أم الأشبال
New member
- إنضم
- 30/06/2004
- المشاركات
- 503
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
﴿ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ ﴾ / أ.د زيد العيص.حفظه الله.
أ. د. زيد العيص.
في الآية طرف من وصْفٍ ورد في شأْن الصَّحابة الكرام - رضي الله تعالى عنهم - وهذا التَّشبيه بديعٌ عجيب؛ لأنَّ فيه تجزئةً للتَّشبيه، فقد شُبِّه النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – بالزَّارع، وشُبه الصَّحابة بالزَّرع الذي تعاهده الزَّارع حتَّى نَما، وكثُرت فروعُه، واستوى على سوقه، فكما أنَّ الزَّرع الذي يكون شأنُه هذا من النَّماء والتفْريع واشتداد السوق، يعجب الزُّراع الذين زرعوه وتعاهدوه، فكذلك الصَّحابة الكرام، فإنَّهم موضع إعجاب وإجْلال الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فقد زاد عددهم، واشتدَّ عُودُهم، ونَما إيمانُهم.
ولمَّا كان الواقع يشهد أنَّ زرعًا كهذا لا بدَّ أن يكون له من يعجب به من الزُّراع وأهل الخبرة، فإنَّ تشبيه الصَّحابة الكِرام به يتضمَّن أنَّه يوجد مَن يعجب بالصَّحابة الكرام ويسرُّ بذكرهم، وكذلك يوجد في الجهة المقابلة من فُتِنَ في دينه فاغتاظ من الصحابة الكرام؛ لتوهُّمات أوحى بها الشيطان إليهم.
ولا شكَّ أنَّ هؤلاء على خطَرٍ عظيمٍ، فالآية صريحةٌ في بيان أنَّ من يَجد في نفسه شيئًا على الصَّحابة الكرام، فإنَّه يشمله ما في هذه الآية من حكم.
ذكر القرطبي في تفسيرِه عن عروة الزُّبيْري قال: كنَّا عند مالكِ بن أنسٍ فذكروا عنده رجُلاً ينتقِص أصحاب الرَّسول - صلى الله عليه وسلَّم - فقرأ مالك هذه الآية: ﴿ مُحَمَّد رَّسُولُ اللَّهِ ﴾ إلى أن بلغ قولَه تعالى ﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ ﴾، قال مالك: "مَن أصبح من الناس في قلبه غيْظ على أحدٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أصابته هذه الآية".
قال الطَّاهر بن عاشور المفسِّر، رحِم الله مالكَ بن أنس ورضِي عنه، ما أدقَّ استنباطَه!
ولا أحسب أنَّ أحدًا ينازع في حُكْم كهذا؛ لأنَّ الآية ناطقةٌ به، صريحةٌ في بيانه، ولأنَّ الصَّحابة الكرام كانوا الوسيط بيْنَنا وبين رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكما كان الرَّسول وسيطًا ورسولاً بيْنَنا وبين الله - تعالى - ولوْلاه ما وصلنا هذا الدين، فكذلِك الصَّحابة الكِرام، فإنَّه لوْلاهم ما وصلَنا هذا الدين، فهم الذين حفِظوه وفهِموه وحملوه بكلِّ وعْيٍ وصِدْقٍ وأمانة، فأيُّ نيل منهم يعدُّ نيْلاً من القُرآن الكريم والسنّة النبوية، ورحِم الله الإمام العالم أبا زُرعة حين قال: "إذا رأيتَ أحدًا ينتقِص من الصحابة، فاعلم أنَّه زنديق". لأنَّهم هم من حمَل إليْنا هذا الدين، والطَّعن فيهم طعْن فيه.
منقول / الألوكة .
منارات قرآنية
﴿ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ ﴾
في الآية طرف من وصْفٍ ورد في شأْن الصَّحابة الكرام - رضي الله تعالى عنهم - وهذا التَّشبيه بديعٌ عجيب؛ لأنَّ فيه تجزئةً للتَّشبيه، فقد شُبِّه النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – بالزَّارع، وشُبه الصَّحابة بالزَّرع الذي تعاهده الزَّارع حتَّى نَما، وكثُرت فروعُه، واستوى على سوقه، فكما أنَّ الزَّرع الذي يكون شأنُه هذا من النَّماء والتفْريع واشتداد السوق، يعجب الزُّراع الذين زرعوه وتعاهدوه، فكذلك الصَّحابة الكرام، فإنَّهم موضع إعجاب وإجْلال الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فقد زاد عددهم، واشتدَّ عُودُهم، ونَما إيمانُهم.
ولمَّا كان الواقع يشهد أنَّ زرعًا كهذا لا بدَّ أن يكون له من يعجب به من الزُّراع وأهل الخبرة، فإنَّ تشبيه الصَّحابة الكِرام به يتضمَّن أنَّه يوجد مَن يعجب بالصَّحابة الكرام ويسرُّ بذكرهم، وكذلك يوجد في الجهة المقابلة من فُتِنَ في دينه فاغتاظ من الصحابة الكرام؛ لتوهُّمات أوحى بها الشيطان إليهم.
ولا شكَّ أنَّ هؤلاء على خطَرٍ عظيمٍ، فالآية صريحةٌ في بيان أنَّ من يَجد في نفسه شيئًا على الصَّحابة الكرام، فإنَّه يشمله ما في هذه الآية من حكم.
ذكر القرطبي في تفسيرِه عن عروة الزُّبيْري قال: كنَّا عند مالكِ بن أنسٍ فذكروا عنده رجُلاً ينتقِص أصحاب الرَّسول - صلى الله عليه وسلَّم - فقرأ مالك هذه الآية: ﴿ مُحَمَّد رَّسُولُ اللَّهِ ﴾ إلى أن بلغ قولَه تعالى ﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ ﴾، قال مالك: "مَن أصبح من الناس في قلبه غيْظ على أحدٍ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أصابته هذه الآية".
قال الطَّاهر بن عاشور المفسِّر، رحِم الله مالكَ بن أنس ورضِي عنه، ما أدقَّ استنباطَه!
ولا أحسب أنَّ أحدًا ينازع في حُكْم كهذا؛ لأنَّ الآية ناطقةٌ به، صريحةٌ في بيانه، ولأنَّ الصَّحابة الكرام كانوا الوسيط بيْنَنا وبين رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكما كان الرَّسول وسيطًا ورسولاً بيْنَنا وبين الله - تعالى - ولوْلاه ما وصلنا هذا الدين، فكذلِك الصَّحابة الكِرام، فإنَّه لوْلاهم ما وصلَنا هذا الدين، فهم الذين حفِظوه وفهِموه وحملوه بكلِّ وعْيٍ وصِدْقٍ وأمانة، فأيُّ نيل منهم يعدُّ نيْلاً من القُرآن الكريم والسنّة النبوية، ورحِم الله الإمام العالم أبا زُرعة حين قال: "إذا رأيتَ أحدًا ينتقِص من الصحابة، فاعلم أنَّه زنديق". لأنَّهم هم من حمَل إليْنا هذا الدين، والطَّعن فيهم طعْن فيه.
منقول / الألوكة .