سبق أن تقرر بأن الآيات الواردة في البقرة والمائدة لا يصح أن تكون هي المفصلة لما حرم الله تعالى المشار إليه في آية الأنعام المسؤول عنها لأن السورتين مدنيتان ، والأنعام مكية .
وإذا كان الأمر كذلك ؛ فيبقى آيتان ذكر الله فيهما تفصيل ما حرم ، وهما :
آية الأنعام : ( قل لا أجد فيما أوحي إلى محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة ...) الآية 145
وآية النحل لا يصح كونها مرادة إلا إذا علم نزولها قبل سورة الأنعام ، وقد دلت قرينتان على أنها نزلت بعد الأنعام لا قبلها :
القرينة الأولى : قوله تعالى في الآية 118 سورة النحل : ( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) وهذا الذي قصه الله من قبل مذكور في الأنعام في الآية رقم 146 فدل ذلك على أن الأنعام نزلت قبل النحل .
القرينة الثانية : قال الله تعالى في سورة الأنعام : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ...) الآية 148 ، فأخبر أنهم سيقولون ذلك في المستقبل ، وقد ذكر في النحل أنهم قالوه في قوله : ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ...) الآية 35
وعليه فإن الآية المبينة لقوله : ( وما لكم ألا ئأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه ..) هي آية الأنعام نفسها رقم 145 ، ولا يؤثر كون الآية المفسِّرة متأخرة عن الآية المفسَّرة ؛ لأن السورة نزلت دفعة واحدة .
هذا هو تفصيل هذه المسألة ، وهو مقتبس من شرح الإمام الشنقيطي لهذه الآية من أشرطة التفسير لسورة الأنعام .
س1 . ماهي المشقشقتان والمقشقشتان من سور القرآن ؟
س2 . ورد في سورة هود ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى ، فلم خصت باسم هود وحده ، مع أن قصة نوح فيها أوعب وأطول ؟
جواب السؤال الثاني ذكره الزركشي في البرهان بقوله : ( فإن قيل قد ورد فى سورة هود ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام فلم تختص باسم هود وحده وما وجه تسميتها به وقصة نوح فيها أطول وأوعب ؟
قيل تكررت هذه القصص فى سورة الأعراف وسورة هود والشعراء بأوعب مما وردت فى غيرها ولم يتكرر فى واحدة من هذه السور الثلاث اسم هود عليه السلام كتكرره فى هذه السورة فإنه تكرر فيها عند ذكر قصته فى أربعة مواضع والتكرار من أقوى الأسباب التى ذكرنا .
وإن قيل فقد تكرر اسم نوح فى هذه السورة فى ستة مواضع فيها وذلك أكثر من تكرار اسم هود قيل لما جردت لذكر نوح وقصته مع قومه سورة برأسها فلم يقع فيها غير ذلك كانت أولى بأن تسمى باسمه عليه السلام من سورة تضمنت قصته وقصة غيره وأن تكرر اسمه فيها أما هود فكانت أولى السور بأن تسمى باسمه عليه السلام .) 1/368 بتحقيق المرعشلي
وذكر الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير أنها سميت بذلك لتكرر اسم هود فيها خمس مرات ، ولأنه جاءت مبسوطة في هذه السورة أكثر من غيرها من السور التي وردت فيها .
وأما السؤال الأول فقد يكون جوابه : هما سورتا التوبة والمنافقون .
ويبقى السؤال الذي قبله في انتظار مجيب :
ما الموضع الوحيد الذي خالف فيه حفص شيخه عاصم ؟ وما سبب مخالفته له ؟
كتاب السبعة في القراءات ج: 1 ص: 309
وخالف حفص عاصما فقرأ عن نفسه لا عن عاصم فى الروم من ضعف ضعفا بالضم جميعا اهـ
السبب : قراءته عن نفسه لا عن شيخه، والمقصود عن نفسه عن شيخ آخر
( روي عن حفص قوله : ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف لما روي عن عطية العوفي أنه قال : قرأت على ابن عمر رضي الله عنه : {الذي خلقكم من ضُعف ثم جعل من بعد ضٌعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضُعف وشيبة } فقرأها ابن عمر {خلقكم من ضُعف } و {من بعد ضٌعف} بالضم فيها . ثم قال : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قرأت عليّ فأخذها عليّ كما أخذتها عليك . ) انتهى من المبسوط في القراءات العشر 191 نقلاً عن تعليق لمحققي معاني القراءات للأزهري 2/267 .
