أسئلة مهمة في أصول التفسير

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
10/05/2012
المشاركات
1,360
مستوى التفاعل
37
النقاط
48
الإقامة
جدة
الموقع الالكتروني
tafaser.com
بسم1​


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي الامين وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

في معرض رد شيخنا الكريم فضيلة الدكتور مساعد الطيار وفقه الله على احد مواضيع تساجل فيها الإخوة الكرام و ذيّل رده وفقه الله بفائدة من مقدمة التفاسير للراغب الاصفهاني رحمه الله، وبين انها تحتاج إلى تأمل ومدارسة وهي كذلك بلا شك ، فاثار اهتمامي ما افادنا به حفظه الله واسترعى تساؤلاتي فاحببت أن أفرد هذ الموضوع لطرح ذلك القول والاستفسار من الدكتور حفظه الله واخوتنا وعلمائنا الاجلاء وفقهم الله تعالى عما يجول من استشكالات وتساؤلات حول كلام الراغب رحمه الله وهو التالي :

•—————•—————•​
عقد الراغب الأصفهاني ـ في مقدمة تفسيره ـ فصلاً فقال: ( فصل في بيان الآلات التي يحتاج إليها المفسر ) ، ثم ذكر في آخره هذه العبارات التي تحتاج منا إلى تأمل ومدارسة: (... فإن القائل بالرأي - ها هنا - من لم تجتمع عنده الآلات التي يستعان بها في ذلك، ففسره وقال فيه تخميناً وظناً.
وإنما جعله النبي - - مخطئاً وإن أصاب، فإنه مخبر بما لم يعلمه، وإن كان قوله مطابقاً لما عليه الأمر في نفسه.
ألا ترى أن الله تعالى قال: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، فشرط مع الشهادة العلم وكذب المنافقين في قولهم: نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ، فقال: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ
ومن حق من تصدى للتفسير أن يكون مستشعراً لتقوى الله، مستعيذاً من شرور نفسه والإعجاب بها، فالإعجاب بالنفس أسُّ كل فساد، وأن يكون اتهامه لفهمه أكثر من اتهامه لفهم أسلافه الذين عاشروا الرسول وشاهدوا التنزيل، وبالله التوفيق) انتهى كلامه.
مقدمة جامع التفاسير للراغب الأصفهاني، تحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات (ص: 96 ـ 97 ).

المصدر: http://vb.tafsir.net/forum2/thread33069-3.html#ixzz26BmuObuc

•—————•——————•​
وهنا اورد اسئلتي حول فهمي لكلام الراغب التي أرجو أن أجد لها إجابات واضحة ومحددة لا تطرح عموميات فضفاضة تخرجنا من النقاش خالين الوفاض ولأن ما سأخرج به سوف يكون له دور في تعاملي شخصيا مع كتاب الله فأقول وبالله التوفيق:

أولا : أفهمُ من كلام الراغب رحمه الله أن من يتكلم في كتاب الله بدون أن يحوز آلات التفسير مخطيء وإن أصاب ، وهو يشبه المنافقين في شهادتهم بما لم يوقنوا به فكذبهم الله تعالى برغم ان اصل كلامهم صحيح ، فهل فهمي هذا صحيح ؟

ثانيا : وإن قيل أن المقصود هم القائلون بالظن فهل كان كل المتقدمين تفسيرهم قطعي الصحة ولا يقولون بالظن والاحتمال ؟

ثالثا : تطور علم التفسير واصوله على مدى العصور الاسلامية المختلفة ولكن كثير من التفاسير المعتبرة دونت قبل استقرار علم التفسير واصوله بصورتها الحالية فهل نقول أنها تفاسير غير مكتملة الاركان علما بأن كتابها لم يكونوا من الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم

رابعا : اذا استدرك احد المتأخرين بالدليل على قول خطأ أحد المتقدمين فهل صواب قوله هو الاصل أم تقدم المستدرك عليه هو الاصل ؟ وهل حدث استدراك وجيه على احد المتقدمين ام لم يحدث ذلك ؟

خامسا : هل التفسير مهنة يلتحق بها المفسر بعد دراسة اكاديمية ؟

سادسا : هل يلزم صحة ما يقول من حاز علوم وآلات التفسير وخطأ من لم يحزها قطعاً ؟ بمعنى هل يلزم صحة القائل في التفسير بآلة وخطأ القائل فيه بغير آلته ؟

سابعا : هل استنفد المتقدمين كل المعاني والحقائق التي يحويها كتاب الله ؟

ثامنا : إن كانت اجابات الاسئلة السابقة نعم فهل يجب علينا ان نقرأ كتاب الله عائدين في كل كلمة الى التفاسير بدون ان نعمل عقولنا فيها ؟

ارجو ان نفيد جميعا من هذا النقاش وان نجاب بوضوح وشفافية على هذه الاسئلة وبارك الله في علمكم وعملكم والله ولي التوفيق
 
حسب فهمي القاصر, ليس المقصود بالالات التفسير في كلام الراغب الاصفهاني رحمه الله هو علم التفسير و اصوله, إنما المقصود هو: علوم اللغة العربية, و خاصة علمي المعاني و البيان و الله تعالي أعلم .
 
