أسئلة تحتاج الى تفكير

إنضم
01/03/2005
المشاركات
1,063
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
العمر
60
الإقامة
الأردن - عمان
هذه اسئلة اطرحها على السادة المنتدون ليدلي كل بدلوه
السؤال الاول: ما معنى قوله تعالى وازدادوا تسعا في قصة مكوث اهل الكهف ثلاثمائة سنة ؟ قد اجاب كثير أن هذه الجزئية من الاية للتفريق بين التقويم الشمسي والقمري ولست أرى هذا بجواب لان هذه معلومة لا ينبني عليها فائدة في القصة فهل من جواب اخر
السؤال الثاني: لم كان تمييز العدد مجموعا في قوله ثلاثمئة سنين دون سنة مثلا
السؤال الثالث: هناك قراءة متواترة هي ثلاثمئةِ سنين بدون تنوين الاولى فما هو الفارق بين القراءتين ثلاثمئةٍ سنين والسابقة
 
السؤال الأول: ما معنى قوله تعالى وازدادوا تسعا في قصة مكوث أهل الكهف ثلاثمائة سنة ؟

السؤال الأول: ما معنى قوله تعالى وازدادوا تسعا في قصة مكوث أهل الكهف ثلاثمائة سنة ؟

السيد الدكتور جمال محمود أبو حسان
كل عام وانتم بخير
السؤال الأول: ما معنى قوله تعالى وازدادوا تسعا في قصة مكوث أهل الكهف ثلاثمائة سنة ؟
ألإجابة ..
من المؤكد إن لها سر عظيم ... دعنا نراجع الفرق بين السنوات الشمسية و القمرية ولما لا يكون هو الجواب ألأمثل.
الفرق بين السنوات الشمسية والقمرية خلال ثلاثمائة سنة
1- السنة الشمسية = 365.25 يوما تقريبا
2- السنة القمرية = 354.360000014174 يوما تقريبا .
باعتبار أن اليوم 24 ساعة
3- أذن كم يوم شمسي في 300 سنه شمسية = 365.25 × 300= 109575يوم.
4- كم سنه قمرية في 109575يوم = 109575 ÷ 354.360000014174 = 309.21943784743516110156466312943 سنه.
الفارق (1) =309.21943784743516110156466312943 – 300 = 9.22 سنوات تقريبا
أو
5- كم يوم قمري في 300 سنه شمسية = 354.360000014174 × 300= 106308 يوم تقريبا .
أو

6- ناتج المسألة ( 3) نطرح منها ناتج المسألة ( 5)= 109575- 106308 = 3267 يوم
الفارق (2) =3267 ÷ 365025 = 8.94 سنه .
7- ناتج المسألة الفارق (1) نجمعه مع ناتج المسألة الفارق (2)= 9.22+ 8.94 = 18.16سنه ثم نقسمه على 2 الوسط الحسابي = 18.16÷ 2 = 9.08 سنه ,, وهذه هي السنوات التسعة في قصة مكوث آهل الكهف ثلاثمائة سنة و التي ذكرت في القران الكريم والله اعلم .... وفقنا وإياكم ,,
 
هذه اسئلة اطرحها على السادة المنتدون ليدلي كل بدلوه
السؤال الاول: ما معنى قوله تعالى وازدادوا تسعا في قصة مكوث اهل الكهف ثلاثمائة سنة ؟ قد اجاب كثير أن هذه الجزئية من الاية للتفريق بين التقويم الشمسي والقمري ولست أرى هذا بجواب لان هذه معلومة لا ينبني عليها فائدة في القصة فهل من جواب اخر
كل عام و أنتم بكل خير ،
و تقبل الله منكم و منا الصيام و القيام .
أحسب أن المراد بالتسع سنين - في قوله تعالى { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا } - هو مدة لَبْثِهم في الكهف بعد موتهم فيه و العثور عليهم - بعد بَعثِهم و استيقاظهم من رقودهم الطويل فيه ثلاثمائة سنة ، و معيشتهم و أكلهم الطعام .
قال الواحدي في تفسيره " الوجيز " : {ولبثوا في كهفهم} منذ دخلوه إلى أن بعثهم الله {ثلاث مائة سنين وازدادوا} بعدها تسع سنين.

