آية في البقرة أعييت سيد قطب فترة حتى سأل هل من يفتح عليه بها

شـاكـر

New member
إنضم
22 فبراير 2009
المشاركات
87
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
والآية الكريمة هي قوله تعالى
( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )

وقد جاءت ضمن السياق القرآني وذلك ما بين قوله تعالى ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) إلى قوله تعالى ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا )

وسبب توقف سيد قطب فيها هو عن السر في الحديث عن الصلاة ضمن الحديث عن أحكام الأسرة كالطلاق والعدة والمتوفي زوجها؟

فقد جاء في حاشية الظلال ص 238 م1 ط17 دار الشروق قول سيد قطب رحمه الله :

" كنت قد عييت فترة عن إدراك سر هذا السياق القرآني العجيب، وقلت في الطبعة الأولى لهذا الجزء وفي الطبعة المكملة للأولى : أشهد أنني وقفت أمام هذه النقلة طويلا لا يفتح علي في سرها، ولا أريد أن أتمحل لها، ولا أقنع كل القناعة بما جاء في بعض التفاسير عنها. من أن إدخال الحديث عن الصلاة في جو الحديث عن الأسرة،إشارة إلى الاهتمام بها، والتذكير بها حتى لا تنسى .. الخ ص68 و ص69 من تلك الطبعة.

وقلت: " ولكنني ـ كما قلت مخلصاـ لا استريح الراحة الكافية لما اهتديت إليه. فإذا هديت إلى شيء آخر فسأبينه في الطبعة التالية. وإذا هدى الله أحدا من القراء فليتفضل فيبلغني مشكورا بما هداه الله"فالآن أطمءن إلى هذا الفتح وأجد فيه الطريق .. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله "انتهى كلامه من الحاشية

أما الذي فُتح عليه حول هذه الآية في الطبعات الأخيرة فهو قوله في نفس الصفحة أعلاه :

"إنها العبادة . . عبادة الله في الزواج . وعبادته في المباشرة والإنسال . وعبادته في الطلاق والانفصال . وعبادته في العدة والرجعة . وعبادته في النفقة والمتعة . وعبادته في الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان . وعبادته في الافتداء والتعويض . وعبادته في الرضاع والفصال . . عبادة الله في كل حركة وفي كل خطرة . . [bdr][/bdr] والأمر كله من الله . وهو منهج الله للحياة . .

والظاهرة الملحوظة في هذه الأحكام أنها في الوقت الذي تمثل العبادة , وتنشىء جو العبادة وتلقي ظلال العبادة . . لا تغفل ملابسة واحدة من ملابسات الحياة الواقعية , وملابسات فطرة الإنسان وتكوينه , وملابسات ضروراته الواقعة في حياته هذه على الأرض ."

قلت ( شاكر )
فهل من يزيد على هذا الفتح على سيد قطب رحمه الله ؟
 
ما فتح الله به على شهيد الإسلام الأستاذ سيد قطب خير وبركة أكرمه الله تعالى به


ومما يزيد الأمر وضوحا فيما وفق الله إلي فهمه الأستاذ سيد قطب أن أمر المؤمن في خضم السعادة والحزن والاتفاق والافتراق لا يخرج عن طاعة الله ، ورأس الطاعة الصلاة ، والله تعالى طلب منا الاستعانة على مصاعب الحياة بأمرين أحدهما الصلاة قال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }{البقرة45}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة153

فالله تعالى أمرنا أن نستعين على مشاق الدنيا ومصاعبها ومنها الطلاق ووفاة الزوج وأمور الأسرة برمتها بالصلاة .
الصلاة التي هي معراج المؤمن إلى الله تعالى، وقرباه من خالقه فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد {....وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }العلق19 (واسجد) صل لله (واقترب) منه بطاعته .
وقرة العين في الصلاة .
ـ وأخذ التراويح عن النفس بالصلاة " أرحنا بها يا بلال ".
ـ وصنو الإيمان بالغيب الصلاة: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }البقرة3
ـ وتقديم الخير للنفس كائن في الصلاة {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة110
ـ
ومن أفضل أنواع البر والصدق مع الله : الصلاة { وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177
ـ من يقيم الصلاة لا خوف عليه ولا وجل {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة277

ـ المصلي الحقيقي أداة الاصلاح في المجتمع قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }الأعراف170

باختصار الخير والقربي وطلب العون من الله في السراء والضراء أصل ذلك كله في الصلاة وعدمها يساوي ضنك العيش قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }{طه124}

والله أعلم
والشكر موصول للأخ شاكر حياه الله .
 
[align=center]فائدة جليلة
تبين صدق العلماء الأثبات فيما يكتبون
وتوقفهم عند المسألة ؛ حتى يتبين لهم الحق فيما هم فيه ..
ومن ثمة أمر آخر :
إنهم لايتهيبون مما هم فيه ، ولا يخجلون في بحثهم عن الحقيقة
حتى تثبت لهم !!
رحمة الله على العالم المفكر الشهيد سيد قطب

وشكرا لك أخي الحبيب شاكر
وشكر الله لك سعيك
والشكر موصول لأخي الحبيب العالم الدكتور عبد الفتاح محمد خضــر
على هذه الإضافة العلمية الجليلة
وبارك الله في الجميع
[/align]
 
وأضيف إلى ما قاله الدكتور خضر حفظه الله تعالى وبارك فيه فأقول:

إن الصلاة كما هي رأس الطاعات فهي صمام الأمان للنفس البشرية من الاضطراب أمام
مشاكل الحياة والتي من أشدها وقع على النفس المشاكل الأسرية فناسب أن يأتي الأمر بالمحافظة على الصلاة في وسط هذا الأحكام المتعلقة بالطلاق والوفاة وهي من أصعب الأمور واللحظات التي تواجه الأسرة المسلمة في طريقها إلى الله تعالى .
واقرأ قول الله تعالى :
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) سورة المعارج.
 
وأضيف إلى ما قاله الدكتور خضر حفظه الله تعالى وبارك فيه فأقول:

إن الصلاة كما هي رأس الطاعات فهي صمام الأمان للنفس البشرية من الاضطراب أمام
مشاكل الحياة والتي من أشدها وقع على النفس المشاكل الأسرية فناسب أن يأتي الأمر بالمحافظة على الصلاة في وسط هذا الأحكام المتعلقة بالطلاق والوفاة وهي من أصعب الأمور واللحظات التي تواجه الأسرة المسلمة في طريقها إلى الله تعالى .
واقرأ قول الله تعالى :
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) سورة المعارج.


إضافة لها مكانها ومكانتها بارك الله فيك .. سبحان الله

ولو تجمعت الفكرة لدى الشهيد سيد قطب رحمه الله لكان قالها رحمه الله .. فقد استطرد نوعا في ظلاله على سورة (المزمل) حول الصلاة ودورها كصلة ضرورية للداعية في مقتبل إقباله على المشاق الدعوية، كذلك تكلم عن دورة الصلاة كصلة في غير ذلك الموضع .

فزحمه الله ورحمكم وجزاه جزاكم الجنة
 
لقد رأيت تكرار إضافة لفظة الشهيد إلى سيد قطب رحمه الله دون إضافة -إن شاء الله أو أحسبه كذبك ونحوها من الألفاظ الدالة على عدم القطع، فإن ذلك مما لا يجوز إثباته لأحد إلا لمن أثبته له الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم( كعبد الله بن حرام أو حمزة رضي الله عنهما) أما غير من نص الدليل على شهادته، فنقول إن شاء الله، ولا نجزم، وفي ذلك أدلة كثيرة منها ذاك الذي قتل في الجهاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل الصحابة يتكلمون عن شهادته وشجاعته وتنكيله للعدو، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه في النار والحديث في الصحيحين، والأدلة كثيرة، فنقول عن سيد قطب الشهيد نرجو، إن شاء الله رحمه الله، ولا نجزم!
 
لقد رأيت تكرار إضافة لفظة الشهيد إلى سيد قطب رحمه الله دون إضافة -إن شاء الله أو أحسبه كذبك ونحوها من الألفاظ الدالة على عدم القطع، فإن ذلك مما لا يجوز إثباته لأحد إلا لمن أثبته له الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم( كعبد الله بن حرام أو حمزة رضي الله عنهما) أما غير من نص الدليل على شهادته، فنقول إن شاء الله، ولا نجزم، وفي ذلك أدلة كثيرة منها ذاك الذي قتل في الجهاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل الصحابة يتكلمون عن شهادته وشجاعته وتنكيله للعدو، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه في النار والحديث في الصحيحين، والأدلة كثيرة، فنقول عن سيد قطب الشهيد نرجو، إن شاء الله رحمه الله، ولا نجزم!

جزاكم الله تعالى خيرا وأجرت بالتنبيه والدعوة إن شاء الله

هل تعلم التناول الفقهي الذي تناوله أهل العلم في المسالة ؟
 
[align=center]رحم الله الرجل ، قد اهتدى الى ما فتح الله تعالى عليه
هكذا حال من يعيش مع القرآن
[/align]
 
اهتمام الإسلام بالأسرة كبير ولافت؛ أحكام الخطبة، أحكام الزواج، أحكام الطلاق، أحكام المولود، أحكام الرضاع، أحكام الحضانة، أحكام الطلاق، أحكام الميراث.....الخ. وهذا مفهوم لأن الأسرة اللبنة الأساسية وبصلاحها يرجى صلاح المجتمع.
في المقابل نجد أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولها الدور الأكبر في صلاح المجتمع واستقراره وبراءته من الأمراض الاجتماعية.
وصلاة العصر يأتي وقتها وقد فرغ الناس من أعمالهم وأشغالهم، واجتمعوا للصلاة في المسجد، وبعد الفراغ من الصلاة يسهل اجتماعهم للقيام بنشاطات اجتماعية يساعدهم في ذلك فراغهم من الأشغال وطول الوقت بين صلاة العصر وصلاة المغرب. وقد يُقرِّب هذا معنى الاهتمام بالصلاة الوسطى والتي هي العصر في الراجح لوجود النص. ومن ينظر في واقع المسلمين يجد أن اجتماعهم وتعاضدهم للقيام بحقوق المجتمع وحل مشاكلهم والتفريج عن همومهم... كل ذلك يتم بعد صلاة العصر.
 