هذا اشكال آخر اخي الكريم ، فالاحتجاج بكلام الراغب فيما يبدو لي لا يشمل بآلات التفسير علوم اللغة فقط !
 
بارك الله فيك أخى عدنان
أسئلة بالغة الأهمية ، وكثير من الناس فى مسيس الحاجة إلى معرفة إجاباتها الصحيحة
وقد أعجبنى من أسئلتك بصفة خاصة ما جاء فى " رابعاً " و " سابعا "
وكثير من أسئلتك يخترق مباشرة لب الخلاف بين التيار السلفى اليمينى أو المتشدد جدا وبين السلفية الوسطية المعتدلة
أنار الله بصيرتك وزادك علما وحكمة
 
هذا نص كلام الراغب و لم اكن قد أطلعت عليه عندما كتبت المشاركة السابقة : ((فجملة العلوم التي هي كالآلة للمفسر , و لا تتم صناعة الا بها , هي هذه العشرة : علم اللغة , و الاشتقاق و النحو , و القراءات , و السير , و الحديث , و أصول الفقه , وعلم الأحكام , و علم الكلام , وعلم الموهبة (؟).
فمن تكاملت فيه هذه العشرة خرج عن كونه مفسراً للقرآن برايه. ومن نقص عن بعض ذلك مما ليس بواجب معرفته في تفسير القرآن, و أحس من نفسه في ذلك بنقصه , و استعان بأربابه , و اقتبس منهم , و استضاء بأقوالهم , لم يكن إن شاء الله من المفسرين برأيهم.))

و لقد فصل الراغب رحمه الله القول في هذه العلوم, و بعض هذا العلوم خاصة الستة الاخيرة حول دخولها في تفسير القرآن كلام كثير , و في نظري أن الراغب رحمه الله قد ناقض نفسه عندما عد (علم الموهبة = الالهام) داخل في الالات التفسير , و لعله رحمه الله اخر ذكره لهذا الامر.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل الفرج بن ناصر
الموهبة ليست هي (الإلهام) . لأن القول بالإلهام قد يسقطنا في مظان محظورة لا علاقة لها بالتفسير .
فالإلهام آلية يدعيها كل من الدجالين والمشعوذين والطرقيين والنصابين . بينما الموهبة فهي آلية ضرورية للمفسر .
يقول السيوطي (ت: 911هـ) في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" : متحدثا عن العلوم التي يحتاج المفسر إليها ، وهي خمسة عشر علماً :
"الخامس عشر : علم الموهبة وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم وإليه الإشارة بحديث : (مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) ".
والله أعلم وأحكم
 
اعتقد ان الموهبة بصورتها هذه وارتباطها بما بين الانسان وبين ربه امر لا يقاس ولا يعرف ولا يمكن ان يكون معتبرا لغير الموهوب نفسه الذي يعلم فتح الله له في كتابه ويعلم اختصاص الله له ببعض ما لم يفتحه على سواه ، وهؤلاء إن وجدوا لا يصرحون بذلك وإلا دخلوا في من يزكي نفسه وبالتالي فإدراج الراغب رحمه الله لهذا يدفعنا للنظر في بقية العلوم فبغض النظر عن لزوم تلك العلوم للمفسر وبغض النظر عن كيفية حيازتها فيبدو أن الراغب يوجه حديثه لمن تصدى للتفسير أن يتحقق من توافر تلك الشروط في نفسه وليس ليحكم عليه الناس من خلالها عامتهم وعلمائهم ، واعود لاذكر اخواني بأن يستعرضون الاسئلة ويضعون آرائهم في اجاباتها وبالله التوفيق
 
•—————•——————•​
وهنا اورد اسئلتي حول فهمي لكلام الراغب التي أرجو أن أجد لها إجابات واضحة ومحددة لا تطرح عموميات فضفاضة تخرجنا من النقاش خالين الوفاض ولأن ما سأخرج به سوف يكون له دور في تعاملي شخصيا مع كتاب الله فأقول وبالله التوفيق:

أولا : أفهمُ من كلام الراغب رحمه الله أن من يتكلم في كتاب الله بدون أن يحوز آلات التفسير مخطيء وإن أصاب ، وهو يشبه المنافقين في شهادتهم بما لم يوقنوا به فكذبهم الله تعالى برغم ان اصل كلامهم صحيح ، فهل فهمي هذا صحيح ؟

الله عز وجل لم يكذب المنافقين في أصل صحيح إنما كذبهم في دعوي تصدقيهم بالنبوة المحمدية , و دعوي إيمانهم بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم كاذبة بلا ريب .

