أبحاث الإعجاز والتفسير العلمي في القرآن الكريم ذات طابع جماعي

أخي الكريم : حجازي الهوى
لا تذهب بالأمر بعيدا ، فالذي أقصده من كلامي هو ما بينت سابقا أني أريد أدلة على مسألة الإعجاز حتى أجد نفسي مجبرة علما وعقلا على الاقتناع والقبول بهذا الجديد .
واعذرني إن أسأت التعبير ..
فالذي يجرحني أن كل ما نعرفه عن هذا الكون الفسيح مما يقوله دعاة الإعجاز العلمي كله عبارة عن نظريات علمية غربية ، أو حقائق لم يستطع أن يتأكد منها - على الأقل حتى الآن - إلا علماء الغرب النصاري ..
وكيف - أخي العزيز - تريدني أن أتصور كونا وشمسا وقمر ، ووصول الإنسان إلى القمر ، وكل تلك المجرات العائمة أو السابحة في ذلك الفضاء السحيق ، وأحجام كتلها التي لا يتصور العقل البشري إلا على شكل أرقام ؛ بل وربعضها لا يتصور بالأرقام إلا عن طريق معادلات التي تختصر مليارات الأرقام ..
كيف أتصور كل ذلك لمجرد أن باحثا في جامعة اكسفورد قاله وسانده نخبة من الباحثين في هذا المجال ..
وإن قبلت كل ذلك وسلمت جدلا به مع أنه - من وجهة نظري فيه ما يتناقض مع كتابي الذي أومن به - فكيف أستطيع تكذيبهم لو ادعوا ما يتناقض صراحة ومن كل وجهات النظر مع القرآن الكريم ؟
ما هو المعيار الذي يجعلني أنتقي هذا فأصدقه ، وأختار ذلك فأكذبه ؟
هذا ما يحيرني أخي الكريم ، وهو ما يجعلني أنظر لمسألة الإعجاز يشيء من الشك والخوف .
لا شيء أكثر من ذلك ..

أحترم وجهة نظرك ، ومن حقك أن تطالب بالدليل على كل قضية لا تؤمن بها ، ولكن أرجو منك أن تشرح لي عبارتك التالية:


أما قضية "وجدها" فلا أعرف كيف أتصورها ، وإذا تصورتها فلا أعرف كيف أقولها لك إذن لقطعت رقبتي ( بسمة )
وإن ضمنت لي أن لا فسأفعل .
بارك الله فيك .

وأنا ضامن لك في هذه خاصة ألا تمس رقبتك بسوء إلا أن يشاء الله غير ذلك.

بارك الله فيك وأنار بصيرتك.
 
أخي الكريم : ما دمت ضمنت فسأقول لك تصوري .
علينا أولا أن نتجرد من تصورنا الحالي عن الكون .
ثم علينا أن نؤمن بأن الأسباب التي أعطى الله تعالى لذي القرنين ليست عادية بدليل توكيد الله تعالى لها .
وانطلاقا من ذلك يكون الوجود في قوله تعالى : "وجدها تغرب" "وجدها تطلع" يحتمل معنيين :
إما أن ذا القرنين أعطاه الله تعالى من الأسباب ما جعله يصل إلى الشمس ويجدها تغرب في عين حمئة الله تعالى أعلم بحقيقتها ..
وإما أن الشمس - وأرجو أن تتحمل مني هذه - تغرب في مكان ما من الأرض ووجدها ذو القرنين تغرب فيه .
ومن الصعب تصور هذين التفسيرين لأنه من المغروس في أذهاننا أن الشمس عبارة عن نجم قطره كذا ، وهو عبارة عن كمية هائلة من الانفجارات النووية المتوالية ، وأنه يبعد عن الأرض كذا ، وأنه لا يطلع ولا يغرب حقيقة وإنما في نظر الرائي ، وغير ذلك .
والله تعالى أعلم .
 
وعند تأملي للآيات الكريمات وجدت قرينة أخرى تدل على أن وجد هنا ليست بمعنى رأى ، وهي :
قوله تعالى : "وجدها تغرب في عين حمئة ، ووجد عندها قوما " فهل كل هذا التعبير بفعل : "وجد" يكون بمعنى رأى ، فيكون التقدير رآها كأنها تغرب في عين حمئة ورأى عند الشمس ، أو عند العين قوما ؟
 
عودة
أعلى