قال الأزهري في الموضع المشار إليه : هما لغتان : ضُعف ، وضَعف . والضم أحب إلى أهل الآثار لما روي فيه عن النبي _ صلى الله عليه _ . انتهى
قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي ( رحمه الله برحمته الواسعة) :
وهذه الآيات الكريمات من أدلة أهل السنة والجماعة، على أن الأعمال تدخل في الإيمان، خلافا للمرجئة. وجه الدلالة إنما يتم بذكر الآية التي في سورة الحديد نظير هذه الآيات وهي قوله :
( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) فلم يذكر فيها إلا لفظ الإيمان بالله ورسله، وهناك قال : ( أعدت للمتقين) ثم وصف المتقين، بهذه الأعمال المالية والبدنية. فدل على أن هولاء المتقين الموصفين بهذه الصفات، هم إولئك المؤمنون. اهـ
( تيسير الكريم الرحمن، مجـ 1 ص 273)
إجابة على السؤال :
قال تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين }
وقال في سورة الحديد { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله }
* وجه الدلالة : أن الله جل وعلا في سورة الحديد لم يذكر إلا لفظ الإيمان بالله ورسله ، وفي سورة آل عمران قال : " أعدت للمتقين " ثم وصفهم بالأعمال المالية والبدنية ، فدل على أن المتقين الموصوفين بهذه الصفات هم أولئك المؤمنون .
والعلم عند الله . - ابن سعدي -
قال تعالى ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها )
وقال عن أهل الجنة ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها "و" فتحت أبوبها )
# فما سر الإتيان بالواو في هذه الآية ؟ وجزيتم خيرا .
قال الشنقيطي في أضواء البيان عند تفسيره لقول الله تعالى : { وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } (النساء:15) :
( وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن حكم الرجم مأخوذ أيضا من آية أخرى محكمة غير منسوخة التلاوة وهي قوله تعالى :{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون } فإنها نزلت في اليهودي واليهودية اللذين زنيا وهما محصنان ورجمهما النبي صلى الله عليه وسلم .
فذمُه تعالى في هذا الكتاب للمعرض عما في التوراة من رجم الزاني المحصن دليل قرءاني واضح على بقاء حكم الرجم . ) انتهى كلامه
- يشكل على أن المراد بإجابة الآية المحكمة التي دلت على الرجم وهي قول الله ( ويدرؤا عنها العذاب ) أنه قد يقول قائل المقصود بالعذاب هو الجلد . فما الإجابة ؟
- إجابة السؤال الأخير هي سورة المجادلة .
- السؤال : تقول الحكمة ( ما لايدرك جله لا يترك كله ) . ما الآية التي فيها معنى هذه الحكمة ؟
ذكرتُ في مشاركتي أن الآية مجملة وتفصيلها في السنة وحيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالرجم فليس هناك مجال أن يقول قائل أن هذا العذاب له أن يكون الجلد مثلا فالدين توقيفي وليس مرتعا لكل قائل
إتماماً للفائدة حول سؤال : إسناد التعجب إلى الله في سؤال سابق هنا ، هذه مقالة محررة للأستاذ محمد إسماعيل عتوك وفقه الله بعث بها إلي مشكوراً .
[align=center][color=0033CC]إسناد التعجب إلى الله جل جلاله ووصفه بأنه متعجب[/color][/align]
قال الله جل جلاله مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم:{ فإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابًا أإنا لفي خلق جديد}[ الرعد:5 ]0 وقوله تعالى:{ بل عجبتُ ويسخرون } [الصافات:12 ]، على قراءة من قرأ بضم التاء.
ولسائل أن يسال- هنا-: هل يجوز إسناد العجب إلى الله جل جلاله، ووصفه بأنه متعجب، كما يدل على ذلك قوله تعالى في الآيتين الكريمتين السابقتين؟
وللإجابة عن هذا السؤال لا بد من الوقوف على معنى التعجب، أو العجب عند علماء اللغة والتفسير، ومعرفة أساليبه في النحو والبلاغة، والقرآن الكريم0 ولهذا نقول وبالله المستعان:
أولاً- التعجب- في اللغة والقرآن- مصدر: تعجَّب0 يقال: تعجب من الأمر تعجبًا، فهو متعجِّب، والأمر متعجَّب منه00 ويقال: عجب عجبًا، وعجَّب غيره تعجيبًا0 ويقال: أعجبني الشيء، بمعنى: راقني، وعظم في نفسي وقلبي00 ومنه قوله تعالى: { ومن الناس من يعجبك قوله }[البقرة:204]0 أي: يروقك، ويعظم في قلبك.
ويوصف الأمر المتعجَّب منه بأنه: عجَبٌ، وعجيبٌ، وعُجَابٌ، وعُجَّابٌ0 والمراد من ذلك كله المبالغة في الصفة0 وبينها فروق دقيقة في المعنى00 قال الفخر الرازي:"العجَب أبلغ من العجيب "0 وقال الفيروز آبادي:" العُجَاب ما جاوز حدَّ العجَب ".