لقد رأيت تكرار إضافة لفظة الشهيد إلى سيد قطب رحمه الله دون إضافة -إن شاء الله أو أحسبه كذلك ونحوها من الألفاظ الدالة على عدم القطع، فإن ذلك مما لا يجوز إثباته لأحد إلا لمن أثبته له الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم( كعبد الله بن حرام أو حمزة رضي الله عنهما) أما غير من نص الدليل على شهادته، فنقول إن شاء الله، ولا نجزم، وفي ذلك أدلة كثيرة منها ذاك الذي قتل في الجهاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل الصحابة يتكلمون عن شهادته وشجاعته وتنكيله للعدو، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه في النار والحديث في الصحيحين، والأدلة كثيرة، فنقول عن سيد قطب الشهيد نرجو، إن شاء الله رحمه الله، ولا نجزم!

روى البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"
وروى مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
"مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ"

ففي هذه الآحاديث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قتل أو مات على إحدى هذه الصفات فهو شهيد.
ونحن نقول بما قال به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فسيد رحمه الله تعالى مات دون دينه مجاهداً بالكلمة في سبيل الله فهو شهيد وأمر البواطن إلى الله تعالى في الجميع.

ولم يأت نص يمنع من الاطلاق حسب علمي.

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
روى البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"
وروى مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
"مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ"

ففي هذه الآحاديث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قتل أو مات على إحدى هذه الصفات فهو شهيد.
ونحن نقول بما قال به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فسيد رحمه الله تعالى مات دون دينه مجاهداً بالكلمة في سبيل الله فهو شهيد وأمر البواطن إلى الله تعالى في الجميع.

ولم يأت نص يمنع من الاطلاق حسب علمي.

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

أخي الكريم: لقد جاءت نصوصٌ عديدةٌ بالمنع منها ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام يوم قال ( الله أعلم بمن يجاهد في سبيله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله) .

ومنها ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في حديث الغلام الذي كان يخدمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل له رحلهُ فأتاهُ سهم أرداهُ طريحاً فاستبشر له الصحابة وقالوا هنيئاً له الجنة , فقال صلى الله عليه وسلم (كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا).

ومنها حديث قاتل نفسه الذي طاعن المشركين وأبلغ في إثخانهم وإصابتهم حتى قطع الصحابةُ لهُ بالجنة فقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار , وتابعهث الصحابةُ حتى عمد إلى نفسه فقتلها , فقال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (إن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة)

وهذا الذي سقتهُ من الحديث إنما هو إثبات الشهادة لأصحاب أوصافٍ , وليس لأعيانٍ بذواتهم , وهذا خارجٌ عن محل الخلاف القائم بين الإخوة.

والسنةُ ثابتةٌ بالمنع من الجزم القاطع بالشهادة لأنَّ ذلك يلزمُ منهُ القطعُ له بالجنة , وهذا مما لا يثبتُ إلا بالوحي , والوحيُ انقطعَ , وعليه فلاسبيلَ مطلقاً للجزم بإثبات الشهادة أو نفيها عن أحد مهما كان.

ومن المهم في هذا الموضوع اليقينُ بأنَّ الخطأ في الإثبات لا يقل عن الخطإ في النفي , فكلا الأمرين لا بد فيه من الاستناد على يقينِ , واليقينُ لا يكون إلا بالوحي.

كما ينبغي استصحابُ إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمةَ على أن من استفاض واشتهر عنه الصلاحُ والتقوى والبلاءُ الحسنُ في الدين وأثنى عليه أكثر الناس بذلك فهو إن شاء الله من أهل الجنة., فمن اشتهر عنهُ الخيرُ والاستقامةُ والبلاء الحسنُ في الدين , وشهد له عدول الأمة بذلك فهذا مما يؤكدُ قوة رجاء الجنة لهُ لقوله صلى الله عليه وسلم (أنتم) أو (المؤمنون -) شهداء الله في الأرض).

وقد ذكر بعضُ أهل العلم أن تعدد لفظي رواية الحديث بين الإشارة إلى الصحابة (أنتم) وبين استعمال لفظ (المؤمنون) يدل على اشتراط العدالة في الشاهدين والمثبتين استقامةَ وصلاحَ الميت الموجب للجنة إن شاء الله.

والحاصلُ أنهُ لم يتبق لنا إلا الشهادةُ لعموم المؤمنين بالجنة ولعموم الفجرة بالنار , والرجاء الحسن للصالحين بالجنة والإشفاق على الفساق من النار مع اعتقاد أنَّ الكل تحت المشيئة ورحمة الله التي سبقت غضبهُ ووسعت كل شيء.
 
أسال الله تعالى أن يبارك في المشاركين جميعا فكلكم أهل فضل وعلم ـ ولا نزكيكم على الله ـ وموضوع الشهادة خارج نطاق الموضوع ، وإن كنا نثمنه كمادة للتناصح غاليا ، وظننا أن الفاضل المعلق الأول ومن بعده يحتسب سيد قطب شهيدا عند الله تعالى.

لكن من يتحمل الافتراء على الله تعالى ، فلا يعلم الغيب إلا الله ، وعلى هذا أًًُُُُُُمِرْنا أن نحمل أقوال أهل العلم الشرعي على أحسن المحامل ـ إلا من اتهم وبان عواره ـ

وأحسن المحامل كائن في أن من حكم بالشهادة على مسلم فهو يضمر مشيئة الله.

هذا أمر يجب أن لا يفوتنا في مثل هذه المناقشات التي قد تؤدي ـ ليس بالضرورة ـ إلى إيغار الصدور وإثارة الغبار على من نتكلم في حقه .

في حين أنه ما أنفق أحدنا مثل مُد سيد قطب من التعذيب المفضي إلى الهلاك ولا نصيفه .

نسأل الله حسن الخاتمة ودمتم للتواصل في نكات العلم ولطائفه أهلا.
...

والشكر موصول على الترتيب لكل الأحبة : الأساتذة. شاكر وحسام ومحب القرآن، ورشيد وحكيم وبكار والبيراوي والشنقيطي وختامهم المسك الدكتور مروان الظفيري .
 
الأخوة الكرام،
1. هذه القضية سبق أن نوقشت في هذا الملتقى.
2. لم أجد فيما استدل به الأخ الشنقيطي ما يدل على محل النزاع، وليس هناك ما يدل على انكار الرسول عليه السلام على الصحابة أي يقولوا ما قالوا.
3. نحن نحكم على الظاهر، وهناك فرق بين قولك هو شهيد على ضوء ما ظهر منه وبين قولك هو في الجنة.
4. " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات": وطالما أنه لا يجوز أن نقول هو ميت، وطالما أنه لا سبيل للحكم عليه أنه صادق النية يقيناً، فماذا نقول إذن: هل نقول هو قتيل؟! والأمر يشبه ما يقضي به القاضي عندما يقول الحق مع فلان أو لفلان.
5. عندما نقول: مات فلان على الإسلام، أو : كان عمر بن عبد العزيز مسلماً نكون بذلك افتأتنا على الله!!
6. المعلوم أن سيد رحمه الله قتل قتلاً ولم يمت موتاً كما ورد في عبارة بعض الأخوة.
 
الأخوة الأفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محل النزاع هو في استعمال العبارة دون تقييد
وقد كفاني الأخ الفاضل أبو عمرو البيراوي مؤنة الرد.

وقد استعمل هذه العبارة بن عبد البر رحمه الله تعالى:
"أسعد بن يربوع الأنصاري الساعدي الخزرجي قتل يوم اليمامة شهيداً."
الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 27)
"إياس بن ودقة الأنصاري من بني سالم بن عوف بن خزرج شهد بدراً وقتل يوم اليمامة شهيداً."
الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 39)
"بشير بن عبد الله الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج قتل يوم اليمامة شهيداً."
الإستيعاب في معرفة الأصحاب - (ج 1 / ص 52)

وممن استعمل هذه العبارة بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى:
"ومات عن خير عمل من صوم وعبادة شهيداً بالطاعون في ربيع الثاني سنة 750."
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة - (ج 1 / ص 90)
"تميم بن حارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي قال الزبير قتل يوم أجنادين شهيداً."
الإصابة في معرفة الصحابة - (ج 1 / ص 123)

وممن استعمل هذه العبارة بن الجزري:
"توفي شهيداً بعلة البطن في السابع والعشرين من ذي قعدة سنة ثمان عشرة وسبعمائة وشيعه الخلق، ولى بعده المشيخة ابن بضحان."
غاية النهاية في طبقات القراء - (ج 1 / ص 80)

فهولاء أئمة أعلام وغيرهم كثير استعملوا هذه العبارة دون تقييد.

أرجو أن يتسع صدر الأخ الفاضل محمود للرد وكلنا هنا نتعلم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
جزا الله الأساتذة والمشائخ الأفاضل على إثراءاتهم الثمينة
وأسأله تعالى أن يزيدهم من فضله.

