لحسن بنلفقيه
New member
- إنضم
- 26/09/2007
- المشاركات
- 1,255
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- الإقامة
- المغرب
- الموقع الالكتروني
- www.alwaraq.net
[align=center]
عــلامات التعشير بالمصحف الهدية
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله[/align]
تمهيد :
ذكرت في مشاركتي الأخيرة اعتماد وضع نقطة في نهاية كل آية ، في المصحف الهدية لتحديد رؤوس الآي ، و هو ما يعتمد عليه في عصرنا هذا في عملية ترقيم آيات المصاحف المطبوعة ...
و جاء في بعض المراجع أن أول ما استـُعْــمـِل لهذا الغرض ، هو وضع ثلاث نقط على رأس كل آية : قال الداني :" عن الأوزاعي ، عن يحي بن أبي كثير قال :" ما كانوا يعرفون شيئا مما أحدث في هذه المصاحف إلا هذه النقط الثلاث عند رؤوس الآي " ...
و قال الداني [1] : عن الأوزاعي أنه قال : سمعت يحي بن أبي كثير يقول :" كان القرآن مجردا في المصاحف ، و أول ما أحدثوا فيه النقط على التاء و الياء و قالوا لا بأس به ، و هو نور له ، ثم أحدثوا فيه نقطا عند منتهى الآي ..."
و أتطرق اليوم إلى علامة أخرى اعتمدها القراء الأولون و كتاب المصاحف في تحديد عدد الآي في مصاحفهم ، و أقصد علامة ما يعرف باسم " التعشير " ، وهو وضع علامة مميزة على رأس كل عشر آيات ، بالمصاحف الأولى ، و منها المصحف الهدية هذا ... و التعشير هو كذلك مما استحدث في المصاحف الأولى . و تحديد تاريخ ظهور التعشير في المصاحف الأولى له قيمة خاصة أكيدة في تحديد تاريخ كتابة المصحف الهدية موضوع هذا البحث ...
قال الداني في كتابه " البيان في عد آي القرآن " :
" ... عن الأوزاعي أنه قال : سمعت قتادة يقول : بدؤوا فـنـقّـطوا ، ثم خـمـسـو ، ثم عـشّـروا " .
و قال محقق الكتاب ، العلامة الدكتور غانم قوري الحمد ، بهامش الصفحة :
" ـ [ الداني : المحكم ص 10 ] ـ و معنى خمّـسوا و عشّروا ، وضعو علامة للخموس و العشور . و الخموس جمع خَـمْـس ، و العشور جمع عَـشْـر، و ذلك بأن توضع علامة عند رأس كل خمس آيات أو عشر آيات ، و قد يقال التخميس و التعشير " [1].
و يُرْمَـزُ إلى التعشير في المصحف الهدية هذا برسم مربع أحمر بداخله نجمة أو شبه رسومات نباتية ، عند رأس كل عشر آيات ...
علامات التعشير بالمصحف الهدية :
كنت قد لاحظت وجود علامات التعشير هذه أثناء تدويني للملاحظات الأولية الخاصة برسم ألفاظ سورة البقرة ... و هذه بعض ملاحظاتي عنها :
· ـ لا يلتزم كاتب هذا المصحف ، رحمه الله و غفر له ، بوضع جميع علامات التعشير في مواضعها عند رأس كل عشر آيات ، بل و حتى بعض نقط الفصل بين الآيات ، و في الكثير من المواضع بالسور التي اطلعت عليها ... فسبحان من لا ينسى و لا يسهو ...
· ـ وجدت أول علامة بالمصحف الهدية ، بسورة البقر ، بالصفحة اليمنى للصورة رقم 13 ، على رأس الآية { بلى من كسب سيئة و أحاطت به خطيئته فأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون } ، و رقمها بالعد الكوفي هو [81] ...
· ـ و ظهرت علامة التعشير الموالية بالصفحة اليسرى للصورة رقم 15 ، على رأس الأية التي تنتهي بقوله تعالى { ... قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مومنين } و رقمها بالعد الكوفي [91] ...