و القول أن التسع سنين هي الفرق بين التقويمين الشمسي و القمري فبعيد ؛ إذ العبرة في تعداد الشهور و السنين هو التقويم القمري ؛ لقول الله تعالى : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } [التوبة: 36]
و لا شك أن هذه الشهور هي الشهور القمرية المعروفة ؛ بدلالة ذكر الشهور الحُرُم .
هذا و الله أعلم
 
يذهب الكثير من المفسيرين إلى القول بأن الـ 300 سنة شـمسية هي 309 سنة قمرية مما يعني عندهم أن قوله تعالى:"وازدادوا تسعا ً" يقصد به تبيان الزيادة التي تحصل عند تحويل الـ 300 سنة شمسية إلى قمرية : (300× 365,2422 )÷(354,367)=(309,2).وعندما نتكلم بلغة السنين لا يكون هناك وزن للأعشار القليلة التي تزيد عن (9) سنوات. ويمكن اعتبار قول المفسرين هذا مما يحتمله النص القرآني.
الـ 300 سنة شمسية هي (109572,66) يوما، في حين أن الـ 300 سنة قمرية هي (106310,1)يوما، وهذا يعني أن الفرق هو: (3262,56) يوماً. وهذا العدد من الأيام أقرب إلى أن يكون (9) سنوات شمسية، وليس (9) سنوات قمرية، مما يعني أن أصحاب الكهف لبثوا 300 سنة شمسية. أي 300 سنة قمرية مضافاً إليها (9) سنوات شمسية.فالعدد 300 هو هو، وتأتي الزيادة عن اختلاف مفهوم السنة الشمسية والقمرية وتكون هذه الزيادة عندها (9) سنوات شمسية . وهذا التوافق بين الشمسي والقمري هو لحكمة يعلمها الله.

فحسب نظري أنهم لبثوا 300 سنة "تحسبهم ايقاظا وهم رقود "يقلبهم الحق ذات اليمين وذات الشمال . و9 سنوات المزادة تحسبهم رقودا وهم ايقاظ ذبت فيهم الحركة فكانوا لا هم نيام ولا هم مسيقظين حقيقة.


أما عن السنين فالعد القرءاني جاء بها لأن سنة لا تشبه الاخرى. فسنين تعني التغيير والتبدل والشدة ,فالسنين التي لبث فيها أهل الكهف في كهفهم تغير فيها الملوك والنقود ومات أقرباؤهم وتغيرت مساكنهم وسيجدون أحفاد أحفاد أحفادهم ولو كان التعبير بسنة 300 سنة لوجدوا الامور كما هي عليه عندما غادروها.قال تعالى:

ُهوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ
َقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً
َضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً
وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى
َقالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ
قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ

وعندما يعبر القرءان بالسنة فهو لا يقصد التغيير انما العدد وجنس السنة


قالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً


وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاما :لبث على نفس الحالة مع قومه 950 وعندما تغير الحال استثنى بالعام:إلا خمسين عاما


يدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ


َتْعرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ


في الايتين المقصود العدد


القرءاة بالتنوين تعني أنهم لم يشعروا بالتغيير بين 300 و زيادة 9 سنوات


القرءاة الثانية تعني أنهم شعروا بالتغيير الطارئ عليهم في 9 سنوات وأحسوا أنهم لا مستيقظين ولا نائمين
معناه أن منهم من شعر ,ومنهم من لم يشعر


والله أعلم
 
أحسب أن المراد بالتسع سنين - في قوله تعالى { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا } - هو مدة لَبْثِهم في الكهف بعد موتهم فيه و العثور عليهم - بعد بَعثِهم و استيقاظهم من رقودهم الطويل فيه ثلاثمائة سنة ، و معيشتهم و أكلهم الطعام .
قال الواحدي في تفسيره " الوجيز " : {ولبثوا في كهفهم} منذ دخلوه إلى أن بعثهم الله {ثلاث مائة سنين وازدادوا} بعدها تسع سنين.
معذرة
الصواب : و إرسال أحدهم لشراء الطعام
 
