أيهما أسرع : قول الله للشيء كن فيكون أو أمر الساعة ؟؟؟

إنضم
07/07/2010
المشاركات
207
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
بالمدينة المنورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في هاتين الآيتين:
1- (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب) 2-(وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)
يقول ابن جرير رحمه الله في تفسير الآية الأولى:
القول في تأويل قوله تعالى:{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
يقول تعالى ذكره:وما أمر قيام القيامة والساعة التي تنشر فيها الخلق للوقوف في موقف القيامة، إلا كنظرة من البصر لأن ذلك إنما هو أن يقال له كن فيكون
عن قتادة( وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ ) قال: هو أن يقول: كن، فهو كلمح البصر فأمر الساعة كلمح البصر أو أقرب، يعني يقول: أو هو أقرب من لمح البصر.
ويقول في تفسير الآية الثانية:
القول في تأويل قوله تعالى : { وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)}
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَمَا أَمْرُنَا لِلشَّيْءِ إِذَا أَمَرْنَاهُ وَأَرَدْنَا أَنْ نُكَوِّنُهُ إِلاَّ قَوْلَةٌ وَاحِدَةٌ : كُنْ فَيَكُونَ ، لاَ مُرَاجَعَةَ فِيهَا وَلاَ مُرَادَّةَ {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : فَيُوجَدُ مَا أَمَرْنَاهُ وَقُلْنَا لَهُ : كُنْ كَسُرْعَةِ اللَّمْحِ بِالْبَصَرِ لاَ يُبْطِئُ وَلاَ يَتَأَخَّرُ.

هل يؤخذ من الآيتين أن سرعة وقوع الساعة أكبر من سرعة قول الله للشيء كن فيكون؟
حيث أن الله تعالى أخبر أن سرعة قدوم القيامة مثل سرعة لمح البصر بل هي أسرع من ذلك
في حين أنه لم يخبر عن سرعة قوله للشيء (كن فيكون) إلا بأنها مثل سرعة لمح البصر
هل ما ذكر صحيح ؟
أفتونا بارك الله فيكم..
 
أخي الكريم إجابتك وجدتها في مداخلتك .
ولكن ما استشكل عليك هو قوله تعالى" أو هو أقرب"
وهي لا تختلف عن كامح البصر . وذلك لأن أكثر ما نعلم هو لمح البصر , فكان كون الشيء بقوله عز وجل مثل أسرع ما نعلم , وقوله أو هو أقرب يشير أن هناك ما لا ندركه أسرع من ذلك وهو تحقق ما أراده الله عز وجل .
 
شكرا على مرورك إلا أني
لم أفهم أن (أو هو أقرب) لا تختلف عن (كلمح البصر)
فهل جملة (أو هو أقرب) زائدة لا معنى لها؟
مع العلم أنه لا يوجد شيء في القرآن زائد لا معنى له
والله أعلم
 
الظاهر أنه لا تعارض بين المعنيين ؛ فأمر الساعة إنما هو من أمر الله تعالى وقوله لها ولما فيها كن فيكون .
ولذلك جمع بينهما الإمام الطبري رحمه الله تعالى فقال : ( "وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ" يقول: وما أمر قيام القيامة والساعة التي تنشر فيها الخلق للوقوف في موقف القيامة، إلا كنظرة من البصر لأن ذلك إنما هو أن يقال له كن فيكون )
فالساعة إنما تقوم بأمر الله تعالى لها بقوله لها كوني فتكون .
والله تعالى أعلم .
 
شكرا على مرورك إلا أني
لم أفهم أن (أو هو أقرب) لا تختلف عن (كلمح البصر)
فهل جملة (أو هو أقرب) زائدة لا معنى لها؟
مع العلم أنه لا يوجد شيء في القرآن زائد لا معنى له
والله أعلم
لم اقل أنه لا معنى لها ولكن يمكنك أن تقول أنت أجمل من الشمس بل القمر ,ففي الحالين أنت أجمل والثانية زادت المعنى .
فلو قال كلمح البصر علم أن أمر الشيء يقاس ويقارب هذا الشيء المشبه به وهو لمح البصر ولما قال أو هو أقرب زادت المعنى دلالة أنه أسرع من لمح البصر وليس مساويا له ولا أقل منه .
ومثله قوله تعالى :{وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون }فبمئات الألاف هي مائة ألف وبالعد هم يزيدون .
والله أعلم
 
الظاهر أنه لا تعارض بين المعنيين ؛ فأمر الساعة إنما هو من أمر الله تعالى وقوله لها ولما فيها كن فيكون .
شكرا على ما تفضلت ولكن
لم أسأل عن وجود تعارض بين الآيتين من عدمه
سؤالي هو:
هل يؤخذ من الآيتين أن سرعة وقوع الساعة أكبر من سرعة قول الله للشيء كن فيكون؟
أو أن الآيتين لا تدلان على ذلك..
وجزيتم خيرا.
 
شكرا على ما تفضلت ولكن
لم أسأل عن وجود تعارض بين الآيتين من عدمه
سؤالي هو:
هل يؤخذ من الآيتين أن سرعة وقوع الساعة أكبر من سرعة قول الله للشيء كن فيكون؟
أو أن الآيتين لا تدلان على ذلك..
وجزيتم خيرا.

لا يؤخذ ذلك من الآيتين ولا تدلان عليه بنوع من أنواع الدلالات المعروفة ؛ لأن مدلولهما واحد ، وهو أن قول الله تعالى للشيء كن يحصل منه أن ذلك الشيء يكون سواء كان قيامة أو أي شيء آخر من غير اعتبار بزمان معين ؛ لأن الزمان بين قوله تعالى كن ، وبين كينونة ذلك الشيء منعدم ألبتة ، وذكر لمح البصر إنما هو للتقريب كما في ذكر سائر المغيبات ؛ فأسماء نعيم الجنة مثلا ما ذكر إلا للتقريب وإلا فلا قاسم مشترك بين رمان الجنة ورمان الدنيا مثلا ونحو ذلك .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
جميل ما خطت أناملكم
فهل تتحفونا بنقل عن أحد ممن سلف تكلم عن هذا الأمر
وشكر الله لكم

عامة المفسرين رحمهم الله تعالى مشوا على هذا المعنى ؛ وإن كان بعبارة غير صريحة صراحة زماننا هذا ..
أما الطبري فقد نقلت لك تسويته بينهما في مشاركة سابقة .
وأما الماوردي رحمه الله تعالى فقال : ( {وما أمْرُ الساعة إلاَّ كلمح البصر أو هو أقرب} لأنه بمنزلة قوله: {كن فيكون} )
وأما البغوي رحمه الله تعالى فقال : ( ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة، في قرب كونها، إلا كلمح البصر، إذا قال له:
كن فيكون، أو هو أقرب، بل هو أقرب )
وأما ابن عطية رحمه الله تعالى فقال : ( والمعنى على ما قال قتادة وغيره:ما تكون الساعة وإقامتها في قدرة الله إلا أن يقول لها كن، فلو اتفق أن يقف على ذلك محصل من البشر لكانت من السرعة بحيث يشك هل هي كلمح البصر أو هي أقرب من ذلك )
وهكذا عامة المفسرين رحمهم الله تعالى .
 
عودة
أعلى