آية وحديث (1) - للحوار , التعديل , او الالغاء

سيف الدين

New member
إنضم
13/01/2006
المشاركات
126
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
نتناول في هذا البحث حديثا عن الشرك محوره الايتين : {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون } و {ان الشرك لظلم عظيم}

وسنتناول بشكل أساسي الاحاديث التي وردت في صحيح البخاري ثم نستأنس بالاحاديث الواردة في كتب الصحاح والسنن الاخرى ...

عرض:

اذا دققنا النظر في الاحاديث الواردة في صحيح البخاري حول هذا الموضوع وهي 8 احاديث, نرى انه بالامكان ان نقسم الاحاديث الى 3 مجموعات:
1- المجموعة الاولى وتتضمن حديثا واحدا: حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ابراهمي عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه قال لما نزلت ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال أصحابه وأينا لم يظلم فنزلت إن الشرك لظلم عظيم (البخاري كتاب تفسير القرآن باب ولم يلبسوا ايمانهم بظلم)

2- المجموعة الثانية وهي حديثين جاءا عن طريقين :

أ‌- حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة ح قال وحدثني بشر بن خالد أبو محمد العسكري قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم} (البخاري كتاب الايمان باب ظلم دون ظلم)
ب‌- حدثنا أبو الويد حدثنا شعبة عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم} (البخاري كتاب احاديث الانبياء باب قول الله تعالى ولقد آيتنا لقمان الحكمة ان اشكر لله)
وهما في الحقيقة قد يرجعان الى طريق واحد غير أنه لا بأس من ذكرهما حتى نأتي على كل الاحاديث التي جاءت في صحيح البخاري


3- المجموعة الثالثة تضم 5 احاديث:
أ‌- حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الاعمش قال حدثني ابراهيم عن علقمة عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه قال لما نزلت {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} قلنا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس كما تقولون لم يلبسوا إيمانهم بظلم بشرك أو لم تسمعوا الى قول لقمان لابنه {يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم} (البخاري كتاب احاديث الانبياء – باب قول الله تعالى واتخذ الله ابراهيم خليلا)
ب‌- حدثني اسحاق اخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتاب احاديث الانبياء باب قول الله تعالى ولقد آتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله)
ت‌- حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس بذاك ألا تسمعون الى قول لقمان ان الشرك لظلم عظيم (البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم باب اثم من اشرك بالله وعقوبته في الدنيا والاخرة)
ث‌- حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه ليس بذاك ألا تسمعون الى قول لقمان لابنه ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتاب تفسير القرآن باب لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم)
ج‌- حدثنا اسحق بن ابراهيم اخبرنا وكيع ح وحدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الاية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا اينا لم يظلم نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كما تظنون انما هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم (البخاري كتابة استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم – باب ما جاء في المتأولين)


تحليل:

بداية نرى ان المجموعتين الاولى والثانية من الاحاديث تجعل مشقة الصحابة ان تتحمل اعباء تكليف الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} سببا لنزول الاية :{ان الشرك لظلم عظيم}
بينما احاديث المجموعة الثالثة تتحدث ان الرسول صلى الله عليه وسلم نبّه اصحابه على ان المقصود من الظلم في الاية الاولى {ولم يلبسواإيمانهم بظلم} هو الشرك في قوله تعالى: {ان الشرك لظلم عظيم}

وقد يبدو للوهلة الاولى ان هناك تناقضا بين هذه المجموعات من الروايات حيث ان المجموعتين الاولى والثانية ترى ان نزول الاية {ان الشرك لظلم عظيم} جاء بعد نزول قوله تعالى {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم}, بينما احاديث المجموعة الثالثة تفيد ان آية {ان الشرك لظلم عظيم} كانت معلومة للصحابة قبل نزول {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} ... وقد تنبّه ابن حجر العسقلاني الى هذا التناقض فحاول التوفيق بالقول عن احاديث المجموعة الثالثة :"وظاهر ان الاية التي في لقمان كانت معلومة عندهم ولذلك نبههم عليها, ويحتمل ان يكون نزولها وقع في الحال فتلاها عليهم ثم نبههم فتلتئم الروايتان" (انتهى كلام ابن حجر) ... وهذا التناقض, حقيقة, هو الذي اوقع في النفس شيئا تجاه هذه الاحاديث وصياغتها, غير انه لا يمثّل الا اللبنة الاولى التي سنبني عليها ما نقول, والذي سننهيه مضمّنين عدم الموافقة الى الترجيح الذي ارتآه ابن حجر رحمه الله ..

حقيقة التساؤل هنا: هل هناك رواية واحدة للحديث ام روايتان ام اكثر؟ اي هل تدور الاحاديث كلها حول واقعة واحدة ام ان هناك تعدد في مناسبات هذه الاحاديث بحيث نحمل احاديث المجموعة الاولى والثانية على مناسبة معينة, ونحمل احاديث المجموعة الثالثة على مناسبة اخرى؟

ان محاولة التوفيق التي حاول ابن حجر القيام بها توحي انه كان يرى ان جميع الروايات تعود الى مناسبة واحدة ... وهذا الرأي يؤنسنا في ان نقول ان هناك رواية واحدة وليس روايتان. وعلى الاقل لا توجد هناك فرضية اكثر من واقعة لهذه ا لاحاديث ..

ان دراسة سند الحديث تشير الى ان جميع الاحاديث الواردة في البخاري على شاكلة الحديثين اعلاه, وبالعموم جميع الاحاديث التي ذكرت في البخاري وغيره, يجتمع سندها بطريق واحد وهو: سليمان بن مهران (الاعمش) عن ابراهيم بن يزيد بن قيس عن علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة عن عبد الله بن مسعود... وهذا يرجح ان تكون الاحاديث محمولة على مناسبة واحدة ... قد يقول البعض ان هذا لا يستلزم ذلك ... نقول: قد لا يستلزم ذلك الى انه يرجح وعلى اي فان الجواب لا يعتمد بشكل كلي على السند, لذا قليل من الصبر ...

لنأخذ الان نصوص المجموعة الاولى من الاحاديث:" "عن عبد الله (بن مسعود) لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال أصحابه أينا لم يظلم فأنزل الله عز وجل {ان الشرك لظلم عظيم}."