ومن( العجَب ) قوله تعالى:{ قل أوحي أنه استمع إلي نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا }[ الجن:1 ]0 أي: بديعًا مباينًا لسائر الكتب في حسن نظمه، وصحة معانيه، ودلائل إعجازه0
ومن ذلك قوله تعالى:{ أكان للناس عجبًا أن أوحينا إلى رجل منهم }[ يونس:2 ]0 أي:جعلوا ذلك أعجوبة لهم، يتعجبون منها، ونصبوه علمًا لهم، يوجهون نحوه استهزاءهم، وإنكارهم0 ولهذا أنكر الله تعالى عليهم ذلك، فجاء بصيغة الاستفهام الإنكاري، التي تفيد التقرير:{ أكان للناس عجبًا؟!}.
ومن( العجيب ) قوله تعالى حكاية عن سارة امرأة إبراهيم- عليه السلام-:{ قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخًا إن هذا لشيء عجيب }[ هود:72 ]0 أي: أن يولد ولد من شيخين هرمين خلافًا للعادة، التي أجراها الله تعالى في العباد؛ فهذا شيء يدعو إلى العجب والدهشة0 ولهذا تعجبت سارة مستبعدة حدوث ذلك0
ومن( العُجاب ) قوله تعالى:{ وعجبوا أن جاءهم منذر وقال الكافرون هذا ساحر كذاب* أ جعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب }[ ص:4- 5 ]0 أي: بليغٌ في العجب0 وقرأالسُّلَمِيُّ:{ لشيءٌ عُجَّاب }، بالتشديد؛ وهو- كما قال الزمخشري- أبلغ من المخفف.
وقال قتادة: هي لغة لأزد شنوءة00 والعرب تقول: هذا رجل كريم، وكرَّام، وكُرَام0
ويعرف علماء البلاغة التعجب بأنه تعبير عن شعور داخلي، تنفعل به النفس حين تستعظم أمرًا نادر الحدوث0 أو: لا مثيل له0 أو: خارقًا للعادة، خفيُّ السبب، مجهول الحقيقة0 فهو( استعظام الشيء مع خفاء السبب )0 وما لم يجتمع هذان الشرطان، لا يكون تعجبًا عندهم0
ثانيًا- وللتعجب أساليب كثيرة: منها ما يقتصر معناه على التعجب0 ومنها ما يتضمن مع التعجب معنى آخر؛ كالتنزيه، والمدح، والذم00 وغير ذلك من المعاني التي تفهم من السياق0 وتنحصر هذه الأساليب في نوعين: أحدهما سماعي0 والآخر قياسي0 والقياسي له صيغتان: ما أفعله0 وأفعل به0
ومن الصيغة الأولى قولهم: ما أحسن زيدًا، وأكرمه00 وجعل بعضهم من ذلك قوله تعالى:{فما أصبرهم على النار }[ البقرة:175 ]، وقوله تعالى:{ قتل الإنسان ما أكفره }[عبس:17 ]0
ومن الصيغة الثانية قولهم: أحسن بزيد، وأكرم به0 وجعل بعضهم من ذلك قوله تعالى:{أبصر به وأسمع }[ الكهف:26 ]، وقوله تعالى:{ أسمع بهم وأبصر } [ مريم:38 ]0
واختلف النحاة والمفسرون في تأويل هاتين الصيغتين على أقوال؛ أشهرها: قول جمهور البصريين0 وهو أن معنى: ما أحسن زيدًا، وأكرمه: شيء جعل زيدًا حسنًا، وكريمًا. وهذا الشيء الذي جعله حسنًا، وكريمًا موجود فيه، لا يمكن تحديده، أو تخصيصه؛ لأنه مجهول الحقيقة0 ولهذا تعُجِّب منه0 هذا رأي الخليل وسيبويه، وقد علَّل له ابن
السراج بقوله:" لأنك، لو خصصت شيئًا، لزال التعجب؛ لأنه إنما يراد به أن شيئًا قد فعل فيه هذا، وخالطه، لا يمكن تحديده، ولا يعلم تلخيصه0 والتعجب كله؛ إنما هو مما لا يعرف سببه0 فأما ما عرف سببه فليس من شأن الناس أن يتعجبوا منه0 فكلما أبهم السبب، كان أفخم، وفي النفوس أعظم "0
وأما- أحسن بزيد، وأكرم به- فأصله عندهم: حسُن زيد0 ثم أدخلت عليه همزة الصيرورة، فصار: أحسنَ زيدٌ0 ثم نقلت صيغة الماضي إلى الأمر لإنشاء التعجب، فصار: أحسنْ زيدٌ0 ثم أدخلت الباء زائدة في الفاعل إصلاحًا للفظ، فصار: أحسنْ بزيد0 ولزمت الباء الفاعل لمعنى التعجب0