جزاكم الله خيرا واعتذر عن الخطا في كلمة(المنتدون) اذ الواجب ان تكون(المنتدين)
وفي تقديري أن مسالة التقويم القمري والشمسي غير معتبرة وانما يمكن ان تكون معتبرة اليوم والسؤال كيف فهم السلف هذه الاية ولم يكونوا ذوي معرفة بالحساب الشمسي ثم ما هي الجدوى من هذه المسالة في القصة؟
 
السلام عليكم ، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال فى الشهر الفضيل ، وأعاده علينا جميعا بالخير والبركات
السؤال الاول: ما معنى قوله تعالى وازدادوا تسعا في قصة مكوث اهل الكهف ثلاثمائة سنة ؟ قد اجاب كثير أن هذه الجزئية من الاية للتفريق بين التقويم الشمسي والقمري ولست أرى هذا بجواب لان هذه معلومة لا ينبني عليها فائدة في القصة فهل من جواب اخر

نعم ، يوجد جواب آخر ، وهو جواب ينبنى عليه فائدة فى القصة كما تنشدون
وذلك إذا إعتبرنا أن عبارة " وَلَبَثُوا فِـي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ " من مقول بعض الناس الذين سبق لهم أن أفتوا فى عدتهم ، وعندئذ تكون عبارة " وَازْدَادُوا تِسْعاً " بمثابة إضراب عن القول الأول ( ثلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ ) ، بمعنى أنها تعبر عن تقدير طائفة أخرى من الناس الذين سبق لهم كذلك أن زادوا فى عدتهم عن الثلاثة فجعلوها خمسا ، ثم جعلوها سبعا ، ويشهد لهذا ما ذكره البيضاوى فى تفسيره بقوله :
" وقيل إنه حكاية كلام أهل الكتاب فإنهم اختلفوا في مدة لبثهم كما اختلفوا في عدتهم فقال بعضهم ثلاثمائة ، وقال بعضهم ثلثمائة وتسع سنين "
ومما يعزز هذا الفهم ويؤيده ، ما ذكره المفسرون منذ شيخهم الطبرى رحمه الله وحتى أحدث التفاسير المعاصرة من أن عبارة { وَلَبَثُوا فِـي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً } تُعد فى رأى البعض حكاية لكلام أهل الكتاب المعاصرين للنبى صلى الله عليه وسلم والذين تنازعوا فى أمر أصحاب الكهف ، وأنها ليست من خبر الله وتقريره ، ودليلهم على ذلك أن الله عز وجل يُعَقِب على هذا بقوله : { قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا } ، فلو كان العدد المذكور تقريراً منه تعالى لمدة لبثهم ، لما كان للتعقيب المذكور بعده أى معنى فى هذا السياق ، وهذا الرأى قد نسبه المفسرون إلى قتادة ومطرف بن عبد الله
جاء فى تفسير الطبرى: " وقالوا: لو كان ذلك خبرا من الله عن قدر لبثهم فـي الكهف، لـم يكن لقوله { قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا } وجه مفهوم بعد أن أعلم الله خـلقه قدر لبثهم فـيه."
وفى تفسير البحر المحيط :" قيل : هو من قول المتنازعين في أمرهم ، وهو الصحيح على مقتضى سياق الآية ، ويؤيده : { قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا } ، كما أنه جعل ذلك من الغيوب التي يختص بها الله تعالى فقال : ( له غيب السموات والأرض )
وفضلا عن هذا فإن ذلك الرأى قد تبناه كذلك بعض العلماء المعاصرين ، مثل الشيخ أبو الأعلى المودودى ، والشيخ عبد الوهاب النجار وغيرهم
وقد فصّل الشيخ النجار دليله على صحة هذا الرأى بقوله :
" إن قوله تعالى ( ولبثوا ) الخ ، معمول لقوله تعالى : { سَيَقُولُونَ ثَلَـٰثَةٌ } الخ ، فهو من مقول السائلين ، وليس خبراً من الله تعالى ، لذا أتبع ذلك القول بقوله : ( قل ربى أعلم بعدتهم ، ما يعلمهم إلا قليل ) . وعلى ذلك فالقرآن لم ينص على عدد أهل الكهف ، ولا على المدة التى مكثوها فيه قبل أن يُعثر عليهم ، بل أمر الله رسوله أن يقول عن عددهم ( ربى أعلم بعدتهم ) ، وأن يرد عليهم حين يقولون : { وَلَبِثُوا فِـي كَهْفِهِمْ ثلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً } بقوله : { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } . وقد ورد هذا القول عن ابن عباس " ( أنظر تعليق الشيخ النجار على ما ورد فى دائرة المعارف الإسلامية ، المجلد الثالث ، ص 456 )