نتساءل هنا بداية: اصحاب من الذين تساءلوا وقالوا: أينا لم يظلم؟ هل اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ام اصحاب عبد الله بن مسعود؟

اذا اعتمدنا هذا النص كنصّ وحيد, على سبيل الافتراض, نرى انه بالامكان ان نرجع الهاء في كلمة "اصحابه" الى عبد الله بن مسعود, ويمكن تبرير ذلك بتداخل رواية الرواة: اي ان عبد الله بن مسعود قد قال الجزء الاول: :"لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" ثم تصرّف راو آخر آخذا الكلام عن ابن مسعود فقال: "قال اصحابه" اي اصحاب ابن مسعود .. ومما آنسني في هذا الرأي اني لم اجد في النسخة التي بين يدي من صحيح البخاري الصلاة والتسليم بعد كلمة "اصحابه" الواردة في الحديث

وقد يقول قائل ان اصحابه هنا تعود الى الرسول صلى الله عليه وسلم ...
ونقول: اذا كان ذلك بدلالة نص هذا الحديث فهو احتمال نعتقده اوهى من الاحتمال الذي فصّلناه اعلاه ..
واما اذا كان بدلالة الاحاديث الاخرى, فاننا نقول: من يدري؟ فلعلّ رواة الاحاديث الاخرى قد تصرفوا بنص الحديث بناء على هذا النص فاضافوا كلمة رسول الله الى أصحابه من باب اجتهاد شخصي ..

وعلى أيّ ....

ان نصوص المجموعتين الاولى والثانية يمكن ان يحمل على انه يمثّل وجهة نظر الراوي بكل ما تحمل الكلمة من معنى, فهو يقول انه شقّ على الصحابة الاية الاولى فأنزل الله تعالى الاية الثانية, وهو – اي الراوي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه – لم يتعرّض في هذا الحديث لقول للرسول صلى الله عليه وسلم فيكون الامر عندها ترتيبا من قبل الراوي لا يلزم احدا بشيء بتاتا .. واننا نرجح ان يكون هذا هوالنص الاساسي للحديث اي انه رأي ارتآه ابن مسعود ولا يشكّل تصريحا بأنه حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ... اي ان الموضوع لا يعدو ان يكون تفسيرا من ابن مسعود لنص قرآني ..

اذا كان هذا الكلام صحيحا, فما بال الاحاديث في المجموعة الثالثة؟

ان روايات المجموعة الثالثة - على الارجح - قد نقلت بالمعنى تأسيسا على ما قاله ابن مسعود ... نعتقد ان روايات المجموعة الثالثة قد تأسست على أساس نقلها بشكل تفسيري للمجموعة الاولى, وقد تم ادخال الرسول كجزء من بنية الحديث حيث حاول رواة هذه المجموعة نقل الحديث بالمعنى ... ونعتقد ان الذي ادى الى ذلك هو وجود عناصر ايحاء قوية مثل كلمة "رسول" مضافة الى كلمة "اصحاب" حيث توهم وكأن هؤلاء الاصحاب قد سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام, اضافة الى ذلك ورود كلمة الظلم في الايتين مما يدعو الذهن الى الربط السريع فيصبح الاستنتاج العقلي وهو ان المقصود بالشرك هو الظلم من البداهة بمكان ان يجعل الراوي لا يجد حرجا في ان ينقل ما سمع بشكل تفسيري يضيف الى الايات فهمه بكل عفوي ... بكلام آخر, لقد ظن رواة المجموعة الثالثة رأي ابن مسعود انه حديث للرسول صلى الله عليه وسلم, فقاموا بنقل رواية ابن مسعود بناء على ذلك وضمنوا البنية الاساسية خطابا وتحاورا بين الرسول واصحابه حتى يصبح النص اكثر وضوحا في اذهان السامعين ... ولست اقصد هنا انهم قاموا بذلك افتراء على الرسول, وانما فعلوا ذلك لغلبة ظنهم ان ما سمعوه هو حديث عن الرسول فلم يجدوا حرجا في ان ينقلوه بالمعنى ...

والذي يرجح ما ذهبنا اليه هو ان روايات المجموعة الثالثة جاءت بصيغ مختلفة, الامر الذي يرجح ما ذهبنا اليه من ان هذه المجموعة نقلت بالمعنى تأسيسا على المجموعة الاولى...

والآن, كل ما ذكرناه الى الان قد لا يعد استدلالا, وانما أردنا ان نستعين به لنرسم صورة معينة توضح ان التناقض الموجود في الحديث هو ليس بالسهولة التي ذهب اليها ابن حجر في محاولاته التوفيقية ...

والآن نترك الاسئلة التالية برسم قرائنا الاعزاء حتى نخلص بحكم اخير على هذا الحديث, والذي أعدّه رأيا لابن مسعود وليس حديثا الى ان يتضح خلاف ذلك :

1- ان الايتين هما آيات مكية بالاتفاق .. مما يعني ان الصحابة عندما وجهوا سؤالهم للرسول, فعلوا ذلك وهم بمكة, وهنا نتساءل: من وجّه هذا السؤال؟ هو وجّهه عمار – الذي مات والديه امام ناظريه – ام بلال -وهو يقول أحد أحد مفترشا رمالا ملتهبة وملتحفا بصخرة – ام سلمان ام غيرهم من المؤمنين الذين كان يمارس عليهم مختلف صنوف الاذى والعذاب والظلم والذين عانوا من الحصار في الشعب والذين مر عليهم ثلاث سنين لا يجدون ما يتقوتونه؟ ان جميع اصناف الظلم كانت تلحق بالمسلمين, فهل يعقل ان يشق عليهم ان تنزل آية فيها وعيد للظلم بأي شكل من أشكاله؟؟ ان المسلمين في مكة كانوا في دائرة الاستضعاف بكل معنى الكلمة الامر الذي يبعد عن الذهن ان يكون مثل هذا التساؤل قد صدر عن مستضعفي مكة.. ثم ان مؤمني مكة كانوا مكلّفين بقضية اساسية وهو الايمان مضافا اليها شيئا يسيرا من التكاليف ذات العناوين العريضة كعدم الزنى وغيره ... فأين دائرة الظلم الذي يمكن ان يمارسوه في واقعهم؟
2- لنمعن في الروايات التالية:
- جاء في المستدرك على الصحيحين ج2 ص 346: عن زياد بن حرملة قال سمعت علي بن ابي طالب يقرأ هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} قال هذه في ابراهيم واصحابه ليست في هذه الامة .. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه
- جاء في تفسير الطبري ج7 ص 257: عن مهران ان عمر بن الخطاب كان اذا دخل بيته نشر المصحف فقرأه فدخل ذات يوم فقرأ فأتى على هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون} فاشتغل واخذ رداءه ثم أتى أبي بن كعب فقال: يا أبا المنذر فتلا هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} وقد ترى انا نظلم ونفعل ونفعل فقال: يا امير المؤمنين ان هذا ليس بذاك .. يقول الله تعالى: {ان الشرك لظلم عظيم} انما ذلك الشرك ..

