة). أما الرسم فيراد له الدخول بدلالة اللزوم بما لا يلزم .
ثم هناك سنة مقاتلة المرتدين هل هي توقيف نصي على تخريجكم هذا ، وهل هو مشمول ، وهل يدخل في ذلك علم النحو لأنه كان بإرشاد خليفة راشد نحن مأمورون باتباع سنته ؟ وهل هو توقيفي أيضاً ، وهل إيقاع الطلاق بلفظ الثلاث سنة كذلك وهو مما أجمعوا عليه أيام عمر (أو جمع عمر وهو خليفة راشد الناس عليه !)، ولماذا يخالفه اليوم كل المسلمين ... لا شك أنه اجتهاد .
الداني وأبو داود والخراز والشاطبي وابن القاضي وأبو سرحان مسعود بن جموع، وإبراهيم الأسكوري كلهم على ما ذهبنا إليه من وجوب اتباع الصحابة في فعلهم،وخاصة في رسمهم للقرآن. لأنه الرسم ليس فقط سنة للخلفاء الراشدين الذين أُمرنا بنص خاص بالعض على سننهم بالنواجذ بل هو معزز بإجماع الصحابة الذين أمرنا بنص عام باتباع فعلهم، وبهذا يكون قد ورد في حق عثمان وحده نصان في وجوب الاقتداء به (يراجع متن - وليس شرح - مقدمة مورد الظمآن، وعمدة البيان للخراز) أما عدم تصريحهم بالتوقيف فلعدم الاحتياج إلى ذكره لأنهم كانوا يخاطبون جمهورا لا يحتاج إلى هذا النوع من الجدل، بل هم قد اعتبروا قول مالك "لا ! إلا على الكتبة الأولى" نصا، وهل نحتاج إلى التذكير بأن التوقيف تشريع وأن مالكا لا يشرع ؟
كل ما ذكر ليس فيه دليل واحد صريح ، وإنما هي عمومات تحتمل هذا وهذا .
وسيأتي النص الصريح الذي لا يحتمل غير الاصطلاح .
 
وهذان نصان لأكبر أئمة الرسم القرآني يذكران ذلك في صدري كتابيهما نقلاً عن أشياخهما ، قالا بأن ذلك الإجماع إنما هو منعقد على اصطلاح .
ولا داعي للتكثر بذكر أقوال من بعدهم ، فكل من بعدهم ناقل عنهم مسند إليهم ناسج على منوالهم ، أو منحرف عن سنتهم رضي الله عنهم أجمعين .

(1) قال إمام الفن ومحرره أبو عمرو الداني ت 444 هـ ( المقنع 130 ):
"هذا الكتاب أذكر فيه إن شاء الله ما سمعته من مشيختي ورويته عن أئمتي من مرسوم خطوط مصاحف أهل الأمصار: المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وسائر العراق المصطلح عليه قديما مختلفا عن الإمام مصحف عثمان بن عفّان رضي الله عنه وعن سائر النسخ التي انتسخت منه ..." .

(2) وقال الإمام أبو داود سليمان بن نجاح ت 496 هـ ( مختصر التبيين 2 / 5 ) :
" ... ونجعله إماماً يقتدي به الجاهل ويستعين به الحافظ الماهر ويزيل عنهم الالتباس في الحروف والكلم والآي لكثرة تشابه الآي والكلم وتكرار القصص ، رغبة منهم في اتباع الصحابة رضي الله عنهم واقتفاء آثارهم وامتثال ما اصطلحوا عليه من الهجاء قديماً ..." .

ما معنى الاصطلاح هنا ، وقد ذكره الداني بصيغة الاسم : (المصطلح عليه)، وذكره أبو داود بصيغة الفعل : (اصطلحوا عليه) ؟؟. والكتابان في علم الرسم القرآني خاصة ، كما لا يخفى .
منقول من :
http://vb.tafsir.net/showpost.php?p=133767&postcount=66
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القول بكون الرسم القرءاني توقيفا من النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج الى المزيد من الحجج
وهذه بعض الاشكالات التي تأتي على هذا القول من كلام الائمة الذين اشتهروا بتتبع علم الرسم:
قال الشاطبي رحمه الله في الرائية:
لله في الأخيرين في الإمام وفي****البصري قل ألف يزيدها الكبرا


