هذا يدخل في باب خواص القرآن، وهذا الفن عده السيوطي رحمه الله من علوم القرآن وقال: أفرده بالتصنيف جماعة منهم التميمي وحجة الإسلام الغزالي ومن المتأخرين اليافعي وغالب ما يذكر في ذلك كان مستنده تجارب الصالحين. ثم سرد من الآثار الدالة على ذلك.
ويبقى النظر بعد هذا في أمرين:
الأول: وجه عد خواص القرآن، من علومه، ويشبه أن يكون الوجه في ذلك ما يترتب على العلم بخواص السورة أو الآيات، من التفسير وإدراك بعض المعاني وتوجيهها، والله أعلم.
الثاني: علاقة الآية بخاصيتها، فالمثال الوارد هنا وهو قوله سبحانه: لكل نبأ مستقر، سياقها القريب وارد في وعيد المشركين قال سبحانه: "وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون"
فما علاقة ذلك بألم الضرس ؟
والذي يظهر بادي الرأي، أن هذه الخواص مما يجري فيها النظر إلى ظاهر العبارة، وتكون منزلة منزلة الأمثال، وقد عد هذا الموضوع منها، ويكون قوله سبحانه: لكل نبأ مستقر، معناه كل أمر له نهايته التي إذا بلغها انتهى واستقر، وعليه، يكون التفاؤل بأن يستقر ألم الضرس، وينتهي إلى المحل الذي تكون عنده نهايته، ثم إن نظم الآية على لفظ الخبر، قاض بأن هذا حكم عام قضاه الله، وأن كل نبأ له مستقر ينتهي عنده، فيتفاءل بهذا الحكم في باب الاستشفاء، ويتعلق به عند التداوي، والله أعلم.