وواضح من هاتين الروايتين ان علي رضي الله عنه وعمر بن الخطاب لم يسمعا حديث الرسول الذي نحن بصدد دراسته , فهم اذا لم يكونوا من القوم الذين وجهوا سؤالهم الى الرسول! ونضيف هذا الى التساؤل رقم 1.

وواضح ايضا ان عمر بن الخطاب حين اورد هذا التساؤل كان اميرا للمؤمنين, وقد قال: وقد ترى انا نظلم ونفعل ونفعل ... فهل اجابة أبي بن كعب تتلاءم مع موقع السائل (خليفة للمسلمين)؟ هل برّر أبي بن كعب ظلم عمر بن الخطاب كخليفة للمسلمين ام ظلمه على الصعيد الشخصي؟ ثم ان الافتاء لعمر بن الخطاب بهذا أليس هو افتاء لكل الخلفاء من بعده ان يظلموا؟ ثم ان صحّ الحديث, الا تدلّ هذه الواقعة على ان هذا الحديث ينبغي, في الحدّ الادنى, ان يخصّص ولا يجوز تعميمه؟
3- هل شقّ على الصحابة ظلمهم لأنفسهم وظلمهم للآخرين فخفّف الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم بأن بشّرهم ان لا بأس بظلم النفس والاخرين ما لم يرتكب الانسان الظلم الاعظم وهو الشرك بالله؟ ألا يأخذ هذا الحديث موقفا مع ظالمي انفسهم وظالمي غيرهم؟ وهل يتناسب هذا مع القرآن الكريم وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام الجامعة؟

قال تعالى: {ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} (النساء/10) ... ألا تدخل هذه الاية في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون}؟؟ وهل المؤمنين الذين يأكلون اموال ا ليتامى ظلما سيتحقق لهم الامن يوم القيامة؟

جاء في صحيح البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار (البخاري كتاب المساقاة باب فضل سقي الماء) وجاء ايضا: "من ظلم من الارض شيئا طوقه من سبع أرضين" (البخاري كتاب المظالم باب اثم من ظلم شيئا من الارض) يضاف الى ذلك كمّ كبير من سيرته والتي كان يحرّض فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على العدل ويحذّر من عواقب الظلم ..
4- ثم ان في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن الظلم والوعيد للظالمين, فلم لم يشقّ على المسلمين الا هذه الاية؟؟

في حقيقة الامر ان هذه الاية تتميّز عن غيرها من الايات بأنها ربطت موضوع الايمان بالظلم .. ولا يخفى على اي قارىء للعقائد الاسلامية ومعتقدات الفرق الاسلامية ما دار من صراع حول موضوع الايمان والعمل الصالح وهل هما شيء واحد ام متغايران .. فهذه الاية تشكّل سندا واضحا للذين يقولون ان الايمان والعمل الصالح هما وحدة لا انفصام لها ويأتي الحديث ليؤكد وجهة النظر المقابلة ...

وأسأل الله الهداية ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، و الصلاةو السلام على من لا نبى بعده ،
الأخ الفاضل / سيف الدين
شكر الله لك و جزاك الله خيرا ووفقك الى ما فيه الخير و الرشاد ، لقد أمتعتنا بحسن عرضك و تحليلك للأيات و الاحاديث ، ولكن لى تعليق بسيط ،أرجو ان يتسع صدرك لسماعه .
أولا : انا أرى أنك ألزمت نفسك ما لا يلزم فى محاولة منك لإثبات صحة كلامك ، فحاولت جاهداً ان تثبت أن هذا الحديث ليس مرفوعا الى النبى صلى الله عليه و سلم ، و أنه موقوف على ابن مسعود ،رغم ما ورد صريحا فى الأحاديث من إثبات ذلك ، و أنت قلت أنك دققت النظر و لم تر تعقيبا فيه الصلاة و السلام على النبى بعد كلمة أصحابه ، فذهبت بذلك إلى ان المقصود هو ابن مسعود ،
وبرجوعى إلى تفسير الإمام الجليل ابن كثير لهذه الآية ، وجدت انه نقل حديث البخارى و فيه الصلاة و السلام على النبى بعد كلمة اصحابه، بل كانت الكلمات صريحة فى ثبوت الحديث للنبى صلى الله عليه و سلم
و لو دققت النظر - أخى الفاضل - فى سياق الآيات لوضح لك أن المقصود بالظلم فى الآية هو الشرك ،فسياق الايات هو الحديث عن مجادلة قوم ابراهيم عليه السلام له و تهديدهم اياه ، وهو يرد قائلا :و كيف أخاف ما اشركتم و لا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأى الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ؟ المؤمنون أم المشركون ؟ فيتولى الله تعالى الرد قائلا ( الذين آمنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون ) ولعلك تساءلت - أخى - عن هذا الظلم الذى يرتاع من أجله الصحابة ؟ و للرد على هذا أقول :إن الصحابة وهم أروع الناس و أتقاهم بعد النبى صلى الله عليه و سلم أحسوا بأن الآية فيها شرط بدليل أن الله لم يقل الذين آمنوا لهم الأمن و لكنه قال ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )فأحسوا بأن هذه عقبة و شرط فى طريقهم فارتاعت قوبهم لذلك و سألوا النبى عليه الصلاة و السلام عن ذلك ، ثم إنهم - من فرط ورعهم وتقواهم كانوا ينظرون للإثم الهين على أنه جبل عظيم من الذنوب لا كم ننظر نحن الى ذنوبنا
و أنا هنا أحيلك إلى تفسير الإمام ابن كثير لتطلع على المزيد.
و كذلك إلى الكلام النفيس للإمام ابن تيمية رحمه الله عن تفسير الآية فى كتابه (كتاب الإيمان )فى صفحة 280و ما بعدهاطبعة دار الفكر .
ثم إنك - أخى الفاضل - دافعت و بقوة عن أن المراد بالظلم فى الآية هو الشرك ، و انا أتفق معك فى أن معنى الظلم يشمل الشرك وغيره ،و لكننا نتحدث عن الكلمة فى موضعها و فى السياق التى وردت فيه لا عن المعانى العامة و المجملة ، فالقول بأن معنى الظلم هنا هو الشرك من باب تسمية الجزء بالكل و هذا كثير فى لغتنا .
ــــــــــــــــــــــ
و ما من كاتب إلا سيفنى و يبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شىء يسرك فى القيامة أن تراه
ـــــــــــــــــــ
البحــــــــــــــر الرائــــــــق
أحمد محمود على
ليسانس آداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
 
