عصام المجريسي
New member
- إنضم
- 09/09/2009
- المشاركات
- 363
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
أما وقد أبديت إصراراً على إيراد هذه الآية الكريمة العامة الدلالة (يعلمهم الكتاب)، وتريد لها أن تكون صريحة في الدلالة على أن الرسول الكريم علّم الصحابة فنون الكتابة ، وأنه كان يملي عليهم حرفاً حرفاً ، وحركة حركة وسكوناً سكوناً ومحذوفاً محذوفاً وزائداً زائداً ... وأن (يعلمهم الكتاب) تعني : يعلمهم الرسم !!... فلا مناص من تناول دلالتها هذه بالذات :
أولاً: لا يجوز الادعاء - إذا لم نقل الافتراء - على المفسرين وتعميم الادعاءات كقواعد مسلّمة ، والحال أن كتبهم منشورة ، فالمفسرون رضي الله عنهم فسروا لنا كلمات كثيرة من نحو ذلك الذي ذُكر ، فسروها بلا تسرع ، وفرّقوا بينها بلا تعميم ، واستعملوها في مواردها بلا مصادرات .
ثانياً: تلك التفاسير للألفاظ المدعى أنهم لم يفسروها تظهر لكل متصفح فقد ذكروا لنا نظائرها ، وفروقها ، وجوامعها ، واشتراكها ، وانفرادها ، وفحواها ، ونصها ، ومنطوقها ، ومفهومها ، وخصوصها وعمومها وطلاقتها وتقييدها .... وكل ما يتعلق بها ! ، مثال ذلك : كتاب وكُتُب وكَتَبَ وكتبناها ويكتب وكُتِب وكاتب ورَقّ وقرطاس وقراطيس صحف ... وذكروا معانيها ولغاتها وشواهدها ... تجدها طوع اليدين ، في كل معجم .
ثالثاً: قد فسر لنا المفسرون هذه الكلمة محل الادعاء : (الكتاب) والتي يدعى عليهم أنهم لم يفسروها !!!
هذا واحد منهم يكذب كلام من يقول إن المفسر لا يُعقل أن يفسر كلمة كتب وجاء وجبل ... إلخ
قال المفسر الفقيه الحسين بن محمد الدامغاني :
" ك ت ب : على عشرة أوجه : الكتابة . الحساب . اللوح . عدة المرأة . أعمال بني آدم . الرزق والأجل . القرآن . التوراة . الإنجيل . الفرض ". قاموس القرآن
ألا يبين لنا هذا الكلام من الدامغاني أن كلمة (كتاب) التي يريد أن يفاجئ !!! بها الجميع في دلالتها على تعليم الرسم دلالة قاطعة !!!! حاسمة !!!! = هي لفظ عام ، يحتمل عشرة احتمالات ؟؟؟.
فكيف يقال بجرة قلم : (لا يعقل أن يفسر المفسر ألفاظ مثل: قال، جاء، كتاب، جبل، ...ألخ)؟؟؟
لو كان الدين بالعقل لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره !! علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فكيف إذا ظلم هذا العقل فلم تستوف له المقدمات التي يقتدر بها أن يصدر نتائجه المنطقية المرضية ؟!.
رابعا: المفسرون لم يتركوا لمتقول متعاقل بعدهم مقالة ، فقد قال إمامهم محمد بن جرير الطبري ، عند تفسيره لهذا الموضع من سورة البقرة : " ويعني بالكتاب : القرآن ".. ولم يذكر فيها خلافاً ! ، دلالة على الاتفاق . فكيف لم يتنبه المدعي إلى ذلك ؟ أنه يعلمهم المقروء !
خامساً: لم أجد من عرج أو لمح أو أومأ أو ألمع أو نبه إلى أنّ هذه الآية - على ذكر فيها من عموم - تشير أو تعرض أو تتضمن أو تستلزم أو توحي إلى أنه عليه السلام علمهم الرسم القرآني الذي سطر بعد وفاة النبي الكريم بخمسة عشر عاماً ، أو أنه كان يتابع جريان القلم على الرقاع حرفاً حرفاً ، كما يزعم .. فإذا وجدت شيئاً فدلنا على مكانه .
سادساً: العرب قد يستعملون ( كتب ) لما هو أعم مما تريدون تحديده (الرسم) تحكماً بلا دليل ، مما هو قابل للكتابة بالقوة لا ما كتب بالفعل ، والآيات الكثيرة تدل على هذا ، وكلام العرب كذلك .
سابعاً: لو ذهبنا إلى كلمة (يعلّمُهم) لوجدنا العموم أوسع منها في كلمة (الكتاب) : هل يعلّم هي يملي فقط ، كما يزعم ؟؟؟ وإن كان لفظ : (يتلو عليهم آياته) تسد مسد " يملي "، فعليه هو يبين النطق ويري المفهوم ويشرح المعنى ويربطه بواقع الأمر ومجريات الأحداث ومآلات الأنباء ، مما هو من صميم مهمة الرسول .
ولا زال أهل العلم يسوقون حديث : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" ، في سياقات كثيرة ، لا تحتمل علم الرسم بأي وجه ، وكم من مستظهر للقرآن وعالم به ومعلم له ، وهو لا يدري شيئاً من علم الرسم ! ، كأن يكون تعلمه وعلّمه تلقيناً أو من مصحف ، ولا أحد يجترئ على إخراجهم من دلالة الحديث !
