الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...
فقد سبق إيضاح مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل)،ونكمل إن شاء الله الليلة آيات سورة البقرة، أرجو من الإخوة الكرام والأخوات الكريمات، المشاركة بما لديهم من فوائد ولطائف واستنباطات، نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل مباركاً ...
[line]-[/line]
تفسير الآيات (من التفسير الميسر): وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111): ادَّعى كلٌّ من اليهود والنصارى أن الجنة خاصة بطائفته لا يدخلها غيرهم, تلك أوهامهم الفاسدة. قل لهم -أيها الرسول-: أحضروا دليلكم على صحة ما تدَّعون إن كنتم صادقين في دعواكم. بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَـهُ أَجْرُهُ عِنْـدَ رَبِّهِ وَلا خَـوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112): ليس الأمر كما زعموا أنَّ الجنة تختص بطائفة دون غيرها, وإنما يدخل الجنَّة مَن أخلص لله وحده لا شريك له, وهو متبع للرسول محمد r في كل أقواله وأعماله. فمن فعل ذلك فله ثواب عمله عند ربه في الآخرة, وهو دخول الجنة, وهم لا يخافون فيما يستقبلونه من أمر الآخرة, ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا. وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113): وقالت اليهود: ليست النصارى على شيء من الدين الصحيح, وكذلك قالت النصارى في اليهود وهم يقرؤون التوراة والإنجيل, وفيهما وجوب الإيمان بالأنبياء جميعًا. كذلك قال الذين لا يعلمون من مشركي العرب وغيرهم مثل قولهم, أي قالوا لكل ذي دين: لست على شيء, فالله يفصل بينهم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه مِن أمر الدين, ويجازي كلا بعمله. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114): لا أحد أظلم من الذين منعوا ذِكْرَ الله في المساجد من إقام الصلاة, وتلاوة القرآن, ونحو ذلك, وجدُّوا في تخريبها بالهدم أو الإغلاق, أو بمنع المؤمنين منها. أولئك الظالمون ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا المساجد إلا على خوف ووجل من العقوبة, لهم بذلك صَغار وفضيحة في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب شديد. وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115): ولله جهتا شروق الشمس وغروبها وما بينهما, فهو مالك الأرض كلها. فأي جهة توجهتم إليها في الصلاة بأمر الله لكم فإنكم مبتغون وجهه, لم تخرجوا عن ملكه وطاعته. إن الله واسع الرحمة بعباده, عليم بأفعالهم, لا يغيب عنه منها شيء. وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116): وقالت اليهود والنصارى والمشركون: اتخذ الله لنفسه ولدًا, تنـزَّه الله -سبحانه- عن هذا القول الباطل, بل كل مَن في السموات والأرض ملكه وعبيده, وهم جميعًا خاضعون له, مسخَّرون تحت تدبيره. بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117): والله تعالى هو خالق السموات والأرض على غير مثال سبق. وإذا قدَّر أمرًا وأراد كونه فإنما يقول له: "كن" فيكون. وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118): وقال الجهلة من أهل الكتاب وغيرهم لنبي الله ورسوله محمد r على سبيل العناد: هلا يكلمنا الله مباشرة ليخبرنا أنك رسوله, أو تأتينا معجزة من الله تدل على صدقك. ومثل هذا القول قالته الأمم من قبلُ لرسلها عنادًا ومكابرة; بسبب تشابه قلوب السابقين واللاحقين في الكفر والضَّلال, قد أوضحنا الآيات للذين يصدِّقون تصديقًا جازمًا؛ لكونهم مؤمنين بالله تعالى، متَّبعين ما شرعه لهم. إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119): إنا أرسلناك -أيها الرسول- بالدين الحق