جامع الأمر كله هو قوله تعالى
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)

فما من عمل إلا ويدخل في مسمى العبادة إذا ما نوى به العبد "العبادة".

فالمعاملات مثلها مثل العبادات هي عند العبد المؤمن طاعات وقربى إلى الله عز وجل.
فهي طاعة وقربى إلى الله تعالى في العلاقات الزوجية وبناء الأسرة
وهي طاعة وقربى إلى الله تعالى في البيع والشراء والتجارة
وهي طاعة وقربى إلى الله تعالى أيضا في طلب العلم وتعلميه والعمل به.

أللهم ارحم صاحب الظلال وأسكنه الفردوس الأعلى
وأنزله اللهم منازل الشهداء
وألحقه اللهم ـ وهذا الجمع الكريم ـ في ركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وصلي اللهم على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وسلم تسليما كثيرا
 
الحمد لله وحده

لو تكرمتم بإعادة قراءة ما كتبه محمود الشنقيطي بتأمل.

ليست القضية الطعن في شخص، وإنما الكلام حول تصحيح الألفاظ والكلمات بتقييد الإطلاقات.

نعلم أن سيدا قتل مظلوما، فنرجو له بذلك -وغيره- الشهادة والرحمة والغفران.

ولكن هذا لايجعلنا نحكم عليه بالشهادة ونجزم بها ونتحاشى أن نعلقها بمشيئة الله تعالى.

وأما أن الحكم على شخص أنه شهيد لا يعني أنه في الجنة فغلط؛ بل الشهيد في الجنة بل في أعلى درجاتها.

وأما أننا نضمر المشيئة حال قولنا : شهيد، فقل ذلك كذلك حال قولك هو في الجنة مع إضمار المشيئة، وهذا كذلك ممنوع. وما يدرينا هل أضمر المشيئة، والمطلوب إظهارها، وما في القلوب لا يعلمه إلا الله تعالى، فلو أظهر ما في باطنه من المشيئة لكان أرجح وأسلم.

وأما ما ذكرتموه من التراجم، فيمكن المناقشة فيه أن هذا باب التراجم وهو غير باب الحكم، ثم معظمها في الصحابة، ثم هو لبيان كيفية موت صاحبه وأنه مات شهيدا يعني قتيلا في الجهاد أو مريضا بالطاعون ونحوه، فهو لبيان حال الموت، ويمكن القول أنه ليس في ذلك حجة أصلا ولا يلزمنا؛ لأنه مخالف لما تقدم وما أذكره الآن، والكلام بالأدلة لا بفعل أو قول العالم مجردا عن الأدلة.

وقد قال ابن تيمية رحمه الله: أهلُ السنة يجزمون بالنجاة لكل من اتقى الله، كما نطق به القرآن، وإنما يتوقفون في الشخصِ المعيَّن لعدمِ العلم بدخوله في المتّقين. [منهاج السنة النبوية (3/496)]

و قال البخاري في صحيحه:
(بَاب لا يَقُولُ فُلانٌ شَهِيدٌ )قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ
2683 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالَ مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ :"إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ"

قال ابن حجر:( قوله باب لا يقال فلان شهيد )
أي على سبيل القطع بذلك الا أن كان بالوحي وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال تقولون في مغازيكم فلان شهيد ومات فلان شهيدا ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما ... قال: وعلى هذا فالمراد النهي عن تعيين وصف واحد بعينه بأنه شهيد بل يجوز أن يقال ذلك على طريق الإجمال اهـ.[وحديث عمر بن الخطاب في صحيح سنن النسائي وابن ماجه للألباني].



وفي صحيح مسلم - عن عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ
لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ فُلَانٌ شَهِيدٌ حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ أَلا إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إلا الْمُؤْمِنُونَ.
قالالنووي في شرحه على مسلم : وقوله صلى الله عليه و سلم كلا زجر ورد لقولهم فى هذا الرجل انه شهيد محكوم له بالجنة أول وهلة بل هو فى النار بسبب غلوله .


-وفي صحيح البخاري عن أُم الْعَلَاءِ امْرَأَة مِنْ نِسَائِهِمْ من الأنصارقَدْ بَايَعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ طَارَ لَهُ سَهْمُهُ فِي السُّكْنَى حِينَ أَقْرَعَتْ الْأَنْصَارُ سُكْنَى الْمُهَاجِرِينَ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ فَسَكَنَ عِنْدَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى إِذَا تُوُفِّيَ وَجَعَلْنَاهُ فِي ثِيَابِهِ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ فَقُلْتُ لا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ وَإِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ قَالَتْ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا وَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ قَالَتْ فَنِمْتُ فَأُرِيتُ لِعُثْمَانَ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ذَاكِ عَمَلُهُ
قال ابن كثير رحمه الله:في هذا وأمثاله دلالة على أنه لا يقطع لمعين بالجنة، إلا الذي نص الشارع على تعيينهم.

والأمر إن شاء الله اتضح، ويمكن الرجوع إلى معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله (ص198-199، ومجموعة فتاوى ورسائل العثيمين (3/115-117) والله أعلم ومن له زيادة علم فلا يبخل علينا وجزاكم الله خيرا
 
2. لم أجد فيما استدل به الأخ الشنقيطي ما يدل على محل النزاع، وليس هناك ما يدل على انكار الرسول عليه السلام على الصحابة أي يقولوا ما قالوا.
.

شكر الله لك أيها المُبَـاركُ , واسمح لي بقول إنَّ عدمَ وجودكَ الدلالةَ فيما سُقتُهُ لا يلزمُ منهُ العدمُ , فكل ما في الأمر أنهُ لم يتضحْ لك فحسب.

وتفضل معي بتأمل هذه النصوص:

أولها ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام يوم قال ( الله أعلم بمن يجاهد في سبيله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله) .

إنَّ دلالة هذا الحديث على محل النزاع التي لم تجدها أيها المُباركُ وجدها البخاري رحمهُ الله تعالى يوم بوب في صحيحه بابا عنوانه (بابٌ لا يقولُ فلانٌ شهيد) ثم ساق هذا الحديث وأتبعهُ بحديث قاتل نفسه الذي طاعن المشركين وأبلغ في إثخانهم وإصابتهم حتى قطع الصحابةُ لهُ بالجنة فقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار , وتابعهُ الصحابةُ حتى عمد إلى نفسه فقتلها , فقال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (إن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة)
فالدلالة فيهما على محل النزاع أوضحُ من أن تنكَـر, وفيهما إشارةٌ واضحةٌ إلى أنَّ ظاهرَ الميتة الحسنةِ قد تنقضهُ دسيسيةٌ باطنةٌ لا يعلمها إلا الله , ولو كانت أوصافُ الشهادة الشرعية كلما ظهرت على شخصٍ جُـزم لهُ بالشهادة واستلزمَ الجزمُ له بذلك القطعَ له بدخول الجنة , لما كانَ هناكَ معنى لشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض صحابته كعمر وعثمان وغيرهما بالشهادة.

وأما ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في حديث الغلام الذي كان يخدمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل له رحلهُ فأتاهُ سهم أرداهُ طريحاً فاستبشر له الصحابة وقالوا هنيئاً له الجنة , فقال صلى الله عليه وسلم (كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا).

فتهنئة الصحابة للميت بالجنة إنما لاعتقادهم أنه استشهد في سبيل الله , وهذا لا يختلف عن قولنا الشهيد فلان , فالنتيجةُ واحدة في كلا الحالين.

ما ورد عن سلف هذه الأمة من إطلاق لفظ الشهيد على بعض الأشخاص كما نقله بعض الإخوة من كتاب الاستيعاب وكما يتكرر عند الذهبي في السير وكما جاء على ألسنة بعض الصحابة في وصف بعضهم بعضاً إنما يُحمَـلُ على الظـاهر من حال من يعنونهُ رجاءً لهُ أن يكون شهيداً ولا يتصورُ فيه القطعُ الجازمُ , وقد أشار إلى ذلك الحافظُ ابن حجر في تعليقه على تبويب البخاري فقال : أي على سبيل القطع.
 
الأخوة الكرام،
لا أدري إن كان الخلاف شكلي أم حقيقي، وإليكم أولاً ما أراه من مجمل الأدلة: يصح أن أقول قتل فلان شهيداً، ( وهذا على ما يبدو ليس بمحل للنزاع). ومثلها اشتشهد فلان. ولا أرى بأساً أن يقال فلان شهيد ما لم تأت قرائن تدل على قصد الجزم؛ كأن يقول فلان شهيد وهو والله في الجنة.
الأحاديث النبوية الصحيحة التي استشهد بها الأخوة لا تدل لهم بل هي عليهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون فلان شهيد لأنه يعلم منه ما يجعله بعيداً عن نيل الشهادة. ولو كان ما سمعه الرسول من الصحابة من قول لا يصح النطق به لبينه لأن السكوت في معرض الحاجة إلى بيان بيان. وقد سكت الرسول عليه السلام عن القول ونفى الصفة عن الشخص.
القول إن الشهيد في الجنة لا يعني أن كل من كان شهيداً بعلمنا هو في الجنة. والصادق في الجنة ولكن ليس كل صادق في الجنة، والمصلي في الجنة وليس كل مصل في الجنة ..... وهكذا.
مثال توضيحي: صلى رجل معنا الظهر، ثم طُلب منا أن نشهد أمام القاضي في قضية، فقلنا لقد صلى فلان الظهر ونحن نشهد على ذلك. فقال القاضي هل تشهدون أنه نوى الصلاة أو أنه كان على وضوء، أو أن صلاته قد قُبلت؟ عندها نقول: لا نشهد.
 
