23 - مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات ) [سورة النبأ : الآيات: 11 ـ 20]

إنضم
24/04/2003
المشاركات
1,398
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
01.png
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...
فقد سبق إيضاح مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل)، وقد تم البدء به أول أيام شهر رمضان المبارك للعام المنصرم 1432هـ، وقد تم تثبيت موضوع لتقييم المشروع، وحيث تم الإقبال ـ بفضل الله تعالى ـ على المشروع من عدد من الإخوة والأخوات، وبعد الاستشارة؛ سنبدأ إن شاء الله تعالى باستئناف المشروع في أول أيام هذا العام الهجري 1433هـ وذلك ابتداءً بجزء عم، نظراً لكثرة قراءته وتكراره، وسوف نثبت كل موضوع لمدة أسبوع كامل، ثم نبدأ بالآيات التي بعدها، أرجو من الإخوة الكرام والأخوات الكريمات، المشاركة بما لديهم من فوائد ولطائف واستنباطات، نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل مباركاً ...
[line]-[/line]
(سورة النبأ)
[وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)]
[line]-[/line]
تفسير الآيات (من التفسير الميسر):
[وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)]
وجعلنا النهار معاشا تنتشرون فيه لمعاشكم, وتسعَون فيه لمصالحكم؟
[وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)]
وبنينا فوقكم سبع سموات متينة البناء محكمة الخلق, لا صدوع لها ولا فطور؟
[وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)]
وجعلنا الشمس سراجًا وقَّادًا مضيئًا؟
[وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)]
وأنـزلنا من السحب الممطرة ماء منصَبّا بكثرة, لنخرج به حبًا مما يقتات به الناس وحشائش مما تأكله الدَّواب , وبساتين ملتفة بعضها ببعض لتشعب أغصانها؟
[إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)]
إن يوم الفصل بين الخلق, وهو يوم القيامة, كان وقتًا وميعادًا محددًا للأولين والآخرين, يوم ينفخ المَلَك في "القرن" إيذانًا بالبعث فتأتون أممًا, كل أمة مع إمامهم.
[وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19)]
وفُتحت السماء , فكانت ذات أبواب كثيرة لنـزول الملائكة.
[وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)]
ونسفت الجبال بعد ثبوتها, فكانت كالسراب.
[line]-[/line]
وسوف يكون الحديث حول هذه الآيات بإذن الله تعالى في المحاور الآتية:
1- بيان معاني الآيات، ويدخل فيها بيان مشكل الآي.
2- بيان فضائل الآيات، وأسباب النزول.
3- بيان الأوامر والنواهي (وقد تم إفرادها لأهميتها).
4- بيان الدلالات الظاهرة كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين للآيات.
5- بيان الاستنباطات والفوائد العامة واللوازم من الآيات.
6- بيان الهدايات التربوية والآداب السلوكية من الآيات.
7- بيان موضوع الآيات (الوحدة الموضوعية).
8- عروض تقنية ومشجرات للآيات.
9- بيان القراءات وما يترتب عليها من أحكام.
10- بيان مناسبات آيات السورة، وتناسق مطلع السورة وختامها، ومناسبة السورة لما قبلها وما بعدها.


وختاماً .. أدعو جميع الإخوة والأخوات للتفضل بإتحافنا بما لديهم حول هذه السورة المباركة، وعسى أن تكون مشاركة أو فائدة تضاف فينفع الله بها نفعاً عظيماً...
والله الموفق،،،​
 
موضوع طريف ومهم يا دكتور فهد
وأرجو أن يضاف إلى بنوده الحديث عن المناسبات بين الآيات
والتناسق بين مطلع السورة وختامها
وبين السورة والسورة التي قبلها والتي بعدها.
جُزيت خير الجزاء.
 
موضوع طريف ومهم يا دكتور فهد
وأرجو أن يضاف إلى بنوده الحديث عن المناسبات بين الآيات
والتناسق بين مطلع السورة وختامها
وبين السورة والسورة التي قبلها والتي بعدها.
جُزيت خير الجزاء.
حياكم الله يا دكتور أحمد ، وقد سعدتُ بمشاركتكم وفقكم الله، وأبشر سيتم إدراج ما تفضلتم به من بنود إلى هذا الموضوع والموضوعات اللاحقة بإذن الله، وأرجو أن تفيدنا بما لديكم وفقكم الله في هذا الموضوع، وفقكم الله لكل خير...
 
- وصف الجنات بأنها (ألفاف) لم يسبق في كلام العرب كما ذكر ابن عاشور، ولذا عدّه من مبتكرات القرآن الكريم.

- بالنظر إلى ما ذكره سبحانه في آيات هذه السورة من النعم الجليلة التي أنعم بها على عباده نجدها تدرجت في أصول النعم وذكر أهمها وأبرزها من الآيات التي يشترك في إدراكها الجميع، وساحت بهم في الأرض والسماء حتى تكون دليلا على ما سواها مما لم يذكر. "وقد ابتدئت هذه الدلائل بدلائل خلق الأرض وحالتها وجالت بهم الذكرى على أهم ما على الأرض من الجماد والحيوان، ثم ما في الأفق من أعراض الليل والنهار. ثم تصاعد بهم التجوال بالنظر في خلق السماوات وبخاصة الشمس ثم نُزل بهم إلى دلائل السحاب والمطر فنزلوا معه إلى ما يخرج من الأرض من بدائع الصنائع ومنتهى المنافع فإذا هم ينظرون من حيث صَدروا وذلك من رد العجز على الصدر" ا.ه. التحرير والتنوير

- غرض هذه السورة هو (إثبات ربوبية الله تعالى والتنبيه على البعث والجزاء) ولذا جاءت الآيات متناسقة مترابطة فيها لتدل على هاتين الحقيقتين العظيمتين.
وبهذا المقطع يختم ذكر ما جاء فيها من النعم الجليلة، وقد كان في ذكرها إشارتان:
الأولى: الامتنان على العباد بها ليعرفوا صانعها وخالقها، فيعبدوه ويوحدوه.
الثانية: الاستدلال بها على البعث، وذلك بالإيماء إلى إنزال المطر وإنبات الزرع، كما هي عادة القرآن في الاستدلال بها عليه في مواضع عديدة كقوله تعالى: (وأنبتنا به جنات وحب الحصيد * والنخل باسقات لها طلع نضيد * رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج) وهو الخروج للحساب والجزاء.

ولذا كان الانتقال هنا مباشرة إلى ذكر اليوم الآخر بقوله جل في علاه: (إن يوم الفصل كان ميقاتا) وما بعدها من الآيات إلى آخر السورة، فتكون قد أوفت بالبيان عما تساءل عنه المشركون في بداية السورة ببيان واضح جليّ، يُشبع النفس بما ذُكر من النعم والامتنان بها، ويقنع العقل بما قام خلالها من أدلة عظيمة على الوحدانية والقدرة.
 
من الفوائد التي يمكن أن تستنبط من هذه الآيات:
1-أن السعي في تحصيل الرزق في النهار أعظم بركة من السعي في غيره من الأوقات
وذلك لموافقته سنة الله سبحانه حينما جعل هذا الوقت زمانا للمعاش.
2-في قوله تعالى(وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا.لنخرج به حبا ونباتا.وجنات ألفافا)
فائدة ألا وهي اثبات تأثير الأسباب حيث ان الله تبارك وتعالى جعل المعصرات كتلة
يخرج منها الغيث وجعل الغيث سببا لاخراج الحب والنبات وهو سبحانه قادر على
انزال الغيث وعلى اخراج الحب والنبات دون أن يكون هناك سحاب ولاغيث ولكن
أراد أن يعلمنا الأخذ بالاسباب وأن للأسباب أثرا لاينكر بيد أنه يجب علينا أن لانركن
الى الاسباب وننسى الاعتماد على الخالق وفي هذا الشأن يقول ابن تيمية رحمه الله:
(فالالتفات الى الاسباب شرك ومحو الاسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل والاعراض
عن الاسباب المأمور بها قدح في الشرع فعلى العبد أن يكون قلبه معتمدا على الله لاعلى
سبب من الاسباب والله ييسر له من الاسباب مايصلحه في الدنيا والاخرة)
 
عودة
أعلى