فإذا قلت: ما أحسن زيدًا، وأحسن بزيد، فأنت تتعجب من شيء، جعل زيدًا حسنًا0 وهذا الشيء مجهول السبب0 ولهذا ذهب أكثر العلماء إلى أنه لا يجوز إسناد العجب إلى الله تعالى، ووصفه سبحانه بأنه يعجب0 وكان هذا سببًا في اختلافهم في تأويل ما ورد في القرآن الكريم، والحديث الشريف من أقوال ظاهرها إسناد التعجب إلى الله تعالى، ووصفه سبحانه بأنه متعجب0
فمن ذلك قوله تعالى:{ فإن تعجب فعجب قولهم }0 قيل في تفسيره:" إن تعجب يا محمد من قولهم فهو أيضًا عجب عندي "0 وقال الزمخشري:" إن تعجب يا محمد من قولهم في إنكار البعث، فقولهم عجيب حقيق بأن يتعجب منه "0 ثم وصف قولهم بأنه أعجوبة من الأعاجيب. وحكى الرازي عن المتكلمين قولهم:" العجب هو الذي لا يعرف سببه؛ وذلك في حق الله محال0 فكأن المراد: إن تعجب يا محمد فعجب عندك "0
ومن ذلك قوله تعالى:{ بل عجبتُ ويسخرون }، في قراءة من قرأ بضم التاء0 أي: عجب ربنا0 قال الزمخشري:" فإن قلت: كيف يجوز العجب على الله تعالى؛ وإنما هو روْعة تعتري الإنسان عند استعظام الشيء0 والله تعالى لا يجوز عليه الروعة؟ قلت: فيه وجهان: أحدهما: أن يجرَّد العجب لمجرَّد الاستعظام0 والثاني: أن يتخيَّل، فيفرض ".
وقال الرازي:" معناه: أنه صدر من الله تعالى فعل، لو صدر مثله عن الخلق، لدلَّ على حصول التعجب في قلوبهم0 وبهذا التأويل يضاف المكر، والاستهزاء إلى الله تعالى "0
وقال أبو حيَّان:" الظاهر أن ضمير المتكلم لله تعالى0 والعجب لا يجوز على الله تعالى؛ لأته روعة تعتري المتعجب من الشيء0 وقد جاء في الحديث إسناد العجب إلى الله تعالى، وتؤوِّل على أنه صفة فعل، يظهرها الله تعالى في صفة المتعجب منه من تعظيم، أو تحقير، حتى يصير الناس متعجبين منه "0
ومن ذلك قوله تعالى:{ فما أصبرهم على النار }0 أي: ما أجرأهم على عذاب النار! فهذا تعجب من شدة صبرهم على النار0 ومثله ما روي عن الكسائي من أنه قال: " قال لي قاضي اليمن بمكة: اختصم إليَّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حق صاحبه، فقال له: ما أصبرك على الله0 أي: ما أجرأك على عذاب الله0 وأصبر بمعنى: أجرأ لغة يمانية0
ومع هذا فقد ذهب أبو حيان في تأويل الآية الكريمة إلى القول:" إذا قلنا: إن الكلام هو تعجب، فالتعجب هو استعظام الشيء، وخفاء حصول السبب0 وهذا مستحيل في حق الله تعالى؛ فهو راجع لمن يصح ذلك منه0 أي: هم ممن يقول فيهم من رآهم: ما أصبرهم على النار! "0
ومن ذلك قوله تعالى:{ قتل الإنسان ما أكفره }0 قال الزمخشري:" تعجَّبَ من إفراطه في كفران نعمة الله "0 وقال أبو حيان:" الظاهر أنه تعجب من إفراط كفره0 ثم قال: والتعجب بالنسبة للمخلوقين؛ إذ هو مستحيل في حق الله تعالى0 أي: هم ممن يقال فيه: ما أكفره! "0
ومن ذلك قوله تعالى:{ أسمع بهم وأبصر }0 قال الزجاج:" هو تعجب من قوة إبصارهم، وشدة سماعهم يوم القيامة، بعدما كانوا في الدنيا صمًّا لا يسمعون، وعميًا لا يبصرون "0
وخالفه في ذلك المبرد، والزمخشري0 أما المبرد فقال:" لا يقال لله عز وجل متعجب؛ ولكنه خرج على كلام العباد0 أي: هؤلاء ممن يجب أن يقال فيهم: ما أسمعهم، وأبصرهم في ذلك الوقت "0 وأما الزمخشري فقال:" لا يوصف الله تعالى بالتعجب؛ وإنما المراد أن أسماعهم، وأبصارهم يومئذ جدير بأن يتعجب منهما بعدما كانوا صمًّا، وعميًا في الدنيا "0
وليت شعري ما الذي يمكن أن يقولوا في تأويل قوله تعالى:{ أبصر به وأسمع }، وقد أجمعوا على أن الضمير في( به ) يعود على الله تعالى "؟