وأيضا فإن مما يعزز هذا الرأى ويمنحه مزيدا من الوجاهة والقبول ما هو معلوم من القصة القرآنية من أن الدافع وراء لجوء الفتية إلى الكهف هو الفرار بدينهم والنجاة بأنفسهم من بطش واضطهاد ملكهم الوثنى وحاشيته الشريرة الذين أرادوا إكراههم على تبديل دينهم
وهذا بدوره يدفعنا للتساؤل : وكم تدوم مدة حكم ملك ظالم على أقصى تقدير ؟
وهل يستلزم هذا الأمر أن يظل الفتية نياما فى كهفهم طيلة ثلاثة قرون بأكملها للنجاة من بطش هذا الملك بهم ؟!!
أعتقد أن الجواب واضح ، وأن أمراً كهذا لا يحتاج إلى كل تلك الفترة الطويلة جدا ، وإنما يكفى أن تمر بضعة عقود من السنين لن تتجاوز غالبا نصف قرن فحسب وعلى أقصى تقدير
وحتى لو افترضنا أن هذا الملك الظالم بعدما هلك قد خَلَفَه سليل ظالم على شاكلته ، أو حتى أكثر من خليفة ظالم مثله
أقول : حتى لو افترضنا ذلك - برغم عدم ثبوت ذلك - فإن من الصعب تصور أن رحمة الله تعالى تتأخر عن نجدة المظلومين والمستضعفين ( وهم هنا عامة الشعب ) لثلاثة قرون كاملة
فإذا كان الأمر كذلك ، فما الذى أتى بتلك التقديرات الكبيرة والمبالغ فيها : { ثلاثَ مِئَةٍ سِنِـينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً } ؟
والجواب نأخذه من علوم تاريخ الأديان والإجتماع والميثولوجى : إنها مبالغات البشر المعهودة التى دأبوا على نسجها حول الأخبار والوقائع العجيبة فزادوا فيها كثيرا حتى أحالوها إلى ما يشبه الأساطير والخرافات
إنها الطبيعة البشرية التى تغلو فى شأن كل ما هو غير مألوف وكل ما هو خارق لناموس الطبيعة
ألم يسبق لهؤلاء الذين اختلفوا فى أمر أصحاب الكهف أن غلوا كذلك فى شأن المسيح ابن مريم عليهما السلام ، وهو الغلو الذى سجله عليهم القرآن ونهاهم عنه فى الآية 171 من سورة النساء ؟!
فالقرآن هنا فيما أرى إنما ينقل لنا مبالغاتهم وغلوهم فى تقدير المدة التى لبثها هؤلاء الفتية الذين بدوا لهم وقد خرقوا ناموس الطبيعة وحجاب الزمان
أقول : إن القرآن ينقل لنا هذه المبالغات ، ثم يُعقّب عليها تعقيبا بليغاً بقوله : " قُلِ اللّهُ أعْلَـمُ بِـمَا لَبِثُوا ، لَهُ غَيْبُ السَّمَواتِ والأرْضِ " ، فجعل مدة لبثهم من الغيوب التى لا يعلمها بالتفصيل إلا هو سبحانه
وفى هذا التعقيب وحده الكفاية - فيما أرى - لترجيح الرأى المطروح
هذا هو ما أميل إليه ، والله أحكم وأعلم

السؤال الثاني: لم كان تمييز العدد مجموعا في قوله ثلاثمئة سنين دون سنة مثلا
أرى أن ما جاء فى هذا السؤال إنما يؤكد الرأى السابق ذكره ، لأن القياس كان يقتضى بالفعل أن يأتى تمييز العدد مفردا ( سنة ) وليس مجموعاً ( سنين ) ، والذى أراه أن عدول القرآن الكريم عن القياس المألوف إنما يؤكد أنه يترجم مقولة إناس أعجمين ، فالأعاجم هم الذين يجعلون تمييز العدد على هذا النحو ، فيقولون مثلا : 300years
ولا يقولون 300 year
فكأن القرآن هنا يترجم قولهم إلى العربية ترجمة حرفية دون أن يخل بمعنى الكلام العربى ، وعلى ذلك تكون تلك الترجمة بمثابة إشارة خفية وإعجازية إلى أن هذا الإحصاء ليس خبرا من الله تعالى ، وإنما هو حكاية لقول الأعجمين الذين شهدوا هذه المعجزة ودونوها فى كتبهم باللغات السريانية واللاتينية واليونانية والروسية تحت اسم " نيام أفسوس السبعة " ، حيث" أفسوس " هو اسم المدينة التى شهدت تلك الواقعة العجيبة ، وأعتقد أن هذا الجواب يصلح لدفع السؤال الثالث كذلك
ويبقى الله عز وجل أحكم وأعلم
 
قال ابن جرير رحمه الله :
اختلف أهل التأويل في معنى قوله ( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) فقال بعضهم : ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن أهل الكتاب أنهم يقولون ذلك كذلك ، واستشهدوا على صحة قولهم ذلك بقوله : ( قل الله أعلم بما لبثوا ) وقالوا : لو كان ذلك خبرا من الله عن قدر لبثهم في الكهف ، لم يكن لقوله ( قل الله أعلم بما لبثوا ) وجه مفهوم ، وقد أعلم الله خلقه مبلغ لبثهم فيه وقدره .

ثم ذكر من قال ذلك

وقال آخرون : بل ذلك خبر من الله عن مبلغ ما لبثوا في كهفهم .

ثم ذكر من قال ذلك

ثم قال :
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال الله عز ذكره : ولبث أصحاب الكهف في كهفهم رقودا إلى أن بعثهم الله ، ليتساءلوا بينهم ، وإلى أن أعثر عليهم من أعثر ، ثلاث مائة سنين وتسع سنين ، وذلك أن الله بذلك أخبر في كتابه ، وأما الذي ذكر عن ابن مسعود أنه قرأ ( وقالوا : ولبثوا في كهفهم ( وقول من قال ذلك من قول أهل الكتاب ، وقد رد الله ذلك عليهم ، فإن معناه [ ص: 649 ] في ذلك : إن شاء الله كان أن أهل الكتاب قالوا فيما ذكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن للفتية من لدن دخلوا الكهف إلى يومنا ثلاث مائة سنين وتسع سنين ، فرد الله ذلك عليهم ، وأخبر نبيه أن ذلك قدر لبثهم في الكهف من لدن أووا إليه إلى أن بعثهم ليتساءلوا بينهم ، ثم قال جل ثناؤه لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد : الله أعلم بما لبثوا بعد أن قبض أرواحهم ، من بعد أن بعثهم من رقدتهم إلى يومهم هذا ، لا يعلم بذلك غير الله ، وغير من أعلمه الله ذلك .

فإن قال قائل : وما يدل على أن ذلك كذلك؟ قيل : الدال على ذلك أنه جل ثناؤه ابتدأ الخبر عن قدر لبثهم في كهفهم ابتداء ، فقال : ( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) ولم يضع دليلا على أن ذلك خبر منه عن قول قوم قالوه ، وغير جائز أن يضاف خبره عن شيء إلى أنه خبر عن غيره بغير برهان ، لأن ذلك لو جاز جاز في كل أخباره ، وإذا جاز ذلك في أخباره جاز في أخبار غيره أن يضاف إليه أنها أخباره ، وذلك قلب أعيان الحقائق وما لا يخيل فساده .