قال الداني بعد ان نقل الاقوال بأن من زاد هذه الالف هو نصر بن عاصم او عبيد بن زياد وذكر الحجج على ضعفها:
(اذا كان ذلك بطل نسبة زيادة هذين الالفين اليهما، وصح ان اثباتهما من قبل عثمان والجماعة رضي الله عنهم على حسب مانزل من عند الله وما اقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم)
لاحظ ان الامام الداني لم ينسب تعليم الكتابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نسب اليه تعليم القراءة، واثبات الكتابة عثمان واصحابه رضي الله عنهم
فكيف يعبر الشاطبي عن ما اثبته الصحابة في المصاحف بالزيادة اذا كانوا اخذوه عن النبي كتابة لأن من انكر هذين الحرفين لم ينكر قراءتهما بل استشكل رسمهما. فرد الشاطبي ذلك بكون الصحابة زادوهما وليس غيرهما.

قال الشاطبي رحمه الله:
ايمة واين ذكرتم وايفكا****بالعراق ولا نص فيحتجرا

قول الشاطبي رضي الله عنه (ولا نص فيحتجرا) اي لا نص في (ائفكا) في غير مصاحف العراق ،
فجعل الكتابة في بقية المصاحف على التخيير، فهل يقول الشاطبي رحمه الله هذا الكلام فيما يظن انه توقيف من
النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ولو كان يرى انه توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم لكان على الاقل قاس بقية المصاحف على مصاحف العراق
ولم يتركه على التخيير.


 
يا سيدي ! الرسم داخل في سنة الخلفاء بنفس الطريقة التي دخل فيها المرحوم الكبش في الميتة، وتسمية ذا بدلالة المطابقة وذاك بدلالة اللزوم من باب "ألا ليت هذا الحمام لنا".
ويحسن أن نفرق بين مجرد حدث تاريخي لم تتكرر ولو تكررت لأصبحت سنة بالنص نفسه، وبين أمر معاش تكرر تكرر الأيام والليالي.
ويكفي عن ما ذكرتم بأن طلاق الثلاث كان مجمعا عليه أيام عمر أنه لم يكن مجمعا عليه قبل عمر ولا بعد عمر، ونحن نتحدث عن المجمع عليه ، ممن يعتد بإجماعهم، من وقت حدوثه إلى الأبد.
وبخصوص الأستاذ/ محمد أحمد الأهدل حفظه الله وزاده رفعة وفضلا، أقول: قد صرحت قبل هذا بأني لا أومن بما نقله ابن المبارك عن الشيخ عبد العزيز الدباغ، لأنه لا يلزمني ذلك، ولا أقول بإملاء النبي صل1 على الصحابة لأني لا أملك دليلا واحدا عليه ولا بأن هذا الرسم نزل عليهم من الله تبارك وتعالى، إنما أقول، وأنا من القائلين بوجوب اتباع رسم لصحابة:
إن هذا الرسم من عمل الصحابة، وعملُهم سنةٌ بالنص، وعليه تحرم مخالفتهم في شيء من ذلك قل أو كثر.
وتكمن المشكلة في: لكن لما ذا تحرم مخالفته ؟
- لأنه من اجتهاد الصحابة، ومخالفتهم رغبةٌ عن فعلهم، وهذا غير لائق بالمسلم، ولكن تجوز مخالفتهم لأنهم مجتهدون، وإن كانت مخالفتهم خلاف الأولى، هذا ما يذهب إليه البعض.
- لأنه سواء كان اجتهادا من اللجنة المختصة منهم، أو ائتمروا فيما بينهم، أو اصطلحوا من عند أنفسهم، أو استأجروا كتبة فاقروهم عليه، أو صادقوا عليه بعدما كتب دون علمهم، فإن النبي صل1 أمر، نصّا، باتباعهم والأخذ بسنتهم، والعض عليها بالنواجذ. فاتباعهم اتباع للنص ومخالفتهم مخالفة للنص. وهذا قولنا.
 
إذا مارت الرمال الناعمة في متاهاتها .. فسيبقى أنه لا خلاف في أن الرسم واجب الاتباع استناناً بعمل الصحابة البشري ، الذي مصدره إجماعهم على أمر قدروا ما فيه من الخير تقديراً اجتهادياً حكيماً ، لا يتطرق إليه الضلال بحال ، لأنهم لا يجتمعون على ضلالة ، وتحرم مخالفته ، كما تحرم مخالفة أي إجماع . وهذا الوجوب الذي مصدره الإجماع لا يرقى بالرسم إلى أن يكون معجزاً كإعجاز القراءة ، لأنه ليس وحياً مثلها نازلاً من السماء على هذا الوصف الذي كتب في زمن عثمان ، ولا ينفي هذا أن يكون الرسم محتوياً على حكم وأسرار أودعها الصحابة فيه ، تتعلق بالكتابة والقراءة . لعلنا نتفق على هذا على الأقل .
وأسجل احترامي الكبير لأستاذنا وشيخنا الشيخ محمد الحسن بوصو حفظه الله ورعاه وأشكر له تنزله ليحاور من هو مثلي .
 