أيمكن أن يقال فيه: إنه خرج على كلام العباد؟ أم أنه ممن يصح أن يقال فيه: كذا وكذا؟ سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا! وقد قال الفخر الرازي في تفسيره:" هي كلمة تذكر في التعجب0 أي: ما أبصره، وما أسمعه "0
ثم ما الذي يمكن أن يقال في قوله تعالى:{ سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون }[ يس:36 ]0 وفي قوله تعالى:{ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }[البقرة:28 ]؟ أليس هذا تعجب من الله تعالى، وفي حقه سبحانه، ومثله كثير في كتاب الله تعالى، وفي حديث رسوله صلى الله عليه وسلم؟
وأما قوله تعالى:{ بل عجبتُ ويسخرون } فكان شريح يقرأ:( عجبتّ ) بالفتح، ويقول:" إن الله لا يعجب من شيء؛ وإنما يعجب من لا يعلم "0 فقال إبراهيم النخعي:" إن شريحًا شاعر يعجبه علمه، وعبد الله أعلم "0 يريد: عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- وكان يقرأ بضم التاء0
وكان الفراء يقول:" العجب، وإن أسند إلى الله تعالى، فليس معناه من الله كمعناه من العباد "0 وكان يجيز في ( عجبت ) قراءة الرفع، و قراءة النصب، وكان يقول:" والرفع أحب إليَّ؛ لأنها قراءة علي، وابن مسعود، وعبد الله بن عباس "0
أما الطبري فقد حكى قراءة الرفع عن عامة قراء الكوفة، وقراءة النصب عن عامة قراء المدينة والبصرة، وبعض قراء الكوفة، وكان يقول فيهما:" إنهما قراءتان مشهورتان، فبأيهما قرأ القارىء فمصيب "0
نخلص من ذلك كله إلى أن إسناد التعجب إلى الله تعالى جائز، وأن وصفه سبحانه بالمتعجب ثابت في القرآن، والسنة، ولكن على أن يحمل على مجرد الاستعظام، وأن معناه من الله تعالى ليس كمعناه من العباد؛ كما نصَّ على ذلك الفراء0
وخلاصة القول في معنى التعجب ما ذكره الفخر الرازي بعد قوله:" قالوا: التعجب هو استعظام الشيء مع الجهل بسبب عظمه " ، قال:" ثم يجوز استعمال التعجب عند مجرد الاستعظام من غير خفاء السبب0 أو من غير أن يكون للعظم سبب حصول"0
فالتعجب- على هذا- ليس كله مما خفي سببه0 بل أكثره مما علم سببه، بدليل أن سبب العظم لا يخفى إلا على الكافر0 أما المؤمن فسبب ذلك عنده معروف0 فإن تعجَّب- في كثير من الأمور- فإنما يتعجَّب لمجرد الاستعظام0 ومن هنا قيل: التعجُّب من قدرة الله تعالى يوجب الكفر؛ لأنه دليل على الجهل0 ولا يجهل قدرة الله تعالى إلا الكافر0
ولهذا حمل تعجب سارة امرأة إبراهيم عليه السلام على أنه تعجب بحسب العرف والعادة، التي أجراها الله تعالى في عباده، لا بحسب قدرته سبحانه على الخلق والإبداع.
وإنما أنكرت الملائكة عليها تعجبها في قولهم:{ أتعجبين من أمر الله }؛ لأنها كانت في بيت الآيات، ومهبط المعجزات، والأمور الخارقة للعادات0 فكان عليها أن تتوقَّر، ولا يزدهيها ما يزدهي سائر النساء الناشئات في غير بيوت النبوة، وأن تسبح الله، وتمجده مكان التعجب0 وإلى ذلك أشار الملائكة صلوات الله تعالى عليهم بقولهم:{ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت }0 وهو كلام مستأنف لتعليل إنكار تعجبها0 كأنه قيل لها: إياك والتعجب!
فعلى مجرد الاستعظام ينبغي أن يحمل التعجب، إذا صدر من العبد المؤمن، وعليه ينبغي أن يحمل إذا صدر من الله تعالى؛ لأن تأويله على الوجه الذي ذكره المفسرون- كما قدمنا- يصرف الكلام عن وجهه الصحيح، ويخرجه عن حدِّ الفصاحة، والبلاغة التي يمتاز بها أسلوب القرآن الكريم0 والحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلمه البيان!!