ما ورد عن سلف هذه الأمة من إطلاق لفظ الشهيد على بعض الأشخاص كما نقله بعض الإخوة من كتاب الاستيعاب وكما يتكرر عند الذهبي في السير وكما جاء على ألسنة بعض الصحابة في وصف بعضهم بعضاً إنما يُحمَـلُ على الظـاهر من حال من يعنونهُ رجاءً لهُ أن يكون شهيداً ولا يتصورُ فيه القطعُ الجازمُ , وقد أشار إلى ذلك الحافظُ ابن حجر في تعليقه على تبويب البخاري فقال : أي على سبيل القطع.

وهذا هو بعينه الذي نقوله أيها المبارك.

وجزا الله الجميع الجنة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
[align=center](مثال توضيحي: صلى رجل معنا الظهر، ثم طُلب منا أن نشهد أمام القاضي في قضية، فقلنا لقد صلى فلان الظهر ونحن نشهد على ذلك. فقال القاضي هل تشهدون أنه نوى الصلاة أو أنه كان على وضوء، أو أن صلاته قد قُبلت؟ عندها نقول: لا نشهد).

فكذلك إذا خرج معنا فلان إلى المعركة وقاتل وقتل فقال القاضي هل تشهدون أن فلانا قاتل معكم؟
فنقول نشهد فإذا قال هل تشهدون أنه شهيد فعندها فنقول لانشهد 0

تأملوا ماكتبه الأخ محمود والأخ حكيم فإني أرى الحق لا يعدوه000[/align]
 
نعم هذا هو الإنسان، وتبقى الخلافات الاجتهادية موجودة، ولا مجال أن يلتقي الناس يوماً على كل قول في الدين ما لم يأتهم معصوم.
ولتكتمل الصورة سأستشهد بحديث تم الاستشهاد به من قبل من يخالفنا:
روى مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ): فهم إذن يعدّون بعض القتلى شهداء.
( قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ): يقولون هو شهيد.
( قَالَ إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ): حكمهم إذن صحيح ولكنه ناقص.
(قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ...)
( وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ):إذن من تبين بالفحص أنه مات بالطاعون فهو شهيد، ومن زاد على ذلك فعليه بالدليل.
ونزيد فنقول: ومن وجدناه تحت الردم ميتاً فهو شهيد، ومن قتل وهو يدافع عن ماله فهو شهيد.
فمالنا لا نشهد لمن شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
ونقضي لهم على نحو ما نسمع ونشاهد.
 
شكر الله لك أيها المُبَـاركُ , واسمح لي بقول إنَّ عدمَ وجودكَ الدلالةَ فيما سُقتُهُ لا يلزمُ منهُ العدمُ , فكل ما في الأمر أنهُ لم يتضحْ لك فحسب.

وتفضل معي بتأمل هذه النصوص:

أولها ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام يوم قال ( الله أعلم بمن يجاهد في سبيله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله) .

إنَّ دلالة هذا الحديث على محل النزاع التي لم تجدها أيها المُباركُ وجدها البخاري رحمهُ الله تعالى يوم بوب في صحيحه بابا عنوانه (بابٌ لا يقولُ فلانٌ شهيد) ثم ساق هذا الحديث وأتبعهُ بحديث قاتل نفسه الذي طاعن المشركين وأبلغ في إثخانهم وإصابتهم حتى قطع الصحابةُ لهُ بالجنة فقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار , وتابعهُ الصحابةُ حتى عمد إلى نفسه فقتلها , فقال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (إن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة)
فالدلالة فيهما على محل النزاع أوضحُ من أن تنكَـر, وفيهما إشارةٌ واضحةٌ إلى أنَّ ظاهرَ الميتة الحسنةِ قد تنقضهُ دسيسيةٌ باطنةٌ لا يعلمها إلا الله .

الأخ المبارك محمود حفظك الله وزادك فهماً وعلماً ، وبعد:
اغفر لي حساسيتي المفرطة تجاه العبارات أولاً.

ثانياً:أين قطع الصحابة بالجنة لقاتل نفسه في الحديث الذي أوردتَه؟

ثالثاً: لماذا أقر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة قولهم "فلان شهيد" في أثنين ومنع ذلك في الثالث؟ هل لأنه لا يجوز إطلاق اللفظ أم لأن المقام اقتضى بيان قضية أخرى؟

رابعاً: وهو متعلق بالمسألة هل كل من غل في ساحة القتال ثم قتل هل نحكم عليه بأنه من أهل النار؟ أرجو أن تفهم سؤالي على وجهه.

اللهم وفق الجميع للصواب وأنر بصائرهم للحق.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
صدقوني يا قوم الاختلاف الآن تحول إلى اختلاف مدارس فكرية لم تتحد أفكارها قديما ولن تتحد على أيديكم ـ يا أهل الفضل ـ .

ولو تحول الملتقي إلى مداد وأوراق ستنتهي القضية إلى افتراق لا تلاق معه البتة .

وأرجو أن يخيب ظني وتثمروا كلمة واحدة في نهاية النقاش تتفقون عليها . وهذا لن لن لن يكون {ولن لتأبيد النفي }

فلا تضيعوا أوقاتكم فيما لا لقية أبدا عليه .

فالخلاف خلاف مدارس فكرية إسلامية وهو باق ما بقي التنظير في هذه المسألة وفي نظائرها .......فتأمل
..
 
الأخ المبارك محمود حفظك الله وزادك فهماً وعلماً ، وبعد:
اغفر لي حساسيتي المفرطة تجاه العبارات أولاً.

ثانياً:أين قطع الصحابة بالجنة لقاتل نفسه في الحديث الذي أوردتَه؟

ثالثاً: لماذا أقر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة قولهم "فلان شهيد" في أثنين ومنع ذلك في الثالث؟ هل لأنه لا يجوز إطلاق اللفظ أم لأن المقام اقتضى بيان قضية أخرى؟

رابعاً: وهو متعلق بالمسألة هل كل من غل في ساحة القتال ثم قتل هل نحكم عليه بأنه من أهل النار؟ أرجو أن تفهم سؤالي على وجهه.

اللهم وفق الجميع للصواب وأنر بصائرهم للحق.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

أخي الفاضل: أمَّـا الحساسيةُ المفرطةُ فلا ضير ولا ملامةَ عليك فيها جزيت خيراً ووفقك الله , هذا أولاً.

ثانياً: يبدو أنك ظننتَ ما كتبتُه اختصاراً من موطن الشاهد من الحديث هو النص الكامل للحديث وأنه خلاَ من قطع الصحابة للرجل بالجنة , والحق أنَّ النص الكامل للحديث كما في البخاري برقم 4207 يقول:

عَنْ سَهْلٍ قَالَ الْتَقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَاقْتَتَلُوا فَمَالَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا فَضَرَبَهَا بِسَيْفِهِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَجْزَأَ أَحَدٌ مَا أَجْزَأَ فُلَانٌ فَقَالَ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالُوا أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لَأَتَّبِعَنَّهُ فَإِذَا أَسْرَعَ وَأَبْطَأَ كُنْتُ مَعَهُ حَتَّى جُرِحَ فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نِصَابَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ وَمَا ذَاكَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ).

ثالثا: بالنسبة لسؤالك هذا فلم أدر أي موضعين تقصدهما وعليه فالله أعـلمُ بجوابه, وأرجو تبيين ذلك.

رابعاً:الحكمُ على الأموات ليس لنا منهُ شيء , سيما بالجنة والنار , وهذا تألِّ على الله ورسول الله إنما حكم بـوحي من الله وغيرهُ صلى الله عليه وسلم لا يسعه ذلك بحال.
 
الأخوة الأفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نزولاً عند رغبة أخينا الفاضل الدكتور خضر.

أتوقف عن الكتابة في الموضوع وأقول:

نحن بما عندنا وأنت بما ،،،،،عندك راض والرأي مختلف.

وأقول:
واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصل الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
لست أفهم كيف يمكن لعالم أو متعلم، أن يقول: لي رأيي ولك رأيك، وإن واصلنا في النقاش فسنفترق ونختلف!!!!!!!! قد يكون ذلك إذا بنينا نقاشنا وتحاورنا على العناد والتعصب، وأما وهو مبني على الاستلال والأخلاق، فلا ضير إن شاء الله

هذه مسألة علمية فيها أدلة ذكرناها وذكرها الشيخ محمود الشنقيطي وهي من السنة الصحيحة في الصحيحين مع تعليق ابن حجر والنووي وتبويب البخاري وغيرهم، وفي المقابل لم نر إلا الحكم العام لا الخاص على المعين، فقضيتنا ليس هل من مات دون ماله فهو شهيد أم لا، فالجواب بلا خلاف أنه شهيد لورود الحديث الصحيح الواضح، وإنما مسألتنا في فلان بن فلان بعينه مات دون ماله هل هو شهيد؟ الجواب هو شهيد إن شاء الله، لا بد من التعليق ولا يجوز الحكم له بأنه شهيد والجزم بذلك، والدليل عليه ما تقدم من الأحاديث الواضحات البينات الصحيحات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَمَّا عُثْمَانُ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ وَإِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِهِ (وفي رواية ما يفعل بي ولا بكم)". ولا بد في مثل هذه المسائل من التجرد للدليل والتأمل في الاستدلال، وقديما قيل: تأمل تُدرِك.

