نتج عن القول بخلق أفعال العباد عند الأشاعرة قولهم (أن الفاعل الحقيقي لكل فعل هو الله وأن نسبة الأفعال إلى غير الله ليس على الحقيقة بل على المجاز) فهم يرون أن هناك حقيقةٌ وظاهر فكل ما يظهر لنا ليس هو حقيقي فالحقيقة مخفية , ويتبين أثر هذه العقيدة عند مقارنة قول الطبري وهو غير أشعري بقول الرازي الأشعري في شأن الوفاة , قال الطبري: ( فإن قال قائل: أو ليس الذي يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا والرسل جملة وهو واحد؟ أو ليس قد قال: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ؟ قيل: جائز أن يكون الله تعالى أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت، فيكون «التوفّي» مضافا، وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت إلى ملك الموت، إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره كما يضاف قَتْل من قَتَل أعوانُ السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وَلِيَه بيده).
وقال الرازي : { البحث الأول: أنه تعالى قال: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الاْنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا ) وقال: (الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَواةَ ) فهذان النصان يدلان على أن توفي الأرواح ليس إلا من الله تعالى. ثم قال: (قُلْ يَتَوَفَّـكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ ) وهذا يقتضي أن الوفاة لا تحصل إلا من ملك الموت. ثم قال في هذه الآية: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ) فهذه النصوص الثلاثة كالمتناقضة.
والجواب: أن التوفي في الحقيقة يحصل بقدرة الله تعالى، وهو في عالم الظاهر مفوض إلى ملك الموت، وهو الرئيس المطلق في هذا الباب، وله أعوان وخدم وأنصار، فحسنت إضافة التوفي إلى هذه الثلاثة بحسب الاعتبارات الثلاثة والله أعلم }.
الفرق بين قول الإمامين :
الفرق كبيرٌ بين القولين ويظهر أثر العقيدة على الفهم, فالطبري ينسب الفعل إلى أعوان ملك الموت ويقول أن نسبة الفعل إلى ملك الموت لأنه بأمره كما يضاف قَتْل من قَتَل أعوانُ السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وَلِيَه بيده (ومن هذا المثال يفهم أيضاً نسبته إلى الله لأنه بأمره) , وأما الرازي فينسب الفعل إلى الله على الحقيقة وفي الظاهر إلى الملك وليس على الحقيقة لإعتقاده بأن الظاهر ليس حقيقة.
وقال الرازي : { البحث الأول: أنه تعالى قال: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الاْنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا ) وقال: (الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَواةَ ) فهذان النصان يدلان على أن توفي الأرواح ليس إلا من الله تعالى. ثم قال: (قُلْ يَتَوَفَّـكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ ) وهذا يقتضي أن الوفاة لا تحصل إلا من ملك الموت. ثم قال في هذه الآية: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ) فهذه النصوص الثلاثة كالمتناقضة.
والجواب: أن التوفي في الحقيقة يحصل بقدرة الله تعالى، وهو في عالم الظاهر مفوض إلى ملك الموت، وهو الرئيس المطلق في هذا الباب، وله أعوان وخدم وأنصار، فحسنت إضافة التوفي إلى هذه الثلاثة بحسب الاعتبارات الثلاثة والله أعلم }.
الفرق بين قول الإمامين :
الفرق كبيرٌ بين القولين ويظهر أثر العقيدة على الفهم, فالطبري ينسب الفعل إلى أعوان ملك الموت ويقول أن نسبة الفعل إلى ملك الموت لأنه بأمره كما يضاف قَتْل من قَتَل أعوانُ السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وَلِيَه بيده (ومن هذا المثال يفهم أيضاً نسبته إلى الله لأنه بأمره) , وأما الرازي فينسب الفعل إلى الله على الحقيقة وفي الظاهر إلى الملك وليس على الحقيقة لإعتقاده بأن الظاهر ليس حقيقة.