أخي سيف الدين اي راو يمكن ان يكون تصرف ولم يروه عن ابن مسعود الا علقمة. لانك تقول تصرف أحد الرواة . فان كان التصرف ممن سمعه من ابن مسعود رضي الله عنه
الامر الأخر :
"حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:لَمَّا نَزَلَتْ
{ وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
قَالَ أَصْحَابُهُ وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَنَزَلَتْ
{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }"
هذه الرواية من طريق ابن ابي عدي دون غيره اما من يرويه عن شعبة غير ابن ابي عدي فقد رواه بالصيغة التي جعلتها المجموعة الثانية :
31- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح قَالَ و حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
وطريق بشر بن خالد عن محمد بن جعفر به أخرجه النسائي ايضا (6/341 السنن الكبرى الحديث رقم(11166))
وروى البيهقي في الكبرى :
(وقد أخبرنا) أبو الحسن على بن احمد بن عبدان أنبأ احمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن الاعمش قال سمعت ابراهيم يحدث عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اينالم يلبس ايمانه بظلم قال فنزلت (لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم) رواه البخاري
10/185 سنن البيهقي الكبرى )

أي ان المجموعة الاولى والثانية التي جعلت عليها تحليلك ما هي الا رواية شعبة !
والبحث في العلل لا يكون الا بعد استقصاء الطرق لمعرفة اي الرواة أختلف عنهم اللفظ .
الان الاختلاف اما من شعبة او من طبقة شعبة واما من الاعمش واما ممن رواه عن تلاميذ الاعمش .
لننظر في الروايات :
البخاري 3310 :"
- حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ
{ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
(11147) صحيح البخاري.
فهذه رواية حفص بن غياث رواها ابنه عمر .
البخاري 3175
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }

البخاري4624
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ح و حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
روايات مسلم للحديث178 :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عِيسَى وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ ح و حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ ح و حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ كُلُّهُمْ عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنِيهِ أَوَّلًا أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ الْأَعْمَشِ ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْهُ
1/331 صحيح مسلم
وابان هنا لانه ذكر لا للاحتجاج .
فهذه الطرق الى الاعمش عن طريق عبد الله بن اديس وابوا معاوية ووكيع وعيسى بن يونس وابن مسهر
ورواه الترمذي 2993 قال:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ الْأَعْمَشِ
10/331 سنن الترمذي
وفي مسند أحمد
3408
قال:حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ
(7/433) مسند أحمد
3826 -
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ
(8/371)

4019 -
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ
(9/54)
 
وفي سنن النسائي الكبرى:
(11390) أنا علي بن خشرم أنا عيسى عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت * (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) * شق ذلك على المسلمين قالوايا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه
قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم قوله تعالى إن أنكر الاصوات لصوت الحمير
6/427
وابن ابي حاتم قال :
7575 - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن إدريس ، ووكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت : ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، قالوا : أينا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس كما تظنون ، إنما قال لقمان لابنه : ( لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) »
26/136

وفي مستخرج ابي عوانة

163 - حدثنا علي بن حرب قال : ثنا أبو معاوية ، ومحمد بن فضيل ، ووكيع قالوا : ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على الناس قالوا : يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه ؟ فقال : « إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا قول العبد الصالح : » يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم إنما هو الشرك «
164 - حدثنا عمر بن شبة قال : ثنا أبو أحمد الزبيري قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : » بالشرك «166
- وحدثنا الصغاني قال : ثنا إسماعيل بن الخليل قال : ثنا علي بن مسهر ح ، وحدثنا ابن الجنيد أبو جعفر قال : ثنا عبيد الله بن محمد قال : ثنا عبد الواحد بن زياد كلاهما ، عن الأعمش ، بإسناده مثله - فقالوا : « يا رسول الله فأينا لا يظلم نفسه ؟ قال : » ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا قول لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم (1) « حدثنا سعيد بن مسعود قال : ثنا أبو الجواب قال : ثنا عمار بن رزيق ، عن الأعمش ، بمثله . حدثنا المعمري قال : ثنا أبو كريب قال : ثنا ابن إدريس قال : حدثنيه أولا أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ، ثم سمعته من الأعمش ، بمثله
1/81-83
وفي صحيح ابن حبان :
253
- أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية ، ومحمد بن إسحاق ، قالا : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت هذه الآية : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ، قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أينا لم يظلم نفسه ؟ قال : فنزلت : ( إن الشرك لظلم عظيم ) قال ابن إدريس ، حدثنيه أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ثم لقيت الأعمش فحدثني به
1/495
وفي الايمان لابن مندة
268 - أنبأ أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا عبد الله بن نمير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم، عن علقمة ، عن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ، قالوا : يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه ؟ ، قال : ليس ذاك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )

269 - ثنا عبد الرحمن بن يحيى ، ثنا أبو مسعود ، ويونس بن حبيب ، قالا : ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، قال : قال لي الأعمش : ألا أحدثك حديثا جيدا ، ح وأنبأ أحمد بن إسحاق ، ثنا العباس بن الفضل ، ومحمد بن حرب قالا : ثنا أبو الوليد ، ثنا شعبة ، عن الأعمش ، سمعت إبراهيم يحدث عن علقمة ، عن عبد الله : لما نزلت ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ، قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أينا لم يلبس إيمانه بظلم ؟ ، فنزلت : ( لا تشرك بالله )

270 - وأنبأ عمرو بن محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن عمرو الشيباني ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا عبد الله بن إدريس ، وأبو معاوية ، ووكيع ، وأبي ، كلهم عن سليمان بن مهران ، ح ، قال : وثنا عبد الله بن محمد العبسي ، ثنا ابن إدريس ، وأبو معاوية ، ووكيع ، عن الأعمش ، ح ، قال : وثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا أبو معاوية ، عن سليمان الأعمش ، ح ، وأنبأ محمد بن إبراهيم بن الفضل ، ثنا أحمد بن سلمة ، ثنا إسحاق ، أنبأ جرير ، وأبو معاوية ، ووكيع ، وعيسى بن يونس ، ح ، وأنبأ أحمد بن عيسى البيروتي ، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي ، ثنا علي بن حجر ، ثنا عيسى بن يونس ، ح ، وأنبأ محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن نعيم ، ثنا داود بن رشيد ، ثنا حفص ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على المسلمين ، فقالوا : يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه ؟ ، فقال : ليس ذاك هو إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا إذ قال لقمان لابنه : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )
271- أنبأ الحسين بن علي ، ومحمد بن يعقوب ، قالا : ثنا محمد بن إسحاق بن المغيرة ، ثنا محمد بن العلاء ، ثنا عبد الله بن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) شق ذلك على المسلمين ، فقالوا : يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه ؟ ، فقال : ليس ذاك إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) . قال ابن إدريس : حدثنيه أولا أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ، ثم سمعته منه
1/324-326
جميع الأحاديث من الشاملة 2

هنا لاحظ أيضا ما روي عن شعبة واختلاف الصيغة .
اذا فالذي جعلته القسم الأول والثاني هو طريق شعبة وقد خالفه كل من يرويه عن الأعمش وكلهم رووه بصيغة التي جعلتها القسم الثالث .
طبعا عدد الذين روو عن تلاميذ الاعمش بين ان من رواه عن الاعمش غير شعبة كلهم وري عنهم بنفس الصيغة ولم يختلف أحد ممن لرواه عن شعبة بالذي جعلته القسم الاول والثاني
فتحليلك بأن الاختلاف هو من أصحاب عبد الله بن مسعود لا يصح لان الطرق كلها عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله
وانما الاخلاف هو ما رواه شعبة .
اما بيان ممن حصل الاختلاف من شعبة ام من الأعمش فان قول شعبة : (قال لي الأعمش : ألا أحدثك حديثا جيدا) تبين ان شعبة لم يسمعه مع من روى الحديث عن الاعمش في نفس المجلس . هنا اقف واسأل من عنده علم بهذا الحديث
 
الاخ الكريم البحر الرائق:

اشكرك جزيل الشكر على ملاحظاتك القيّمة والتي فتحت امامي آفاقا جديدة في مناقشة الموضوع ... وأسأل الله تعالى ان تكون ردودي من باب الحوار لا غير ..

اولا: لم ابن نقدي للرواية على عدم وجود الصلاة والتسليم عقب كلمة "اصحابه" .. غير ان الموضوعية هنا تحتم علينا ان نرجع الى المصدر الاساسي وهو صحيح البخاري وليس ما نقله ابن كثير عنه, فلربما كانت الزيادة من ابن كثير, الا ان جاءنا احد بنسخة لصحيح البخاري فيها غير ما اسلفنا. يضاف الى ذلك اني راجعت النسخة المتوفرة لدي لتفسير اين كثير فلم اجد ما ذكرت من ذكر للصلاة والتسليم بعد كلمة اصحابه, وربما ذلك يعود الى اختلاف في النسخ او اخطاء في الطباعة ..
ثانيا: المناقشة الاساسية للبحث الذي أثرته ليس تحديد معنى الظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم}, وانما هو منظومة هذا الحديث التي تتضمن عقلية السامع وتخفيف الرسول .. فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول بتخفيف هذه المشقة عنهم .. واني اناقش هنا التخفيف الذي نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم .. ان الرواية هي ا لتي تجعل مناقشة الايمان والظلم خارج السياق النصي .. لو اكتفت الرواية بالقول بان المقصود من الظلم هو الشرك دون ذكر لمشقة السامعين, لما كان هناك من داع للمناقشة .. انما الرواية , بمنظومة تركيبها, اخرجت المفردات من دلالات النصوص, وجعلت المناقشة تدور خارج النص .. ان تركيبة الرواية تجعل السامعين مكلفين بأعباء الاية, وقد أقر الرسول – حسب الرواية – هذا الفهم بأنهم مكلفون, غير انه وضّح – حسب الرواية – ان الظلم يقتصر على الشرك دون غيره .. ان هذا التعميم هو ما ترفضه نصوص قرآنية كنت قد اسلفت ذكرها كأكل مال اليتيم, كما ترفضه نصوص احاديث كثيرة عن الظلم وعواقبه, منها ما اورده ابن كثير في تفسيره ج1 ص509: عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله من شيئا فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم واما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لانفسهم فيما بينهم وبين ربهم واما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض ..
 
الاخ الكريم مجدي ابو عيشة

جزاك الله خيرا على جهدك الكبير

بداية, اوافق معك على ان الطرق كلها لهذا الحديث تجتمع في الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله, وبالاجمال اتفق معك على ما توصلت اليه من دراسة بخصوص السند ..