ثانيا : وإن قيل أن المقصود هم القائلون بالظن فهل كان كل المتقدمين تفسيرهم قطعي الصحة ولا يقولون بالظن والاحتمال ؟

ليس كل الظن مذموم و لو قلنا بحرمة العمل بالاحكام الظنية إن كان ذلك في الاعتقادات او العمليات لاسقطنا غالب علم علماء الامة و تراثهم الفكري و الفقهي , و البحث في الظن وحجيته من المباحث التي كثر فيه الكلام بين العلماء, و خلاصة البحث فيه أن الحكم الظني لا يخرج بالقسمة العقلية عن أربعة أحوال :
1- حكم ظني له أصل قطعي و ليس له معارض من جنس القطعيات المعتبرة فهذا لا نقاش في اعتباره.
2- و حكم ظني و له أصل قطعي و له معارض قطعي وهذا ايضا من المعمول به لان القواعد تخصص بعضها بعض.
3- حكم ظني ليس له أصل قطعي و ليس له معارض من القطعيات و هذا مما يعمل به ايضا.
4- حكم ظني و له معارض قطعي فهذا مردود.

و مبحث جواز العمل بالظن تجده في كتب اصول الفقه الموسعة , و الله أعلم.

ثالثا : تطور علم التفسير واصوله على مدى العصور الاسلامية المختلفة ولكن كثير من التفاسير المعتبرة دونت قبل استقرار علم التفسير واصوله بصورتها الحالية فهل نقول أنها تفاسير غير مكتملة الاركان علما بأن كتابها لم يكونوا من الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم

تفاسير الرعيل الاول من الصحابة رضي الله عنهم و التابعين , لا تخرج ان تكون من باب التعريف اللفظي او ذكر مصاديق الاية و ما تنطبق عليه , و عبارتهم في روايات التفسير عنهم قصيرة و دقيقة و خالية من الحشو و التطويل, اما تفاسير العصور المتأخرة فالغالب عليه هو الجدل و ذكر الخلاف و إيراد الاشكالات , ولعل ذلك راجع الي العجمة , و غلبت المناهج الكلامية الجدلية علي الكثير من المفسرين , و نشوء الفرق و المذاهب الفكرية و ما نتج عن هذا الافتراق من صراعات سياسية و دينية.


رابعا : اذا استدرك احد المتأخرين بالدليل على قول خطأ أحد المتقدمين فهل صواب قوله هو الاصل أم تقدم المستدرك عليه هو الاصل ؟ وهل حدث استدراك وجيه على احد المتقدمين ام لم يحدث ذلك ؟
من الصعب تقديم حكم مجمل علي هذه القضية الافتراضية , لكن إن حصلت فالحكمة ضالة المؤمن.


خامسا : هل التفسير مهنة يلتحق بها المفسر بعد دراسة اكاديمية ؟
بالتأكيد لا

سادسا : هل يلزم صحة ما يقول من حاز علوم وآلات التفسير وخطأ من لم يحزها قطعاً ؟ بمعنى هل يلزم صحة القائل في التفسير بآلة وخطأ القائل فيه بغير آلته ؟

لا شك أن كلام العالم الذي حاز علي آلة المفسر مقدم علي كلام من لم يحصل تلك العلوم و الالات , لكن هذا لا يعني إسقاط القول المخالف له الا بدليل , فهناك فرق بين المفاضلة الكلية بين المناهج و الاشخاص و محاكمة جزئيات المسائل.


سابعا : هل استنفد المتقدمين كل المعاني والحقائق التي يحويها كتاب الله ؟
الجواب علي هذا بكل تأكيد لا, فالقرآن لا تنقضي عجائبه كما ورد في الحديث المنسوب للرسول صلى الله عليه وسلم.

ثامنا : إن كانت اجابات الاسئلة السابقة نعم فهل يجب علينا ان نقرأ كتاب الله عائدين في كل كلمة الى التفاسير بدون ان نعمل عقولنا فيها ؟

ارجو ان نفيد جميعا من هذا النقاش وان نجاب بوضوح وشفافية على هذه الاسئلة وبارك الله في علمكم وعملكم والله ولي التوفيق
 
رأيتُ الأسئلة وتأملتها ولديَّ ما أكتبه ، ولكنني توقفتُ لأنها موجهة لأخي الدكتور مساعد الطيار احتراماً له وتوقيراً . وعنوان المشاركة واضح الدلالة في العربية .
 
وهذه الردود من غير من يوجه له السؤال بعبارة واضحة أو مفهمومة جعلني لشهور عديدة أترك السؤال في الملتقى...وأزعج المتخصصين بأسئلتي على جوالاتهم.
 
