أثر عقيدة الأشاعرة في خلق الأفعال على تفسير القرآن

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع مفسر
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

مفسر

New member
إنضم
10/02/2009
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
نتج عن القول بخلق أفعال العباد عند الأشاعرة قولهم (أن الفاعل الحقيقي لكل فعل هو الله وأن نسبة الأفعال إلى غير الله ليس على الحقيقة بل على المجاز) فهم يرون أن هناك حقيقةٌ وظاهر فكل ما يظهر لنا ليس هو حقيقي فالحقيقة مخفية , ويتبين أثر هذه العقيدة عند مقارنة قول الطبري وهو غير أشعري بقول الرازي الأشعري في شأن الوفاة , قال الطبري: ( فإن قال قائل: أو ليس الذي يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا والرسل جملة وهو واحد؟ أو ليس قد قال: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ؟ قيل: جائز أن يكون الله تعالى أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت، فيكون «التوفّي» مضافا، وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت إلى ملك الموت، إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره كما يضاف قَتْل من قَتَل أعوانُ السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وَلِيَه بيده).
وقال الرازي : { البحث الأول: أنه تعالى قال: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الاْنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا ) وقال: (الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَواةَ ) فهذان النصان يدلان على أن توفي الأرواح ليس إلا من الله تعالى. ثم قال: (قُلْ يَتَوَفَّـكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ ) وهذا يقتضي أن الوفاة لا تحصل إلا من ملك الموت. ثم قال في هذه الآية: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ) فهذه النصوص الثلاثة كالمتناقضة.
والجواب: أن التوفي في الحقيقة يحصل بقدرة الله تعالى، وهو في عالم الظاهر مفوض إلى ملك الموت، وهو الرئيس المطلق في هذا الباب، وله أعوان وخدم وأنصار، فحسنت إضافة التوفي إلى هذه الثلاثة بحسب الاعتبارات الثلاثة والله أعلم }.

الفرق بين قول الإمامين :
الفرق كبيرٌ بين القولين ويظهر أثر العقيدة على الفهم, فالطبري ينسب الفعل إلى أعوان ملك الموت ويقول أن نسبة الفعل إلى ملك الموت لأنه بأمره كما يضاف قَتْل من قَتَل أعوانُ السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وَلِيَه بيده (ومن هذا المثال يفهم أيضاً نسبته إلى الله لأنه بأمره) , وأما الرازي فينسب الفعل إلى الله على الحقيقة وفي الظاهر إلى الملك وليس على الحقيقة لإعتقاده بأن الظاهر ليس حقيقة.
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده،

وبعد،،،

في البداية نقرر حقيقة هامة، ألا وهي أننا لا ندافع عن أشعري أو غيره، إنما بحثنا موضوعيا نبتغي به وجه تعالى، نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم!

وهذا حتى لا يسارع أحد بالاتهام، حيث أصبح تبادل التهم بضاعة مزجاة هذه الأيام،

وعليه نقول:-

طبقا للطبري، كما ذكرت، أن ملك الموت له أعوان يأتمرون بأمره فهو سلطان عليهم ولذا ينسب التوفي إليهم كما ينسب إلى زبانية السلطان في تطبيقهم لحكمه وأمره،

بمراجعة ماكتبته عن الرازي، نلحظ مايلي:-

يقرر الرازي نفس المعنى الذي ذكره الطبري فيما يتعلق بأعوان ملك الموت ونسبة التوفي لهم (وله -ملك الموت- أعوان وخدم وأنصار)،

ملك الموت هو ( الرئيس المطلق في هذا الباب)، مثل السلطان الذي ذكره الطبري والأعوان يأتمرون بأمره،

نسبة التوفي في الحقيقة إلى الله تعالى، لأن الله تعالى هو السلطان المطلق الذي يأتمر ملك الموت بأمره، فلا ينطلق ملك الموت نحو توفي أي من البشر إلا بأمر الله تعالى وتوجيهه،

