18 - مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات ) [سورة البقرة : الآيات: 161 ـ 170]

إنضم
24/04/2003
المشاركات
1,398
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
01.png
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...
فقد سبق إيضاح مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل)، ونكمل إن شاء الله الليلة آيات سورة البقرة، أرجو من الإخوة الكرام والأخوات الكريمات، المشاركة بما لديهم من فوائد ولطائف واستنباطات، نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل مباركاً ...
[line]-[/line]
(سورة البقرة)
بسم الله الرحمن الرحيم
[align=justify]
[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162) وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170)]
[/align][line]-[/line]
تفسير الآيات (من التفسير الميسر):
إِنَّ الَّـذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُـوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِـمْ لَعْنَـةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَـةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161):
إن الذين جحدوا الإيمان وكتموا الحق, واستمروا على ذلك حتى ماتوا, أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين بالطرد من رحمته.
خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (162):
دائمين في اللعنة والنار, لا يخفف عنهم العذاب, ولا هم يمهلون بمعذرة يعتذرون بها.
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163):
وإلهكم -أيها الناس- إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبودية خلقه له, لا معبود بحق إلا هو, الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق, الرحيم بالمؤمنين.
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164):
إن في خلق السموات بارتفاعها واتساعها, والأرض بجبالها وسهولها وبحارها, وفي اختلاف الليل والنهار من الطول والقصر, والظلمة والنور, وتعاقبهما بأن يخلف كل منهما الآخر, وفي السفن الجارية في البحار, التي تحمل ما ينفع الناس, وما أنـزل الله من السماء من ماء المطر, فأحيا به الأرض, فصارت مخضرَّة ذات بهجة بعد أن كانت يابسة لا نبات فيها, وما نشره الله فيها من كل ما دبَّ على وجه الأرض, وما أنعم به عليكم من تقليب الرياح وتوجيهها, والسحاب المسيَّر بين السماء والأرض -إن في كل الدلائل السابقة لآياتٍ على وحدانية الله, وجليل نعمه, لقوم يعقلون مواضع الحجج, ويفهمون أدلته سبحانه على وحدانيته, واستحقاقه وحده للعبادة.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165):
ومع هذه البراهين القاطعة يتخذ فريق من الناس من دون الله أصنامًا وأوثانًا وأولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى, ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة, ما لا يليق إلا بالله وحده. والمؤمنون أعظم حبا لله من حب هؤلاء الكفار لله ولآلهتهم; لأن المؤمنين أخلصوا المحبة كلها لله, وأولئك أشركوا في المحبة. ولو يعلم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك في الحياة الدنيا, حين يشاهدون عذاب الآخرة, أن الله هو المتفرد بالقوة جميعًا, وأن الله شديد العذاب, لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم من دونه, ويتقربون بهم إليه.
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ (166):
عند معاينتهم عذاب الآخرة يتبرأ الرؤساء المتبوعون ممن اتبعهم على الشرك, وتنقطع بينهم كل الصلات التي ارتبطوا بها في الدنيا: من القرابة, والاتِّباع, والدين, وغير ذلك.
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167):
وقال التابعون: يا ليت لنا عودة إلى الدنيا, فنعلن براءتنا من هؤلاء الرؤساء, كما أعلنوا براءتهم مِنَّا. وكما أراهم الله شدة عذابه يوم القيامة يريهم أعمالهم الباطلة ندامات عليهم, وليسوا بخارجين من النار أبدًا.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُـوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168):
يا أيها الناس كلوا من رزق الله الذي أباحه لكم في الأرض, وهو الطاهر غير النجس, النافع غير الضار, ولا تتبعوا طرق الشيطان في التحليل والتحريم, والبدع والمعاصي. إنه عدو لكم ظاهر العداوة.
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (169):
إنما يأمركم الشيطان بكل ذنب قبيح يسوءُكم, وبكل معصية بالغة القبح, وبأن تفتروا على الله الكذب من تحريم الحلال وغيره بدون علم.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ (170):
وإذا قال المؤمنون ناصحين أهل الضلال: اتبعوا ما أنـزل الله من القرآن والهدى, أصرُّوا على تقليد أسلافهم المشركين قائلين: لا نتبع دينكم, بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا. أيتبعون آباءهم ولو كانوا لا يعقلون عن الله شيئًا, ولا يدركون رشدًا؟
[line]-[/line]
وسوف يكون الحديث حول هذه الآيات بإذن الله تعالى في المحاور الآتية:
1- بيان معاني الآيات، ويدخل فيها بيان مشكل الآي.
2- بيان فضائل الآيات، وأسباب النزول.
3- بيان الأوامر والنواهي (وقد تم إفرادها لأهميتها).
4- بيان الدلالات الظاهرة كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين للآيات.
5- بيان الاستنباطات والفوائد العامة واللوازم من الآيات.
6- بيان الهدايات التربوية والآداب السلوكية من الآيات.
7- بيان موضوع الآيات (الوحدة الموضوعية).
8- عروض تقنية ومشجرات للآيات.
9- بيان القراءات وما يترتب عليها من أحكام.
وختاماً .. أدعو جميع الإخوة والأخوات للتفضل بإتحافنا بما لديهم حول هذه الآيات الكريمة، في هذا الشهر المبارك، وعسى أن تكون مشاركة أو فائدة تضاف فينفع الله بها نفعاً عظيماً...

والله الموفق،،،
 
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
هذا منهج القرآن الكريم في تقريب المحسوس وما تدركه الأفهام والعقول ليكون التصديق والإيمان ومن ثم لله عز وجل التسليم والتعظيم.
وتأمل كيف يظهر الله للعبد خيره له بقوله تعالى{بما ينفع الناس}وقوله{فأحيا به الأرض} و{السحاب المسخر}..فمن يتفكر يكون منه الحمد والشكر لله جل جلاله وتبارك وعز في خلقه..
ولذلك ختمت الآية {لآيات لقوم يعقلون} فالجاهل بهذه الآيات والمعرض عنها وعن خالقها لا عقل له{إن هم إلا كالانعام بل هم أضل}..والله أعلم وأعلى وأحكم.
 
التعديل الأخير:
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ }(167)
الولاء والبراء في الإسلام منهج عقدي مهم فقهه لا سيما في هذا الزمان ومع الأنفتاح الإعلامي وأختلاط الثقافات وامتزاج أهل الديانات والفرق في كثير من وسائل الإعلام..فالأمر بالجد خطير..
والمخرج من هذا فهم المقصود بالولاء والبراء والعمل به كما أرده إسلامنا أن يكون لا ما أرده غيره أن يكون..
والله أعلم وأحكم..
 
قال تعالى(ولاتتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين)انظروا يا اخواني الى هذا الخبيث اللعين
بلعنة الله سبحانه وتأملوا مكره ودهاءه، لقد علم أن طريق الاغواء لايمكن أن يكون دفعة واحدة
بل لابد أن يكون خطوة خطوة فهو لايستبق الخطوات ولايحرق المراحل ،لذا استطاع أن يصيب
هدفه ويحقق مايصبو اليه في أكثر الأحيان،فياليت اخواني يستحضون أهمية البعد الزمني عند رغبتهم
التغيير وأن يتدرجوا ويرفقوا بمن يدعونهم الى الله لعل جهودهم تؤتي ثمارها ، ومتى ماتخلينا عن هذا
المنهج فستكون العواقب وخيمة،واني لأظن عدم استحضار هذا المسلك عند الشباب من أسباب
وقوعهم في التفجير والتخريب.
 
جاء الحديث في هذه الآيات عن الاتباع والمتوعين وحالهم ، ولأهمية هذا الموضوع انقل لكم شيء مما في بحثي للماجستير الذي كان بعنوان:" الصحبة في القرآن الكريم دراسة موضوعية"
وكان من ضمن مباحثي مبحث خاص بصحبة الاتباع
وكان من بعض صور الاتباع في القرآن الكريم سواء أكان اتباعاً صالحاً أم اتباعاً فاسدا ما يلي :

1- " صورة الاتباع العقدي" ([1]) : المتمثل في تلقي الأفكار والآراء من السادة والكبراء"([2]).كما بين تعالى ذلك في قوله: [FONT=QCF_BSML]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P427]ﮁ[/FONT][FONT=QCF_P427]ﮂ[/FONT][FONT=QCF_P427]ﮃ[/FONT][FONT=QCF_P427]ﮄ[/FONT][FONT=QCF_P427]ﮅ[/FONT][FONT=QCF_P427]ﮆ[/FONT][FONT=QCF_P427]ﮇ[/FONT][FONT=QCF_P427]ﮈ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ [/FONT][سورة الأحزاب 33/67]. (أي: اتبعنا السادة وهم الأمراء والكبراء من أهل المشيخة, وخالفنا الرسل، واعتقدنا أن عند هؤلاء شيئاً. وصحبناهم على هذا، فإذا هم ليسوا على شيء، فأضلونا عن السبيل، وأزالونا عن المحجة الحقة وطريق الهدى والإيمان)([3]). كذلك ما كان من فرعون ومن تبعه, كما قال تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P369]ﭑ[/FONT][FONT=QCF_P369]ﭒ[/FONT][FONT=QCF_P369]ﭓ[/FONT][FONT=QCF_P369]ﭔ[/FONT][FONT=QCF_P369]ﭕ[/FONT][FONT=QCF_P369]ﭖ[/FONT][FONT=QCF_P369]ﭗ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT][سورة الشعراء 26/40]. كذلك قوله تعالى عن بعض من أرسل إليهم الرسل:[FONT=QCF_BSML] ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭑ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭒ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭓ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭔ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭕ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭖ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭗ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭘ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭙ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭚ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭛ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭜ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭝ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭞ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭟ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭠ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭡ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭢ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭣ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭤ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭥ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭦ[/FONT][FONT=QCF_P026]ﭧ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] [سورةالبقرة2/170].
2- اتباع خطوات الشيطان، وطرائقه ومسالكه وما يأمر به، ولبيان خطورة هذا النوع من الاتباع، جاء تحذر المولى جل ثناؤه من ذلك حيث قال تعالى:
[FONT=QCF_BSML]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯧ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯨ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯩ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯪ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯫ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯬ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯭ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯮ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯯ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯰ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯱ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯲﯳ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯴ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯵ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯶ[/FONT][FONT=QCF_P025]ﯷ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT][سورة البقرة 2/168]. وقال: [FONT=QCF_BSML][FONT=QCF_BSML]ﮋ[FONT=QCF_P352]ﭒ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭓ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭔ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭕ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭖ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭗ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭘﭙ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭚ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭛ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭜ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭝ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭞ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭟ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭠ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭡﭢ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭣ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭤ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭥ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭦ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭧ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭨ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭩ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭪ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭫ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭬ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭭ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭮ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭯ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭰ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭱ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭲﭳ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭴ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭵ[/FONT][FONT=QCF_P352]ﭶ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT][/FONT][/FONT][سورة النــور 24/21]. وبين نتيجة اتباعه، وأنه لا محالة سيتخلى عن أتباعه، وخاصة في أصعب المواقف، في الدنيا والآخرة، ولا أشد وأفظع من يوم العرض الأكبر، يوم الرجوع إلى الله، حيث يتبرأ الشيطان ممن تبعه وأفنى عمره في اتباعه وطاعته، فها هو ذا الخبيث ينأى بنفسه، موبخاً أصحابه, مشنعاً عليهم, وفاضحا لهم:
[FONT=QCF_BSML]ﮋ[FONT=QCF_P258]ﮌ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮍ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮎ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮏ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮐ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮑ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮒ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮓ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮔ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮕ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮖ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮗﮘ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮙ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮚ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮛ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮜ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮝ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮞ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮟ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮠ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮡ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮢ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮣﮤ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮥ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮦ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮧ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮨﮩ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮪ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮫ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮬ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮭ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮮ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮯﮰ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﮱ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯓ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯔ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯕ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯖ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯗﯘ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯙ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯚ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯛ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯜ[/FONT][FONT=QCF_P258]ﯝ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] [سورة إبراهيم 14/22].
[/FONT]3- اتباع الهوى والشهوات، قال تعالى:[FONT=QCF_BSML] ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P100]ﭪ[/FONT][FONT=QCF_P100]ﭫ[/FONT][FONT=QCF_P100]ﭬ[/FONT][FONT=QCF_P100]ﭭ[/FONT][FONT=QCF_P100]ﭮﭯ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT][سورة النساء 4/135] وذلك أن " اتباع الهوى يطمس نور العقل ويعمي بصيرة القلب، ويصد عن اتباع الحق, ويضل عن الطريق المستقيم، فإذا اتبع العبد هواه فسد رأيه ونظره، فيرى الحسن في صورة القبيح, والقبيح في صورة الحسن، فيلتبس عليه الحق بالباطل، فأنى له الانتفاع بالتذكر، والتفكر والعظة"([4]).
4- " الاتباع الأخلاقي: ويتمثل في الاقتداء بالمتبوعين في مظاهر السلوك والأخلاق"([5])، فإذا كان المتبوعون ممن اتصف بالأخلاق الكريمة كان أتباعهم مثلهم، ومن ذلك ما جاء في وصف الحواريين الذين صحبوا عيسى- عليه السلام- فقال تعالى عنهم: [FONT=QCF_BSML]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮁ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮂ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮃ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮄ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮅ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮆ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮇ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮈ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮉ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮊ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮌ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮍ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮎ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮏ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮐ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮑ[/FONT][FONT=QCF_P541]ﮒ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] [سورة الحديد 57/27] .وقال في وصف الصحابة - رضوان الله عليهم - أتباع المصطفى ‘: [FONT=QCF_BSML]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭑ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭒ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭓﭔ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭕ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭖ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭗ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭘ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭙ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭚ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭛﭜ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭝ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭞ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭟ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭠ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭡ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭢ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭣ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭤﭥ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭦ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭧ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭨ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭩ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭪ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭫﭬ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭭ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭮ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭯ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭰﭱ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭲ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭳ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭴ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭵ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭶ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭷ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭸ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭹ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭺ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭻ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭼ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭾ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﭿ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮀ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮁﮂ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮃ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮄ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮅ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮆ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮇ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮈ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮉ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮊ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P515]ﮌ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] [سورة الفتح 48/29]. وهذا عام في جميع من يسير على نهجهم.
أما إذا كان المتبوعون ممن اتصفوا بالانحراف الأخلاقي فإن الأتباع يكونون مثلهم خاصة إذا لم ينكر عليهم أحد، ومن ذلك ما كان عليه قوم لوط عليه السلام، فقد شاعت فيما بينهم الرذيلة والفاحشة ولم ينكرها أحد من أصحاب العقول السليمة إلا لوط- عليه السلام - كما قال تعالى عنه: [FONT=QCF_BSML]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯘ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯙ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯚ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯛ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯜ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯝ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯞ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯟ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯠ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯡ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯢ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯣ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯤ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯥ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯦ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯧ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯨ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯩ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯪ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯫ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯬ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯭ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯮ[/FONT][FONT=QCF_P399]ﯯ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT][سورة العنكبوت 29/29], فما كان إلا أن أنجاه الله وأهله إلا امرأته من هذا، وأنزل عليهم سخطه و عذابه فخسف بهم الأرض فجعل عاليها سافلها،كما قال تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭑ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭒ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭓ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭔ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭕ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭖ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭗ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭘ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭙ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭚ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭛ[/FONT][FONT=QCF_P231]ﭜ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT] [سورة هود 11/82].في إشارة منه -سبحانه وتعالى -وزجر وتحذير للعباد من أن يفعلوا فعلهم ويقتفوا أثرهم فيصيبهم ما أصابهم([6]).
5- "الاتباع السياسي: وذلك بالانحياز إلى جانب المتبوعين وموالاتهم والتحالف معهم وربط المصير بهم والتأييد لكل ما يصدر عنهم"([7]). ويظهر هذا في قول الملأ من قوم ملكة سبأ حين استشارتهم في أمر سليمان عليه السلام، كما قال تعالى:[FONT=QCF_BSML] ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯖ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯗ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯘ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯙ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯚ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯛ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯜ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯝ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯞ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯟ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯠ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯡ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯢ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯣ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯤ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯥ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯦ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯧ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯨ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯩ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯪ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯫ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯬ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯭ[/FONT][FONT=QCF_P379]ﯮ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT][سورةالنمل 27/32-33].
ثم بين المولى - جل ثناؤه - المصير والمآل الذي يؤول إليه هذا النوع من العلاقة والصحبة والمعاشرة بين الأتباع والمتبوعين، وعرض النتيجة والعاقبة الحسنة لمن اتبع الحق المنـزل من عند الله- جل جلاله - في كتبه وسار على خُطا أنبيائه ورسله، وحكم عقله وصحب وتابع من كان لله عابداً وموحداً وداعياً إليه على بصيرة وعلى علم، ولم يطلب منه أجراً، وإنما صحبه ولازمه لهدف واحد هو عبادة الله والخلوص من عذابه والوصول إلى مغفرته وجنانه؛ فتكون عاقبته السعادة والفوز في الدنيا والآخرة.

([1]) الأتباع والمتبوعين في القرآن 192.

([2]) المصدر السابق192.

([3]) انظر جامع البيان22/50, تفسير ابن كثير3/520.

([4]) مدارج السالكين 1/449.

([5]) الأتباع والمتبوعين في القرآن192.

([6]) بتصرف من تفسير ابن سعدي342.

([7])الأتباع والمتبوعين في القرآن 192.
 
التعديل الأخير:
لمسة بيانية للدكتور فاضل السامرائي:

ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة (أولئك يلعنهم الله) و (أولئك عليهم لعنة الله)؟

يلعن فعل والفعل يدل على الحدوث والتجدد أما اللعنة فهي إسم والإسم يدل على الثبوت. في الآية الأولى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {159}) اللعنة تستمر ما داموا يكتمون ما أنزل الله وهو ما زالوا أحياء، وهؤلاء المذكورين في الآية يكونوا ملعونين ما داموا لم يتوبوا وكتموا ما أنزل الله أما إذا تابوا عما فعلوا يغفر الله لهم ولهذا جاء بالصيغة الفعلية (يلعنهم الله).
أما الآية الثانية (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {161}) فالمذكورين في الآية هم الذين كفروا وماتوا أي هم أموات ولقد حلّت عليهم اللعنة فعلاً وانتهى الأمر ولا مجال لأن يتوبوا بعدما ماتوا ولهذا جاء بالصيغة الإسمية في (عليهم لعنة الله) لأنها ثابتة ولن تتغير لأنهم ماتوا على الكفر.
 
مما يستنبط من الآيات:
يستنبط من قوله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)]، إثبات عقيدة أهل السنة والجماعة بخلود الكفار في النار، وعدم خلود العصاة من المؤمنين، وذلك مفهوم من قوله تعالى: (وماتوا وهم كفار) ومعناه أن من لم يمت وهو كافر لم يصر إلى ذلك المصير، والله أعلم.
 
مما يستنبط من الآيات:
يستنبط من قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُـوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)]: القاعدة الأصولية المعروفة، وهي أن الأصل في الأشياء الإباحة.
 
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُـوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }
ثمة إشارة هنا على أن من الأعداء من يكون ظاهر العدواة كما الشيطان الذي كشفه الله لنا وكذلك منهم من يخفى علينا عداوته كالمستشرقين والمنصرين وكذلك اللبراليين وكثير ممن يبثون سمومهم وينشرون فسادهم فالحذر الحذر..
ولاحظ انه سبحانه ذكر عدو مبين ولم يذكر لأحد هذ الصفة دليل على إننا بهذه الحياة الدنيا دار إبتلاء وإمتحان وسنتعرض لإعداء لنا يحاربون ويشوهون هذا الدين الإسلامي وبخفاء..
ولاحظ لما ذكر سبحانه أن بداية الوقوع في عدواة الشيطان هي الخطوات فكذلك منشأ الإستجابة لإعداء الله هي خطوات ومنها وأهمها وسائل الإعلام الفاسدة وغيرها كثير..والله أعلم.
 
التعديل الأخير:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُـوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}
وعلى هذا كما قرر كثير من أهل العلم يجب التشهير بالمفسدين والإعداء إذا شاع فسادهم وتمردهم وإذاهم للمسلمين وهم بعد أن عرفوا الحق وأعرضوا عنه استكباراً وعناداً والعياذ بالله ليسلم الناس من شرهم وحقدهم وحسدهم..والله أحكم وأعلى وأعلم..
 
{إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}
وبهذا إشارة والله أعلم على فضل وأهمية العلم الشرعي والتوحيد..
فمن تعرف على الله وكل علم يقربه فيه سبحانه تبارك وعز لن يضل ولن يشقى{فاعلم انه لا إله إلا هو}..
فتح الله على قلوبنا فتوح العارفين بربنا تبارك في علاه..
 
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ}
تكرر كثيراً في مواضع بالقرآن الكريم التقليد الأعمى للاباء والأجداد والسابقين وهذا فيه إشارة على أن من عوائق نشر الدعوة والإستجابة لها التقليد الأعمى والتبعيه العوجاء للسابقين فهي من أصعب موانع الدعوة..
وكما أن بذلك إشارة على عظم حق التربية الإسلامية فالوالدين عليهما مسؤولية عظيمة بحسن التربية للإبناء والله أعلم..
 
[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)]
لعل من مناسبة هذه الآية الكريمة لما قبلها ((إن الذين يكتمون ...)) هو لبيان أنّ الذين كفروا وماتوا وهم كفار ليسوا معذورين بكتمان سادتهم لما أنزل الله مما بينه للناس في الكتاب .
 
عودة
أعلى