. الصحيح أنه نص عام ، وليس بصريح . ولو كان صريحاً لسلم له الجميع . فليس لنا ميل إلى عناد أحد من الإخوة والمشايخ الأحباب .
لم نكن نقول إلا بانه نص عاما كان أو خاصا.

فكيف يعبر الشاطبي عن ما اثبته الصحابة في المصاحف بالزيادة اذا كانوا اخذوه عن النبي كتابة لأن من انكر هذين الحرفين لم ينكر قراءتهما بل استشكل رسمهما. فرد الشاطبي ذلك بكون الصحابة زادوهما وليس غيرهما.
قال الشاطبي رحمه الله:
ايمة واين ذكرتم وايفكا****بالعراق ولا نص فيحتجرا

قول الشاطبي رضي الله عنه (ولا نص فيحتجرا) اي لا نص في (ائفكا) في غير مصاحف العراق ،
فجعل الكتابة في بقية المصاحف على التخيير، فهل يقول الشاطبي رحمه الله هذا الكلام فيما يظن انه توقيف من
النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
ولو كان يرى انه توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم لكان على الاقل قاس بقية المصاحف على مصاحف العراق
ولم يتركه على التخيير.

المراد بالنص هو نص الرواة عن المصاحف فقط سواء كان الرسم توقيفيا أم اجتهادا من الصحابة رضي الله عنهم.
ثم كل ما كتبه الصحابة وافق اللفظ أو نقص عنه أو زاد عليه يسمى سوادا، وما لم يكتبوه ويلفظ به يسمى حذفا، أي تركا. وليس معنى ذلك أنهم كتبوه ثم حذفوه، بل لم يكتبوه رأسا. وما كتبوه زائدا على الملفوظ يسمى زيادة، ولا علاقة لهذه الزيادة بالتوقيف أو عدمه فقد وقعت في النحو والإملاء المتفق على اصطلاحه.
والتخيير أمر آخر لاعلاقة له بالتوقيف والإرسال
 
إذا مارت الرمال الناعمة في متاهاتها .. فسيبقى أنه لا خلاف في أن الرسم واجب الاتباع استناناً بعمل الصحابة البشري ، الذي مصدره إجماعهم على أمر قدروا ما فيه من الخير تقديراً اجتهادياً حكيماً ، لا يتطرق إليه الضلال بحال ، لأنهم لا يجتمعون على ضلالة ، وتحرم مخالفته ، كما تحرم مخالفة أي إجماع . وهذا الوجوب الذي مصدره الإجماع لا يرقى بالرسم إلى أن يكون معجزاً كإعجاز القراءة ، لأنه ليس وحياً مثلها نازلاً من السماء على هذا الوصف الذي كتب في زمن عثمان ، ولا ينفي هذا أن يكون الرسم محتوياً على حكم وأسرار أودعها الصحابة فيه ، تتعلق بالكتابة والقراءة . لعلنا نتفق على هذا على الأقل .
لا ! لا ! يا سيدي ! يبدو أنكم تردون على غيري. من بداية مناقشتي للموضوع إلى الآن لم أدخل في غيبيات معزولة عن النصوص. إني لم أتكلم عن وجهة نظري في إعجاز الرسم، وإن كنت أرى أنه لوكان الرسم الذي وصل إلينا اجتهاد محض من الصحابة رضي الله عنهم فإنه اجتهاد عجيب، وإلا فكيف يتأتى لمن تعلموا الرسم في أقل من نصف قرنٍ أن يكتبوا نسخا، تتألف كل واحدة منها من ثلاثمائة وثلاثة وعشرين ألفا وستمائة وواحدا وسبعين حرفا، على أحد الأقوال، بنفس الترتيب والمبادئ، ويخالفوا رسومها، ويأتي من بعدهم ثقات جهابذة، يروون القراءة عن الصحابة والتابعين، فنجد أن مرسوم الصحابة يستوعب قراءتهم استيعابا كاملا وعلى المقاس؟
يا سيدي إنما أتسلق باسقات علمكم لأجني ثمر فضلكم
 