وأنصح قبل التعليق على هذه المسألة من إعادة ما أورده الشيخ محمود الشنقيطي (مشاركة 12)وما أوردته (مشاركة 17)من الأحاديث وتأملها،

فلست أدري ما يضير المحب لسيد قطب رحمه الله أن يقول في حقه الشهيد إن شاء الله، أو الشهيد أرجو؟ هل ينقص ذلك من شأنه أو من قدره شيء؟
 
[align=center]أحبتي على طريق الحق000

أظن أن الإشكال أو بعض الأشكال في عدم التفريق بين حكم الأوصاف وحكم الأعيان فمن فرق بينهما فلن يبقى عنده إشكال في عدم الحكم بالقطع على أحد من المسلمين بعينه أنه شهيد 0 والله أعلم 0
[/align]
 
الأخ حكيم،
عرض كل من المشاركين وجهة نظره في فهم الأدلة،
من المشاكل التي يواجهها المسلم تصور البعض أن فهمه أو فهم شيخه هو الحق.
كُلٌّ يؤخذ من قوله ويُرد إلا المعصوم عليه السلام. وهذا ليس بشعار يقال بل هو واقع، حيث لم نعرف عن عالم على مدى القرون لم يُردّ له قول بل أقوال وأقوال.
 
الأخ الفاضل حكيم بن منصور

حفظك والله ووفقك

لم أقل يا أخي الكريم إن واصلنا النقاش فإنا سنختلف ، وإنما قلت إنما أنا راض بما أراه أن الأدلة لا تمنع الاطلاق وفيه عندي فرق بين إطلاق اللفظ وبين الجزم ولست بدعا في هذا الأمر ،ويكفيني عبارة بن حجر:
"فَلَا يُطْلَقُ عَلَى كُلّ مَقْتُولٍ فِي الْجِهَادِ أَنَّهُ شَهِيدٌ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ هَذَا وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ يُعْطَى حُكْمَ الشُّهَدَاءِ فِي الْأَحْكَامِ الظَّاهِرَةِ وَلِذَلِكَ أَطْبَقَ السَّلَف عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَقْتُولِينَ فِي بَدْرٍ وَأُحُد وَغَيْرِهِمَا شُهَدَاء وَالْمُرَاد بِذَلِكَ الْحُكْمُ الظَّاهِر الْمَبْنِيّ عَلَى الظَّنِّ الْغَالِبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ "
فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 49)

فلماذا تضييق الأمر وفيه سعة؟
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
لست أفهم كيف يمكن لعالم أو متعلم، أن يقول: لي رأيي ولك رأيك، وإن واصلنا في النقاش فسنفترق ونختلف!!!!!!!!

بل يجب أن تفهم من مجرب سبر أغوار مثل هذه المسائل في مصر واليمن ودول الخليج وتحاور الصوفية والسلفية ومعظم الاتجاهات الإسلامية في حضرته فخرج النقاش بخفي حنين .
ولو تفهمت قولي من أن الاختلاف اختلاف مدارس ومشارب لأيقنت بقولي وعلمت بقاء الخلاف ما بقيت السماء والأرض .
وكل يتضلع بأدلته وكل يتيقن من مستنده ، وكل يقول بأن قولي هو الهدى والحق .
فمسائل مثل المجاز في القرآن وإطلاق الشهادة على معين و........كلها تنتهي إلى فريقين كخط السكك الحديدية لو اجتمعت لانقلب القطار ، ومن هنا لن تجتمع أبدا.

ولازلنا ننظر بعين الحب والمودة إلى مزيد من نقاش يحطم قولي ويجمع المتحاورين على رأي واحد تفضلوا لإثراء الموضوع .......................ويوم السعادة أن أقرأ هذه العبارة: الخلاصة التي اتفقنا عليها هي: ........................ وامهرها بـ لن السابقة .

وعلى فكره أنا أقول شهيد إن شاء الله أو نحسبه شهيدا أو الشهيد فلان، وأضمر ما سبق إظهاره والله يتولى السرائر.
.والشكر موصول للإخوة وخاصة محب القرآن زاده الله حبا وتمسكا وإيانا .
 
جزاك الله خيرا الدكتور الفاضل خضر
فكما تفضلت وقلت : " أسال الله تعالى أن يبارك في المشاركين جميعا فكلكم أهل فضل وعلم ـ ولا نزكيكم على الله ـ وموضوع الشهادة خارج نطاق الموضوع ، وإن كنا نثمنه كمادة للتناصح غاليا "

وقولكم أيضا بارك الله فيكم :
"ويوم السعادة أن أقرأ هذه العبارة: الخلاصة التي اتفقنا عليها هي: ........................ وامهرها بـ لن السابقة .
وعلى فكره أنا أقول شهيد إن شاء الله أو نحسبه شهيدا أو الشهيد فلان، وأضمر ما سبق إظهاره والله يتولى السرائر."
فبارك الله بكم.


سيد قطب رحمه الله قد تأهل للقب الشهيد حين قام لسلطان جائر فنصحه فقتله، كما جاء في الحديث ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه، فقتله ) وعليه ففي ـ أحكام الدنيا ـ التي تجري على الظاهر قد تأهل سيد قطب رحمه الله لنيل هذا الشرف العظيم. أما في أحكام الآخرة فعلمها عند علام الغيوب. والمعروف أن معتقد أهل السنة والجماعة عدم الحكم على معين في جنة أو نار.

وما تفضل به الأخ الفاضل حكيم بن منصور فيه الخلاصة ـ إن شاء الله ـ
وهو قوله : " فلست أدري ما يضير المحب لسيد قطب رحمه الله أن يقول في حقه الشهيد إن شاء الله، أو الشهيد أرجو؟ هل ينقص ذلك من شأنه أو من قدره شيء؟ "

أقول : لا والله لا ينقص من شأنه أو قدره شيئا ، بل هذا هو الأولى والأحوط.

بارك الله فيكم جميعا ونفعنا بما عندكم.
 
****فتاوى نور على الدرب - لابن عثيمين - (202 / 18)
المستمع صابر من السودان يقول في هذا السؤال هل يدخل في إطار الشهداء الغريق والحريق والمرأة التي ماتت في حالة الوضع وما الدليل؟
فأجاب رحمه الله تعالى: نعم هؤلاء يدخلون في الشهداء لأن السنة وردت بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن شهادتهم لا تساوي شهادة المقتول في سبيل الله فإن المقتول في سبيل الله لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه وإنما يدفن في ثيابه التي قتل فيها بدون صلاة ويبعث يوم القيامة وجرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك وهذا لا يحصل للشهداء الذين جاءت بهم السنة ولكنهم يحصلون على أجرٍ عظيم إلا أنهم لا يساوون الشهيد المقتول في سبيل الله من كل وجه وإنني في هذه المناسبة أود أن أنبه على مسألةٍ شاعت أخيراً بين الناس وهي أن كل إنسانٍ يقتل في الجهاد يصفونه بأنه شهيد حتى وإن كان قد قتل عصبية وحمية وهذا غلط فإنه لا يجوز أن تشهد لشخصٍ بعينه أنه شهيد حتى وإن قتل في الجهاد في سبيل الله لأن هذا أمرٌ لا يدرك فقد يكون الإنسان مريداً للدنيا وهو مع المجاهدين في سبيل الله ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (ما من مكلومٍ يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك) فقوله صلى الله عليه وسلم (والله أعلم بمن يكلم في سبيله) يدل على أننا نحن لا نعلم ذلك وقد ذكر البخاري رحمه الله هذا الحديث تحت ترجمة بابٌ لا يقال فلانٌ شهيد وذكر صاحب فتح الباري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال (إنكم تقولون فلانٌ شهيد وفلانٌ شهيد ولعله يكون قد أوقر راحلته يعني قد غل في سبيل الله من المغانم يعني أنه قد غلّ من الغنائم يعني فلا تقولوا ذلك ولكن قولوا من قتل في سبيل الله أو مات فهو شهيد) وصدق رضي الله عنه فإن الشهادة للمقتول بأنه شهيد تكون على سبيل العموم فيقال من قتل في سبيل الله فهو شهيد وما أشبه ذلك من الكلمات العامة أما الشهادة لشخصٍ بعينه أنه شهيد فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما في قوله صلى الله عليه وسلم حين صعد على الجبل هو وأبو بكر وعمر وعثمان فارتج بهم قال (اثبت أُحد فإنما عليك نبيٌ وصديقٌ وشهيدان) وإذا كان من عقيدة أهل السنة والجماعة أنه لا يشهد لأحدٍ بعينه بالجنة إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك لا يشهد لأحدٍ بعينه أنه شهيد لأن من لازم الشهادة له بأنه شهيد أن يكون من أهل الجنة.