ثامنا: أما المفاجأة من هذا اللفظ العام الذي أورده ، وأريد له أن يكون دليلاً مفحماً !!!.. فلا !
ولكنّ الاستغراب من الإصرار على إيراده رغم قصوره عن الدلالة على حل النزاع .. فنعم !
أولاً: لا يجوز الادعاء - إذا لم نقل الافتراء - على المفسرين وتعميم الادعاءات كقواعد مسلّمة ، والحال أن كتبهم منشورة ، فالمفسرون رضي الله عنهم فسروا لنا كلمات كثيرة من نحو ذلك الذي ذُكر ، فسروها بلا تسرع ، وفرّقوا بينها بلا تعميم ، واستعملوها في مواردها بلا مصادرات .
ثانياً: تلك التفاسير للألفاظ المدعى أنهم لم يفسروها تظهر لكل متصفح فقد ذكروا لنا نظائرها ، وفروقها ، وجوامعها ، واشتراكها ، وانفرادها ، وفحواها ، ونصها ، ومنطوقها ، ومفهومها ، وخصوصها وعمومها وطلاقتها وتقييدها .... وكل ما يتعلق بها ! ، مثال ذلك : كتاب وكُتُب وكَتَبَ وكتبناها ويكتب وكُتِب وكاتب ورَقّ وقرطاس وقراطيس صحف ... وذكروا معانيها ولغاتها وشواهدها ... تجدها طوع اليدين ، في كل معجم .
ثالثاً: قد فسر لنا المفسرون هذه الكلمة محل الادعاء : (الكتاب) والتي يدعى عليهم أنهم لم يفسروها !!!
هذا واحد منهم يكذب كلام من يقول إن المفسر لا يُعقل أن يفسر كلمة كتب وجاء وجبل ... إلخ
قال المفسر الفقيه الحسين بن محمد الدامغاني :
" ك ت ب : على عشرة أوجه : الكتابة . الحساب . اللوح . عدة المرأة . أعمال بني آدم . الرزق والأجل . القرآن . التوراة . الإنجيل . الفرض ". قاموس القرآن
ألا يبين لنا هذا الكلام من الدامغاني أن كلمة (كتاب) التي يريد أن يفاجئ !!! بها الجميع في دلالتها على تعليم الرسم دلالة قاطعة !!!! حاسمة !!!! = هي لفظ عام ، يحتمل عشرة احتمالات ؟؟؟.
فكيف يقال بجرة قلم : (لا يعقل أن يفسر المفسر ألفاظ مثل: قال، جاء، كتاب، جبل، ...ألخ)؟؟؟
لو كان الدين بالعقل لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره !! علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فكيف إذا ظلم هذا العقل فلم تستوف له المقدمات التي يقتدر بها أن يصدر نتائجه المنطقية المرضية ؟!.
رابعا: المفسرون لم يتركوا لمتقول متعاقل بعدهم مقالة ، فقد قال إمامهم محمد بن جرير الطبري ، عند تفسيره لهذا الموضع من سورة البقرة : " ويعني بالكتاب : القرآن ".. ولم يذكر فيها خلافاً ! ، دلالة على الاتفاق . فكيف لم يتنبه المدعي إلى ذلك ؟ أنه يعلمهم المقروء !
خامساً: لم أجد من عرج أو لمح أو أومأ أو ألمع أو نبه إلى أنّ هذه الآية - على ذكر فيها من عموم - تشير أو تعرض أو تتضمن أو تستلزم أو توحي إلى أنه عليه السلام علمهم الرسم القرآني الذي سطر بعد وفاة النبي الكريم بخمسة عشر عاماً ، أو أنه كان يتابع جريان القلم على الرقاع حرفاً حرفاً ، كما يزعم .. فإذا وجدت شيئاً فدلنا على مكانه .
سادساً: العرب قد يستعملون ( كتب ) لما هو أعم مما تريدون تحديده (الرسم) تحكماً بلا دليل ، مما هو قابل للكتابة بالقوة لا ما كتب بالفعل ، والآيات الكثيرة تدل على هذا ، وكلام العرب كذلك .
سابعاً: لو ذهبنا إلى كلمة (يعلّمُهم) لوجدنا العموم أوسع منها في كلمة (الكتاب) : هل يعلّم هي يملي فقط ، كما يزعم ؟؟؟ وإن كان لفظ : (يتلو عليهم آياته) تسد مسد " يملي "، فعليه هو يبين النطق ويري المفهوم ويشرح المعنى ويربطه بواقع الأمر ومجريات الأحداث ومآلات الأنباء ، مما هو من صميم مهمة الرسول .
ولا زال أهل العلم يسوقون حديث : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" ، في سياقات كثيرة ، لا تحتمل علم الرسم بأي وجه ، وكم من مستظهر للقرآن وعالم به ومعلم له ، وهو لا يدري شيئاً من علم الرسم ! ، كأن يكون تعلمه وعلّمه تلقيناً أو من مصحف ، ولا أحد يجترئ على إخراجهم من دلالة الحديث !
ثامنا: أما المفاجأة من هذا اللفظ العام الذي أورده ، وأريد له أن يكون دليلاً مفحماً !!!.. فلا !
ولكنّ الاستغراب من الإصرار على إيراده رغم قصوره عن الدلالة على حل النزاع .. فنعم !