و هي علامات على رأس كل عشر آيات على التوالي ...
· ـ و الملاحظ غياب وضع علامات التعشر ما بين رأس الآية [ 181] في نهاية السطر الأخير بالصفحة اليمنى للصورة 31 ... إلى رأس الآية [212] ، في بداية السطر الخامس بالصفحة اليسرى للصورة 41 ، ...
و عدم وضعها على رأس كل عشر آيات في أماكن عديدة مما تبقى من سورة البقرة ...
و خرجت من دراسة علامات التعشير هذه باستنتاج مهم ، و هو أن العدد المتبع في وضع هذه العلامات بالمصحف الهدية هو العدد المكي ـ و ليس الكوفي ـ و بهذا يكون العدد تابعا للخط الذي كتب به المصحف ، كما سبق التخمين بذلك في المشاركة السابقة ...
و بما أن تحليل معطيات هذا الإستنتاج في سورة البقرة ، قد يطول و قد يبدو معقدا بعض الشئ لكثير من الزوار الكرام ، و ذلك نظرا لطول السورة و كثرة عدد آياتها و طول الكلام في عرض حيثيات المسألة ... أفضل تقديم دليل مبسط يفي بالمقصود ـ إن شاء الله ـ و هو دراسة علامات التعشير في سورة { العلق } ...
علآمات التعشير في سورة العلـق :
لاحظت خلال بحث سريع في علامات التعشير بقصار السور ، أن من الممكن اعتماد التعشير في معرفة العدد المتبع في المصحف الهدية و إليكم هذا المثال :
من المتفق عليه عند أصحاب العدد ، أن عدد آيات سورة { العلق } هو 20 [ عشرون ] آية في المدنيان و المكي ، و 19 آية في الكوفي و البصري ، و 18 آية في الشامي .
و باستبعاد اعداد المدنيين و البصري و الشامي ، بناء على دراسة عدد آي الفاتحة في المشاركة السابقة ، و النظر هنا في العددين المتبقيين المعتبرين و هما : المكي و الكوفي ،
و باعتبار ضرورة إكتمال عشر آيات لوضع كل علامة واحدة من علامات التعشير ، يكون من المفروض أن توجود علامتان في سورة { العلق } بالمصحف الهدية إذا كان عدد آياتها هو عشرين ، و تكون العلامة الثانية هذه على رأس السطر الأخير من السورة ، و يكون العدد المتبع في عد الآي و في تحديد وضع العلامتين هو العدد المكي ...
أو أن توجد بسورة العلق في هذا المصحف ، علامة تعشير واحدة ، على رأس الآيات العشر الأوائل ، و يبقى بعدها تسع آيات ، بدون علامة تعشير ثانية ، إذا كان عدد آياتها تسع عشرة آية ، و يكون العدد المتبع في عد الآي و تحديد موضع علامة التعشير الوحيدة في السورة ، و بالتالي في المصحف ، هو العدد الكوفي ...
و بالنظر في سورة { العلق } ، في المصحف الهدية ، نجد أن علامة التعشير الأولى موجودة وسط السطر العاشر بالصفحة اليسرى من الصورة 1 ، على رأس الآية العاشرة ، بعد قوله تعالى : { ... عبدا إذا صلى } *** .
و توجد العلامة الثانية على رأس الآية رقم {20 } بالصفحة اليمنى من الصورة 2 لسورة العلق ، بعد قوله تعالة { ... و اسجد و اقترب } ... و بهذا يمكن أن نقول بأن العدد المتبع في عد آي المصحف الهدية هو العدد المكي ، و هو تابع للخط الذي كتب به المصحف ، و هو الخط المكي و الله أعلم .
و سيأتي مزيد من التوضيح و الأدلة الخاصة بتحديد العدد المتبع في ترقيم و تعشير آيات المصحف الهدية ، في المشاركات القادمة إن شاء الله ...