---------------------------

****فتاوى نور على الدرب - لابن عثيمين - (202 / 27)
بارك الله فيكم المستمع طه عمر الغندور له سؤال يقول هل من مات خارج بلاده شهيد وهل يحاسب وكيف يحاسب في القبر فقد سمعت بأن الشهيد لا يحاسب أرجو بهذا إفادة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: الميت خارج بلده ليس بشهيد لأن القول بأن موت الغريب شهادة ليس له مستند من الشرع والشهيد هو الذي يقتل في سبيل الله وهو الذي يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهذه نية أعني كونه يريد بقتاله أن تكون كلمة الله هي العليا نية محلها القلب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام (ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك) فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (والله أعلم بمن يكلم في سبيله) إلى أن الشهادة لا تنال إلا بنية صادقة والنية الصادقة هي ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله فقال (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وعليه فإنه لا يجوز الجزم بأن من قتل في الجهاد يكون شهيداً بعينه لأن هذا أمر يحتاج إلى توقيف وأما على سبيل العموم مثل أن يقال من قتل في سبيل الله فهو شهيد فهذا جائز. وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسند حسن أنه قال (إنكم تقولون فلان شهيد وفلان شهيد ولعله أن يكون قد أوقر راحلته ولكن قولوا من مات أو قتل في سبيل الله فهو شهيد) أي على سبيل العموم هذا بالنسبة للحكم عليه بالشهادة في الآخرة أما الحكم عليه بالشهادة في الدنيا فإن هذا هو الأصل أي أن نعامل هذا الذي يقاتل في قتال يظهر منه أنه لإعلاء كلمة الله هو أن نعامله معاملة الشهداء في أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه وإنما يدفن في ثيابه على ما هو عليه مع المسلمين أما بالنسبة للسؤال في القبر فإنه قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله لا يفتنون في قبورهم وقال كفى ببارقة السيف على رأسه فتنة).


****مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (3 / 115)
( 475 ) وسئل فضيلته : هل يجوز إطلاق " شهيد " على شخص بعينه فيقال : الشهيد فلان ؟
فأجاب بقوله : لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى ، لو قتل مظلومًا ، أو قتل وهو يدافع عن الحق ، فإنه لا يجوز أن نقول : فلان شهيد وهذا خلاف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولًا في عصبية جاهلية يسمونه شهيدًا ، وهذا حرام لأن قولك عن شخص قتل : هو شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة ، سوف يقال لك : هل عندك علم أنه قتل شهيدًا ؟ ولهذا لما قال النبي ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دمًا ، اللون لون الدم ، والريح ريح المسك » فتأمل قول النبي ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « والله أعلم بمن يكلم في سبيله » - يكلم : يعني يجرح - فإن بعض الناس قد يكون ظاهره أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولكن الله يعلم ما في قلبه ، وأنه خلاف ما يظهر من فعله ، ولهذا بوب البخاري رحمه الله على هذه المسألة في صحيحه فقال : " باب لا يقال : فلان شهيد " لأن مدار الشهادة على القلب ، ولا يعلم ما في القلب إلا الله - عز وجل - فأمر النية أمر عظيم ، وكم من رجلين يقومان بأمر واحد يكون بينهما كما بين السماء والأرض وذلك من أجل النية فقد قال النبي ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه » والله أعلم .


****( 476 ) سئل فضيلة الشيخ : عن حكم قول : فلان شهيد ؟ .
فأجاب بقوله : الجواب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون على وجهين :
أحدهما : أن تقيد بوصف مثل أن يقال : كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن مات بالطاعون فهو شهيد ونحو ذلك ، فهذا جائز كما جاءت به النصوص ، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ونعني بقولنا : - جائز - أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقًا لخبر رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الثاني : أن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول لشخص بعينه : إنه شهيد ، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري - رحمه الله - لهذا بقوله : " باب لا يقال : فلان شهيد " قال في الفتح 90\6 : " أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي " وكأنه أشار إلى « حديث عمر أنه خطب فقال : تقولون في مغازيكم : فلان شهيد ، ومات فلان شهيدًا ولعله قد يكون قد أوقر راحلته ، ألا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : من مات في سبيل الله ، أو قُتل فهو شهيد » وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء عن عمر " ا . هـ . كلامه .
ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا عن علم به ، وشرط كون الإنسان شهيدًا أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وهي نية باطنة لا سبيل إلى العلم بها ، ولهذا قال النبي ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مشيرًا إلى ذلك : « مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله » . وقال : « والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دمًا اللون لون الدم ، والريح ريح المسك » .
رواهما البخاري من حديث أبي هريرة ، ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك ، ولا نشهد له به ولا نسيء به الظن . والرجاء مرتبة بين المرتبتين ، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولًا في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه ، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه .
ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بالوصف أو بالشخص ، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفقت الأمة على الثناء عليه وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - .وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق ، لكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما سبق ، وهذا كاف في منقبته ، وعلمه عند خالقه - سبحانه وتعالى - .



****مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (7 / 313)[العقيدة وأثرها في انتصار المسلمين]
وهذا هو الذي إذا قتل فهو شهيد، هذا هو الشهيد حقا الذي ينال درجة الشهداء، ومع ذلك فإنه لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى لو قتل مظلوما، أو قتل وهو يدافع عن حق فإنه لا يجوز أن نقول : فلان شهيد وهذا خلافا لما عليه كثير من الناس اليوم حيث أرخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولا في عصبية جاهلية يسمونه شهيدا وهذا حرام، لأن قولك عن شخص قتل إنه شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة سوف يقال لك : هل عندك علم أنه قتل شهيدا ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام: « ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب أو قال : وكلمه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك » فتأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام: « والله أعلم بمن يكلم في سبيله » أي بمن يجرح فإن بعض الناس قد يكون ظاهر أمره أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولكن الله يعلم ما في قلبه وأنه خلاف ما يظهر من فعله، ولهذا بوب البخاري رحمه الله علي هذه المسألة في صحيحه فقال: " باب لا يقال : فلان شهيد" لأن مدار الشهادة على ما في القلب ولا يعلم ما في القلب إلا علام الغيوب جل وعلا.

*****مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - (18 / 351)
وهنا ننبه على أنه وإن قتل الرجل في سبيل الله فلا يقال هو شهيد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دماً، اللون لون الدم، والريح ريح المسك».
فقوله عليه الصلاة والسلام: «والله أعلم بمن يكلم في سبيله» دليل على أن الأمر راجع إلى ما في قلبه، وهو غير معلوم لنا. ولأنك لو شهدت أنه شهيد، لجاز لك أن تشهد أنه في الجنة، وهذا لا يجوز إلا لمن شهد له الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ونشهد لكل شهيد أنه في الجنة، لكن ليس لرجل بعينه، كما نشهد لكل مؤمن بالجنة، لكن لا لشخص بعينه، ففرق بين التعميم والتخصيص.وكذلك لا يقال: فلان شهيد إن شاءالله، لأن إن شاءالله تستخدم للتحقق، ولكن نقول: نرجو أن يكون من الشهداء.
اهـ وله أجوبة أخرى نحو ما تقدم

وهناك تفصيل آخر للطاهر بن عاشور رحمه الله نقله الشيخ بكر في معجم المناهي اللفظية أنقله إن شاء الله لاحقا.
 
الأخوة الكرام... الأخ الدكتور خضر

يبدو أن الخلاف هنا حول كلمة شهيد هل تفيد التعيين، مع الاتفاق على أنه لا يجوز الشهادة لشخص بعينه أنه من أهل الجنة أو أهل النار.
ليس الخلاف هنا خلاف مدارس، فأنا شخصياً لا أنتمي إلى مدرسة بعينها وإنما أدور مع الدليل حيث دار ولا آبه بكل هذه المسميات. واحترم كل العلماء الصادقين وأعلم أنهم يخطئون ويصيبون.
لا علاقة لسيد قطب رحمه الله بما نقوله هنا وإن كان ما ثار من خلاف فقهي ـــ وليس مدرسي ـــ بدأ هنا من عنده.
ألاحظ أن فتوى ابن عثيمين تدخلنا في خلاف آخر حيث يقول رحمه الله فيما نقل عنه:"وكذلك لا يقال: فلان شهيد إن شاءالله، لأن إن شاءالله تستخدم للتحقق".
 
الأخ الفاضل حكيم بن منصور

حفظك والله ووفقك

لم أقل يا أخي الكريم إن واصلنا النقاش فإنا سنختلف ، وإنما قلت إنما أنا راض بما أراه أن الأدلة لا تمنع الاطلاق وفيه عندي فرق بين إطلاق اللفظ وبين الجزم ولست بدعا في هذا الأمر ،ويكفيني عبارة بن حجر:
"فَلَا يُطْلَقُ عَلَى كُلّ مَقْتُولٍ فِي الْجِهَادِ أَنَّهُ شَهِيدٌ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ هَذَا وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ يُعْطَى حُكْمَ الشُّهَدَاءِ فِي الْأَحْكَامِ الظَّاهِرَةِ وَلِذَلِكَ أَطْبَقَ السَّلَف عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَقْتُولِينَ فِي بَدْرٍ وَأُحُد وَغَيْرِهِمَا شُهَدَاء وَالْمُرَاد بِذَلِكَ الْحُكْمُ الظَّاهِر الْمَبْنِيّ عَلَى الظَّنِّ الْغَالِبِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ "
فتح الباري لابن حجر - (ج 9 / ص 49)

فلماذا تضييق الأمر وفيه سعة؟
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

الأخ الفاضل حكيم بن منصور وفقك الله
الفتاوى التي أوردتها استشهاد بمحل النزاع ، يقابلها ما ذكرنا لك سابقا فأين ما أوردته من قول بن حجر في مشاركتي السابقة أعلاه:

"وَلِذَلِكَ أَطْبَقَ السَّلَف عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَقْتُولِينَ فِي بَدْرٍ وَأُحُد وَغَيْرِهِمَا شُهَدَاء"

فأرجو أن نتوقف عند هذا لأن الخلاف في المسألة قد وقع ولايمكن رفعه ونصيحة الدكتور خضر بعشرة جمال وليس بجمل واحد فقط.