وحقيقة اني تمنيت على الاخوة وضع آرائهم في الاجابات ، ربما التبس الامر فلا بأس وبانتظار فضيلة الشيخ وفقه الله
 
أخي عدنان أشكر لكم شخصيًا توجيه هذا السؤال لي على وجه الخصوص، وإن كنت أحب أن يشارك الأعضاء، ويدلوا بدلوهم في هذا الباب.
وأقول لك إن أسئلتك مهمة جدًا، وهي تدلُّ على حسن فهم للمشكلات العلمية التي أشرت إليها، وأسأل الله أن ييسر لي حسن الجواب، وأن يلهمني الصواب، وأن يطلق عنان الفكر، وأن يلهمني التسديد والرشاد، وأن يُبعد عني نزغات الشيطان، وحظوظ النفس في الإنسان، وأن يجعلنا إخوة متحابين، وعلى كتابه قائمين، نذبُّ عنه ما يقع عليه من الخطأ والتحريف، ونرشد الناس إلى سواء السبيل في فهم وتدبره وتطبيق أوامر ونواهيه وآدابه.
أما بعد: فسأعرض لأسئلتك سؤالاً سؤالاً، وسأجيب عنها بما يتناسب مع مقام مقالة في الملتقى، وإن كان بعضها يحتاج إلى بسط أكبر، لكن لعل فيما أكتب كفاية في التفهيم، وفي إبراز الفكرة المقصودة إن شاء الله.
قلتَ:
أولا : أفهمُ من كلام الراغب أن من يتكلم في كتاب الله بدون أن يحوز آلات التفسير مخطيء وإن أصاب ، وهو يشبه المنافقين في شهادتهم بما لم يوقنوا به فكذبهم الله تعالى برغم ان اصل كلامهم صحيح ، فهل فهمي هذا صحيح ؟
ج1 : فهمك لعبارته صحيح، وهذا مراده.
قلتَ:
ثانيا : وإن قيل أن المقصود هم القائلون بالظن فهل كان كل المتقدمين تفسيرهم قطعي الصحة ولا يقولون بالظن والاحتمال ؟
ج2 : لا تؤتى هذه المسألة بهذه الطريقة، إذ لم يقل أحد من علماء المسلمين أن (كل المتقدمين تفسيرهم قطعي)، وهذا النظر الذي ذهبتم إليه يصح باعتبار الأفراد.
وأما الظنُّ فنوعان:
الأول: الظنُّ المذموم الذي لا يكون عن علم، ولا يتحقق فيه صاحبه، وهذا لا يكاد يوجد في أقوالهم أفرادًا بله جماعتهم، وهذا النوع هو الذي وقع عليه نهي الأحاديث والآثار الواردة في القول بالرأي، لأنه نوع من العلم غير متحقِّق، ومثل هذا لا يجوز القول به البتة في كلام الله.
الثاني: الظنُّ المبني على علم وتحصيل، ولم يقل به صاحبه إلا بعد اكتمال الآلة العلمية عنده، وهذا النوع كثير في العلم عمومًا، وهو جائز عند علماء المسلمين، ولم يقع في ذلك خلاف بينهم.
وإنما قد يقع التنازع في نوع الظنِّ، إذ يظنُّ من لا بصر له بالتفسير وأصوله أن ما قاله في الآية محتمل، وهو ليس كذلك، فضلا عن أن يكون هو المراد بالآية دون غيره.
ولا يخفاك ـ إذ يظهر من حالك عناية بالتفسير ـ ما يحصل من كثير من المعاصرين من وقوعهم في هذا النوع من الظنِّ، وهو يحسب أنه على علم وتحقيقٍ.
وليت الأمر يقف عند هذا، إذ إنك إذا بينت له خطأ فهمه = لم يفهم، ولا يدري أنه لم يفهم، فيقع فيما يسمى بالجهل المركَّب، عافني الله وإياكم منه.
وأما الاحتمال في التفسير، فهذا يحتاج إلى دراسة مستقلة؛ إذ هو بابٌ خطير في القول على الله بغير علم، ومنه ولجَ الخوارج والرافضة والمعتزلة وغيرهم من أهل البدع = لَحمْلِ بدَعهم على آيات القرآن.
ولم يقع التعبير بالاحتمال في طبقة مفسري الصحابة والتابعين وأتباعهم الذين هم القدوة في هذا الباب وفي غيره من أبواب العلم، بل كانوا يفسرون على أن ما يذكرونه هو المراد من الآية، وهذا يعني أنهم حينما يتحرون الصواب في المعنى يقولون به على سبيل الجزم، وما استدراكاتهم على بعضهم إلا بيان لذلك، إذ لو كان باب الاحتمال مفتوحًا كما هو عند المتأخرين = لما استدركوا من المعاني ما يحتمله الكلام، واعترضوا عليه بعدم مناسبته لهذا المقام.
ومثال ذلك:

ما رواه الطبري بسنده عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: 26] قَالَ: لَيْسَ بِخَاتَمٍ، وَلَكِنْ خِلْطٌ.


وفي رواية عنهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: 26] قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِالْخَاتَمِ الَّذِي يُخْتَمُ، أَمَا سَمِعْتُمُ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ تَقُولُ: طِيبُ كَذَا وَكَذَا خِلْطُهُ مِسْكٌ


وورد في الآية قولان آخران عن السلف، وهما :


ـ أَنَّ آخِرَ شَرَابِهِمْ يُخْتَمُ بِمِسْكٍ يُجْعَلُ فِيهِ.


ـ طِينُهُ مِسْكٌ.