و الله أعلم ... و له الأمر من قبل و من بعد .
عــلامات التعشير بالمصحف الهدية
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله[/align]
تمهيد :
ذكرت في مشاركتي الأخيرة اعتماد وضع نقطة في نهاية كل آية ، في المصحف الهدية لتحديد رؤوس الآي ، و هو ما يعتمد عليه في عصرنا هذا في عملية ترقيم آيات المصاحف المطبوعة ...
و جاء في بعض المراجع أن أول ما استـُعْــمـِل لهذا الغرض ، هو وضع ثلاث نقط على رأس كل آية : قال الداني :" عن الأوزاعي ، عن يحي بن أبي كثير قال :" ما كانوا يعرفون شيئا مما أحدث في هذه المصاحف إلا هذه النقط الثلاث عند رؤوس الآي " ...
و قال الداني [1] : عن الأوزاعي أنه قال : سمعت يحي بن أبي كثير يقول :" كان القرآن مجردا في المصاحف ، و أول ما أحدثوا فيه النقط على التاء و الياء و قالوا لا بأس به ، و هو نور له ، ثم أحدثوا فيه نقطا عند منتهى الآي ..."
و أتطرق اليوم إلى علامة أخرى اعتمدها القراء الأولون و كتاب المصاحف في تحديد عدد الآي في مصاحفهم ، و أقصد علامة ما يعرف باسم " التعشير " ، وهو وضع علامة مميزة على رأس كل عشر آيات ، بالمصاحف الأولى ، و منها المصحف الهدية هذا ... و التعشير هو كذلك مما استحدث في المصاحف الأولى . و تحديد تاريخ ظهور التعشير في المصاحف الأولى له قيمة خاصة أكيدة في تحديد تاريخ كتابة المصحف الهدية موضوع هذا البحث ...
قال الداني في كتابه " البيان في عد آي القرآن " :
" ... عن الأوزاعي أنه قال : سمعت قتادة يقول : بدؤوا فـنـقّـطوا ، ثم خـمـسـو ، ثم عـشّـروا " .
و قال محقق الكتاب ، العلامة الدكتور غانم قوري الحمد ، بهامش الصفحة :
" ـ [ الداني : المحكم ص 10 ] ـ و معنى خمّـسوا و عشّروا ، وضعو علامة للخموس و العشور . و الخموس جمع خَـمْـس ، و العشور جمع عَـشْـر، و ذلك بأن توضع علامة عند رأس كل خمس آيات أو عشر آيات ، و قد يقال التخميس و التعشير " [1].
و يُرْمَـزُ إلى التعشير في المصحف الهدية هذا برسم مربع أحمر بداخله نجمة أو شبه رسومات نباتية ، عند رأس كل عشر آيات ...
علامات التعشير بالمصحف الهدية :
كنت قد لاحظت وجود علامات التعشير هذه أثناء تدويني للملاحظات الأولية الخاصة برسم ألفاظ سورة البقرة ... و هذه بعض ملاحظاتي عنها :
· ـ لا يلتزم كاتب هذا المصحف ، رحمه الله و غفر له ، بوضع جميع علامات التعشير في مواضعها عند رأس كل عشر آيات ، بل و حتى بعض نقط الفصل بين الآيات ، و في الكثير من المواضع بالسور التي اطلعت عليها ... فسبحان من لا ينسى و لا يسهو ...
· ـ وجدت أول علامة بالمصحف الهدية ، بسورة البقر ، بالصفحة اليمنى للصورة رقم 13 ، على رأس الآية { بلى من كسب سيئة و أحاطت به خطيئته فأولئك اصحاب النار هم فيها خالدون } ، و رقمها بالعد الكوفي هو [81] ...
· ـ و ظهرت علامة التعشير الموالية بالصفحة اليسرى للصورة رقم 15 ، على رأس الأية التي تنتهي بقوله تعالى { ... قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مومنين } و رقمها بالعد الكوفي [91] ...