فإن ظن ظان أن قوله : ( قل الله أعلم بما لبثوا ) دليل على أن قوله : ( ولبثوا في كهفهم ) خبر منه عن قوم قالوه ، فإن ذلك كان يجب أن يكون كذلك لو كان لا يحتمل من التأويل غيره ، فأما وهو محتمل ما قلنا من أن يكون معناه : قل الله أعلم بما لبثوا إلى يوم أنزلنا هذه السورة ، وما أشبه ذلك من المعاني فغير واجب أن يكون ذلك دليلا على أن قوله : ( ولبثوا في كهفهم ) خبر من الله عن قوم قالوه ، وإذا لم يكن دليلا على ذلك ، ولم يأت خبر بأن قوله : ( ولبثوا في كهفهم ) خبر من الله عن قوم قالوه ، ولا قامت بصحة ذلك حجة يجب التسليم لها ، صح ما قلنا ، وفسد ما خالفه .


وأضاف رحمه الله تعالى:

واختلفت القراء في قراءة قوله : ( ثلاث مائة سنين ) فقرأت ذلك عامة قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين ( ثلاثمائة سنين ) بتنوين : ثلاث مائة ، بمعنى : ولبثوا في كهفهم سنين ثلاث مائة ، وقرأته عامة قراء أهل الكوفة ( ثلاثمائة سنين ) بإضافة ثلاث مائة إلى السنين : غير منون .

وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأه : ( ثلاث مائة ) بالتنوين ( سنين ) ، وذلك أن العرب إنما تضيف المائة إلى ما يفسرها إذا جاء [ ص: 650 ] تفسيرها بلفظ الواحد ، وذلك كقولهم ثلاث مائة درهم ، وعندي مائة دينار ، لأن المائة والألف عدد كثير ، والعرب لا تفسر ذلك إلا بما كان بمعناه في كثرة العدد ، والواحد يؤدى عن الجنس ، وليس ذلك للقليل من العدد ، وإن كانت العرب ربما وضعت الجمع القليل موضع الكثير ، وليس ذلك بالكثير ، وأما إذا جاء تفسيرها بلفظ الجمع ، فإنها تنون ، فتقول : عندي ألف دراهم ، وعندي مائة دنانير ، على ما قد وصفت .






 
{الله اعلم بــمـا لبثوا} أي الحال التي لبثوا عليها في كهفهم ولم يقل تعالى الله أعلم كم لبثوا
 
{الله اعلم بــمـا لبثوا} أي الحال التي لبثوا عليها في كهفهم ولم يقل تعالى الله أعلم كم لبثوا
هذا تفسير غريب للغاية وبعيد كل البعد عن سياق الآيات
وجمهور المفسرين على أن المراد من الآية هو أن الله أعلم بمدة لبثهم ، لأن الكلام قبل ذلك كان يدور حول تلك المسألة تحديدا
ثم عليك أخى الكريم أن تنتبه إلى دلالة الفعل "
قل " فى السياق ، فهذا الفعل يصل ما بين الآيتين ويرتب إحديهما على الأخرى ، بحيث يكون قوله تعالى : " قل الله أعلم بما لبثوا " متصلاً بالحديث الذى سبقه ، والذى كان منحصراً فى مدة لبثهم لا غير
وعلاقة الفعل "
قل " هنا بالكلام السابق عليه تحتمل أحد أمرين : فإما أنه يُفنّد هذا الكلام ويدحضه ، أو أنه - على العكس - يثبته ويؤكده
ولكن الملاحظ أن الفعل "
قل " فى الإستعمال القرآنى له يأتى - أكثر ما يأتى - لتفنيد أقوال مفتراة وللرد على مزاعم باطلة وتصحيح عقائد ضالة
ولقد تتبعتُ دلالة الفعل "
قل " فى القرآن الكريم حيث ورد فيه 332 مرة ، فوجدتُ أن ما يفوق نسبة الثمانين بالمائة من جملة ذكره يأتى فيها للتفنيد والإستنكار وتصحيح التصورات الباطلة ، وهى نسبة كبيرة جدا ، ولهذا كان من الأرجح أن تكون تلك هى دلالته هنا كذلك ، وبناءًا على هذا تكون المدة المذكورة " ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا " من أقوال أهل الكتاب ومن مزاعمهم وليست خبرا من الله تعالى ، وقد سبق بيان هذا بالتفصيل فى مداخلتى السابقة ، والتى عرضتُ فيها لأدلة نقلية وأدلة عقلية تؤيد هذا الفهم ، فالمرجو مراجعتها بتمهل وروية
هذا ، والله أعلم
 
عودة
أعلى