إنما أقول، وأنا من القائلين بوجوب اتباع رسم لصحابة:
إن هذا الرسم من عمل الصحابة، وعملُهم سنةٌ بالنص، وعليه تحرم مخالفتهم في شيء من ذلك قل أو كثر.
وتكمن المشكلة في: لكن لما ذا تحرم مخالفته ؟
- لأنه من اجتهاد الصحابة، ومخالفتهم رغبة عن فعلهم، وهذا غير لائق بالمسلم، ولكن تجوز مخالفهم لأنهم مجتهدون، وإن كانت مخالفتهم خلاف الأولى، هذا ما يذهب إليه البعض.
- لأنه سواء كان اجتهادا من اللجنة المختصة منهم، أو ائتمروا فيما بينهم، أو اصطلحوا من عند أنفسهم، أو استأجروا كتبة فاقروهم عليه، أو صادقوا عليه بعدما كتب دون علمهم، فإن النبي صل1 أمر، نصّا، باتباعهم والأخذ بسنتهم، والعض عليها بالنواجذ. فاتباعهم اتباع للنص ومخالفتهم مخالفة للنص. وهذا قولنا.
وهذا الذي أعتقد أنه الصواب والعلم عند الله تعالى.
 
قول عبد العزيز الدباغ المشار إليه نقله عنه تلميذه أحمد بن المبارك السجلماسي المتوفى سنة 1156هـ في كتابه: "الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز".
وكنت اشتريت هذا الكتاب في الصيف الماضي وقرأت فيه، ومما استوقفني قول كاتبه في المقدمة ص6: "وكان اجتماعي به ــــ ولله الحمد ــــ في رجب سنة خمس وعشرين ومائة وألف، فبقيت في عشرته وتحت لواء محبته أسمع من معارفه التي لا تعد ولا تحصى، ولم يجر الله تعالى على يدي تقييد شيء من كلامه، بل كنت أسمعه وأعقله، وأذكره لبعض أحبابي وخاصة أصحابي، فكل من سمعه يتعجب منه ويقول: ما سمعنا مثل هذه المعارف. ويزيدهم تعجبا كون صاحبها – رضي الله عنه – أميا لم يتعاط العلم، ومن الذين أعرضوا عنه في الظاهر غاية الإعراض"اهـ
والكتاب مليء بالشطحات الصوفية، والغلو الذي ينبو عنه سمع كل عاقل، وتجدون بعضا من ذلك تحت هذا الرابط:
فهل - بعد هذا - يعول على قوله في الرسم، ويجعل عمدة كل من يتحدث عن توقيفه أو إعجازه!
أنتظر تحليلكم، بارك الله فيكم.
السلام عليكم
ظننت أنكم تتحدثون عن دباغ آخر وأُعجبتُ بأنه لا يعرف القراءة ونحن نقل عنه أصول ، ولما رجعت لكلام د. عبد الكريم صالح وجدته ذكر الإبريز ص60 وعجبت كيف نقل عنه ؟! .
وعموما دعنا من الدباغ ونناقش الأحاديث التي أوردها :
- كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه فكنت أدخل بقطعة العسب أو كسره فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول لا أمشي على رجلي أبدا فإذا فرغت قال اقرأه فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/260
خلاصة حكم المحدث: [روي] بإسنادين ورجال أحدهما ثقات‏
وجه الدلالة :
في الحديث دليل علي أن القرآن الكريم كتب محله بين يدي الرسول صل1 وكان صل1 يملي علي كتاب الوحي ما أنزل إليه ويرشدهم في كتابته ثم يراجعهم فيما كتبوا حتي إذا وجد خطأ أمرهم بإصلاحه ...)ص173