غير اني اود ان اوضح التالي:

اقتباس
---------------------------------------------------------
فتحليلك بأن الاختلاف هو من أصحاب عبد الله بن مسعود لا يصح لان الطرق كلها عن الاعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله
---------------------------------------------------------


انا لم اقل ان الاختلاف هو من اصحاب عبد الله بن مسعود, وهذا اقتباس لما ورد في البحث:

اقتباس
---------------------------------------------------------------------
اذا اعتمدنا هذا النص كنصّ وحيد, على سبيل الافتراض, نرى انه بالامكان ان نرجع الهاء في كلمة "اصحابه" الى عبد الله بن مسعود, ويمكن تبرير ذلك بتداخل رواية الرواة: اي ان عبد الله بن مسعود قد قال الجزء الاول: :"لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" ثم تصرّف راو آخر آخذا الكلام عن ابن مسعود فقال: "قال اصحابه" اي اصحاب ابن مسعود .. ومما آنسني في هذا الرأي اني لم اجد في النسخة التي بين يدي من صحيح البخاري الصلاة والتسليم بعد كلمة "اصحابه" الواردة في الحديث
------------------------------------------------------

ان كان هذا النص يوحي بما ذهبت اليه, رغم اني لا ارى ذلك, فأنا أتراجع عنه, وكل القصد هنا يتجه الى اي راو من اي طبقة كان .. وقد حصرت دراستك الان منشأ الاختلاف في شعبة او الاعمش .. أوافقك في ذلك الى حدّ بعيد رغم ان قائمتي تضم اكثر من هذين الاسمين .. على اي حال, لا انوي بأي حال من الاحوال ان أخوض في نقاشات في السند, وجلّ همي ان اناقش متون الاحاديث في المواضيع المطروقة ...

غير انه لا يخفى ان هناك روايتين بجميع الاحوال, رواية مقتضبة ورواية مفصلة .. فأصل الرواية اما ان يكون مقتضبا, فقام بتفصيله, اي بالزيادة عليه اخرون, واما ان تكون مفصلة, فقام باختصارها اخرون ...

غير ان الطبع البشري, وهذا للاستئناس وليس دليلا, يميل الى الزيادة على ما يسمع كما يذهب الى ذلك ابن خلدون والواقع المعاش ...
 
أخي سيف الدين بارك الله فيك ,انما وضعت لك الاسانيد لأنك قلت :


واما اذا كان بدلالة الاحاديث الاخرى, فاننا نقول: من يدري؟ فلعلّ رواة الاحاديث الاخرى قد تصرفوا بنص الحديث بناء على هذا النص فاضافوا كلمة رسول الله الى أصحابه من باب اجتهاد شخصي ..
لذا بينت لك ان رواية "هو كما قال لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم " وما وافقها هي الصواب لان كل من رواها عن الاعمش انما رواها بنحو ذلك : فقد رواها عن الاعمش كل من :حفص بن غياث . وعيسى بن يونس,وعبد الله بن ادريس, ووكيع ابن الجراح في الصحيحين ولكن الرواية الثانية التي جعلتها المجموعة الاولى والثانية هي طريق شعبة لان كل من رواها عن شعبة رواها ب"فأنزل "
هذا ذكرته لك لان جل دراستك توقفت على هذه الأحاديث دون غيرها . فاذا راجعت الطبري وراجعت كتب الحديث والتفسير ستجد ان تفسير الاية هو من نحوا الحديث الذي بين ان معنى الظلم هنا الشرك .
الأمر الأخر هو عبارتك :
ان روايات المجموعة الثالثة - على الارجح - قد نقلت بالمعنى تأسيسا على ما قاله ابن مسعود ... نعتقد ان روايات المجموعة الثالثة قد تأسست على أساس نقلها بشكل تفسيري للمجموعة الاولى, وقد تم ادخال الرسول كجزء من بنية الحديث حيث حاول رواة هذه المجموعة نقل الحديث بالمعنى ...
فهذا الذي عليه مدار بحثك , اي انك لم تكن مصيبا بتقسيمك للحديث بطريقة المجموعات التي وضعتها . لان رواية الاعمش من غير طريق شعبة ثابتة ولها ما يؤيدها من الروايات اذا رجعت الى ابن جرير .

وقولك :"فهل يعقل ان يشق عليهم ان تنزل آية فيها وعيد للظلم بأي شكل من أشكاله؟؟" نعم أخي يعقل والاتقى هو الذي يتحرى . وانما الظلم يطال الصغير والكبير في العمل من حيث الاسم ولكنه لا يستوي من حيث النوع . فتقصير الانسان في طاعة ربه يعد ظلما لنفسه . وقد يتكلم الانسان بكلمات لا يلقي لها بالا فيؤذي بها مسلما فيقع منه الظلم . وهذا معنى ما قصده عمر بن الخطاب امير المؤمنين رضي الله عنه . وبهذا الاسلوب نصح سابق البربري عمر بن عبد العزيز والله تعالى اعلم .
وواضح من هاتين الروايتين ان علي رضي الله عنه وعمر بن الخطاب لم يسمعا حديث الرسول الذي نحن بصدد دراسته , فهم اذا لم يكونوا من القوم الذين وجهوا سؤالهم الى الرسول! ونضيف هذا الى التساؤل رقم 1.
بالطبع أخي ليس كل حديث للرسول يسمعه كل الصحابة . وانما قد يفوت بعضهم ما لا يفوت غيره فهم قوم يعملوا ويشتغلوا فغياب بعض حديث الرسول عن بعضهم هو امر معروف .

وواضح ايضا ان عمر بن الخطاب حين اورد هذا التساؤل كان اميرا للمؤمنين, وقد قال: وقد ترى انا نظلم ونفعل ونفعل ... فهل اجابة أبي بن كعب تتلاءم مع موقع السائل (خليفة للمسلمين)؟ هل برّر أبي بن كعب ظلم عمر بن الخطاب كخليفة للمسلمين ام ظلمه على الصعيد الشخصي؟ ثم ان الافتاء لعمر بن الخطاب بهذا أليس هو افتاء لكل الخلفاء من بعده ان يظلموا؟ ثم ان صحّ الحديث, الا تدلّ هذه الواقعة على ان هذا الحديث ينبغي, في الحدّ الادنى, ان يخصّص ولا يجوز تعميمه؟
هنا أخي اذكرك ان الظلم لا يؤخذ فقط بالمعنى الذي هو ظلم الحكام . بل ان ظلم الحكام القضاة هو امر يجتنبه عمر رضي الله عنه ولا يوجد أحد ممن فسر الظلم بالشرك من السلف يذهب الى ما ذهبت اليه فلا أعرف من اين استنتجت ذلك ؟
لهذا أخي وضحت لك ان الطريقة التي استدللت بها لم تكن اساسا صحيحا .
اما الايمان والعمل الصالح فهي مبحث آخر لا ارى له علاقة بالحديث الاكغيره من الاحاديث والآيات

الأمرالاهم بالطبع مقصد الظلم هنا ليس عليه اجماع في تفسيرها هنا وانا لا اريد الزامك بشيء.
 