المؤيد بالحجج والمعجزات, فبلِّغه للناس مع تبشير المؤمنين بخيري الدنيا والآخرة, وتخويف المعاندين بما ينتظرهم من عذاب الله, ولست -بعد البلاغ- مسئولا عن كفر مَن كفر بك; فإنهم يدخلون النار يوم القيامة، ولا يخرجون منها. وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120): ولن ترضى عنك -أيها الرسول- اليهود ولا النصارى إلا إذا تركت دينك واتبعتَ دينهم. قل لهم: إن دين الإسلام هو الدين الصحيح. ولئن اتبعت أهواء هؤلاء بعد الذي جاءك من الوحي ما لك عند الله مِن وليٍّ ينفعك, ولا نصير ينصرك. هذا موجه إلى الأمّة عامة وإن كان خطابًا للنبي r. [line]-[/line] وسوف يكون الحديث حول هذه الآيات بإذن الله تعالى في المحاور الآتية: 1- بيان معاني الآيات، ويدخل فيها بيان مشكل الآي. 2-بيان فضائل الآيات، وأسباب النزول. 3- بيان الأوامر والنواهي (وقد تم إفرادها لأهميتها). 4- بيان الدلالات الظاهرة كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين للآيات. 5- بيان الاستنباطات والفوائد العامة واللوازم من الآيات. 6- بيان الهدايات التربوية والآداب السلوكية من الآيات. 7- بيان موضوع الآيات (الوحدة الموضوعية). 8- عروض تقنية ومشجرات للآيات. 9- بيان القراءات وما يترتب عليها من أحكام.
وختاماً .. أدعو جميع الإخوة والأخوات للتفضل بإتحافنا بما لديهم حول هذه الآيات الكريمة، في هذا الشهر المبارك، وعسى أن تكون مشاركة أو فائدة تضاف فينفع الله بها نفعاً عظيماً...
أتمنى على الأخوة المشاركين الإطلاع على مشاركات الآخرين قبل وضع مساهماتهم من أجل تفادي التكرار . وكذلك اجتناب النقل من التفاسير الأخرى والإكتفاء بما لديهم من فوائد واستنباطات فتح الله بها عليهم ،حتى تتم الفائدة المرجوّة وهي إضافة ما هو جديد من أفكار وفوائد. وجزاكم الله خيراً .
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111
هذا مناقض لقولهم (لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة). مما يثبت أنهم يعيشون في تخبط عقدي. فالجزم بدخول الجنة يحتاج الى عقيدة صافية لا يشوبها تشكيك ولا انحراف. وقد أقرّوا آنفاً أنهم سيدخلون النار أياماً معدودة. وهذا يناقض صفاء العقيدة السليمة ويشكك في صدق الإيمان الجازم الذي يفضي بصاحبه الى الجنة بلا مقدمات الولوج الى النار والعياذ بالله.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114):
ما علاقة اليهود في منع ذكر الله في المساجد ؟
جاءت هذه الآية أثناء التحدث عن اليهود ومعتقداتهم. فما علاقة ذلك بالمساجد؟
حينما احتل اليهود فلسطين فإنهم تسلّطوا على مساجد المسلمين هناك وكما أعلم فإن أكثر من 360 مسجداً قامت اسرائيل بدميرها في حرب ال 48ومنها مسجد قريتنا. ولقد رأيت أثناء زيارتي في التسعينات بقايا مساجد كثيرة في القرى المدمّرة ما زالت بعض محاريبها قائمة تشكو الظلم والقطيعة. ولقد رأيت أيضاً تحويل بعض المساجد التي سلمت من الهدم الى نوادي ومقاهي لشرب الخمر والمشروبات. ولا حول ولا قوّة إلا بالله.
أكثر الناس منعا لذكر لله في المساجد هم الأئمة الذي يؤمون الناس في الصلاة وهم ليسوا أهلا لها
فمن تولى أمرا من أمور المسلمين وهو يعلم من هو أحق منه فقد خان الله ورسوله وجماعة المؤمنين أو كما قال النبي الأمي
والله أن الناس في فلسطين تحبذ الصلاة في البيوت من سوء أئمتنا ولا أدري كيف هو الحال في القرى الأخرى
اللهم هيئ لوزارات الأوقاف من هم أهلا لها
حسبنا الله ونعم الوكيل
في الآيات المباركات فوائد عظيمة للدعاة إلى الله ومنها:
ــ الدعوة إلى التوحيد وإصلاح العقيدة من اسس الدعوة إلى الله وأهم غاياتها..وهذا ماسار عليه جميع الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة والتسليم..
ــ اليهود والنصارى في تخبط وخلاف ونزاع وكذلك من تبعهم وأخذ بمسلكهم..وهذا إشارة وتأكيد على أن من المدعويين من يحتاج لإصلاح العقيدة والتحرر من الأفكار الباطلة والمعاديه..
ــ تعظيم مجالس الذكر ومن ذلك المساجد والتي هي ميادين الدعوة إلى الله من علامة التقوى والتوفيق..فإعمارها وبنائها لايكون إلا بذكر الله والدعوة إليه جل علاه...وكما أن بها العزة والشرف بدنيا والأخرة.
ــ العلم شرفه بالعمل به ومتى ماترك الداعيه العمل بما علمه كان محل خذلان واغضب الملك الديان.
ــ المخالفين لهذا الدين الإسلامي الحنيف لهم من الآماني الباطلة والطرق والخطط الخبيثة ومايجب على الداعية الثبات على العقيدة والدعوة إليها والدفاع عنها وتذكيرهم باليوم الأخر من أسلم وأزكى الأعمال لهم وأكملها.
ــ نصرة الله ورحمته لمن دعاه وعمر الكون بذكره فلما ذكر سبحانه جزاء من منع مساجد الله وضيق من ذلك نشر الخير للناس ذكر الله سبحانه انه واسع الرحمه فالداعية سينصره الله مهما تعرض من إيذاء وتضييق وحصار..فالله معه ولن يخذله سبحانه..
يُنكر الله على اليهود والنصارى اتخاذ الهوى مرجعية للحكم على الطرف الآخر,دون التحاكم إلى مصدر الشريعة,وهو كتاب الله ووحيه إليهم,خصوصا أن الحكم يدورعلى صحة المعتقد من عدمه. وكذلك يتماثل معهم من تحاكم إلى ثقافة مجتمعه الديني,أو حزبه,في الحكم على الآخر دون الاحتكام إلى شرع الله في ذلك.
فما المراد بــ (اسم الله )هنا ؟ وكيف يكون السعي في خراب المساجد ؟
قد يكون منع المصلين من الصلاة في المساجد,كما حدث سابقا في تونس,ويحدث الآن في بعض الجمهوريات الإسلامية,عندما منعت الأطفال من الصلاة في المساجد.
ووصف الله بمن يسعى إلى منع (اسم الله)والسعي في خراب المساجد بالخوف,دلالة على أن أحد أسباب هذا السعي الآثم هو الخوف من دور المسجد الحقيقي,و هو الذي نفتقده في الغالب,والله المستعان.
"وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" هنا يبين الله خطأ من ظنّ أن دور المسلم محصور في بناء(المسجد),بل مكان المسلم لا يحده فضاء.
"في هذه الآية تقرير لقاعدة لا توجد في غير القرآن من الكتب السماوية ، وهي أنه لا يقبل من أحد قولا لا دليل عليه ، ولا يحكم لأحد بدعوى ينتحلها بغير برهان يؤيدها ، ذلك أن الأمم التي خوطبت بالكتب السالفة لم تكن مستعدة لاستقلال الفكر ومعرفة الأمور بأدلتها وبراهينها ؛ ولذلك اكتفى منهم بتقليد الأنبياء فيما يبلغونهم وإن لم يعرفوا برهانه ، فهم مكلفون أن يفعلوا ما يؤمرون ، سواء عرفوا لماذا أمروا أو لم يعرفوا ، ولكن القرآن علم أهله أنيطالبوا الناس بالحجة ؛ لأنه أقامهم على سواء المحجة . وجدير بصاحب اليقين أن يطالب خصمه به ويدعوه إليه ، وعلى هذا درج سلف هذه الأمة الصالح ، قالوا بالدليل وطالبوا بالدليل ونهوا عن الأخذ بشيء من غير دليل ، ثم جاء الخلف فحكم بالتقليد..".(تفسير المنار1/345) . وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120): من الفوائد في هذه الآية أن من سنن الله تأييد متبعي الهدى على علم صحيح وأنهم هم الغالبون المنصورون.
{وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}جاءت هذه المقولة الشنيعة بين آيتين فيها تعظيم لله جل جلاله , فقبلها قال : {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } و بعدها قال {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْض وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } فكأنه يقول : يا حمقى أيليق بمن له المشرق والمغرب ومن بدع السموات والأرض وله ما فيهن وأمره بين الكاف والنون = أن يتخذ ولدا . سبحانه . وثمَّ وقفة تربوية : فينبغي عند ذكر أقوال الكافرين والزائغين عن صراط رب العالمين = في الله وأسمائه وصفاته (والكلام في الصفات كالكلام في الذات) أن ننزّه الله عن تلك الأقوال ونقدسه , لذا كانت أول كلمة بعد ذكر قولهم {سبحانه}. فتعالىالله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
في قوله تعالى(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله
هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولانصير)
بعض الفوائد أذكر منها مايلي:
1-يجب على الداعية الى الله عز وجل أن لاينساق وراء أهوية الجماهير بل يسير على
وفق ماتمليه عليه شريعتنا الغراء.
2-أن من سار في دعوته على اجتهاداته الشخصية وأقيسته العقلية بعيدا عن نور الوحي
فلن يجد من الله النصرة والتمكين.
3-تقديم رضى الله سبحانه على رضا الناس.
4-أن المعصية يعظم جرمها اذا كانت عن علم.
5-أن ولاية الله ونصرته تتحقق بقدر اتباع الحق.
6-أن الرسول عليه الصلاة والسلام مبلغ عن الله ولايملك أن يتنازل عن شيء من الدين.
7-طلب الهداية من الكتاب والسنة وأن من يطلبه في غيرهما فسيضل ويضل.
8- غنى الله سبحانه عن خلقه قال تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني
الحميد)
9- أن الداعية الى الله سبحانه يجب عليه أن يتسلح بسلاح العلم اقتداء بالنبي عليه الصلاة
والسلام.
10-فيها اشارة والله أعلم الى نصرة النبي عليه الصلاة والسلام وعلو دينه على سائر الأديان.
زادكم الله من واسع فضله ... ماأحسن هذه الفكرة ! اللهم اجز كل من نفعنا بهذه الدرر وثقل بها موازين حسناتهم ... وارفع بها درجاتهم ... وبارك لهم في علمهم وعملهم يارب العالمين ...
(لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم ) قلما تجبر متجبر في الارض الا اهانه الله قبل موته فسخر به الكبير والصغير واضحى حديث المجالس (لما استكبروا لقاهم الله المذلة في الدنيا قبل الاخرة ) تفسير بن كثير
(ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين ) فلما اخافوا عباد الله اخافهم الله اذا كان لا اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه فلا اعظم ايمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية تفسير السعدي
يُنكر الله على اليهود والنصارى اتخاذ الهوى مرجعية للحكم على الطرف الآخر,دون التحاكم إلى مصدر الشريعة,وهو كتاب الله ووحيه إليهم,خصوصا أن الحكم يدورعلى صحة المعتقد من عدمه. وكذلك يتماثل معهم من تحاكم إلى ثقافة مجتمعه الديني,أو حزبه,في الحكم على الآخر دون الاحتكام إلى شرع الله في ذلك.
كلا أخت عصماء. اظن أنك أخطأت في ذلك. فلا يوجد اي ترابط وثيق بين اليهود والنصارى عقيدياً في تلك الآية والقول الذي قالوه كان كلٌ على حده. أي أن النصارى قالوا مثل قول اليهود في ذلك. ولم يقرروا مجتمعين ما قالوه. بدليل الآية التي بعدها والتي تُظهر الاختلاف العقيدي فيما بينهم(وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء)
أما المساجد وعدم ذكر اسم الله فيها. ألا تلاحظين انها جاءت ضمن صفات اليهود وأفعالهم؟ فكيف تصرفين المعنى الى تونس أو غيرها من البلدان؟ ؟ فرغم ما بها من عموم لفظي إلا أن اليهود لهم دخل مباشر في نزول تلك الآية والله أعلم. حبذا لو تراجعي المشاركات السابقة قبل أن تحرري أي شيء وكما اسلفنا سابقاً. وجزاك الله الخير كله. .
(وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى ) دليل على ان كل مدع دعوى محتاج الى تثبيتها واقامة البرهان عليها واذا كان المدعى عن شيء لله لم يقبل ذلك البرهان الا عن الله تعالى لقوله تعالى في الاية قبل هذه (قل أتخذتم عند الله عهدا ) القصاب / نكت القران
عذرا اخي الفاضل فلم ارى طلبك في اول الموضوع بعدم النقل من التفاسير
اذكر عند دراستي لبعض الايات من هذه السورة حينما سالت استاذي في الكلية كيف نجمع بين قول (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله )وبين قول الله (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره )؟ فذكر لي ان الاية الاولى : اذا كان العبد يصلي في غيراتجاه القبلة وهو على غير علم او لا يستطيع الاتجاه الى القبلة فصلاته صحيحة اما الاية الثانية : اذا كان على علم بالقبلة فيجب الاتجاه الى بيت الله الحرام فالقضية في الاتجاه
التسبيح يشتمل دلالتين: التنزيه والتعظيم.
وقد تكون الدلالتان محتملتين ، وقد يكون التنزيه هو المقدم في السياق، ويكون التعظيم من لوازمه، وقد يكون التعظيم هو المقدم في السياق ، والتنزيه متضمن فيه.
وفي قوله : (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ)
تقدمت دلالة التنزيه، وهي تستلزم التعظيم، فالمنزه لله عن الولد هو معظم له.
قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ تدبر هذا المقطع العظيم من الآية: أليس يعلمنا أدب الحوار مع الآخرين؟ ألا يدل على ضرورة حسن الإستماع للآخر ولو كان رأيه ساذج أو تافه؟.
قول الله عزوجل : (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً آو نصارى تلك أمانيهم ...) الآية تكشف القناع عن مدى الكيد المستميت من قبل الأعداء على مر الزمان فالآية الكريمة وما يتلوها من الآيات تنبه على ما يقوم به أولئك القوم من التشويش وإثارة الشبه وتشكيك المؤمنين بمعتقداتهم الصحيحة سواء كانت عقدية أو غير ذلك ؛ ولذلك أرشد الله تعالى إلى كيفية إبطالها وبيان زيفها وكذبها مطالبتهم بالدليل الذي في النهاية يبين فساد تلك الترهات والإدعاءات والأماني الباطلة (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
فمكائد الأعداء على قسمين هما :
١- ما يتصل بإفساد العقول والأفكار ويكون ذلك بإثارة الشبه المتتابعة ولا زالوا على هذه الوسيلة حتى عصرنا الحاضر ومن الشواهد على ذلك ما يبثه المستشرقون حول العلوم الدينية على وجه العموم .
ومواجهتها تكون بتصدي أهل العلم الراسخون لهم بالدليل الشرعي والعقلي .
٢- ما يتصل بالأفعال الناتجة عن التأثير على المعتقدات وقد أشارت إليها الآية : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) فلن يألوا الأعداء جهداً بإستمالت المؤمنين حتى يتحولوا إلى دينهم .
والعاصم من ذلك معرفة الهدى من الضلال والاستمساك بالحق .
والله تعالى أعلم .