واستدراك ابن مسعود على أحد هذين القولين دليل على الجزم بعدم صحته، والجزم بصحة ما ذهب إليه.


ولو تأملت ما نفاه ابن مسعود لما رأيته بعيدًا عن الصواب ، وأنه مما يصحُّ حمل الآية عليه، والله أعلم.


وإنما بدأت ظاهرة الاحتمال والتجويز لكل ما يمكن أن تحتمله الآية من غير النظر ـ في بعض الأحيان ـ إلى صحة هذا الاحتمال في نفسه، أو صحة دلالة السياق عليه، أو غير ذلك من الدلالات التي تدلُّ على صحة هذه التفاسير الحادثة القائمة على الاحتمال = عند أهل البدع.


ولقد كان لمفهوم التأويل المُحدَث ـ وهو حمل المعنى على المرجوح دون الراجح لقرينة تدلُّ عليه ـ أثر كبير في تكثير هذه المحتملات وتجويزها في تفسير كلام الله تعالى، حتى صارت المحتملات في بعض الآيات عددًا كبيرًا ، والعارف بالتفسير يقطع بخطأ كثير منها.


وعلى العموم فإن هذا الموضوع ( الاحتمالات الواردة على كلام الله، وجواز التفسير بها ) موضوع يستحق أن يكون رسالة علمية، وهذه الإجابة لا تكفي لبسط هذا الموضوع بأدلته التفصيلية.


قلتَ:

ثالثا : تطور علم التفسير وأصوله على مدى العصور الإسلامية المختلفة، ولكن كثير من التفاسير المعتبرة دونت قبل استقرار علم التفسير وأصوله بصورتها الحالية فهل نقول أنها تفاسير غير مكتملة الأركان علما بأن كتابها لم يكونوا من الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم.
ج3 : هذا الموضوع الذي أشرت إليه موضوع كبير جدًا، وهو يرتبط بأمور : ( تاريخ التفسير، ومنهج التفسير وأصوله)، ولا يكفي أن أبين لك في مثل هذا المقام هذا الموضوع الطويل الذي وقع فيه الخلل والخلط من بعض المتخصصين، فضلا عن غيرهم.
وعلم التفسير كان مستقرًا بأصوله منذ عهد الصحابة والتابعين وأتباعهم، ولم يكن ناقصًا البتة، ومن تفاسيرهم واستدراكاتهم في التفسير استقينا تلك الأصول، فضلاً عما جاء في تراجمهم من إشارات عابرة.
والظنُّ بأن علم التفسير بأصوله لم يكتمل هو من الظن الأول الذي حكيته لك؛ لأن القول به يدلُّ على عدم التحقيق في تاريخ هذا العلم، ولا في القراءة في رجالاته الأوَّلِين، ولا القراءة في تفاسيرهم قراءة من يريد الاستفادة منهم، وفهم عباراتهم ...إلخ
وما عملنا ـ نحن المعاصرين ـ وعمل من تقدمنا في هذا الباب إلا من باب استقراء طريقتهم في التفسير واستنباط هذه الأصول منها.
وإذا أردت أن تجرِّب هذا فانظر في التفاسير، واسبرها واحدًا واحدًا، فهل ترى فيها تفسيرًا ترك آية لأنه لا يُعلم معناها، وهل ترك تفسيرها لأنهم اختلفوا فيها، وهل تغيَّرت طريقة فهم المعنى عبر هذه العصور، وهل كانت المصادر ـ في فهم المعنى ـ تزيد في كل جيل، كما يجتهد أن يصوِّر لنا بعض الذين يتعاطون الإعجاز العلمي، ويجعلون من مصادر التفسير هذه المكتشفات المعاصرة؟!
وإذا فعلت هذا، فإني أتوقع أن تصل إلى أن في سؤالك مشكلة علمية لم تنتبه لها.
ولعلي أقدم س5 ، و6 ، وأخلص إلى س 4 و 7 لارتباطهما ببعضهما،و لحاجتهما للتفصيل أكثر من غيرهما:
قلتَ:
خامسا : هل التفسير مهنة يلتحق بها المفسر بعد دراسة اكاديمية ؟
ج5 : لا يلزم، ومن يقول بهذا فإنه (...).
قلت:
سادسا : هل يلزم صحة ما يقول من حاز علوم وآلات التفسير وخطأ من لم يحزها قطعاً ؟ بمعنى هل يلزم صحة القائل في التفسير بآلة وخطأ القائل فيه بغير آلته ؟
هذا طريقه معرفة منهج التفسير، وكيفية التعامل مع الأقوال فيه، وقد بسطت هذا في كتابي التفسير اللغوي، وفي غيره، ولعل فيما سبق إشارة من الجواب على ذلك.
قلتَ:
رابعا : اذا استدرك أحد المتأخرين بالدليل على قول خطأ أحد المتقدمين فهل صواب قوله هو الأصل أم تقدم المستدرك عليه هو الاصل ؟ وهل حدث استدراك وجيه على أحد المتقدمين أم لم يحدث ذلك ؟
ج4 : أخي الكريم هذا السؤال والسؤال السابع:
قلتَ: (سابعا : هل استنفد المتقدمين كل المعاني والحقائق التي يحويها كتاب الله ؟
ثامنا : إن كانت اجابات الاسئلة السابقة نعم فهل يجب علينا ان نقرأ كتاب الله عائدين في كل كلمة الى التفاسير بدون ان نعمل عقولنا فيها ؟) = يمكن أن أدمجهما هنا في الجواب، وأبين لك بإذن الله الصواب.
فأقول: إن الباب الذي يجب أن نلِجه في بيان هذه المسألة مترتب على قواعد مهمة، ومن غفل عنها وقع عنده هذا الإشكال، وإليك تحرير ذلك:
أولاً: لابدَّ من التفريق بين علوم الآية التي يتكلم عنها المفسرون من عهد الصحابة إلى اليوم، إذ ليس كل معلومة يُدرجونها تحت الآية هي من باب التفسير.
وههنا قد يقع الخلاف بيننا في تحديد مفهوم التفسير، وهو عندي ينتهي إلى بيان المعنى المراد، وما كان من معلومة بعد بيان المعنى المراد فهو من علوم الآية الأخرى سوى التفسير.
ومعنى ذلك أن الآية الواحدة فيها عدد من العلوم، منها علم التفسير، ومنها علم المكي والمدني، ومنها علم الناسخ والمنسوخ، ومنها علم أحكام الآية، ومنها علم بلاغة الآية، ومنها علم الاستنباط، واستخراج ما تدل عليه الآية من فوائد وحِكم وأحكام، إلى غير ذلك من العلوم التي تندرج تحت الآية.
ولكي نكون دقيقين في نقاشنا لابدَّ من أن تعرف مرادي هذا لئلا يقع منك احتجاج عليَّ بما هو خارج عن مفهوم التفسير عندي.
والقاعدة التي استقرت عندي ـ بعد طول نظر في علوم القرآن وأصول التفسير والتفسير ـ أن باب التفسير أضيق من باب الاستنباط من القرآن، وأن ما يمكن تخطئته من الأقوال الحادثة في باب التفسير لا يندرج تحته باب الاستنباط؛ إذ باب الاستنباط واسع، وهو مفتوح لكل زمان، إذ حاجات الزمان تختلف، والقرآن كلية الشريعة والأصل الذي تجتمع عليه الأمة، وقد جعله الله نورًا وبرهانًا وهدى إلى غير ذلك من الأوصاف، ومن خالف في هذا فقد أوقع الأمة في حرج، وحصرها في زمان قد انتهى، ولا أعلم أحدًا قال بهذا.
وهذا المعنى يدلُّ عليه صراحة قوله تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) ( النحل: 89)، فإذا كان تبيانًا لكل شيء، وهو بهذه الألفاظ المحدودة، والأمورُ التي تقع للناس كثيرة = فإن معنى ذلك أنه قد جمع تحت تلك الألفاظ كليَّات تندرج تحتها كلُّ جزئيات الحياة إلى يوم القيامة.
وإذا كان كذلك، فإن الاستنباط منه لا ينقطع إلى أن يُرفع هذا الكتاب العظيم.
أما معاني هذه الألفاظ فهي محدودة؛ لأن طبيعة المعاني محدودة، بخلاف ما تدل عليه من الفوائد والأحكام التي لا يمكن أن تنحصر، لذا لا تجد الأقوال التي يذكرها من يحرص على ذكر الاحتمالات بالكثرة التي تتناسب مع تاريخ هذا الكتاب المبارك منذ نزوله إلى اليوم، فكثير من الآيات قد استقرَّت على معاني محدودة معلومة عند العلماء لم تزد عبر عصور المسلمين، ومن ذلك على سبيل المثال تفسير قوله تعالى: ( والعاديات ضبحًا) ( العاديات : 1) بأنها الخيل أو الإبل، ولم يرد ـ عبر عصور المسلمين ـ تفسير ثالث معتبر عندهم، ولن تستطيع اليوم أن تخرج بتفسير ثالث لهذه الآية، أما الاستنباط من الآية فقد يمنُّ الله عليك بما لم يسبقك إليه أحدٌ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ثانيًا: لم يدَّع عصمة قول الواحد من السلف أحدٌ من العلماء، بل قول الواحد قول مجتهد يصيب ويخطئ، وهذا أمر لم يقع فيه خلاف بين أهل العلم.
لكن هناك صُور من أقوالهم حجةٌ عند العلماء، ولا يجوز الخروج عنها، وهذه الأقوال الحجة لا يميزها بعض من يتعاطى التفسير اليوم، لذا يقع في خلل منهجي يدلُّ على عدم تأصُّله في هذا العلم، وأنه لم يبلغ فيه مبلغَ التحقيق.