هل هذا الحديث صالح للتوقيف أو ماذا ؟
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
ظننت أنكم تتحدثون عن دباغ آخر وأُعجبتُ بأنه لا يعرف القراءة ونحن نقل عنه أصول ، ولما رجعت لكلام د. عبد الكريم صالح وجدته ذكر الإبريز ص60 وعجبت كيف نقل عنه ؟! .
وعموما دعنا من الدباغ ونناقش الأحاديث التي أوردها :
- كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه فكنت أدخل بقطعة العسب أو كسره فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتى أقول لا أمشي على رجلي أبدا فإذا فرغت قال اقرأه فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلى الناس الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/260
خلاصة حكم المحدث: [روي] بإسنادين ورجال أحدهما ثقات‏
وجه الدلالة :
في الحديث دليل علي أن القرآن الكريم كتب محله بين يدي الرسول صل1 وكان صل1 يملي علي كتاب الوحي ما أنزل إليه ويرشدهم في كتابته ثم يراجعهم فيما كتبوا حتي إذا وجد خطأ أمرهم بإصلاحه ...)ص173
هل هذا الحديث صالح للتوقيف أو ماذا ؟
والسلام عليكم
قصارى ما يفيده هذا الحديث أن النبي أملى عليهم نص القرآن بلفظه وبكتابتهم. ومراجعتُهم فيما كتبوا يعني أنهم يقرأون عليه ما كتبوه من لفظه، فإن تركوا كلمة استدركوها، وإن زادوا نقصوا، وليس في الحديث دلالة على إرشاده صل1 لهم رضي الله عنهم في واحد من قواعد الرسم الست.
 
قصارى ما يفيده هذا الحديث أن النبي أملى عليهم نص القرآن بلفظه وبكتابتهم، ومراجعتهم فيما كتبوا يعني أنهم يقرأون عليه ما كتبوه من لفظه فإن تركوا كلمة استدركوها وإن زادوا نقصوا، وليس في الحديث دلالة على إرشاده صل1 لهم رضي الله عنهم في واحد من قواعد الرسم الست.
السلام عليكم
النص محتمل أيضا لسقط الحرف .ولكن لا إشكال .
سؤالي شيخنا الكريم : ما الذي دفع زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يشترط في الآية أن تكون مكتوبة بين يدي النبيصل1 في الجمع الأول ولم يكتف بما في الصدور ؟ أعني لماذا خص الكتابة كشرط مع أنه كان يحفظ القرآن ومعه كثير من الصحابة من حفظة القرآن . ؟
وقصة زيد بن ثابت وخزيمة رضي الله عنهما ...فسألت عنهما المهاجرين والأنصار فلم أجدهما عند أحد منهم إلا عند خزيمة بن ثابت الذي أجاز رسول الله
sallah.gif
شهادته فكتبتها في آخر براءة ) .
وقد قال ابن حجر ايضا :
وَالْحَقّ أَنَّ الْمُرَاد بِالنَّفْيِ نَفْي وُجُودهَا مَكْتُوبَة ، لَا نَفْي كَوْنهَا مَحْفُوظَة .)ا.هـ
وقال الزرقاني في "مناهل العرفان"معلقا علي هذه القصة : ..والجواب على هذه الشبهة: أولا: أن كلام زيد بن ثابت هذا لا يبطل التواتر. وبيان ذلك أن الآيتين ختام سورة التوبة لم تثبت قرآنيتهما بقول أبي خزيمة وحده. بل ثبتت بأخبار كثرة غامرة من الصحابة عن حفظهم في صدورهم وإن لم يكونوا كتبوه في أوراقهم. ومعنى قول زيد: حتى وجدت من سورة التوبة آيتين لم أجدهما عند غيره أنه لم يجد الآيتين اللتين هما ختام سورة التوبة مكتوبتين عند أحد إلا عند أبي خزيمة فالذي انفرد به أبو خزيمة هو كتابتهما لا حفظهما......)ا.هـ
فالتوثيق موجود بجمع من الصحابة .. فلم اشترط الكتابة إذن ؟ بل وشاهدان علي أنها كتبت بين يدي النبيصل1 فلم ذلك ؟
فإذا اعتمد زيدرضي الله عنه المكتوب بين يدي النبي صل1 ومعلوم أن عثمان رضي الله عنه اعتمد علي مصحف أبي بكر وقد نسخوا منه لأهل الأمصار ..وأتساءل : ما أهمية الكتابة هنا ؟
والسلام عليكم
 