ولا أظن أحدا ينكر إطلاقا أن التوفي في الحقيقة من الله تعالى، ومن شدة وضوحه لم يتعرض له الطبري لأنه لا يماحك في هذا إلا جاهل،

كما أنه على اعتبار أن الله تعالى يُصدِر أمره إلى ملك الموت بقبض الأرواح، فملك الموت بهذا يصدع بأمر الله تعالى له، وهذا بين واضح لا ينكره أحد، فهو لم يبتدر الفعل من نفسه،

ثم يوجه ملك الموت الأمر إلى أعوانه،

ومن ثم كانت خاتمة الرازي في الباب متمكنة في موقعها، بنسبة التوفي إلى الله بجهة خلقه للموت والحياة وأنه لا يقع في ملكه إلا ما أراد وقدَّر وتوجيه الأمر إلى ملك الموت بمباشرة التوفي وتنفيذه، ثم نسبة التوفي إلى ملك الموت بحكم أنه السلطان الموكل من الله تعالى، ثم بنسبة التوفي إلى أعوان ملك الموت لإتمارهم بأمره وأنهم أعوانه فيه،

ومن ثم صحت إضافة الفعل باعتبار هذه الحقائق،

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
ولا أظن أحدا ينكر إطلاقا أن التوفي في الحقيقة من الله تعالى، ومن شدة وضوحه لم يتعرض له الطبري لأنه لا يماحك في هذا إلا جاهل

أيها الفاضل :
هل فعل ملك الموت وأنصاره غير حقيقي ؟
هل ملك الموت وأنصاره موكلون بأمر لا يقدرون عليه في الحقيقة ؟
ماهو عالم الظاهر وما هو الباطن ؟ وهل عالم الظاهر حقيقي أو مجازي ؟
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده

وبعد،،،

أما سؤالك الأول:- هل فعل ملك الموت وأنصاره غير حقيقي؟

الإجابة واضحة في الأسطر التي السابقة، وهي فعل ملك الموت وأعوانه حقيقي على جهة التنفيذ لا جهة الابتدار، ولا أظنك تقول أن ملك الموت وأعوانه يبتدورن قبض الأرواح!

وسؤالك الثاني:- هل ملك الموت وأعوانه موكلون بأمر لا يقدرون عليه؟

الإجابة عليه أيضا في غاية الوضوح، وهي أن الله يكلف كل خلق بما يطيقه ويقدر عليه وإلا لكان في التكليف بما لا يطاق مانع للحساب والثواب والعقاب، ولا أظنك تقول غير ذلك!

وسؤالك الثالث:- ماهو عالم الظاهر وما هو الباطن ؟ وهل عالم الظاهر حقيقي أو مجازي ؟

فالإجابة عليه أيسر من سابقيه، لقد اتهمت الرازي بأنه أشعري، والأشاعرة لا تقول بظاهر النص وباطنه، إنما هذا قول الشيعة، ولا أظنك تضيف إلى تهمك للرازي بأنه شيعي!

يا أخي الحبيب، مقصود الرازي بقوله (الظاهر) هو عالم الواقع الذي يعيشه الناس ويدركونه، وكل نفس ذاقة الموت.

هدانا الله وإياك وجعلنا ممن ترك المراء لوجه الله تعالى وهذه آخر مشاركة لي في هذا الموضوع.

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
الأخ الكريم مفسر .. عنوان مقالك جذبني بقوة إلى قراءته ، والحقيقة أن المثال الذي ذكرته يحتاج إلى مراجعة وزيادة بيان وفي رأيي أن نقد الشيخ وليد بيومي وفقه الله في محله ، فليتك تتكرم بزيادة البيان والإيضاح بأمثلة أخرى .. والله يوفقك لكل خير..
 
فعل ملك الموت وأعوانه حقيقي على جهة التنفيذ لا جهة الابتدار، ولا أظنك تقول أن ملك الموت وأعوانه يبتدورن قبض الأرواح!

ما معنى كلامك هذا ليتك تفصل وتوضح ما تريد !