وهذه الصور كالآتي:
الصورة الأولى: أن يقع إجماعهم على تفسير الآية على وجه، ولا يرد عنهم خلاف في ذلك، ثم قد يأتي من يخالفهم من المتأخرين، لذا فإن خلافه غير معتبر، ومثال ذلك ما وقع في تفسير قوله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (الحجر:72)، فقد أجمع السلف بطبقاتهم الثلاث، وتابعهم من جاء بعدهم أن القسم بحياة محمد صلى الله عليه وسلم، حتى جاء الزمخشري ( ت : 538) بقول حادث، وجعله قسمًا بحياة لوط صلى الله عليه وسلم؛ نظرًا لوروده في وسط سياق قصة لوط صلى الله عليه وسلم مع قومه.
والمقام لا يحتمل القولين معًا، فالمقسم به واحد، إما هذا، وإما ذاك، ولا ريب أن المحقق في التفسير يظهر له خطأ الزمخشري (ت: 538)؛ لمخالفته الإجماع.
الصورة الثانية: أن يقع خلافهم على قولين، فيدل على أن اتفاقهم على قولين دليل على فساد ما عداهما، وهذه المسألة يكتبها علماء أصول الفقه تحت مسألة : ( إذا أجمعوا على قولين لم يجز إحداث قول ثالث).
وهذه المسألة بالذات خفيت على كثيرين ممن ناقشتهم في خطأ أقوالهم المُحدثة، ولم يفهموا تأصيل هذه القاعدة، وظنوا أن وقوع الخلاف بين السلف مسوغ للقول بقول آخر غير الذي قالوه.
وهذا خطأ محض، يدل على أن صاحبه لم يتحقق في العلم، ولم يصل به إلى التدقيق في الفروق بين المسائل، إذ فرق بين أن نجعل اختلافهم حجة في التخير من أقوالهم، أو أن نجعل اختلافهم حجة لنا للخروج على أقوالهم، فالأول صحيح، وهو الذي سار عليه علماء الأمة المحققون، وأما الثاني فباطل ، وينتج عنه لوازم ستأتي الإشارة إلى بعضها.
الصورة الثالثة: أن لا يُعرف في الآية إلا قول واحد منهم، ولا يُعرف له مخالف، ويكون سار قوله في كتب التفسير بلا نكير، وهذا يدخل في باب الإجماع السكوتي، وهو حجة على الصحيح من أقوال أهل العلم، وتجد تفصيله في مثل كتاب الحافظ العلائي (ت: 761) الموسوم بــ( إجمال الإصابة في أقوال الصحابة)، ولولا خوف الإطالة لنقلت لك عباراتهم، لكني أتجنب ذلك في كل هذه الإجابات لئلا يطول الجواب.
وأقوال السلف في التفسير لا تكاد تخرج عن هذه الصور، لذا نحكم بحجية أقوالهم على وجه العموم من هذه الجهة، وأما في التفصيل ، فهناك قواعد يجب إعمالها، كقاعدة: إذا اختلف الصحابة لم يكن قول أحدهم حجة على الآخر، إلا لاعتبارات معروفة في كتب أهل العلم؛ كأن يكون المخالَف أحد أئمة الهدى الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنه في تفصيل يطول تحصيله في هذا المقام.
لكن هناك قاعدة أخرى، وهي أنه لا يجوز الخروج على إجماعهم ، ولا على مجموع اختلافهم، وسأضرب لك أمثلة لذلك، وأذكر ما يلزم من ذلك، فأقول:
أما مخالفة الإجماع فسبقت الإشارة إليها في مخالفة الزمخشري ( ت : 538) للمقسم به في آية الحجر ( لعمرك).
وأما الخروج عن اختلافهم إلى قول جديد، فمثل ما يقع فيه كثيرًا الأستاذ الدكتور زغلول النجار، ومن ذلك تفسير لقوله تعالى : ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) بأن المراد بلفظ موسعون : تمدُّد الكون، وترك قولي السلف ، هما:
الأول: لقادرون، من قولهم فلان ذو سعة؛ أي : قدرة، ومنه قوله تعالى : ( على الموسع قدره).
الثاني: جاعلوها ذات سعة، وهذا وصف لحالها التي هي عليها.
فترك هذين القولين، وزعم أن المراد بالآية تمدد الكون.
فماذا ينتج عن ترك إجماع السلف في الحالتين السابقتين؟
ينتج عنه الأمور الآتية:
1 ـ أن من قبلنا فهموا مراد الله على غير وجهه، أي أنهم يجهلون معنى ما يريده الله بكلامه.
2 ـ ويلزم منه أن الله خاطبهم برموز لا يدركونها، وإنما يدركها أهل هذا العصر المجتبى المحظوظ بانفتاح هذه العلوم الدنيوية!
3 ـ وأن هذا الجهل بمعنى الآية بقي بعدهم جيلاً بعد جيل، حتى جاء فلان ابن فلان، وانفتح له العلم الحقيقي في معنى الآية دون غيره ممن سبقه.
4 ـ ومعنى ذلك أنه يجوز أن يخاطب الله الصحابة بما لا يفهمون معناه ( راجع مرادي بمفهوم التفسير ) ، وأنهم يمكن أن يجهلوا ـ جميعهم ـ معنى آية من الآيات، قم تخفى على من بعدهم إلى أن يأتي من يدعي علمه بها.
والحق أن الأمة متفقة على أن لا يوجد في القرآن كلمة لا معنى لها، وأن هذا القرآن نزل بلغة عربية، وأنه لا يمكن أن يخفى على الأمة معنى كلام ربها، وأن أولى من لا يخفى عليهم من نزل القرآن بين ظهرانيهم من الصحابة، ثم من تبعهم من تلاميذهم الذين كانوا وعاءً لنقل علوم الصحابة.
وإذا كان هذا حق لا مرية فيه، فكيف يُتصور مثل ما يرد في سؤالك الرابع والسابع؟
وللموضوع تفصيلات أخرى لعل الله ييسر الكتابة فيها مستقلة لتتبين بأكثر من هذا.
وأقول: إن من المهمات في علم التفسير أن يعرف الدارس له الذي يريد أن يتفهمه ويكون له فيه شأن أن يعرف الموطن الذي يجوز له فيه القول والاجتهاد، والموطن الذي لا يجوز له فيه ذلك، إذ ليس كل موطن يجوز فيه الاجتهاد، ولا كل موطن يمتنع منه، وإنما يحقق الفرق بينهما من تحقق بقواعد التفسير وأصوله، وعرف باب الإجماع والاختلاف، وتبيَّن له ما فيهما من المسائل العلمية العليَّة، وكان له دربة في ذلك.
وليست المسألة كما تراه اليوم من بعض من يتعاطون التفسير، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، يعرفون جمع ما في كتب التفسير ورصفها، وقد ينتقدون بعضها بغير علم، ولا يعرفون وجه ذلك القول، وكيف قال به من قال من السلف، ولا يكلفون أنفسهم أن يتفهموا أقوالهم، وأن يتهموا أراءهم عند آرائهم، فترى الواحد منهم من أوهن ما يكون عنده أن يرد قول ابن مسعود أو قول ابن عباس أو قول مجاهد أو قول غيرهم من أعلامنا الكرام، وتراه ينتصر لشيخه أشدَّ الانتصار، ويغضب للردِّ عليه، وقد يسفهك، ويجعلك في أسفل سافلين.
وآخر يكون مثله حينما تبين له خطأ حمله الآية على العلم المعاصر، وأن فهمه للآية مغلوط، وأن ابن عباس لم يقل بهذا، فيستعجل عليك بمثل قولهم: هل ابن عباس معصوم؟!
أخي الكريم
الحديث في هذا ذو شجون، وأسأل الله أن يفتح لي الكتابة فيه بالأدلة والتمثيل المبرهن على حجية أقوال سلفنا الكرام، وأن مخالفتهم في أي قول من أقوالهم بالكلية لا تجوز، والحمد لله الذي منَّ بتسطير هذه السطور، وأشكر لك شحذ قريحتي للإجابة على تساؤلتك، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.