تأكيدًا على ما جاء في مقال الأستاذ محمد إسماعيل عتوك، من جواز إضافة التعجب
إلى الله تعالى، ووصفه بأنه تعالى متعجب، أذكر قول الله تعالى في سورة
الانفطار:{ يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم }( الانفطار/6 )0
قرأ الجمهور:( ما غرَّك؟ ) على الاستفهام، وقرأ سعيد ابن جبير، والأعمش:( ما
أغرَّك!؟ )0 وخرجَّت قراءتهما على التعجب، والاستفهام0
وعلى التعجب يكون المعنى: أيُّ شيء غرَّك! وعلى الاستفهام يكون المعنى: ما
أدخلك في الغَرَّة؟ من الغرور0 وهو استفهام يتضمَّن معنى التعجب0(عن البحر
المحيط لأبي حيان: 8/436)0
وعلى المعنيين يكون التعجب مسندًا إلى الله سبحانه وتعالى0
الآية الكريمة التي فيها معنى الحكمة الآتية:( ما لا يدرك جله، لا يترك كله )
هي قوله تعالى:
( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ
فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن
تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً )(النساء :
129 )
قال البيضاوي:" وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء؛ لأن
العدل أن لا يقع ميل البتة، وهو متعذر. فلذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقسم بين نسائه، فيعدل، ويقول:( هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك،
ولا أملك ).
ولو حرصتم- أي: على تحري ذلك، وبالغتم فيه، فلا تميلوا كل الميل بترك المستطاع،
والجور على المرغوب عنها؛( فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله )، فتذروها
كالمعلقة، التي ليست ذات بعل، ولا مطلقة.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم:( من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما، جاء يوم
القيامة وأحد شقيه مائل ).
قال أحد العلماء ):هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو والناسخ أيضًا غير متلو ولا أعلم له نظيرًا :
من القائل ؟ وما هو المثال الذي يريده ؟ مع ذكر المرجع .
القائل: مكي بن أبي طالب القيسي رحمه الله.
والمثال هو: قالت عائشة:( كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات فتوفي رسول
الله وهن مما يقرأ من القرآن رواه الشيخان).
والمرجع هو كتاب:( الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي
( قال مكي هذا المثال فيه المنسوخ غير متلو والناسخ أيضا غير متلو ولا أعلم له نظيرا)، ويعني المثال السابق؛ وهو قول عائشة رضي الله عنها
مع تحياتي
وأنبهك على طريقة تتخلص بها من الوجوه التي تأتي بدلاً من الأقواس في كثير من مشاركاتك ، التي أقوم بتحريرها لك .
فإذا كتبت القوس فاضغط على مفتاح المسافة حتى يكتب القوس كما هو هكذا : ( ..
أو اختر خيار : تعطيل الابتسامات في هذه المشاركة من ضمن الخيارات الموجودة أسفل مربع الكتابة .
[line]
-تحويل اوتوماتيكي لعنوان المواقع: إحاطة عنوان الموقع بالرموز و لتحويلها لعناوين انترنت..
- إعلام بريدي : ستصلك رسالة بريدية عندما يقوم أي عضو بالرد عليك .
-تعطيل الإبتسامات في هذه المشاركة
-عرض التوقيع : إضافة توقيعك بنهاية الرسالة .
هي الواو في يدخلونها الواردة في قول الله تعالى قوله تعالى :( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ . جَنَّاتُ عَدْنٍ [color=0000FF]يَدْخُلُونَهَا[/color] يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ )
ذكر ذلك الشنقيطي في أضواء البيان عند تفسيره لقوله تعالى : { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
حيث قال خلال استطراد له عن أرجى آية في كتاب الله : ( والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد والسابق على التحقيق. [color=0000FF]ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، [/color]فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الاية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أحد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أحد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين .)
أحسنت بارك الله فيك ،
وذكر هذا أيضا في أضواء البيان عند تفسير آية فاطر
قال: من أرجى آيات القرآن العظيم قوله تعالى: { {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (32) سورة فاطر}.
فقد بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إيراث هذه الأمة لهذا الكتاب، دليل على أن الله اصطفاها في قوله: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } وبين أنهم ثلاثة أقسام:
الأول: الظالم لنفسه وهو الذي يطيع الله، ولكنه يعصيه أيضاً فهو الذي قال الله فيه { خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } (102) سورة التوبة }.
والثاني: المقتصد وهو الذي يطيع الله، ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات.