وسؤالك الثاني:- هل ملك الموت وأعوانه موكلون بأمر لا يقدرون عليه؟

الإجابة عليه أيضا في غاية الوضوح، وهي أن الله يكلف كل خلق بما يطيقه ويقدر عليه وإلا لكان في التكليف بما لا يطاق مانع للحساب والثواب والعقاب، ولا أظنك تقول غير ذلك!

كلام جميل ولا غبار عليه !
لقد اتهمت الرازي بأنه أشعري ، والأشاعرة لا تقول بظاهر النص وباطنه، إنما هذا قول الشيعة، ولا أظنك تضيف إلى تهمك للرازي بأنه شيعي!

هذه ليست تهمة ! هذه حقيقة متفق عليها عند أهل العلم ولا جدال فيها ! بل هو من أهم المنظرين الأكابر للأشاعرة !


والأشاعرة لا تقول بظاهر النص وباطنه، إنما هذا قول الشيعة، ولا أظنك تضيف إلى تهمك للرازي بأنه شيعي!
الموضوع ليس ظاهر النص وباطنه ! لا تذهب بعيدا وهون على نفسك !

يا أخي الحبيب، مقصود الرازي بقوله (الظاهر) هو عالم الواقع الذي يعيشه الناس ويدركونه، وكل نفس ذاقة الموت.
أعرف أنه يريد بالظاهر هو ما يراه العباد وما يظهر لهم وما يدركونه !
والسؤال هو : هذا الواقع هل هو حقيقي أم هو غير حقيقي ؟

هدانا الله وإياك وجعلنا ممن ترك المراء لوجه الله تعالى

آمين ....
وهذه آخر مشاركة لي في هذا الموضوع.
قرار مناسب !
ما أظننا سنستفيد منك علما !
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،

جزاك الله خيرا أخانا الفاضل فقد أهديتنا من حسناتك وأخذت من سيئاتنا، ونسأل الله علما نافعا ونعوذ بالله من علم لا ينفع!

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
لاحول ولاقوة إلا بالله
أظنكما لو تأنيتما لما كتبتما ماسبق أعلاه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
غفر الله لنا ولكم
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،

جزاك الله خيرا أخانا الفاضل فقد أهديتنا من حسناتك وأخذت من سيئاتنا، ونسأل الله علما نافعا ونعوذ بالله من علم لا ينفع!

والله الهادي إلى سبيل الرشاد

ما أظن أني أسأت إليك ! أنت أسأت إلى نفسك !
 
قرار مناسب !
ما أظننا سنستفيد منك علما !

أخي الكريم مفسر ، نرجو أن تكون لغة الحوار ملتزمة بأدب الحوار بين طلاب العلم ، والملتقى لا يرضى بهذه العبارات ، مهما كان الدافع لها ، وقوة الحجة تكون بالأدلة لا بقسوة العبارة ..
 
وهل الملتقى يعتبر التعالي على الآخرين ووصمهم بالجهل والتهديد بأن هذه آخر مشاركة له من أدب الحوار !
هو قال أن هذه أخر مشاركة فهل تنتظر مني أن أستجديه أن يستمر وهو يمن علي ذلك .
وأما قولي ما أظن أننا سنستفيد منك علما فهذا هو ظني به ولو أنه أظهر لنا علما مميزا لصبرنا على عجرفته وتعاليه مقابل ما نطمع به من علمه !
ألا ترى أنه ينكر أن الرازي أشعري ؟
هل قلت له مثل ما قال ووصمته بالجهل كما فعل ؟
مالكم كيف تحكمون ؟
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي وحده،

وبعد،،،

كنت قد عزمت أن لا أشارك في هذا الموضوع ليس تعاليا على أحد أو عجرفة أو تهديدا، بل كما قلت تركا للمراء والجدال لوجه الله تعالى.
السبب الذي دفعني إلى هذا العزم هو أن الآية موضوع المدارسة غاية في الوضوح ولا تحتاج إلى مزيد جهد،

ولكني بعد أن قرأت تعقيب أخينا الفاضل مفسر (ولا داعي للتفصيل فما كتبه أمام الجميع ليقرأه) رأيت أنه من واجبي أن أطرح مزيد إيضاح لا لموقفي- فلم أغضب إطلاقا لكلماته- بل للقضية محل النقاش:-