 
شيخنا المفضال ، أحسن الله إليك وبارك فيك وأجزل لك المثوبة
اتيت بارك الله في علمك على أمور كبار وقواعد مهمة بينت الكثير ، وما ورد مرتع غني للنقاش لزَمِّ الاشكال والمعرفة بجوانب الغموض والخلط في الفهم ، واظن أننا كأعضاء سنفيد مما اوردتم فضيلتكم بصورة لم نكن نقدر لها قدرها ، ونستأذنك حفظك الله أن نأتي على ما تفضلتم به ونطرح تساؤلات فما كنا ننتظر إلا هذا وقد حصل فالآن ندعو الله لك بالعون والتسديد على ما سنثقل به عليكم من اسئلة وتقبلوا صادق الدعاء بالتوفيق وجزاكم الله عنا خيرا والسلام عليكم
 
أضحك الله سنك أيها العليمي المصري
لقد أضحكتني عبارتك :
(وكثير من أسئلتك يخترق مباشرة لب الخلاف بين التيار السلفى اليمينى أو المتشدد جدا وبين السلفية الوسطية المعتدلة)
وما دام عندك هذا التصنيف، فلا أدري أين ستضعني؟!
 
أسئلة مهمة في أصول التفسير

إعادة رفع لهذا الموضوع المهم مع تعديل يسير في عنوانه، وفي المشاركة الثانية عشرة منه إجابات دقيقة عن أسئلة يكثر دوارنها في أصول التفسير.
جزى الله خيرا شيخنا مساعد الطيار على حسن الجواب، وأخانا عدنان الغامدي على حسن السؤال، وجميع المداخلين على حسن الأدب.

وقد تم إغلاق الموضوع رغبة بعدم تشتيته، ومن كان لديه سؤال مهم فيما ورد فيه فيمكنه مراسلتي عبر الخاص، ليتم جمع الأسئلة وترتيبها ثم عرضها لاحقا في مشاركة واحدة.

وفقني الله وإياكم لما يحب.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى