هذا استطراد يبين تحري الشريعة للوترية :
في صلاة العيد : سبع تكبيرات في الركعة الاولى وخمس في الثانية
التركيبية اللغوية لألفاظ الأذان:
تكبيران : الله أكبر، الله أكبر
شهادتان : أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله.
حيعلتان : حي على الصلاة، حي على الفلاح.
تكبيران : الله أكبر،...
لماذا ستة من شوال وليس سبعة؟
الداعي إلى طرح هذا السؤال أمران:
الأول : هو ميل الإنسان إلى الوحدات التامة ونفوره من الكسور فالصيام المفروض شهر ( شهر رمضان) فلو جاء الصيام المسنون أسبوعا (من شوال) لكان التناسب والاتساق...
الثاني: أن لشريعتنا تفضيلا خاصا للعدد الوتري.
قال رسولُ اللَّهِ ﷺ: إنَّ...
"الآفل" ليس المتغير، كما زعم المتكلمون، بل هو الغائب والمختفي كما هو معنى الكلمة في العربية التي نزل بها القرآن...والخليل -عليه السلام – لم يكن يتوسم في هذه الآفلات ربا خالقا وإنما معبودات يتخذها وسطاء بينه وبين خالقه، دون أن تتماهى فيه، وهو ما بينه التنزيل بكل وضوح:
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ...
لم يكن الخليل يناظر قومه في وجود الله ، فهم مؤمنون به، ولا شك أن المناظرة في المتفق عليه لغو وهذيان، والدليل على إيمانهم أنهم مشركون!
ولاعجب أن يكون الشرك دليلا على الإيمان لأن الشرك في دلالته اللفظية هو تقديم نصيب من العبادة لمعبودين على الأقل ، فكل مشرك هو بالضرورة مؤمن بالله وعابد له لكنه...
لم يكن الخليل ييحث عن ربه بل كان يختبر العقيدة السائدة في قومه إما عن طريق المناظرة أو عن طريق النظر (والنظر هو ما نرجحه) . والعقيدة السائدة محورها وجود وسائط بينهم وبين ربهم وهذه الوسائط هي الآلهة التي يدعونها ويتبركون بها ويقدمون لها القرابين ويلهجون بذكرها...ومحال أن يعتبروها أربابا...
3-
أول عبارة في الكتاب – بعد الفاتحة- موضوعها الكتاب نفسه:
ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [البقرة : 2]
وفيها دعوى نفي الريب عنه ، ولقائل أن يقول : وما الدليل على ذلك ؟ نقول الآية نفسها دليل على نفسها: فلو تأملت العلاقات بين الكلمات المكونة للعبارة (وهي أقل من عشر)...
من عجائب القرآن : الاتساع الدلالي
نحدد الاتساع الدلالي كدلالات مختلفة للعبارة الواحدة، لكنها مقصودة كلها أو يحتملها السياق.
وهذا الاتساع قد يكون في المفردة وقد يكون في التركيب ، النوع الأول اتساع معجمي ناشيء عن الاشتراك اللفظي والثاني اتساع وظيفي ناشيء عن العلاقات التركيبية أو قل عن وجوه...
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ [الأنعام : 77]
هذه الآية حاسمة :
فقد تكررت كلمة "ربي" مرتين ، وليس من الجائز أن تدلا على معنى واحد لما يترتب عنه من لغو وتحصيل حاصل يتنزه عنه...
من مظاهر شمولية السورة إحاطتها بالمواضيع الثلاثة:
1- الثلث الأول من السورة موضوعها (المرسِل) - سبحانه وتعالى- فذكرت الوجهين الربوبية والألوهية.
2-الثلث الثاني من السورة موضوعها (الرسول) - صلى الله عليه وسلم- فذكرت الوجهين النبوة والرسالة - كما بينا من قبل-.
3-الثلث الأخير من السورة موضوعها...
وهاهنا بحث :
هل كان الخليل في مقام "النظر" أم في مقام "المناظرة"؟
هل كان "ينشيء" لنفسه عقيدة ذاتية أم كان بصدد" نقد" ثقافة سائدة؟
- فرضية "النظر" ترشحها آية ابتداء التأمل:
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام : 75]
الظاهر...
فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ [الأنعام : 76]
زعموا أن الآفل يعني المتغير، والمتغير حادث ، والحادث ممكن كائن بعد أن لم يكن ، فلا يصح أن يكون ربا ....هكذا كان توجيههم لقول الخليل وهو توجيه بين التهافت :
فقد جردوا معنى " آفل" من كل دلالاته المعجمية ، واحتفظوا فقط بمعنى التغير ،...
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا
للتنكير أهمية دلالية كبرى ، فمن المعلوم أن النكرة تدل على فرد شائع في جنسه، فلم ير الخليل كوكبا معينا أو معهودا (وإلا حلي ال"كوكب" بلام التعريف) وإنما رأى كوكبا من الكواكب ...وعليه فإن من زعم أن الخليل كان يبحث عن الرب وليس المعبود فقد انتقص من...
ما أشد آية في وعيد تارك الصلاة؟
هي آية فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون : 5]
ليس لتصديرها بكلمة "ويل" ، فقد جاء الويل وعيدا على أمور أهون بكثير من ترك الصلاة مثل تطفيف الميزان:
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين : 1]
وهمز الناس:
وَيْلٌ لِكُلِّ...
أما البحث عن المعبود في الليل فامتثالا لسلطة الضرورة، ومن ثم تجد التناسب بين السماء والليل في هذا السياق: فالمرء يبحث عن ربه في جهة العلو بالفطرة، ويبحث عنه عند الاضطرار والشعور بالافتقار، ولا شك أن الليل هو الزمن الذي يشعر فيه المرء بالضعف والخوف فهو منعزل عن الجماعة وفاقد للرؤية يتوجس الخطر...