قلت من قبل أن فعل ملك الموت وأعوانه (توفي الأنفس) حقيقي على جهة التنفيذ لا جهة الابتدار، ثم طلب أخونا الفاضل مفسر مزيد إيضاح، واستجابة لطلبه نوضح له وبالله التوفيق،

ملك الموت وأعوانه لا يسارعون إلى قبض الأرواح من تلقاء أنفسهم، بل لا يتحرك ملك الموت إلا إذا صدر إليه الأمر من الله تعالى، وهذه الحقيقة بعينها في أعوان ملك الموت فهم لا يتحركون إلى التوفي إلا إذا أصدر ملك الموت إليهم الأمر. وهذه الحقائق ثابته بالقرآن أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فهم الفاعلون الحقيقيون لما أمرهم الله به،

وهذا هو المقصود بنسبة الفعل لملك الموت وأعوانه على جهة التنفيذ، لأنهم ينفذون أمر الله تعالى لهم، ولهذا هم المباشرون الحقيقيون في عالم الواقع للتوفي، وهذا ما اتفق الرازي عليه مع الطبري تماما،

أما كون عالم الواقع هذا حقيقي أو غير حقيقي، فله تفصيل لا بد منه، عالم الواقع هذا حقيقي نسبيا في حق الأحياء المشاهدين للميت حال التوفي وما يصحبه من سكرات الموت، لأنهم لا يرون ملك الموت وأعوانه حال التوفي، كما أنهم لا يسمعون ما يدور بين ملك الموت وبين المتوفي من حوار،

وقد أثبت الرحمن كشف الغطاء عن بصر من حضرته الوفاة حتى أصبح بصره حديدا، وهذا يعني بقاء الغطاء على بصر الأحياء،

وبخصوص عدم سماع الحوار فهذا ما قررته السنة المطهرة ولو سمعه البشر لصعقوا من فورهم،

و مستوى الواقع الحقيقي يتفاوت بين الحي ومن حضرته الوفاة، الحي يرى أثر التوفي في الواقع فيصدق بحدوث الوفاة ومن ثم يشرع في إتمام إجراءات الجنازة من غسل وكفن وصلاة ودفن، أما من حضرته الوفاة فهو يعيش التجربة بكاملها إلا أنه قد منع من الإفصاح عنها وتفاصيلها رحمة بالعباد من جهة وابتلاء لهم من جهة أخرى أيهم أحسن عملا.

لعلى وفيت بما طلب أخونا مفسر

ونسأل الله الغفران والعفو، وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب!

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
شكرا أخي ولكل من شاء أن يشارك فله ذلك ومن أراد أن لا يشارك فلا داعي أن يقول أنا لن أشارك إلا إن طلبنا منه فله أن يوافق أو يرفض !
ثم نحن لم نتمارى أو نتجادل ! مجرد استفسار بسيط ليتم بعده عرض وجهة النظر !
ثم أخي الكريم هل مازلت مصر على أن الرازي ليس أشعري ؟
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،

وبعد،،،

يَسًر الله الخير لمن أراد، وأعتقد أن المشاركة من عدمها في أي موضوع ليست حكرا على أحد ولا تتوقف على الاستئذان من صاحب الموضوع، وإلا لما طرحه من البداية، فليس من حق أي صاحب موضوع بما فيهم أنا وغيري أن يصادر على حق أحد من الأعضاء في المشاركة، فكل يؤخذ منه ويرد إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

لعلك توافقني أخونا الفاضل في هذا،

كما أنه لكل عضو بما فيهم أنا وأنت الحرية كاملة في أن يشارك أو لا يشارك في أي موضوع، كما له الحق أن يعبر عن عدم رغبته في المشاركة لسبب يرتضيه وإن لم يفصح عنه.

أما بخصوص أشعرية الرازي، فلا أظن كون الرازي أشعريا يخرجه عن ملة الإسلام أو يغمصه قدره بين أهل العلم،

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
عودة
أعلى