الاخ الكريم مجدي ابو عيشة


أولا: جاء في صحيح ابن حبان نفس الرواية التي رويت عن شعبة وانما عن طريق ابن ادريس ايضا: اخبرنا الحسن بن احمد بن ابراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية ومحمد بن اسحاق قالا: حدثنا محمد بن العلاء بن كريب, قال: حدثنا ابن ادريس عن الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت هذه الاية {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} (الانعام 82) قال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينا لم يظلم نفسه؟ فنزلت : {ان الشرك لظلم عظيم} (لقمان 13)
قال ابن ادريس: حدثنيه أبي عن أبان عن تغلب عن الاعمش ثم لقيت الاعمش فحدثني به. (صحيح ابن حبان)

لذا القول بأن رواية المجموعتين الاولى والثانية جاء عن طريق شعبة فقط كلام لا يصح

ثانيا: ان الظلم في قوله تعالى:{ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} جاء بصيغة منكرة اي انها تفيد العموم .. اي انها تتضمن جميع انواع الظلم المذكورة في القرآن, وقد لخّصت السنة النبوية الظلم في انواع ثلاثة ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: وقد اورده ابن كثير في تفسيره ج1 ص509: عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله من شيئا فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم واما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لانفسهم فيما بينهم وبين ربهم واما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض ..
فلا اعلم لم, ايها الاخ الكريم, قد حملت الظلم الذي عنته الصحابة على القسم الثاني حسب تقسيم الحديث السابق وهو ظلم العباد لأنفسهم:
اقتباس
----------------
فتقصير الانسان في طاعة ربه يعد ظلما لنفسه . وقد يتكلم الانسان بكلمات لا يلقي لها بالا فيؤذي بها مسلما فيقع منه الظلم
---------------------------------------------

فما هو وجه استدلالك في ان المقصود في الظلم هو ظلم النفس او الخطأ.. اقول هذا متعجّبا لان القرآن الكريم قد توعّد بمن يأكل مال اليتيم ظلما بأنه سيصلى سعيرا في الاخرة, فما تقول في هذا الظلم الذي سينال فاعله في الاخرة عذابا شديدا ولو كان مؤمنا بالله .. اين تضعه في اطار الفهم الشائع للحديث؟ ثم اين تضع قول الرسول صلى الله عليه وسلم التالي ايضا: جاء في الصحيحين، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما؛
أنَّ رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم مرّ بقبرين فقال: "إنَّهُما يُعَذَّبانِ ومَا يُعَذَّبانِ في كَبير" وفي رواية البخاري: "بلى إنَّه كَبيرٌ، أمَّا أحَدُهُما فَكانَ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، وأما الآخَرُ فَكانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ".

ليس هذا فحسب, بل العشرات من الايات والاحاديث التي تتحدّث عن ظلم الناس؟

هذا هو المستند الاكبر الذي اعتمد عليه في نقدي للحديث, وليس السند الا استئناسا, ولا اجده الى الان الا استئناسا صائبا ..

ايها الاخ الكريم ...
ان فهم الحديث لا يمكن ان يتمّ خارج اطار القرآن الكريم والسنة النبوية .. فكما ان المفسّر يستعين بآيات واحاديث ليستوضح بها عن آيات معينة, فكذلك الحديث .. ان الحديث لا يستقيم الا باقامة ميزان القرآن والسنة في نقده , لذا كان عنوان الابحاث التي اطرحها : آية وحديث .. وان المخرج الذي حاول بعض الفقهاء والمحدّثين ان يجدوه لهذا الحديث لا يستقيم حيث انه يتعارض مع القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ...



اما القول

اقتباس

----------------------
ليس كل حديث للرسول يسمعه كل الصحابة . وانما قد يفوت بعضهم ما لا يفوت غيره فهم قوم يعملوا ويشتغلوا فغياب بعض حديث الرسول عن بعضهم هو امر معروف .
-----------------

والقول

اقتباس

---------------
اما الايمان والعمل الصالح فهي مبحث آخر لا ارى له علاقة بالحديث الاكغيره من الاحاديث والآيات
-------------

فسأقف عندهما قريبا
 
أخي سيف رواية الاعمش هي كما أخبرتك . ورواية ابن حبان هي:
أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية ، ومحمد بن إسحاق ، قالا : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لما نزلت هذه الآية : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) ، قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أينا لم يظلم نفسه ؟ قال : فنزلت : ( إن الشرك لظلم عظيم ) قال ابن إدريس ، حدثنيه أبي ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ثم لقيت الأعمش فحدثني به. هذه الرواية اوردتها لك مع المداخلة ولم اعتبر بما فيها من موافقة شعبة لسبب بسيط يمكنك ان تتعرف عليه ان ابن حبان خالف فيها كل من رواها عن ابن ادريس كما في روايات ابن ادريس. وقد وضعت السؤال في ملتقى أهل الحديث ولم يجب عليه أحد حتى اليوم قد يكون سؤالي غير واضح .

ثانيا: ان الظلم في قوله تعالى:{ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} جاء بصيغة منكرة اي انها تفيد العموم .. اي انها تتضمن جميع انواع الظلم المذكورة في القرآن, وقد لخّصت السنة النبوية الظلم في انواع ثلاثة ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: وقد اورده ابن كثير في تفسيره ج1 ص509: عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله من شيئا فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم واما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لانفسهم فيما بينهم وبين ربهم واما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض ..
هذه الرواية التي ذكرها ابن كثير تشير الى نفس التفسير الذي هو ان الظلم هنا الشرك "فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال ان الشرك لظلم عظيم " وهذا نفس معنى الحديث .
اما قولك ان الظلم هنا على العموم فلو دققت أكثر فان الاية لم تقل ولم يظلم وانما لم يلبس ايمانه بظلم . لذلك قال علي رضي الله عنه ان من عني بهم قوم ابراهيم اي هي جواب "فأي الفريقين أحق بالأمن " .
قال العزيز الحكيم :
"وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)"
فربط الظلم بالايمان هو ما جعله يصرف عن غيره من انواع الظلم .
وكل الايات انما هي تحت الوعيد لمن مات ولم يتب من ظلمه
فالمشرك توبته ان يترك ظلمه ويترك الشرك
ومن أكل حقوق الناس فعليه ان يعيد ما عنده منها
ومن الظلم ما يقتص به يوم القيامة
فهل يعتبر ظلم الشرك كاللمم ؟ بالطبع لا لأن الله توعد المشركين بنار هي مأواهم وتجاوز عن الصاغائر باجتناب الكبائر وجعل الحقوق للناس اما ان تعاد في الدنيا واما ان تقتص بالآخرة . والله اعلم
 