خلاصة : كتابة القرآن مرت بثلاث مراحل :
1. المرحلة الأولى : هي مرحلة الكتابة بين يدي النبي ، وهذه لم يرد فيها مع الإذن النبوي بكتابة القرآن قيد ولا شرط إلا حذق صناعة الكتابة ، على معهود كتّاب العرب ، وهذا يعرف من سيرة أولئك الكتّاب .
2. المرحلة الثانية : كتابة مصحف أبي بكر ، وهذه المرحلة اشترط فيها أن تكون مصادر جمعه مما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة شاهدين ، واستبعد المنسوخ كآية الرجم...، حتى كانت خاتمة أعمال هذه المرحلة بخاتمة آيتي سورة التوبة ، ولم يكن ذلك الجمع على رسم جامع ، ولا يستطيع مثبت أن يورد دليلاً موثوقاً أنه كان للرسم الجامع مكان في هذه المرحلة . ولذا ظهر الخلاف في المصاحف بعدُ .
3. المرحلة الثالثة : مرحلة كتابة مصاحف عثمان ، وهذه المرحلة اعتمد فيها على مصحف أبي بكر ، واشترط معه أن تكون كتابة النسخ الجديدة على رسم جامع يجمع كل القراءات النازلة ، ليقضوا على فتنة اختلاف المصاحف التي أفضت إلى اختلاف القراءة ، وهذا ما يفسر أن زيداً في هذه المرحلة كان يراسل الصحابة في تخير أوجه الرسم من مثل : التابوه ، ويتسنه ... والدليل على أن الفتنة كانت بسبب اختلاف الرسم (في الغالب) أن الفتنة انتهت بعد توحيدهم على مصحف إمام جامع للقراءات التي بقيت كلها محفوظة فيه على الأرجح . وغير مستبعد أن يكون بعض الرسم مبطلاً لقراءات مبتدعة كانت انتشرت في ذلك الحين ، أو منبها على أخرى ثابتة وصحيحة كان يخشى أن تنسى .
وهذا الاتفاق الحاسم للفتنة في المرحلة الثالثة لعله هو الذي دفع عامل الأمويين إلى حرق مصحف أبي بكر الذي كان في بيت حفصة ، لأنه في رسمه القديم ليس كمصحف عثمان تماماً ، وقد يكون مثار فتنة قابلة ، وإلا فما الداعي لحرقه ؟!
والله أعلم .
 
جزاكم الله خيراً أجمعين
للمتابعة والدّعاء والاستدعاء​
 
سؤال الأستاذ الكريم/ عبد الحكيم وارد بقوة في مجال الاستدلال على توقيفية رسم القرآن، لكن اشتراط الصحابة استبعاد ما لم يكن مكتوبا بين يدي رسول الله صل1لا يرِدُ هنا لأسباب منها:
- أن هذا الشرط من عند الصحابة رضي الله عنهم وليس من عنده صل1.
- أنه مضى أن الأحاديث الدالة على كتابة القرآن بين يديه صل1 خالية عن أي تدخل منه صل1 في هيئة الحرف بل في كمال النص وتمامه وترتيبه وعدم زيادته، من باب توثيق النص.
- وقصارى ما روي عن الخلفاء الراشدين أنفسهم هو فصل عثمان في مسألة التابوت.
ومسألة رسم القرآن من المسائل الإيمانية. وإني، على كثرة عجائب هذا الرسم ودقته وكفايته، لأميل إلى أن لعمل الصحابة في رسم المصحف مصدرا نبويا أو إلهيا ولكني لم أملك دليلا على ذلك. ومن لا يملك دليلا يكفيه الكف عن النزاع.
 
أرى الأخوة الكرام يترفعون عن إجابة سؤالي المكرر، ويتمثل بالآتي:
(("تلك آيات الكتاب وقرآن مبين": فهو قرآن من حيثية القراءة، وكتاب من حيثية الكتابة.
ثبت بالنص القرآني الكريم أن الرسول عليه السلام يُعلِّم الكتاب. وبما أن تعليم القرآن يعني تعليم تلاوته ومعانيه، فتعليم الكتاب يعني تعليم كتابته ومعانيه. ومن أخرج الكتابة فعليه بالدليل. أما القول إن الرسول عليه السلام كان أمياً فكيف يُعلِّم الكتابة؟! الجواب: هو رسول مُعلَّم يلفظ بالوحي بأكثر من ذلك))، وعندما نعلم أنه عليه السلام كان يملي على الكتبة ويقيم ما اعوج أفلا يدل ذلك على التوقيف؟!
لكن الأخ عصام حفظه الله أجاب فقال:((
تأمل قولة الرب جل وعلا :" وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء ". تكفيك إن شاء الله !))
وأقول لأخي الكريم تأمل قول الرسول عليه السلام:" لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق". حسنه الألباني.
في بلدنا نقول:"فلان عنده مال لا تأكله النار"، ونقصد أنه كثير جداً يعز على النفاد. وكذلك القول في:" كتاباً لا يغسله الماء"، أي أنه يعز على الزوال لأنه محفوظ. أما ما ورد في الحديث الثاني: "ما احترق"، فإذا كان المقصود المصحف فإنه بالتجربة يحترق، وإذا كان المقصود حفظ القرآن بحيث (لو) كان في جلد - القرآن كل القرآن - ووضع في النار ما احترق لأنه محفوظ. أما حرق صحيفة فلا علاقة لذلك بحفظ القرآن.
وإذا كان القرآن يعز على الزوال والتحريف فإن الملاحظ أن محاولات التحريف تستهدف بالدرجة الأولى تحريف المكتوب.
سبق لنا أن قدمنا أدلتنا على التوقيف في غير هذا المقام ولا يحسن التكرار.
 
