المغفرة سببها الاستغفار والاستغفار سببه الفتح...والقرآن يفسر بعضه ببعضا فإذا رجعنا إلى سورة (النصر) - وقد نزلت قطعا قبل سورة (الفتح) - تجد فيها الأمر بالاستغفار إذا وقع الفتح:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)} [النصر : 1 - 3]
فيكون الترتيب السببي على هذا النحو:
اذا جاء نصر الله فاستغفر
واذا استغفرت يغفر الله لك...
وقد طوت سورة الفتح الامر بالاستغفار لأنه واقع ولا بد - فلا يمكن للرسول صلى الله عليه وسلم ألا ينفذ أمر ربه- فربط النتيجة بسبب السبب:
﴿إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُبينًا لِيَغفِرَ لَكَ اللَّهُ﴾
العلاقة بين السورتين وطيدة حتى في التسمية :
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
فسميت الأولى سورة النصر ـ وسميت الثانية سورة الفتح!