و هي علامات على رأس كل عشر آيات على التوالي ...
· ـ و الملاحظ غياب وضع علامات التعشر ما بين رأس الآية [ 181] في نهاية السطر الأخير بالصفحة اليمنى للصورة 31 ... إلى رأس الآية [212] ، في بداية السطر الخامس بالصفحة اليسرى للصورة 41 ، ...
و عدم وضعها على رأس كل عشر آيات في أماكن عديدة مما تبقى من سورة البقرة ...
و خرجت من دراسة علامات التعشير هذه باستنتاج مهم ، و هو أن العدد المتبع في وضع هذه العلامات بالمصحف الهدية هو العدد المكي ـ و ليس الكوفي ـ و بهذا يكون العدد تابعا للخط الذي كتب به المصحف ، كما سبق التخمين بذلك في المشاركة السابقة ...
و بما أن تحليل معطيات هذا الإستنتاج في سورة البقرة ، قد يطول و قد يبدو معقدا بعض الشئ لكثير من الزوار الكرام ، و ذلك نظرا لطول السورة و كثرة عدد آياتها و طول الكلام في عرض حيثيات المسألة ... أفضل تقديم دليل مبسط يفي بالمقصود ـ إن شاء الله ـ و هو دراسة علامات التعشير في سورة { العلق } ...
علآمات التعشير في سورة العلـق :
لاحظت خلال بحث سريع في علامات التعشير بقصار السور ، أن من الممكن اعتماد التعشير في معرفة العدد المتبع في المصحف الهدية و إليكم هذا المثال :
من المتفق عليه عند أصحاب العدد ، أن عدد آيات سورة { العلق } هو 20 [ عشرون ] آية في المدنيان و المكي ، و 19 آية في الكوفي و البصري ، و 18 آية في الشامي .
و باستبعاد اعداد المدنيين و البصري و الشامي ، بناء على دراسة عدد آي الفاتحة في المشاركة السابقة ، و النظر هنا في العددين المتبقيين المعتبرين و هما : المكي و الكوفي ،
و باعتبار ضرورة إكتمال عشر آيات لوضع كل علامة واحدة من علامات التعشير ، يكون من المفروض أن توجود علامتان في سورة { العلق } بالمصحف الهدية إذا كان عدد آياتها هو عشرين ، و تكون العلامة الثانية هذه على رأس السطر الأخير من السورة ، و يكون العدد المتبع في عد الآي و في تحديد وضع العلامتين هو العدد المكي ...
أو أن توجد بسورة العلق في هذا المصحف ، علامة تعشير واحدة ، على رأس الآيات العشر الأوائل ، و يبقى بعدها تسع آيات ، بدون علامة تعشير ثانية ، إذا كان عدد آياتها تسع عشرة آية ، و يكون العدد المتبع في عد الآي و تحديد موضع علامة التعشير الوحيدة في السورة ، و بالتالي في المصحف ، هو العدد الكوفي ...
و بالنظر في سورة { العلق } ، في المصحف الهدية ، نجد أن علامة التعشير الأولى موجودة وسط السطر العاشر بالصفحة اليسرى من الصورة 1 ، على رأس الآية العاشرة ، بعد قوله تعالى : { ... عبدا إذا صلى } *** .
و توجد العلامة الثانية على رأس الآية رقم {20 } بالصفحة اليمنى من الصورة 2 لسورة العلق ، بعد قوله تعالة { ... و اسجد و اقترب } ... و بهذا يمكن أن نقول بأن العدد المتبع في عد آي المصحف الهدية هو العدد المكي ، و هو تابع للخط الذي كتب به المصحف ، و هو الخط المكي و الله أعلم .
و سيأتي مزيد من التوضيح و الأدلة الخاصة بتحديد العدد المتبع في ترقيم و تعشير آيات المصحف الهدية ، في المشاركات القادمة إن شاء الله ...
و الله أعلم ... و له الأمر من قبل و من بعد .