تفسيركم للآية الكريمة بأنها نص في تعليم النبي صل1 للصحابة رضي الله عنهم كيفية كتابة القرآن، هل اعتمدتم على أقوال أئمة التفسير؟ وأين وردت هذه الأقوال؟ أم أنه من تفسيركم أنتم للآية؟
نعم استدل د. عبد الحي الفرماوي على التوقيف بأدلة منها هذه الآية وأمثالها، ولكن لا دلالة فيها على ذلك لا من قريب ولا من بعيد، والله أعلم.
 
ليس بالضرورة أن يكون التحريف للمكتوب فقط ، فقد يكون تحريفاً للمقروء أيضاً ، من باب لحن القول وليّ اللسان لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب، ولعله الأكثر ، والقرآن كتاب في الصدر منذ نزول آيات اقرأ ، أي: من قبل أن يكتب في قرطاس ، وصدورهم أناجيلهم ..
والعجز من طرف عن تحصيل الدليل دليل للطرف الآخر .
 
ليس بالضرورة أن يكون التحريف للمكتوب فقط ، فقد يكون تحريفاً للمقروء أيضاً ، من باب لحن القول وليّ اللسان لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب، ولعله الأكثر ، والقرآن كتاب في الصدر منذ نزول آيات اقرأ ، أي: من قبل أن يكتب في قرطاس ، وصدورهم أناجيلهم ..
والعجز من طرف عن تحصيل الدليل دليل للطرف الآخر .
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل عصام المجريسي ـ حفظكم الله ـ إذا كان الحديث محتملا للكتابة أو المقروء فيقال :
إن وجوب اتباع الرسم ، ووضعه شرطا أساسيا في قبول القراءة ، ليرجح كفة من قال بأن التحريف للمكتوب أيضا .
وكذا وقف الإمام حمزة بحسب رسم المصحف وعدم الخروج عنه ليرجح كفة من قال بأن التحريف للمكتوب أيضا.
وهذه أدلة كافية لتوقيف الرسم مع ما تقدم من الأحاديث بخلاف فتاوي أئمة المذاهب بتحريم مخالفة رسم المصحف . والله أعلم .
فهل من توجيه مقبول لهذا الاستدلال ؟
والسلام عليكم
 
شيخنا بارك الله فيك وكبر الله قدرك
أما الاحتجاج بصورة المسألة المتنازع فيها على محل النزاع نفسه فهذا لن يُنتج تقدماً في الحوار ، فالوقف على المرسوم - بهذا اللفظ - ما هو إلا توجيهٌ وضبط لوجه مقروء به من قبل حمزة وغيره ، ومرعيّ في الكتبة أصلاً ، ومأثورٌ نحوه عن بعض العرب في الهمز المتطرف، والعرب كانوا لا يكتبون ولا يعرفون من الرسم إلا رسوم الديار !، والكتابة لاحقة للقراءة لا سابقة .
ولا خلاف بيننا في أن التحريف ينتاب المقروء كما ينتاب المكتوب ، ولكن الاعتراض كان على قَصْر التحريف في أحدهما ، وهو المكتوب فقط ، ومن ثمةَ الاستدلال به - على بعده ، وعلى ما فيه من تحكم واضح - على توقيف المكتوب !.
والتوقيف الذي هو النص المعصوم من الشارع الحكيم لا يجوز لأحد - مهما كان - تقريرُه إلا بأمر إلهي أو نبوي صريح أو حديث مرفوع إلى النبي ، وليس باجتهاد أو فتاوى ، فلا عصمة إلا لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام .
وحتى في مجال الفتوى عندنا فتاوى أخرى تجيز الكتابة بخلافه في بعض الأحوال ، بلا حرمة وحرج !، والمفتي بذلك له أجر أو أجران ! ..
 