وكم رأينا بعض الأشخاص قد اجتمعوا على رأي معين نافحوا عنه طويلا ثم مالبثوا بسبب المبالغة في التعصب لأقوالهم أن تفرقوا وأخذ بعضهم يتنقص البعض الآخر "والنت" كفانا الله شره شاهد على ذلك.

وفق الله الجميع لكل خير وصرف عنهم كل شر وجمع كلمتهم على الحق.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
معجم المناهي اللفظية ومعه فوائد في الألفاظ للشيخ بكر أبو زيد 319-320 لفظة شهيد:
شهيد : قال البخاري - رحمه الله تعالى - في : صحيحه : باب لا يقال : فلان شهيد . قال ابن حجر : أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي ، وكأنه أشار إلى حديث عمر . وفي كتاب : ( النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح ) لمحمد الطاهر بن عاشور قال ص/ 118 عن ترجمة البخاري هذه :
( هذا تبويب غريب ، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلامي ثابت شرعاً ، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم ، وقد ورد في حديث الموطأ وفي الصحيحين : أن الشهداء خمسة غير الشهيد في سبيل الله ، والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره ، وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسناداً وتعليقاً ما يقتضي منع القول بأن فلان شهيد ، ولا النهي عن ذلك .
فالظاهر أن مراد البخاري بذلك أن لا يجزم أحد بكون أحد قد نال عند الله ثواب الشهادة ، إذ لا يدري ما نواه من جهاده ، وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد : إنه شهيد ، وأن تجري عليه أحكام الشهداء، إذا توفرت فيه ، فكان وجه التبويب أن يكون : باب لا يجزم بأن فلاناً شهيد إلا بإخبار من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، مثل قوله في عامر بن الأكوع : (( إنه لجاهد مجاهد )) ومن هذا القبيل زجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أم العلاء الأنصارية حين قالت في عثمان بن مظعون : شهادتي عليك : لقد أكرمك الله ، فقال لها: (( وما يدريك أن الله أكرمه )) ) ا هـ.

[وحديث عامر بنالأكوع متفق عليه ، وهذا لفظ البخاري:عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ لِعَامِرٍ يَا عَامِرُ أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا فَنَزَلَ يَحْدُو بِالْقَوْمِ
[align=center]يَقُولُ اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا أَبْقَيْنَا
وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا
وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا[/align]فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا السَّائِقُ قَالُوا عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ قَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ وَجَبَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ فَحَاصَرْنَاهُمْ حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَتَحَهَا عَلَيْهِمْ فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ الْيَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذِهِ النِّيرَانُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ قَالُوا عَلَى لَحْمٍ قَالَ عَلَى أَيِّ لَحْمٍ قَالُوا لَحْمِ حُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا قَالَ أَوْ ذَاكَ فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ قَصِيرًا فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ وَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ فَمَاتَ مِنْهُ قَالَ فَلَمَّا قَفَلُوا قَالَ سَلَمَةُ رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي قَالَ مَا لَكَ قُلْتُ لَهُ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي زَعَمُوا أَنَّ عَامِرًا حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبَ مَنْ قَالَهُ إِنَّ لَهُ لَأَجْرَيْنِ وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ إِنَّهُ لَجَاهِدٌ مُجَاهِدٌ، قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا مِثْلَهُ]

وذكرالشيخ بكر رحمه الله في الهامش: فتح الباري 6/ 90 . لبعض المعاصرين رسالة باسم : الرأي السديد في هل يقال فلان شهيد )) . وانظر : بذل الماعون لابن حجر . ص / 189 وفيه بحث مطول عن الشهيد ص/ 179 - 225 . المجموع الثمين 1/ 121 - 122 ..
 
كنتُ عقدتُّ العزمَ على عدم العودِ للمداخلـة في هذا الموضوع , ولكني أحبُّ التنبيه إلى ما نبه إليه أبو عمرو البيراوي من عدم الانتماء للمدارس والاتجاهات الفكرية أيّاً كانت هو ما أؤكدث نفيهُ عن ذاتي , فقد حماني اللهُ بفضله -فيما أحسبُ- من التبعية للمدارس الفكرية والتيارات المعاصرة , ولا شأنَ لما طرحتُـهُ بشخص سيد قطب رحمه الله , كما ظنَّـهُ بعضُ الأكارم حينَ استشهد بنزال المتراشقين في( النت) بكيل التهم والتفسيق والتبديع بالجملة والقطاعي وبثمنٍ وبالمجان, فمعاذ الله أن يكونَ دافعُ المداخلةِ التفافاً تحت أي لواء من ألوية السِّبـاب هذه , وإنما هي مدارسةٌ لمسألة علمية.
 
وفقك الله يا أخي محمود والله أسأل أن يرفع قدرك ومنزلتك

ولا أظن بك إلا خيرا وأعلم من أسلوبك أنك تبحث عن الحق أحسبك كذلك والله حسيبك.

وأرى من منصبك العلمي أنك لا زلت في أول الطريق ومع هذا كتابتك تدل على نضوج فكري وقوة علمية أسأل الله أن ينفع بك المسلمين في عاجل أمرك وآجله.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
فلست أدري ما يضير المحب لسيد قطب رحمه الله أن يقول في حقه الشهيد إن شاء الله، أو الشهيد أرجو؟ هل ينقص ذلك من شأنه أو من قدره شيء؟
كلمة طيبة من حكيم بن منصور ولكن قول :
رحم الله سيد رحمة واسعة وجزاه خير الجزاء على ما قدم ، أو غيرها من العبارات الطيبة تغني عن هذا الخلاف.
أطلتم النقاش وخرجتم عن الموضوع الأساس حتى نسيناه وما رأيت فيما كتب - مع مافيه من علم - ما يفصل النقاش ، ولو قال صاحب الموضوع الأول : الشهيد إن شاء الله - لوفر علينا وقتا نصرفه في موضوع آخر ، مع ما في هذا من فوائد
وفق الله الجميع لمرضاته
 
هذه أول مشاركاتي في هذا المنتدى

هذه أول مشاركاتي في هذا المنتدى

بسم الله الرحمن الرحيم
(2:238)حفظوا على الصلوت والصلوة الوسطى وقوموا لله قنتين
إن لموقع هذه الأية الكريمة بينة عظيمة من الله على أنه كلام الله
هذه الأية ترتيبها في سورة البقرة 238 وسورة البقرة ترتيبها 2 من حيث السور
ولا يوجد في القرآن ترتيب لأية =238 إلا هذه الأية
وبقسمة رقم الأية على رقم السورة=119
119=17*7
ونحن نعلم أنه مطلوب منا المحافظة على الصلوات
والمحافظة على الصلوات لا يكون إلا ب 17 ركعة يوميا على مدار الأسبوع
أسأل الله أن أكون قد فتحت فتحا مباركا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(2:238)حفظوا على الصلوت والصلوة الوسطى وقوموا لله قنتين
إن لموقع هذه الأية الكريمة بينة عظيمة من الله على أنه كلام الله
هذه الأية ترتيبها في سورة البقرة 238 وسورة البقرة ترتيبها 2 من حيث السور
ولا يوجد في القرآن ترتيب لأية =238 إلا هذه الأية
وبقسمة رقم الأية على رقم السورة=119
119=17*7
ونحن نعلم أنه مطلوب منا المحافظة على الصلوات
والمحافظة على الصلوات لا يكون إلا ب 17 ركعة يوميا على مدار الأسبوع
أسأل الله أن أكون قد فتحت فتحا مباركا

طيب والمسافر الذي يصلي 11 ركعة.

ماذا نفعل معه ؟ نخرجه من المحافظين ؟

أرحمونا فإنا والله نستحق الرحمة.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(2:238)حفظوا على الصلوت والصلوة الوسطى وقوموا لله قنتين
إن لموقع هذه الأية الكريمة بينة عظيمة من الله على أنه كلام الله
هذه الأية ترتيبها في سورة البقرة 238 وسورة البقرة ترتيبها 2 من حيث السور
ولا يوجد في القرآن ترتيب لأية =238 إلا هذه الأية
وبقسمة رقم الأية على رقم السورة=119
119=17*7ونحن نعلم أنه مطلوب منا المحافظة على الصلوات
والمحافظة على الصلوات لا يكون إلا ب 17 ركعة يوميا على مدار الأسبوع
أسأل الله أن أكون قد فتحت فتحا مباركا

وأين يومُ الجمعة من مدار الأسبوع أخي الكريم.؟

سيتراجعُ واضعُ هذه العملية الرياضية العجيبة حين يعلمُ أنَّ المسلم لا يصلي على مدار الأسبوع 119 ركعة , إنما يصلي في الأسبوع 117 ركعة , وهي موزعة على ستة أيام يصلي فيها 102 ركعة , ويوم واحد وهو الجمعة يصلي فيه 15 ركعة فقط.

وعليه: فليس صحيحاً زعمُ أنَّ المحافظةَ على الصلاة تكون ب 17*7 , فهذا لا يصحُّ إلا في تارك الجمعة لعذر أو لغير عذر أو من لم ينعقد بهم العدد المشروط لها أو في حق البدو الرّحل أو ربات الخدور في بيوتهنَّ .
 