والثالث: السابق بالخيرات: وهو الذي يأتي بالواجبات ويجتنب المحرمات ويتقرب إلى الله بالطاعات والقربات التي هي غير واجبة، وهذا على أصح الأقوال في تفسير الظالم لنفسه، والمقتصد والسابق، ثم إنه تعالى بين أن إيراثهم الكتاب هو الفضل الكبير منه عليهم، ثم وعد الجميع بجنات عدن وهو لا يخلف الميعاد في قوله: {جَنَّـاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} إلى قوله: {وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد والسابق على التحقيق. ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أخد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين ولذا قال بعدها متصلاً بها {وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ} إلى قوله: {فَمَا لِلظَّـالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}.
وذكره في العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير 1/64 و 4/1635
تنبيه : ما ذكره الشيخ عبدالرحمن السديس بقوله : ( وذكر هذا أيضا في أضواء البيان عند تفسير آية فاطر ) ليس كذلك ، فليس في أضواء البيان ما نقلته ، وإنما هو في المرجع الأخير الذي أشرت إليه ، وهو العذب النمير
وهو يذكر ما ليس في أضواء البيان مما فسره في دروسه المسجلة .
صدقت ـ بارك الله فيك ـ ليس في الأضواء في سورة فاطر ، لكنه في موضع آخر من الأضواء وهذا سبب الخطأ :
كنت قد سمعت شرح الشيخ قبل مدة قبل طبعه ، ثم وقفت عليه لما طبع في: العذب النمير .. وأشار جامعه الشيخ خالد السبت في الحاشية بأنه في الأضواء .. ففرحت لأنه عندي على صيغة وورد ؛ فنسلم من تعب الكتابة فنقلته لكي يكون جاهز للجواب.
وكان التفسير (الوورد) قد قسم سبعة أقسام :
1- الفاتحة – النساء 2- المائدة- يونس 3- هود - بني إسرائيل 4- الكهف- الأنبياء 5- الحج والمؤمنون 6- النور – الصافات 7- ص – المجادلة.
فتبادر لذهني أنه يورده في موضعه من سورة فاطر ففتحت الملف (6) الذي هو من: النور – الصافات ، فأعطيته بحث فخرج لي الموضع فنقلته منه ظنا مني أنه في فاطر ، وحين وجدت تنبيهك تبين أن النقل المذكور من سورة النور في الموضع الذي أشار إليه الأخ صالح .
الجواب تجدونه في هذا النص لشيخ الإسلام ابن تيمية :
( (سورة مريم) مضمونها: تحقيق عبادة الله وحده، وأن خواص الخلق هم عباده، فكل كرامة ودرجة رفيعة في هذه الإضافة، وتضمنت الرد علي الغالين الذين زادوا في النسبة إلي الله حتي نسبوا إليه عيسي بطريق الولادة، والرد علي المفرطين في تحقيق العبادة وما فيها من الكرامة، وجحدوا نعم الله التي أنعم بها علي عباده المصطفين.
افتتحها بقوله: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} [مريم: 2]،وندائه ربه نداء خفيا، وموهبته له يحيي، ثم قصة مريم وابنها، وقوله: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}...إلخ [مريم:30]، بين فيها الرد علي الغلاة في المسيح، وعلي الجفاة النافين عنه ما أنعم الله به عليه، ثم أمر نبيه بذكر إبراهيم وما دعا إليه من عبادة الله وحده، ونهيه أباه عن عبادة الشيطان، وموهبته / له إسحاق ويعقوب، وأنه جعل له لسان صدق عليا، وهو الثناء الحسن، وأخبر عن يحيي وعيسي وإبراهيم ببر الوالدين مع التوحيد، وذكر موسي ومن هبته له أخاه هارون نبيا، كما وهب يحيي لزكريا وعيسي لمريم وإسحاق لإبراهيم.
[color=CC0000]فهذه السورة (سورة المواهب)[/color]، وهي ما وهبه الله لأنبيائه من الذرية الطيبة، والعمل الصالح، والعلم النافع، ثم ذكر ذرية آدم لأجل إدريس، {وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [مريم:58] وهو إبراهيم، ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل إلي آخر القصة.)
المرجع : هنــا
[color=FF0000]وهذا سؤال قريب : آية سماها ابن القيم آية الفصل ؛ فما هي ؟[/color]
قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره الأديان ستة: واحد للرحمن، وخمسة للشيطان. قال ابن قيم الجوزية: وهذه الأديان الستة مذكورة في آية الفصل في قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )(الحج : 17 )
وأما النسخان : فنسخ قوله تعالى : { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } ، ونسخ تحريم الوطء بعد النوم في أثناء الليل .
وأما الأمران : فالتكبير ، وإكمال العدة ...
وأما النهيان : فالأكل والجماع ، وهو حقيقة الصوم .
وأما الرخصتان : فالفدية للشيخ ، والفطر في السفر .
وأما الكرامتان : فإنزال القرآن ، وليلة القدر . ) انتهى باختصار .
أقول : وبي بعض ما ذكر ابن العربي نظر ، والله أعلم .
سؤال آخر : في القرآن إشارة إلى أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغناء عن المال والدنيا بالقرآن ؛ فأين توجد هذه الإشارة ؟
ولا ننس شرط الإجابة ، وهو ذكر المرجع .[/align]
أعتذر عن إجابتي السابقة لأنها كانت دون الرجوع لمصدر كما هو مشروط في هذا الموضوع ولذا حاولت حذفها -ولكن بعد فوا ت الأوان فلم أجد بدا من البحث عن مصدر أدعم به إجابتي
وعند البحث تبينت خطأ الإجابة السابقة و عثرت على هذه الإجابة وستكون هذه الإجابة الثانية لي والأخيرة
واعذروني على " تطفلي " عليكم
الآية هي " ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم . لا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين " سورة الحجر
قال ابن أبي حاتم : ذكر وكيع بن الجراح , حدثنا موسى بن عبيدة عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي رافع صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال : ضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيف ولم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم شئ يصلحه فأرسل إلى رجل من اليهود " يقول لك محمد رسول الله : أسلفني دقيقا إلى هلال رجب " قال :لا إلا برهن فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : " أما إني لأمين من في السماء وأمين من في الأرض ، ولئن أسلفني أو باعني لأؤدين إليه " فلما خرجت من عنده نزلت " لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا " إلى آخر الآية ، كأنه يعزيه عن الدنيا
تفسير ابن كثير الجزء الثالث ص 735
وهذه تتمة له :
قال ابن جرير في تفسيره لقول الله تعالى : { لا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين } :
( وذُكر عن ابن عيينة أنه كان يتأوّل هذه الآية قولَ النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرآنِ»: أي من لم يستغن به، ويقول: ألا تَرَاهُ يَقُولُ: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعا مِنَ المَثانِي والقُرآنَ العَظِيمَ لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتَّعْنا بِهِ أزْوَاجا مِنْهُمْ؟ فأمره بالاستغناء بالقرآن عن المال. قال: ومنه قول الآخر: من أوتي القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظَّم صغيرا وصغَّر عظيما. )
وأما سؤالك فإجابته يسيرة ، وسأترك مجالاً للأعضاء الآخرين حتى يشاركوا في الإجابة ....
أمر الله تعالى نبيه بالحلف في ثلاثة مواضع من كتابه الكريم وهي
1- " ويستنبئونك أحق هو قل أي وربي " سورة يونس
2- " وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم " سورة سبأ
3- " زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن " سورة التغابن
وهذا سؤال آخر :-
قال تعالى " فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما انزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لاحجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير "
اشتملت هذه الآية الكريمة على عشر كلمات مستقلات كل منها منفصلة عن التي قبلها حكم برأسها كالتالي :-
1- فلذلك فادع
2- واستقم كما أمرت
3- ولا تتبع أهواءهم
4-وقل آمنت بما انزل الله من كتاب
5-وأمرت لأعدل بينكم
6- الله ربنا وربكم
7-لنا أعمالنا ولكم أعمالكم
8-لاحجة بيننا وبينكم
9-الله يجمع بيننا
10- وإليه المصير
ولا نظير لهذه الآية إلا آية واحدة في القرآن الكريم ( بها أيضا عشرة فصول كهذه )
هو الربا المذكور في قول الله تعالى : {وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ فَلاَ يَرْبُو عِندَ ٱللَّهِ وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ}.
لأن المراد بالربا هنا : الهدية والعطية التي يراد منه جزاء عاجل في الدنيا
جاء في تفسير الطبري : ( حُدثت عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، قال: قال ابن عباس، قوله وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوَ فِي أمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللّهِ قال: هي الهبة، يهب الشيء يريد أن يُثاب عليه أفضل منه، فذلك الذي لا يربو عند الله، لا يؤجر فيه صاحبه، ولا إثم عليه وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ قال: هي الصدقة تريدون وجه الله فَأُولَئِكَ هُمُ المُضْعِفونَ.
قال معمر، قال ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثل ذلك. )
هي قوله تعالى في سورة مريم
" رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا "
رب السماوات والأرض وما بينهما ............. توحيد ربوبيه
فاعبده واصطبر لعبادته ....................... توحيد الوهية
هل تعلم له سميا .............................. توحيد أسماء وصفات