ايها الاخ الكريم,
1- اني لم اناقش معنى الظلم في الاية {ان الشرك لظلم عظيم} او الظلم في قوله تعالى {ولم يلبسوا ايمانهم بظلم} .. واني احيلك هنا الى ما اوردته من رد سابق على احد الاخوة بصدد نفس هذه النقطة:
المناقشة الاساسية للبحث الذي أثرته ليس تحديد معنى الظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم}, وانما هو منظومة هذا الحديث التي تتضمن عقلية السامع وتخفيف الرسول .. فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول بتخفيف هذه المشقة عنهم .. واني اناقش هنا التخفيف الذي نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم .. ان الرواية هي ا لتي تجعل مناقشة الايمان والظلم خارج السياق النصي .. لو اكتفت الرواية بالقول بان المقصود من الظلم هو الشرك دون ذكر لمشقة السامعين, لما كان هناك من داع للمناقشة .. انما الرواية , بمنظومة تركيبها, اخرجت المفردات من دلالات النصوص, وجعلت المناقشة تدور خارج النص .. ان تركيبة الرواية تجعل السامعين مكلفين بأعباء الاية, وقد أقر الرسول – حسب الرواية – هذا الفهم بأنهم مكلفون, غير انه وضّح – حسب الرواية – ان الظلم يقتصر على الشرك دون غيره .. ان هذا التعميم هو ما ترفضه نصوص قرآنية كنت قد اسلفت ذكرها كأكل مال اليتيم, كما ترفضه نصوص احاديث كثيرة عن الظلم وعواقبه

2- قلت ايها الاخ الكريم تعقيبا على ما اوردته على قصة عمر بن الخطاب مع ابي بن كعب بخصوص هذا الحديث:
اقتباس
-------------
هنا أخي اذكرك ان الظلم لا يؤخذ فقط بالمعنى الذي هو ظلم الحكام . بل ان ظلم الحكام القضاة هو امر يجتنبه عمر رضي الله عنه ولا يوجد أحد ممن فسر الظلم بالشرك من السلف يذهب الى ما ذهبت اليه فلا أعرف من اين استنتجت ذلك ؟
-------------
واقول لك, ان احدا من السلف لم يقل عن عمر بن الخطاب بأنه ظالم .. وانا لم اتعرض لشخص عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وانما تعرّضت لصيغة الرواية التي جاءت بما يشير الى اباحة الحكام بأن يظلموا .. هنا هو مناقشتي للرواية ايها الاخ الكريم وليس لشخص عمر .. الرواية بحكم تركيبها ومنطوقها ومفهومها تقول بأن أبي بن كعب كان يخاطب الامير عمر بن الخطاب, امير المؤمنين, وان الرواية على ما هي عليه تقول بأن الحكام ايضا آمنون يوم القيامة وان ظلموا في الدنيا .. هذا هو مفهوم الرواية وليس مفهومي .. وأعوذ بالله ان اجترأ على عمر او عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. لذا تعجّبت من هذه الرواية ورفضتها .. وهي وان كانت صحيحة, اقول ان مدلولها من اساغتها لظلم الحكام غير مقبول, وان الحكام الذين يلبسون ايمانهم بظلم, اي ظلم الناس, لن ينالهم الامن ..
3- اما القول بان الايمان والعمل الصالح, فأقول انه لا يخفى على من يقرأ في العقائد الاسلامية والفرق الاسلامية الجدال الكبير الذي حدث حول مرتكب الكبيرة وهل هو مخلّد في النار.. وقد استدل لنافون بهذا الحديث, الذي أبطله المثبتون ..
4- القول بأن الحديث قد يسمعه بعض الصحابة ويغيب عنه آخرون .. فما زلت في صدد دراسة الفترة التي يحتمل ان يكون قد قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيها حيث اغلب الظن الى الان انه كانت في الفترة التي هاجر فيها من آمن من اهل مكة الى ا لحبشة .. غير ان هذا القول ليس جازما فما زال بحاجة الى التدقيق والتمحيص ..

وأسأل الله الهداية
 
أخي سيف الدين . بارك الله فيك , اما الظلم فلا فرق فيه بين الراعي والرعية وكلنا في الحكم سواء . ولا يحق لأحد ان يبرره لاي كان . ولكن اهل الحيل في كل زمان لا يعجزهم شيء من الوصول لما يريدوا كما قال ابن القيم ذاما أهل الحيل :
واحتل على حل العقود وفسخها * بعد اللزوم وذاك ذو إشكال
إلا على المحتال فهو طبيبها **** يا محنة الأديان بالمحتال
فأهل الحيل ليسوا بحاجة لحديث أو اية ليحتالوا , والظلم واضح ويعرفه الانسان . وكذا خلود أهل الشرك في النار او خروج أهل الكبائر منها , فانه تساق له الأدلة وليس الدليل الواحد.
بارك الله فيك أخ سيف وأحب ان اذكرك ان البخاري رحمه الله يعقد ابوابا لنفس الحديث ليبين امور من فقهها .وما رأيك لو استبدلت كلمة التخفيف بالبيان الا يكون ذلك انسب " فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول بتخفيف هذه المشقة عنهم .. واني اناقش هنا التخفيف الذي نسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم .."
فتكون: فالذين سمعوا الحديث رتبوا على انفسهم مشقة من الايات حسب افهامهم, فقام الرسول ببيان ذلك فزالت المشقة عنهم .
وجزاك الله خيرا
 
عودة
أعلى