ردودكم أعلمها قبل أن تعرضوها وكنت اتنمى طرح تعليق أخر
اولا القصر في الصلاة لا ينقص من اجرها فتكتب للمقصر كما تكتب لنا
بالنسبة لصلاة الجمعة ورود الاية في السورة رقم 2 إشارة لتلك الركعتين في صلاة الجمعة
وأظن أن خطبتا الجمعة جزء لا يتجزأ من صلاة الجمعة
وأنا أعلم أن هناك من يقول أن صلاة الجمعة في الوقت الحاضر لا تسقط صلاة الظهر
لأسباب لا أريد أن اذكرها هنا ويصلون الجمعة على الندب ويصلون الظهر على اعتبار الواجب
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(2:238)حفظوا على الصلوت والصلوة الوسطى وقوموا لله قنتين

صواب الآية يا أخ صبري {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ }[البقرة238]

أسأل الله أن أكون قد فتحت فتحا مباركا

كم تمنينا لك ذلك ولكن للأسف فلسفة الأعداد لها من يناصرها ولسنا منهم ، ونريد منك تكميلا لما شرعنا فيه بلسان عربي مبين وليس بالأعداد وضربها وطرحها والاعتراض عليها ومحاولة الأقناع رغم عدم الاقتناع . مع تحياتي لكم وللأستاذ المحب للقرآن والشيخ الشنقيطي .
 
هذه مشاركة أنقلها بنصها مما وفق الله له في رسالة الدكتوراه في دراسة السياق القرآني لسورة البقرة أرجو أن يكون فيها نفع وجواب :
قوله تعالى: ( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ).

غرض الآية ومناسبتها للسياق.

الآية تتضمن غرضين أساسين:

الأول: توجيه المؤمنين، وصرفهم عن الانهماك بشؤونهم الخاصة ومشكلاتهم الداخلية، إلى ما هو أعظم منها وهو عبادة الله تعالى والقيام بحقه، والانشغال بالأمور الكبرى، رفعاً للنفوس من الاشتغال بالخلق إلى الانشغال بالخالق تعالى ([1])، تهيئة وتمهيداً لتكليفهم بالأمر الأعظم وهو الجهاد، وكل ذلك جاري في سياق بناء نظام المجتمع المسلم الذي ركزت عليه السورة.

قال صاحب النبأ العظيم في بيان نفيس للغرض: "أخذ الآن يطوي صحيفة أحكامه، ليتحول بنا عنها إلى ما هو أهم منها، فقال لنا وهو يطويها: دعوا المشادة في هذه الشئون الجزئية الصغرى، سووها بينكم بقانون البر والفضل، وحولوا أبصاركم إلى الشؤون الكلية التي هي أحق بأن يتوفر عليها العزم والقصد، وأحرى أن يشتغل بها العقل والقلب.. حافظوا على الصلاة... أنفقوا في سبيل الله... جاهدوا في سبيل الله (وبعد) فهل حديث الصلاة هنا يعتبر مقصداً أصلياً مستقلاً، أم هو جزء من مقصد آخر؟" ([2]).

الثاني: بيان عظم الصلاة، وأثرها في حل الأزمات الداخلية والخارجية. ويؤكد هذا أن الآية وردت بين الحديث عن الطلاق والقتال، وهما يمثلان أشد أوقات الأزمات في الأمة الداخلية والخارجية، فناسب أن يكون التوجيه فيهما بأعظم سبيل للخلاص والخروج من الأزمة وحصول الأمن الداخلي والخارجي، وهو الصلاة ([3]).

ومناسبة الآية للسياق، ظاهرة من وجوه منها:

أولاً: أنه لما أطال الحديث في أحكام الأسرة وأحكام النساء خاصة وما يتعلق بهن، وهي موضوعات تصرف هم الإنسان وتشغله عن عبادة ربه وقضاياه الكبرى التي هي عبادة الله تعالى وقضايا الأمة، أمر الله تعالى بالمحافظة على الصلاة مباشرة لتنتزع نفوس المؤمنين من الانشغال بحقوق الخلق لترفعهم إلى الانشغال بحقوق الحق تعالى ([4]).

قال البيضاوي: "لعل الأمر بها في تضاعيف أحكام الأولاد والأزواج لئلا يلهيهم الاشتغال بشأنهم عنها" ([5]). وتواترت أقوال المفسرين في ذكر هذه المناسبة ([6]).

ثانياً: أن الآيات قبلها في مسائل الخلاف، والآيات بعدها في مسائل الخوف، فأمر بالصلاة التي هي سبب في طهرة النفس وتزكيتها وتصفيتها من الكدر في حالات الخلاف، وهي قوة للنفس وعدة لها وتثبيت للقلب في حالات الخوف؛ فكأنه قال: حافظوا على الصلاة فهي عون لكم في مشاكلكم الخاصة، وعدة لكم في مشاكلكم العامة.

قال صاحب النبأ العظيم: "الصلاة كما نعلم قوة معنوية على العدو، وعدة من عدد النصر كما قال الله: +وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ" [البقرة 45] فلا جرم كان من الحكمة أن تزود بها أزواج المجاهدين، قبل أن يؤمروا بالقتال أمراً صريحاً، والصلاة في الوقت نفسه طهرة للنفس من مساوئ الأخلاق، تنقيها من دنس الشح والحرص على حطام الدنيا، لا جرم كان من الحكمة كذلك جعلها دعامة للوصية الآنفة، التي أمرتنا بالتسامح والتكارم في المعاملات، هكذا كان وضع حديث الصلاة مزدوج الفائدة: دواء وغذاء معاً، بل قل إنه مثلث الفائدة" ([7]).



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) هذا منهج قرآني عظيم في حل المشكلات، وهو صرف النفوس عن جو المشكلة إلى جو العبادة لتطمئن النفس وتستقر وتهدأ من ثورة الغضب والاضطراب الذي يزيد الشحناء والخلاف؛ ولهذا وجه بهذا العلاج بعد الأمر بالعفو والمسامحة كأنه أراد أن يبعث النفوس على العفو بالصلاة، وهذا أمر ظاهر فإن الإنسان بعد أدائه للصلاة يشعر براحة واستقرار، وما أجمل أن تكون جلسات العفو والمصالحة بعد الصلوات؛ فإنها أقرب لتحقيق التسامح والعفو.

([2]) ((النبأ العظيم)) (ص205).

([3]) وهذا أمر ظاهر مطرد في الشريعة، ولذا شرعت الصلاة حال الخسوف، والاستسقاء، والإستخارة. فالصلاة خير معين للإنسان في حال قلقه وفزعه؛ لأنها فزع إلى الله واتصال به، ولا شك أن الإنسان حال حصول حالات طارئة له فإنه يفزع إلى أقرب الناس له وأرجاهم معونة ونجدة له. فما أعظم هذا التوجيه الإلهي الكريم، وما أعظم هذه المناسبة للآيات في موقعها بين الحديثين.

([4]) انظر: ((تفسير المنار)) (2/436).

([5]) ((أنوار التنزيل)) (1/128).

([6]) انظر: ((البحر المحيط)) (2/543) ، ((مفاتيح الغيب)) (6/124). ((نظم الدرر)) (3/359) ، ((إرشاد العقل السليم لأبي السعود)) (1/274) ، ((روح المعاني)) (1/747) ، ((التحرير والتنوير)) (2/ 466)

([7]) ((النبأ العظيم)) (ص206).
 
إني لأستغرب -واسمحوا لي- من بعض الأخوة الذين يتخوفين من طول النقاش بين الأخوة هنا 00

فإذا كانت القلوب سليمة من حمل الغل والحقد والمقصود الوصول إلى الحق فلا ضير إذاً00
 
كم تمنينا لك ذلك ولكن للأسف فلسفة الأعداد لها من يناصرها ولسنا منهم ، ونريد منك تكميلا لما شرعنا فيه بلسان عربي مبين وليس بالأعداد وضربها وطرحها والاعتراض عليها ومحاولة الأقناع رغم عدم الاقتناع . مع تحياتي لكم وللأستاذ المحب للقرآن والشيخ الشنقيطي .[/QUO
أولا الأية رسمها كما كتبته أنا ولست أنت
ثانيا إذا كان حجتك اللسان العربي المبين فانتظر مني تفاسير لم تخطر على بالك ولا على بال من سبقوني في التفسير
وإذا كنت من أصحاب التفسير ولك قدرة على ذلك فأبلغني ما أو من هو الرقيم
فإذا عجزت عن ذلك أنا أبلغك
ولا تظن أنني مغرور في علمي لكن اسلوبك الحاد أغضبني
وللعلم أنا لم أتلقى تعليما في جامعات ولا معاهد ولا في حلقات ولم أطلع على تفاسير العلماء
فهل تجاريني؟
 
نفع الله بكم .. وجزى الله الإخوة الفضلاء خيراً ..
وقد بحث هذه المسألة العلامة بكر ابوزيد رحمه الله في معجم المناهي اللفظية ونقل نقولاً جيدة فليراجع ..
 
وللعلم أنا لم أتلقى تعليما في جامعات ولا معاهد ولا في حلقات ولم أطلع على تفاسير العلماء
فهل تجاريني؟
غفر الله لك اخي صبري على قولك هذا
وأقول نيابة عن شيخنا الدكتور خضر يجاريك على ماذا ؟
انت حكمت على نفسك بنفسك اذا لم تتعلم في جامعة ولا معهد ولا حلقة ولم تطالع التفاسير فلم يبق لك الا النبوة فهل هذا من الفتح المبين ؟ ربما
 
أرى والرأي للمشرفين

أن إدخال أي مشاركة تتناول قضية العدد في موضوع لا علاقة له بموضوع الأعداد تحذف.
لأني أرى أن هذا يغير مسار النقاش ويذهب بفائدة الموضوع المطروح.

بل إني أرى أن أي تعقيب في أي مشاركة لا يتناول صلب الموضوع المطروح يكون في موضع مستقل.
 
عودة
أعلى