لكن الأخ عصام حفظه الله أجاب فقال:((تأمل قولة الرب جل وعلا :" وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء ". تكفيك إن شاء الله !))
وأقول لأخي الكريم تأمل قول الرسول عليه السلام:" لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق". حسنه الألباني.
في بلدنا نقول:"فلان عنده مال لا تأكله النار"، ونقصد أنه كثير جداً يعز على النفاد. وكذلك القول في:" كتاباً لا يغسله الماء"، أي أنه يعز على الزوال لأنه محفوظ. أما ما ورد في الحديث الثاني: "ما احترق"، فإذا كان المقصود المصحف فإنه بالتجربة يحترق، وإذا كان المقصود حفظ القرآن بحيث (لو) كان في جلد - القرآن كل القرآن - ووضع في النار ما احترق لأنه محفوظ. أما حرق صحيفة فلا علاقة لذلك بحفظ القرآن.
وإذا كان القرآن يعز على الزوال والتحريف فإن الملاحظ أن محاولات التحريف تستهدف بالدرجة الأولى تحريف المكتوب.
سبق لنا أن قدمنا أدلتنا على التوقيف في غير هذا المقام ولا يحسن التكرار.

إذا كان الكتاب لا يغسل بالماء ، وإذا كان إهاب القرآن لا تحرقه النار ، وقلت يا أخي الحبيب إنه بالتجربة والمشاهدة نرى جواز احتراق الصحف وجواز محوها بالغسل .. أفلا يدلنا ذلك ويحثنا ويدفعنا على أننا يجب أن نتدبر المقصود من الحديث ، وأن ننعم التأمل أكثر ! ولا نتسرع في التقرير قبل التحرير ؟
 
إذن لنرجع إلى صريح القرآن الكريم: "ويعلمهم الكتاب": الرسول عليه السلام يُعلِّم الكتاب. ثم تأتي الأحاديث الصحيحة لتبين حرص الرسول عليه السلام على اتخاذ كتبة يكتبون بين يديه ويصحح لهم ما أعوج. ثم نجد الرسم يخالف المعهود عند العرب، حتى يقال إن رسم المصحف لا يقاس عليه. ثم نجد رسم المصحف لا يسير على قاعدة واحدة في الكلمة الواحدة.
 
إذن ........... لنرجع إلى صريح القرآن الكريم: "ويعلمهم الكتاب": الرسول عليه السلام يُعلِّم الكتاب............. ثم تأتي الأحاديث الصحيحة .............. لتبين حرص الرسول عليه السلام على اتخاذ كتبة يكتبون بين يديه ............ ويصحح لهم ما أعوج........... ثم نجد الرسم يخالف المعهود عند العرب، ....................حتى يقال إن رسم المصحف لا يقاس عليه. ..............................ثم نجد رسم المصحف لا يسير على قاعدة واحدة في الكلمة الواحدة !!!!!!!!.
هناك فراغات هائلة بين جمل الكلام ، يتم التنقل بينها بالقفز الواسع إلى النتائج ورقعها بالرأي وإقامة الجسور من الوهم وإنشاء قواعد من العدم وتعميمها بسخاء .
 
إذن لنرجع إلى صريح القرآن الكريم: "ويعلمهم الكتاب": الرسول عليه السلام يُعلِّم الكتاب. ثم تأتي الأحاديث الصحيحة لتبين حرص الرسول عليه السلام على اتخاذ كتبة يكتبون بين يديه ويصحح لهم ما أعوج. ثم نجد الرسم يخالف المعهود عند العرب، حتى يقال إن رسم المصحف لا يقاس عليه. ثم نجد رسم المصحف لا يسير على قاعدة واحدة في الكلمة الواحدة.
القول هنا كسابقه، هل لهذا التفسير مصدر؟ أم أنه من تفسيركم للآية؟
وفرْق بين أن يصحح النبي صل1 للصحابة رضي الله عنهم الكتابة، وبين أن يصحح لهم المكتوب.
 
الأخ الكريم الأهدل
أهل التفسير يفسرون ما يحتاج إلى تفسير. فلا يعقل أن يفسر المفسر ألفاظ مثل: قال، جاء، كتاب، جبل، ...ألخ.
الأمر بسيط: الرسول عليه السلام يعلِّم الكتاب. ويبدو أن الاستدلال فاجأ البعض، فهو غير معهود، ويبدو أنه غير مردود.
 
عودة
أعلى